اذهبي الى المحتوى
نداءالإسلام

هل الولايات المتحدة أمـة تستحـق الإشـفـاق ؟

المشاركات التي تم ترشيحها

منذ شهر تقريبا نشرت جريدة الأهالي المصرية خبرًا صغيرًا مفاده أن طلاب جامعة المنصورة( شمال مصر ) نجحوا في طرد السفير الأمريكي ريتشارد دوني من الجامعة , حيث قوبل موكب السفير الأمريكي لدى اقترابه من بوابة الجامعة بهتافات الطلاب المناوئة للسياسة الأمريكية في المنطقة , والتي نددت بالاحتلال الأمريكي للعراق , والتدخل السافر في الشأن المصري, ومحاباة أمريكا لإسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني . مما أجبر السفير الأمريكي على الانصراف فورًا من حرم الجامعة , في انتصار حقيقي لإرادة جيل جديد من الأجيال التي نشأت على كره وبغض كل ما هو أمريكي , ولكن السؤال الكبير: " لماذا " ؟

لقد سرحت بخاطري متسائلا: ما الذي جعل الولايات المتحدة تصل إلي هذه الدرجة من الكره والبغض في كل مكان في العالم ؟ ما الذي جعل العلم الأمريكي يداس بالأقدام هنا وهناك ؟ ما الذي جعل المصالح الأمريكية مهددة في كل بقاع الأرض ؟ ما الذي جعل شعار( الموت لأمريكا ) يتردد في كل شارع وفي كل حارة, ؟ ما الذي جعل الكره والبغض حليف الولايات المتحدة على مر الأجيال جيلا بعد جيل, وكان آخرهم شباب جامعة المنصورة .

 

من الثابت تاريخيا أن الولايات المتحدة كانت تتمتع منذ بداية نشأتها بصورة طيبة في العالم الإسلامي , فالتاريخ يخبرنا أن الولايات المتحدة لم يكن لها أية ميول استعمارية في بداية نشأتها , حيث كانت معزولة جغرافيا بسبب بعدها عن المنطقة , و كانت تتبع في بداية نشأتها سياسة معتدلة تجاه منطقتنا ظهرت ملامح هذه السياسة في " مبدأ مونرو " والذي تمر ذكرى خروجه للنور في مثل هذه الأيام من شهر ديسمبر من كل عام . وهنا يطيب لي أن أذكر بهذا المبدأ وبنوده كحلقة من الحلقات التي بها تتضح معالم الصورة . فما هي بنود " مبدأ مونرو " ؟ , ومن هو" مونرو" ؟

"جيمس مونرو" هو الرئيس الأمريكي الخامس , وهو الذي حكم الولايات المتحدة مابين عامي ( 1758م -1831 م ) , يتمثل مبدؤه الشهير – والذي عرف باسمه – في رسالته الشهيرة التي أرسلها إلى الكونجرس الأمريكي في شهر ديسمبر سنة 1823 م , ويتلخص مبدأ مونرو في : أن تظل الولايات المتحدة في قارتها بعيدة عن صراعات العالم القديم , وألا تتدخل أبداً في مشاكله, مقابل عدم تدخل أي من الدول الأوروبية في شؤون القارة الأمريكية, و أعلنت الولايات المتحدة يومها أنها لن تتردد في إعلان الحرب على أي دولة تحاول التدخل في شئون القارة الأمريكية .

 

ظلت الولايات المتحدة متمسكة – ومنذ نشأتها واستقلالها سنة 1783 م – بهذه السياسة وحتى إلى قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى . ركزت الولايات المتحدة كل اهتماماتها طيلة هذه المدة لصالح التنمية والبناء , عاد مردود هذه السياسة بفوائد جمة على الشعب الأمريكي , وتمتعت أمريكا باقتصاد قوي, ونظام ديمقراطي أقوى , وشعر المواطن الأمريكي العادي بهذا المردود , وعاش في قمة الرفاهية , في الوقت الذي كانت فيه شعوب العالم تعاني من مرارة الفكر الاستعماري الذي سيطر على عقول وألباب قادة العالم آنذاك .

