اذهبي الى المحتوى
~~أم أسيل~~

حزب الله.. من المقاومة في لبنان إلى جلد المقاومين في إيران

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

 

حزب الله.. من المقاومة في لبنان إلى جلد المقاومين في إيران

 

تابعية حزب الله للنظام الإيراني لا تحتاج إلى أدلة أو براهين تقدم من خلال مقال أو وثيقة سرية أو تقارير مخابراتية, فقيادة الحزب قد رفعت ومنذ زمن طويل عناء البحث عن كاهل المهتمين في هذا الأمر وقالتها بصراحة: أنها تأتمر بأوامر إمام الأمة (الخميني) ومن ثم سلفه ولي أمر المسلمين (علي خامنئي).

 

وما لم تقله قيادة حزب الله قاله الإيرانيون أنفسهم؛ أن حزب الله والذي كان شعاره ولغاية عام 1992م (حزب الله الثورة الإسلامية في لبنان) هو جناح الثورة الإيرانية وأحد مواقعها المتقدمة, وقد تردد مثل هذا الكلام ولأكثر من مرة على لسان المؤسس الحقيقي لحزب الله الشيخ "علي أكبر محتشمي بور" أحد أبرز الراديكاليين الذين تبوأ مناصب مهمة في النظام الإيراني, حيث قام بتأسيس حزب الله يوم كان سفيرًا لبلاده في دمشق عام 1982م, حينها كانت السلطات السورية تخوض حربًا طاحنة مع جماعة الإخوان المسلمين, وكانت تتوجس من ظهور أية حركة إسلامية جديدة, فحينها لم تكن توجد على الساحة اللبنانية أية حركة إسلامية, فجميع الحركات الفلسطينية واللبنانية كانت علمانية, وجميعها كان مواليًا لسوريا تقريبًا (ما عدا حركة فتح أبو عمار), ولم يكن لسوريا أية تجربة في التعامل مع الحركة الإسلامية, حيث لم تكن ظهرت بعد حركة الجهاد أو حماس أو غيرها من الحركات الإسلامية التي أصبحت من حلفاء سوريا.

 

وكانت الحركة الوحيدة التي يتزعمها رجل دين هي حركة "أمل" بقيادة موسى الصدر, وكان من حلفاء دمشق, وكان الرجل قد نحى بحركته منحى الحركات العلمانية الموجودة على الساحة اللبنانية. لهذا فإن وجود حركة دينية متطرفة في الساحة اللبنانية كان أمرًا جديدًا ويثير التخوف لدى النظام السوري, خصوصًا وأن هذه الحركة قد جاءت ولادتها على يد نظام غير عربي ولديه نزعة دينية راديكالية ومخطط توسعي, فهذا النظام وإن كان قد أعلن تحالفه مع سوريا إلا أنه كان في بدايات حكمه ولم تكن الأمور قد استقرت في إيران بعد, حيث صراع الأجنحة كان على أشده آنذاك, ولهذا حاولت سوريا في بداية الأمر منع تكوين تنظيم موالي لإيران في لبنان, لذا فقد بعثت برسالة غير مباشرة لعلي أكبر محتشمي لثنيه عن قراره تشكيل حزب الله, وذلك من خلال إرسال المخابرات السورية طردًا بريديًا ملغومًا له (حسب ما كشف عنه بعض المنشقين من الحرس الثوري الإيراني الذين عملوا في لبنان), إلا أن الأخير حالفه الحظ ولم يمت, غير أنه قد بترت إحدى يديه.

وعقب الإعلان رسميًا عن قيام حزب الله جرت احتكاكات بين القوات السورية العاملة في لبنان والحزب, ردت عليها القوات السورية بفتح النار على عناصر من حزب الله كانوا يصلون في مسجد الإمام الرضا في بئر العبد في الضاحية الجنوبية في بيروت, وقتلت أكثر من عشرين عنصرًا منهم, ما زاد من توتر العلاقات بين محتشمي وحزب الله من جهة والسلطات السورية من جهة أخرى.

 

إلا أن ضعف مواقع تيار محتشمي في النظام الإيراني وانتهاء مدة سفارته في دمشق أصبح زمام حزب الله بيد الدائرة المحيطة مباشرة بالخميني والتي كانت تربطها علاقات حسنة مع النظام السوري تعود إلى فترة السبعينيات, ولهذا تمكنت تلك الدائرة من تغير مسار العلاقة بين حزب الله وسوريا ليصبح الحزب فيما بعد من أقرب المقربين لدمشق وأحد أياديها الباطشة في الساحة اللبنانية, مع المحافظة على ولائه الأول والأخير لطهران.

