اذهبي الى المحتوى
أم عمر المجاهد

الورد اليومي لطالبات العلم (الجزء الأول)

المشاركات التي تم ترشيحها

الورد السادس

مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)

 

{ 17 - 20 } { مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ * أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ * يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

أي: مثلهم المطابق لما كانوا عليه كمثل الذي استوقد نارا، أي: كان في ظلمة عظيمة، وحاجة إلى النار شديدة فاستوقدها من غيره، ولم تكن عنده معدة، بل هي خارجة عنه، فلما أضاءت النار ما حوله، ونظر المحل الذي هو فيه، وما فيه من المخاوف وأمنها، وانتفع بتلك النار، وقرت بها عينه، وظن أنه قادر عليها، فبينما هو كذلك، إذ ذهب الله بنوره، فذهب عنه النور، وذهب معه السرور، وبقي في الظلمة العظيمة والنار المحرقة، فذهب ما فيها من الإشراق، وبقي ما فيها من الإحراق، فبقي في ظلمات متعددة: ظلمة الليل، وظلمة السحاب، وظلمة المطر، والظلمة الحاصلة بعد النور، فكيف يكون حال هذا الموصوف؟ فكذلك هؤلاء المنافقون، استوقدوا نار الإيمان من المؤمنين، ولم تكن صفة لهم، فانتفعوا بها (1) وحقنت بذلك دماؤهم، وسلمت أموالهم، وحصل لهم نوع من الأمن في الدنيا، فبينما هم على ذلك (2) إذ هجم عليهم الموت، فسلبهم الانتفاع بذلك النور، وحصل لهم كل هم وغم وعذاب، وحصل لهم ظلمة القبر، وظلمة الكفر، وظلمة النفاق، وظلم (3) المعاصي على اختلاف أنواعها، وبعد ذلك ظلمة النار [وبئس القرار].

فلهذا قال تعالى [عنهم]: { صُمٌّ } أي: عن سماع الخير، { بُكْمٌ } [أي]: عن النطق به، { عُمْيٌ } عن رؤية الحق، { فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ } لأنهم تركوا الحق بعد أن عرفوه، فلا يرجعون إليه، بخلاف من ترك الحق عن جهل وضلال، فإنه لا يعقل، وهو أقرب رجوعا منهم.

ثم قال تعالى: { أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ } يعني: أو مثلهم كصيب، أي: كصاحب صيب من السماء، وهو المطر الذي يصوب، أي: ينزل بكثرة، { فِيهِ ظُلُمَاتٌ } ظلمة الليل، وظلمة السحاب، وظلمات المطر، { وَرَعْدٌ } وهو الصوت الذي يسمع من السحاب، { وَبَرْقٌ } وهو الضوء [اللامع] المشاهد مع (4) السحاب.

{ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ } البرق في تلك الظلمات { مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا } أي: وقفوا.

فهكذا حال (5) المنافقين، إذا سمعوا القرآن وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده، جعلوا أصابعهم في آذانهم، وأعرضوا عن أمره ونهيه ووعده ووعيده، فيروعهم وعيده وتزعجهم وعوده، فهم يعرضون عنها غاية ما يمكنهم، ويكرهونها كراهة صاحب الصيب الذي يسمع الرعد، ويجعل (6) أصابعه في أذنيه (7) خشية الموت، فهذا تمكن له (8) السلامة. وأما المنافقون فأنى لهم السلامة، وهو تعالى محيط بهم، قدرة وعلما فلا يفوتونه ولا يعجزونه، بل يحفظ عليهم أعمالهم، ويجازيهم عليها أتم الجزاء.

ولما كانوا مبتلين بالصمم، والبكم، والعمى المعنوي، ومسدودة عليهم طرق الإيمان، قال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ } أي: الحسية، ففيه تحذير لهم وتخويف بالعقوبة الدنيوية، ليحذروا، فيرتدعوا عن بعض شرهم ونفاقهم، { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فلا يعجزه شيء، ومن قدرته أنه إذا شاء شيئا فعله من غير ممانع ولا معارض.

__________

(1) في ب: ما استضاءوا بها مؤقتا وانتفعوا فحقنت.

(2) في ب: هم كذلك.

(3) في ب: وظلمة.

(4) في ب: من.

(5) في ب: حالة.

(6) في ب: فيجعل.

(7) كذا في ب، وفي أ: أذنه.

(8) في ب: ربما حصلت له.

 

أسئلة الورد :

-اكملي الفراغ :

 

1- معنى كلمة صيب ............................

2- الرعد هو .................. بينما البرق هو ...........................

 

-ماهي الظلمات التي تكلم عنها الشيخ في تفسيره ؟

 

 

- عللي : يجعل المنافق اصابعه في اذنيه إذا سمع القرآن الكريم؟

 

 

- أخرجي لي من الآيات اسماء الله تعالى الحسنى ؟

 

 

- قال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ } .. ما المقصود بسمعهم وابصارهم في هذه الآيات ؟

 

 

 

مبارك عليكن اخواتي 20 آيه من سورة البقره .. أسأل الله تعالى الثبات والاستمرار :wub:

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

حياكن الله أخواتى وحبيباتى

 

مشرفتى الحبيبة الغالية فيروزة

مشرفتى الحبيبة الغالية أم منونه

 

مسلمة طموحة

 

هدايى النورين

 

أم أنس السلفية

 

أم عمر محمد الفاروق

 

لمى حمدان

 

مبارك عليكن اخواتي 20 آيه من سورة البقره .. أسأل الله تعالى الثبات والاستمرار

 

ربنا يبارك فيكِ يا حبيبتى ويرزقكِ بالزوج الصالح والذرية الصالحة

وأسأل الله ألا تتفرق هذه الصحبة الصالحة ويرزقنا الله الفردوس الأعلى

 

أسئلة الورد :

-اكملي الفراغ :

 

1- معنى كلمة صيب >> المطر الذى ينزل بكثرة

2- الرعد >> الصوت الذى نسمعه مع السحاب

بينما البرق >>الضوء الذى نراه مع السحاب

 

-ماهي الظلمات التي تكلم عنها الشيخ في تفسيره ؟

الظلمة التى يلقونها الكافرون من ظلمة الكفر وظلمة المعاصى وظلمة النفاق وظلمة الظلم

