اذهبي الى المحتوى
عبرة

هل الشيعة يدخلون الجنة؟؟

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

 

عندي سؤال عن الشيعة .. هل يجوز التعامل مع الشيعة والحديث معهم.. وهم على هذه المعتقدات التي يعتقدونها هل تقبل أعمالهم ويدخلون الجنة؟؟

 

 

محبتكم فيه تعالى: :?:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أختي عبرة الشيعة على ضلال وعقيدتهم فاسدة

 

ولا ننصحك بالتقرب منهم لأنهم سيفسدون عليك قلبك والشبه خطافة والقلوب ضعيفة

 

اما بخصوص سؤالك الاخير فهذا حسابهم عند ربهم ولا نستطيع الجزم بدخولهم او عدمه فنحن غير مكلفين ان نحاسب البشر فهم فرق كثيرة وهناك من اهل العلم من يكفرهم لأنهم يسبون الصحابة مثل الامام مالك رضي الله عنه وكما قيل 000 الذي يقول من الشيعة بتحريف القرآن ودخول المهدي المنتظر سرداب وسب الصحابة فهدا يكفر واما من انتسب الي الشيعة فقط فلا نستطيع تكفيره

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزى الله الأخت الفاضلة على الرد

 

ولكِ أخيتي عبرة هذا :

 

ما أقوال أئمة السلف والخلف في الرافضة؟

 

قال شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله رحمة واسعة - : (( وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والاسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الاسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب )).

 

قال أشهب بن عبدالعزيز : (( سئل مالك - رحمه الله - عن الرافضة فقال : لاتكلمهم ولا تروي عنهم فإنهم يكذبون. وفال مالك : الذي يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لهم أسم، أو قال: نصيب في الاسلام )).

 

وقال أبن كثير عند قوله سبحانه : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوارة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فئازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ) (1). وقال : (( ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك - رحمة الله عليه - في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة - رضوان الله عليهم - قال : لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة - رضي الله عنهم - فهو كافر لهذه الآية )).

 

قال القرطبي : (( لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن نقص واحدا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين ))(2).

 

وقال أبو حاتم : (( حدثنا حرملة قال : سمعت الشافعي - رحمه الله - يقول لم أرَ أحداً أشهد بالزور من الرافضة )).

 

وقال مؤمل بن أهاب : (( سمعت يزيد بن هارون يقول : (يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة فإنهم يكذبون )).

 

وقال محمد بن سعيد الأصبهاني : (سمعت شريكاً يقول : احمل العلم عن كل من لقيت إلا الرافضة، فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه ديناً )). وشريك هو شريك بن عبدالله، قاضي الكوفة.

 

وقال معاوية : (( سمعت الأعمش يقول : أدركت الناس وما يسمونهم إلا الكذابين )). يعني أصحاب المغيرة بن سعيد الرافضي الكذاب كما وصفه الذهبي (3).

 

قال شيخ الإسلام - رحمه الله - معلقاً على ما قاله أئمة السلف : (( وأما الرافضة فأصل بدعتهم زندقة وإلحاد وتعمُّد، الكذب كثير فيهم، وهم يقرون بذلك حيث يقولون : ديننا التقية، وهو أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه وهذا هو الكذب والنفاق فهم في ذلك كما قيل : رمتني بدائها وانسلت ))(4).

 

قال عبدالله أحمد بن حنبل : (( سألت أبي عن الرافضة، فقال : الذي يشتمون أو يسبون أبا بكر وعمر )). وسئل الامام أحمد عن أبي بكر وعمر فقال : (( ترحم عليهما وتبرأ ممن يبغضهما ))(5).

 

روى الخلال عن أبي بكر المروزي قال : ((سألت ابا عبدالله عمن يشتم أبابكر وعمر وعائشة، قال ما أره في الاسلام )) (6).

 

وروى الخلال قال : (( أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني قال : ثنا موسى بن هارون بن زياد قال : سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبابكر قال:كافر، قال: فيلصى عليه؟ قال:لا ))(7).

 

قال ابن حزم - رحمه الله - عن الرافضة عندما ناظر النصارى وأحضروا له كتب الرافضة للرد عليه : (( إن الرافضة ليسوا مسلمين، وليس قولهم حجة على الدين، وإنما هي فرقة حدث أولها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة وكأن مبدئها إجابة ممن خذله الله لدعوة من كاد الاسلامن وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في التكذيب والكفر ))(8).

 

وقال أبو زرعة الرازي : (( إذا رأيت الرجل ينقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق )).

 

وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية سؤالاً جاء فيه أن السائل وجماعة معه في الحدود الشمالية مجاورون للمركز العراقي، وهناك جماعة على مذهب الجعفربة ومنهم من امتنع عن أكل ذبائحهم ومنهم من أكل، ونقول : هل يحل لنا أن نأكل منها علماً بأنهم يدعون عليا والحسن والحسين وسائر سادتهم في الشدة والرخاء؟ فأجابت اللجنة برئاسة سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ عبدالرزاق عفيفي، والشيخ عبدالله بن غديان، والشيخ عبدالله بن قعود - أثابهم الله جميعاً - :

 

الجواب : الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد :

 

إذا كان الأمر كما ذكر السائل من أن الجماعة الذين لديه من الجعفرية يدعون علياً والحسن والحسين وسادتهم فهم مشركون مرتدون عن الاسلام والعياذ بالله، لايحل الأكل من ذبائحهم لأنها ميتة ولو ذكروا عليها أسم الله (9).

 

وسئل العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله ورعاه من كل سؤ - سؤالا جاء فيه فضيلة الشيخ يوجد في بلدتنا شخص رافضي يعمل قصابا ويحضره أهل السنة كي يذبح ذبائحهم، وكذلك هناك بعض المطاعم تتعامل مع هذا الشخص الرافضي وغيره من الرافضة الذي يعملون في نفس المهنة. فما حكم التعامل مع هذا الرافضي وأمثاله؟ وما حكم ذبحه : هل ذبيحته حلال أم حرام؟ أفتونا مأجورين والله ولي التوفيق.

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد : فلا يحل ذبح الرافضي ولا أكل ذبيحته، فإن الرافضة غالباً مشركون حيث يدعون علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - دائماً في الشدة والرخاء حتى في عرفات والطواف والسعي، ويدعون أبناءه وأئمتهم كما سمعناهم مرارا، وذا شرك أكبر وردة عن الإسلام يستحقون القتل عليها.

 

كما هم يغلون في وصف علي - رضي الله عنه - ويصفونه بأوصاف لاتصلح إلا لله، كما سمعناهم في عرفات، وهم بذلك مرتدون حيث جعلوه رباً وخالقاً، ومتصرفاً في الكون، ويعلم الغيب، ويملك الضر والنفع، ونحو ذلك.

 

كما أنهم يطعنون في القرآن الكريم، ويزعمون أن الصحابة حرفوه وحذفوا منه أشياء كثيرة تتعلق بأهل البيت وأعدائهم، فلا يقتدون به ولا يرونه دليلاً.

 

كما أنهم يطعنون في أكابر الصحابة كالخلفاء الثلاثة وبقية العشرة، وأمهات المؤمنين، ومشاهير الصحابة كأنس وجابر وأبي هريرة ونحوهم، فلا يقبلون أحاديثهم، لأنهم كفار في زعمهم! ولا يعملون بأحاديث الصحيحين إلا ما كان عن أهل البيت، ويتعلقون بأحاديث مكذوبة أو لا دليل فيها على ما يقولون، ولكنهم مع ذلك ينافقون فيقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، ويخفون في أنفسهم ما لايبدون لك، ويقولون : من لا تقية له فلا دين له. فلا تقبل دعواهم في الأخوة ومحبة الشرع..إلخ، فالنفاق عقيدة عندهم، كفى الله شرهم، وصلى الله محمد وآله وصحبه وسلم(10).

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

(1) سورة الفتح، الآية : 29 .

(2) أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، د. ناصر القفاري (1250/3)

(3) منهاج السنة لشيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - المجلد الاول (59-60).

(4) منهاج السنة لشيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - (68/1).

(5) المسائل والرسائل المروية عن الامام احمد بن حنبل، لبعد الإله بن سليمان الأحمدي (357/2).

(6) السنة، للخلال (493/3). وهذا تصريح من الامام احمد في تكفير الرافضة.

(7) السنة، للخلال (499/3).

(8)الفصل في الملل والنحل لابن حزم (78/2).

(9) فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء، المجلد الثاني، ص 264.

(10) هذه الفتوى صدرت من سماحته بعد ان وجه إليه سؤال عن حكم التعامل مع الرافضة في عام 1414هـ، وأحب أن أبين حول ما يتردد أن الشيخ عبدالله الجبرين رعاه الله هو الذي تفرد بتكفير الروافض، والصحيح أن الأئمة من السلف إلى الخلف يكفرون هذه الفرقة وذلك لاقامة الحجة عليهم وانتفاء عذر الجهل عنهم.

 

من موقع من عقائد الشيعة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:

 

أخواتي الحبيبات مهاجرة والسلفية... جزاكن الله تعالى خيراً على هذا الرد... والحمدلله لقد اطمأن قلبي وعرفت الصواب...

 

وأحب أن أنوه أن الدافع الذي دفعني لطرح هذا السؤال ..أنني رأيت في حرب العراق مقابلة من مسلم لعراقي من الشيعة.. فلما سألت عن الشيعة أخذ أبي يحدثني عنهم وعن عقيدتهم.. فجلست أفكر كيف هم يفعلون هذه الأعمال على فساد عقيدتهم..؟؟ وكيف ستكون خاتمتهم ..؟؟ فطرحت السؤال عليكن أخواتي.. ولم تقصروا معي

 

محبتكم فيه تعالى: :?:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم

 

لمعرفة المزيد عن الشيعة وعلاقتهم بالقرآن فأرجو أن تقرأن هذا المقال لشيخي الفاضل المنافح عن السنة عثمان الخميس :

 

الشيعة والقرآن للشيخ: عثمان الخميس

الكاتب: نور

 

 

 

أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلله فلن تجد له ولياً مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

أما بعد،

 

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

إن من جسيم ما خص الله به أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الفضيلة وشرفهم به على سائر الأمم من المنازل الرفيعة ما حفظه عليهم من وحيه وتنزيله، الذي جعله على حقيقة نبوة نبيهم دلالة، وعلى ما خصه به من الكرامة علامة، الذي لو اجتمع جميع من بين أقطارها من جنّها وإنسها وصغيرها وكبيرها، على أن يأتوا بسورة من مثله، لم يأتوا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. أنزله الله تبارك وتعالى ساطعاً تبيانه قاطعاً برهانه، قرآناً عربياً غير ذي عوج. نزل به أمين السماء إلى أمين الأرض معجزاً باقياً دون كل معجزٍ على وجه كل زمان، أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ففتح الله به أعيناً عميا، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً، أخرج به الناس من الظلمات إلى النور. قال علي بن أبي طالب رضي الله تبارك وتعالى عنه: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم. ولقد أنزل الله تبارك وتعالى التوراة والإنجيل وغيرهما من الكتب وعهد إلى الناس حفظها، قال تعالى:" إنّا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبييون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء". ولكنهم لم يحفظوها بل حرفوها، كما قال تبارك وتعالى:" فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه". فلما أنزل الله تبارك وتعالى القرآن تعهّد سبحانه وتعالى بحفظه، قال جلّ ذكره:" إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون"، وقال:" لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد".

 

فمن قال بأن في القرآن نقصاً أو تحريفاً فلاشك أنه ليس من أهل القبلة، وليس من الإسلام في شيء، ولسنا نحن الآن في مقام الدفاع عن كتاب الله تبارك وتعالى، فإن أولئك الأقزام لم ولن يستطيعوا الوصول إلى الطعن في كتاب الله تبارك وتعالى، قال جلّ ذكره:" قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا". وكما قيل: ما ضر السحاب نبح الكلاب، وقيل: ولو كل كلب عوى ألقمته حجراً لكان مثقال أحجار بدينار.

 

وفي ثبوت القول بتحريف القرآن لأي طائفة تنتسب إلى الإسلام أكبر فضيحة، تهدم بنيانهم من الأساس، وهذا الموضوع الشائك الخطير، سالت فيه وللأسف أقلام أئمة الشيعة، متقدميهم ومتأخريهم، وخاضوا فيه إلى مستوى لا يكاد يصدقه مؤمن. إنه لا يمكن أبداً أن يكون هناك تقارب لنا مع من يطعنون في القرآن الكريم، وذلك أن دعوى تحريف القرآن محاولة يائسة من أعداء الإسلام لضرب الإسلام وأهله، يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

 

ولاشك أن من يقول بالتحريف كافر، ومن لم يُكَفّر من يقول بالتحريف لا يصح له أبداً أن يكفر أحداً من الناس، وذلك أن حفظ القرآن من التحريف والزيادة والنقصان أمر معلوم من الدين بالضرورة، ولنا أن نسأل: متى يكفر الإنسان؟ متى يحكم عليه بالردة؟

 

إن الصلاة والزكاة والحج والصيام وجميع الواجبات بل وجميع المحرمات إنما تُعْلَم من الكتاب والسنة. والكتاب ثبوته أقوى من ثبوت السنة، لأنه يشترط فيه التواتر. فمن أنكر الصلاة والصيام والزكاة والحج لا يكفر إذاً على زعمهم لاحتمال أن الأمر بها من المحرّف، ومن فعل المحرمات كذلك لا يكفر لاحتمال أن النهي عنها من المحرّف. بل إن منكر الرسول صلى الله عليه وسلم يلزمهم كذلك انه لا يكفر لأننا ما علمنا صدق الرسول صلى الله عليه وسلم إلا من كتاب الله جلّ وعلا ومن سيرته صلوات الله وسلامه عليه.

