اذهبي الى المحتوى
أمّ عبد الله

Oo سُـطُـــ غَـزّاوِيَــة ــور oO

المشاركات التي تم ترشيحها

30340_1212035207.gif

 

أخيّتي الحبيبة

 

كم مرّة حزن قلبكِ لمصاب أهلنا في غزّة ؟

كم من مرّة ذرفتِ دموعًا من أجلهم ؟

كم من دعوةٍ خصّصتها لهم في ظلمة الليل ؟

كم....!! وكم....؟!

 

 

وسرعان ما ننسى أو نتناسى الأمر وكأنّ شيئًا لم يكن ..!

 

لكنّ يا تُرى هـل هذا كافٍ لنُبرئ ذمتــّنا أمام رب العزة ؟

 

هل تتسائلين عمّا يمكنكِ فعله تجاههم ؟

هل تتسائلين عمّا يمكنكِ تقديمه لهم ؟

هل تتسائلين كيف يُمكنكِ نصرتهم ومؤازرتهم و التضامن معهم؟

 

هانحن نمد إليكِ أيدينا ونضعها في يديكِ ..

 

 

شاركينــا حملة أخوات طريق الإسلام لـ نًصرة أهلنا في غزّة

 

[ لبّيكِ غـَزّة]

 

شاركي معنـا عن طريق :

 

نشر قضيّتهم في كل مكان ، في المواقع والمنتديات وغيرها ..

وكذا توعية العامّة بالخطر المُحدق بهم ليل نهار .

 

 

هذه الصفحة المباركة سكون

 

]:[مُجمّعـًا للمَــقالات المنقولة ]:[

 

فلا تبخلي وشاركينا واحتسبي الأجــر.

لن ننصر أهلــنا إلّا إذا شعّرنـا بمعاناتهم ،

فلنتابع أخبارهم دومًا ولنجعل همّهم هو همّنـا..

 

ولنرفع شعارنـا :

 

[ لبّيكِ غـَزّة]

 

 

××

 

أمي فلسطين لا تأسي ولا تهني

إنا سنفديك من شيب وشبّان..

 

××

 

 

 

ملاحظة : سوف تُخصّص هذه الصفحة المباركة للمقالات المنقولـة فقط لا غير ،وأي رد خارج عن ذلك سيُحذف مباشرةً.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

المقاومة .. إذ تحدد المعالم

 

زياد بن عابد المشوخي

 

 

لقد كفانا نائب وزير الدفاع الصهيوني التعبير عما جرى في غزة فسماه بالمحرقة، فقد بلغ عدد شهداء العدوان الأخير أكثر من 116، بينهم 39 طفلاً و15 امرأة، أما عدد المصابين والجرحى في هذا العدوان الصهيوني الجديد فبلغ 350 مواطناً، بينهم 92 طفلاً و42 سيدة.

جرت العملية في منطقة جبل الكاشف بجباليا، وتمت العملية وسط صمت مذهل يبدو أن على الشعوب العربية اعتياده، فهو جزء من معالم المرحلة القادمة.

 

انحياز الشعوب للمقاومة

المرحلة القادمة حددت المقاومة معالمها فانحازت الشعوب العربية والإسلامية بشكل تام إليها واختارت نهجها وأصبحت جزءاً منها، بل لم تعد الشعوب تعول الكثير على تلك الإدانات أو الاستنكار سواءً العادي منها أم شديد اللهجة، بل أصبحت الشعوب المستضعفة تدرك من خلال إدانة البيت الأسود وغيره من البيوت التابعة له مدى وحجم الخسائر التي أوقعتها المقاومة في الكيان الصهيوني، وبقدر قوة الإدانة تكون فرحة الشعوب التي ترى ما يجري لإخواننا في غزة من مجازر وجرائم يومية، فلم يتبق لها سوى الفرح برؤية تلك الصواريخ وهي تتساقط على رؤوس اليهود القابعين في المغتصبات أو المدن المحتلة، قال تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ*وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

 

وسائل الإعلام العبرية الناطقة بالعربية

ومن معالم المرحلة القادمة فشل كل الجهود المبذولة من قبل بعض وسائل الإعلام العربية التي تحاول بكل ما أوتيت من وسيلة أو حيلة تشويه صورة المقاومة وإلصاق التهم بها، والإرجاف ونقل الشائعات والأكاذيب، فكل تلك الجهود تذهب أدراج الرياح، ولا يبقى لها أي أثر، فعملية واحدة من عمليات المقاومة كفيلة من خلال دماء أبطالها أو بطلها أن تغسل تلك الأكاذيب وتكشف زيفها وتفضح المتآمرين.

 

عندما يفقد بعض الساسة صوابهم

واستطاعت المقاومة أن تكشف الكثير من الحقائق والفضائح السياسية التي سيكتبها التاريخ في صفحاته السوداء، فالمقاومة بأفعالها وإنجازاتها جعلت بعض الساسة يفقد القدرة على التفكير ويكشف القناع عن حقيقته، ولو تأملنا بعض المواقف أو التصريحات الصادرة في الآونة الأخيرة لظهر لنا ذلك الأمر، من ذلك وصف الصواريخ بالعبثية وتارة بالمواسير وتارة بالألعاب النارية وتارة بالتنك، وحين يمنع إقامة بيت للعزاء للشهداء، وحين يعطى الغطاء لتبرير جريمة المحتل، حينها يغدو صمت أولئك الساسة هو ما تتمناه الشعوب.

 

دماء غزة في العواصم العربية

ومن المعالم التي رسختها المقاومة أن خسائر الانهزام والاستسلام أعظم من خسائر المقاومة والتصدي والتحدي. أما التضحيات ودماء الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء والقادة والشهداء فلن تذهب سدى، وعلى الاحتلال أن يدرك أن الشعوب العربية وهي تشاهد تلك المجازر في غزة والضفة الغربية وغيرها من المناطق المحتلة لا تنظر إليها على أنها مجازر في كوكب آخر، بل كأن تلك الدماء تسيل في عواصمنا ومدننا العربية، نحن أمة واحدة، قال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}، ليست مشكلة الاحتلال مع حماس ولا مع المقاومة ولا مع الفلسطينيين، بل على الاحتلال أن ينتظر معركته القادمة مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم القائل: "‏لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون ‏‏اليهود ‏‏فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا ‏‏الغرقد ‏‏فإنه من شجر ‏اليهود" أخرجه مسلم.

 

تصحيح المسار

إن المقاومة صححت مسار القضية وأعادت لها مكانتها عملياً، إن الخطأ الاستراتيجي في التعامل مع القضية الفلسطينية هو تجاهل حق المسلمين في فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، فضلا عن تجاهل حق الفلسطينيين وحصر الحق للوفد المفاوض الذي يبيع ما لا يملك ويتنازل عن حقوق الأمة كلها.إن المقاومة حاولت كما حاول عبد الله بن حَرَام ـ والد جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما تذكير المنافقين بواجبهم في يوم أحد في ذلك الظرف الدقيق، إذ تبعهم وهو يوبخهم ويحضهم على الرجوع، ويقول‏:‏ تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا، قالوا‏:‏ لو نعلم أنكم تقاتلون لم نرجع، فرجع عنهم عبد الله بن حرام قائلاً‏:‏ أبعدكم الله أعداء الله، فسيغني الله عنكم نبيه‏.فنزل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ‏}‏. إن الخاسر اليوم ليس من يقف صامتاً بل من لم يدعم المقاومة ويقف معها، أما من يحارب المقاومة فأبعده الله.

 

الخيارات المفتوحة للمقاومة

عندما استطاعت المقاومة الصمود أمام الحصار التاريخي، وعندما ضربت الاحتلال في ديمونا وقتلت علماء يعملون في البرنامج النووي، وعندما عادت وانتصرت لدماء أطفال غزة بقتل الحاخامات المتطرفين في القدس، بل إن صمودها أمام محاولات الاحتلال المتكررة لاجتياح غزة، وفتح آفاق جديدة لأماكن سقوط صواريخها بضربها عسقلان والمجدل وسلفر وتوعدها بأن تذهب بها إلى ما وراء ذلك، كل ذلك يؤسس لمرحلة جديدة ويؤكد أن خيارات المقاومة واسعة، وأن لديها القدرة على الضرب حيثما شاءت وقتما شاءت بإذن الله، بينما خيارات الاحتلال محدودة ويزداد فشله وبؤسه مع كل مشهد من مشاهد دماء الأبرياء عندما تعجز قواته عن مواجهة المقاومة.المقاومة هي التي تصنع التاريخ، وتعيد العزة والكرامة المسلوبة للأمة، إن خلية مجاهدة تعمل في جنح الليل يبارك الله عز وجل في جهدها وجهادها فتصنع من البطولات ما ينسف جهوداً ومؤامرات وخطط كبرى تشارك فيها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها فتنهار وتذهب أدراج الرياح، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}

 

الهدنة مع المقاومة

ومن المعالم التي رسختها المقاومة على الجانب الآخر ما بات يدركه الشارع الصهيوني اليوم من ضرورة التفاوض مع المقاومة الفلسطينية بعد أن أصابه اليأس من أعوانه ومندوبيه، بل هو أقرب من أي وقت مضى لتقبل فكرة نهاية الكيان. يدل على هذا أسلوب الحياة اليومية لليهود في فلسطين المحتلة، والأغاني والنكت والأمثال الشعبية وبعض مقالات الصحف الصهيونية وبعض الشعراء الذين يتحدثون الآن وبكل وضوح عن نهاية الكيان.

لربما فهم الاحتلال رسالة المقاومة من عملية القدس وضرب عسقلان وما وراءها فأعلن توقفه عن العدوان على قطاع غزة مؤقتاً بعد أن فرضت المقاومة توازن الردع، وأن دماء غزة سيدفع ثمنها الصهاينة في كل المدن بما فيها القدس المحتلة. ويأتي توقف العدوان هذه المرة بدعوة أمريكية بمنزلة إعلان للفشل الذريع لكل الخطط التي تم اعتمادها لاستئصال حركة "حماس" واقتلاعها من المشهد السياسي الفلسطيني والعربي، ومحاولة لإنقاذ الكيان الصهيوني وانتشاله من الفشل الذي مني به في غزة لئلا يصدر تقرير فينوغراد جديد.

 

الهدنة المجانية لا مكان لها

من المعالم التي رسختها انتهاء كل آمال التسوية السلمية مع الصهاينة، تلك المرحلة التي كان يطلب من الضحية حماية جلاده والقبول بسيادة منقوصة لا بل وهمية، فالواقع يؤكد صحة نهج المقاومة فمنذ مؤتمر (أنابولس) تضاعفت الاعتداءات الصهيونية لتصل إلى 300%. كما أكدت المقاومة أن لا هدنة بالمجان، فأولئك الذين يفاوضون ويتبادلون القبلات قبل أن تجفّ دماء الأطفال والنساء والشيوخ والشباب من أبناء شعبنا الفلسطيني، بل مع الإعلان عن بناء 750 وحدة استيطانية جديدة شمال القدس المحتلة. أولئك في حقيقة الأمر لا يملكون شيئاً على الأرض ولا يمثلون سوى أنفسهم، ولا جدوى من التفاوض معهم.

لن ترضى المقاومة بالهدنة دون الإفراج عن الأسرى، ولن ترضى بالهدنة دون فك الحصار، ولن ترضى بالهدنة في غزة دون الضفة الغربية، ولن ترضى بالهدنة مع استمرار الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك، ولن تنشغل بالتفاصيل عن القضايا الكبرى، ومن ثم فإن المقاومة تؤسس لمرحلة قادمة تلك المرحلة ستكون بداية للتحرير الكامل للأرض المباركة ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً}.

 

المصدر : موقع صيد الفوائد

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

أحداث[ غزة ] وحقيقة الأعداء

 

ياسر برهامي

 

{لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاً وَلا ذِمَّةً}

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أمّا بعد:

 

فضحت أحداث حصار غزة حقيقة ما يسمونه "بالشرعية الدولية" وشعارات "حقوق الإنسان" و"الديمقراطية" و"حرية الشعوب"، فضيحة لا تدع لعاقل شبهة في أنّ هذه الشعارات ليست إلاّ أصنام عجوة حين جاع الغرب الحاقد أكلها، بل هي عندهم أهون من ذلك.

 

فما ذنب شعب غزة المسلم إلاّ أنّه اختار ـ حسب القواعد الديمقراطية ـ قيادة مسلمة فاستحق العقاب الجماعي والحصار الظالم الذي لا يتعرض له شعب على وجه الأرض بهذه الطريقة ، والكل ساكت لا يحرك ساكناً في حين يعلن البرلمان الأوربي تقاريره عن مخالفة دول في المنطقة لحقوق الإنسان، فهل اليهود فوق مستوى البشر فلا يُسألون؟ أم أنّ أهل غزة دون مستوى البشرية فلا "حقوق إنسان" لهم؟ وأظن أنّ جمعيات الرفق بالحيوان عندهم تعتبر ما يحدث منافياً لحقوق الحيوان، لكن المشكلة أنّ من يتعرض للحصار هم من المسلمين، وهؤلاء القوم هم كما وصفهم الله تعالى: {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاً وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} [سورة التوبة: 10].

 

فهل آن للمسلمين في كل مكان أن يعرفوا حقيقة عدوهم، وطبيعة الصراع بينهم وبين أعدائهم؛ ذلك أنّ كثيراً من المسلمين إلى يومنا هذا ما زالوا يرون في الذئب راعياً، وفي العدو حامياً وحارساً، وفي الولي عدواً محارباً، فوقعت الفتنة والفساد الكبير الذي أخبر الله به إذا ضُيعت قضية الولاء والبراء، قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [سورة الأنفال: 73].

 

ورغم قسوة الحصار وآلامه التي تعتصر قلوب كل المسلمين في الأرض، إلاّ أنّه ـ سبحانه وتعالى ـ جاعل فيه خيراً كثيراً، وجاعل من بعده فرجاً ومخرجاً.

 

فنقول لأهلنا في غزة:

 

أبشروا وأملوا وارجوا كل خير، فيكفيكم شرفاً وعزة أن أسوتكم في مثل هذا الحصار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين حوصروا في شعب أبي طالب، وكذلك حين حاصرتهم الأحزاب {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سورة البروج: 8]، ثم كانت عقب كل من الحِصارين أنواع من الفرج والتمكين والانطلاق لدعوة الحق، فأبشروا بنصر الله طالما صبرتم كما صبروا واحتسبتم كما احتسبوا، وتوكلتم كما توكلوا، ونقول لهم: {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [سورة الأعراف: 128].

 

ونقول لليهود ومن والاهم ونصرهم وأمدَّهم بما يقتلون به المسلمين، ويحصرونهم ويظلمونهم: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [سورة الشعراء: من الآية 227].

 

نقول لهم: {اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} [سورة هود: 121-122]، فستعلمون قريباً عاقبة بغيكم وظلمكم، فلن تزيد شدة الحصار المسلمين في كل مكان ـ وليس في غزة فقط ـ إلاّ بغضاً لكم وكرهاً وعداوة، ولن تغير اختيارهم إلى من تودون أن يختاروهم لقيادتهم من الناصحين لعدوهم الغاشين لأمتهم.

 

ولن تزيدكم نظرتكم المستعلية لأنفسكم فوق شعوب العالم ـ فتعطون أنفسكم حق سفك الدماء وانتهاك الحرمات، وهدم البيوت، واغتيال من شئتم، فإذا حاول أحد الدفاع عن نفسه كان إرهابياً يستحق السحق ـ لن تزيدكم نظرتكم هذه عند الله إلاّ ذلاً وصغاراً، فأسوتكم فيها فرعون وملؤه وأمثاله، وعاقبتكم عاقبته، ومصيركم مصير كل متكبر.

 

ونقول لحكام المسلمين:

 

اتقوا الله فيما في أيديكم من أمانات، واتقوا الله في أرواح المسلمين التي تُزهق كل ساعة جوعاً ومرضاً وحبساً وفقراً وضعفاً.

 

اتقوا الله واصنعوا شيئاً فبأيدكم إمكانات لو اجتمعتم وأحسنتم استغلالها لأثَّرتم في العالم، وليست الاتفاقيات مع اليهود هي الاتفاقيات الوحيدة التي لا يجوز الخروج عليها، أليست هناك اتفاقيات وإعلانات حقوق الإنسان وحقوق المدنين حال الحرب وغيرها؟ ثم أليس فوق هذه الاتفاقيات المواثيق الإلهية التي تحرم الإعانة على قتل مسلم أو ظلمه وانتهاك حرمته {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [سورة المائدة: من الآية 2].

 

ونقول للمسلمين في العالم كله ولعبادهم وصلحائهم خاصة:

 

نصرتكم لإخوانكم في فلسطين وفي كل بلاد المسلمين المحتلة إنّما تكون بنصرتكم لدينكم وصدق التزامكم به، فلولا ذنوبنا لما أصابتنا المصائب، ولما تمكّن العدو من بلادنا.

 

إنّ حال أمتنا اليوم هو ميراث تقصير هذا الجيل وأجيال قبله كثيرة، ابتعدوا عن الإيمان، ووقعوا في البدع والشرك والضلالات والمعاصي والمنكرات، والافتراق والحسد والبغضاء والتنازع واتباع الشهوات؛ فضعفت الأمة ووهنت، فتمكن منها عدوها، وتحكم في مقدراتها، ولا سبيل إلى التخلص من ذلك إلاّ بتوبة صادقة، وعودة جادة إلى الالتزام الحقيقي ظاهراً وباطناً بهذا الدين أفراداً وجماعات، حكاماً ومحكومين {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [سورة الرعد: من الآية 11].

 

فإنّما يتحمل مآسي المسلمين من رفض العودة، وسوَّف التوبة، وأصر على الفسوق والعصيان والإباء والطغيان، وشغل نفسه وأمته بتوافه الأمور، وترك الجادة والسبيل الحق وغرق في بحار الشبهات والشهوات، وقد قضى الله ـ سبحانه ـ أنّه يولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون، فإذا تركنا الظلم لم يسلط الله علينا الظالمين.

 

فيا عباد الله

 

الدعاء الدعاء، فإنّ دعوة المظلوم لا ترد، ونحن كلنا قد ظلمنا بما يفعل بإخواننا فاجتهدوا في الدعاء خصوصاً في أوقات الإجابة، وأحوال الإجابة في الصلوات والأسحار، وبين الأذان والإقامة وفي السجدات، والقنوت، وفي كل وقت، عسى الله أن يستجيب لدعوة صالحة فيفرج بها عن أمتنا.

 

ونقول لعلماء المسلمين ودعاتهم:

 

انصحوا لأمتكم أئمتِها وعامتِها، وقولوا الحق وبينوه في كل مكان ومجال، وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، وبينوا للأمة مَن وليها ومَن عدوها، وما معنى موالاة هذا العدو وصورها، وأحيوا قضايا الأمة وقضايا الإيمان والإسلام والإحسان في القلوب والعقول. ولا تكتموا شيئاً من الدين، واحذروا من الركون إلى الذين ظلموا {فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} [سورة هود: من الآية 113].

