اذهبي الى المحتوى
~~أم أسيل~~

كان وراء البحر العظيم آلهة عظيمة يقال لها (أمريكا)

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركـاته,

 

انقل لكم هذه الخواطر من كتاب (( نزهة المستاقين في رياض المجاهدين))

 

=========

 

 

دروس من جامع قندهار .. (1) قصة وثن ...

 

المكان : قندهار عاصمة دولة أفغانستان الإسلامية

الجامع الكبير وسط البلدة ..

الزمان : ربيع 1634هـ

 

طلاب العلم يتحلقون حول شيخهم بعد صلاة العصر

شيخ وقور بعمامة سوداء .. تضفي عليه لحيته البيضاء هيبة و جلال ..

 

قال الشيخ : الحمدلله و الصلاة و السلام على نبينا محمد و آله و صحبه و من والاه و بعد .

إقرأ يا محمد آصف ..

 

حمد الله و أثنى عليه ثم قرأ :

قال صاحب ( معجم الأوثان ) رحمه الله تعالى :

باب الألِف .. (أمريكا) .. و قال بعضهم أميركا بتقديم الياء على الراء ..

قال المصنف

بلغنا ..أنه كان وراء البحر العظيم آلهة عظيمة يقال لها (أمريكا)

كان الروم قد جلبوها من بلادهم إلى الأرض الجديدة ..

و حشدوا لها العبيد من إفريقية و الصنّاع من الصين

و العلماء من كل بلاد الدنيا .. حتى عظمت و اشتهرت و ذاع صيتها

و عبدت من دون الله في الأرض ..

و كان الناس يعبدونها .. خوفاً .. و طمعا

و قد بلغنا أنها إذا غضبت على أحد .. ترسل عليه قذائف من نار من مكانها

فتدك أرضه و تهلك الحرث و النسل ..

و إذا رضيت على أحد أغدقت عليه

من الأموال و النساء و الخمور و الملذات .. ما يعجز الوصف عن بيانه

و من الناس كذلك من يعبدها .. محبة و افتتاناً و تألهاً ..

قال المصنف رحمه الله : و تلك فتنة الله يضل بها من يشاء ..

و قد روى بعض المؤرخين عمن أدرك زمانها ..

أنها كانت لها آلة عجيبة ..

تزرع صنماً لها في قلب كل إنسان .. فيخافها و يرجوها دون أن يشعر ..

و ذلك أنها تسحر بهذه الآلة عيون الناس فيرونها على غير حقيقتها ..

فتعظم في عيونهم .. و قلوبهم .. فيهابونها ..

و يظنون أنها تعلم كل شيء .. و تسمع كل شيء .. و تحيط بكل شيء ..

حتى اعتقد كثير من الناس أنها تراهم و هم في بيوتهم و بين أهليهم ..

و قد عظم شرها .. و عم بلاؤها ..و خضعت لها الدنيا ..

و ملكت ما بين المشرق و المغرب .

و غمّ المسلمين بها غماً عظيما .. حتى من الله على الأمة بالإمام المجدد .. الموفّق المؤيَّد ..

أبوعبدالله أسامة بن محمد عوض بن لادن ..

فدمرها الله على يديه ..

و كان خروجه في بلاد الأفغان .. إلى الشرق من خراسان ..

و كانت بلد هجرته و جهاده .. نصره أهلها .. و قاموا معه ..

أما أصله فمن حضرموت و سكن المدينة المنورة ..

 

قال محمد آصف :انتهى كلام صاحب معجم الأوثان يا شيخ ..

قال الشيخ :

نعم .. و قد افتتن بأمريكا خلق من المسلمين .. و منهم من كفر بها ..

و لكن لم يجرؤ منهم أحد على معاداتها .. و منابذتها ..

حتى قام فيهم أسامة ..

فدعا الناس إلى حرب أمريكا .. فسفهوه .. و لاموه .. و استصغروه ..

فلم يتلفت إلى قولهم .. و نصره جماعة .. و آواه الأفغان كما قال المصنف ..

فأرسل إلى أمريكا طليعة اختارها من أهل النجدة و البأس ..

ففقأوا عينيها .. و كسروا أنفها .. على أعين الناس.. و بين سدنتها و حرسها ..