 

أما السنة فإن الشيعة لا يؤمنون بكتبنا كالبخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي ومسند أحمد وغيرها من الكتب، ونحن كذلك لا نعتبر كتبهم ولا نؤمن بها كالكافي والاستبصار والتهذيب ومن لا يحضره الفقيه ومستدرك الوسائل والوسائل وغيرها من الكتب. والأمر كما قال الإمام الذهبي لما تكلّم عن محي الدين بن عربي، وذكر كلاماً عنه وصار يعتذر له، يقول: ولعله أراد كذا ولعله أراد كذا، فلما وصل إلى بعض كلامه الذي لا يحتمل فقال: فوالله إن لم يكن هذا الكلام كفراً، فليس في الدنيا كفر أبداً. ونحن كذلك نقول: إن لم يكن القول بتحريف القرآن كفراً فليس في الدنيا كفر أبداً. بل لاشك ولا ريب أن القول بتحريف القرآن هو من أعظم الكفر الذي عرفه الناس. إن أقصى ما يقوله علماء الشيعة عن أئمتهم القائلين بالتحريف كلمة مخطئين، هذا إذا ألجئوا إليها، وإلا فهم ينكرون ذلك، ويتهمون من ينسب القول بالتحريف إليهم بالكذب والتجنّي أو غير ذلك من الألفاظ. وهل كلمة مخطئ تكفي إذا قالوها عمن قال بتحريف القرآن؟ إن الذي يخالف في مسألة اجتهادية فقهية يقال له مخطئ، أما من ينكر أمراً معلوماً من الدين بالضرورة فهذا أقل ما يقال فيه كافر أو ملحد أو زنديق أو منافق أو طاغوت أو مرتد أو ما شابه هذه الألفاظ.

 

والغريب في هذه المسألة (مسألة القول بتحريف القرآن) أن أهل السنة يتشددون فيها كثيراً حتى قالوا بكفر من زعم أن القرآن زيد فيه حرف أو أُنقص، بينما الشيعة يميعون هذه المسألة ويرون أن الخلاف فيها سائغ وأن أقصى ما يقال في مدعي التحريف إنهم مخطئون. وضوح تام عند أهل السنة، بينما الشيعة مضطربون، مرة ينفون، ومرة يقرون، مرة يعللون، ومرة يخَطّئون. وحتى أولئك الذين يقولون بأفواههم والله تبارك وتعالى أعلم بما في قلوبهم يقولون مخطئين وهذا الكلام غير صحيح، ولكن تبقى مع ذلك الكتب التي روت التحريف، وجاهرت بهذه الزندقة، وكذا الشيوخ الذين لهجوا بهذا الكفر يبقون جميعاً موضع احترام وتقدير من الشيعة كلهم. وهذا الشيء غريب ويثير كثيراً من الشك، بل ويدع عندنا علامات استفهام كثيرة.

 

أما موقف أهل السنة من القائلين بتحريف القرآن الكريم فهو موقف متشدد لا يتسامحون فيه مع أحد أبداً. قال القاضي أبو يعلى الفراء: والقرآن ما غُيِّر ولا بُدّل ولا نقص منه ولا زيد فيه خلافاً للرافضة القائلين أن القرآن قد غيّر وبدّل وخولف بين نظمه وترتيبه. وقال ابن حزم: وأما قولهم في دعوى الروافض تبديل القرآن، فإن الروافض ليسوا من المسلمين. وقال: القول بأن بين اللوحين تبديلاً كفرٌ صريح، وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الحكم بكفر من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت. وقال ابن قدامة: ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر. وقال أبو عثمان الحداد: جميع من ينتحل التوحيد متفقون على أن الجحد لحرف من التنزيل كفر. وقال عبد القاهر البغدادي: وأكفر أهل السنة من زعم من الرافضة أنه لا حجة اليوم في القرآن والسنة بدعواه أن الصحابة غيروا بعض القرآن وحرفوا بعضه.

 

إن منزلة القرآن عند الشيعة تظهر منها علامات تعجب كثيرة يراها المسلم ويقف عندها حائراً:

 

أولاً: فإنهم يعتقدون أن القرآن ليس حجة في نفسه، فعن منصور بن حازم أنه قال لأبي عبدالله (جعفر الصادق): إن القرآن لا يكون حجة إلا بقيّم، فأقرّه أبو عبدالله. والله تبارك وتعالى يقول:" أولم يكفهم أن أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم". وقولهم هذا يعني أن الحجة في قول الإمام لا في القرآن لأنه الأقدر على البيان، ولذلك يروون عن علي أنه قال: هذا كتاب الله الصامت، وأنا كتاب الله الناطق.

 

قلت: والله تبارك وتعالى يقول:" إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم".

 

ولاشك أن تلك الروايات من وضع عدو حاقد يريد أن يصد الشيعة عن كتاب الله تبارك وتعالى، وذلك أنهم ربطوا حجية القرآن بوجود القيّم وهو علي، ثم الحسن، ثم الحسين، وهكذا حتى يصل الأمر إلى المنتظر الغائب، وذلك منذ ما يزيد على خمسين ومئة سنة بعد الألف، لم نر هذا المنتظر الذي يزعمون. ولاشك أنها مؤامرة أرادت إبعاد الشيعة عن كتاب الله تبارك وتعالى. وإلا كيف تُفَسّر هذه الروايات؟ عن أبي جعفر قال: إن رسول الله فسّر القرآن لرجل واحد، وفسّر للأمة شأن ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالب. وهذا إنما هو لصد الناس عن التدبر في كتاب الله تعالى والتأمل في معانيه، قال الله تبارك وتعالى:" إنّا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون"، وقال جلّ ذكره:" هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين".

 

وقالوا كذلك: إن قول الإمام ينسخ القرآن ويخصص عامه ويقيد مطلقه. قال محمد حسين آل كاشف الغطاء: إن حكمة التدريج اقتضت بيان جملة من الأحكام وكتمان جملة منها، ولكنه أودعها عند أوصيائه كل وصي يعهد به إلى الآخر لينشره في الوقت لمناسب له حسب الحكمة من عام مخصص أو مطلق مقيد أو مجمل مبين إلى أمثال ذلك، فقد يذكر النبي صلى الله عليه وسلم عاماً ويذكر مخصصه بعد برهة من حياته وقد لا يذكره أصلاً بل يودعه عند وصيه إلى وقته.

 

قلت: جعلوا الأئمة يخصصون القرآن برواياتهم، ويقيدون مطلقه وهذه لاشك طامة كبرى. هذا مع قول الله تبارك وتعالى:" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".

 

أما عبثهم في تأويل القرآن فمنها أنهم قالوا:

 

قول الله تبارك وتعالى:" مرج البحرين يلتقيان"، قالوا: هما علي وفاطمة،

 

وقول الله تبارك وتعالى:" بينهما برزخ لا يبغيان"، قالوا: هو النبي،

 

وقول الله تبارك وتعالى:" يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان"، قالوا: هما الحسن والحسين.

 

وقالوا عن قوله تعالى:" لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد"، قالوا: لا تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد.

 

وقالوا عن قوله تعالى:" ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا"، قال القمّي: الكافر الثاني (أي عمر بن الخطاب)، وكان علي أمير المؤمنين ظهيراً، أي وكان عمر على ربه يعني علياً ظهيراً.

 

وقالوا كذلك عن قول الله تبارك وتعالى:" وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد"، قالوا: يعني الأئمة.

 

من الذي قال بالتحريف من علماء الشيعة؟

 

إن علماء الشيعة الذين قالوا بالتحريف كثر، ولا يسع المجال لذكر أقوالهم جميعاً، ولكننا سنقتصر على ذكر أقوال بعضهم ثم نذكر الباقين سرداً دون ذكر أقوالهم:

 

أولهم: علي بن إبراهيم القمّي صاحب التفسير، قال في مقدمة تفسيره: وأما ما هو على خلاف ما أنزل الله، فهو قوله:" كنتم خير أمة أخرجت للناس" ثم ذكر أنها نزلت "كنتم خير أئمة أخرجت للناس". وقد ذكر علماء الشيعة إن القمّي يقول بالتحريف وقالوا: عنده فيه غلو.

 

الثاني: محمد بن يعقوب الكليني، وقد نسب إليه القول بالتحريف جمع من علماء الشيعة، لأنه ذكر في مقدمة كتابه: أن كل ما فيه صحيح عنده، وقد ملأ كتابه بروايات التحريف، بل بوّب باباً بعنوان لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة. ونسبه إلى القول بالتحريف كل من الكاشاني والأصفهاني والنوري الطبرسي والجزائري والمجلسي وغيرهم من علماء الشيعة كلهم قالوا: إن الكليني ممن يقول بالتحريف.

 

الثالث: محمد بن صالح المازندراني، وهو شارح الكافي، وقد توفي في القرن الحادي عشر، قال: وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى، كما يظهر لمن تأمل في كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها.

 

الرابع: أبو الحسن العاملي، قال: اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من التغييرات، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات.

 

الخامس: المفيد قال: إن الذي بين الدفتين (أي جلدتي المصحف) من القرآن، جميعه كلام الله وتنزيله وليس فيه شيء من كلام البشر، وهو جمهور المنزل والباقي مما أنزله الله قرآناً عند المستحفظ للشريعة (أي المهدي المنتظر)، المستودع للأحكام (أي المهدي المنتظر)، لم يضع منه شيء. وقال أيضاً: إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد باختلاف القرآن، وما أحدثه الظالمون فيه من الحذف والنقصان.

 

السادس: محمد بن باقر المجلسي، المتوفى في القرن الثاني عشر، قال: لا يخفى أن هذا الخبر (أي يريد الخبر الذي فيه أن القرآن نزل سبع عشرة ألف آية) وكثيراً من الأخبار في هذا الباب متواترة معنى وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد على الأخبار رأساً بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا تقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر؟ (أي كيف يثبتون الإمامة بالخبر وينكرون تحريف القرآن الذي جاء به الخبر).

 

السابع: سلطان محمد الجنابذي الملقب بسلطان شاه علي، قال: اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار ، بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه، بحيث لا يكاد يقع شك في صدور بعضها منهم.

 

الثامن: ميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئي، قال: القسم الثالث الأدلة الدالة على وجود النقصان فقط (أي في القرآن) وهي كثيرة، ثم ضرب أمثلة وذكر آيات كثيرة رسمها برسم المصحف وقال: قوله تعالى:" يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك في شأن علي"، وقوله تعالى:" إنما أنت منذر وعلي لكل قوم هاد"، وقوله تعالى:" ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيما"، ثم قال بعد ذلك: وفيما ذكرناه كفاية لمن طلب الحق لأنها على اختلاف مؤدياتها متفقة على الدلالة على النقيصة في الكتاب، فيحصل منها العلم الضروري بها والأخبار بلغت حد التواتر.

 

التاسع: يوسف البحراني، قال: لا يخفى ما في هذه الأخبار (يعني أخبار التحريف) من الدلالة الصريحة، والمقالة الفصيحة، على ما اخترناه ووضوح ما قلناه، ولو تطرّق الطعن إلى هذه الأخبار على كثرتها وانتشارها، لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعة كاملاً، كما لا يخفى إذ الأصول واحدة وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقلة. ولعمري، إن القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج عن حسن الظن بأئمة الجوْر (يريد الصحابة)، وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى (أي القرآن) مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى (يريد خلافة علي) التي هي أشد ضرراً على الدين.

 

العاشر: نعمة الله الجزائري، الذي توفي في القرن الثاني عشر، قال عن القراءات السبع: إن تسليم تواترها عن الوحي الإلهي، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين، يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً.

 

الحادي عشر: عدنان البحراني، المتوفى في القرن الرابع عشر، قال: إلى غير ذلك من الأخبار التي لا تحصى كثرة، وقد تجاوزت حد التواتر، ولا في نقلها كثير فائدة بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير بين الفريقين (أي السنة والشيعة)، وكونه من المسلّمَات عند الصحابة والتابعين بل وإجماع الفرقة المحقّة (أي الشيعة على إن القرآن محرّف)، وكونه من ضروريات مذهبهم وبه تضافرت أخبارهم.

 

أما علماء الشيعة الذين نسب إليهم القول بالتحريف ولن نذكر أقوالهم منهم: محسن الكاظمي، محمد بن الحسن الصفار، محمد بن إبراهيم النعماني، سعد بن عبدالله القمّي، محمد بن مسعود العياشي، محمد بن العباس المهيار، فرات بن إبراهيم الكوفي، أبو سهل بن نوبخت، حسن بن موسى، إبراهيم بن نوبخت، أبو القاسم النوبختي، حاجب بن الليث، فضل بن شاذان، علي بن عبد العالي، علي بن طاوس. ثم كذلك محمد بن حسين أصفهاني. أحمد بن منصور الطبرسي، الميثم البحراني، الأردبيلي، ودلدار علي، وسلطان الخراساني.