وظلمة الموت وظلمة عذاب القبر وظلمة النار وبئس المصير

 

 

- عللي : يجعل المنافق اصابعه في اذنيه إذا سمع القرآن الكريم؟

لأنهم لا يريدوا أن يسمعوا التوعد والوعيد لهم و يزعجهم مايسمعون فيه عن مصيرهم

 

- أخرجي لي من الآيات اسماء الله تعالى الحسنى ؟

محيط وقدير

 

 

- قال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ } .. ما المقصود بسمعهم وابصارهم في هذه الآيات ؟

 

أى أن يفقدهم الله الأشياء الحسية ليحذرهم من العقاب فى الدنيا جزاء سوء عملهم وكفرهم

تم تعديل بواسطة الإيمان و الأمان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاك الله خيرا اختي الغاليه مسلمة طموحه

جعله الله في ميزان حسناتك

 

اجابة الورد الخامس

 

1- قال تعالى : أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى

 

من هم الذين اشتروا الضلالة بالهدى ؟

 

 

1- الذين اشتروا الضلالة بالهدى هم المنافقون

 

 

2-أكملي الفراغات :

 

- المقصود ب (شياطينهم ) .......... :

- معنى كلمة (يمدهم) ...........

- معنى كلمة (يعمهون) ............

 

شياطينهم : كبراء المنافقين ورؤسائهم

يمدهم : يزيدهم

يعمهون : يتحيرون

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أسئلة الورد السادس :

-اكملي الفراغ :

 

1- معنى كلمة صيب ............................

هو المطر الذي يصوب أي ينزل بكثرة ...

 

2- الرعد هو الصوت الذي يسمع من السحاب.. بينما البرق هو الضوء اللامع المشاهد مع السحاب

 

 

-ماهي الظلمات التي تكلم عنها الشيخ في تفسيره ؟

ظلمات متعددة: ظلمة الليل، وظلمة السحاب، وظلمة المطر، والظلمة الحاصلة بعد النور

 

- عللي : يجعل المنافق اصابعه في اذنيه إذا سمع القرآن الكريم؟

اي ان المنافقين يعرضون عن اموار القرءان و نواهيه و يروعهم وعده ووعيده فشبههم بمن وضع اصابعه في اذنيه كالخائف من البرق ..!!

 

- أخرجي لي من الآيات اسماء الله تعالى الحسنى ؟

قدير - الله

 

- قال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ } .. ما المقصود بسمعهم وابصارهم في هذه الآيات ؟

بسمعهم و ابصارهم : اي حاسة السمع و البصر

تم تعديل بواسطة لمى حمدان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

أسئلة الورد :

-اكملي الفراغ :

 

1- معنى كلمة صيب ............................هو المطر الشديد المصوب

2- الرعد هو .الصوت الذى يظهر مع المطر................ بينما البرق هو ......الضوء الذى يظهر مع المطر.....................

 

-ماهي الظلمات التي تكلم عنها الشيخ في تفسيره ؟

 

الظلمات التى ذكرها الشيخ بالنسبة للكافرين هى ظلمة الماعصى والكفر وظلمة القبر وبعد ذلك ظلمة النار وبئس المصير

 

 

- عللي : يجعل المنافق اصابعه في اذنيه إذا سمع القرآن الكريم؟

 

لان المنافقين عند سماعهم للقران يرعبهم وعيدة ووعودة فيحاولون يبعدون عنه ولا يستمعون اليه

 

 

- أخرجي لي من الآيات اسماء الله تعالى الحسنى ؟

 

 

الله- قدير

 

- قال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ } .. ما المقصود بسمعهم وابصارهم في هذه الآيات ؟

 

الاسماع والابصار الحسية ودا انذار لهم وتهديد

 

مبارك عليكن اخواتي 20 آيه من سورة البقره .. أسأل الله تعالى الثبات والاستمرار

 

امين ومبارك علينا اخوتك فى الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

اجوبة الورد السادس

 

1- معنى كلمة صيب ............................

 

- معنى كلمة صيب : المطر النازل او السحاب

 

2- الرعد هو .................. بينما البرق هو ...........................

 

الرعد : الصوت المصاحب للمطر

البرق : الضوء المصاحب للمطر

 

-ماهي الظلمات التي تكلم عنها الشيخ في تفسيره ؟

 

الظلمات التي تكلم عنها الشيخ هي :

التي تصيب المنافقين وذلك لتظاهرهم بالإيمان للحفاظ على دماءهم و اموالهم ويأمنوا في الدنيا

ويسلب الله منهم هذا الأمن عند موتهم وتحصل لهم ظلمة القبر وظلمة النفاق وظلمة الكفر والعياذ بالله

 

عللي : يجعل المنافق اصابعه في اذنيه إذا سمع القرآن الكريم؟

 

يسد المنافق اذنيه عن القرآن الكريم

-لأنه عرف انه الحق ولم ستبعه

- وخشية ان ينزل الله آية تفضح نفاقه وتظاهره بالإيمان

 

- أخرجي لي من الآيات اسماء الله تعالى الحسنى ؟

الله - محيط - قدير

 

- قال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ } .. ما المقصود بسمعهم وابصارهم في هذه الآيات ؟

ذهب بسمعهم : ابتلاهم بالصمم الحسي

وابصارهم : العمى الحسي عقوبة لهم في الدنيا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ماهذه الاجابات الرائعة أخواتي :)

 

تبارك الرحمن .. ابداع من عاليات الهمه .. وكيف اتعجب منكن يا طالبات العلم .. لكم مني التحيه والدعاء بظهر الغيب

 

أخواتي .. بعد قليل .. يأتي ورد اليوم :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ورد اليوم

 

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)

 

وفي هذه الآية وما أشبهها، رد على القدرية القائلين بأن أفعالهم غير داخلة في قدرة الله تعالى، لأن أفعالهم من جملة الأشياء الداخلة في قوله: { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

 

هذا أمر عام لكل (1) الناس، بأمر عام، وهو العبادة الجامعة، لامتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، وتصديق خبره، فأمرهم تعالى بما خلقهم له، قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ } .

 

ثم استدل على وجوب عبادته وحده، بأنه ربكم الذي رباكم بأصناف النعم، فخلقكم بعد العدم، وخلق الذين من قبلكم، وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة، فجعل لكم الأرض فراشا تستقرون عليها، وتنتفعون بالأبنية، والزراعة، والحراثة، والسلوك من محل إلى محل، وغير ذلك من أنواع (2) الانتفاع بها، وجعل السماء بناء لمسكنكم، وأودع فيها من المنافع ما هو من ضروراتكم وحاجاتكم، كالشمس، والقمر، والنجوم.

 

{ وَأَنزلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً } والسماء: [هو] كل ما علا فوقك فهو سماء، ولهذا قال المفسرون: المراد بالسماء هاهنا: السحاب، فأنزل منه تعالى ماء، { فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ } كالحبوب، والثمار، من نخيل، وفواكه، [وزروع] وغيرها { رِزْقًا لَكُمْ } به ترتزقون، وتقوتون وتعيشون وتفكهون.

 

{ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا } أي: نظراء وأشباها من المخلوقين، فتعبدونهم كما تعبدون الله، وتحبونهم كما تحبون الله، وهم مثلكم، مخلوقون، مرزوقون مدبرون، لا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض، ولا ينفعونكم ولا يضرون، { وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أن الله ليس له شريك، ولا نظير، لا في الخلق، والرزق، والتدبير، ولا في العبادة (3) فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك؟ هذا من أعجب العجب، وأسفه السفه.

 

وهذه الآية جمعت بين الأمر بعبادة الله وحده، والنهي عن عبادة ما سواه، وبيان الدليل الباهر على وجوب عبادته، وبطلان عبادة من سواه، وهو [ذكر] توحيد الربوبية، المتضمن لانفراده بالخلق والرزق والتدبير، فإذا كان كل أحد مقرا بأنه ليس له شريك في ذلك، فكذلك فليكن إقراره بأن [الله] لا شريك له في العبادة، وهذا أوضح دليل عقلي على وحدانية الباري، وبطلان الشرك.

 

وقوله تعالى: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } يحتمل أن المعنى: أنكم إذا عبدتم الله وحده، اتقيتم بذلك سخطه وعذابه، لأنكم أتيتم بالسبب الدافع لذلك، ويحتمل أن يكون المعنى: أنكم إذا عبدتم الله، صرتم من المتقين الموصوفين بالتقوى، وكلا المعنيين صحيح، وهما متلازمان، فمن أتى بالعبادة كاملة، كان من المتقين، ومن كان من المتقين، حصلت له النجاة من عذاب الله وسخطه. ثم قال تعالى:

__________

(1) في ب: لجميع.

(2) في ب: وجوه.

(3) في ب: ولا في الألوهية والكمال.

 

(1/44)

 

وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)

 

وهذا دليل عقلي على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحة ما جاء به، فقال: { وإن كنتم } معشر المعاندين للرسول، الرادين دعوته، الزاعمين كذبه في شك واشتباه، مما نزلنا على عبدنا، هل هو حق أو غيره ؟ فهاهنا أمر نصف، فيه الفيصلة بينكم وبينه، وهو أنه بشر مثلكم، ليس بأفصحكم ولا بأعلمكم (1) وأنتم تعرفونه منذ نشأ بينكم، لا يكتب ولا يقرأ، فأتاكم بكتاب زعم أنه من عند الله، وقلتم أنتم أنه تقوَّله وافتراه، فإن كان الأمر كما تقولون، فأتوا بسورة من مثله، واستعينوا بمن تقدرون عليه من أعوانكم وشهدائكم، فإن هذا أمر يسير عليكم، خصوصا وأنتم أهل الفصاحة والخطابة، والعداوة العظيمة للرسول، فإن جئتم بسورة من مثله، فهو كما زعمتم، وإن لم تأتوا بسورة من مثله وعجزتم غاية العجز، ولن تأتوا بسورة من مثله، ولكن هذا التقييم (2) على وجه الإنصاف والتنزل معكم، فهذا آية كبرى، ودليل واضح [جلي] على صدقه وصدق ما جاء به، فيتعين عليكم اتباعه، واتقاء النار التي بلغت في الحرارة العظيمة [والشدة]، أن كانت وقودها الناس والحجارة، ليست كنار الدنيا التي إنما تتقد [ ص 46 ] بالحطب، وهذه النار الموصوفة معدة ومهيأة للكافرين بالله ورسله. فاحذروا الكفر برسوله، بعد ما تبين لكم أنه رسول الله.

 

وهذه الآية ونحوها يسمونها آيات التحدي، وهو تعجيز الخلق أن يأتوا بمثل هذا القرآن، قال تعالى { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } .

 

وكيف يقدر المخلوق من تراب، أن يكون كلامه ككلام رب الأرباب؟ أم كيف يقدر الناقص الفقير من كل الوجوه، أن يأتي بكلام ككلام الكامل، الذي له الكمال المطلق، والغنى الواسع من كل الوجوه؟ هذا ليس في الإمكان، ولا في قدرة الإنسان، وكل من له أدنى ذوق ومعرفة [بأنواع] الكلام، إذا وزن هذا القرآن العظيم بغيره من كلام البلغاء، ظهر له الفرق العظيم.

وفي قوله: { وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ } إلى آخره، دليل على أن الذي يرجى له الهداية من الضلالة: [هو] الشاك الحائر الذي لم يعرف الحق من الضلال، فهذا إذا بين له الحق فهو حري بالتوفيق (3) إن كان صادقا في طلب الحق.

 

وأما المعاند الذي يعرف الحق ويتركه، فهذا لا يمكن رجوعه، لأنه ترك الحق بعد ما تبين له، لم يتركه عن جهل، فلا حيلة فيه.

 

وكذلك الشاك غير الصادق (4) في طلب الحق، بل هو معرض غير مجتهد في طلبه، فهذا في الغالب أنه لا يوفق.

 

وفي وصف الرسول بالعبودية في هذا المقام العظيم، دليل على أن أعظم أوصافه صلى الله عليه وسلم، قيامه بالعبودية، التي لا يلحقه فيها أحد من الأولين والآخرين.

