اذهبي الى المحتوى
نبض الأقصى

إرتـيــــريـــا .. شعب مسلم يواجه التشريد وسط تعتيم إعلامي

المشاركات التي تم ترشيحها

إرتـيــــريـــا .. شعب مسلم يواجه التشريد وسط تعتيم إعلامي

 

مجلة العالمية

 

eritria.jpg

 

 

المسلمون في ارتيريا يحتاجون الى مدارس عربية ومكتبات وتوفير

الكتب والمدرسين حتى يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم

 

 

يبدو أن درجة الاحتقان الضارب بجذوره في الداخل الإرتيري منذ 15 عاما، بدأت في الغليان على كافة المستويات. حيث تشير التقارير الإعلامية الواردة من أسمرة إلى تنامي ظاهرة تجنيد السلطات للفتيات- حتى أولئك اللاتي في مقاعد الدراسة، رغم إدعاءاتها السابقة بعدم استهداف الطلاب في المراحل الدراسية في برنامج الخدمة الإجبارية وكذلك الفتيات المتزوجات، بل تم في الأيام القليلة الماضية تجنيد العديد من الفتيات واستغلالهن بواسطة ضباط النظام، ومارس معهن شتى الأساليب الخبيثة والطرق المشينة التي تتنافى مع قيم الشعب وتعاليم الدين والخلق والمروءة .

وفي سياق نفس السياسة التعسفية انتزعت قوات الأمن منازل المواطنين بمنطقة "اماتري" بمدينة "مصوع" تحت دعاوى ومبرارات واهية لا تخفى رغبة النظام المتمثلة في نهب ثروات وممتلكات المواطنين سواء كانت أراضي وعقارات، ومناطق ذات مواقع متميزة أو ثروات ومزارع ذات إنتاج وفير، وقد وعدت السلطات سكان "اماتري" بتعويضهم في منطقة أخرى إلا أنها تنكرت لتلك الوعود وفرضت شروطا قاسية لمنح الأراضي البديلة، حيث ألزمتهم بدفع مبلغ 4300 نقفة مقابل تعويضهم وشروط تعجيزية لبناء مساكنهم الجديدة ...بما يمهد لموجة تشريد بأساليب جديدة ..

 

5 أرغفة يوميا لكل أسرة

 

كما استولت السلطات على معظم قوارب الصيد في منطقة دنكاليا، والتي تمثل مصدر الدخل الرئيس لمواطنيها...ومما يفاقم مأساتهم شح وانعدام المواد الغذائية بالإقليم لدرجة حد المجاعة الكاملة حيث لا يوجد من المواد الا كميات قليلة جدا لا تكفي حاجة المواطنين، وقد ظل العمل في هذا الإقليم محتكرا لدى شركات حزب النظام والهدف من ذلك أن يكون التمويل بصورة لا تسد رمق الفرد حيث يصرف للاسرة خمسة أرغفة في اليوم دون النظر لعددها ، الأمر الذي أضحى يهدد سكان الإقليم بالمجاعة وانتشار أمراض سوء التغذية والجوع .

كما فرض نظام افورقي اجراءات جديدة على الموظفين بالدولة حيث اشترط على الموظف ان يكون احد والديه ضامنا له ومسؤولا لما يصدر منه من سلوك ومخالفة لسياسات النظام، وكل من لا يوفي بهذا الشرط الغريب يفقد فرصته للعمل في مرافق الدولة ليحاسب والداه بتصرفاته . كل ذلك إيغالاً في نشر مزيد من الرعب والفزع وسط المواطنين ولضمان خضوع جميع الموظفين للسياسات العرجاء التي ظل يتبعها نظام القهر، وحتى يضمن عدم هروب العاملين في سلك الخدمة المدنية بعد ان شهدت كل مؤسسات الدولة هروباً مستمراً ، وأضحت ظاهرة اللجوء والهجرة للخارج أو الانضمام للمعارضة الوطنية ظاهرة مألوفة حيث أن الجميع يسعى للنجاة بنفسه من دكتاتورية نظام أفورقي..