 

أما كبيرهم الذي تولى كِبْر هذا الأمر وتولى نشره فهو النوري الطبرسي، وهذا جمع روايات الشيعة في تحريف القرآن في كتاب واحد سماه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب.

 

ولكن ترى ماذا كان رد فعل علماء الشيعة اتجاه هذا الكتاب والمؤلف؟ هل قتل المؤلف مرتداً؟ هل طردوه من البلاد؟ هل أحرقوا الكتاب؟ لا. بل جعلوا أحد كتبه وهو مستدرك الوسائل ثامن كتاب معتبر عندهم، ودفنوا المؤلف في مكان مقدس عندهم، يتمنى جل الشيعة أي يدفنوا هناك ولو ليوم واحد، لقد دفن في بناء المشهد الرضوي بالنجف.

 

أما مكانة هذا الرجل عند الشيعة، فقال آغا بزرك الطهراني: هو إمام أئمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة، ومن أعاظم علماء الشيعة، وكبار رجال الإسلام في هذا القرن. وقال كذلك: ارتعش القلم بيدي عندما كتبت هذا الاسم (أي النوري الطبرسي)، واستوقفني الفكر عندما رأيت نفسي عازماً على ترجمة أستاذي النوري، وتمثل لي بهيئته المعهودة بعد أن مضى على فراقنا خمس وخمسون سنة، فخشعت إجلالاً لمقامه، ودهشت هيبة لها، ولا غرابة فلو كان المترجم له غيره لهان الأمر، ولكن كيف بي؟ وهو من أولئك الأبطال غير المحدودة حياتهم وأعمالهم.

 

وقال محمد بن حسين آل كاشف الغطاء عن النوري الطبرسي: هو حجة الله على العالمين، معجب الملائكة بتقواه، من لو تجلى الله لخلقه لقال هذا نوري، مولانا ثقة الإسلام حسين النوري.

 

وقال عباس القمّي عن النوري الطبرسي: شيخ الإسلام والمسلمين، مروج علوم الأنبياء والمرسلين، الثقة الجليل، والعالم النبيل، المتبحر الخبير، والمحدث الناقد البصير، ناشر الآثار، وجامع شمل الأخبار.

 

هذا الرجل الذي ألف هذا الكتاب الخطير وهو فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب، حاول بعض علماء الشيعة أن يعتذروا له. فهذا تلميذه البار به آغا بزرك الطهراني قال: قال شيخنا النوري في آخر أيامه: أخطأت في تسمية الكتاب، وكان الأجدر أن يسمى فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب، لأني أثبت فيه أن كتاب الإسلام القرآن الموجود بين الدفتين المنتشر في بقاع العالم، وحي إلهي بجميع سوره وآياته وجمله، لم يطرأ عليه تبديل أو تغيير، ولا زيادة ولا نقصان، ولاشك لأحد من الإمامية فيه.

 

هكذا اعتذر له تلميذه آغا بزرك الطهراني، ولاشك أن هذا الكلام باطل بل كذب، ولكن ترى من هو الكذاب؟ أهو النوري الطبرسي أو آغا بزرك الطهراني؟ لا يهم، فهو علم لا ينفع وجهل لا يضر.

 

وهذه بعض نصوص النوري في كتابه تناقض هذا الكلام، قال النوري الطبرسي: هذا كتاب لطيف، وسِفْر شريف، عملته في إثبات تحريف القرآن، وفضائح أهل الجور والعدوان، وهذا قال في الصفحة الثانية من الكتاب. وقال كذلك: كما يصدق على القرآن اختلاف المعنى، وتناقضه، كنفيه مرة، إثباته أخرى، وعلى اختلاف النظم كفصاحة بعض فقراتها البالغة حد الإعجاز وسخافة بعضها الأخرى، وهذا قاله في صفحة 211. وقال كذلك: إنه كان لعلي قرآن خاص به، جمعه بنفسه وكان عند ولده يتوارثونه إمام عن إمام، وهو عند الحُجّة (أي المهدي المنظر)، وهو مخالف لهذا القرآن الموجود، من حيث التأليف وترتيب السور والآيات بل والكلمات أيضاً، من جهة الزيادة والنقيصة، ففي القرآن الموجود تغيير من جهتين.

 

بعض المعاصرين من الشيعة زعم أن أحداً لم يقل بالتحريف، بعد كل هؤلاء الذين ذكرناهم ممن صرّح بالتحريف، ومن زعم أن إجماع الشيعة على ذلك، ومن زعم أنه متواتر، يأتي بعض علماء الشيعة المعاصرين ليقولوا لنا: لم يقل أحد من الشيعة بالتحريف.

 

قلت: ضحك على من؟ وكذب على من؟ هذا القول يصح قبل أن تطبع كتبهم، وقبل أن يراها أهل السنة، كانوا يظنون أن أهل السنة لا يقرءون كتبهم، ولذلك جاز لهم أن يكذبوا ويدعوا مثل هذه الادعاءات، ولكن بعد ظهور كتبهم ، وقراءة أهل السنة لها، تبين كذب مدّعاهم.

 

فهذا الأميني (القرن الرابع عشر) نقل كلام ابن حزم أن الشيعة كلهم يقولون بالتحريف إلا المرتضى فقط، ويقول الأميني للرد على ابن حزم: ليت هذا المجترأ (أي ابن حزم) أشار إلى مصدر فريته من كتاب للشيعة موثوق به أو حكاية عن عالم من علمائهم تقيم له الجامعة وزنا، أو طالب من رواد علومهم ولو لم يعرفه أكثرهم بل نتنازل معه إلى قول جاهل من جهالهم أو قروي من بسطائهم أو ثرثار كمثل هذا الرجل يرمي القول على عواهنه.

 

قلت: سبحان الله جرأة عجيبة جداً، كل هؤلاء الذين نقلنا كلامهم بالجزء والصفحة، يقولون بالتحريف ثم يأتي هذا وينكر هذا الإنكار العجيب ويقول: ولا ثرثار شيعي قال ذلك، ولا عالم، ولا طالب علم، ولا قروي، وكل أولئك من علمائهم الكبار قالوا بالتحريف.

 

يقول الأميني مكملاً: لكن القارئ إذا فحّص ونقّب لا يجد في طليعة الإمامية إلا نفاة هذه الفرية كالشيخ الصدوق في عقايده، والشيخ المفيد، وعلم الهدى الشريف المرتضى الذي اعترف له الرجل بنفسه (أي ابن حزم)، وليس بمتفرد عن قومه في رأيه كما حسبه المغفل (أي ابن حزم)، وهو قول شيخ الطائفة الطوسي في التبيان، وأمين الإسلام الطبرسي في مجمع البيان وغيرهم، فهؤلاء أعلام الأمامية وحملة علومهم الكالئين لنواميسهم، وعقائدهم، قديماً وحديثاً، يوقفونك على ميْن (أي كذب) الرجل فيما يقول. وهذه فرق الشيعة في مقدمهم الأمامية مجمعة على أن ما بين الدفتين هو ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه، وهو المحكوم بأحكامه ليس إلا.

 

قلت: ولاشك أن ما سبق يدل على صدق ابن حزم، وعلى كذب الأميني.

 

وهذا التيجاني المعاصر يقول: قال لي منعم (صديق له شيعي): هل تعرف أن كل الفرق الإسلامية على اختلاف مذاهبها متفقة على القرآن الكريم. وقال كذلك: وما ينسب إلى الشيعة من القول بالتحريف هو مجرد تشنيع وتهويل وليس له في معتقدات الشيعة وجود، وإذا ما قرأنا عقيدة الشيعة في القرآن الكريم، فسوف نجد إجماعهم على تنزيه الكتاب من كل تحريف.

 

قلت: وله من كتابه هذا كثير من الكذب من أمثال هذه الكذبة فقد بيناها في كتاب كشف الجاني من أراد الرجوع إليه.

 

وهذا عبد الحسين شرف الدين الموسوي يقول عن موسى جار الله: نسب إلى الشيعة القول بالتحريف بإسقاط كلمات وآيات، قال عبد الحسين الموسوي: نعوذ بالله من هذا القول، ونبرأ إلى الله من هذا الجهل، وكل من نسب هذا الرأي إلينا جاهل بمذهبنا، أو مفتر علينا، فإن القرآن متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته.

 

قلت: وأنا أسأل جميع الشيعة من يستطيع منهم أن يثبت تواتر القرآن من طرقهم؟

 

وهذا جعفر النجفي قال: إن اعتقادنا في جملة القرآن الذي أوحى الله به تعالى إلى نبيه محمد وهو كل ما يحويه هذا المصحف المتداول بين الناس لا أكثر، وأما من ينسب إلينا الاعتقاد بأن القرآن أكثر من هذا، فهو كاذب كفّار .

 

قال مهدي السويّج معلقاً على كلام جعفر النجفي: وعلى هذا تقارير كل علماء الشيعة الأعلام قديماً وحديثاً.

 

أليس يزعم كثير من الشيعة أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة أو أكثر بحسب اختلاف رواياتهم في ذلك؟ فمن أين لهم تواتر القرآن الكريم؟ إنني أطلب من كل شيعي يريد الحق أن يطلب من علمائه ومشايخه أن يثبتوا له تواتر القرآن من طرقهم الخاصة بهم، ولن يستطيعوا ذلك أبداً، لأن تواتر القرآن إنما يثبته وينقله أهل السنة فقط. فهم النقلة، وهم الحفظة، وهم المدافعون عن كتاب الله تبارك وتقدس، أما الشيعة فالقرآن عندهم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم علي رضي الله عنه وعن علي ابنه الحسن وابنه الحسين رضي الله عنهما وهكذا إلى المهدي فأين التواتر؟ إن التواتر هو رواية جمع عن جمع تحيل العادة تواطؤهم عن الكذب. وقد ذكر أهل العلم إن أقل طبقة من طبقات التواتر يكون فيها عشرة. فهل يستطع الشيعة أن يثبتوا هذا؟ وهذا التواتر إنما ينقله أهل السنة في كتبهم، ويثبتونه فإن كان أهل السنة ثقاة في نقلهم وجب قبول قولهم في غيره، وإن كانوا غير ثقاة وجب رد روايتهم للقرآن. وليبحث الشيعة بعد ذلك لهم عن قرآن آخر ودين آخر. وهذا هو الذي دفع كثيراً من علماء الشيعة إلى القول بتحريف القرآن كالبحراني، والجزائري، والنوري الطبرسي، وهو عدم الثقة بالنقلة أصلاً. ولذلك قال يوسف البحراني: ولعمري إن القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج عن حسن الظن بأئمة الجوْر (يريد الصحابة)، وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى (أي القرآن) مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى (يريد الإمامة). وهذا النوري الطبرسي قال: والحاصل أن من وقف على شطر قليل من حال القوم (أي الصحابة)، وكيفية تواطئهم على إخفاء الحق، وسترهم ما هو أحق بالنشر مما ذكر، كيف يستغرب منهم بعد ذلك ما ورد من ارتدادهم، ورجوعهم إلى قواعد الجاهلية أكثر مما يخفى.

 

فإذا كان الشيعة الاثنا عشرية يزعمون أن الصحابة كلهم قد ارتدوا إلا ثلاثة وهم: أبو ذر والمقداد وسلمان، ثم زادوا بعد ذلك عماراً وغيره فكل هؤلاء ليسوا من نقلة القرآن، بل نقلة القرآن هم المرتدون في نظر الشيعة الإمامية.

 

وهاأنا ذا أنقل تواتر القرآن عند أهل السنة، ولينقل الشيعة تواتر القرآن من طرقهم. إن القرآن الكريم كما هو معلوم يرجع جمعه إلى سبعة قرّاء المعروفون بالقراء السبعة وهم: نافع المدني، وعبدالله بن كثير، وأبو عمرو بن العلاء، وعبدالله بن عامر، وعاصم بن بهدلة، وحمزة الزيات، والكسائي.

 

كيف وصل القرآن إلى هؤلاء القراء السبعة؟ وهؤلاء تواتر عنهم القرآن بنقل الكافة عن الكافة. ولكن الآن نتكلم عن هؤلاء السبعة وكيف وصل القرآن إليهم؟

 

أما نافع المدني: وصله القرآن الكريم من طريق مسلم بن جندب، وشيبة بن نصاح، وعبد الرحمن بن هرمز، ويزيد بن القعقاع، وهؤلاء أخذوا القرآن عن ابن عباس وأبي هريرة، وابن عباس أخذه عن أبي بن كعب وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان، وأبو هريرة أخذه عن علي وأبي بن كعب.

 

عبدالله بن كثير: أخذ القرآن عن درباس وعن مجاهد، ومجاهد أخذه عن ابن عباس وعن عبدالله بن السائب، وابن عباس أخذه عن أبي بن كعب وعلي بن أبي طالب وعثمان ابن عفان، وابن السائب أخذه عن أبي بن كعب وعلي بن أبي طالب، ودرباس أخذه عن ابن عباس.

 

أبو عمرو بن العلاء: أخذ القرآن عن ابن كثير، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، ونصر بن عاصم، وعكرمة، ونصر بن عاصم أخذه عن عمرو بن شرحبيل، ومجاهد أخذه عن ابن عباس وعبدالله بن السائب، وعكرمة أخذه عن أبي هريرة وابن عباس وعطاء عن أبي هريرة، وعمرو بن شرحبيل أخذه عن عمر وعلي وابن مسعود.