كما وصفه بالعبودية في مقام الإسراء، فقال: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ } وفي مقام الإنزال، فقال: { تَبَارَكَ الَّذِي نزلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ } .

 

وفي قوله: { أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } ونحوها من الآيات، دليل لمذهب أهل السنة والجماعة، أن الجنة والنار مخلوقتان خلافا للمعتزلة، وفيها أيضا، أن الموحدين وإن ارتكبوا بعض الكبائر لا يخلدون في النار، لأنه قال: { أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } فلو كان [عصاة الموحدين] يخلدون فيها، لم تكن معدة للكافرين وحدهم، خلافا للخوارج والمعتزلة.

 

وفيها دلالة على أن العذاب مستحق بأسبابه، وهو الكفر، وأنواع المعاصي على اختلافها.

__________

(1) هكذا في أ، وفي ب: شطب قوله (بأفصحكم ولا بأعلمكم) وفي هامش النسخة بخط المؤلف جملة أخرى هي (من جنس آخر) فتكون الجملة هكذا (ليس من جنس آخر).

(2) هكذا وردت الكلمة في هامش أ، وهي ليست في ب، ويبدو أن المراد وهذا العرض.

(3) في ب: باتباعه.

(4) في ب: الذي ليس بصادق.

 

أسئلة الورد :

 

ما معنى قوله تعالى (في الآيات السابقة) :

السماء ...................

أندادا.........................

 

للأخوات اللاتي يحفظن الآيات :

 

اذكري الآيه الدالة على توحيد الربوبيه ؟

 

اذكري الآيه الداله على تحدي الله تعالى للكفار ؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أسئلة الورد :

 

ما معنى قوله تعالى (في الآيات السابقة) :

السماء ...هو كل ما على فوقك ...و المقصود بالسماء في هذه الاية ...السحاب

أندادا....نظراء وأشباه من المخلوقين

 

للأخوات اللاتي يحفظن الآيات :

 

اذكري الآيه الدالة على توحيد الربوبيه ؟

يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون

 

اذكري الآيه الداله على تحدي الله تعالى للكفار ؟

وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيك وحفظك من كل سوء

 

أسئلة الورد :

 

ما معنى قوله تعالى (في الآيات السابقة) :

السماء ................... هو كل ما يعلو الانسان فالمقصود به هنا فى الايه السحاب

أندادا.........................اشباه وقرنان من البشر

للأخوات اللاتي يحفظن الآيات :

 

اذكري الآيه الدالة على توحيد الربوبيه ؟

 

﴿ يأيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذى جعل لكم الأرض فرشا والسماء بناءا فلا تجعلون لله أنداد وانتم تعلمون ﴾

 

اذكري الآيه الداله على تحدي الله تعالى للكفار ؟

 

 

وإن كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وأدعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين

تم تعديل بواسطة أم أنس السلفية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

 

السماء ...................كل ما علا فوقك فهو السماء ويقول المفسرون انها هنا بمعنى .....السحاب

أندادا.........................امثالاً وأشباهاً

 

اذكري الآيه الدالة على توحيد الربوبيه ؟ ﴿ يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم ﴾

 

اذكري الآيه الداله على تحدي الله تعالى للكفار ؟ ﴿ فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين ﴾

تم تعديل بواسطة أم عمر محمد الفاروق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

 

جواب اسئلة الورد

 

السماء : معنى السماء في الآيات السابقة السحاب

اندادا : اشباها من المخلوقين

 

الآية الدالة على توحيد الربوبية : هي الآية (21) من الآيات السابقة

الآية الدالة على تحدي الله تعالى للكفار : هي الآية (23) من الآيات السابقة

 

جزاك الله خيرا أختي الحبيبة مسلمه طموحه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ورد اليوم :arrow:

 

 

وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)

 

{ 25 } { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } .

 

لما ذكر جزاء الكافرين، ذكر جزاء المؤمنين، أهل الأعمال الصالحات، على طريقته تعالى في القرآن (1) يجمع بين الترغيب والترهيب، ليكون العبد راغبا راهبا، خائفا راجيا فقال: { وَبَشِّرِ } أي: [يا أيها الرسول ومن قام مقامه] (2) { الَّذِينَ آمَنُوا } بقلوبهم { وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } بجوارحهم، فصدقوا إيمانهم بأعمالهم الصالحة.

ووصفت أعمال الخير بالصالحات، لأن بها تصلح أحوال العبد، وأمور دينه ودنياه، وحياته الدنيوية والأخروية، ويزول بها عنه فساد الأحوال، فيكون بذلك من الصالحين، الذين يصلحون لمجاورة الرحمن في جنته.

فبشرهم { أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ } أي: بساتين جامعة من الأشجار العجيبة، والثمار الأنيقة، والظل المديد، [والأغصان والأفنان وبذلك] (3) صارت جنة يجتن بها داخلها، وينعم فيها ساكنها.

 

{ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ } أي: أنهار الماء، واللبن، والعسل، والخمر، يفجرونها كيف شاءوا، ويصرفونها أين أرادوا، وتشرب (4) منها تلك الأشجار فتنبت أصناف الثمار.

 

{ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ } أي: هذا من جنسه، وعلى وصفه، كلها متشابهة في الحسن واللذة، ليس فيها ثمرة خاصة، وليس لهم وقت خال من اللذة، فهم دائما متلذذون بأكلها.

وقوله: { وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا } قيل: متشابها في الاسم، مختلف الطعوم (5) وقيل: متشابها في اللون، مختلفا في الاسم، وقيل: يشبه بعضه بعضا، في الحسن، واللذة، والفكاهة، ولعل هذا الصحيح (6) .

 

ثم لما ذكر مسكنهم، وأقواتهم من الطعام والشراب وفواكههم، ذكر أزواجهم، فوصفهن بأكمل وصف وأوجزه، وأوضحه فقال: { وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ } فلم يقل "مطهرة من [ ص 47 ] العيب الفلاني "ليشمل جميع أنواع التطهير، فهن مطهرات الأخلاق، مطهرات الخلق، مطهرات اللسان، مطهرات الأبصار، فأخلاقهن، أنهن عرب متحببات إلى أزواجهن بالخلق الحسن، وحسن التبعل، والأدب القولي والفعلي، ومطهر خلقهن من الحيض والنفاس والمني، والبول والغائط، والمخاط والبصاق، والرائحة الكريهة، ومطهرات الخلق أيضا، بكمال الجمال، فليس فيهن عيب، ولا دمامة خلق، بل هن خيرات حسان، مطهرات اللسان والطرف، قاصرات طرفهن على أزواجهن، وقاصرات ألسنتهن عن كل كلام قبيح.