 

ضياع حقوق المسلمين

المسلمون الفئة الأكثر تعرضاً لانتهاك حقوقها واستلاب ثقافتها وهويتها

ومصادرة أراضيها واغتيال واعتقال رموزها السياسية والدينية

 

وعلى مدى الـ15 عاماً الماضية، لم تخل تقارير حقوق الإنسان الدولية من اتهام الحكومة الإرتيرية بانتهاك حقوق الإنسان في البلاد، وفي هذا السياق حذر تقرير منظمة بيت الحرية "فريدوم هاوس" لعام 2006م من استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في آرتيريا بصورة مقلقة..ومثل المسلمون الفئة الأكثر انتهاكا لحقوقها واستلاباً لثقافتهم وهويتهم الإسلامية ومصادرة لأراضيهم وسجناً واغتيالات لرموزهم السياسية والدينية..

 

تعتيم إعلامي

 

ويراكم التعتيم الإعلامي محنة المسلمين في ارتيريا..حيث السياسات التعسفية التي حولت حياة الإرتيريين إلى جحيم لا يطاق، فتجرع الشعب الاريتري كل أصناف الخوف والرعب والتشرد حتى أصبحت ارتيريا اليوم دولة طاردة لشعبها.. نجد أن هذه التقارير الدولية قد أكسبت طروحات المعارضة الارتيرية وتقارير منظمات المجتمع المدني فيها المزيد من المصداقية وتعرية النظام أمام الرأي العالمي في الآونة الأخيرة ، بيد أنه يلاحظ في تلك التقارير الدولية من جهة أخرى عدم الدقة في رصد الانتهاكات بل التحيز الواضح أحياناً وعدم الموضوعية والمصداقية فيما يتعلق بانتهاكات حقوق المسلمين في ارتيريا سواء كان ذلك بالإغفال عن ذكرها أو التقليل من حجمها ووقوعها مع أن المسلمين هم الذين وقع عليهم الضرر الأكبر ونالهم نصيب الأسد من ظلم هذا النظام الدكتاتوري. فعلى سبيل المثال إذا أخذنا تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2006م بشأن الاضطهاد الديني في ارتيريا يذكر التقرير ما يلي : وبحلول عام 2005م كان لا يزال رهن الاحتجاز ما لا يقل عن ( 26 ) قسا وكاهناً وما يزيد عن ( 1750) من أتباع الكنائس وبينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى عشرات المسلمين وذلك بسبب معتقداتهم الدينية.

 

كما يذكر تقرير منظمة بيت الحرية (فريدوم هاوس) لعام 2006م: (إن الاضطهاد الديني للأقليات المسيحية قد تصاعد في السنوات الأخيرة خاصة ضد "الجهوفا"، ويضيف التقرير: كما أن المسلمين أيضاً يتعرضون لذات الاضطهاد، موضحاً أن بعضا منهم يقبع في سجون انفرادية وسرية لسنوات بتهمة علاقتهم بجماعة إسلامية مسلحة معارضة)..

ولعل المتابع لمحنة المسلمين في اريتريا وما يلاقونه من استهداف طائفي واضح من نظام أفورقي يصاب بالدهشة والاستغراب من عدم مصداقية هذه التقارير الدولية وانحيازها ضد حقوق المسلمين في اريتريا وإلا كيف ومن يصدق أن المسلمين المعتقلين في سجون أفورقي هم عشرات كما زعم تقرير منظمة العفو الدولية، أو أن من يقبعون في سجون انفرادية من المسلمين لسنوات بسبب علاقتهم بجماعة إسلامية معارضة كما ذهب إليه تقرير "فريدوم هاوس"..).

 

فكل ذلك مخالف ومتناقض مع الواقع إذ ان المسجونين والمختطفين من المسلمين منذ التسعينات يفوقون الآلاف لا العشرات وليس بسبب الانتماء الاسلامي حسب قول التقرير وإنما هو تعسف النظام الدكتاتوري واصراره على محاربة المسلمين وإذلالهم وتغييب دورهم في بناء اريتريا بعد الاستقلال لتكون السيادة لمشروع التجرنة بلا منافس، وهو توجه طائفي بغيض يهدد التعايش السلمي في اريتريا..

 

وللأسف الشديد قد تأثر بهذا التضليل الإعلامي الغربي بعض الأقلام الاريترية المعارضة التي تستحي من إبراز مظالم المسلمين في ظل نظام أفورقي .. جريا وراء سراب الوحدة الوطنية على حساب مظالم المسلمين وأشلائهم في اريتريا، وهو نفس المسلك الانهزامي الذي جعل الكثيرين من أبناء المسلمين في مرحلة الثورة يخرجون صفر اليدين بسبب عدم الدفاع عن حقوقهم بكل جرأة دون مجاملة أو تنازل أو الاغترار بشعار الوحدة الوطنية..