ثم كمن أسامة ..

 

فأرعدت و أزبدت و أرسلت صواعقها فأحرقت اليابس و الأخضر ..

و صبت غضبها على العالم أجمع .. فخرجت في جيوش مجيشة .. تدمر كل ما يقف في طريقها

و احتلت الدنيا كلها .. و ملئت البر و البحر .. و السماء ..

فلم تقدر عليه .. قال الشيخ : و كان غالب حال الناس آنذاك ..

كحال الناس يوم هدم خالد بن الوليد العزّى

قالوا نتربص به و ننظر ما تصنع به الآلهة

فلما لم تضره كفروا بها ..

و هكذا نظر الناس في أمر أسامة و أمريكا و قالوا ( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين )

 

فلما رأوا عجزها .. .. بطل في عيونهم سحرها ..

فإذا بالأصنام التي كانت زرعتها في قلوبهم .. تتهاوى و تتلاشى ..

و هذا أعظم ما فعل أسامة .. أن أزال رهبتها من قلوب الناس ..

قال الشيخ : قرأ أسامة

 

( لقد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم ... )

 

فتأسى به و اقتدى بسنته في كسر الأصنام ..

فعمد إلى أصنامهم فجعلها جذاذا .. و دمر حصنهم الأعظم و قلعتهم المنيعة ..

و قد شاهد العالم بأسره الأصنام و هي تتهاوى و تندك دكاً ..

فقال سدنتها و حرسها : من فعل هذا بآلهتنا ..

قال مستشاريهم و وزرائهم .. هناك فتى يذكرها .. يقال له أسامة ..

قالوا اقتلوه أو حرّقوه ..

فصبوا على مكمنه النار من السماء صبّا كأفواه القرب .. فجعلها الله برداً و سلاماً عليه

ثم جعل بعد ذلك يتخطفهم .. و يقتلهم في كل واد .. حتى أنهكهم ..

و صاحوا النجاء النجاء .. لا عزّى لكم اليوم ..

و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ..

قال أحد الطلبة : فبلاد الأفغان التي ذكرها .. المقصود بها بلادنا هذه يا شيخ ؟

 

قال الشيخ : نعم و ربي .. و قدم قندهار .. و جلس في مجلسي هذا ..

و أخبرني جدي أنه أدرك من رآه و قاتل معه في تلك الجبال .. و أشار جهة المشرق ..

قال أحد الطلبة : فأخبرنا يا شيخ المزيد عن قصة أسامة و الأصنام ..

فإن صاحب معجم الأوثان ..لم يشفِ غليلنا ..

 

قال الشيخ : إنما يعنى صاحب المعجم بالأوثان و ذكرها و أسماؤها ..

أما القادة الأبطال فتجد سيرهم في كتب التاريخ و السير و المغازي

و عندي بعض الكتب التي ترجمت له مثل (تاريخ قندهار) .

اشتريته من المكتبة السلفية في كابل عبر الإنترنت و جاءني بالبريد السريع .

و سنقرأ منه في درس الغد إن شاء الله تعالى

و كذلك ذكر الملا عبدالعليم صاحب المجالس المتوفى سنة 1501هـ طرفاً من أخباره

فلعلك يا محمد آصف أن تأتي بمجالس الملا عبدالعليم في درس بعد غد ..

و هو مطبوع يباع في مكتبة قندهار ..

و قد أفردت في سيرته كذلك كتب و مؤلفات .. سنذكرها في حينها ..

و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .. فانصرف الشيخ و انصرفنا ..

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

 

 

 

========

هماااااااام

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

دروس من جامع قندهار .. (2) خزرج العجم

 

جلس الشيخ بعد صلاة العصر في الجامع ..

 

و تحلق الطلبة حوله ..

 

قال الشيخ :

 

أحضرت معي كتاب (تاريخ قندهار) لنقرأ شيئا من سيرة البطل أسامة

 

كما وعدناكم في الدرس السابق ..

 

فأعطى الكتاب لمحمد آصف ..

 

فأخذه محمد آصف و نظر في الفهرس فاختار موضوعاً :

 

1417 قدوم أسامة و مبايعته أمير المؤمنين ملا عمر مجاهد

 

ثم حمد الله و قرأ :

 

قال المصنف رحمه الله تعالى :

 

ثم دخلت سنة سبع عشرة و أربعمائة و ألف ..