ففي هذه الآية الكريمة، ذكر المبشِّر والمبشَّر، والمبشَّرُ به، والسبب الموصل لهذه البشارة، فالمبشِّر: هو الرسول صلى الله عليه وسلم ومن قام مقامه من أمته، والمبشَّر: هم المؤمنون العاملون الصالحات، والمبشَّر به: هي الجنات الموصوفات بتلك الصفات، والسبب الموصل لذلك، هو الإيمان والعمل الصالح، فلا سبيل إلى الوصول إلى هذه البشارة، إلا بهما، وهذا أعظم بشارة حاصلة، على يد أفضل الخلق، بأفضل الأسباب.

وفيه استحباب بشارة المؤمنين، وتنشيطهم على الأعمال بذكر جزائها [وثمراتها]، فإنها بذلك تخف وتسهل، وأعظم بشرى حاصلة للإنسان، توفيقه للإيمان والعمل الصالح، فذلك أول البشارة وأصلها، ومن بعده البشرى عند الموت، ومن بعده الوصول إلى هذا النعيم المقيم، نسأل الله أن يجعلنا منهم (7) .

__________

(1) في ب: كما هي طريقته تعالى في كتابه.

(2) في أ: أ: يا محمد.

(3) في ب: المديد ما صارت به جنة.

(4) في ب: وتسقى.

(5) في ب: مختلفا في الطعم.

(6) في ب: أحسن.

(7) في ب: نسأل الله من فضله.

 

(1/46)

 

إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)

 

{ 26 - 27 } { إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } .

 

يقول تعالى { إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا مَا } أي: أيَّ مثل كان { بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا } لاشتمال الأمثال على الحكمة، وإيضاح الحق، والله لا يستحيي من الحق، وكأن في هذا، جوابا لمن أنكر ضرب الأمثال في الأشياء الحقيرة، واعترض على الله في ذلك. فليس في ذلك محل اعتراض. بل هو من تعليم الله لعباده ورحمته بهم. فيجب أن تتلقى بالقبول والشكر. ولهذا قال: { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ } فيتفهمونها، ويتفكرون فيها.

فإن علموا ما اشتملت عليه على وجه التفصيل، ازداد بذلك علمهم وإيمانهم، وإلا علموا أنها حق، وما اشتملت عليه حق، وإن خفي عليهم وجه الحق فيها لعلمهم بأن الله لم يضربها عبثا، بل لحكمة بالغة، ونعمة سابغة.

 

{ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا } فيعترضون ويتحيرون، فيزدادون كفرا إلى كفرهم، كما ازداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم، ولهذا قال: { يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا } فهذه حال المؤمنين والكافرين عند نزول الآيات القرآنية. قال تعالى: { وَإِذَا مَا أُنزلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ } فلا أعظم نعمة على العباد من نزول الآيات القرآنية، ومع هذا تكون لقوم محنة وحيرة [وضلالة] وزيادة شر إلى شرهم، ولقوم منحة [ورحمة] وزيادة خير إلى خيرهم، فسبحان من فاوت بين عباده، وانفرد بالهداية والإضلال.

 

ثم ذكر حكمته في إضلال من يضلهم وأن ذلك عدل منه تعالى (1) فقال: { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ } أي: الخارجين عن طاعة الله; المعاندين لرسل الله; الذين صار الفسق وصفهم; فلا يبغون به بدلا فاقتضت حكمته تعالى إضلالهم لعدم صلاحيتهم للهدى، كما اقتضت حكمته وفضله هداية من اتصف بالإيمان وتحلى بالأعمال الصالحة.

 

والفسق نوعان: نوع مخرج من الدين، وهو الفسق المقتضي للخروج من الإيمان; كالمذكور في هذه الآية ونحوها، ونوع غير مخرج من الإيمان كما في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [الآية].

 

ثم وصف الفاسقين فقال: { الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ } وهذا يعم العهد الذي بينهم وبينه (2) والذي بينهم وبين عباده (3) الذي أكده عليهم بالمواثيق الثقيلة والإلزامات، فلا يبالون بتلك المواثيق; بل ينقضونها ويتركون أوامره ويرتكبون نواهيه; وينقضون العهود التي بينهم وبين الخلق.

[ ص 48 ]

 

{ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ } وهذا يدخل فيه أشياء كثيرة، فإن الله أمرنا أن نصل ما بيننا وبينه بالإيمان به والقيام بعبوديته، وما بيننا وبين رسوله بالإيمان به ومحبته وتعزيره والقيام بحقوقه، وما بيننا وبين الوالدين والأقارب والأصحاب; وسائر الخلق بالقيام بتلك الحقوق (4) التي أمر الله أن نصلها.

 

فأما المؤمنون فوصلوا ما أمر الله به أن يوصل من هذه الحقوق، وقاموا بها أتم القيام، وأما الفاسقون، فقطعوها، ونبذوها وراء ظهورهم; معتاضين عنها بالفسق والقطيعة; والعمل بالمعاصي; وهو: الإفساد في الأرض.

فـ { فَأُولَئِكَ } أي: من هذه صفته { هُمُ الْخَاسِرُونَ } في الدنيا والآخرة، فحصر الخسارة فيهم; لأن خسرانهم عام في كل أحوالهم; ليس لهم نوع من الربح؛ لأن كل عمل صالح شرطه الإيمان; فمن لا إيمان له لا عمل له; وهذا الخسار هو خسار الكفر، وأما الخسار الذي قد يكون كفرا; وقد يكون معصية; وقد يكون تفريطا في ترك مستحب، المذكور في قوله تعالى: { إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ } فهذا عام لكل مخلوق; إلا من اتصف بالإيمان والعمل الصالح; والتواصي بالحق; والتواصي بالصبر; وحقيقة فوات الخير; الذي [كان] العبد بصدد تحصيله وهو تحت إمكانه.