 

اللّهم أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، اللّهم اجعلنا لك شكارين، لك ذكارين، لك مطواعين، لك رهابين، إليك أواهين منيبين، تقبل توبتنا، وثبت حجتنا، وأجب دعوتنا، واهد قلوبنا، وسدد ألسنتا، واسلل سخائم صدورنا.

اللّهم آمين.

 

 

المصدر : طريق الإسلام

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

غزة بين إيران وإسرائيل !!

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي العالمين

 

لطالما سمعنا بفرح ونشوة أصوات إيران وهي تندد بإسرائيل وتنتصر قوليا للقضية الفلسطينية !!

ولطالما دخلت قلوبنا قبل مسامعنا كلمات أحمدي نجاد وهو يصف إسرائيل بالسرطان الجاثم على صدر الأمة ويعد باستئصاله !!

ولطالما كانت القضية الفلسطينية وإدعاء مناصرتها ورقة ترفعها إيران كلما أرادت استحلاب مشاعرنا واستدرارعواطفنا !!

 

وهانحن نرى ونسمع والعالم كله يشهد على ما يحل بفلسطين وعلى المذابح والمجازر والحصار الشديد الخناق على غزة الإسلام وفيها يذبح الشعب الفلسطيني المسلم الصابر المجاهد علنا

 

تجويع ظلمة تشريد قتل سجن كبير لايجدون فيه أدنى حق من حقوق الإنسانية التي إنما وضعت لغير المسلمين

 

شعارات وتصريحات ودعوة لحقوق الإنسان وعندما يصل الأمر لمسلمي الأرض قاطبة لاحقوق ! وهكذا التصريحات الإيرانية ماهي إلا لعب بأوراق القضية وحشد إسلامي لصالح الدولة الصفوية

 

أين أصواتهم ؟ أين تصريحاتهم ؟ أين تهديداتهم لإسرائيل ؟

 

ماهي إلا سخرية منا ودغدغة لسذاجة مشاعرنا وسلبية مواقفنا ، أما إسرائيل فتدرك أن إيران لاتهددها وإلا لما فعلت كل ماتفعل ولما أمنت العقوبة !!

الكل يتلاعب بفلسطين وبقضية المسلمين الكبرى الكل يشتري بها ويبيع ويساوم ويناور ويتملق

فلتبيعوا ياكل الأوغاد للشيطان أما المؤمنين فإن الله قد اشترى منهم أنفسهم بأن لهم الجنة !

بعها فأنت لما سواها أبيع ...................... لك إثمها ولها المكان الأرفع

 

الشبكة النسائية العالمية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

رصاصة من أجــــــل غــــــــــــزة

الإهـــــــــــــــــداء

 

إلى كلّ من سانَدَ الحق فلم يرضخ لجبروتِ الباطل إلى كلّ من قاسى القهر والتنكيل والأذى في سبيل قضيته إلى الشّعب الأبيّ المحاصر في غزّة خاصّة، والشعب الفلسطيني المحاصر خلف حدود وطنه السّليب ..

إلى أرض الجولان التي مازلت أسمع عنها ولمَ أرها ..

وإلى الشعب العراقي الصابر ..

لكل من قُهروا واستضعفوا ولكنهم صمدوا فلم يستسلموا ..

إليهم أهدي رصاصتي هذه، لعلها تساندهم ولو بأقل القليل ..

 

 

 

فكرتُ بالأمرِ طويلاً، ثم انكفأتُ وتراجعت ..

 

محضُ جنونٍ أن أفعل .. وجنونٌ آخر .. كل ما يحدث ..

لستُ في زمنِ الفرسان الذين يحملون الرايات، ويقاتلون بالسيوف، ويدكون القلاع والحصون، ويحررون المدن المحاصرة ..

إنني في زمن الدبابة والمروحيّة وقاذفة الصواريخ والقنبلة النووية، إنني في زمن الموت بصمتٍ.. بذلٍ .. بانكسار ..

مقيّدةٌ أنا ، وكم يثقلني القيد هنا ..

قيد الزّمان، وقيد المكان ..

قيد العصر الذي لم يتسع لطموحاتي، ولم يحتضن أحلامي، أو ينصف تطلعاتي .. ولا تطلعات أي من أبناء جيلي ..

عصرٌ فيه الجُدُرُ مرتفعة، والحدودُ مُغلّقة، والضمائرُ نائمة، والشّعوبُ الأبيّة محاصرة .

مثقلة بالهمّ يتآكلني .. ككلِّ عربي، وكلّ مسلم ..

مثقلة بحبٍّ كبيرٍ يسكنني ليس بإمكاني أن أعبره، أو أتجاوزه، كي أنساه ..

حبٌّ توطد في قلبي منذ أن عرفتني الحياة، حبٌّ أتنفسه مع كل فجر، وأحيطه بدعائي قبل أن يأسرني سلطانُ النوم ..

حبٌّ لا أدري كيف نما ومن أين وإلى أين سيمتد !

يقيني الأوحد أنه النوع الحقيقي من الحب الذي كلما مرّت عليه الأيام كلما ترعرع ونما .. وهو خالدٌ .. يكبرُ في قلبي ولكنه أبداً لا يهرم ولا يشيب .

....

عندما يحبُّ المرء، فإنه يهب كل ذرّات كيانه لمن يحب، يستغني عن أغلى ما في حياته كي يبقى ..

يجوع لينمو هو ، ويعطش ليرتوي هو، ويقاسي التعب والحرمان والأذى، حتى يبقى الحب كما هو سليماً دون أذى .

الحب هو الذي يجعلنا تارة كالشياطين، نزبد ونرعد، نزلزلُ ما حولنا، ندمّر بجنونٍ جارفٍ كلّ من يخدش سموّ العاطفة ..

وهو ذاته الذي يجعلنا مسالمين لطفاء محبين حتى أبعد غاية ..

ولذلك فلا غرابة إن قيل بأن هذه العاطفة أخطر على البشر من مفعول قنبلة ذرّية، لأنه الدافع الذي يجعل المرء يستغني عن كل شيء، حتى عن نفسه – إذا توجّب الأمر- من أجل حمايته .

إنه أسطورتنا الرائعة، وطفلنا المدلل، والأوكسجين الذي يشعرنا بأننا أحياء ..

وهو صوتُ الضمير عندما يتكلم، يقلبنا على جمره، يقرعنا بحقيقته، فلا نملك إلا أن ننصاع لأمره، لأننا أمّة تعرف الحقيقة، وما وراء الحقيقة، أمّة الفراسة وسرعة البديهة، فإننا وإن خُدعنا تارة بحبنا فلا نلبث وأن نكتشف الحقائق، ونعود لرشدنا .

 

.....

لكنني الليلة لم أرغب أبداً أن أعود لرشدي، فقد رأيتُ الثورة هي الحلّ الأنسب !

قلبتُ الأمور في فكري وخاطري، وشاورتُ للحظة عقلي، ولم أدعه كثيراً ليتكلم في غير دوره، ويغرقني بفلسفاته، فقد هيأتُ له كلمة أخرى على ذات المنبر، ولكن .. ليس الآن، فالآن أوان الجنون، حيث الكلّ يعاني سكراته، والكل يتقلب تحت حممه ..

جنونٌ أن لا أفكر كيف أحمي إخوتي في غزّة، وأن لا أتقلب في فراشي يمنة ويسرة تحرّقني الفكرة، وتقض مضجعي القضيّة، وغمدي خالٍ لا سيف فيه، ولا أملك سوى هذا السلاح .. سلاح الكلمة ..

أجدني أحمل قلم الحبر ثقيلاً، أحاولُ أن أجعل منه سهماً ينفذ إلى قلوبهم، أحاولُ أن أحيي كل الأفكار النائمة لتنتفض مجدداً، وتغدو حقيقة وعملاً ..

مللتُ من الكتابة، كما ملّوا من القراءة ..

مللنا جميعاً من الكلام .. وآن أوان أن نفعل شيئاً .

اكتفينا من حالة التألم بصمت أمام الشاشات، وأتعبتنا أوراق الجرائد، أرهقتنا وكالات الأنباء، أحرقنا الإعلام بما يبثّه اللحظة تلو الأخرى من أخبار ..

بإمكان المرء أن يبلغ بفقد أخٍ أو صديق له فيتحامل على نفسه ويتجلد، لكن ليس بإمكانه أبداً أن يتلقى الخبر كل دقيقة فلا يتحطم ..

الأخبار تجلدنا بسياطٍ شتّى، قتل وإرهاب وتجويع وتشريد، وقد انقسمنا إلى قسمين: قسم يحترق ويتلاشى بصمت كئيب، وقسم قد اعتاد هذه الأخبار، وغدت في نظره أمور عادية يسمعها ويشاهدها كل يوم فما عادت تترك الأثر الذي تركته أول مرة .

لا نملك أي شيء !

لا نقوى على فعل شيء !

إنهم محاصرون خلف حدودهم، ونحن ضعفاء لا يمكننا اختراقها، لا يمكننا مجابهة أسلحتهم، وعدتهم وعتادهم، فلنسأل الله أن يعينهم، ولنهتم بمشكلاتنا الخاصة، فتلك الأمور تستهلك منا الكثير من التفكير ..

ليست هذه الأفكار من اختلاقي، بل هي الحقيقة التي ألمسها في كل مكان ..

غزّة تحت الحصار، ونحن نسوح في الأرض نجول مدائن العالم، نزور معالم المدن وملاهيها، نضحك ملء أفواهنا وننام ملء عيوننا ولا نأبه للعيون الساهرة هناك ..

غزّة جائعة لا مدد فيها ولا طعام، أطفالها يصرخون، يتلوون من ألم الجوع وموائدنا مفتوحة، والطعام الذي نلقيه في الحاوية بعد كل وليمة يطعم حيّاً كاملاً ..

غزّة بحاجة لدواء وإسعافات طبيّة، ونحن أصحاء نتقلب في رغد العيش، نستهلك شبابنا للهو وعبث ..

قد وصل بنا الترف في صحتنا لأن أصبح معظم شبابنا وفتياتنا من المدخنين، وعن المخدرات والمسكرات فحدث ولا حرج..

الصحة والمال والفراغ كلها بين أيدينا، ونحن الجيل المدلل، يطلب فيُعطى، ويأمرُ فيُطاع .

غزة تدفن شهداءها كل ساعة، ونحن ندفن ضمائرنا كل لحظة، ولا نترحم عليها ..

......

 

المعاناة هناك حكاية طويلة لا تتسع لها الصفحات، وأحيانا تتحدث الصورة فتقول ما لم يُقل من قبل ..

حظر التجول والنوم تحت الظلام، العقوبات الاقتصادية.. الهدم والتشريد ، إغلاق المعابر، التقتيل الأعمى للنساء وللشيوخ والأطفال .. وخنق المصلين في المساجد والمرضى في المستشفيات بالغاز المسيل للدموع ..

كلها مآسٍ لا يخبرنا بكل تفاصيلها الإعلام، فالصحافة ممنوعة من أداء دورها المطلوب، والحصار يشمل كل شيء دونما استثناء ..

وكل هذا وغزة تقاوم ببسالة، تتحامل على جراحها، ولا يركعها أي حصار ..

ففيها قوم استعذبوا حياة النضال، ووسموا تاريخهم بأمجاد وبطولات، خطّتها دماء الشهداء ..

غزة الأبيّة وإن نامت في ظلمة فسُرُجُ الحق فيها مضاءة، وإن استحالت إلى سجنٍ كبير فقلوب من فيها تطير في فضاءات الحريّة، تلك الحرية المتمثلة بالصمود والمقاومة..

غزّة إن قتل أهلها تزغرد دامعة، فقد زفّتهم إلى حور الجنان ..

وإن قيدوا معصمها بأغلال وحديد، فهي أقوى من أن يوجعها القيد، لأنها تدرك أن القيد الحقيقي هو قيد الباطل..

إنها تحدّق في عيون الجُبناء طويلاً لتخبرهم بأن شجاعتها ستخضعهم، وهي في معاناتها تخطُّ بكل أبجديات الحروف نبلاً وشهامة وإصراراً ..

غزّة لا تحتاجنا خُشباً مسنّدة ...

إنها تريد أرواحاً مساندة ..

 

فماذا بوسعنا أن نقدم لغزّة ؟ وكيف بوسعنا إعانتها ؟ لنحتفل بها ومعها بالنصر ..

 

النّصر .. ذلك الحلم الذي يراودنا كل لحظة، نشتاق لأن نعيشه بكل جوارحنا، نشتاق لوقعه في قلوبنا، ولكن من أين لنا به، ونحن نريده معلباً جاهزاً دون أن نتحرك خطوة واحدة إليه ..

للنصر صنعة يجب أن نتعلمها، وطرق علينا أن نسلكها كي نحققه ..

والخطوة الأولى إليه تتمثل بالرجوع إلى أنفسنا، والرغبة الملحّة في تغيير الخطأ في ذواتنا، واستبداله بالشيء الصحيح ..

نحن نعيش مع الخطأ اللحظة باللحظة، ولا نفكر أن نغيره، فمازلنا في مقتبل العمر، وفي الأيام متسع لنتجدد .. والتوبة يقبلها الله فعلام العجلة ؟!

تلك العبارات لطالما رددناها وأعطيناها لضمائرنا على شكل جرعات مسكنة لآلامها..

وتلك العبارات هي التي تشل حركتنا، وتحد من تقدمنا ووصولنا إلى ما نريد ..

فلنمحها بممحاة الإصرار، ولتكن تلك الآلام التي نعيشها دافعاً للتغيير ..

تغيير الخطأ وبناء النفوس مجدداً بناء قوياً متماسكاً لا تهدمه الرياح، بناء منيع ضد أية قوة تهدده، بناء محصن ضد الشيطان وما يلقيه في نفوسنا من خراب، هذا البناء يجب أن يؤسس على التقوى، وأن تكون كل لبنة فيه قائمة على الصدق والإيمان والمحبة..

إن نجحنا في رفعه فسننجح حتماً في تطوير مجتمعاتنا التي تتوق لتماسكنا معاً، وتشتاق لأبناء مخلصين يعمرونها بالعلم والأخلاق والتمسك الصحيح بالشرع القويم .

نحن ندافع عن غزة ونحن نتوج أعمالنا بالإخلاص، ونكمل مسيرتنا بالإصلاح، ومكافحة كل ألوان الفساد ..

نحن إن فعلنا فسنغدو قوة ترهب العدو، ولاشك وأنه سيحسب لها ألف حساب.

ومن هذه النقطة سيبدأ التغيير ..

وسيشكل كل فرد منّا دعامة تحمي الأمة.

وهو يمتلك سلاح الإيمان فأية قوة تراها قد تقهره ؟

....

أما عن السلاح الثاني..

فلكم قصّرنا فيه، وكم تكاسلنا عنه، وكم فترت عزائمنا في تقديمه لإخواننا هناك ..

سلاح الدعاء ..

بخلنا بالدعاء وقد علمنا أن الله قريب، يجب دعوة الداعي ..

بخلنا ونحن نعلم أثر الدعاء ..

ألا يكفي منه أن يُشعر إخواننا هناك بأننا نذكرهم في جوف الليل بدعوة صدق ؟

ألا يمدهم ذلك بالحماس والقوة ..!

فلترتفع أكفّنا كل ليلة بإيمان ورجاء ألا يخذلنا الله وينصر إخواننا ويسددهم، ولتلهج قلوبنا داعية في لحظات الإجابة، ولنذكرهم في سجداتنا، وليكن منا توبة وإلحاح ويقين بالإجابة، فلن يخذلنا الله إن فعلنا وقد وعد عباده أن يجيب دعاءهم .

....

سلاحٌ آخر نحتاجه ..

بعيداً عن التبرعات الماديّة، وإن كانت غزّة أحوج ما تكون إليها، إلا أنها أمرٌ مطلوب ومسلّم به، لكن هنالك سلاح اقتصادي آخر بوسعنا أن نعين به إخواننا هناك ..

سلاح المقاطعة للبضائع الأمريكية ..

ونحن حين نقاطع سلعة نبعد بها رصاصة موجهة إلى رأس طفل..

ونحن حين نقاطعهم نشل اقتصادهم، نربكُ حركتهم، نخبرهم بأننا قد لا نستطيع أن ندافع بشكل حي عن إخواننا هناك، لكن بوسعنا أن نتحد على كلمة واحدة، ورأي واحد، وهدف واحد .. هو المقاطعة !

....

لقد اكتفينا من حالة الاغتراب عن هويتنا، واشتقنا لوحدة القلوب ..

أنهكتنا الخيبات المتلاحقة وقلة المبالاة، وامتدت غابة واسعة من الاغتراب داخل كل شخصٍ منّا ..

اغتراب عن هويتنا، عن عالمنا المحيط، وهذه الغابة تحديداً قد حجبت ضوء الحقيقة من أن يتسلل إلى الجذور، وها نحن نمضي في صقيع ..

قد جرفتنا مادتهم بعيداً عن عالمنا وتقاليدنا وتراثنا، فاحتلت كل بقعة في أرواحنا، واستعبدتنا ببطشها اللذيذ فأغرقتنا في قاعها ..

لمحنا الغرب يتقدم بعدّته وعتاده إلينا، فأفسحنا له في مجالسنا، ورحبنا به، بكل أفكاره، أعرنا له سمعنا وأبصارنا وأفئدتنا فاختطفها، وجعلها سجينة بطشه ..

انتزعنا من جذورنا بقوّة ما يحمله معه أدوات سلبتنا العقل والوعي، وحرمتنا صفاء التفكر باللحظة، وسرنا معه، مأخوذون بكل تفاصيله ..

بالفكرِ والحضارة والعلم والتقدم، حتى نوع الطعام وشكل الثياب.

خلعنا حضارتنا الأصيلة، وارتدينا هشاشتهم، واستبدلنا لغتنا العظيمة بخليطٍ من لغاتهم، أردنا أن نقلد فقط، أن نكون نسخة مشابهة لهم ..

ونسينا أننا أمة التاريخ والتقدم والحضارة، وبأننا نحن من صدرنا لهم العلم منذ قرون ..

وقد آن أن نثبت لأنفسنا قبل أي أحد آخر بأننا أمة لها جذور ..

وبأننا نمتلك الخيرات والموارد مما يغنينا عن بضائعهم، وبأننا نهتم بما يحدث، ولن ندع الأمر يمضي دون أن نضع بصمتنا، ونعلن تخلينا عن بضائعهم، ونتحد بقرارنا حتى يراه ويسمعه العالم بأسره .

نحن من أمة الإسلام، أمة السلام، ننتمي للدين بقوة ليقيننا أنه دين الحق، نبراسنا قرآننا، وتعاليمنا مستقاة من كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ..

نحبّه بكل ذرات كياننا .. نحبه لما بلغنا وأرشدنا ودلّنا ووجهنا ..