 

عبدالله بن عامر: أخذ القرآن عن عثمان بن عفان وعن أبي درداء.

 

عاصم بن بهدلة: أخذ القرآن عن أبي عبد الرحمن السلمي، وعن زر بن حبيش، وأبو عبد الرحمن السلمي أخذه عن عثمان وعلي وأبي وزيد وابن مسعود، وزر بن حبيش أخذه عن عثمان وعلي وابن مسعود.

 

حمزة الزيات: أخذه عن الأعمش، وحمران بن أعين، وابن أبي ليلى، وجعفر بن محمد، والأعمش أخذه عن يحي بن وثّاب، ويحي أخذه عن زر بن حبيش، وزر بن حبيش أخذه عن عثمان وعلي وابن مسعود، وحمران أخذه عن أبي الأسود الدؤلي، وأبو الأسود أخذه عن عثمان وعلي، وابن أبي ليلى أخذه عن المنهال والمنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وجعفر بن محمد أخذه عن أبيه محمد بن علي، ومحمد عن علي بن الحسين، وعلي بن الحسين عن حسين بن علي، والحسين عن علي بن أبي طالب.

 

الكسائي: أخذه عن حمزة الزيات وطرق حمزة هي طرق الكسائي.

 

هؤلاء هم القراء السبعة، وهذا تواتر القرآن عندنا، وهؤلاء السبعة لهم رواة وكل واحد له راويان مشهوران:

 

أما نافع المدني: أخذ القرآن عنه ورش وقالون.

 

عبدالله بن كثير: أخذ القرآن عنه قنبل والبزي.

 

أبو عمرو بن العلاء: أخذ القرآن عنه الدوري والسوسي.

 

عبدالله بن عامر: أخذ القرآن عنه هشام بن عمار وعبدالله بن ذكوان.

 

عاصم بن بهدلة: أخذ القرآن عنه حفص وشعبة.

 

حمزة الزيات: أخذ القرآن عنه خلاّد وخلف.

 

الكسائي: أخذ القرآن عنه حفص والليث.

 

هذا تواتر القرآن عندنا، فهل يستطيع الشيعة أن يثبتوا تواتر القرآن من طرقهم؟ يعجزون عن ذلك. السنة هم الذين يحفظون القرآن، وهم الذين ينقلون تواتره، والشيعة لا تواتر للقرآن عندهم، بل المتواتر عندهم روايات التحريف التي تزعم أن القرآن محرّف. وحتى نكون أمينين في نقلنا، وهذه عادتنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديمها علينا، نذكر من قال بعدم التحريف من علماء الشيعة حتى لا نظلم الجميع، نحن أنصف لقومهم منهم، قال الله تبارك وتعالى:" يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون"، هذه الآية هي ميزاننا.

 

إن هناك من علماء الشيعة من تبرأ من القول بالتحريف:

 

الأول: ابن بابويه الصدوق، روى التحريف في كتابه وسكت عنه. روى في كتابه عن أبي عبدالله قال: إن سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب، وكانت أطول من سورة البقرة ولكن نقصوها وحرفوها. وفي رواية قال: يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل المصحف والمسجد والعترة، يقول المصحف: يا رب حرقوني ومزقوني، وفي بحار الأنوار نفس الرواية ولكن يقول المصحف: يا رب حرفوني ومزقوني.

 

الثاني: المفيد، وقد مرّ كلامه في التحريف.

 

الثالث: المرتضى

 

الرابع: أبو جعفر الطوسي، هذّب كتاب رجال الكشي، وهذا الكتاب مطبوع وموجود حالياً ويسمى برجال الكشي، هو من تهذيب الطوسي الذي يقول بعدم التحريف، والكتاب مليء بروايات التحريف فلم يتكلم عليه بشي بل أثبتها وسكت عنها، منها رواية عن أبي الحسن الأول قال: لا تأخذن دينك من غير شيعتنا، فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا آماناتهم، إنهم ائتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه.

 

الخامس: أبو علي الطبرسي

 

السادس: ابن طاوس، في القرن السابع، قال: إن رأي الإمامية هو عدم التحريف. وهذا الله أعلم بنقله، لأن المشهور عن ابن طاوس إنه يقول بالتحريف كما سيأتي.

 

الخوئي: (يقول القول بتحريف القرآن قول خرافة لم يقل به أحد) وقال عن تفسير القمّي المليء بالتحريف: إن روايات تفسيره كلها ثابتة عن المعصومين، وصادرة عنهم لأنها انتهت إليه بواسطة المشايخ الثقة. كما قال الخوئي عن روايات التحريف: إن كثرت الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين ولا أقل من الاطمئنان بذلك وفيها ما روي بطريق معتبر. ثم هو كذلك من الموثقين لدعاء صنمي قريش، وفي هذا الدعاء "اللهم العن صنمي قريش (يريدون أبا بكر وعمر) وجبتيها وطاغوتيها وابنتيهما الذيْن حرفا كتابك وقلبا دينك"، فهذه عليها توقيع الخوئي أنها موافقة لفتواه. ولا يخفى أن ابنتيهما هما السيدتان عائشة وحفصة رضي الله عنهما.

 

وشارك الخوئي في هذا التوثيق كل من الخميني، وشريعة مداري، ومحسن الحكيم، وحسين البروجردي الطباطبائي.

 

وابن طاوس نقل عنه رسول جعفريان في كتابه القرآن ودعوى التحريف أنه يقول: إن رأي الإمامية هو عدم التحريف. بينما النوري الطبرسي ينقل عن ابن طاوس أنه قال في رده على أبي محمد الجبّائي لما اتهم الشيعة بالقول بنقصان القرآن: كلما ذكرته من طعن وقدح على من يذكر أن القرآن وقع فيه تبديل وتغيير، فهو متوجه على سيدك عثمان بن عفان، لأن المسلمين أطبقوا أنه جمع الناس على هذا المصحف الشريف، وحرّق ماعداه من المصاحف، فلولا اعتراف عثمان بأنه وقع تبديل وتغيير من الصحابة، لما كان هناك صحف تحرّق.

 

كما رأيتم تضارب بين أقوال الشيعة، القمّي يقول بالتحريف ويجاهر به وله فيه غلو، وكذا تلميذه الكليني يحشو كتابه بروايات التحريف ثم يقول: كل ما فيه صحيح عندي. ثم يأتي ابن بابويه فيقول: من نسب إلى الشيعة مثل هذا القول فهو كاذب. فيأتي تلميذه المفيد فيقول: باستفاضة الروايات (أي كثرتها). فيرد عليه تلميذه المرتضى يقول: هذه الروايات لا يعتد بها. ويوافقه على هذا الطوسي. ثم يأتي الطبرسي صاحب التفسير وينكر القول بالتحريف. بينما يثبته معاصره الطبرسي الآخر صاحب كتاب الاحتجاج، وتأتي الدولة الصفوية فيعلن كثير من كبارها كالمجلسي، والجزائري، والفتوني العاملي، ويوسف البحراني، والمازندراني هذا الكفر بل ويزعم بعضهم أنه من ضروريات المذهب. ويزعم آخرون أنه إجماع الشيعة حتى جاء كبيرهم النوري الطبرسي وألقاها كالقنبلة بجمع الكفر الذي تناثر في كتبهم في كتاب واحد وسماه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب. ثم جاءنا المعاصرون الآن كالأميني والتيجاني وجعفر النجفي والموسوي عبد الحسين ومغنية والآصفي فأنكروا أن يكون أحد من الشيعة قال بالتحريف. فمن نصدق؟ مع هذا التناقض والتضارب بين أقوالهم. هل يريدون أن يظهروا للناس بوجهين؟ هل هي تقية؟ هل يراعون الظروف والمناسبات؟ هل هناك كتب للخاصة وكتب للعامة وأهل السنة؟ هل هناك اختلاف حقيقي بين علمائهم؟ إذا كان الكذب يمكن أن يكون متواتراً عندهم كما زعموا في تحريف القرآن فلا ثقة بسائر أخبارهم، وهذا ما صرّح به البحراني. إن الأمر كما قلت: عجيب جداً.

 

إن مئات الروايات عن المعصومين تثبت أن الشيعة يقولوا بالتحريف، وإن القول بأن أسانيد هذه الروايات ضعيفة لا يمكن أن يقبل لأمور منها:

 

أولاً: عدم اعتبار الشيعة للأسانيد، وعلم الرجال عندهم مضطرب جداً.

 

ثانياً: روايات التحريف متواترة عندهم أو قريبة من التواتر، وما كان حاله كذلك لا ينظر إلى سنده.

 

ثالثاً: هناك من علماء الشيعة من صحح أسانيد روايات التحريف.

 

رابعاً: يلزم من رد الروايات الكثيرة في التحريف التي بلغت قريباً من ألفي رواية يلزمه أن يرد روايات الإمامة وروايات الرجعة والبداء والعصمة لأنه كما قال شيخهم العلامة يوسف البحراني: لو تطرق الطعن إلى هذه الأخبار (أي أخبار التحريف) على كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعة كما لا يخفى. إذ الأصول واحدة وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقلة.

 

إن روايات التحريف التي عند الشيعة منقولة عن الأئمة الاثني عشر الذين يعتقدون عصمتهم بينما كل من ينقلون عنه عدم التحريف هم العلماء لا من الأئمة. لا ينقلون عن الأئمة ولا رواية واحدة تقول بعدم التحريف بل ينقلون ألفي رواية عن الأئمة تقول بالتحريف،والذين ينقلون عنهم القول بعدم التحريف هم علماء يصيبون ويخطؤن غير معصومين أما المعصومون عندهم فنقلوا عنهم القول بالتحريف، فيلزم الشيعة الأخذ بكلام المعصومين دون كلام غيرهم.

 

قال نعمة الله الجزائري: إن الأخبار الدالة على التحريف تزيد على ألفي حديث، ثم قال: إنه لم يقف على حديث واحد يشعر بخلاف ذلك.

 

قال يوسف البحراني: على أن هذه الأخبار لا معارض لها كما عرفت سوى مجرد الدعوى العارية عن الدليل، لا يخرج عن مجرد القيل والقال.

 

وهنا يأتي سؤال: لماذا قال علماء الشيعة بالتحريف (أي الذين صرحوا بالتحريف)؟ والذين اتقوا (أي قالوا بالتحريف ونفوه تقية) لماذا قالوا بالتحريف؟

 

1- روت كتب الشيعة روايات كثيرة جداً عن الأئمة حتى وصلوا بالإمامة إلى مكانة فوق مكانة الصلاة والزكاة والحج والصوم، ولما لم يلق هذا الكلام قبولاً عند كثير من الناس، خاصة وأنهم لا يجدون ولا آية واحدة تنص على الإمامة في مقابل الآيات الكثيرة التي ذكرت الصلاة والزكاة وغيرهما. وذلك أن الصلاة ذكرت في القرآن قريباً من مائة مرة، والزكاة ذكرت أكثر من ثلاثين مرة، بينما الولاية لم تذكر ولا مرة واحدة. فكانت هذه محاولة لإقناع الأتباع بصحة المذهب بعد أن ضجوا من خلو كتاب الله من ذكر أئمتهم وعقائدهم.

 

وهذه بعض الروايات في الإمامة:

 

عن محمد بن علي الباقر قال: بني الإسلام على خمس على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم ينادى بشيء كما نودي بالولاية.

 

وعن أبي عبدالله قال: إن الله قد افترض على أمة محمد خمس فرائض الصلاة والزكاة والصيام والحج وولايتنا فرخص لهم في أشياء من الفرائض الأربع ولم يرخص لأحد في واحدة (أي الولاية).

 

وعن أبي عبدالله قال: أثافي (الأحجار التي توضع تحت القدر) الإسلام ثلاثة: الصلاة والزكاة والولاية.

 

وعن أبي جعفر قال: بني الإسلام على خمسة أشياء على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية، قال زرارة: قلت: وأي شيء من ذلك أفضل قال: الولاية أفضل.

 

وعن علي بن أبي طالب قال: لو أن عبداً عبد الله ألف سنة لا يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت، ولو أن عبداً عبد الله ألف سنة وجاء بعمل اثنين وسبعين نبياً ما يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت وإلا أكبّه الله على منخريه في نار جهنم.

 

2- ثناء الله على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أن ثناء الله على الصحابة أثار حفيظة الشيعة، وهم يعلنون الليل والنهار لشيعتهم أن هؤلاء الصحابة منافقون متسترون بالإسلام فلم يكن من بد للخروج من هذه المعضلة إلا باللجوء إلى هذا الكفر ألا وهو القول بتحريف القرآن. قال الله تبارك وتعالى:" لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى"، وقال جلّ ذكره:" لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً" وكانوا قريباً من ألف وخمسمائة والشيعة يقولون ارتدوا كلهم إلا ثلاثة. وقوله تعالى:" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوان سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيما"، وقال جل ذكره:" للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوان وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون".

 

كل هذا الثناء من الله على الصحابة ثم يأتي أولئك القوم فيقولون: هم كفار، ومنافقون، ومرتدون. ماذا عن القرآن؟ قالوا: محرّف، زيد فيه نقص منه كل المثالب التي طعن عليهم بها أزالوها من القرآن، كل المدح الذي تجدونه في القرآن إنما مما أضافوها.