__________

(1) في ب: ثم ذكر حكمته وعدله في إضلال من يضل.

(2) في ب: وبين ربهم.

(3) في ب: الخلق.

(4) في ب: "بحقوقهم".

اسئلة الورد :

* اذكري:

- معنى قوله تعالى (وبشر)

- معنى قوله تعالى (جنات)

- معنى قوله (هذا الذي رزقنا من قبل وأوتوا به متشابها)

 

- اذكري فائده من الآيه 25 ؟

 

- ضرب الله تعالى مثلا بالبعوضه ، لماذا ؟

 

- اذكري انواع الفسق؟

 

-ماهو الذي أمر الله به أن يوصل؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اسئلة الورد :

* اذكري:

- معنى قوله تعالى (وبشر) : أي يا ايها الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بشر الذين آمنوا بقلوبهم وجوارحهم أن لهم بساتين و غيرها ما في الجنة من الجزاء العظيم ( و هذا من باب الترغيب )

 

- معنى قوله تعالى (جنات) : أي: بساتين جامعة من الأشجار العجيبة والثمار الأنيقة والظل المديد والأغصان والأفنان

 

- معنى قوله (هذا الذي رزقنا من قبل وأوتوا به متشابها) : أي: هذا من جنسه وعلى وصفه كلها متشابهة في الحسن واللذة ليس فيها ثمرة خاصة وليس لهم وقت خال من اللذة فهم دائما متلذذون بأكلها ... و قوله (وأوتوا به متشابها ) قيل: متشابها في الاسم، مختلف الطعوم وقيل: متشابها في اللون مختلفا في الاسم، وقيل يشبه بعضه بعضا في الحسن واللذة والفكاهة ولعل هذا الصحيح

 

- اذكري فائده من الآيه 25 ؟ فيها دعوة لعمل الخير للحصول على ما ذكر من الجزاء العظيم ( اي ما بشرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم )

 

- ضرب الله تعالى مثلا بالبعوضه ، لماذا ؟ لاشتمال الأمثال على الحكمة وإيضاح الحق و الله سبحانه و تعالى لا يستحي من الحق و كان هذا جوابا لمن انكر الامثال بالاشياء الصغيرة كالبعوضة

 

- اذكري انواع الفسق؟ الفسق نوعان: نوع مخرج من الدين وهو الفسق المقتضي للخروج من الإيمان ..ونوع غير مخرج من الإيمان كما في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا }

 

-ماهو الذي أمر الله به أن يوصل؟

1 - ما بيننا و بينه ( كعبادته و الى اخره ....)

2- وما بيننا وبين الوالدين والأقارب والأصحاب وسائر الخلق بالقيام بتلك الحقوق التي أمر الله أن نصلها .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكي الله خبراً أختى مسلمه طموحه وجعله الله في ميزان حسناتك

 

- معنى قوله تعالى (وبشر) --------يا أيها الرسول ومن قام مقامه الَّذِينَ آمَنُوا بقلوبهم وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بجوارحهم، فصدقوا إيمانهم بأعمالهم الصالحة.

 

- معنى قوله تعالى (جنات)--------بساتين جامعة من الأشجار العجيبة، والثمار الأنيقة، والظل المديد، والأغصان والأفنان وبذلك صارت جنة يجتن بها داخلها، وينعم فيها ساكنها.

 

- معنى قوله (هذا الذي رزقنا من قبل وأوتوا به متشابها)------------هذا من جنسه، وعلى وصفه، كلها متشابهة في الحسن واللذة،فهم دائما متلذذون بأكلها ويشبه بعضه بعضا، في الحسن، واللذة، والفكاهة .

 

 

- فائده من الآيه 25

فيه استحباب بشارة المؤمنين، وتنشيطهم على الأعمال بذكر جزائها وثمراتها، فإنها بذلك تخف وتسهل، وأعظم بشرى حاصلة للإنسان، توفيقه للإيمان والعمل الصالح.

 

ضرب الله تعالى مثلا بالبعوضه ،

لاشتمال الأمثال على الحكمة، وإيضاح الحق، والله لا يستحيي من الحق، وكأن في هذا، جوابا لمن أنكر ضرب الأمثال في الأشياء الحقيرة، واعترض على الله في ذلك. فليس في ذلك محل اعتراض. بل هو من تعليم الله لعباده ورحمته بهم. فيجب أن تتلقى بالقبول والشكر.

 

الفسق نوعان:

1- نوع مخرج من الدين، وهو الفسق المقتضي للخروج من الإيمان

2- نوع غير مخرج من الإيمان

 

الذي أمر الله به أن يوصل

- إن الله أمرنا أن نصل ما بيننا وبينه بالإيمان به والقيام بعبوديته،

- وما بيننا وبين رسوله بالإيمان به ومحبته وتعزيره والقيام بحقوقه،

- وما بيننا وبين الوالدين والأقارب والأصحاب; وسائر الخلق بالقيام بتلك الحقوق التي أمر الله أن نصلها.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ورد اليوم :arrow:

 

 

كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)

 

{ 28 }.ثم قال تعالى: { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } .

هذا استفهام بمعنى التعجب والتوبيخ والإنكار، أي: كيف يحصل منكم الكفر بالله; الذي خلقكم من العدم; وأنعم عليكم بأصناف النعم; ثم يميتكم عند استكمال آجالكم; ويجازيكم في القبور; ثم يحييكم بعد البعث والنشور; ثم إليه ترجعون; فيجازيكم الجزاء الأوفى، فإذا كنتم في تصرفه; وتدبيره; وبره; وتحت أوامره الدينية; ومن بعد ذلك تحت دينه الجزائي; أفيليق بكم أن تكفروا به; وهل هذا إلا جهل عظيم وسفه وحماقة (1) ؟ بل الذي يليق بكم أن تؤمنوا به وتتقوه وتشكروه وتخافوا عذابه; وترجوا ثوابه.

__________

(1) في ب: وسفه كبير ، بل.

 

(1/48)

 

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)

 

{ 29 } { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } .

{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا } أي: خلق لكم، برا بكم ورحمة، جميع ما على الأرض، للانتفاع والاستمتاع والاعتبار.