 

و في شهر الله المحرم من هذه السنة قدم أسامة و أتباعه قندهار ..

 

و ذلك أن أسامة لما أنكر على قومه عبادة الوثن

 

و أرادهم على حرب أمريكا .. لم يتبعه إلا قلة من قومه

 

و آخرون قدموا من بلادٍ شتى .. غرباء مطاردين .. ضعفاء أذلّة ..

 

نزاع من القبائل .. ليس لهم شوكة تمنعهم من الناس ....

 

فكان أسامة يعرض نفسه على رؤساء القبائل .. يبحث عمن يأويه و ينصره و أتباعه

 

حتى يؤدي ما عاهد الله عليه .. من تحطيم الصنم الأكبر ..

 

فسمع عن قيام حكم الإسلام في السودان ..

 

فأرسل إليهم فقالوا ائتنا على الرحب و السعة .. ضيف كريم ..

 

استثمر أموالك في البلاد .. و شاركنا إن أردت الجهاد ..

 

فشق طريق التحدي .. و أنشأ المعسكرات و ملأها بالمجاهدين ..

 

و باتوا بخير حال .. حيناً من الدهر ..

 

حتى قالت أمريكا .. أخرجوهم من قريتكم ..

 

فقالت السودان .. نفعل .. و ترضون عنا ؟..

 

اخرج يا أسامة .. من بلادنا ..

 

قال : أما أذنتم بالجهاد ..

 

قالت : جهاد قرنق و ليس أمريكا ..

 

قال .. فإياها أريد .. و لتدميرها أسعى ..

 

قالوا لا طاقة لنا بها .. فاخرج إنا لك من الناصحين ..

 

قال الشيخ :

 

خافت السودان أمريكا في أسامة .. و لم تخف الله فيه ..

 

و خيرت بين رضا أمريكا .. و أموال أسامة ..

 

فطردته .. فما نالت رضا أمريكا .. و لا أموال أسامة

 

و سلبوها حتى خفي حنين ..فلم ترجع بشيء ..

 

قال الشيخ : نعم ..أكمل ..

 

قال : قال المصنف رحمه الله تعالى :

 

فعاد أسامة يبحث عمن يأويه و ينصره ..

 

فأرسل إلى طالبان في قندهار ..

 

فقالوا .. هلمّ إلى السلاح و المنعة ..

 

قال : غايتي هدم هبل ..

 

قالو : الله أكبر .. نسف الأصنام هوايتنا ..

 

قال : الجهاد أريد ..

 

قالوا : فنحن أهل الجهاد .. و أبناء الحرب ..

 

من رحمها ولدنا و من ثديها رضعنا

 

قال : فهل لكم في جلاد بني الأصفر ؟

 

قالوا : حارب من شئت و سالم من شئت ..

 

و صِل حبل من شئت و اقطع حبل من شئت

 

و خذ من أموالنا ما شئت و دع ما شئت ..

 

إننا لصبُر في الحرب .. صدق عند اللقاء ..

 

و لو استعرضت بنا المحيط فخضته لقتال أمريكا .. لخضناه معك ..

 

قال : ستعضكم السيوف .. و ترميكم العرب و الروم و الترك عن قوس واحدة

 

قالوا :قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ..

 

قال : ستأتي أمريكا بقضها و قضيضها .. و تحزب عليكم الأحزاب و تجمع لكم الأحلاف

 

قالوا : الله مولانا و لا مولى لهم ..

 

قال : سيطأون أرضكم بجيوش لا قبل لكم بها ..

 

قالوا : إذا و الله لا نقول لك كما قال لك قومك إذهب أنت و ربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون

 

و لكن نقاتل بين يديك و من خلفك و عن يمينك و عن شمالك و لعل الله أن يريك منا ما تقر به عينك

 

و ما وطئ أرضنا جيش و خرج منتصراً .. أبدا .. خلا قتيبة ..

 

قال : سيتخلى عنكم الجميع .. و سيخذلكم أهل الأرض

 

قالوا : حسبنا الله و نعم الوكيل .. إن شاء أمدنا بأهل السماء

 

قال : يحاصرونكم و يجوعونكم

 

قالوا : إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين

 

قال : إياي يريدون ..