 

3- عدم تعرض القرآن الكريم لذكر أسماء الأئمة وفضائلهم ومعجزاتهم، دفع علماء الشيعة الذين رووا في كتبهم معجزات للأئمة تفوق معجزات كثير من الأنبياء، كل هذا دفعهم إلى القول بتحريف القرآن، إذ لا يعقل أن لا يتطرق القرآن لبيان مثل هذا الأمر المهم، مما جاء في كتبهم عن أئمتهم قال الخميني: فإن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً محموداً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل.

 

وأما مروياتهم في ذلك:

 

أولاً: ما رواه الكليني في كتابه قال: للإمام عشر علامات: يولد مطهراً مختونا، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته (أي على يديه) رافعاً صوته بالشهادتين، لا يجنب، تنام عينه ولا ينام قلبه، لا يتثاءب، لا يتمطى، يرى من خلفه كما يرى من أمامه، نجوه (أي البراز) كرائحة المسك، والأرض موكلة بستره وابتلاعه، وإذا لبس درع رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت عليه وفقاً، وإذا لبسها غيرهم من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبرا، وهو محدّث إلى أن تنقضي أيامه.

 

وقد بوب الكليني والمجلسي في كتابيهما أبواباً تغنينا عناوينها عن ذكر ما تحويه من الروايات، أما الكافي فمن أبوابه:

 

باب: الأئمة هم أركان الأرض.

 

باب: الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله.

 

باب: يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والمرسلين.

 

باب: يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء.

 

أما بحار الأنوار:

 

باب: يعلمون جميع الألسن واللغات ويتكلمون بها.

 

باب: أعلم من الأنبياء.

 

باب: تفضيلهم على الأنبياء وأن أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبهم.

 

باب: يقدرون على أحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وجميع معجزات الأنبياء.

 

بعض الشيعة يعتذر للقائلين بالتحريف يقولون إن التحريف في التفسير وليس في القرآن، أي أن الصحابة حرفوا في التفسير.

 

قلت: وهذا القول باطل لأمور منها:

 

بعض الروايات لا تحتمل، وذلك لصراحتها وقد مر ذكر بعضها.

 

نص كثير من علماء الشيعة على القول بالتحريف بل ادعى بعضهم الإجماع وادعى آخرون أنه من ضروريات المذهب.

 

لو كان التحريف إنما هو في التفسير لما كانت هذه الضجة، لأن التفاسير تخضع لميول البشر واتجاهاتهم.

 

تحريف الشيعة في التفسير أمر متفق عليه عندهم كما مر في الكلام عن تلاعبهم في تفسير القرآن.

 

رواية أن القرآن الذي نزل على محمد سبعة عشر ألف آية لا تحتمل هذا، قد صححها علماؤهم كالمجلسي والكليني وغيرهما.

 

ادعاء بعض علماء الشيعة نقص سور بأكملها يأبى هذا التأويل، كما زعم النوري والمجلسي وغيرهما نقص سورتي النورين والولاية.

 

لاشك أن بعض علماء السنة كالشيخ إحسان الظهير رحمه الله تعالى وغيره قالوا: إن جميع علماء الشيعة يقولون بالتحريف، ما الذي دفع علماء السنة إلى هذا الزعم؟ لقد ذكرنا قبل قليل أن بعض علماء الشيعة تبرأ من هذا فكيف وقع بعض علماء السنة في هذا وزعم أن جميع الشيعة يقولون بالتحريف؟

 

لاشك أن هناك أسباباً منها:

 

ثناء علماء الشيعة على من قال بالتحريف، كما نقلنا قولهم في النوري الطبرسي، فمن أراد أن يرجع إلى تراجمهم فليرجع إلى كتاب الشيعة الاثنا عشرية وتحريف القرآن لعبد الرحمن السيف.

 

تمييع الشيعة للمسألة.

 

وجود التقية، وهي معروفة عند الشيعة وكما يقولون هي تسعة أعشار الدين، ولا دين لمن لا تقية له.

 

علماء الشيعة القائلون بالتحريف مثل الجزائري، النوري الطبرسي، عدنان البحراني، المجلسي كل هؤلاء قالوا علماء الشيعة الذين قالوا بعدم التحريف قالوه تقية، هم اتهموا بعضهم بهذا.

 

وُجدت روايات التحريف في كتب المنكرين، كما مر قبل قليل.

 

نقل بعض علماء الشيعة الإجماع والاتفاق بل وبعضهم نقل أنه من ضروريات المذهب، أي لا يمكن أن يكون شيعياً حتى يقول بالتحريف.

 

عدم صراحة الشيعة المنكرين عند مناقشة هذه القضية، ولقد ذكرنا كلام الأميني والتيجاني وجعفر النجفي وغيرهم من الشيعة وهم غير واضحين، عندما يأتي ويتكلم في هذه القضية يقول: لم يقل أحد بهذا، فأنتم تكذبون علينا ما قلنا بالتحريف ولا شيعي قال بالتحريف فلماذا هذا اللف والدوران؟ كن صريحاً، قل فلان وفلان قالوا بالتحريف وهم كفار وليسوا منا ولا نحن منهم وانتهى الأمر.

 

كذلك إقدام المنكرين للتحريف على طبع كتب القائلين بالتحريف ونشرها بل والتقديم لها.

 

يلزم جميع الشيعة أن يقولوا بالتحريف اتباعاً للأئمة المعصومين وبالتالي يخرجون من الإسلام، أو يجب عليهم أن يتركوا التشيع الذي يشيع هذا الباطل.

 

مع ملاحظة أن هذا كله مكذوب على الأئمة الاثني عشر رحمهم الله وهم بريؤون من هذه الروايات كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.

 

 

شبهات للشيعة على أهل السنة:

 

قال الشيعة الإثنا عشرية:

 

السنة يقولون بالتحريف، بدليل أن السنة يقولون بنسخ التلاوة، ونسخ التلاوة تحريف.

 

السنة يقولون بالقراءات، والقراءات معناها تحريف، لأن الشيعة لا يعترفون بالقراءات يقولون إنه واحد نزل من عند واحد.

 

اختلاف السنة بالبسملة، دليل على أنها من المحرّف.

 

قول السنة آمين في الصلاة، هذه زادوها في كتاب الله تبارك وتعالى.

 

إن علماء الشيعة المعاصرين، لما لم يجدوا مخرجاً من الفضيحة الكبرى التي هزت أركان مذهبهم بل هدّتها، ألا وهي القول بتحريف القرآن الكريم، لجأوا إلى اتهام أهل السنة بالتحريف، وذلك لأن أهل السنة يقولون بنسخ التلاوة، واجتهد الشيعة في ترويج هذا الباطل، وركبوا فيه أخشن المراكب.

 

أولاً: ما النسخ؟ النسخ في اللغة يأتي على معنيين:

 

1-1) إما إزالة الشيء كما قال الله تبارك وتعالى:" وما أرسلنا من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته"، فهنا ينسخ أي يزيل. ومنه قولهم: نسخت الشمس الظل أي أزالته.

 

1-2) والمعنى الآخر للنسخ في اللغة: نقل الشيء، قال الله تبارك وتعالى:" إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون"، أي ننقله. ومن قولك نسخت الكتاب أي نقلته.

 

النسخ لا يتناول العقائد، ولا الأخبار، وإنما يتناول النسخ الأحكام فقط.

 

قال الخوئي: إن القول بنسخ التلاوة هو بعينه القول بالتحريف، والإسقاط، إن القول بالتحريف هو مذهب أكثر علماء أهل السنة، لأنهم يقولون بجواز نسخ التلاوة. هكذا يلبسون على الناس، وصار الآن كثير من الشيعة يلهجون بهذا الكلام، ولاشك أن هذا الكلام باطل من وجوه:

 

إن نسخ التلاوة ثابت بالكتاب والسنة كما سيأتي تفصيله.

 

نسخ التلاوة ثابت في الكتب السماوية الأخرى كالتوراة والإنجيل، فأين التوراة؟ وأين الإنجيل؟ نسخت أحكامها وتلاوتها.

 

جلّ علماء الشيعة الذين أنكروا التحريف، والذي يتظاهر أكثر الشيعة باتباعهم، يقولون بنسخ التلاوة وهم المرتضى، والطبرسي، والطوسي. فعلى القول بأن نسخ التلاوة تحريف، فجميع الشيعة يقولون بالتحريف.

 

وهذه نقطة مهمة، وشهادة لا نعتز بها، شهادة علماء الشيعة للسنة بأنهم لا يقولون بالتحريف، ولكن شهادة ترد عليهم. قال المفيد الذي زعم بعضهم أنه آية الله وركن الإسلام: اتفقوا (أي الإمامية) على إن أئمة الضلال، خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي، وأجمعت المعتزلة، والخوارج، والزيدية، والمرجئة، وأصحاب الحديث على خلاف الإمامية. وهذه شهادة من هذا المفيد أن السنة لا يقولون بالتحريف.

 

وهذا التيجاني نقل عن الخوئي أنه قال: فالمسلمون أخوة، سواء كانوا شيعة أو سنة، فهم يعبدون الله وحده، ولا يشركون به شيئاً، وقرآنهم واحد ونبيهم واحد. هنا برأ الخوئي أهل السنة من القول بالتحريف مع أنهم جميعاً يقولون بنسخ التلاوة، وهو الذي قال: قيل ذلك إن النسخ تحريف. فهل قال هذا تقية؟ أو التيجاني كذب عليه؟ لا يهم، علم لا ينفع وجهل لا يضر.

 

وهذا كذلك محمد عبد الحفيظ قال: إنما يعرف بالمذهب الجعفري، أو المذهب المالكي، أوالشافعي والحنبلي والإباظي والزيدي والحنفي بالإضافة إلى المذاهب البائدة كمذهب الأوزاعي والجريري (أي ابن جرير الطبري) والظاهري وغيرهم، وهذه المذاهب تتفق على الكعبة هي القبلة، والقرآن هو الدستور، وهو المنزل من الله على نبيه دون نقص أو زيادة وهو الموجود بين أيدي الناس بلا زيادة ولا نقصان.

 

قلت: وشهد شاهد من أهلها.

 

أهل السنة أي علماءهم يصرحون بلا تردد بأن من قال: بتحريف القرآن ولو بتغيير حرف أنه كافر ولا يترددون في هذا أبداً، ولا تجد نقلاً واحداً عن عالم معتبر من علماء أهل السنة يقول: القرآن محرّف. كما يصرح بهذا مئات العلماء من الشيعة.

 

قد يقول قائل: الأميني، يقول: ولا شيعي قال بالتحريف، ولا ثرثار ولا عالم ولا قروي ولا طالب علم، وأنت الآن تقول ولا سني قال بالتحريف فصار كلامك ككلامه.

 

قلت: لا، نحن أثبتنا أن كلامه باطل، بنقلنا عن علمائهم فليثبتوا أن كلامي باطل بنقلهم عن علمائنا.

 

 

أما الأدلة على نسخ التلاوة:

 

قول الله تبارك وتعالى:" ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير".

 

وقوله تعالى:" وإذا بدلنا آية مكان آية".

 

وقوله تعالى:" يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب".

 

وقوله تعالى:" ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك".

 

قلت: آيات صريحة بأن الله تعالى يبدل ما شاء جلّ وعلا.

 

 

والنسخ له ثلاثة أحوال:

 

نسخ للحكم

 

نسخ للتلاوة

 

نسخ للتلاوة والحكم

 

الشيعة يوافقوننا على جواز نسخ الحكم، حتى الذين يقولون بالتحريف، ولكن ينكرون نسخ التلاوة، ويزعمون أن أهل السنة يقولون بالتحريف لأنهم يقولون بنسخ التلاوة. ولاشك أن هذا تحكم، فالله تعالى يقول:" ما ننسخ من آية أو ننسها"، كما قال:" وإذا بدلنا آية مكان آية" فيقولون هذا الحكم دون التلاوة فهذا تحكم. ما الذي جعله في الحكم دون التلاوة؟ لو جاء شخص وقال: فهو في التلاوة دون الحكم، فهذا تحكم أيضاً. ولذلك قال الجصاص: إن عموم اللفظ يقتضي الأمرين (أي الحكم والتلاوة)، ومن حمله على أحد الوجهين دون الآخر بغير دليل فهو متحكم وقائل بغير علم.

 

 

من قال بنسخ التلاوة من علماء الشيعة؟

 

النوري الطبرسي: اعلم أنهم اختلفوا في نسخ التلاوة (أي الشيعة)، فالمنقول عن جمهور الأصوليين هو الجواز (أي جواز نسخ التلاوة)، بل في نهاية العلاّمة ذهب إليه أكثر العلماء، ونسب الخلاف إلى شاذ من المعتزلة.

 

أبو علي الطبرسي صاحب التفسير(الذي ينكر التحريف) قال: النسخ في القرآن على ضروب منها ما يرتفع اللفظ ويثبت الحكم كآية الرجم.

 

أبو جعفر الطوسي (الذي ينكر التحريف) قال: النسخ في القرآن من أقسام ثلاثة منها ما نسخ لفظه دون حكمه كآية الرجم وهي قوله:" والشيخ والشيخة إذا زنيا". وقال كذلك: فصل في جواز نسخ الحكم دون التلاوة، ونسخ التلاوة دون الحكم، جميع ما ذكرناه، جائز دخول النسخ فيه.

