اذهبي الى المحتوى
سما الأزهر

أبشر أيها المبتلى

المشاركات التي تم ترشيحها

أبشر أيها المبتلى

إن البلاء والمصائب والأمور المحزنة سمة من سمات المؤمن الحياة الدنيا، فما يوماً يمر إلا ويحدث للإنسان فيه ما يقلقه وينقض عليه معيشته، كما قيل:

طبعت على كدر وأنت تريدها

صفواً من الأقذاء والأكدار

والعاقل من يوطن نفسه على القبول والتسليم والرضى بالقضاء ؛ لأن الجزع والسخط والاعتراض لن يغير من الأمر شيئاً ، بل ذلك يزيد من هول المصاب، ويجر صاحبه إلى غضب الرب تعالى وسخطه،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم((إن عظم الجزاء من عظم البلاء ، فمن رضي فاله الرضا ، ومن سخط فله السخط)) [رواه الترمذي وحسنه].

وقد يكون هذا البلاء دليلاً على إرادة الخير بالإنسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ))من أراد الله به خيراً، يصبه منه))[رواه البخاري].

وقال عليه الصلاة والسلام ))إذا أراد الله بعبده خيراً،خيرا عجل الله له العقوبة في الدنيا))[رواه الترمذي وحسنه].

فلماذا تجزع _أخي الحبيب _من الخير الذي يأتيك؟

ولماذا تحزن والأجور تناديك؟

قال الشاعر:

قد ينعم الله بالبلوى وغن عظمت

ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

 

من كتاب لاتحزن وكن مطمئناً عائض القرني

 

لماذا يبتلى الله الإنسان؟

شاء الله عز وجل ألا يحاسب خلقه بمقتضى علمه فيهم، إنما بمقتضى أفعالهم وأقوالهم. وهذا من تمام فضله بعد عدله. ويبتلى الله الإنسان ليعرف الإنسان حقيقة نفسه، فهناك من يظن أنه مستعد لأى محنة، والحقيقة أنه لا يعلم حقيقة ذلك. والخير فتنه أشد من فتنة الشر، فالابتلاء بالشدة يدفع العبد إلى الصبر بفضل الله. وأنت فى نعمة ما دام الله قد من عليك بقلب شاكر ولسان ذاكر وجسد صابر. وقد قال r "مثل الذى يذكر ربه و الذى لا يذكر ربه كمثل الحى والميت"

مراتب الابتلاء

ـ ابتلاء للتمحيص: أى لاختبار العبد .. هل يصبر؟ هل ينسى ما سبق من نعيم؟ أم يظل على الأعتاب متعلقاً بالباب؟

ـ الابتلاء للتطهير: أى لمحو الذنوب عن العبد.

ـ الابتلاء للترقية ورفع الدرجة: وهى مرتبة النبى صلى الله عليه وسلم . فيا من ابتليت فصبرت إن لك من هذه الرتبة نصيب إن شاء الله.

أبشر يا من صبرت.. أجرك عند الله ثابت.. أبشر بفضل الله عليك.. الصبر مثل اسمه مـُـر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل.. جعل الله الصبر جواداً لا يكبو.. وجنداً لا يهزم.. وحصناً لا يهدم.. فأبشر أيها المبتلى الصابر فأنت فى معية الله، وهو يحبك.. قال عز وجل "واصبروا إن الله مع الصابرين" وقال " والله يحب الصابرين" .

ومعية الله نوعان.. المعية العامة هى معيته عز وجل لكل خلقه بعلمه وسمعه وبصره وإرادته دون تشبيه ليس كمثله شئ.. أما المعية الخاصة فمع أوليائه.. وأصفيائه لحفظهم ونصرهم وتأييدهم وكرامتهم. فإن كان الله معك فمن أى شئ تخاف.. وإن كان الله يحبك فعلى أى شئ تحزن..؟

ويقول عز وجل " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ـ الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ـ أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" .. صلوات من ربهم أى رحمة ومغفرة.. وتكرار الرحمة هنا باختلاف اللفظ للتأكيد. وللصابرين فى الجنة كرامة إذ يقول عز وجل "والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم" . ويبين الله أن الصبر لا انتهاء لأجره إذ يقول "إنما يوف الصابرون أجرهم بغير حساب".

ولكن ما هو الصبر؟

الصبر فى اللغة هو المنع والحبس.. وشرعاً هو حبس النفس عن الجزع وحبس اللسان عن الشكوى وحبس الجوارح عن المعاصى.

والصبر أقسام :

الصبر على الطاعة: هو أعلى مراتب الصبر.. وهو الثبات على أحكام الكتاب والسنة.

الصبر عن المحظور: هو الصبر عن المعاصى والامتناع عنها، وقد قال r "إن روح القدس قد نفث فى روعى أن روحاً لن تموت حتى تستوفى رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الزرق أن يستعجله بمعصية الله"

الصبر على المقدور: وهنا نذكر نبى الله أيوب الذى فقد ماله كله فصبر، ومات ولده أجمعون فصبر، ومرض مرضاً أقعده فى الفراش فصبر، (ولا صحة على الإطلاق لما قيل من تفاصيل حول مرضه وما جاء فى ذلك من أوصاف لا مصدر لها لا من الكتاب ولا من السنة) ولم يترك له الله إلا قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً فلم يفتر عن شكره.. ولقد اختلف العلماء فى المدة التى مرضها .. والأرجح أنها 18 سنة حتى ظن أقرب صحبه إليه أن أيوب قد ارتكب ذبناً شديداً و إلا لما غضب الله عليه كل هذه السنوات.. ولما سمع أيوب بذلك خاف على الناس من الفتنة فدعا ربه " وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين" فأمر الله أيوب أن يضرب الأرض برجله ضربة خفيفة "فاركض برجلك" ففجر له عين ماء وقال له الله "هذا مغتسل بارد وشراب" فشرب واغتسل فتطهر جسده وباطنه، فلما عافاه الله أمطر عليه جراداً من ذهب حتى امتلأت الأرض من حوله، ومع ذلك ظل أيوب يجمع الذهب فى ثوبه، فقال له الله ألا تشبع أيوب فقال أيوب : من يشبع يا رب من رحمتك، وفى رواية أخرى لا غنى لى يا رب عن بركتك.