نحب أخلاقه وفيها نقتدي، وتبهرنا أعماله، وعلى خطاها نسير، ومهما حاول الغرب أن يشوه صورته، ويحاربنا برسومات حاقدة، ظنّاً منهم بأنهم سينالون منا، ويفرضون حصارهم النفسي علينا، كما فرضوه على غزّة، وبأنهم إن فعلوا فهم يشوهون صورتنا .. فلن يستطيعوا ..فقد تكفل الله تعالى أن يدافع عنه، وتكفل بخلود القرآن ووعد بنصر الإسلام .. الذي سيبقى بتعاليمه الصورة المشرقة مهما حاولوا التشويش عليها ..

إنها ثوابتنا .. آمنا بها وصدّقنا ..

ومهما قاست أمتنا من نكبات، أو تعرضت لنكسات، سنصبر ونثبت ..

سيرافقنا الشموخ في كل خطوة، وستضيء قلوبنا بنور الإيمان ..

وسنتحد لنداوي جراحنا، ونلملم شتات أنفسنا، ونعيد أمجاد الإسلام بسلاح منبعه قلوبنا لننتصر من جديد ..

.....

وماذا بعد ..

لقد قررت اليوم أن أحملَ قلمي لأجعل منه رصاصة، أصوبها إلى كيان العدو، وقد كنتُ أفكرُ من قبل أن أحرم إسرائيل من رصاصٍ تصوبه إلى رؤوس وقلوب من أحب ..

فكرتُ أن لا تكون رصاصة طائشة، بل قويّة وحقيقيّة ومركزة كل التركيز على الرأس، ولكن أنى لي أن أفعل ؟ أنى لي أن أصوب رصاصتي وحيدة ..

لأنني وإن فعلت فقد تسدد ولا تصيب، وإن فعلت في هذه الضوضاء فلن يسمع لدويّها صدى ..

لذلك كل ما آمله أن نتّحد ولو لمرّة واحدة، أن نلملم شتاتنا للحظة، أن نصغي لأصوت ضمائرنا لوهلة ..

عندها سيتحول كل فرد منا إلى رصاصة، رصاصة ليست طائشة أبداً .

 

منقوووول

تم تعديل بواسطة نسائم الاقصى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

ماذا يجري في[ فِلسطين ] اليوم

 

بقلم :زياد آل سليمان

 

شكل الفوز الكبير الذي حققته حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية صدمة قوية لأطراف عدة على الصعيد المحلي والدولي، ومما زاد من حدة هذه الصدمة الفترة الزمنية التي تحقق فيها هذا الفوز، فلا يمكن التغاضي عن الأحداث التي تدور في الساحات المجاورة لفلسطين، والتي ترتبط بها ارتباطاً مباشراً.

 

الحرب التي تم شنها على الحكومة الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني لتأديبه على اختياره (الإرهابي)، لم تكن لها حدود، وكانت هذه الحرب تتخذ صوراً متعددة وبمشاركة أطراف متعددة، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس، ولعل من أوضح صورها الحصار المالي، وكلما بذلت محاولة لإسقاط الحكومة تجاوزتها.

 

ولكن في غمرة هذه الأحداث كانت هنالك محاولات سياسية لإسقاط حركة المقاومة الإسلامية في الفخ السياسي، وكان الهدف الحصول على أي تنازل ولو شكلي، ليتم بعد ذلك التحليق به في فضاء الإعلام الصهيوأمريكي ووكلاءه، وذلك لتحقيق عدة أهداف منها:

1- محاولة تقسيم حركة المقاومة الإسلامية فمرة يقال: حمائم وصقور، وتارة: حماس الداخل وحماس دمشق، وهذا ما صرحت به وزيرة الخارجية الأمريكية رايس السوداء حين قالت: نحن نعول على انقسام داخل حركة حماس.

2- إضعاف حركة حماس جماهيرياً، بعد تزايد مؤيديها في كل أنحاء العالم الإسلامي.

3- إشغال الحركة عن المقاومة والتي بدأت تؤثر تأثيراً كبيراً على وجود دولة اليهود. وغيرها من الأهداف.

 

ومع ذلك استطاعت الحركة تحقيق بعض المكاسب من خلال الحوارات التي قامت بإجرائها عربياً ودولياً لاسيما في أوروبا، ومع كون مبادرتها قديمة إلا أن الإعلام حاول أن يظهرها بمظهر التنازل، فقد أطلق الشيخ أحمد ياسين – رحمه الله - تصريحاً سياسياً بشأن الهدنة مع العدو الإسرائيلي رداً على سؤال أحد الصحافيين من وكالة رويترز البريطانية سنة 1997م، وذلك عندما خرج الشيخ من السجن الإسرائيلي، قال فيه :" إن حركة المقاومة الإسلامية حماس تقبل بقيام دولة فلسطين على كامل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وفق حدود عام 1967م – أي حدود ما قبل الخامس من حزيران سنة 1967م – مع حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، مقابل هدنة مع الكيان الصهيوني".

 

وحاولت الرئاسة الفلسطينية بتنسيق واضح تشويه صورة حماس أمام الدول والشعوب الإسلامية والعربية ابتداءً من مسرحية أسلحة حماس وخلاياها في الأردن، مروراً بتفجيرات سيناء بمصر، وموقف حماس من مبادرة السلام السعودية، واستطاعت حماس كذلك تجاوز هذه الفخاخ وبيان الحقيقة وتغيير مواقف هذه الأطراف.

 

وكما يُقال فإن آخر الداء هو الكي، لذلك لجأت الأطراف اليائسة من تنازلات حماس السياسية إلى الفتنة الداخلية والتي يرونها ناجحة في العراق إلى حد ما، ولكن هذه الأطراف تدرك الضعف العسكري للتيار الانقلابي في فتح والضعف الجماهيري لهم.

 

أما حماس فإن إعادة الانتخابات في الفترة الحالية تعني بالنسبة لها:

1- تزوير الانتخابات القادمة.

2- أن الفريق الانقلابي قد أعد الخطة كاملة لتزوير الانتخابات في الضفة الغربية تحديداً بالتنسيق مع الجيش اليهودي الذي سيكون له الدور الأكبر في اعتقال وإضعاف قدرة وتحرك قادة ومؤيدي حماس.

3- وتعني بقاء من تم اعتقاله من النواب والوزراء في السجون.

4- وتعني الانحراف بمسيرة منظمة التحرير والقضية الفلسطينية.

5- وسن سنة سيئة جديدة ليس في فلسطين بل في العالم العربي في كيفية الالتفاف على خيارات الشعوب الإسلامية بلعبة الانتخابات المبكرة.

 

وقد يكون من بين الحلول المطروحة إشعال الانتفاضة الثالثة بالتصعيد العسكري ضد اليهود بعمليات نوعية في المدن اليهودية، وذلك سيؤدي لتوحيد الشعب الفلسطيني للتصدي لعمليات الانتقام اليهودية، وقد يكون من الحلول الرد بقوة على كل من يشارك في المؤامرة الداخلية من التيار الانقلابي وأتباعه، ولكل دواء ثمنه.

 

مهرجان حركة فتح الأخير في غزة شكل صدمة للكثير من المتابعين والمحبين للحركة الإسلامية في فلسطين، بالرغم من أن موعد المهرجان قد تم تأجيله لجلب طلاب المدارس والجامعات وقد حصل، وبالرغم من التعميم الشفوي على الحضور بلبس الملابس السوداء لتكثير السواد، وبالرغم من محاولة تقليد حماس في الشعارات الإسلامية، فإن المهرجان فضح الفريق الانقلابي وكشف نواياه ومستوى تفكيره، والمهرجان يُعد رسالة للعاملين والمهتمين ببذل المزيد والمزيد من الجهود الدعوية والتثقيفية لتوعية الناس بما يُحاك ضدهم من مؤامرات وكشف الحقائق وفضح المتآمرين.

 

ولعل المظاهرات والفعاليات المشتركة التي أقامتها حركة حماس وفتح بعد المهرجان بيومين للرد على ما جاء في مهرجان فتح - والذي مع الأسف تولى تنظيمه الفريق الانقلابي في فتح – تلك الفعاليات المشتركة تُبشر بالخير وبوحدة الشارع الفلسطيني ضد المتآمرين.

 

ومع اختلاف وجهات النظر والنصائح من قبل محبي الحركة في الداخل والخارج في كل أنحاء العالم الإسلامي، فيجب أن ندرك أن الحركة ذات نظام إسلامي يستند إلى الشورى في اتخاذ القرارات، وهي غنية – ولله الحمد – بالخبراء في كل المجالات.

 

وتبقى الثقة بوعد الله وبنصره القريب، وستبقى الشام محروسة بجند الله الصادقين وملائكته المقربين، أخرج الترمذي وأحمد وصححه الطبراني والحاكم ووافقه الذهبي من حديث زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « يا طوبى للشام! ياطوبى للشام! يا طوبي للشام!، قالوا: يا رسول الله وبم ذاك؟ قال: تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام ».

 

قال العز بن عبدالسلام رحمه الله: [أشار رسول الله إلى أن الله سبحانه وتعالى وكل بها الملائكة، يحرسونها، ويحفظونها].

 

وسيبقى الثبات على الحق صفة بارزة للمجاهدين وأهل الإيمان في الشام عند حلول الفتن عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « بَيْنَما أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ » أخرجه أحمد.

 

وأما المنافقين والمتآمرين فسيموتون هماً أو غيظاً أو حُزناًً: فعن خُرَيْمَ بْنَ فَاتِكٍ الْأَسَدِيَّ قال: «أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ كَيْفَ يَشَاءُ وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ وَلَنْ يَمُوتُوا إِلَّا هَمًّا أَوْ غَيْظًا أَوْ حُزْنًا» انفرد به أحمد وإسناده صحيح موقوف

.

 

وسيكون مصير كل متآمر الذل والعار في الدنيا قبل الآخرة.

 

وعلى الشعوب المسلمة أن تقدم ما تستطيع من جهود لإسقاط المتآمرين وتقوية الصادقين داخل فتح، ودعم ونصرة المستضعفين، وتعزيز قوة الحركة الإسلامية في شتى المجالات، والتأثير على الإعلام المحلي لئلا يتطاول على المجاهدين ويزج بهم في خانة وسلة واحدة مع التيار الانقلابي.

 

اللهم انصر إخواننا الصادقين والمجاهدين، اللهم عليك بالمتآمرين والخونة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

 

 

 

 

 

المصدر : طريق الإسلام

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مقتطفات من خطبه - لك الله يا غزه -

 

لفضيلهـ الشيخـ /عبدالرحمن بن علي الشهري

 

 

 

دمــاء و أشــلاء .. قـذائـف و مــدافـع

 

دمــار و هتــكـ أستــار

 

ليس ببعيد إنهم قربـنــا ,,

 

بل أهل لنــا

 

أهل غــزهـ ,, أرض العزهـ

 

هم تراق دمـاؤهمـ و نحن عليهـا نضحـكـ

 

هم تستباح أعراضهـم و نحن من يشجع

 

هم و نحن !!

 

هم من يتألم و نحن من يشاهد دون ألم !

 

أمتي ,,

 

أخبار تهزنـا و تقض مضاجعنـا

 

أطفـال تسرق من شفاتهمـ بسمة الطفولهـ

 

بل يحرمون من أغلى ما يملكون .. لا أهل و لا بيت .. لا مأوى و لا معيل

 

هناكـ تبكي ممزقه الأرجل و لكن عند من يبكيهـا و لا منقذ لهـا

 

هنـاكـ ينظر بلا حراكـ فقد شلت حركته و اغتيلت فرحتهـ

 

لست أحكي خيال أو فلم من الافلامـ

 

لا و الله بل واقع و واقع مر يحكي خذلاننا .. يحكي ذلتنا و هواننا

 

على شاشات التلفاز تعرض و على محطات الأخبار تكرر المأساهـ و كل ساعة حكاية

 

جديدة و جرح غائر في جبين الأمه النائمهـ

 

عار و الله إنه لعـار ..

 

حتى بالدعاء ننساهم !!

 

أو برفع أكف الرجاء نبخل لهمـ !!

 

/

 

 

لكم الله يا أهل غزه

 

لكـ الله ياغزة الصمود ,

 

لك الله يامدينة الأسود

 

لك الله يامدينهـ الشهداء ,

 

لكـ الله يا أرض العزه ,

 

لك الله يادار الإباء,

 

/

 

لكـ الله يوم تخاذلنا

 

لكـ الله يوم شغلتنا اموالنا عنك

 

لكـ الله يوم صرختي و لا معتصم

 

لكـ الله لما استغثتي بقوم وجودهم كالعدم

 

مليارهم لاخير فيه كانما كتبت وراء الواحد الاصفار

 

يامسلمون يامؤمنون يا اهل لا اله الا الله

 

اخوانكم محاصرون هناكـ

 

اخوانكم اشرفوا على الهلاكـ

 

و اليكم اخبار حصارهم نسأل الله ان يفرج عنهم و يبدل حالهم و يدحر عدوهم

 

/

 

اخبارهم تبكي القلوب قبل العيون و تثير الاحزان و الاشجان

 

تتالت عليهم لمصائب و توالت عليهم المصاعب

 

و السبب (( و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهمـ ))

 

انهم اليهود و النصارى شركاء لهمـ

 

انتفض دعاة حقوق الانسان و تحدثت الصحف و المحطات العالميه عن قضية فتـاهـ

 

فتاه واحده اشغلت الرأي العام اشغلت القاصي و الداني قد ارتكبت ذنبـاً .

 

حللت قضيتـهـا و اشغل بها كل مجلس حتى اعطيت اكبر من حجمهـا ..

 

اما قضيه شعب ,, قضيه امه يموت فيها ابرياء لا ذنب لهم و يصارع الموت

 

فيها شيوخ كبار لا يجدون ما ينقذ ارواحهم و اطفال تقعطت اصواتهم

 

بالبكاء و هم يتمنون ابسط حقوقهم و نساء عاجزات عن ادنى مقومات الحياهـ

 

اما هذا كلهـ فلا يستحق ان يناقش

 

اين دعاه حقوق الانسان ؟؟!!

 

اين من اشبع قضيه فتاه ان يناقش قضيه امهـ .!!

 

ياللهـ اخواننا يعانون و نحن نضحك ملى افواهنا كأن حالهم لا يعنينا

 

لكــم الله يـا أهل غزة

 

يساقون الى الموت و هم يشاهدون العالم يقف موقف المتفرج

 

ماهو ذنبهمـ

 

ماسبب العذاب الذي لحقهمـ

 

لمـاذا هذا الحصار عليهم

 

فقط لانهم لم يطأطوا روؤسهم و لم ينقادوا الى مايريده عدوهم

 

لكم الله يا ضحايا غزه

 

اطفالهمـ يموتون بين ايديهم و امام اعيننا و الله لو ان حيوان اجلكم لله منعت عنه

 

مقومات الحياه لضج العالم باسره بهيئاته و منظماته ..

 

اين منظمات حقوق الانســان ؟!!

 

فلماذا لم يهب احد لنجده شعب كامل يموت امام مرى العالم جمع

 

/

 

انهـا محنه حقيقيه ,, يعيشهـا مليون و ثلامئه من اخوانكم يامسلمون

 

اينكمـ يامسـلمون كي تروا تلك العيون غارقات في الشجون

 

تنشد النصر المبين

 

فيـا غزه قومي و ازيلي عنك ثوب العزاء

 

كفكفي الدمع فماعاد يجدي صراخ او نداء

 

و ارتدي مقامه العز فمقامك مقام الشرفاء

 

ان يغب عنك المسلمون فهم في الدنيا سجنـاء

 

يا بني الاسلام افيقوا فقد عم البلاء

 

/

 

من لم يهتم بامر المسلمين ليس منهم

 

لقد وصف النبي صلى الله عليه و سلم حالنا

 

(( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها

 

" ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : " بل أنتم يومئذ كثير ،

 

ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة

 

منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن " ، فقال قائل : يا رسول الله

 

وما الوهن ؟ قال : " حب الدنيا ، وكراهية الموت ))

 

نعم انه الوهن سر الضعف المتمكن حيث يعيش الناس عبيدا

 

لدنياهم عشاقا لحياتهم تحركهم الشهوات و تموج بهم الرغبات

 

تلكم باختصار اخبار الحصار , و ذلكم هو و صف لحالامتنا

 

التي تبلد حسها بالرغم من كثرة مصائبها التي طالت ديارهـا

 

بل حتى مقدساتها

 

فانا لله و انا اليه راجعون

 

و الله ثم و الله ثم و الله

 

لا عز لهذه الامه الا بالرجوع الى الكتاب و السنهـ

 

ففيهما العز و المنه و فيما تجتمع الكلمه

 

فصبرا اخواننا في غزة و في فلسطين و في كل مكان

 

فالنصر قريب باذن علام الغيوب

 

اللهم ربنا عز جارك و جل ثنائك و تقدست اسماءك اللهم لا يرد امرك و لا يهزم جندك ,

 

سبحانك و بحمدك اللهم انصر جندك المسلمون في كل مكان .

 

اللهم اجعل قتلهم لليهود ابادهـ و موتهم شهاده

 

اللهم سدد رميهم و كن لهم و لا تكن عليهم

 

اللهم ارفع الحصار عنهم

 

اللهم احفظ عليهم دينهم

 

و اعراضهم و اموالهم اللهم طهر القدس من دنس اليهود الحاقدين

 

و الصليبين المتامرين بقوتكـ يارب العالمين

 

 

 

حسبنـا الله ونعمـ الوكيل

 

حسبنا الله ونعمـ الوكيل

 

حسبنا الله و كفى به حسيـبا

 

(( إنهمـ يكيدون كيداً و اكيد كيداً فمهل الكافرين امهلم رويدا ))

 

فنسأل الله بعزته و قوته ان يصب عليهم سوط عذاب و ان ينصر

 

الاسلام و المسلمين و يذل الشرك و المشركين انه على ذلك قدير ..

 

غض مضجعي صراخ الأطفال فلم يكن بمقدوري سوى النداء برفع اليدين

 

الى السماء و لنبتهل بالدعاء ..

تم تعديل بواسطة حــ عبوديــ لله ــتي ــريتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

10.jpg

 

ارفعوا أقلامَكمْ عنها قليلا

واملأوا أفواهكم صمتاً طويلا

لا تُجيبوا دعوةَ غزة

وَلَوْ بالهَمْسِ

كي لا تسلبوا أطفالها الموت النَّبيلا !

دُونَكم هذي الفَضائيّاتُ

فاستَوْفوا بها (غادَرَ أوعادَ)

وبُوسوا بَعْضَكُمْ

وارتشفوا قالاً وقيلا

ثُمَّ عُودوا..

وَاتركوا غزةَ لمولاها

فما أَعظَم بَلْواها

إذا فَرَّتْ مِنَ الباغي

لِكَيْ تلقى الوكيلا !