 

العتائقي الحلّي قال: المنسوخ على ثلاث (هكذا مكتوبة ثلاث بدلاً من ثلاثة) ضروب منها ما نسخ خطه وبقي حكمه، فما روي من قوله:" والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة".

 

الفيض الكاشاني قال:" ما ننسخ من آية" بأن نرفع حكمها "أو ننسها" بأن نرفع رسمها.

 

العلاّمة المحقق الثاني: قال النوري: وذهب العلامة في النهاية والمحقق الثاني في جامع المقاصد، وصاحب القوانين إلى الوقوع (أي نسخ التلاوة) وهو ظاهر بعض الفقهاء. وقال النوري كذلك: وقال العلامة في النهاية في مقام إثبات نسخ التلاوة، لنا العقل والنقل، أما العقل فلأن التلاوة حكم شرعي، وأما النقل في ما ورد من نسخ التلاوة خاصة فما روي من قوله سبحانه:" والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة"، وأما نسخهما (أي الحكم والتلاوة) فما روي أن سورة الأحزاب كانت تعدل البقرة.

 

المرتضى (الذي ينكر التحريف والوحيد الذي لم يثبت عنه) قال: فصل في جواز نسخ الحكم دون التلاوة، ونسخ التلاوة دونه.

 

محمد جواد مغنيه قال في قوله تعالى:" ما ننسخ من آية" أي نزيلها "أو ننسها" نمحو حفظها من القلوب.

 

 

أمثلة من الآيات المنسوخة تلاوتها:

 

آية الرجم، لقوله تعالى أو ما ذكر فيها:" والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة"، هذه أولاً قراءة آحادية شاذة، لم تثبت قرآناً، وهذه ذكرها الكليني، وقال المحقق هي من منسوخ التلاوة، وذكرها الطوسي شيخ الطائفة وضربها مثالاً لنسخ التلاوة، وذكرها العتائقي الحلّي أيضاً.

 

آية "لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم" ذكرها الطبرسي والطوسي مثالاً لنسخ التلاوة.

 

سورة الأحزاب، ذكرها الطبرسي والطوسي مثالاً لنسخ التلاوة.

 

 

ثانياً: أما إنكار بعض علماء الشيعة للقراءات، كقراءة ورش، وقالون، والدوري، فهذه لا يسعنى أن أقول إلا إنهم يهرفون بما لا يعرفون، ويقولون ما لا يعلمون. وهذا من أبطل الباطل، ومن الضلال المبين، فإن القراءات السبع ثابتة ومتواترة من طرقنا نحن أيضاً، وإلا طرقهم فلا يستطيعون أن يثبتوا القرآن ولو من طريق واحد، والمصاحف المتداولة الآن مصحف حفص في الخليج والجزيرة، ورش في المغرب وتونس، قالون في الجزائر وليبيا الدوري متداولة في تشاد. فهذه القراءات ثابتة ومتواترة ومصاحفها موجودة، إلا أن يقولوا إن أهل الجزائر والمغرب العربي عموماً الذين يقرءون لقالون وورش قرآنهم محرّف، فهذه طامة كبرى تعود عليهم بالخروج من دين الله تبارك وتعالى.

 

وقد بوب الصدوق باب نزل القرآن على سبعة أحرف.

 

ثالثاً: البسملة، لا خلاف بين أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم في بداية قراءته لبعض سور القرآن، ولكن الخلاف الذي وقع بينهم هل قرأها النبي صلى الله عليه وسلم على أنها آية من القرآن أو قرأها للتبرك أو وضعت في المصحف للفصل بين السور؟

 

قال الشوكاني: واعلم أن الأمة أجمعت أنه لا يكفر من أثبتها ولا من نفاها لاختلاف العلماء فيها بخلاف ما لو نفى حرفاً مجمعاً عليه وأثبت ما لم يقل به أحد، فإنه يكفر بالإجماع. ولا خلاف في إثباتها خطاً في أوائل السور في المصحف إلا في أول سورة براءة.

 

والشيعة ينكرون على أهل السنة فيقولون لماذا لا تقولون بسم الله الرحمن الرحيم؟ وقد أتيتم بآمين وقلتموها جهراً وهي ليست من القرآن. للرد على ذلك:

 

أنتم أيضاً حذفتم البسملة، فهذا محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبدالله عن الرجل يكون إماماً يستفتح بالحمد ولا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، قال: لا يضره ولا بأس عليه.

 

وعن مسمع البصري قال: صليت مع أبي عبدالله عليه السلام فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، ثم قرأ السورة التي بعد الحمد ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قام في الثانية وقرأ الحمد ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم.

 

وعن محمد بن علي الحلبي أن أبا عبدالله سئل عن من يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم حين يريد يقرأ فاتحة الكتاب، قال: نعم، إن شاء سراً وإن شاء جهراً، فقيل: أفيقرأها مع سورة أخرى قال: لا.

 

وقال الحر العاملي: ذكر الشيخ (أي الطوسي) وغيره أن هذه الأحاديث محمولة على التقية.

 

قلت: وانتهت المشكلة، وهكذا كالعادة إسناد ضعيف، أو تقية، وهذا لاشك من أبطل الباطل. لماذا؟ لأن التقية لا تجوز في البسملة عندهم. عن جعفر بن محمد قال: التقية ديني ودين آبائي إلا في ثلاثة: في شرب المسكر، وفي مسح الخفين، وفي ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

 

والصحيح في كلمة بسم الله الرحمن الرحيم أنها وقع الاختلاف فيها بسبب اختلاف القراءات ففي قراءة حفص عن عاصم جعلت في البسملة آية رقم (1)، وفي قراءة قالون عن نافع جعلت الحمد لله رب العالمين آية رقم (1) ومن جعل الحمد لله رب العالمين آية رقم (1) جعل صراط الذين أنعمت عليهم آية رقم (6) وغير المغضوب عليهم ولا الضالين آية رقم (7).

 

رابعاً: أما كلمة آمين، فكلمة آمين معناها اللهم استجب، ولم يقل أحد من أهل العلم إنها من القرآن الكريم، فهي من سنن الصلاة وليس من الفاتحة، كالتكبير. ولذلك ولو قرأ الإنسان القرآن فإنه لا يقول آمين بعد قراءة الفاتحة، ولكن لما تضمنت الفاتحة بعض الآيات التي فيها الدعاء وهي قوله:" اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين" ناسب أن يقول آمين لمعناها اللهم استجب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول آمين.

 

 

وأخيراً نقول: لماذا الكذب؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً.

 

وإن صاحب الدعوة الصحيحة لا يكذب، وإن صاحب الباطل لا يصدق، فيحيا من حي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة.

 

والصدق يألفه الكريم المرتجى،،، والكذب يألفه الدنيء الأخيب

 

وأخيراً نقول: تعالوا إلى كلمة سواء، إن خلافنا مع الشيعة ليس في أمور فقهية فقط، كما يدعي بعض الجهلة، بقوله : إن الفرق بين الشيعة والسنة كالفرق بين المذاهب الأربعة عند السنة. إن خلافنا مع الشيعة في أس الإسلام وأصله في القرآن الكريم أولاً، ثم تأتي بعد ذلك مسائل عقائدية كثيرة كالقول بالرجعة، والبداء، وتكفير جل الصحابة، واتهام أهل السنة بأنهم أولاد زنا، والطلب من الأموات، والغلو في أهل البيت، وعبادة القبور، وغير ذلك كثير ليس هذا مجال حصره. إن أهل السنة اليوم يطالبون الشيعة بوقفة جريئة شجاعة ضد هؤلاء الذين يطعنون بكتاب ربهم، وأن يعلنوا البراءة منهم، وأن يعلنوا كفرهم، والبراءة من إفكهم على كتاب الله تبارك وتعالى.

 

وأخيراً نقول لإخواننا الشيعة الذين لم ينزلقوا في هذا المنزلق الخطير، نقول لهم ما قاله الله تبارك وتعالى لأهل الكتاب، وهم على كفرهم نقوله نحن للشيعة وهم على إسلامهم (أعني الذين لم يقولوا بالتحريف) تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون.. والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:ـ

وبه نستعين

قرأت الموضوع ولكن يعتبرون بشر مثلنا ولااظن بمقدورنا الابتعاد عنهم لانهم مهما كانوا يجب علينا الوقوف بجانبهم لتحسين معتقداتهم الخاطئه وليس الابتعاد عنهم وتركهم وهم في امس الحاجه لنا وتلك هي وجهة نظري في هذا الموضوع وارجو ان لا اظايق احدا منكم .

وشكرا[/c :?: olor]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حــوار هــادئ مع دعــاة التـقريــب مع الشــيـعة

 

 

الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى ، وعلى آله وصحبه الشرفاء.

 

وبـــــعــــد ، فقد لوحظ في الفترة الأخيرة تسلل فكر "التقريب بين أهل السنة والشيعة الروافض" عند بعض الأحبة ـ هداهم الله ـ .

 

وقد دار بين بعض الأعضاء في هذا الخصوص حوار عنيف في مسألة الشيعة بين التضليل والإعجاب ، فحسما لهذا اللبس رأينا فتح نافذة للحوار الهادئ مع دعاة "التقريب" ، لبيان خطورة هذه الدعوة على عقيدة أهل السنة ، فنقول وبالله التوفيق :

 

أولا ـ مفهوم "التقريب" :

بلا ريب أن "تقريب" جموع المسلمين للعقيدة الصحيحة ، والفكر السليم ، والمنهج الصحيح ، ونبذ الخلاف بينهم من أعظم مقاصد الإسلام ، ومن أهم وسائل القوة لمجابهة أعداء الأمة ، والنهوض من كبوتها ، ويتعين على كل مسلم أن يسعى إلى تحقيق ذلك ، ولكن بشرط سلامة الأصول وجوهر الدين .

 

فلا يصح أن يقرب بين الحق والباطل ، أو الكذب والصدق ، أو الإيمان والكفر ؛ لأنه كما لا يخفاكم جميعًا لا منزلة بين المنزلتين في مثل هذه المسائل.

 

وقد كثر في الآونة الأخيرة تبني بعض النظم السياسية ، والمراكز العلمية فكر "التقريب بين أهل السنة والشيعة الروافض" ، فأفضى هذا التبني باعتراف الأزهر بالمذهب الخامس "الجعفري" ، وأنشأت إيران "دارًا للتقريب" في القاهرة عاصمة أرض الكنانة .

 

وفي المقابل لم تسمح إيران بإنشاء دار لأهل السنة في طهران !! .

 

بل تـُعد طهران وقم والنجف المدن الوحيدة في العالم التي لا يوجد بها أي مسجد لأهل السنة ، في حين أننا نجد في "تل أبيب" عاصمة الصهاينة عدّة مساجد لأهل السنة !!. وهذه مفارقة عجيبة جديرة بالتأمل !!.

 

ومن المفارقات العجيبة أيضًا أنه بعد الاتفاق على "التقريب المزعوم" بين أطراف شيعية وأخرى محسوبة على أهل السنة نشر علماء النجف كتابًا اسمه "الزهراء" في ثلاثة أجزاء ، وقالوا فيه عن الفاروق : إنه كان مبتلى بداء لا يشفيه منه إلا ماء الرجال !‍! .

 

فالذي يظهر من هذا وغيره أن المقصود بالتقريب هم " أهل السنة " لا " الشيعة الروافض " .

 

فهم يستترون بهذه الدعوة من أجل التسلل لأهل السنة ، وإخراجهم من مذهبِهم إلى مذهب التشيع والرفض.

 

فالتقريب لا يصح إلا من الطرفين ، هذا يقترب خطوة ، والآخر يقترب خطوة ، فأهل السنة يقتربون من الشيعة الروافض بمشايعة آل البيت وحبهم ، كما وضح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في "الواسطية" ص 171حيث قال عن معتقد أهل السنة : ويحبون آل بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ويتولونهم ، ويحفظون فيهم وصية رسول الله حيث قال يوم غدير خم : (أذكركم الله في أهل بيتي) .اهـ.

 

فإن فرض جدلاً صدق دعواهم في هذا "التقريب المزعوم" ، فكان الأجدر بهم تخفيف ضغينتهم بالصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم جميعًا ـ ، ولكن كان الأمر كما ذُكر لكم آنفًا.

 

فهذا وغيره يدل دلالة واضحة على كذب هؤلاء في دعواهم "التقريب" ، وأنها خدعة ليتمكنوا من خلالها التسلل إلى ديار المسلمين لتشييعهم .

 

ثانيًا ـ مقارنة بين معتقد " أهل السنة " و" الشيعة " .

بلا ريب أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره ، ومن ثَـمَّ يجب على كل منتسب لأهل السنة والجماعة ويعتقد فكرة "التقريب" أن يعلم مضمون عقيدة الشيعة أولاً ؛ حتى يكون على بصيرة من أمره ؛ عملاً بقول الله تعالى : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (يوسف:108).

 

وحتى يتضح شنيع عقيدة " الشيعة الروافض " ـ ونعني بذلك الإمامية الجعفرية الاثنا عشرية الحاكمة في إيران والمسيطرة على جنوب لبنان ـ سوف نعقد مقارنة بين اعتقاد الفريقين ؛ لكي نتأمل إمكان هذا التقريب من عدمه.