 

حزب الله وبعد انسحاب قوات الاحتلال (الإسرائيلي) من الجنوب اللبناني, نتيجة لاتفاقيات إقليمية ودولية بعضها سرية وأخرى علنية (كتفاهم نسيان الذي أعقب عمليات عناقيد الغضب), إضافة إلى الضربات التي كان يتلقاها من المقاومين اللبنانيين, فقد أصبح حجمه (حزب الله) أكبر من الدولة اللبنانية, حيث سجل انسحاب قوات الاحتلال نصرًا له ولإيران وليس للشعب اللبناني ومقاومته البطلة, وبات ذكر الحزب بكلمة نقد تعد كفرًا لا يغتفر, وأصبح ما يكتب عن تصرفات الحزب الهمجية في الساحة اللبنانية أو ما يكتب عن تابعيته لإيران وعملياته الإرهابية التي نفذها بأوامر إيرانية, سواء منها تلك التي نفذها ضد معارضين إيرانيين في الخارج أم خطفه للطائرات وأخذه الرهائن من المدنيين وتهريبه المخدرات أم غيرها, فمن يذكر هذه التصرفات يعد معاديًا لإيران وللمقاومة وعميلاً لإسرائيل! أو يرمى بتهمة الطائفية.

فهذا أقل ما يقال ضد من لم تطله أيادي حزب الله ليذهب ضحية انفجار سيارة مفخخة أو ينتهي بطريقة أخرى من طرق الاغتيالات والتصفيات الجسدية التي اشتهرت بهما خلال السنوات الأخيرة الساحتين اللبنانية والإيرانية.

وما كان يقال عن مشاركة حزب الله في الحرب الإيرانية ضد العراق, إضافة إلى مشاركته السلطات الإيرانية في قمع احتجاجات عرب الأحواز وبعض الاحتجاجات في المدن الإيرانية, والكشف عن دوره في تدريب الميليشيات الطائفية في العراق, جميع هذا الكلام كان يعد من قبل حزب الله ومؤيديه, ضمن الحلقات التآمرية ضد الحزب, وكأن ليس للعالم شغل شاغل غير هذه المجموعة من الحشاشين الذين يعملون لمن يدفع أكثر, كما كان حاصلاً في جنوب لبنان حيث أغلب مسئولي حزب الله الحاليين من الصف الثالث وما دونه كانوا يعملون مع جيش لبنان الجنوبي العميل لإسرائيل؛ كون راتبه كان أضخم من الرواتب التي تدفعها الميليشيات الأخرى, ولكن حين تم تشكيل حزب الله وأصبح هو من يدفع أكثر اتجه الجميع للعمل معه.

 

أحدث ما تم الكشف عنه مؤخرًا في إيران ويرتبط بحزب الله وأصبح حديث الساحة السياسية والطلابية الإيرانية هو معتقل "سوله کهريزک" في طهران, حيث ما يجري فيه من تعذيب يعد أكثر رعبًا ووحشية مما يجري في الزنزانة رقم 209 في سجن أفين سيئ الصيت.

وبحسب المصادر السياسية والإعلامية الإيرانية فإن قسمًا من هذا المعتقل المخيف والموجود تحت الأرض يقع تحت إدارة عناصر تابعة لحزب الله اللبناني, وهو قسم خاص بالمعتقلين الذين يتم نقلهم إلى طهران من الأقاليم والمدن غير الفارسية كالأحواز وبلوشستان وكردستان وغيرها, حيث وبعد الانتهاء من التحقيق معهم في هذا المعتقل يتم نقلهم عبر نفق خاص إلى الزنزانة 209 في سجن أفين.

 

وقد تحدث عدد من الطلبة الإيرانيين المفرج عنهم مؤخرًا عن مشاهداتهم لمعتقل "سوله کهريزک", حيث يمنع المعتقلون من الخروج من زنازينهم لتغير الجو أو رؤية الشمس, كما لا يحق للمعتقل الذهاب إلى دورة المياه أكثر من مرة واحدة في اليوم, ويعطى المعتقل وجبة غذائية واحدة في اليوم فقط وهي عادة ما تكون بيضة وبطاطة مسلوقة وقرصة خبز واحدة.

 

وقد أكد المعتقلون المفرج عنهم أن هذا المعتقل ليس جديدًا, فقد كان مخصصًا في السابق لاحتجاز غير الإيرانيين, وكان يدار من قبل عناصر حزب الله اللبناني, وقد سبق أن تم فيه احتجاز العديد من عناصر جناح تنظيم القاعدة في فلسطين ولبنان.

وقد أكد هؤلاء المفرج عنهم أن العديد من طلبة جامعة طهران الذين تم اعتقالهم على خلفية الأحداث المتكررة التي شهدتها جامعة طهران خلال السنوات الماضية, كانوا ينقلون إلى هذا المعتقل, وقد تم تعذيبهم على أيدي عناصر حزب الله المشرفين على تعذيب المعتقلين قبل أن يتم تسليمهم للمحققين الإيرانيين.