وفي هذه الآية العظيمة (1) دليل على أن الأصل في الأشياء الإباحة والطهارة، لأنها سيقت في معرض الامتنان، يخرج بذلك الخبائث، فإن [تحريمها أيضا] يؤخذ من فحوى الآية، ومعرفة المقصود منها، وأنه خلقها لنفعنا، فما فيه ضرر، فهو خارج من ذلك، ومن تمام نعمته، منعنا من الخبائث، تنزيها لنا.

وقوله: { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } .

{ اسْتَوَى } ترد في القرآن على ثلاثة معاني: فتارة لا تعدى بالحرف، فيكون معناها، الكمال والتمام، كما في قوله عن موسى: { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى } وتارة تكون بمعنى "علا "و "ارتفع "وذلك إذا عديت بـ "على "كما في قوله تعالى: { ثم استوى على العرش } (2) { لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ } وتارة تكون بمعنى "قصد "كما إذا عديت بـ "إلى "كما في هذه الآية، أي: لما خلق تعالى الأرض، قصد إلى خلق السماوات { فسواهن سبع سماوات } فخلقها وأحكمها، وأتقنها، { وهو بكل شيء عليم } فـ { يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها } و { يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } يعلم السر وأخفى.

وكثيرا ما يقرن بين خلقه للخلق وإثبات علمه كما في هذه الآية، وكما في قوله تعالى: { أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } لأن خلقه للمخلوقات، أدل دليل على علمه، وحكمته، وقدرته.

__________

(1) في ب: الكريمة.

(2) في ب: أورد آية أخرى هي: " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ".

 

 

اخواتي أين طالبات العلم ؟؟

 

سؤال اليوم :

 

كلمة استوى ترد في القرآن على معان .. عدديها ؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

اخواتي أين طالبات العلم ؟؟

 

اعتذر اختي الحبيبة مسلمه طموحه لأنه كانت عندي مشكلة في النت

 

 

سؤال اليوم :

 

كلمة استوى ترد في القرآن على معان .. عدديها ؟

 

استوى ترد في القرءان على ثلاثة معاني

 

1- تارة تكون بمعنى الكمال والتمام

2- وتارة بمعنى على وارتفع

3- وتارة بمعنى قصد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

كلمة استوى ترد في القرآن على معان .. عدديها ؟

ترد في القرآن على ثلاثة معاني:

1- لا تعدى بالحرف، فيكون معناها، الكمال والتمام،

2- بمعنى "علا "و "ارتفع "إذا عديت بـ "على "

3-تكون بمعنى "قصد " إذا عديت بـ "إلى "__________

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ورد اليوم :

 

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)

 

{ 30 - 34 } { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } .

 

هذا شروع في ذكر فضل آدم عليه السلام أبي البشر (1) أن الله حين أراد خلقه أخبر الملائكة بذلك، وأن الله مستخلفه في الأرض.

فقالت الملائكة عليهم السلام: { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا } بالمعاصي { وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ } [و]هذا تخصيص بعد تعميم، لبيان [شدة] مفسدة القتل، وهذا بحسب ظنهم أن الخليفة المجعول في الأرض سيحدث منه ذلك، فنزهوا الباري عن ذلك، وعظموه، وأخبروا أنهم قائمون بعبادة الله على وجه خال من المفسدة فقالوا: { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ } أي: ننزهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك، { وَنُقَدِّسُ لَكَ } يحتمل أن معناها: ونقدسك، فتكون اللام مفيدة للتخصيص والإخلاص، ويحتمل أن يكون: ونقدس لك أنفسنا، أي: [ ص 49 ] نطهرها بالأخلاق الجميلة، كمحبة الله وخشيته وتعظيمه، ونطهرها من الأخلاق الرذيلة.

قال الله تعالى للملائكة: { إِنِّي أَعْلَمُ } من هذا الخليفة { مَا لا تَعْلَمُونَ } ؛ لأن كلامكم بحسب ما ظننتم، وأنا عالم بالظواهر والسرائر، وأعلم أن الخير الحاصل بخلق هذا الخليفة، أضعاف أضعاف ما في ضمن ذلك من الشر فلو لم يكن في ذلك، إلا أن الله تعالى أراد أن يجتبي منهم الأنبياء والصديقين، والشهداء والصالحين، ولتظهر آياته للخلق، ويحصل من العبوديات التي لم تكن تحصل بدون خلق هذا الخليفة، كالجهاد وغيره، وليظهر ما كمن في غرائز بني آدم (2) من الخير والشر بالامتحان، وليتبين عدوه من وليه، وحزبه من حربه، وليظهر ما كمن في نفس إبليس من الشر الذي انطوى عليه، واتصف به، فهذه حكم عظيمة، يكفي بعضها في ذلك.

ثم لما كان قول الملائكة عليهم السلام، فيه إشارة إلى فضلهم على الخليفة الذي يجعله الله في الأرض، أراد الله تعالى، أن يبين لهم من فضل آدم، ما يعرفون به فضله، وكمال حكمة الله وعلمه فـ { عَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا } أي: أسماء الأشياء، وما هو مسمى بها، فعلمه الاسم والمسمى، أي: الألفاظ والمعاني، حتى المكبر من الأسماء كالقصعة، والمصغر كالقصيعة.

{ ثُمَّ عَرَضَهُمْ } أي: عرض المسميات { عَلَى الْمَلائِكَةِ } امتحانا لهم، هل يعرفونها أم لا؟.

{ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } في قولكم وظنكم، أنكم أفضل من هذا الخليفة.

{ قَالُوا سُبْحَانَكَ } أي: ننزهك من الاعتراض منا عليك، ومخالفة أمرك. { لا عِلْمَ لَنَا } بوجه من الوجوه { إِلا مَا عَلَّمْتَنَا } إياه، فضلا منك وجودا، { إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } العليم الذي أحاط علما بكل شيء، فلا يغيب عنه ولا يعزب مثقال ذرة في السماوات والأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر.