* * *

طَفَحَ الكَيْلُ

وَقدْ آنْ لَكُمْ

أَنْ تسَمعوا قولا ًثقيلا:

نَحنُ لا نَجهلُ منْ أَنتُم

غَسلناكُمْ جميعا

وَعَصر ناكُمْ

وَجَفَّفنا الغسيلا

إِنَّنا لَسْنا نَرى مُغتصِبَ القُدْسِ

يهوديّاً دخيلا

فَهْو لَمْ يَقْطَعْ لنا شبراً مِنَ الأَوْطانِ

لو لَمْ تقطعوا من دُونِهِ عَنَّا السَّبيلا

أَنتُمُ الأَعداءُ

يا مَنْ قد نَزعْتُمْ صِفَةَ الإنسان

مِنْ أَعماقِنا جيلاً فَجيلا

واغتصبتُمْ أرضَنا مِنَّا

وكُنْتُمْ نِصفَ قَرْنٍ

لبلادِ العُرْبِ مُحتلاً أصيلا

أنتُمُ الأَعداءُ

يا شُجعانَ سِلْمٍ

زَوَّجوا الظُّلْمَ بظُلْمٍ

وَبَنَوا للوَطَنِ المُحتلِّ عِشرينَ مثيلا !

* * *

 

أَتعُدُّونَ لنا مؤتمراً !

كَلاَّ

كَفى

شكرأً جزيلا

لا البياناتُ سَتَبْني بَيْنَنا جِسراً

ولا فَتْلُ الإداناتِ سَيُجديكمْ فتيلا

نَحنُ لا نَشْري صراخأً بالصَّواريخِ

ولا نَبتاعُ بالسَّيفِ صَليلا

نَحنُ لاُنبدِلُ بالفُرسانِ أقناناً

ولا نُبْدِلُ بالخَيْلِ صَهيلا

نَحنُ نرجو كلَّ من فيهِ بَقايا خَجلٍ

أَنْ يَستقيلا

نَحْنُ لا نَسْأَلكُمْ إلاّ الرَّحيلا

وَعلى رَغْم القباحاتِ التي خَلَّفتُموها

سَوْفَ لن ننسى لَكٌمْ هذا الجميلا !

* * *

 

ارحَلوا...

أمْ تَحسبونَ اللهَ

لم يَخلقْ لنا عَنْكُمْ بَديلا ؟!

أَيُّ إعجازٍ لَديكُمْ ؟

هل مِنَ الصَّعبِ على أيِّ امرئٍ

أن يَلبسَ العارَ

وأنْ يُصيحَ للغربِ عَميلا ؟!

أَيُّ إنجازٍ لَديكُمْ ؟

هل من الصَّعبِ على القِرْدِ

إذا ما مَلكَ المِدْفَعَ

أن يَقْتلَ فِيلا ؟ !

ما افتخارُ اللِّص بالسَّلبِ

وما مِيزَهُ من يَلبُدُ بالدَّربِ

ليغتَال القَتيلا ؟!

* * *

 

احمِلوا أَسْلِحَةَ الذُّلِّ وولُّوا

لتَرَوا

كيفَ نُحيلُ الذُّلَّ بالأحجار عِزّاً

وَنُذِلُّ المستحيلا

تم تعديل بواسطة هبة الله14

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

بيانٌ في وجوبِ نصرةِ غــزَّة ودعمِ الجهادِ الفلسطيني

 

حامد بن عبد الله العلي

 

الحمد لله منزلِ الكتاب، مجري السحاب، وهازمِ الأحزاب، والصلاة والسلام على المبعوث لجميع العباد، بالهـدى والرشـاد، وعلى آله، وصحبه، ومن سار على نهج إلى يوم المعـاد.

 

قال الحق سبحانه: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [سورة الأنفال: 72]، وقال صلى الله عليه و سلم: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله» [رواه مسلم]، «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه» [رواه البخاري]، وبعد:

 

فإنَّ العدو الصهيوني أعلن متحدِّيـا أمَّة الإسلام أنه سيقوم بعدوان شامل على غـزة ـ ولم يزل مجرما معتديا ـ وذلك بعد أن أنهكها بالحصار تحت سمع وبصر ـ بل مع دعـم ـ دول الجوار، مستغـلاً خيانة الزعمـاء، في ظـلِّ صمـت مَـنْ حمَّلهـم الله تعالى أمانـة العلم، لا ليبيِّنوا الفرض الديني العظيم بوجوب نصرة المسلمين، وأنَّه من أوجب الواجبات، وأعظم الفرائض المحتمات فحسب، بل ليحرِّضوا على النصرة بكلِّ سبيل في جميع الديـار، وليدعوا إليها على كـلِّ منـار، وليكشفوا حكم من خذَّل عنها فَجـَار، حتى تستنهض الأمـة من سباتها، وتقوم لنصرة فلسطين من جميع جهاتها.

 

وإنَّ هذا لمـن أعظم الواجبات، لو تعرضت أيُّ طائفة من المسلمين لعدوان في أيِّ بلد من البلدان، فكيف إذا كان نصرهم بسبب عدوان الصهاينة، الذين هم أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا بنص القرآن، وهـم مع ذلك محتلّون لفلسطين، ويقترفون من جرائم الإبادة، وإهراق الدماء، وقتل الأبرياء، وهدم البيوت، وتشريد الأسر، والتوسـُّع الإستيطاني، يقترفون من ذلك في كلِّ يوم ما تكاد له السموات تتفطَّر، والجبال تنشقُّ وتتكسَّـر.

 

وكيف إذا كان العدوان الصهيوني عليهم بسبب إيمانهم، وقيامهـم بالجهاد لحماية المسجـد الأقصى من كيد اليهود، ولتطهيـر أرض فلسطين من رجـس الصهاينـة، وأولياءهم من الخونة، لتعـود إلى حضن الأمـّة، وتذهب عنها المحنة، وتنكشف الغمَّـة؟!

 

فإنَّ هذا يضاعف التأكيـد على الفرضية، ويزيد من إثم المتقاعـس عن نصرة هذه القضية.

 

هذا وينبغـي أن يعـلم أنَّ العدو الصهيوني الخبيث قـد بات اليـوم في أسوء أحواله، قد أنهكه الدمار الإقتصادي الذي حلَّ بـه وبأوليائه، وخارت عزيمـته، وضعـفت قوّته، فقيادته آخذة في التخبّط، وشعبه آخذ في التسخّـط.

 

وما سيأتي أشـدّ عليه مما هو فيه، وقد جرت عليه، وعلى الغـرب المؤيد له، سنة الله في الظالمين المعتدين، والحمد لله رب العالمين.

 

وذلك بيّن واضح من خوفه من دخول غـزَّة ـ رغم حصارها الخانـق ـ فلـم يعـد في العدو الصهيوني قائـدٌ يجـرؤ أن يتّخذ هذا القرار، لإنـّه يعلم أنه لـم يبق في جنود الكيان الصهيوني إلاَّ الخـور، وقـد أصابهم بسبب صمود المقاومة، وعملياتها المباركة، الخسـائر العظيمة بالغـة الضرر.

 

وبهذا يعـلم أنَّ في دعم الجهاد الفلسطيني اليوم ليصمد، إسراعٌ بقطع دابر الإحتلال، وفي خذلانه إعانـةٌ للمحتل وهو في أضـيق حال، وهذه والله هي الجريمة العظيـمة، والخطيـئة الجسـيمة.

 

وإنَّ واجـب النصـرة يشمل:

وجوب السعي لكسر الحصار عن غـزَّة بكل الوسائل، ومنها تسيير السفن، وإختراق الحواجـز البرية.

 

وإرسال المال إليها، وإلى كلِّ الجهاد الفلسطيني لدعم جهادهم، وصمودهم.

 

والتصعيد الإعلامي لجعل هذه القضية من أولويات الأمـّة لاسيما في بيانات العلماء، وخطابات الدعاة في جميع وسائل الإعـلام، بما في ذلك تكوين اللجان الدائمة التي مهمّتها أن تبقي القضية حيّة في الضمير الإسلامي حتى ينفك الحصار، ويثـمر الجهاد الفلسطيني ثماره المباركـة.

 

والسعـي الحثيث لغرس ثقافة الجهـاد في نفوس الأمّـة، إعداداً لها لإحياء هذه الفريضة العظيـمة إحياءً شامـلا.

 

ومحاربة كلِّ الوسائل الخبيثـة لتشويه صورة هذه الفريضة في نفوس المسلمين، وتهجين سمعـتها في قلوب المؤمنـين.

 

هذا البيان وعلى الله البـلاغ، وحسبنا الله ونعـم الوكيـل، نعم المولى ونعم النصيـر.

 

ثم قال الشيخ عندما رأى مجزرة غزة :

 

اليومَ صوُلي يا يهودُ فكلُّنا ** بالله آمنَّا ، بعـزْمٍ ما انْثــنى

عزمٌ به خُضْنا المخاطرَ دائمـاً ** قد كان للأبطالِ دوْماً ديدنا

اليومَ صُولي يا يهودُ وعرْبدِي** وتخطْرفي بالظُّلمِ جَهْرا مُعْلنا

فغداً لكمْ وعدٌ عليْنا ضربةٌ ** شعواءُ تجعلكُمْ رَميماً مُنْتـنا

اليومَ قرُّي يا خيـانةُ أعينا ** وترقـبَّي فنفوسُنا لن تذعنا

فغداً لكم سيفٌ يحزُّ رقابكم ** فحسابكم بالمصلتات وبالقنا

ويلٌ لمن خانُوا قضيةَ قُدْسهم ** زعماء ذلُّوا لليهـودِ تفنـَّنا

فليُلْعنـوا إنَّ الزعيم إذا حَنا ** للأجنبـي فحقُّـه أن يُلعنـا

سرّ ياهنيةُ بالرجال مصابِراً ** بالحقِّ ، والنصْـر المظفَّر مؤمنا

إنّا لمن قومٍ أبتْ أجدادُهـم** إلاَّ كرامتهُمْ تُصانُ من الونـى

جعلوُا المنايا كالخيولِ تسابقوُا** والعـزُّ غايتهم عليهـا يُجتنى

وسعوْا لرضوانِ الإلهِ يحضُّهم ** ويقودُهم وحيُ الإلهِ مهيْمنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

غزة بين مطارق الأعداء والمنافقين

 

محمد أبو الهيثم

 

 

 

قد هوينا لما هوت وأعدوا وأعدوا من الردى ترياقُ

 

واقتلعنا الأيمانَ فاســودت الدنيا علينا واسودت الأعماقُ

 

وإذا الجذرُ مات في باطن الأرضِ تموتُ الأغصانُ والأوراقُ

 

آ ه ٍ يا مسلمون متنا قرونا والمحاقُ الأعمى يليه مُحاقُ

 

أي شيء في عالم الغاب نحنُ؟ آدميون أم نعاجٌ نُســــــــــاقُ

 

نحنُ لحمٌ للوحشِ والطيــــــرِ منا الجثث الحمرُ والدمُ الدفاقُ

 

وعلى المحصناتِ تبكى البواكى يا لعرض الإسلام كيف يُراقُ

 

 

 

بين شعوب فضلت الانشغال بلقمة ملوثة من الخبز عن المطالبة بشرع الله، ولو اختارت شرع ربها لفتحت عليهم بركات الأرض والسماء, وحكام التصقوا بكراسيهم ودافعوا ويدافعون عنها بدلاً من الدفاع عن أوطانهم التي أصبحت كرامتها في مهب الريح, ولكن العزم المخنث قاسم مشترك جمع بين الشعوب وحكامها، فكانت النتيجة الحتمية هي ما نراه من تلاعب أبناء القردة والخنازير بدماء المسلمين في غزة وسائر فلسطين، وتلاعب كلاب أمريكا بأعراض المسلمات في العراق، وبدماء الشهداء في أفغانستان، فيا شهداء غزة لكم الله, ويا دماء المسلمين وأعراضهم في كل مكان: وا إسلاماااااااه.

 

يا أمة الإسلام هبي ودافعي عن دمك وعرضك واركعي لربك دون من سواه.

 

يا أمة الإسلام أما آن أوان التغيير الشامل للأفراد والجماعات والرؤوس الفاسدة؟ أما آن أوان تحاكم الأمة لشرع ربها واختيارها للصالحين من أبنائها ليرفعوا لواءها؟ أما آن أوان قيادة العلماء لزمام المواقف وتوجيه القلوب المتوهجة؟

 

أما آن لشعوبٍ ارتضت بالزرع وأذناب البقر أن تهب لرفع الراية وإصلاح الفساد العام والضعف المذل المهين الذي أضحى عاراً في جبين الأمة كلها؟ قادها إليه منافقون ومعهم صفوف لا تحصى من مخنثي العزم والمخذلين.

 

قال تعالى " انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " (41) التوبة

 

قال ابن كثير

 

أَمَرَ اللَّه تَعَالَى بِالنَّفِيرِ الْعَامّ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ عَام غَزْوَة تَبُوك لِقِتَالِ أَعْدَاء اللَّه مِنْ الرُّوم الْكَفَرَة مِنْ أَهْل الْكِتَاب، وَحَتَّمَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فِي الْخُرُوج مَعَهُ عَلَى كُلّ حَال فِي الْمَنْشَط وَالْمَكْرَه وَالْعُسْر وَالْيُسْر فَقَالَ " اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا " وَقَالَ عَلِيّ بْن زَيْد عَنْ أَنَس عَنْ أَبِي طَلْحَة : كُهُولًا وَشُبَّانًا مَا سَمِعَ اللَّه عُذْر أَحَد، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّام فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ وَفِي رِوَايَة قَرَأَ أَبُو طَلْحَة سُورَة بَرَاءَة فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَة " اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسكُمْ فِي سَبِيل اللَّه " فَقَالَ : أَرَى رَبّنَا اِسْتَنْفَرَنَا شُيُوخًا وَشُبَّانًا جَهِّزُونِي يَا بَنِيَّ فَقَالَ بَنُوهُ : يَرْحَمك اللَّه قَدْ غَزَوْت مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَ وَمَعَ أَبِي بَكْر حَتَّى مَاتَ وَمَعَ عُمَر حَتَّى مَاتَ فَنَحْنُ نَغْزُو عَنْك فَأَبَى فَرَكِبَ الْبَحْر فَمَاتَ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ جَزِيرَة يَدْفِنُوهُ فِيهَا إِلَّا بَعْد تِسْعَة أَيَّام فَلَمْ يَتَغَيَّر فَدَفَنُوهُ فِيهَا، وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَأَبِي صَالِح وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ وَسُهَيْل بْن عَطِيَّة وَمُقَاتِل بْن حَيَّان وَالشَّعْبِيّ وَزَيْد بْن أَسْلَم أَنَّهُمْ قَالُوا فِي تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة " اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا " كُهُولًا وَشُبَّانًا . وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَالضَّحَّاك وَمُقَاتِل بْن حَيَّان وَغَيْر وَاحِد وَقَالَ مُجَاهِد : شُبَّانًا وَشُيُوخًا وَأَغْنِيَاء وَمَسَاكِين وَكَذَا قَالَ أَبُو صَالِح وَغَيْره قَالَ الْحَكَم بْن عُتَيْبَة : مَشَاغِيل وَغَيْر مَشَاغِيل وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى " اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا " يَقُول اِنْفِرُوا نِشَاطًا وَغَيْر نِشَاط وَكَذَا قَالَ قَتَادَة وَقَالَ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد " اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا " قَالُوا : فَإِنَّ فِينَا الثَّقِيل وَذُو الْحَاجَة وَالضَّيْعَة وَالشَّغِل وَالْمُتَيَسِّر بِهِ أَمْره فَأَنْزَلَ اللَّه وَأَبَى أَنْ يَعْذُرهُمْ دُون أَنْ يَنْفِرُوا " خِفَافًا وَثِقَالًا " أَيْ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُمْ . وَقَالَ الْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن الْبَصْرِيّ أَيْضًا فِي الْعُسْر وَالْيُسْر وَهَذَا كُلّه مِنْ مُقْتَضَيَات الْعُمُوم فِي الْآيَة وَهَذَا اِخْتِيَار اِبْن جَرِير . وَقَالَ الْإِمَام أَبُو عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ : إِذَا كَانَ النَّفِير إِلَى دُرُوب الرُّوم نَفَر النَّاس إِلَيْهَا خِفَافًا وَرُكْبَانًا وَإِذَا كَانَ النَّفِير إِلَى هَذِهِ السَّوَاحِل نَفَرُوا إِلَيْهَا خِفَافًا وَثِقَالًا وَرُكْبَانًا وَمُشَاة وَهَذَا تَفْصِيل فِي الْمَسْأَلَة وَقَدْ رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَمُحَمَّد بْن كَعْب وَعَطَاء الْخُرَاسَانِيّ وَغَيْرهمْ أَنَّ هَذِهِ الْآيَة مَنْسُوخَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى " فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلّ فِرْقَة مِنْهُمْ طَائِفَة " وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَى ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّه وَقَالَ السُّدِّيّ قَوْله " اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا " يَقُول غَنِيًّا وَفَقِيرًا وَقَوِيًّا وَضَعِيفًا فَجَاءَهُ رَجُل يَوْمئِذٍ زَعَمُوا أَنَّهُ الْمِقْدَاد وَكَانَ عَظِيمًا سَمِينًا فَشَكَى إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَأْذَن لَهُ فَأَبَى فَنَزَلَتْ يَوْمئِذٍ " اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا " فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة اِشْتَدَّ عَلَى النَّاس فَنَسَخَهَا اللَّه تَعَالَى " لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَج إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُوله " وَقَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنِي يَعْقُوب حَدَّثَنَا اِبْن عُلَيَّة حَدَّثَنَا أَيُّوب عَنْ مُحَمَّد قَالَ : شَهِدَ أَبُو أَيُّوب مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرًا ثُمَّ لَمْ يَتَخَلَّف عَنْ غَزَاة لِلْمُسْلِمِينَ إِلَّا عَامًا وَاحِدًا قَالَ وَكَانَ أَبُو أَيُّوب يَقُول : قَالَ اللَّه تَعَالَى " اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا" فَلَا أَجِدنِي إِلَّا خَفِيفًا أَوْ ثَقِيلًا وَقَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنِي سَعِيد بْن عُمَر السَّكُونِيّ حَدَّثَنَا بَقِيَّة حَدَّثَنَا جَرِير حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بْن مَيْسَرَة حَدَّثَنِي أَبُو رَاشِد الْحَرَّانِيّ قَالَ : وَافَيْت الْمِقْدَام بْن الْأَسْوَد فَارِس رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ جَالِسًا عَلَى تَابُوت مِنْ تَوَابِيت الصَّيَارِفَة بِحِمْص وَقَدْ فَصَلَ عَنْهَا مِنْ عِظَمه يُرِيد الْغَزْو فَقُلْت لَهُ قَدْ أَعْذَرَ اللَّه إِلَيْك فَقَالَ أَتَتْ عَلَيْنَا سُورَة الْبُعُوث " اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا " وَقَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنِي حَيَّان بْن زَيْد الشَّرْعِيّ قَالَ : نَفَرنَا مَعَ صَفْوَان بْن عَمْرو وَكَانَ وَالِيًا عَلَى حِمْص قَبْل الْأُفْسُوس إِلَى الجراجمة فَرَأَيْت شَيْخًا كَبِيرًا هَمًّا قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنْ أَهْل دِمَشْق عَلَى رَاحِلَته فِيمَنْ أَغَارَ فَأَقْبَلْت إِلَيْهِ فَقُلْت يَا عَمّ لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّه إِلَيْك قَالَ : فَرَفَعَ حَاجِبِيهِ فَقَالَ يَا ابْن أَخِي اِسْتَنْفَرَنَا اللَّه خِفَافًا وَثِقَالًا أَلَا إِنَّهُ مَنْ يُحِبّهُ اللَّه يَبْتَلِيه ثُمَّ يُعِيدهُ اللَّه فَيُبْقِيه وَإِنَّمَا يَبْتَلِي اللَّه مِنْ عِبَادِهِ مَنْ شَكَرَ وَصَبَرَ وَذَكَرَ وَلَمْ يَعْبُد إِلَّا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ . ثُمَّ رَغَّبَ تَعَالَى فِي النَّفَقَة فِي سَبِيله وَبَذْل الْمُهَج فِي مَرْضَاته وَمَرْضَاة رَسُوله فَقَالَ " وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسكُمْ فِي سَبِيل اللَّه ذَلِكُمْ خَيْر لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " أَيْ هَذَا خَيْر لَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة لِأَنَّكُمْ تَغْرَمُونَ فِي النَّفَقَة قَلِيلًا فَيُغْنِمكُمْ اللَّه أَمْوَال عَدُوّكُمْ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِر لَكُمْ مِنْ الْكَرَامَة فِي الْآخِرَة كَمَا قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تَكَفَّلَ اللَّه لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيله إِنْ تَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلهُ الْجَنَّة أَوْ يَرُدّهُ إِلَى مَنْزِله بِمَا نَالَ مِنْ أَجْر أَوْ غَنِيمَة " وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَال وَهُوَ كُرْه لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْر لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرّ لَكُمْ وَاَللَّه يَعْلَم وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "

 

أ.هـ من تفسير ابن كثير

 

إن غزة اليوم بين مطارق عدة، فأمامها أعداؤها وخلفها المنافقون من أبناء أمتها ممن باعوا دينهم ووالوا أعدائهم، وصاروا سياجاً لتشديد الحصار على المسلمين، وبين متخاذل مخنث العزم قد جعل نفسه خارج الدائرة فلم يهتم لحال المسلمين ولم يبال بآلامهم فهو ليس منهم .