الصبر الجميل

هو الصبر الذى يبتغى به العبد وجه ربه لا تجملا للناس ولا تحرجاً منهم وفيه يستعلى على الشكوى.. وليس معنى ذلك أن الشكوى مكروهة.. فهناك نوعان من الشكوى : الشكوى إلى الله وهى من تمام العبودية، وقد فعل ذلك أنبياء الله يعقوب وأيوب ويونس.. أما الشكوى المرفوضة فهى الشكوى من الله والعياذ بالله.

ولقد سـُئل النبى صلى الله عليه وسلمأى الناس أشد بلاءً يا رسول الله فقال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، إنما يبتلى الرجل على حسب دينه، فما يبرح البلاء العبد حتى يمشى على الأرض وليس عليه ذنباً" وقال صلى الله عليه وسلم "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضى فله الرضا ومن سخط فله السخط" وقال صلى الله عليه وسلم "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا غم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" ومن قوله صلى الله عليه وسلم تبشيراً للصابرين " إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له أجر ما كان يعمل وهو مقيم صحيح" ولا يجب أن ننسى ما أمر به صلى الله عليه وسلم عند الابتلاء أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أأجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيراً منها. وقال صلى الله عليه وسلم "يقول الله عز وجل للعبد يا بن آدم مرضتُ ولم تعدنى فيقول العبد يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين فيقول الله عز وجل مرض عبدى فلان ولم تعده أفلا علمت أنك لو عدته لوجدتنى عنده" وفى الحديث " استطعمتك .... أفلا علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندى " "استسقيتك ... أفلا علمت أنك لو أسقيته لوجدت ذلك عندى " وكأن الله يريد أن يجبر كسر المريض الذى لا يقوى على الحركة فكان الله عنده ومن عاد المريض (أى زاره أثناء مرضه) وجد الله عنده.. أما من أطعم جائعاً أو أسقى ظمأناً .. فسوف يجد ذلك عند الله.

نصائح لمن يمر بالابتلاء

ـ لا تنسوا فى هذه اللحظات أن تتضرعوا إلى الله عز فلا منجا ولا ملجأ إلا إليه. وقد قال صلى الله عليه وسلم "ما من مسلم يدعو الله إلا كتب له الله إحدى ثلاث أن يعجل له دعوته فى الدنيا، أو أن يدخرها له فى الآخرة، أو أعطاه مثلها".

ـ لا تغفل عن ذكر الله فالذكر حياة القلوب، والغافل عن الذكر ميت.

ـ عليكم بالصدقة بنية الشفاء وأن يذهب الله مرضك لقوله r "داووا مرضاكم بالصدقة".

ـ تذكر أهل الابتلاء تخف مصيبتك، فهناك من تضاعف عليه الابتلاء، وعندما تتذكر هؤلاء ستدرك أنك فى نعمة.

الشيخ محمد حسان[/size]

 

]نعم أبشري يامن كتب الله لك حظاً من الابتلاء ، واعلمي أن الله ماابتلاء إلا لأنه يحبك ، ودليل ذلك أنك ستجدين نفسك مع الابتلاء أشد تقرباً وتعلقاً بالله تعالى ، فإذا آنست ذلك من نفسك فاعلمي أن هذا الابتلاء هو الطريق الذي اختاره الله لك ليقربك إليه فاثبتي ، حتى تفوزي بما أعده الله تعالى للصابرين " وبشر الصابرين "

 

اللهم إني أسألك قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وبدناً على البلاء صابراً

اللهم ثبتنا ولا تجعل فتنتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا

اللهم لا تحرمنا أجر الصبر وبشرنا بالقبول في الدنيا والآخرة

اللهم لا راد لفضلك ولا معقب لقضاءك

اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير

اللهم يامن اسمك الصبور إلهمنا صبراً جميلاً ورضاً وتسليماً لقضاءك وقدرك

اللهم اجعلنا من الذين تقول لهم الملائكة " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار "

 

اللهم آمين اللهم آمين[/size]

تم تعديل بواسطة سما الأزهر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
اللهم إني أسألك قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وبدناً على البلاء صابراً

اللهم ثبتنا ولا تجعل فتنتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا

اللهم لا تحرمنا أجر الصبر وبشرنا بالقبول في الدنيا والآخرة

اللهم لا راد لفضلك ولا معقب لقضاءك

اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير

اللهم يامن اسمك الصبور إلهمنا صبراً جميلاً ورضاً وتسليماً لقضاءك وقدرك

اللهم اجعلنا من الذين تقول لهم الملائكة " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار "

اللهم آمين اللهم آمين

جزاك ربي كل الخير ونفع بك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكى الله خيرا حبيبتى والله تاثرت كثيرا من مقالك هذا

 

لانى غدا على مشارف عملية ضقيقة وارجو من الله عز وجل ان ييسرها لى

 

:cry:

 

بارك الله فيكى وجعله فى ميزان حسناتك

 

:wub: :wub: :wub: :wub:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×