 

قالوا : لن يخلصوا إليك و فينا عين تطرف ..

 

قال : فتمنعوني مما تمنعون منه أزركم و نساءكم ..

 

قالوا : اللهم نعم .. الدم الدم و الهدم الهدم .. لا نقيل و لا نستقيل ..

 

فسمِّ الله .. و اضرب بيمينك ..

 

اضرب أسامة فداك آباءنا و أمهاتنا ..

 

اضرب و اتق بصدورنا .. نحورنا دون نحرك ..

 

اضربهم .. و روح القدس يؤيدك ..

 

هنا توقف محمد آصف عن القراءة على صوت نشيج الشيخ ..

 

نظرنا .. فإذا الشيخ قد غطى وجهه بردائه يهتز و له أزيز .. و يكبر

 

الله أكبر .. الله أكبر ..الله أكبر

 

فسكتنا برهة ...

 

ثم قال الشيخ و هو ينشج ..

 

لقد قرأت كتب التاريخ فلم أجد قوماً صدقوا في نصرة رجل

 

بعد أنصار رسول الله .. صلى الله عليه و سلم

 

مثل نصر طالبان لأسامة ..

 

و هاهي ذي قبورهم في تورا بورا و شاهي كوت و قندهار و كابل ..

 

تشهد بأنهم رجال لم يعرف التاريخ مثلهم ..

 

و قد بلغني أن عبّاد الصليب أسروا أحدهم و قالوا أخبرنا أين أسامة و نطلقك .

 

فقال : لو كان تحت قدمي ما رفعتها ..

 

أولئك آبائي فجئني بمثلهم .. إذا جمعتنا يا جرير المجامع ..

 

ثم بكى الشيخ .. و بكى ..

 

حتى انصرف و هو يبكي و لم يكمل الدرس ..

 

هماااااااام

 

=========

خواطر مجاهد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

(دروس من جامع قندهار... (3) ثم كيدون)

============================

 

انصرف الشيخ من صلاته، وأسند ظهره إلى أحد أعمدته، ثم سأل:

 

أين محمد آصف؟

 

- نعم يا شيخ

 

قال الشيخ: هل أحضرت "مجالس الملا عبد العليم"؟

 

 

- نعم يا شيخ... هذه "مجالس الملا عبد العليم"، أملاها على الفقير إلى عفو ربه "أخو من طاع الله"، سنة 1423 هـ، وكتبها في منتدى العرب على أجزاء... ثم جمعها في كتاب.

 

قال الشيخ: فاقرأ لنا ما قال الملا عن أسامة ومخالفيه.

 

 

قال آصف: نعم يا شيخ؛ قال المصنف رحمه الله؛ قال الملا عبدالعليم؛ وقد كان من خبر أسامة، أن عاداه عبّاد أمريكا في العالم، على سب آلهتهم وضربها وفقئ عينيها وكسر أنفها، وقالوا اقتلوه وانصروا آلهتكم، فتحالفوا كلهم عليه، حلف لم يسمع بمثله، واجتمعت أمم لم تجتمع في التاريخ من قبل...

 

وكذلك... غضب عليه عمالها على البلاد الإسلامية، تبع لغضب آلهتهم، وذلك أن أمريكا كانت تولي على كل بلد إسلامي رجل منهم، يكفيها شر قومه، ويؤدي إليها خراجهم، فكان غالب سكان الأرض على فريقين..

- فدخل في خندق أسامة من دخل فيه من المؤمنين الصادقين.

 

- ودخل في حلف أمريكا من دخل فيه من مواليها وأحابيشها.

 

وبقيت طائفة ثالثة؛ لا لون لها ولا طعم ولا ريح، فضلوا عدم الإنحياز لفئة، وظنوها وسطية، نعوذ بالله من الجهل والخذلان.

 

قال الملا عبد العليم؛ وكان من جملة من خالفه أيضا، نفر من قومه، عابوا عليه كسر الصنم قبل طلب العلم، وتعلم التوحيد، وما علموا أن أسامة أصبح مجدد التوحيد في عصره، لماّ وحّد المعبود بحق في ألوهيته...