 

يا أمة الإسلام هبي لله وقومي وانتفضي فالخير فيك إلى يوم القيامة, فأخرجي خيرك وذودي عن عرينك ودافعي عن دماء أبنائك، يا أمتي عودي إلى الله عوداً صادقاً فلا خير لكِ ولا فيكِ دون عودة صادقة لربك الكريم.

 

يا أبناء الإسلام: توحيد صادق خالص، وإعداد حقيقي للقوة والرمي، واقتصاد إسلامي جاد، وتوجه واع صادق يقوده العلماء، تقوم الأمة بإذن ربها من كبوتها.

 

يا أمة الإسلام: كلنا غداً أمام الله مسئول، فماذا فعلنا وماذا قدمنا لنصرة الدماء والأعراض ورفع راية التوحيد؟

 

يا علماء الإسلام : اجهروا بالحق، وقودوا الناس، وتقدموا الصفوف، ووجهوا أبناء الأمة المخلصين لسبيل النصر والتمكين.

 

يا أئمة المساجد: القنوت القنوت، والدعاء الدعاء في كل صلاة، فأين أنتم من قنوت النوازل؟

 

يا شباب الأمة: انفضوا غبار المعصية، وأفيقوا، وارتموا في أحضان العلماء، وتربوا على التوحيد واحملوا اللواء، فرب واحد منكم يستقل جهده يصبح هو قائد الأمة وحامل لوائها للنصر والتمكين، فلا تستقلن جهدك, ولكن بادر بترك المعاصي وبادر بالطاعات وأولها تعلم التوحيد والدعوة إليه.

 

يا نساء الأمة : بادرن بالطهر والعفاف، والحجاب والصلاة, بارزن الشيطان وانصرن الرحمن, وعليكن بالدعاء الصادق لنصرة إخوانكن وأخواتكن في غزة وفي كل مكان .

 

يا جيوش الإسلام: إن لم تهب الجيوش العربية اليوم لنصرة دماء غزة فمتى؟

 

إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

اللهم انصر إخواننا في غزة واحقن دمائهم وتقبل شهدائهم وانصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين، اللهم عليك باليهود المعتدين وكل من عاونهم وهاودهم، اللهم مزقهم وفرق شملهم واجعلهم غنيمة للمسلمين

 

 

منقوووووووووووووووووول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، ناصر المستضعفين ومذل الكافرين، ورافع راية الحق والدين، والصلاة والسلام على قائد المجاهدين الغر الميامين، محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم.

 

قامت يد الغدر الصهيونية باعتداء آثم على إخواننا في غزةَ الصمودِ بسلسلة من الغارات الغادرة، والتي استشهد وجرح على إثرها المئات، لا لشيء إلا لأنهم جسدوا عزة الإسلام والمسلمين برفض الإذعان والاستسلام لإملاءات الصهاينة وأن يبيعوا دينهم بدنياهم وأن يسيروا في ركب المستسلمين للعدو الصهيوني كما فعل غيرهم. ورضوا بالجزاء والنعيم الوفير الذي وعدهم الله به، فلا حسرةَ عليهم، ولكن الحسرة على حكومات عربية وإسلامية رضيت بالسكوت والخنوع، وعجزت ألسنتها حتى عن الاستنكار، فهل مازالت تعتقد أن لليهود عهودا ومواثيق؟ بل ويشارك بعضها بالمؤامرة، وتمنّي ما حدث للتخلص من حركة مجاهدة أرادت أن تحيي معنى العزة والكرامة بهذه الأمة، وأبوا إلا أن يزيدوا هذه الأمة ضعفا وخبالا واستكانة للعدو خوفا على كراسيهم وعروشهم، وسيرا في خط عمالتهم والدور الذي أراده لهم أعداء هذه الأمة، بل وعجبا نجد قيادات فلسطينية تراهن على اليهود والتفاوض معهم بدلا من الجلوس مع إخوانهم أبناء جلدتهم الصالحين والتصالح معهم والتي هي وحدة وقوة. فهل الذل والهوان والتفريط أولى؟

 

ولكن أملنا بالله تعالى ثم بالشعوب العربية والاسلامية، والتي نعتقد أن جذوة العزة والكرامة مازالت متقدة في نفوسها، وأنها لن ترضى بأن يذبح الأطفال والنساء والعزّل ولن ترضى بأن ترتكب المجازر بحق المجاهدين الذين يتسلحون بدينهم وإبائهم وراية لا إله إلا الله، ويتصدون للعدو بأجسادهم وبما يملكون من أسلحة من صنع محلي في وجه أكبر قوة عاتية ومجرمة، وكذلك أملنا بالشعب الفلسطيني أن ينتفض لينقي الصف الداخلي من المنافقين والمرجفين.

 

لذلك فإني أهيب بكل شرفاء الأمة العربية والإسلامية بأن يهبوا لنصرة أهل غزة أهل العزة والكرامة وأن ينصروا المستضعفين بما أوتوا من قوة ومال وجهد وأن يخرجوا عن بكرة أبيهم للاعلان عن مناصرتهم لهم وأن يوصلوا رسالة للمتآمرين مع الأعداء والخانعين لهم بأن هذه الأمة لن تسكت على ذلك وستحاسبهم في الدنيا قبل أن ينالوا جزاءهم يوم القيامة على الخيانة وتضييع الأمانة. فلا مجال للسكوت والحياد أمام الشعوب العربية والاسلامية ولا مجال للتعويل على مواقف الحكام فالأمة جميعها مسؤولة أمام الله عن معاناة كل طفل وامرأة وشيخ في غزة وعلى الأمة بذل الغالي والنفيس للنصرة وليعذروا الى الله يوم تزل الأقدام وحتى لا يأخذنا الله بعذاب شديد بالدنيا والآخرة. فالذي يسكت عن الظلم هو ظالم والذي يسكت عن قتل الأطفال هو قاتل مشارك. أما آن لأمتي أن تحيي النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الجهادية بدلا من النداءات السياسية واستجداء العدو؟أما آن للأمة أن تستنهض همم الشباب على طريق الجهاد الحق؟ أما ان تتحد على كلمة سواء لقتال اليهود وتحرير القدس؟ أما آن لعلماء الأمة ودعاتها أن يتفقوا على آيات وأحاديث الجهاد والأخوة؟ أما آن لقادة الأمة أن يخرج منهم من يفعل كما فعل صلاح الدين والظاهر بيبرس وقطز. ان أمة الاسلام نحسبها لن تموت ولن تقبل الاستفراد بأهل غزة أمام ناظريهم وسيأتي اليوم قريبا جدا جدا الذي تلقن هذه الأمة الصهاينة والمتخاذلين درسا يسجله التاريخ ليتحقق وعد الله الحق ليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ليحرروا المسجد الأقصى من براثن الغي ودنس اليهود فهل نكون على قدر الحدث وأهلا للمسؤولية؟

 

وابراء للذمة واعذارا الى الله وقياما بواجب النصرة فعلينا وعلى الامة ما يلي:

 

-على مصر وسورية والأردن فتح الحدود واعلان أن فلسطين جبهة واحدة لكل المسلمين وهم يد على من سواهم.

 

- على الحكومة المصرية فتح الحدود ومعبر رفح واعتباره معبرا فلسطينيا مصريا.

 

- الغاء الدول العربية لاتفاقيات السلام الموقعة مع الكيان الصهيوني وعدم الدخول بأية مفاوضات مستقبلية مباشرة وغير مباشرة.

 

- على قادة وجامعة الدول العربية أن يقوموا بمسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني والمحاصرين بغزة فكل واحد منهم سيتحمل تبعة ذلك يوم القيامة.

 

- دعوة مجلس الأمة والحكومة لاصدار بيانات شديدة اللهجة ضد العدوان الصهيوني وتصعيد ذلك بالمحافل الشعبية والدولية.

 

- دعوة الحكومة لتسيير جسر جوي من المساعدات الغذائية والطبية وبصورة عاجلة لأهل غزة.

 

- دعوة الاتحادات والنقابات والهيئات والمؤسسات للاجتماع في ساحة الارادة لاستنكار العدوان.

 

- على مشايخ الأمة وعلمائها وكافة المسلمين الالحاح بالدعاء بالليل والنهار لاخوانهم المستضعفين بغزة وهو أضعف الايمان.

 

 

 

والله متم نوره ولو كره الكافرون

 

 

جاسم المهلهل الياسين

 

منقوووووووووووووووول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

غــــــــــزة : منبت الأبطال ومنبع الرجال وريح الجهاد والنصر وأريج النضال والصبر

ها هي الان تدفع ثمن جهادها وتسدد حساب إبائها

وتشهد على تقاعس أمتها

رفضت غزة أن تطبع بصماتها على عقود الذل

وأن تقبع تحت أقدام دولة اليهود تلتقط الفتات الساقط من موائدها

رفضت غزة أن تركع على نعال أمريكا وإسرائيل

فتكالب عليها الأعداء والخونة يريدون هدم قلعة العز

الصورة واضحة لا تحتاج على بيان والأحداث كفتنا مهمة الإيضاح

وما عاد لنا أن نقول شيئا وبرك الدماء وأكوام الأشلاء تجسد الفجيعة وتحكى المأساة

قضى الله لك يا غزة أن تكوني هكذا دائماً

شاهداً منصوباً يجسد لنا في كل حينٍِ أسمى معاني النضال والجهاد والعز والشرف

لكنها تعكس في الوقت ذاته

صورة مقيتة من الخذلان والجبن والهوان والذل والخيانة

بل والموت

لا نقصد ذلك الموت المشرف في ساحات الوغى وحماة الكرى

لكنه الموت المهين في نفوس امتنا التى باتت ظلاً باهتاً وجسداً بلا حراك

 

نعم وبلا مواربة

أن سقوط الشهداء والأحباب كل يوم في غزة

وما يجاوبه من صمت مطبق من امتنا لا يعني سوى شيء واحد

وهو الموت

الموت لمن فتح المزاد على وطنه وتاريخه وقبور أجداده ، لمن يزايد

و فرسانك يا غزة في ثوب الشهادة تصطبر

الموت لجمع من يصخبونَ ويصخبونَ

ويملأون صدورهم

بهواء أمجاد القرون

ثم مع جزارك يرقصون

 

الموت لمن قنعوا من دنيا السياسة بمهمة كلاب الحراسة

الموت لجرذان الرئاسة

التي تعلق الأقدام وتعبد الأصنام في كل الملل

من العجل اليهودي إلى السيد الأمريكي

الموت لمن أعياهم الهوان فانتحر الكلام على شفاهم

وشلت أقدامهم وأيديهم وطأطأت رؤوسهم على صدورهم الواجفة

وقد تركوا الطاغية يزني بضمائرهم وعقولهم

 

الموت لمن يجرون العجز أذيالا وأذيالا

بطول ألوف الأميالٍ من أرضك الطاهرة

الموت لهم وحجارة أطفالك ترجم خزيهم وتفضح عارهم

 

الموت الذي تعلنه كل ساعة أزيز الطائرات اليهودية

ودوي المدافع الصهيونية وهي تغير على بطل من أبطالك يا غزة الغز

الموت الذي تقذف به في وجوهنا وسائل الإعلام مع كل بيان وخبر تثرثر به

الموت الذي تصبه على رؤوسنا دموع اسر الشهداء وانين صغارهم

 

يا غزة الخير ماتت نخوة القوم فلا تجزعي

وحق لك ألا تجزعي وفيك ليوث الإسلام وفرسان الميدان

الموت أصاب أمتي يا غزة

لكن الحياة وحدها اختارت أن تسكن في جنباتك وتطل من ربواتك

الحياة الطيبة في جوار رب العالمين

وشتان بين جوار الأهل

وجوار الرب سبحانه

يا غزة ماتت نخوة القوم

يوم أن انشغلوا بدنياهم عن أخرتهم

وبحاضرهم عن تاريخهم

وبهمهم عن هم أمتهم

ماتت نخوة القوم يوم خرجوا يتظاهرون للدرهم والدينار وأنت بين ظهرانهم تئنين من الحصار

ماتت نخوة القوم يوم سمحوا لبوش أن يطأ أرضهم ويدنسوا ترابهم

ويرقص من الأنذال على أشلاء رجولتهم

ماتت نخوة القوم يوم تركوا جزارك يا غزة يرتع في بلادهم ويتبختر على دمائهم وينتعل كرامتهم

ماتت نخوة القوم على مذابح الشهوات

يا غزة ماتت نخوة القوم

لكن الدم لا يموت

نعم والله لا يموت الدم

ولا تجروء الأرض على ابتلاعه ولا يقوى التاريخ على نسيانه

وكيف يموت وهو يروي بذور العز في تربك الطاهر فينبت الفوارس الأبطال

ويغرز أشراف الرجال رواسي أن تميد بك الأرض

الدم لا يموت

فلا شيء في هذه الدنيا أقدس من الدماء الطاهرة وكم سالت على أرضك

لذلك أنت مقدسة

فلا تحزني يا غزة

فالحزن أولى بنا نحن يا حبيبة

نحن أولى بالحزن ومانبتنا لا تنبت سوى الخنوثة والرعونة

بينما مباسم زهرك لا تخرج إلا الفوارس الكرام

نحن أولى بالحزن منك

فعلى أرضنا يدب الذباب والبغاث ويستأسد الجرذان والجبناء

بينما أرضك يشقها صناديد الإسلام وعشاق الشهادة الكرام

نحن أولى بالحزن والدهر يكتب لك الخلاص وأنت تدخلين صفحة الحرية

بينما يمر مخذولاً بنا الزمان ونحن نهوي خارج التاريخ

لا تحزني يا غزة وأرضك تغطيها أعطر الدماء

وتربتنا تئن من تجرع النتن والخمر ومرارة الغدر

 

لا تحزني يا غزة فوالله لانت أكثر حرية منا الان

فالحرية لا تبيت معنا في مخافر الطغاة

لكنها توسدت أعتاب فرسانك الأباة

 

لا تحزني يا غزة وشكاياتك يضج لها ملائكة السماء

بينما تذهب شكايتنا بلا مأوى لاننا لم نصدقها بالعمل

 

وكيف تحزني وقد نزل التاريخ من عليائه ليرى الزهار وهو يقدم ابنه الثاني على التوالي خارج الأيام والأجسام , روحا زكيا وضياءا عبقرياً , لا يموت

لا تحزني يا غزة فعلى ثراك الان أزكى ما نزفته البشرية وقدمته الإنسانية

 

لا تحزني يا غزة فأرضك ليست أرض دحلان وأبو مازن

لكنها أرض عمر وأبو عبيدة وخالد ونور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي

لا تحزني ابنة الصدق و دوحة النخل ونَفَس الزيتون

فحجارة أطفالك تطهر دنس أقدام القرود

وسواعد فرسانك تشد نجمك في الثرى

أنا لا أهيب بأمتي أن تهب لتواسيك

لكني أهيب بها أن تنهض لتسير خلفك على الدرب

ولا أبكى تعاقب الملائكة على ثراك تغسل الشهداء وتبارك سعيهم

لكني أبكى نعيق الغربان ببلدي يرحب بأفواج السياح الغزاة

 

طوبى لك يا غزة مع كل شهيد يسقط فمن موقعه يولد ألف مجاهد

وطوبى لك مع كل بيت يهدم فهو يؤسس من جديد على صخرة العز

وطوبى لك مع كل دافقة دم تسيل فهي تثير الأرض وتنير السماء وتمسح عار الهزيمة

و تكسو ثراك عشبا لا يقبل الطاغية على وهده وبساطه

ولا تجزني يا غزة كلما ارتفع شهيد على أرضك

فالدم لا يموت

 

 

 

منقووووووووووووووووول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مازال البعض يبحث عن دافع للتعامل مع «حصار غزة» للخروج من الحرج السياسي والاجتماعي بسبب التشويه الاعلامي من بعض المرجفين في الأرض، رغم أن ذلك من دوافع النصرة للمسلمين، وقد أصدرت رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي التي يرأسها العالم الجليل أ.د. عجيل النشمي بيان استنكار حول الحصار الجائر على غزة، ووجه العلماء فيه نداء إلى المسلمين، وجاء في البيان:

 

«أيها المسلمون.. إن الله عز وجل قد جعل نصر المسلمين وعزهم بنصرة دينه فقال: ?إن تنصروا الله ينصركم? وجعل ولاء المسلمين لبعضهم واخوتهم في الدين علامة الايمان وشرطه فقال تعالى: ?إنما المؤمنون إخوة? (التوبة71)، وأوجب النبي صلى الله عليه وسلم النصرة العملية نصرة المسلم لأخيه المسلم فقال: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه «متفق عليه» وقال صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» (رواه مسلم) وبعد..