 

أولا ـ " القرآن الكريم " :

ملخص معتقد " أهل السنة " هو :

1 ـ الاتفاق على صحته وسلامته من الزيادة والنقصان .

2 ـ ويفهم طبقا لأصول اللغة العربية .

3 ـ ويؤمنون بكل حرف منه ، وبأنه كلام الله غير مخلوق ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

4 ـ وهو المصدر الأول في العقائد والتشريع .

5 ـ وأن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ جمعوا القرآن .

 

ملخص معتقد " الشيعة الروافض " هو :

1 ـ مطعون في صحته عند بعضهم .

وتولى كبر ذلك عالمهم المفضل الحاج ميرزا حسين الطبرسي (ت1320هـ) في كتابه "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" جمع فيه مئات النصوص عن علماء الشيعة ومجتهديهم في مختلف العصور بأن القرآن قد زيد فيه ونقص منه !!.

من ذلك زعمه بحذف "سورة الولاية" ص 180 . وقد استبشر المستشرقون والمنصرون بهذا الكتاب وترجموه بلغاتهم ونشروه في الآفاق ؛ للبرهنة على تحريف القرآن !!.

غير أن كثيرًا منهم يتبرأ من هذه التهمة ، وبلا ريب لا يمكننا تصديقهم في ذلك بسبب عقيدتهم " بالتقية " كما سيأتي بيانه لاحقًا .

2 ـ وإذا اصطدم بشيء من معتقداتهم يؤولونه تأويلات عجيبة تتفق مع مذهبهم .

3 ـ استغناء آل بيت وشيعتهم عن القرآن الكريم بما عند آل البيت من الكتب الإلهية الأولى التي هي التوراة والزبور والإنجيل !.

والدليل على زعمنا هذا ما جاء في كتاب " الكافي " ـ الذي يعد بمنزلة الصحيحين عندهم ـ 1/207 قال : (إن الأئمة عليهم السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من الله ـ عز وجل ـ ، وأنهم يعرفونها كلها على اختلاف ألسنتها)، واستدل على ذلك بحديثين يرفعهما إلى أبي عبد الله وأنه كان يقرأ الإنجيل والتوراة والزبور بالسريانية.

وقصد المؤلف ـ كما هو ظاهر ـ هو أن آل البيت وشيعتهم تبع لهم ، يمكنهم الاستغناء عن القرآن الكريم بما يعملون من كتب الأولين.

وبلا ريب أن ذلك فيصل بين الكفر والإيمان ، فلا حظّ لمسلم في الإسلام إذا اعتقد الاستغناء عن القرآن الكريم بأي وجه من الوجوه!!.

4 ـ الاعتقاد بأن القرآن الكريم لم يجمعه ولم يحفظه أحد من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ والأئمة من آل البيت!!.

والدليل على زعمنا هذا ما جاء في كتاب " الكافي " 1/26 عقب تصريحه بذلك قال : (عن جابر قال : سمعت أبا جعفر ـ عليه السلام ـ يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله إلا كذّاب، وما جمعه وحفظه كما نزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده)!!.

ولازم هذا الاعتقاد أن ما تواتر من جمع الصحابة للقرآن من الأكاذيب والدّجل !! .

فهل يعقل أن ما تواترت به الأخبار والآثار كذب ، وما جاءنا عن الآحاد صحيح لا ريب فيه ؟! .

ثم ألا يفضي ذلك إلى تكذيب قول الله تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر:9) ؟! بلا ريب هذا يناقض الإيمان وهو كفر ظاهر للعيان.

 

ثانيًا ـ " السنة النبوية " :

ملخص معتقد "أهل السنة" هو :

1 ـ أنه المصدر الثاني للتشريع .

2 ـ المفسر للقرآن الكريم ، ولا تجوز مخالفة أحكام أي حديث صحت نسبته للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ويعتمد في معرفة حال الحديث : الأصول التي اتفق عليها المحدثون في علم مصطلح الحديث ودراسة الأسانيد.

 

ملخص معتقد "الشيعة" هو :

1 ـ لا يعتمدون إلا الأحاديث المنسوبة لآل بيت الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وبعض الأحاديث لمن كانوا مع عليّ ـ رضي الله عنه ـ في معاركه . ويرفضون ما سوى ذلك .

2 ـ ولا يهتمون بصحة السند ، ولا الأسلوب العلمي في نقدها ودراسة أسانيدها، وعلى هذه الأقوال الضعيفة والمكذوبة بنوا دينهم وعقيدتهم. وردوا ثلاثة أرباع السنة الصحيحة.

 

ثالثا ـ "الصحابة" :

ملخص معتقد " أهل السنة " هو :

أجمع "أهل السنة" على ما يلي :

1 ـ أن خير القرون قرن الصحابة ، ثم الذين يلونهم على ما قال صلى الله عليه وسلم : ((خير الناس قرني)) رواه الشيخان من حديث عمران بن حصين .

2 ـ أن خير الصحابة أهل بدر ، وخير أهل بدر العشرة ، وخير العشرة الأئمة الأربعة أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ـ رضي الله عنهم جميعا ـ .

3 ـ أن إمامتهم كانت عن رضى من جماعتهم .

4 ـ وأجمعوا على الكف عن ذكر الصحابة ـ عليهم السلام ـ إلا بخير ما يذكرون به ، وعلى أنهم أحق أن ينشر محاسنهم ، ويلتمس لأفعالهم أفضل المخارج ؛ لما ثبت من حديث ابن مسعود مرفوعا : ((إذا ذكر أصحابي فأمسكوا)) رواه الطبراني في "الكبير".

 

قال أهل العلم : معنى ذلك لا تذكروهم إلا بخير الذكر .

 

ولما رواه الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا : ((لا تسبوا أصحابي ، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ، ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه)) .

 

ولذلك قال أبو زرعة ـ رحمه الله ـ : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاعلم أنه زنديق ؛ وذلك أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حق ، والقرآن حق ، وما جاء به حق ، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة ، فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة ، فيكون الجرح به ألصق ، والحكم عليه بالزندقة والضلالة والكذب والفساد هو الأقوم الأحق .اهـ .

 

ملخص معتقد "الشيعة" هو :

1 ـ يرون أن الصحابة قد كفروا بعد رسول الله إلا نفرًا قليلاً لا يتجاوز أصابع اليدين .

2 ـ يلعن " الشيعة الروافض " أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وكل من تولى الحكم في الإسلام غير عليّ ، ولقبوا الصديق والفاروق بـ "الجبت والطاغوت" كما في كتابهم "مفتاح الجنان" ص 114 ونصه : "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، والعن صنمي قريش ، وجبتيهما ، وطاغوتيهما وابنتيهما …الخ" ، ويعنون بابنتيهما "عائشة" و"حفصة" ـ رضي الله عنهما وسائر أمهات المؤمنين ـ .

3 ـ يعظمون " أبا لؤلؤة المجوسي " قاتل عمر ، ويلقبون يوم مقتل الفاروق بـ " يوم العيد الأكبر " ، و" يوم المفاخرة " ، و" يوم البركة " …الخ .

4 ـ يضعون عليًا في مكانة خاصة الخاصة .. فبعضهم يراه وصيًا ، وبعضهم يراه نبيًا …الخ .

 

رابعًا ـ " عقيدة التوحيد " .

ملخص معتقد " أهل السنة " هو :

1 ـ أن الله الواحد القهار ، لا شريك له ، وند ولا نظير ، هو وحده المستحق للعبادة .

2 ـ ويؤمنون بما جاء في الوحيين من الأسماء والصفات من غير تأويل أو تشبيه أو تحريف (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11) .

3 ـ وأن الشفاعة مشروطة مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ (البقرة:255).

 

ملخص معتقد "الشيعة" هو :

1 ـ يؤمنون بوحدانية الله ، ولكنهم يشركون معه غيره في بعض العبادات كالدعاء والتوسل بقولهم : (يا علي ، ويا حسين) .

2 ـ من شركهم في العبادة ذبحهم ونذرهم لأوليائهم .

3 ـ يعتقدون العصمة في الأئمة ، وأنهم يعلمون الغيب ، ولهم في الكون تدبير وتصريف .

 

خامسًا ـ عقيدة التقية ، وهي " أن يظهر الإنسان غير ما يبطن " :

ملخص معتقد " أهل السنة " هو :

1 ـ " التقية " لا تجوز بين المسلمين ؛ لأنها من الخداع والحيلة لما ثبت (من غش فليس منا) .

فيجب على المسلم أن يكون صادقًا ، شجاعًا في الحق .

2 ـ وتجوز " التقية " : مع الكفار أعداء الدين ، وفي حالة الحرب فقط ؛ لأن (الحرب خدعة) .

 

ملخص معتقد " الشيعة الروافض " هو :

1 ـ بالاتفاق يرونها من الواجبات الشرعية لا يقوم المذهب إلا بها ، وغالبًا ما يتعاملون بها إذا أحاطت بهم ظروف قاسية .

2 ـ الكذب والمكر من السمات الرئيسة لمذهبهم ؛ ولذلك يقال : أصدق فرق المبتدعة " الخوارج " ، وأكذبها " الشيعة الروافض " .

يقول ابن تيمية في هذا الصدد في " منهاج السنة" : (وليس المنافقون في طائفة أكثر منهم في الرافضة حتى أنه ليس في الروافض إلا من فيه شعبة من شعب النفاق ).اهـ .

 

ولعل هذه العقيدة هي السبب الرئيسي الذي خدع بعض أهل السنة سليمي القلب في " الشيعة الروافض " عندما أظهر بعضهم هذه " التقية " برغبتهم في التفاهم والتقارب !!.

 

هذه بعض رؤوس الأقلام في عقيدة الفريقين المزعم تقاربهم ! فهل من وجه لهذا التقارب ؟! .

 

هل اتفقا في أصول وجوهر الإسلام ؟! .

 

أين القاسم المشترك بين الفريقين لكي نقرب بينهما ؟! .

 

هذه مسائل علمية دقيقة ولا يجوز الحكم فيها بغير علم وبحث ، ولا ينبغي أن يكون المرجع فيها لحكم الهوى والعواطف ! .

 

بلا ريب لا وجه على الإطلاق لهذا التقريب ، اللهم إلا تحت المسمّى الجامع بـ " الإسلام " ، وهذا بلا ريب لا يغني عن الحق شيئًا ، فليس كل من تشدّق بالإسلام يمكن التقارب معه كالمنافقين والعلمانيين.

 

ثالثا ـ بيان حكم السلف على " الشيعة الروافض " :

1 ـ قال ابن تيمية في " الوسطية " ص 173 : (ويتبرئون من طريقة الروافض الذين يبغضون أهل البيت بقول أو عمل ، ويمسكون عما شجر من الصحابة) .

 

2 ـ وقال ابن تيمية في " منهاج السنة " 3/83 : (الروافض شر من الخوارج في الاعتقاد) .

 

3 ـ قال إبراهيم بن ميسرة : (ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنسانًا قط إلا إنسانًا شتم معاوية ، فضربه أسواطًا) . رواهما اللالكائي .

 

4 ـ وروى الإمام أحمد عن عاصم الأحول قال : أتيت برجل قد سب عثمان قال : فضربته عشرة أسواط . قال : ثم عاد لما قال ، فضربته عشرة أخرى . قال : فلم يزل يسبه حتى ضربته سبعين سوطا . وهذا هو المشهور من مذهب مالك قال مالك : من شتم النبي قتل ومن شتم أصحابه أدب .

 

5 ـ وقال عبد الملك بن حبيب : من غلا من الشيعة إلى بغض عثمان والبراءة منه أدب أدبًا شديدًا ، ومن زاد إلى بغض أبي بكر وعمر ، فالعقوبة عليه أشد ، ويكرر ضربه ، ويطال سجنه حتى يموت ، ولا يبلغ به القتل إلا في سب النبي .

 

6 ـ وقال القاضي أبو يعلى : الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة إن كان مستحلا لذلك كفر ، وإن لم يكن مستحلا فسق ولم يكفر ، سواء كفرهم أو طعن في دينهم مع إسلامهم .

 

7 ـ وقال محمد بن يوسف الفريابي وسئل عمن شتم أبا بكر ؟! قال : كافر .

قيل : فيصلى عليه ؟! .

قال : لا . وسأله كيف يصنع به وهو يقول : (لا اله إلا الله) ؟! .

قال : لا تمسوه بأيديكم ، ادفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته .

 

8 ـ وقال أحمد بن يونس : لو أن يهوديًا ذبح شاة وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي ، ولم آكل ذبيحة الرافضي ؛ لأنه مرتد عن الإسلام.

 

9 ـ وكذلك قال أبو بكر بن هانيء : لا تؤكل ذبيحة الروافض والقدرية ، كما لا تؤكل ذبيحة المرتد مع أنه تؤكل ذبيحة الكتابي ؛ لأن هؤلاء يقامون مقام المرتد ، وأهل الذمة يقرون على دينهم وتؤخذ منهم الجزية ، وكذلك قال عبد الله بن إدريس من أعيان أئمة الكوفة ليس لرافضي شفعه ؛ لأنه لا شفعة إلا لمسلم .