الحكيم: من له الحكمة التامة التي لا يخرج عنها مخلوق، ولا يشذ عنها مأمور، فما خلق شيئا إلا لحكمة: ولا أمر بشيء إلا لحكمة، والحكمة: وضع الشيء في موضعه اللائق به، فأقروا، واعترفوا بعلم الله وحكمته، وقصورهم عن معرفة أدنى شيء، واعترافهم بفضل الله عليهم; وتعليمه إياهم ما لا يعلمون.

فحينئذ قال الله: { يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ } أي: أسماء المسميات التي عرضها الله على الملائكة; فعجزوا عنها، { فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ } تبين للملائكة فضل آدم عليهم; وحكمة الباري وعلمه في استخلاف هذا الخليفة، { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ } وهو ما غاب عنا; فلم نشاهده، فإذا كان عالما بالغيب; فالشهادة من باب أولى، { وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ } أي: تظهرون { وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } .

ثم أمرهم تعالى بالسجود لآدم; إكراما له وتعظيما; وعبودية لله تعالى، فامتثلوا أمر الله; وبادروا كلهم بالسجود، { إِلا إِبْلِيسَ أَبَى } امتنع عن السجود; واستكبر عن أمر الله وعلى آدم، قال: { أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } وهذا الإباء منه والاستكبار; نتيجة الكفر الذي هو منطو عليه; فتبينت حينئذ عداوته لله ولآدم وكفره واستكباره.

وفي هذه الآيات من العبر والآيات; إثبات الكلام لله تعالى; وأنه لم يزل متكلما; يقول ما شاء; ويتكلم بما شاء; وأنه عليم حكيم، وفيه أن العبد إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات والمأمورات فالوجب عليه; التسليم; واتهام عقله; والإقرار لله بالحكمة، وفيه اعتناء الله بشأن الملائكة; وإحسانه بهم; بتعليمهم ما جهلوا; وتنبيههم على ما لم يعلموه.

وفيه فضيلة العلم من وجوه:

منها: أن الله تعرف لملائكته; بعلمه وحكمته ، ومنها: أن الله عرفهم فضل آدم بالعلم; وأنه أفضل صفة تكون في العبد، ومنها: أن الله أمرهم بالسجود لآدم; إكراما له; لما بان فضل علمه، ومنها: أن الامتحان للغير; إذا عجزوا عما امتحنوا به; ثم عرفه صاحب الفضيلة; فهو أكمل مما عرفه ابتداء، ومنها: الاعتبار بحال أبوي الإنس والجن; وبيان فضل آدم; وأفضال الله عليه; وعداوة إبليس له; إلى غير ذلك من العبر.

__________

(1) في ب: هذا شروع في ابتداء خلق آدم عليه السلام أبي البشر وفضله.

(2) في ب: المكلفين.

 

(1/48)

 

 

اسئلة الورد :

 

ما معنى قوله تعالى :

- (نسبح بحمدك) :

- (نقدس لك) :

- (الأسماء كلها) :

 

استخرجي اسماء الله تعالى الحسنى الموجوده في الآيات .. واشرحيها :

 

لماذا سجدت الملائكة لآدم عليه السلام ؟

 

 

استخرجي الفوائد العمليه (امور استفدتي منها في حياتك العمليه) من جميع الآيات السابقه ؟ وسأذكر لكم بعضها في وقت لاحق \ لا تكرري الفوائد التي كتبتها أختك في الله ..

 

 

تريدون امتحان أخواتي فيما سبق؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اخواتي كم اشتقت لكن و لمجلسكن ...

 

اسئلة الورد من الايات 28 و 29

 

كلمة استوى ترد في القرآن على معان .. عدديها ؟

 

تردد معناها في القرءان على ثلاث معاني

 

الاول : بمعنى الكمال و التمام , كما في قوله عن موسى: { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى }

الثاني : بمعنى علا و ارتفع , كما في قوله تعالى: { ثم استوى على العرش } { لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ }

الثالث : بمعنى قصد , كما هو في الاية رقم 29 من ايات الورد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اسئلة الورد من الايات 30 حتى 34

 

اسئلة الورد :

 

ما معنى قوله تعالى :

- (نسبح بحمدك) : ... أي ننزهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك

- (نقدس لك) : ... يحتمل أن معناها ونقدسك فتكون اللام مفيدة للتخصيص والإخلاص ويحتمل أن يكون ونقدس لك أنفسنا، أي نطهرها بالأخلاق الجميلة كمحبة الله وخشيته وتعظيمه ونطهرها من الأخلاق الرذيلة

- (الأسماء كلها) : أي أسماء الأشياء وما هو مسمى بها فعلمه الاسم والمسمى أي الألفاظ والمعاني حتى المكبر من الأسماء كالقصعة والمصغر كالقصيعة

 

استخرجي اسماء الله تعالى الحسنى الموجوده في الآيات .. واشرحيها : العليم الذي أحاط علما بكل شيء، فلا يغيب عنه ولا يعزب مثقال ذرة في السماوات والأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر.

الحكيم: من له الحكمة التامة التي لا يخرج عنها مخلوق، ولا يشذ عنها مأمور، فما خلق شيئا إلا لحكمة: ولا أمر بشيء إلا لحكمة، والحكمة: وضع الشيء في موضعه اللائق به

 

لماذا سجدت الملائكة لآدم عليه السلام ؟ إكراما له وتعظيما وعبودية لله تعالى...

 

استخرجي الفوائد العمليه (امور استفدتي منها في حياتك العمليه) من جميع الآيات السابقه ؟ وسأذكر لكم بعضها في وقت لاحق \ لا تكرري الفوائد التي كتبتها أختك في الله ..

ضرورة طلب العلم ..لان الله اودع فينا عقلا يعيي و يميز ....ولكن هنا فالله سبحانه و تعالى هو من اودع العلم في عقل أدم ..و لكن نحن الان مكلفون بتلقي العلم من انفسنا درجة درجة (بعون الله )

 

و الله اعلم

 

 

بوركت اخيتي مسلمة طموحة ....

 

نعم اريد اختبارا ... و لكن اعذريني اذا ما تأخرت عليك في الرد

فعندي ظروف صعبة تمنعني من استخدام الجهاز في اي وقت اشاء

 

احبكِ في الله

و جزاكِ الله خيرا على مجهودك

تم تعديل بواسطة لمى حمدان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
زوار
هذا الموضوع مغلق.

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×