 

مستقبل المسلمين في ضوء الواقع المرير

يتطلع المسلمون إلى تعليم أبنائهم في الجامعات العربية والإسلامية وإعطائهم منحا دراسية

في تخصصات متنوعة خاصة الإدارة والتجارة والدراسات الإسلامية واللغة العربية والإعلام

وازاء تلك الأوضاع تتجلى حاجة الإرتيريين لترتيب أوضاعهم بأنفسهم وبمشاورة إخوانهم من العرب والمسلمين المجاورين، وأن تقوم مشاريع حكومية وشعبية لهذا العمل، بعيدا عن لغة الحروب والثورات ، لأن إرتيريا لا تحتمل الآن حروبًا، ولا مواجهات، ولا مساومات على مصيرها بل تحتاج عملا منتجا جيدا يثمر لمصلحة البلاد في فترة قد لا تكون بعيدة، وقد يكون من الأساليب المناسبة شعبية وحكومية ما يلي:

 

- فتح المدارس العربية في إرتيريا، وتوفير الكتب والمدرسين ولو مؤقتا حتى يستطيع الإرتيريون الاستمرار بأنفسهم بعد فترة لن تطول، وإرسال الكتب والمطبوعات العربية المدرسية إليهم.

 

- فتح أبواب الجامعات للشباب الإرتيري وإعطاؤهم منحا دراسية، في تخصصات متنوعة، وبخاصة: الإدارة، والتجارة، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية، والإعلام والسياسة.

 

- تسهيل دخول أعداد منهم للكليات العسكرية العربية.

 

- إنشاء المكتبات الإسلامية في الأحياء والقرى والمساجد، وتشجيع المدرسين في الكتاتيب القرآنية وإعطاء الجوائز والمسابقات لهذه المؤسسات.

 

- فتح قناة مرئية عربية وإذاعة خاصة بارتيريا يعلم السكان اللغة ويربطهم بشؤون الجيران المسلمين والعرب، وهذه الأجهزة يمكن أن تؤدي دورًا كبيرًا للمسلمين في أثيوبيا أيضًا.

 

- تشجيع التجارة والتبادل والمعاملات البنكية الإسلامية، والمشاركة في أعمال تفيد الطرفين.

 

- تقديم خدمات مهمة لدولة تعاني من ضعف الخدمات وتردي مستوى الاقتصاد، ومن الأعمال التي قد تعود على البلاد الإسلامية وأرتيريا بفائدة التبادل في خدمات الشرطة والجيش والتدريب، ودورات للمدرسين والأكاديميين، ورحلات العمرة والحج لطلاب الثانوية، وزيارات للدول العربية والمساهمة في تأسيس جامعة وتكليف بعض المدرسين بزيارة هذه الجامعة أو تحسب لهم مشاركتهم في هذه الجامعة بمميزات إن لم يكونوا من ذوي التضحية.

 

إن سكان هذا الإقليم عرب ومسلمون، وآخرون لهم روابط جغرافية وتاريخية بالعرب والإسلام، وسيكون لهم دور قادم ومؤثر، اقتصاديًا وثقافيًا وعسكريًا، على مستقبـل المنطقة، وخاصة على أهل السواحل القريبة والمطلة على البحر الأحمر، وهناك حاجة مشتركة للتعاون في صياغة مستقبل المنطقة وعلاقاتها، واستعادة البلد لمكانته ولهويتـه المخطوفة.

 

 

 

http://www.iico.net/al-alamiya/issues-1428...slems-world.htm

نقلاً عن موقع عودة ودعوة ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حبيبي نبض الأقصى جزاك الله خيرا على هذا النقل القيم

نسأل الله تعالى أن يفك كرب المسلمين في كل مكان و يؤيد بنصره المتسضعفين و المجاهدين من المسلمين

آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة على هذه التّذكرة

 

للأسف الكثير من قضايا المسلمين مُغيَّبة إعلاميًّا

 

نسأل الله تعالى أن ينصُر المسلمين المُستضعَفين في كلّ مكانٍ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×