 

وآخرون من قومه عابوا عليه كسر الصنم، قبل إعداد العدة وتربية الناس، وزعم هؤلاء أنهم كانوا يعدون العدة فعلا لكسر ذلك الصنم، وزعموا أنه لولا استعجال أسامة وأنصاره، لأقر الله عين المسلمين بزوال أمريكا بلا حرب، في فترة قصيرة نسبياً، لا تتجاوز العشرة آلاف سنة بتقويم أم القرى؛ ستة آلاف منها للتربية وأربعة لإعداد العدة!

 

 

وكان من خطتهم أن يصافحوا الصنم ويسالموه تقيةً، حتى يتركهم يدعون الناس الذين عنده إلى الإسلام، حتى إذا أسلموا كلهم...كسروا الصنم، وفاتهم أن يعلّموا من يدخل في الإسلام؛ أن الإسلام يحرم عبادة الأصنام.!!

 

 

قال الملا عبدالعليم؛ فاجتمع هؤلاء وهؤلاء وأولئك - العبّاد والعمّال والمخالفين..

 

قال الملا؛ ولا نعلمهم اجتمعوا قبلها، بل كانوا أعداءً متنابذين، فقالوا؛ "قد حضر ما ترون، وليس لنا إلا الرأي والمشورة، ونبذ خلافاتنا القديمة إلى حين، فقد دخل حب هذا الرجل في قلوب الناس، وكثر مؤيدوه، ولا نظنهم إلا مسعروا حرب وجالبوا شر ووبال على لأمة بسفههم وحمقهم وقلة صبرهم، والناس لا تسمع ما نقول، لاختلاف قولنا فيه، فقولوا فيه قولاً واحداً نجمع كلنا عليه؟".

 

فقال بعضهم؛ "نقول خارجي"!

 

فرد عليه أحدهم - وكان عنده أثارة من علم -؛ "إن كنت تقصد خارجي العقيدة، فليس كذلك لأنه لا يكفر بالكبيرة، وإن قصدت خارجي الفعل، فلا نعلمه خرج على إمام، وإنما بايع إمام البلد التي أقام فيه وقاتل معه وحارب بإذنه، وما زال يأتمر بأمره ويرعى حقه، فبيعتنا لا تلزمه، وإمامنا ليس إماماً له، وولي أمرنا ليس ولي أمره، حتى الجنسية سحبوها منه، تكرما، وإقالة للبيعة".

 

 

فقال بعضهم؛ "إذاً نقول تكفيري"!

 

فقال رجل يعرفه؛ " لا أعلمه يكفر عموم المسلمين، بل علمت يقينا ممن تدرب عنده أنه يخالف التكفيريين ويطردهم من معسكراته وجبهاته".

 

 

فقال سفيههم؛ "فنقول تاجر مخدرات(*1*)!!!"..

 

فسكت القوم ونظروا إليه نظرة عرف مغزاها، وصدرت من أحدهم صوت ضحكة حاول كتمها، فاستحيى الرجل ونكس رأسه، وكانت فلتة، فقد نسي أنه لا يخفى على الحاضرين ما قد يخفى على الناس، أنه وإخوانه وأبناءهم أكبر تجار المخدرات في البلاد.

 

فقال أحدهم. "نقول عنه إرهابي، سفاك للدماء"..

 

فرد عليه الأول؛ "هذه التهمة تصلح للغربيين، أما المسلمين فهي عندهم صفة مدح لا ذم، وسفك دماء الكفار مطلب شرعي أمر الله به في كتابه، {حتى يثخن في الأرض}، {حتى إذا أثخنتموهم...}".

 

فقال أعقلهم؛ "فنقول افتأت على الأمة، فأيقظ الفتنة النائمة وجر الأمة إلى حرب غير متكافئة، وستدفع الأمة ضريبة جهله وتهوره من دماء أبنائها"..

 

فقال الأول؛ "لم تمر الأمة منذ عشرة عقود بحال هي أفضل مما نحن عليه الآن، وكانت المذابح والمجازر في الأمة قبل مولد أسامة، ولكني أظن أن هذا القول - على فساده - هو ما يمكن أن يروج على الناس، لأن الناس ألفت الراحة والدعة، واستعداء أمريكا سيغير عليهم ما اعتادوه من الحياة المترفة، فيسلموا لهذا القول ويصادف هوى في أنفسهم، فيذعنوا له بالرضا والقبول".