 

غير أن اليهود عز عليهم أن تظل الولايات المتحدة تنعم بما هي فيه , عز عليهم أن تظل أمريكا بمنأى عن صراعات العالم . فلعبت الرأس اليهودية لعبتها, ونجحت في استدراج الولايات المتحدة إلى أتون الحروب والصراعات في كل بؤر العالم الملتهبة. فمن الحقائق التاريخية أن اليهود هم الذين حولوا أمريكا إلى دولة استعمارية , حولوها إلى دولة إرهابية تضرب , وتدمر , وتحرق , وتقتل , وتقاطع من أجل المصالح اليهودية . وأصبحت الولايات المتحدة تستنفذ كل مواردها , وتخسر العديد من خيرة أبنائها في كثير من بقاع العالم لصالح اليهود, ولصالح تحقيق أوهام حكماء صهيون المعروفة بالبروتوكولات .

 

فانطلاقاً من نفوذ اليهود داخل الولايات المتحدة , وانطلاقاً من سيطرتهم على كثير من مجريات الأمور داخل الولايات المتحدة , و بالتعاون مع بريطانيا , نجح اليهود في إخراج أمريكا من عزلتها أثناء الحرب العالمية الأولى , والزج بها لتحارب في صف بريطانيا , وفعلا حاربت أمريكا إلى جانب بريطانيا . وقبض السمسار اليهودي من بريطانيا الثمن – ثمن توريطهم للولايات المتحدة في وحل الحروب والصراعات - ولكن ترى أي ثمن حصل عليه اليهود مقابل هذه الصفقة ؟ !!!!

كان من بين أهم هذه المكاسب التي حصل عليها اليهود ما وعدهم به وزير الخارجية البريطاني " آرثر بلفور" بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين , وحمل الدول الكبرى على الاعتراف بهذا الوعد المشؤوم في مؤتمر الصلح 1919 م في باريس . وتم العمل على تنفيذه تحت حماية بريطانيا بعد انتزاع فلسطين – قلب العالم الإسلامي – من جسد الخلافة الإسلامية ووضعها تحت الانتداب " فلولا اليهود لما أمكن بريطانيا إخراج أمريكا من عزلتها التقليدية . كما يؤكد على هذا البعد الدكتور " محمد خليفة التونسي" في كتابه" بروتوكولات حكماء صهيون " .

 

لقد عارض الشعب الأمريكي هذا التحول في السياسة الخارجية لأمريكا أيما معارضة , كما عارض الكونجرس هذه السياسة رسميا في العشرين من أبريل سنة 1920 م . وطالب بأن يظل مبدأ مونرو هو حجر الأساس في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية . ولكن ذهب كل ذلك هباءً . وانتصرت إرادة الشرذمة اليهودية . وأصبحت الولايات المتحدة من يومها وإلى الآن – وبدافع خبيث – وراء كل الأزمات والمشكلات والجرائم التي ترتكب في كل بقاع العالم .

 

إن الولايات المتحدة أمة تستحق الإشفاق , فكل قرارات هذه الدولة العظمى وتوجهاتها وسياساتها تصنع في المطبخ اليهود وعلى يد الطباخين اليهود , ولا يعرف غالبية الشعب الأمريكي ما يسمى بالمشاركة في صنع القرار وهذه حقيقة , فاليهود يعيشون في أمريكا ينعمون بخيرها , ويستغلون ديمقراطيتها , ويلعب كل يهودي في أمريكا الدور الذي به يساهم في علو شأن بني جلدته , والتمكين لحكومة بلاده في إسرائيل .أنهم لا يعترفون بغير إسرائيل حكومة لهم , ولا يضعون حدا لطموحهم , ولا نهاية لأحلامهم بأن تكون إسرائيل فوق الجميع , بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.

إننا نهمس في أذن السفير الأمريكي – أو في أذان أصدقائه في بلادنا عل أحدهم يخبره - بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستظل في هذه المهانة دائما وأبدا ما لم تتحرر من هذا القيد اليهودي , ستظل في هذا الوحل ما لم يعد قادتها التفكير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه عالمنا الإسلامي وقضاياه وعلى رأسها قضية فلسطين , وما لم يقارن المواطن الأمريكي كيف كانت الولايات المتحدة في ظل مبدأ مونرو, وكيف أصبحت في ظل هذا القيد اليهودي المهين .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكي الله خيرا

والله نحن نشفق على انفسنا من انفسنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×