 

فإنا قد ظلمنا أهل فلسطين بل ظلمنا انفسنا إن خذلناهم واسلمناهم الى يهود والصهاينة الذين عاثوا في الارض فسادا وتكبروا وتجبروا، ان اهل فلسطين عامة واهل «غزة» خاصةالمحاصرين قد بلغ بهم ظلم يهود مبلغه الذي ترون ويراه العالم اجمع، اهدروا كرامتهم واستحلوا اموالهم ودماءهم يقتلون شبابهم وشيوخهم ولا يستحيون حتى نساءهم واطفالهم يفسدون في الارض والحرث والنسل والحيوان.

 

أيها المسلمون - ان اخوانكم واهليكم في «غزة» يحاصرهم يهود لاكثر من سنة ونصف أمام مرأى ومسمع من العالم اجمع، يضربون عليهم سياجاً لا ينفذ اليهم منه شيء، حتى توقفت الحياة وشلت الحركة فلا غذاء ولا ماء ولا دواء ولا كهرباء، وتركتم أهلكم يموتون موتا بطيئاً او سريعاً وفي ظل رعب لا ينقطع.. أسرا وتقتيلاً وتنكيلاً.

 

ايها المسلمون.. إن نصرة أهل فلسطين وغزة قد كانت واجباً شرعياً منذ أمد، وهي اليوم أوجب وآكد، وإن الله سائلنا عن التفريط بأرض فلسطين وأهلها، وإن الله سائلنا عن جوعة طفل يتيم ودمعته، وبكاء أرملة واستغاثتها وعن كل قطرة دم تهدر بظلم يهود وجبروتهم.

 

أيها المسلمون.. إن نصرة أهل فلسطين وفك الحصار على أهل «غزة» واجب قامت على وجوبه أدلة الكتاب والسنة، نصرة واجبة في حدود المستطاع، وإن من المستطاع بذلك المال وهو جهاد وأي جهاد.

 

أيها المسلمون في ارض الاسلام عامة وفي دول مجلس التعاون خاصة.. إن أهل فلسطين قد استحقوا وجوبا صدقاتكم وزكاة أموالكم بمصارفها الثمانية، لما ترون بأعينكم وتسمعون كما ان قواعد الشرع ومقاصده ونصوص فقهائنا متضافرة في وجوب نقل الزكاة من بلادنا إلى البلاد الأحوج. وإن أهل فلسطين هم الاحوج والاشد حاجة، وهم اليوم في جهاد وعلى ثغر وفي رباط في أرض باركها الله واختارها مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل فيها آيات تتلى الى يوم الدين يوم الجزاء فليكتبنا الله وإياكم من المجاهدين على ارضها بما نبذل من مال ونصرة.

 

ايها المسلمون.. كما ان نصرة اهل فلسطين وفك الحصار عن اهل «غزة» واجب على المسلمين كافة فانه واجب ايضا وبطريق أولى على الدول الاسلامية ممثلة في حكامها، ومطلوب منهم ان ينصروهم بأكثر مما نصروهم، وأن يقدموا اكثر مما قدموا، إنهم يستطيعون نصرة فعلية مؤثرة بأدوات وأساليب اهمها العون ماليا والضغط دوليا ودبلوماسيا وسياسيا وان الدول المجاورة لفلسطين يستطيعون ما لا يستطيعه غيرهم، فواجبهم فتح الحدود والمعابر لتوصيل الغذاء والماء والدواء حتى يفك الحصار قياما بالواجب الشرعي والانساني تجاه دينهم وشعوبهم وأمام التاريخ، وحتى يعلم اليهود ان للمسلمين في فلسطين وغزة أنصاراً وأولياء.

 

ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز? (الحج40).

 

فهل بعد ذلك من تردد؟!! لا أعتقد ذلك، بل آن أوان النصرة والمبادرة والاحتساب فمن فرج عن مؤمن كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة.

 

***

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الرزق ما يكفي، وخير الذكر الخفي».

 

 

منقوووووووووووووووووول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مئات الأشلاء من الشهداء وأجساد الأطفال المبعثرة مع صيحات الثكلى والمروعين في عدوان السبت السابع والعشرين من ديسمبر/ كانون أول الجاري ونحن نكتب في مسائه لم تكن تشير فقط إلى تصريح ليفني قبل العدوان بساعات في القاهرة بأن تل أبيب قد قررت إحراق غزة ومن أين من القاهرة فيما كان وزير الخارجية في موقف نظيف جدا يشير إلى نصائح التهدئة ومن غير شك بأن ما دار بينهم أكثر من تبادل النصح.

 

"ما يجري في غزة وما سيتطور في الأيام القادمة كان قراراً عربياً رسمياً شريكاً وليس مغلوباً على أمره بالمشاركة مع فريق أوسلو بقيادة محمود عباس تسعى لإحباط أي محاولة توافق وطني"

 

ولكن هذه الإشارات الواضحة والأدلة القطعية الدلالة كما يقول الفقهاء بأن هذه الشراكة العربية في تغطية العدوان الإسرائيلي الأكثر وضوحا منذ تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.

 

لذا فإن هذا المنعطف قرأ مبكرا منذ أنابوليس في نوفمبر/تشرين الثاني 2007 ولم يكن قرارا غائماً ولكنه برنامج عمل واضح تجاه تنفيذ حماس للحركة التصحيحية في غزة في يونيو/حزيران من العام نفسه منذ ذلك التاريخ اتخذ القرار إسرائيليا وأميركيا وأخذت التعهدات على النظام الرسمي العربي بتنفيذه ولم تكن تلك التعهدات اضطرارية في كل الأحوال ولكنها اختيارية لدى بعض هذه الأنظمة لماذا؟

 

لأن ما جرى في غزة وقبله صعود برنامج المقاومة وإعادة حضورها التاريخي شكّل قاعدة انطلاق جديدة وتاريخية للمشروع التحرري الفلسطيني وعبر فكر إسلامي ووحدة عربية في اتجاه الهدف النهائي للمشروع, وهي قضية تشعر أطراف رئيسية في النظام الرسمي العربي بأنها لا تستطيع البقاء مع زوال إسرائيل وهذه الحقيقة لم تعد تقريرا إعلاميا مكررا ولكنها تُرجمت إلى سياسات شاملة وبرنامج عملي على الأرض لإقناع أو تطويع الشعوب بأن (إسرائيل) كيان مهم للمنطقة ومحور في التعاون الدولي للحوار أو التطبيع الاقتصادي أو مواجهة المشروع الإيراني الاستعماري الذي ساهم النظام الرسمي العربي بنفسه في إطلاق يده وعدوانه لاختراق وتفتيت قوة الممانعة العربية.

 

ثم أصبح يحتج به الآن ليس لمواجهته فهو اعجز عن ذلك وينتظر برامج الصفقات بين طهران وبين الأميركيين ولكن لتثبيته كمسمار تُعلّق عليه برامج التطبيع والتواصل الثقافي والتنسيق الأمني مع إسرائيل الذي تَجسّدّ الآن في محرقة غزة.

 

من هنا نعرف أن ما يجري الآن وما سيتطور في الأيام القادمة كان قراراً عربياً رسمياً شريكاً وليس مغلوباً على أمره ولو أننا استعرضنا التصريحات التي أطلقها هؤلاء الساسة على حماس حتى من قبل حركة التصحيح في يونيو/حزيران 2007 وجدنا أنها تتصاعد ضد هذا البرنامج بل وهي ذاتها بالمشاركة مع فريق أوسلو بقيادة محمود عباس تسعى لإحباط أي محاولة توافق وطني لكون أنّ قرار تصفية مشروع المقاومة وليس حماس قرارا دوليا إسرائيلياً برغبة أطراف عربية رسمية.

 

ولكن التوافق الشامل على إسقاط غزة ظن أن الأمر سيتحقق بإحكام الحصار خاصة بأن النظام الرسمي العربي وهنا يبدو نظام الرئيس مبارك في الطليعة قاد هذا الحصار مع حملة إعلامية نالت من شعب غزة وأبناء فلسطين وليس حماس فقط.

 

ورغم كل الفرص لتحقيق تهدئة مشروعة يُرفع فيها الحصار الذي يقتل الشعب تدريجيا إلاّ أنّ الجانب المصري وشركائه في النظام الرسمي العربي كانوا يُعيقون ويُحبطون أي اتفاق نوعي يضمن جزء من حقوق الحياة لغزة, وإنما كان ما يجري هو نُسخ من اتفاقات ترتب مع تل أبيب لتعلن استسلام حماس في هذه القضية, وخاصةً في أساسيات مبادئها لصالح الكيان الصهيوني وهو ما تجلّى في محاولة النظام المصري إسقاط ورقة شاليط الجندي الصهيوني حتى بدا بعد كل هذه المحاولات وتصريحات عمر سليمان التحريضية لإسرائيل قبل العدوان بأيام قليلة أن نظام الرئيس مبارك لا يقل حماسة لتصفية غزة كقضية من تل أبيب نفسها.

 

لكن الحصار بدء يتصدع دوليا ويشكل بقائه حالة صداع وأرق واضطراب في مفاصل الأنظمة الرسمية العربية ليس حرجا منه ولكن لكونه أصبح مادة متصاعدة في ضمير الشعوب العربية مع أنّ هذه الأنظمة أعلنت وقوفها مع عباس وفريقه الأمني ضد غزة وأعطت مشروعية للحصار ولكنه لم يستمر وبرغم كل ما تجسد على الأرض وكشف عنه من حجم التنسيق الأمني لفريق عباس وتحريضه على غزّة وصبّ جام غضبه على كل يد تُعين ولو إنسانيا.

 

"تصريح المسئول الإسرائيلي بعد الساعات الأولى للعدوان بأننا اطلعنا دولا عربية وغربية على القرار قبل البدء (بالعدوان) تذكير من تل أبيب لشركائها بواجباتهم في تغطية المحرقة ولو كان الصدع للضمير الإنساني"

 

لكن الفريق الأمني وهو فريق ميداني اهتمت به واشنطن وتل أبيب فشل في زحزحة حماس من غزّة أو زحزحة الشعب عنها ولذا أُكدّت الدعوة لتل أبيب ببدء المحرقة.

 

ولو تأملنا في وجه ياسر عبد ربه وهو يتحدث عن المحرقة لوجدنا هناك حالة ارتياح نفسية يتحدث بها رغم أنه -يردد الدم مايصيرش مية–بل أن تصريحات الطيب عبد الرحيم مستشار عباس بعد بدء العدوان -بأن الشرعية (أوسلوا) ستعود لغزة وعلى أهلها الصبر- تؤكد الشراكة الأمنية مع المحرقة ميدانيا واستراتيجيا.

 

ومن هنا نقف عند تصريح مهم لمسئول إسرائيلي بعد الساعات الأولى للعدوان وهو قوله بأننا اطلعنا دولا عربية وغربية على القرار قبل البدء (بالعدوان) وجاء هذا التصريح في وقت أخذت صور المجازر تعصف وجدانيا بالرأي العام العربي والإنساني وكأنّما أرادت تل أبيب تذكير شركائها بواجباتهم في تغطية المحرقة ولو كان الصدع للضمير الإنساني مروعا.

 

 

أسئلة البيضة والدجاجة

وما عكف عليه الإعلام العربي الرسمي والخاص والمعروف بعلاقته المباشرة بالإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية من قنوات عربية في الخليج وغيرها من تنظيم خروج الفريق الأخر للحديث كان معروفاً في الضمير العربي الجمعي, وهو أيضاً ليس مفاجئة للتاريخ الإنساني حين تُستغل صور الشهداء والضحايا العظيمة على كرامة أهلها وأمتها ثم تقلب القضية.(إنها صورايخ المقاومة وليست عدواني إسرائيل)!! أو شراكة النظام الرسمي العربي الذي كان وسيطاً محرضا على الهدنة مع العدو إذا كانت تحترم خيار الشعب والأمة وتعترف ببرنامج المقاومة.

 

وهذا الإرباك للمشاهد مع صورة الضحايا مع التعليق السياسي هو في الأصل جزء من الحرب النفسية التي يخوضها العدو ولكنه الآن بلسان وقنوات عربية حتى يضمن استمرار المحرقة باحتواء أكبر لردود الأفعال وبتغطية على مجرم الحرب وإدانة للضحية.

 

 

المقاومة وتوازن الرعب

هذا الضجيج على حماس والقضية الإنسانية التي تبتز صور الشهداء وقد ساهمت في التحريض على إحراقهم إنما تخرق مبدأً إنسانيا شهده العالم مراراً في تاريخه وهي معادلة بسيطة في تركيبها عميقة في أصولها متجذّرة في تاريخ الإنسانية المقاومة مقابل الاحتلال ولم تكن المقاومة في يوم من الأيام مماثلة أو قريبة في قوتها من عدوها بل كانت أضعف منه وهي من يُقدّم الشُهداء ولكنها تنطلق من توازن الرعب الذي يُجرد المحتل من القدرة على استقراره ويفرض عليه برنامج مضطرب من خلال الآلة المقاومة الأضعف هكذا حتى يهتز الاحتلال ويندحر.

 

وهي كانت كذلك في فيتنام وكانت في الجزائر وكانت في جنوب أفريقيا لإزالة النظام العنصري ووقع هذا الخلل في التوازن لدى المقاومة الفرنسية ضد النازيين والقائمة طويلة, لكنها هنا ليست تُقبل ولا يُعترف بها رغم أنّ التاريخ سجلها كحقيقة لأن قلب الحقيقة هنا هو إحدى أسلحة العدو ومن المهم أن يكون بلسان عربي.

 

"حالات الاجتياح الصهيوني متكررة في سلطة عرفات ومن أعقبه ومجزرة جنين فهل كانت حماس تحكم الضفة حينها؟ إنه برنامج الصهاينة وعدوانهم والمطلوب فقط هو أن تتنازل حماس عن قضيتها وهويتها لا غير وهي قضية الأمة وليست قضيتها وحسب"

 

وللتذكير فإن حالات الاجتياح الصهيوني متكررة بسلطة عرفات ومن أعقبه ومجزرة جنين فهل كانت حماس تحكم الضفة حينها؟ إنه برنامج الصهاينة وعدوانهم والمطلوب فقط هو أن تتنازل حماس عن قضيتها وهويتها لا غير وهي قضية الأمة وليست قضيتها وحسب.

 

ومنطق الأمم والتاريخ هو أن صاحب الحق لا يتنازل عن قضيته ولو عظُم البلاء واصطفى الله من يشاء لا لقلة شان الشهداء والجرحى والتضحيات بل هي أعظم وأجل من أن تُقارن بما يألم العدو فقتلاه قتلى المعتدي وقتلا غزة قتل المظلوم المنتصر والشهيد المضحي ولكنها عاقبة المقاومين ضد الغزاة والطغاة عرفتها الإنسانية وأكرمت شهداء الحق فهم من صنعوا النصر ولذا لا يريد الإعلام أن يثبت الجريمة على الجاني ليهزم الضحية ولو كانت ملقاة في الشارع.

 

 

لا تندبوا على غزة ولكن انصروها

بقي السؤال الأهم أين مسئولية الأمة لمواجهة المجزرة وحرب الاجتياح القادمة, ولقد استغربت من شخصيتين كليهما يقود حركة إسلامية في عاصمتين على الحدود وهو يناشد ويدعو الأمة.. فيما كان يستطيع كعمل شعبي بالإمكان أن تفعله حركته إن كانت ترى القضية مركزية.

 

ومن ذلك أن يدعوا إلى مسيرة شعبية إلى حيث الحدود تباشر الدخول السلمي عبر الضغط الشعبي ولو كلّف ذلك فهو ليس انقلاب ولا عصيان مسلح, وقس على ذلك في الموقف ممن يُصدّر الدعم الاقتصادي إلى من يدعم المشروع الصهيوني أو يصله ذاته هل فعلت حركة ضاغطة من هنا وهناك لتطبيق أو التهديد الجدي لحصار على مجرمي المحرقة هذه الرسائل هي التي يفهمها العدو إضافة للتضامن الإغاثي والإعلامي وغيره.

 

ولسنا نقلل من كلمة حق تعلن للتضامن إنما نقصد القادرين على الفعل لذا ما لم تتحرك برامج الدعم الميدانية خاصة عند مواقع الحصار فستُصبح الكلمات سلّة جديدة من خُطب لا تُسمن ولا تغني من جوع ولو كان الأمر فقط بالقول والخُطب لتحررت فلسطين منذ زمن ولكن الأصل في العمل فإن غلبت مصالح هذه الجماعات والهيئات والشخصيات واكتفت بالضجيج وانتهى الأمر.. فهي ستدخل إذاً بالشراكة مع أولي الأمر.

ــــــــــ

 

 

 

مهنا الحبيل

 

كاتب سعودي

 

 

منقوووووووووووووووووول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

في أواسط القرن الخامس الهجري كانت دولة الإسلام في الأندلس تعاني من مرحلة هي الأسوأ في تاريخها، حيث تحولت من عهد الدولة الواحدة القوية وهو عهد الخلافة الأموية إلي عهد ملوك الطوائف ‘ وفيه انقسمت دولة الإسلام إلي اثنين وعشرين دويلة ، علي رأس كل واحدة منهن مجموعة من الطامعين والمتغلبين بأسرة أو بثروة أو بعشيرة، وهم أبعد الناس عن الإحساس أو الاهتمام بقضايا دولة الإسلام في الأندلس،والتي كانت تعاني وقتها من تسلط القوى الإسبانية النصرانية في شمال الأندلس, ولا عزيمة لهم إلا في تحصيل الملذات والشهوات واكتناز الثروات من أي سبيل ، ولا يهمهم شيء سوي الحفاظ علي كراسيهم ومناصبهم،و لا يبالون بحلال ولا حرام ولا مبادئ ولا أخلاقيات في سبيل تحقيق مصالحهم الخاصة، قد وصفهم علاًمة الزمان الإمام ابن حزم بعبارات قوية وسديدة عندما قال في شأنهم [والله لو علموا أن في عبادة الصلبان تمشية أمورهم لبادروا إليها،فنحن نراهم يستمدون النصارى، فيمكنونهم من حرم المسلمين و أبنائهم ورجالهم ،يحملونهم أساري إلي بلادهم، وربما أعطوهم المدن والقلاع طوعاً، فأخلوها من الإسلام وعمروها بالنواقيس،لعن الله جميعهم وسلط عليهم سيفا من سيوفهم ] ونحن لا نستطيع أن نتهم الإمام الكبير ابن حزم بالتحامل علي ملوك الطوائف ووصفهم زورا بهذه العبارات القاسية، فهو مفكر عصره وأكبر علماء الوقت وقد شاهد بعينه ما يرويه عن هؤلاء الملوك ،والعجيب أنه قد مات سنة 456 هجرية وملوك الطوائف وقتها في عنفوان قوتهم،و مقتبل أمرهم ، ولكنه كان يري بعين بصيرته ما سيجري بعد ذلك من سقوط مروع لا يأسف له أحد .