 

10 ـ وقال فضيل بن مرزوق : سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل من الرافضة : والله إن قتلك لقربة إلى الله وما امتنع من ذلك إلا بالجوار ، وفي رواية قال : رحمك الله قد عرفت إنما تقول هذا تمزح ! قال : لا والله ما هو بالمزح ، ولكنه الجد ! .

 

قال وسمعته يقول : لئن أمكننا الله منكم لنقطعن أيديكم وأرجلكم .

 

11 ـ وقال الشعبي : إن الروافض شر من اليهود والنصارى ، فإن اليهود سئلوا عن أخبار ملتهم ؟ فقالوا : أصحاب موسى .

والنصارى سئلوا عن أخبار ملتهم ؟ فقالوا : الحواريون الذين كانوا مع عيسى ـ عليه السلام ـ .

 

وسئلت الرافضة عن شر هذه الأمة ؟! . فقالوا : أصحاب محمد ؛ فلا جرم يكون سيف الحق مسلولاً عليهم إلى يوم القيامة ، ولا يرى لهم قدم ثابت ، ولا كلمة مجتمعة ، ولا راية منصوبة ، ولا ينصرهم أحد الأصار مخذولا لشؤم بدعتهم.

 

12 ـ وقال الإمام أحمد ـ إمام أهل السنة ـ عن الروافض : هم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويسبونهم وينتقصونهم ، ويكفرون الأئمة الأربعة : علي وعمار ، والمقداد ، وسلمان ، وليست الرافضة من الإسلام في شيء .اهـ .

 

فيا من ترى التقريب بين " أهل السنة " و" الشيعة الروافض " هذه بعض نصوص أقوال علماء أهل السنة بين يديك ، فاسترشد بها تنال الهدى ، وتفوز بالتقوى .

 

رابعًا ـ شبهات والرد عليها :

لوحظ أن لدعاة " التقريب " بعض الشبهات التي دائمًا ما يدندنون حولها فرغبنا في الرد على أبرزها مسبقًا حتى نقطع دابر هذه الفتنة .

 

1ـ ديدن من يزعم " التقريب " أن أعداء الأمة تداعت وتكالبت علينا كما يتداعى الأكلة على القصعة ، ونحن في حاجة لجمع الشمل والتكاتف لمجابهة هذا العدو الغاشم خاصة (الصهاينة والأمريكان) ، وهذا لا يتحقق إلا بـ " التقريب " ، على قاعدة (لكم دينكم ولي دين) !!.

 

الجـــواب :

أن هذا القول حق لا ريب فيه ، ولكن توجيهه إلى أهل السنة هو الخطأ ، فالذي يمزق شمل الأمة ، ويهدم الأمة من الداخل (عقيدة وشريعة) هم " الشيعة الروافض " ـ كما مر بيان ذلك ـ ، فإن كان صاحب هذه الشبهة من المنصفين الجادين في الإصلاح ، فعليه التوجه إلى منتديات " الشيعة الروافض " ويحثهم على عدم سب الصحابة ، وإهانة حملة أمانة هذه الأمة ، والكف عن رمي أمهات المؤمنين بالكفر والزنا ، وإخلاص توحيدهم لله بنبذ الشركيات في أدعيتهم وتوسلاتهم وذبحهم ونذرهم.

 

ثم هل أعراض هؤلاء المبتدعة المضلون ، الأفّاكون المكذبون أجل عندك من أعراض أمهات المؤمنين والخلفاء الراشدين يا أيها الحبيب ؟!!.

 

ثم الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخبرنا بأن الله كتب على هذه الأمة بأنها ستفترق إلى ثلاثة وسبعين فرقة ، كلها في النار إلاَّ واحدة وهي " أهل السنة والجماعة " . فالفرقة والشقاق بين بعض المنتمين لهذه الأمة من أقدار الله الكونية ، واقرأ إن شئت قول الله تعالى : قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (الأنعام:149) .

 

2ـ أيضًا يزعم البعض بأن الشيعة أهل الخنادق ، وأهل السنة أهل الفنادق ، فهاهم الشيعة الروافض يثخنون في أعداء الله الصهاينة ، فأخرجوهم من جنوب لبنان ، بينما أهل السنة أغلبهم نيام ، وأصحاب شهوات لهو وخيام ، وما " حزب الله " وعلى رأسها " حسن نصر الله " عنا ببعيد!!.

 

الجــــواب :

المشكلة أن الكثير ممن يتبنى هذه الشبهة قد علم شيئًا وخفت عنه أشياء ، فقد خفت عنه الخلفية العقائدية والتاريخية للشيعة الروافض .

 

فالواجب على الباحث عن الحق أن يُلم بجميع جوانب القضية ؛ ليسلم فكره من المغالطات الشنيعة .

 

أما بخصوص " حزب الله " وقائده " حسن نصر الله " ، فللأسف تخاذلنا نحن أتباع " أهل السنة " هو الذي صنع مثل هذه الحركات والشخصيات ، فقد أخلينا لهم الساحة ، فسطع نجمهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

فإن كنا نطلب الحق ، فعلى صاحب هذه الشبهة حث أتباع " أهل السنة " إلى النهوض من سباتهم ، ونفض التراب عن أكتافهم ، ونبذ الخلاف فيما بينهم .

 

ثم عند التأمل جيدًا في تاريخ الأمة وحاضرها نجد أن صاحب هذه الشبهة وقع في مغالطات كثيرة :

 

1 ـ منذ متى و" الشيعة الروافض " يحملون راية الجهاد ضد أعداء الأمة ؟! .

فهل تعلم أيها الحبيب أن " الشيعة الروافض " يعتبرون جميع الحكومات الإسلامية من يوم وفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى هذه الساعة ـ عدا سنوات حكم عليّ بن أبي طالب ـ حكومات غير شرعية ، ولا يجوز لشيعي أن يدين لها بالولاء ، والإخلاص من صميم قلبه ، وإنما هي المداهنة والتقية !!.

 

فجميع الحكام من أبي بكر الصديق مرورًا بصلاح الدين الأيوبي وجميع الذين فتحوا للإسلام ممالك الأرض ، وقهروا أعداء الله من التتار والصليبيين حتى حكام اليوم كل هؤلاء في عقيدة " الشيعة الروافض " حكام متغلبون ، ظالمون ، ومن أهل النار !!.

 

والسر في ذلك أن الحكام الشرعيون عندهم هم الأئمة الاثنى عشر وحدهم ، سواء تيسر لهم مباشرة الحكم أو لم يباشروه !!.

 

فلما لم تتحقق نظريتهم في التاريخ كما كانوا يرجون ، فقد أضافوا نظرية الرجعة ، ومعناها أن آخر أئمتهم ويُسمّى " القائم " سيقوم في آخر الزمان . ويخرج من السرداب يذبح جميع خصومه السياسيين ، ويعيد إلى " الشيعة الروافض " حقوقهم التي اغتصبتها الفرق الأخرى عبر القرون!!.

 

2 ـ ثم خيانات وغدر ابن العلقمي التي سطرها لنا التاريخ في صحيفة " الشيعة الروافض " السوداء خير شاهد على خبث هذه الفرقة عبر القرون والعصور ، فقد قابل بالخيانة والغدر تسامح الخليفة المستعصم وكرمه باتخاذه إياه وزيرًا له .

 

والعجيب أن الروافض إلى اليوم يتلذذون بالشماتة بما حل على أهل السنة من نكابات التتار ، ومن شاء التوثيق فليقرأ ما سطرته أيديهم عند ترجمتهم للهالك " نصير الطوسي " ـ قاتله الله ـ شيخ الشيعة وقتئذ ، حتى في آخر كتبهم في التراجم "روضات الجنات" للخونساري ص 579 ، فقد شحنه بمدح السفاحين والخونة ، والشماتة بما وقع لأهل السنة .

 

نفوس مشحونة بالبغض والكره ، فطمت على الحقد ، وترعرعت على الغدر والخيانة .

 

وهم يشبهون الحرباء في تلوين جلودهم حسب ظروف البيئة التي تحيط بهم ، فمتى قويت شوكة أهل السنة في بلد انخنسوا واستعملوا " التقية " ، وتباكوا كالتماسيح ، وتوسلوا في طلب الرحمة .

 

ومتى ضعف أهل السنة في بلد وكان للكافر الخارجي قوة ، رفعوا رأسهم عاليا ، وكانوا أنصاره وجنوده المخلصين ، وأذلوا أهل السنة كلما سنحت لهم الفرصة ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ ، وما اتفاق " شيعة أمل " في لبنان مع " حزب الكتائب " الماروني على ذبح الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية أبان حرب لبنان ليس عنا ببعيد فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (الحشر:2) .

 

3 ـ أيضا قتال الشيعة لليهود في لبنان ودعم إيران لهم ليس هو من قبيل الحسبة لله تعالى كما هو الحال عندنا ، ولكنهم يقاتلون اليهود من باب تعجيل خروج مهديهم من جحره أو سردابه الذي لا يتحقق إلا بتحرير القدس واندحار اليهود ، وقد سمعتُ ذلك من " حسن نصر الله " نفسه ـ أعني وجه قتالهم اليهود من أجل خروج المهدي ـ ، فحقيقة قتالهم ـ وأعني بذلك ما يعتقده خاصتهم لا عوامهم ـ ليس نصرة لأهل السنة في فلسطين ، ولكن ذلك حدث من باب التوافق والتقاء المصالح، كما التقت مصلحة الأمريكان مع المجاهدين الأفغان إبان حرب الدب السوفياتي .

 

4 ـ أيضا كما قلتُ سابقا لنتأمل دور الشيعة الروافض في لبنان يوم كان الناطق باسمهم "حزب أمل" ماذا فعلوا بأهل السنة في المخيمات الفلسطينية ؟ .

 

لقد كان القتل على الهوية ، وذلك عندما قويت شوكتهم كشروا عن أنيابهم ، فتحالفوا مع الكتائبيين (المارون) في ذبح أهل السنة ، فمن كانت هويته فلسطينية قتلوه ، ومن كانت هويته شيعية أو نصرانية تركوه !!.

 

أما بعد ظهور "حزب الله" ، فبلا ريب نجد مواقفه أقرب لمناصرة الفلسطينيين ليس عقائديًا ولكن تكتيكيًا وسياسيًا كما بينته آنفا .

 

5 ـ وأيضًا لا يخفاكم أن دولة إيران الرافضية تحمي وتدعم حزب الله لتقوية الشيعة في هذا الجزء الهام من العالم ، فهي تنفق بسخاء على الحوزات والمنح التعليمية ، ففي خلال فترة يسيرة من بعد الانقلاب على الشاه بذلوا كل جهدهم في دعوتهم حتى صارت ميزانية الدعوة والإرشاد عندهم في المرتبة الثانية بعد ميزانية الجيش، وبثوا عددا من القنوات الفضائية بعدة لغات وأشهرها وأقواها تأثيرا في نفوس عوام المسلمين من أهل السنة الناطقين باللغة العربية "قناة المنار اللبنانية" التابعة لحزب الله . وقد فتن بهم الكثير من أبناء الأمة من المغرب إلى الفليبين بسبب دغدغتهم لعواطف المسلمين الجياشة ، واستغلالهم للأحداث في دعوتهم . فهؤلاء نجحوا في إبلاغ باطلهم ، ونحن أخفقنا في إبلاغ الحق ، فالخلل عند التأمل في أسلوب دعوتنا نحن.

 

وأخيرًا بلا ريب أننا نطمع في هداية الشيعة وجميع البشرية ، وليس ذلك على الله بعزيز قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (الأنعام:149) . فقد اهتدى من هو أخبث منهم في العقيدة في عصرنا الحاضر من المذاهب المبتدعة والملحدة كالإسماعيلية ، وصاروا من دعاة أهل السنة بين قومهم ، ومن يعرف تفاصيل المذاهب يدرك أن الشيعة الإمامية أقرب لأهل السنة من الدروز ، والنصيرية ، والإسماعيلية ، والقرامطة .

 

كما أن زيدية في اليمن أقرب لأهل السنة من الإمامية .

 

وكذلك الأباضية في عُمان وجنوب الجزائر أقرب لأهل السنة من الجهمية والمعتزلة .

 

والنصارى البرتستانت أقرب للمسلمين من الكاثوليك ، والنصارى في الجملة أقرب للمسلمين من اليهود من وجه ، واليهود أقرب للمسلمين من وجه آخر ، وهذا تفصيله يطول ليس هذا موضع بحثه، ولكن المقصود أن ننبه إلى أن القرب نسبي لا يستلزم منه إمكان "التقارب المزعوم" .

 

إن الشيعة الروافض يشترطون علينا ـ أيها العقلاء ـ للتفاهم معهم ، ولرضاهم عنا ـ وهو ما يُسمّى "التقريب" ـ أن نلعن معهم أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وأن نتبرأ من أمهات المؤمنين ، وأن ننبذ سنة نبينا وراء ظهورنا ، وأن نجعل من توحيدنا شركًا ، ومن تاريخ أجدادنا وزرًا !!.

 

فهل أنتم يا أهل السنة قائلون بذلك إرضاءً للروافض ، وللتقريب بينكم وبين أحفاد ابن العلقمي والطوسي ؟! .

 

اللهم إني بلغت ، اللهم فاشهد .

 

أخوكم محتسب .. أبو مصعب

منتدى الحسبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

جزاكن الله خيراااا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×