وقد كتب عن ذلك المعتقل وما يدور فيه من تعذيب وحشي على أيدي عناصر حزب الله, أبرز زعماء الاتحادات الطلابية والذي تم اعتقاله لمرات عديدة وتعرض لصنوف مختلفة من التعذيب هناك, وهو الطالب والسجين الشهير المهندس حشمت الله طبرزدي. فقد ذكر المهندس " طبرزدي" في بيان مطول له مؤخرًا قائلاً: قد تم اعتقالي مرات عديدة, وفي كل مرة كنت أتعرض فيها إلى أنواع مختلفة من التعذيب في السجون السرية رقم 209, و59, و2- ألف التابعة للمخابرات والمعتقل 240 التابع لاستخبارات الحرس الثوري, وقد كنت أذهل مما أسمعه من الطلبة المعتقلين حول أساليب التعذيب التي يتعرضون لها في الزنزانة رقم 209 والتي كان من بينها تعرض المعتقلين للتهديد بالتعذيب الجنسي, حيث لم أكن أسمع من قبل عن هذا النوع من التعذيب يمارس مع الطلبة المعتقلين. كنت أسمع فقط عن أساليب الضرب وحرمان المعتقل من النوم, إضافة إلى أساليب التعذيب الروحية الأخرى, ولم أكن أسمع منهم أنهم تعرضوا إلى التعذيب الجنسي في الزنزانة 209 والتي هي أشهر المعتقلات رعبًا. ولكنها المرة الأولى التي سمعت بها بهذا النوع من التعذيب عن لسان "عبد الله مومني" و"علي أفشار" وهما من زعماء الاتحادات الطلابية الذين تعرضوا للاعتقال مرات عدة, حيث أكدا لي أنه قد تم تهديدهما في المعتقل "2- ألف" بأنهم سوف يوضعون مع سجناء مجرمين قد يعتدون عليهم جنسيًا إذا لم يدلوا باعترافهما.

 

لكن ما فاجئني هذه المرة هو ما كشف عنه بعض طلبة جامعة "لی تکنيک" المفرج عنهم مؤخرًا, حيث كشف لي بعضهم أنه قد تعرض لاعتداءات جنسية في معتقل "سوله کهريزك" الذي يديره عناصر من حزب الله اللبناني. فقد أكد هؤلاء الطلبة أن الاعتداءات الجنسية تمت ضدهم بواسطة القناني وبيض الدجاج وإدخال أدوات أخرى في أدبارهم. وكان من بين الذين تعرضوا إلى مثل هذا النوع من التعذيب المعتقل "بينا داراب زند" الذي كان أول من كشف عن هذا الأمر, وقد أعيد اعتقاله بعد أن كان قد أفرج عنه, وذلك بسبب كشفه عن هذا الأسلوب من التعذيب المرعب.

 

ويضيف طبرزدي قائلاً: لقد تم الكشف عن معتقل "سوله کهريزک" بعد أن تبين أن التعذيب الذي يجري ضد الطلبة المعتقلين لم يكن في الزنزانة 209 والتي هي معتقل مشهور لدى الجميع وكان يجري فيه التحقيق مع الطلبة, وإنما تم التعذيب في مكان قريب منه, وقد قادت المعلومات المتبادلة بين المعتقلين إلى الكشف عن هذا المعتقل الموحش (سوله کهريزک).

 

إذن بعد هذه الفضيحة الجديدة والشهادات التي قدمها الطلبة الإيرانيون, بماذا سوف يرد قادة حزب الله؟! طبيعي سوف لن تكون إجابات أكثر من تهريجات كغيرها من التهريجات السابقة, مرددين ذات الإسطوانة المشروخة التي حفظها الجميع, فمن المؤكد أنهم سوف يقولون: إن موضوع معتقل "سوله کهريزک" مجرد شائعات يحيكها أعداء المقاومة وأنصار (إسرائيل)! ولكن من سوء حظهم هذه المرة أن أخبار هذه الفضيحة لم تصدر من بيروت ولا من أي بلد عربي آخر, بل إنها خرجت من عاصمة الولي الفقيه الذي يدين له قادة حزب الله بالولاء المطلق ولا يمكنهم القول بأن طهران تتآمر عليهم. كما أن السلطات الإيرانية لم تكذب هذه الأخبار لأنها ببساطة لا يمكنها فعل ذلك, حيث إن لدى قادة الاتحادات الطلابية, والطلبة الذين تعرضوا للاعتقال والتعذيب على يد عناصر حزب الله في معتقل "سوله کهريزك", من الأدلة القاطعة والقادرة على إفحام نظام الملالي ومن والاه. ولكن قد قيل سابقًا: إن لم تستح فافعل ما تشتهي.

 

مفكرة الإسلام

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×