 

 

فلم تمضي سوى سنوات معدودة حتى حاصر الصليبيون الإسبان مدينة طليطلة العريقة حاضرة الإسلام وقلبه النابض في وسط الأندلس، وضرب الإسبان بقيادة ألفونسو السادس حصاراً خانقاً علي المدينة العريقة والتي أخذ أهلها في الاستغاثة بالمسلمين في أنحاء الأندلس ، والأقوات تنقد من عندهم يوماً من بعد يوم ، وملوك الطوائف لا يحركون ساكناً خوفا من سطوة نصارى إسبانيا ، حتى المعتمد ابن عباد ملك إشبيلية وقرطبة وهو أقوى ملوك الطوائف وأكثرهم قدرة وجهوزية علي إنقاذ المدينة المحاصرة، لأنه يشترك معها علي الحدود ، ومملكته أقرب الممالك من طليطلة ،ويملك جيشاً كبيراً قادراً علي مواجهة العدوان الإسرائيلي أقصد الإسباني، لم يحرك ساكناً،ولم يبعث حتى برسائل تهديد ووعيد للصليبيين،بل هوى لأحط درجات الإنسانية وتجرد من معاني الكرامة والعزة الإسلامية , و تآمر مع النصارى وألفونسو السادس من أجل أن يسمح له النصارى بتوسيع مملكته, وأخذ قطعة من غنيمة طليطلة الكبيرة، ومع اشتداد الحصار علي غزة معذرة أقصد طليطلة ونفاد المؤن والأقوات وحتى الحيوانات الميتة التي كان يأكلها أهل طليطلة، ومع استمرار التجاهل من ملوك الدول العربية معذرة أقصد ملوك الطوائف ، أخيراً سقطت طليطلة وذلك في 1 صفر سنة 476هجرية، فما الذي جري بعد ذلك؟

 

 

حسب ملوك الطوائف أن نصارى إسبانيا سيقنعون بغنيمة طليطلة وأن ألفونسو السادس سيكتفي باحتلال مملكة طليطلة فقط، وظن ملوك الطوائف بأنهم إذا قدموا غزة أقصد طليطلة ضحية لإرضاء النهم الإسرائيلي أقصد الإسباني ستنتهي المشكلة ، ولكن الواقع أن سقوط طليطلة كان مجرد البداية لحملة الإستراد الصليبية الإسبانية المعروفة تاريخيا باسم الريكولاكونستا ،وأن ملوك الطوائف سيدفعون ثمن خذلانهم لطليطلة غاليا وأن سنن السقوط ستبدأ في العمل في تلك العروش والكراسي التي من أجلها تخلي معتلوها عن أبسط معاني الإسلام والشهامة والنخوة العربية،ولم تمض سوى سنوات قليلة حتى جاء المرابطون من عدوة المغرب بقيادة البطل الجسور يوسف بن تاشفين وأسقطوا حكم ملوك الطوائف وانتصروا علي الصليبيين ، وأعادوا لدولة الإسلام في الأندلس بريقها ومجدها الزائل أيام الحقبة المشئومة لملوك الطوائف.

 

وأن ما يجري الآن وفي هذه اللحظات تحديداً على أرض غزة الصابرة المحتسبة من عدوان إسرائيلي غاشم بعد فترة حصار طويلة ومرهقة و تحت أنظار العالم بأسره بهيئاته ومؤسساته الحقوقية و الإنسانية والتي تتدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، ووسط إعراض وتجاهل مريب ومرير ومن الدول العربية والإسلامية، واتهام بالعمالة والتخوين بين الأطراف الفلسطينية, وسط ذلك كله توشك غزة علي السقوط، والحقيقة التاريخية الثابتة بعيداً عن المرثيات والبكائيات علي الأطلال والماضي المجيد أن السقوط لن يكون من نصيب غزة وحدها بل سيكون حتماً ولابد معه الكثير والكثير من دويلات الطوائف التي وقفت موقف المتفرج الصامت وأحياناً المسرور بما يجري علي أرض غزة .

وأخيراً همسة في أذن مسلمي العالم عموماً وملوك الطوائف خصوصاً، هل وصلت رسالة طليطلة إلي غزة ووعيتم مرادها أم أنه السقوط الحتمي ؟

 

 

 

شريف عبد العزيز

 

 

منقووووووووووووووول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

 

فالكل يعرف قصة أصحاب السبت، وهم طائفة من اليهود حرم الله عليهم صيد يوم السبت عقوبة لهم على أمر، ثم ابتلاهم بأن الصيد لا يأتي إلا يوم السبت.

 

وقد قيل في المـَثل: إن الكلب قد ذهب إلى الأسد قائلاً: "يا ملك الغابة، اختر اسمًا حسنًا"، فقال: "نعطيك قطعة لحم ونأتمنك عليها إلى الغد، فإن حفظتَها ائتمناك على الاسم الحسن"، فقَبِل ذلك، ثم لما لم يصبر عليها أكلها قائلاً: "وما كلب إلا اسم حسن".

 

وهؤلاء اليهود لم يصبروا على هذا الابتلاء فانتهكوه واحدًا بعد الآخر حتى عمَّ فيهم المنكر؛ فمسخهم الله قردة وخنازير، ومن ثَم قيل لليهود: إنهم إخوان القردة والخنازير، وليست هذه بأُخُوَّة نسب، وإلا لقيل: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [سورة الأنعام: 164]، ولكنها أخوة نسب مع رضى بالأفعال والسير على نفس الطريق.

 

إن قصة أصحاب السبت تلخص السمات النفسية لليهود:

1- التمرد على أمر الله.

 

2- الحرص على الحياة.

 

3- التظاهر على المنكر.

 

4- الاحتيال على أمر الله فضلا عن البشر.

 

ومضى أصحاب القرية وظل اليهود كلهم أصحاباً للسبت عبر العصور، يلزمون الدنيا بأسرها أن تغلق يوم السبت -لاسيما البنوك الربوية- بينما لا يتركون هم في دولتهم اللقيطة التنزه والتسوق يوم السبت!

 

وفي مؤتمر مدريد للسلام عقدت الاجتماعات وقت صلاة الجمعة والمسلمون -الذين لم يطلب دينهم الوسط غيرَ أداء الصلاة ثم الانتشار في الأرض- جالسون مع اليهود يفاوضون ويستسلمون!!، ثم صفعهم الوفد اليهودي إحدى صفعات غدره عندما غادر مدريد إلى تل أبيب بحجة أن اليهود يحرم عليهم العمل يوم السبت، رغم أن جدول الأعمال المعَد سلفًا كان يتضمن لقاءات يوم السبت.

 

والآن يعلن اليهود عن مهلة لحماس وغيرها تنتهي يوم الأحد، ويؤكد أن عطلة السبت إذا مرت بسلام؛ فإن هذا من شأنه أن يساعد مجلس الوزراء الإسرائيلي على تجنب توجيه ضربة لغزة في اجتماعه يوم الأحد، ثم تُوَجَّه ضربةُ الغدر إلى المدنيين العُزَّل في غزة ظهر يوم السبت!!

 

وأظن أننا لسنا في حاجة إلى أن نؤكد أن أخلاق الحرب في الإسلام وإن كان في قاموسها أن "الحرب خدعة"؛ فليس في قاموسها الغدر والخيانة ونقض العهود، حتى أن الله ألزم المسلمين المعاهِدين إذا ارتابوا من عدوهم وأرادوا فسخ العهد ألا يحركوا ساكنًا قبل أن يُعلِموا عدوَّهم بذلك؛ حتى يكون هو والمسلمون في معرفة انقضاء العهد سواءً {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} [سورة الأنفال: 58].

 

ولكن اليهود لهم قاموس أخلاق لا يدانيه غيره سوءًا، حتى صارت كلمة يهودي تساوي جملة من القبائح والرذائل، وإن كانت في عيون الأمريكان ومن يضطر إلى الرؤية بعيون الأمريكان فضائل، الأمر ليس فيه جديد، ولكن الأمر الجدير بالتوقف عنده فعلاً هو: ما الذي يُلجِئ إسرائيل صاحبة الأسطول الجوي الخارق أن تقوم بكل عمليات التمويه والكر والفر تمهيدًا لقصف تلك البقعة الصغيرة من الأرض والتي تسمى غزة؟!

 

ترى ما الذي يدفعها إلى ذلك؟، أهو التلذذ بالغدر والخيانة؟، أم هي عقدة الخداع الاستراتيجي الذي صنع معهم يوم سبت في حرب العاشر من رمضان؟! (والتي انتصر فيها الصائمون المكبرون عليهم في يوم العاشر من رمضان قبل أن يعيد الإعلام تسميته إلى حرب السادس من أكتوبر).

 

وهل هذا الخداع يعيد إليهم شيئًا من هيبتهم المخابراتية التي تمرغت في الوحل في حرب رمضان؟!

 

الظاهر أنه أمر آخر غير ذلك كله، إنه الرعب الذي أخبر عنه -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ» [رواه البخاري].

 

الرعب الذي يجعل إسرائيل تخشى من أي حركة جهاد إسلامية، مهما صغر حجمها وقل عددها وعدتها.

 

إنه الرعب الذي التقطت كاميرا أحد المصورين إحدى صوره لجندي إسرائيلي مدجَّج بالسلاح وكأنه دبابة بشرية ومع ذلك يفر من أمام طفل صغير همَّ أن يرميه بالحجارة!!

 

لقد بُحَّت أصواتُنا من تكرار لفت انتباه أمتنا المترامية الأطراف من إندونيسيا شرقًا إلى شاطئ الأطلسي غربًا إلى هذا المعنى. فاليهود جبناء {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [سورة الحشر: 14].

 

اليهود لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بمساعدة المسلمين قبل مساعدة الغربيين؛ لأن الذلة المضروبة عليهم لا تزول إلا بحبل من الله وحبل من الناس، والعون من الله لا يأتيهم إلا لفساد أحوال المسلمين، {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} [سورة آل عمران:112].

 

وإذا كان اليهود يستأسدون اليوم على هذه الفئة المستضعفة من المسلمين، فلا أقل من أن نجتمع على اليهود بدعائنا عليهم، ودعائنا لإخواننا، وقنوتنا في صلواتنا، وعودتنا إلى ربنا، فبالطاعات يُستجلَب النصر، وتُستمطَر الرحمات.

 

وأنتم يا أهل غزة العزة: إن تضحياتِكم ليست بجديدة عليكم، وصمودَكم أنتم له أهل، وكسرَكم لشوكة عدوكم غرةٌ في جبين الدهر.

 

تقبل الله قتلاكم في الشهداء، وأحسن عزاء أهليهم فيهم، وثبَّت أحياءكم، وغفر لحَيِّكم وميِّتِكم، فصبرًا صبرًا.... {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} [سورة النساء: 104].

 

وكفاكم فخرًا أن إسرائيل اضطرت إلى استخدام حيلها الدنيئة لكي تواجهكم مع تفاوت القوى المادية ذلك التفاوت الشاسع؛ فإيمانكم وقود معركتكم، ربما امتد شعاع نوره لأجيال بعدكم، فاللهم مجريَ السحاب منزلَ الكتاب هازمَ الأحزاب، اهزمهم و زلزلهم يا رب العالمين.

 

 

منقووووووول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أكثر من 100 وسيلة لفك الحصار عن غزة وأهلها

76527898wh7.jpg

 

 

كثيراً ما يتحدث الناس عن مشكلة غزة فى مجالسهم ومنتدياتهم ومجالسهم وحوارتهم الخطيب على مبرة ، الكاتب فى مقاله ، السياسى فى تحليلاته وقراراته ، والأم فى أسرتها مع أبنائها ورجل الشارع والموظف فى ديوانه ، الكل يبكى حال شعبى غزة المسكين الذى لا حول له ولا قوة ... ودائماً السؤال : ما العمل ؟ ماذا يمكن أن نقدم لإخواننا فى فلسكين ونرضى ربنا وضميرنا .

 

ومن هذا المنطلق أعددت لحضراتكم دليلا وبرنامجاً شاملاً يحدد واجبات كل فرد فينا فى الأسرة ويحدد دور الغنى والتاجر ، والإعلامى والمثقف ، والأئمة والخطباء ، والمعلمين ، والشباب ومستخدمى الإنترنت .

أكثر من 100 وسيلة وطريقة تحثك على تقديم يد العون لهم .. فلا هذر لك بعد القراءة ... إلا أن تعمل :

 

أولا : واجبات الفرد :

 

1. استحضار النية الصادقة واستدامتها لفك الحصار عن غزة بالنفس والمال .

2. تحرى أوقات الإجابة والدعاء يومياً لإخوانك فى فلسكين بالنصره والدعاء وؤد الفتنة .

3. المقاطعة الصارمة لمنتجات اليهود وأعوانهم ، فهذا خير دليل على نصرة أهل غزة .

4. نشر اخبار الحصار المفروض عليهم وأخبارهم من خلال المشاركات الحية والبث المباشر للبرنامج والمنتديات التى تحدثت عن الموضوع .

5. توزيع خطبة جمعه أو مقاله تحث على التبرع والتعاطف معهم .

6. عمل حصالة منزلية بإسم ( حصالة غزة ) ولتتذكر قول الحبيب (ص) ( ما نقص مال من صدقة ) .

7. التحدث بين الأصدقاء والأقارب أو أصدقاء العمل معهم يومياً ولو لمدة دقائق معدودات وأكتب اسماء أصدقاءك وتابع التحدث معهم .

8. استخدام الرسائل التليفونية ( المحمول ) لتذكيرهم بالموضوع ( أغيثوا غزة ) .

9. نشر الآثار المترتبة على الحصار ( موت الأطفال ـ الشيوخ ـ الأمهات الحوامل ـ ألخ )

 

ثانيا : واجبات الأسرة المسلمة :

 

1. وضع جدول إجتماع الأسرة لمدة 10 دقائق لمدارسة قضية فلسكين وحصار غزة مع قراءة سورتى الإسراء والحشر ويقرأ الأب تاريخ اليهود والمتعاونين معهم .

2. من أفضل الأعمال الصالحة المقاطعة ، وعدم شراء الأم أى سلعة للدولة الداعمة لليهود

3. للأم واجبات خاصة مثل توفير ثمن وجبة غذاء وذلك يومياً ووضعها فى _ حصالة غزة ) ولو يومياً 3 جنيهات .

4. تذكير الأبناء من البنين والبنات بأهمية فك الحصار عن غزة وكيف يكون حالنا إذا حدث لنا هذا المكروه .

5. للأمهات وربات البيوت القدرة على الإقناع بين النساء وكذلك الأم عن طريق التجمعات النسائية وقراءة السير والغزوات والشرائط المسجلة والاستماع إلى ( قناة الأقصى ) ومتابعة كل جديد وتدوينه .

6. عمل معرض مصغر بإسم ( أغيثوا غزة ) وتوجيه ريعه إليهم .

7. تكليف من الأمهات والأبناء للأبناء بعمل لوحات إعلانية وجدارية لنصره غزة وفلك الحصار عنها وتعليقها فى اسفل العمارات والأبواب والجدران المنزلية وكذلك المعلقات بالنسبة للسيارات ووسائل النقل كتذكير لهم .

 

ثالثاً : واجبات للأغنياء والتجار :

 

1. واجب التاجر الإمتناع عن تسويق وبيع منتجات العدو الصهيونى ومن يعاونهم حتى لا تكون تلك الرصاصات موجهه فى صدور ابناءنا فى قطاع غزة .

2. التبرع بسخاء وذلك بالنسبة للأغنياء والتجار والقادرين .

3. طرح منتج مصغر لأى سلعة بإسم ( غزة ) أو ( أغيثوا ) لتنمية الفكرة مثل ( شيبسى ـ بسكويت ـ شيكولاته ـ لبان ـ سناكس ) ألخ .

4. المساهمة فى الحملة بغستقطاع جانب من إيرادك اليومى للتاجر وكذلك للأغنياء

 

رابعا : واجبات الإعلامين والصحفيين والمثقفين والمدونات :

 

1. كتابة المقالات فى الصحف لفضح المؤامرة المستمرة على اسماعيل هنيه وأعوانه .

2. توجيه وسائل الإعلام بقوة لمتابعة جرائم اليهود وأعوانهم ( عباس ورفاقه ) وكشفهم وفضحهم .

3. الاتصال بالقنوات المحترمة والإذاعات الموجهة ونشر القضية .

4. عمل ( لوجو ) أو ( بوستر ) بإسم ( أغيثوا غزة ) ولصقة فى المواقع والمدونات الإلكترونية والشوارع .

5. النقل المستمر لأخبار المصابين والمتوفيين فى قطاع غزة .

6. عمل حملة إلكترونية على المواقع وحث الآخرين على المشاركة معنا .

7. دعم المقالات والتقارير الواردة من قطاع غزة التى توضح حجم المعاناة التى يواجهها شعب غزة ... أطفال ونساء وشيوخ .

8. التصدى للإعلام الفاسد والصهيونى والغربى والرد عليهم بالدعم والدعاء .

9. البحث عن الأقلام الغربية المنصفه والداعمة لفك الحصار وكذلك التواصل مع مؤسسات الإغاثة الإنسانية والعالمية ( نموت ـ لجنة الإغاثة الإنسانية ـ لجنة الإغاثة العالمية ـ تكافل )

10. عقد الندوات الشعبية والأمسيات الشعرية والثقافية وتوجيه رسالة قوية للجميع أننا أمه واحدة وشعب واحد ( إذا اشتكى منا عضو تداعى لنا سائر الأعضاء بالحمى والسهر )

11. تكثيف المشاركات على المواقع الإلكترونية لتوصيل فكرة فك الحصار عنهم .

 

خامسا : واجبات العاملين فى القطاع التعليمى والتربوى :

 

1. أجعل همك وشغلك الشاغل فك الحصار عن أهلنا فى غزة .

2. أصنع من طلابك جنوداً لفك هذا الحصار من خلال إبداعاتهم وتبرعاتهم وأفكارهم .

3. خصص جزءاً من وقتك لشرح المؤامرة التى حدثت وأدت على هذا الحصار .

4. أغرس فى طلابك الإنفاق بكل معانيه .

5. تخصيص حصالة فى كل صف لجمع التبرعات إن أمكن وسمح بذلك .

6. ادفع طلابك للمشاركة فى الأنشطة المختلفة وتوضيح القضية من خلال رسومات ولوح وإنشاد وإلقاء شو ومجلات حائط .