 

 

فقالوا.. " ".

 

 

فصدرت بيانات سقيمة، يرى باطنها من ظاهرها، مجها الناس ولم يفهموا منها شيئا، فزعموا التراجع، وأصدروا أخرى، تلطفوا بها، دبجوها وأحسنوا حشوها بتحذيرات لأمريكا وتهديدات جوفاء لا معنى لها، لم تلتفت لها أمريكا، ولكن فرح بها بعض العامة، وظنوها نصرة للمجاهدين.

 

 

ولكن الله تعالى يقول.. {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق}، فتجدهم يمكرون الليل والنهار، ويملؤن أسماع الدنيا وأبصارها في كل وسائل الإعلام لصحف والإذاعة والتلفاز والقنوات الفضائية، لبضعة أشهر، حتى إذا ظنوا أنهم قد جمعوا الناس عليهم، ونفروهم عن أسامة، ظهر تسجيل لأسامة - لا يتجاوز الخمس دقائق - فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون، انفضت الناس عنهم، وأنصتت تستمع إلى الأسد.انتهى كلام صاحب المجالس.

 

قال الشيخ: رحم الله الملا عبد العليم فقد كان خبيرا بمذهب القوم، ولم يكن بالقوم بأس، لا بغضا للمجاهدين ولا حبا في الكافرين، إلا أنهم كرهوا أن تتغير عليهم الدنيا، فإن النفس إذا ألفت شيء تنفر من تغييره، ولذلك كانت حجة المشركين على الأنبياء {إنا وجدنا آباءنا على أمة}، يرفضون مجرد التفكير في تغيير نمط حياتهم، التي ارتضوها وألفوها.

 

ومن ذلك أن معظم الذي أنكروا على أسامة إنشاب القتال، كانوا ألفوا القعود، واطمأنوا للأمن والاستقرار، وكرهوا القتال، وقد طابت معايشهم وجرت أرزاقهم عميمة وفيرة؛ مساكن مريحة وزوجات وأولاد ومراكب فارهة وغيرها من وسائل الدعة والراحة، فدافعهم الأساسي هو خوفهم أن تتغير عليهم هذه الحياة، ولكي لا يكون ذلك على حساب دينهم، جعلوا الدين يدعوا إلى ذلك، وصنعوا لهم من بعض الآيات والأحاديث؛ ديناً سهلا ً، لا يوجب على من تمسك به أي تضحيات، ولا يمس دنياه بشيء.

 

قال أحد الطلبة: وعلى ماذا يدور ذلك الدين؟

 

 

قال الشيخ: "ما آتاكم ولي الأمر فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا"!

 

وهم وإن لم يقولوا هذا بألسنتهم، إلا أنهم جعلوه دينا ألزموا به الناس، فإذا أمر ولي الأمر بالمكوس؛ صارت حلالاً واجباً، وإن كانوا يرون حرمتها شرعا، وإذا نهى ولي الأمر عن الجهاد؛ صار حراماً ممنوعاً، وإن كانو يرون وجوبه شرعا، وابتدعوا شيئا اسمه "المصلحة تقتضي..."، شيء عجيب لا يصمد أمامه نص من كتاب ولا سنة... نسأل الله السلامة والعافية.

 

والكلام في هذا يطول، ولكن نكتفي بهذا القدر... والله تعالى أعلم وأحكم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 

 

=====================

 

(1) في تقرير رسمي للأمم المتحدة ذكرت إن زراعة المخدرات في أفغانستان تراجعت أكثر من 80% بعد استلام طالبان للحكم. == حتى يكف المنافقين ألسنتهمفها قد شهد شاهد من أهلهم==

هو القول إذا، فقولوا به وتلطفوا فيه، وانشروه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

معذرة أخيتي الحبيبة، يمنع وضع مواضيع تتحدث بذم أو مدح للجماعات الجهادية ورجالها ، لأنه قد سبق وأن أحدث هذا الأمر خلافا و مشاكل بين العضوات نحنُ في غنى عنها.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
زوار
هذا الموضوع مغلق.

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×