7. توظيف المسرح المدرسى لعمل اسكتشات تحكى القضية الحصار من خلال اسكتشات تربوية من خلال أسرة فلسطينية تسكن فى قطاع غزة وينقصها الدواء واللبن والوقود ثم ماذا يفعلون .......... وهكذا .

8. إهداء شرائط كاسيت إن أمكن لخطب جمعه أو خلافه لتوصيل المعاناة التى يواجهونها هناك .

9. رشح لطلابك الشرائط والكتب التى تحكى عن حب فلسطين بالنسبة للمسلمين .

10. إنشاء جائزة مالية لأفضل عمل طلابى بالإشتراك مع إدارة المدرسة .

11. خصص يوم وليكن نهاية الأسبوع التعليمى ( الخميس ) للطلاب وذلك ليعبوا عن ما بداخلهم فى تلك القضية المأساوية .

12. إطلاق أسماء مثل ( هنيه ) ـ ( ياسين ) ـ ( الرنتسيى ) ـ ( عياش ) على ( المدرجات ـ التخت والفصول ) بالإتفاق مع إدارة المدرسة .

13. عمل بدج لكل طالب شارك وسيشارك فى دعم القضية بالتبرع والدعاء والانتشار وليكن ( المسجد الأقصى )

 

سادسا: واجبات الأئمة والخطباء والدعاة :

 

1. وذلك من خلال تخصيص جزء من الخطبة لشرح المأساة وحث المصلين على التبرع والدعاء لهم .

2. تقوية الوازع الدينى لديهم بأننا جسد واحد وشعب واحد .

3. حث الشباب على انتشار القضية بينهم من خلال حلقات مناقشة .

4. توفير مجموعة من الشرائط والكتب التى تحكى عن أمجاد فلسطين وخاصة قطاع غزة فى الشرود عن فلسطين .

5. إنشاء صندوق للتبرع لقطاع غزة فى كل مسجد أو زاوية أو مصلى .

6. حث المصلين على اقتطاع جزء من راتبه الشهرى لإخوانه فى غزة .

7. القنوت والدعاء خاصة فى صلاة الفجر لفك الحصار .

 

سابعا : واجبات الشباب والأطفال :

 

1. إن لم تستطع أن ترمى حجراً فى وجه يهودى لتدافع عن إخوانك فى غزة فإن جنيهاً واحداً فى حصالتك كفيل بأن يحول الحجر إلى قذيفه فى صدر المحتل الغاشم ، خصص جزءاً من مصروفك اليومى لفك الحصار عن غزة .

2. إن لم تشارك الآن وانت فى ريعان شبابك فمتى ستشارك .

3. شارك فى المنتديات والمواقع السياسية والدينية وتنشيط الموضوع يومياً .

4. ابتكر وسائل مختلفة يعود ريعها لقطاع غزة .

5. ركعتين يومياً فى جوف الليل والقنوت والدعاء لهم أن يزول همهم .

6. أرسل رسائل على كل من تعرفه ومن لا تعرفه توضح القضية ( تليفون محمول ـ رسائل إنترنت )

 

ثامناً : واجبات لمستخدمى الإنترنت والمدونات :

 

1. بادر بإنشاء موقع خاص عن ( حصار غزة )

2. ادعوا أصدقاءك وأحبابك وإخوانك للمشاركة فيه .

3. توظيف البريد الإلكترونى على الياهو أو الهوت ميل للقضية حتى تزول بإرسال 10 رسائل كل يوم للمسجلين عندك حول القضية .

4. عمل وصلات بين المواقع الإلكترونية من خلال ( لنيك ) يساعد على نشر المعاناة .

5. تقديم الأخبار السريعة والندوات التى حدثت عن طريق المواقع الإلكترونية .

6. إرسال توصيات على الصحفيين والكتاب المعروفين عنهم الإتزان حول نشر القضية وأثرها على هذا الشعب المسكين .

 

أخى ـ أختى :

 

من حبى لفلسطين وشعب فلسطين ومن ألمى لتلك المعاناة إجتهدت أن أوصل لكم تلك الوسائل حتى نكون أمام الله والمسلمين لأهلنا فى غزة ولكما تذكرت هذا الحديث "ما من مسلم يخذل امرءا مسلما فى موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله فى موطن يجب فيه نصرته وما من امرئ ينصر مسلما فى موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله فى موطن يجب فيه نصرته"

 

فلا عذر لك بعد الآن ،،

اللهم قد بلغت الا فاشهد

 

ياســر حســــن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رسالة إلى غزة الحبيبة، غزة الأبية، غزة الشامخة، غزة التي قالت للظلم: لا، في زمن الذل والهوان، في زمن أصبحت الشجاعة فيه تهور، والجبن حكمة، في زمن أصبح الجهاد فيه إرهاب، والشهامة عار وشنار، يجب البراءة منه والفرار، في زمن جفت فيه الضمائر، وماتت القلوب، لا يهم فيه غير الكراسي والنقود، عذرا حبيبتي فإن رجالنا قد باعوا الدين، بلقمة عيش ومن أجل الأبناء المساكين، و رضوا بالذل وفي الهوان قامعين، عذرا فلسطين فإن علمائنا قد عطلوا ذروة سنام الإسلام غير قاصدين، وقالوا صبرا فمن الله النصر المبين، فإلى متى الصبر؟ إلى أن نكون في البائدين، وكيف تنصلح حال أمة والشر يبث كل حين، وعلماء ديني أسرى ومكبلين؟ فلم يكن الرسول بمكة مستكين، ولكن كان يخطط للفتك بالكافرين وللتمكين، عذرا فلسطين فإن المجاهدين على السلطة يتصارعون أو بالجهل راضين، عن أحكام الجهاد يتكلمون، وعن أحكام الطهارة غافلين، عذرا غزة لا يهم قتلك ولا تهم فلسطين، فإننا نريد أن نعيش في سلام وبالذل مسرورين، عذرا فلسطين فإن شبابنا بالكرة يلعبون، وبالنساء مستمتعين، وأبنائك مقطعين ومشردين، عذرا فلسطين فلا تهم دماء أبنائك ولا تفتت أكبادهم ولا أن تدس أرواحهم في الطين، فإنا برغد العيش وإن كنت جائعة هانئين، فلماذا نفتح المعبر لإخواننا في الدين؟ لا يهم أن تعيشي في البرد القارص ولا الظلام الدامس مادمنا في الدفء والنور مازلنا باقين، عذرا حبيبتي فإن الجبن والجهل والوهن يجري في الشرايين، عذرا يا فلسطين، فإننا ننتظر من مجلس الأمن وحقوق الإنسان الفجار الملاعين، الذين يحاربون الدين، أن يغيثوا أبنائك المنكوبين، صبرا جميلا يا أهل غزة فإن موعدكم جنات النعيم، ولعل يأتي يوما يفيق فيه السكرانين، ويعلمون أن الجهاد ذروة سنام الإسلام والدين، ويعلمون أن النصر لن يكون إلا للمخلصين، الذين أخلصوا دينهم لرب العالمين، الذين تعلموا الكتاب والسنة فليسوا بجاهلين، الذين زكوا نفوسهم وقلوبهم، للمؤمنين، للعابدين، فجمعوا الإيمان والعبادة والعلم والدعوة والجهاد، ولم يفرطوا في شيء من الدين، فهم به مستمسكين، فيا تاريخ الكون اشهد، ويا تاريخ الكون سجل بأن المسلمين باتوا للإسلام خائنين، ويا غزة الحبيبة لا تخافي فمهما طال الليل، فإن بنصر الله القدير مستيقنين، وإن مات الرجال فإن النساء قد أضحوا قادمين، فهلموا إلى الشهادة، فما قيمة العيش في الذل المهين، يا شباب الصحوة، كفى فرقة واختلافا، إلى متى سنظل ممزقين؟ أولسنا جسدا واحدا فلماذا إذا مفرقين؟ متى سنتحد لنقف صفا واحدا أمام أعداء الدين؟ إن العلم والجهاد كلاهما فرض عين للتمكين، إن تطهير القلب والعبادة شيء ضروري عظيم، إن الدين كل فلا تبعضوه وتقسموه فرقتين، ألم تسمعوا قول ربي {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } [الأنفال:60 ]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } [الصف:11 ]ألم تسمعوا قول رسولكم حين سئل أي الأعمال أفضل وأي الأعمال خير قال« إيمان بالله ورسوله» ، قيل : ثم أي شيء ؟ قال :« الجهاد سنام العمل» [ الترمذي: 1658] فهل امتثلنا لأمر ربي والجهاد فرض عين؟ ألم تسمعوا قول ربي {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }[الروم:47فهل نحن من المؤمنين؟ ألم تسمعوا قول ربي {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } [العنكبوت:43 ] وقول رسولكم «طلب العلم فريضة على كل مسلم» فهل حصلنا العلم أم في الجهل غارقين؟فبالله كيف ننصر بلا عدة أم كيف الأمور تستقيم؟ إن عدتنا السلاح والعلم والإيمان وطهارة القلب والدعوة كلهم مهمين، فلا نصر بلا سلاح، ولا نصر بلا علم، ولا نصر بلا إيمان، ولا نصر بلادعوة، ولا نصر بلا عبادة، فتوحدوا يا مسلمين وكونوا مخلصين واجمعوا السلاح سرا وحاربوا الكافرين. وتذكروا قول محمد «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ، وتكثر الزلازل ، ويتقارب الزمان ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج ، وهو القتل القتل ، حتى يكثر فيكم المال فيفيض» . [البخاري:1036] فلا يصح أن يقتل بعضنا بعضا ولا يصح أن نكون عن الكافرين ساكتين، يا أمتي لا تبعضي الدين كما تشتهين وكوني من المخلصين.{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }[النور:55] فيا غزة الحبيبة عذرا، ولك الله يا فلسطين.اللهم وحد المسلمين وانصرهم على أعداء الدين واجعلهم أهلا للنصر والتمكين، اللهم رد المسلمين إليك رد الكرام عليك ورد لنا فلسطين، وكافة بلاد المسلمين يا قوي يا متين. فيا سكارى لا تنسوا الدعاء لفلسطين {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [غافر:60] فيا غزة الحبيبة عذرا، ولك الله يا فلسطين.

 

 

أتنتظرون أن يمحى وجود المسجد الأقصى ؟؟!وأن نمحى !!

 

أخي في الله أخبرني متى تغضب؟؟

 

إذا انتهكت محارمنا قد انتهكت !!

 

إذا نسفت معالمنا لقد نسفت !!

 

إذا ديست كرامتنا لقد ديست !!

 

إذا قتلت شهامتنا فقد قتلت !!

 

إذا هدمت مساجدنا لقد هدمت !!

 

وظلت قدسنا تغصب ولم تغضب

 

 

 

 

 

كتبتها ابنتك الثكلى:

ريهام سامح

 

 

منقوووووووووووووووول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

العاشر من المحرم... الثالث عشر من حرب غزة... السابع من يناير

عبد المنعم الشحات

 

https://ar.islamway.net/?iw_s=Article&...article_id=4945

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

 

ففي صباح يوم الأربعاء، لو سألت أي مسلم: أي يوم هذا؟ فأي إجابة تنتظر؟

الإجابة المعتادة من الغالبية العظمى من المسلمين ستكون: إنه يوم عاشوراء، وهذا مما مَنَّ الله به على الأمة من مظاهر بدايات العودة إلى الله -عز وجل-، ومن ذلك المحافظة على صيام النوافل، التي من آكدها يوم عاشوراء.

 

بيد أن يوم عاشوراء يأتي هذا العام في ظل هجمة بربرية عدوانية من اليهود على إخواننا في غزة، مما جعل قطاعاً كبيراً من المسلمين يحبسون أنفاسهم، ويعدون الأيام والليالي سائلين الله -عز وجل- أن يَمُنَّ على مسلمي غزة بنصر قريب من عنده، وأصبح الكثيرون منهم يستيقظون على نشرات الأخبار ومواقع الإنترنت الإخبارية؛ للاطمئنان على أحوال إخوانهم، وهؤلاء ربما إذا سألتَه: أي يوم هذا؟ أجابك: إنه اليوم كذا من الحملة الصهيونية على غزة.

 

وهي فرصة لكي نذكِّر اليهود أنهم ليسوا من موسى -عليه السلام-، ولا هو منهم، كما أننا معشر المسلمين المصريين لسنا من فرعون، ولا هو منا.

 

فالقضية ليست قضية نسب؛ فقد قال الله لنوح -عليه السلام- عن ابنه: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ)(هود:46).

 

فنحن قد تبرَّأنا من فرعون وعمله، وتبرَّأنا مما صنعه بإخواننا من مؤمني بني إسرائيل في زمان موسى -عليه السلام-، ونصوم لله شكراً على نجاة موسى -عليه السلام- ومن معه من فرعون وقومه؛ لأننا كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ) رواه البخاري، يعني يهود زمانه الذين كانوا ما زالوا يعظمون يوم عاشوراء، قبل أن تطمس أيدي التبديل والتحريف هذه الشعيرة كما طمست ما قبلها من عقائد وشرائع.

 

إن الأمر قد تبدل الآن؛ فورث اليهود ميراث آل فرعون من الظلم، والبغي، والجبروت، والعطش إلى الدماء، وحب العلو في الأرض والفساد، وورثنا نحن ميراث موسى -عليه السلام-، ولا أقول ميراث أمته؛ لأنه حتى الذين كانوا معه في زمانه -عليه السلام- كان الغالب عليهم المعصية والتقاعس عن العمل بدين الله –تبارك وتعالى-.

 

إن مقارنةً يسيرة بين حال بني إسرائيل الذين رفضوا دخول الأرض المقدسة متهربين من الجهاد قائلين لموسى -عليه السلام-: (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)(المائدة:24) وموقف الصحابة -رضي الله عنهم- الذين قالوا: (وَلَكِنِ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا مَعَكُمْ مُقَاتِلُونَ) رواه أحمد، بل بين موقفهم وموقف أهل فلسطين الذين يتلقون القذائف بصدورهم عبر ستين عاماً من الزمان استطاعوا معها أن يوقِفوا مشروع دولة إسرائيل الكبرى، بل الصغرى لمن تدبر في حقائق الأمور.

بهذه المقارنة اليسيرة يتبين أن هذه الأمة وإن ورثت دين التوحيد عن أتباع الأنبياء السابقين إلا أنها قامت به بما لم تقم به أمة قبلها في العسر واليسر، والمنشط والمكره.

 

وأما اليهود فليس بينهم وبين إسرائيل -عليه السلام- إلا نسب مشكوك فيه، وهو إن صح لا يغني عن صاحبه شيئاً، أما عقيدتهم فمُهَلْهَلة؛ كان أصلُها التوحيد، ثم باع الأحبار أنفسهم في أزمنة الاحتلال للمحتلِّين على كثرتهم، وأدمجوا في التوراة طرفاً من عقائد المحتلين، ونسبوه إلى الله -تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً-، حتى شهد شاهد منهم أن أجزاء التوراة يعارض بعضها بعضاً فكرةً وأسلوباً بما لا يمكن معها أن تنسب إلى مصدر واحد، فضلاً أن يكون مصدرها من عند الله.

ولم تكن شرائعهم بأحسن حالاً من عقائدهم؛ فجلُّها مأخوذٌ عن الديانات الوثنية التي استعبدهم أصحابها من بابليين إلى فرس إلى رومان.

 

نحن أولى بموسى -عليه السلام- منهم، كما أننا أولى بعيسى -عليه السلام- من كل متبجح بالنسبة إلى المسيح، وهو في واقع الأمر لا يُعرف له عقيدة إلا عقيدة التثليث التي وضعها لهم بولس اليهودي؛ ليذيقهم من نفس الكأس الشيطانية التي شربوا منها جميعاً إلا أمة الإسلام.

 

وقد وضع لهم الواضعون أو حَرَّف لهم المحرِّفون معنى العفو عند المقدرة إلى الذل والخضوع والاستسلام عند الضعف، ونسبوا هذا لعيسى -عليه السلام- أنه قال لهم: "من ضربك على خدك الأيمن فأدِرْ له خدَّك الأيسر"، فلما تمكنوا وجدنا أنهم لا يؤمنون بما وضعتْه أيديهم بقدر ما يؤمنون بما تطوله أيديهم، وأيديهم صارت الآن -نتيجة لتقصيرنا في الأخذ بأسباب القوة الإيمانية والمادية- طويلة، تمدُها من ورائها قلوب ملؤها الحقد والحسد، وملؤها الخوف من محاكمة التاريخ لهم جميعاً كمجرمي كذب على الله –عز وجل-، ومجرمي حرب على أوليائه، ومجرمي تضليل للبشرية، واستعباد لهم برقِّ العبودية تارة، وبرقِّ غلبة الشهوات تارة، يستعبدون الأمة كما يستعبد بائعو المخدرات زبائنهم، وكل هذه الحيل لم ولن تجدي مع أمة الإسلام -بحمد الله-.

 

يخافون أن يحاكمهم المسلمون على تلك الجرائم، مع أن المسلمين متى تمكنوا لا يعرفون هذا النوع من المحاكمات، بل لا يعرفون إلا تعبيد الناس لربهم، ولو كانوا من الفراعين بل لو كانوا فرعون نفسه، كما أخبرنا ربنا أنه أمر موسى -عليه السلام-: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى . فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)(طه:43-44).

 

إن المسلمين ينكرون المنكر على فاعله، ويردون الظلم على صاحبه، فإن تاب وأناب فدخل في الإسلام إن كان كافراً أو رجع إلى الطاعة إن كان عاصياً؛ قيل له: الإسلام يجُبُّ ما قبله، والتوبة تجُبُّ ما قبلها.

 

وفي هذه المناسبة نتساءل: إذا كان جُل هؤلاء الصائمين يعلم قوله -صلى الله عليه وسلم)(: إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ) رواه ابن ماجه، فكم منهم سوف يجعل لإخوانه النصيب الأكبر من دعواته عند إفطاره؟

 

لعل هذا يلفت انتباهنا إلى أن الأعداء عبر وسائل شتى يحاولون وأدَ روح التدين في أفراد الأمة، فإن عجزوا حاولوا احتواء هذا التدين، ومن مظاهر هذا الاحتواء قصر معاني التدين على المعاني الفردية، وتعريف الدين بأنه علاقة خاصة بين العبد وربه، مع أن القرآن يخاطب الأمة حتى في العبادات الفردية بصيغة الجمع (يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آَمَنُواحتى يستشعر أفراد الأمة الرابطة الجامعة التي تجمعهم، بل إن صيام عاشوراء جاء كواحد من التشريعات التي تؤكد اتساع قاعدة تلك الجامعة عبر الزمان؛ لتشمل كلَّ موحدٍ من أتباع الأنبياء السابقين.

 

فيا من تصومون لنجاة إخوانكم المؤمنين قبل قرون عديدة، أين أنتم من نصرة إخوانكم المؤمنين ولو بالدعاء لهم، لاسيما وأنتم صائمون؟

 

ويتزامن ذلك مع اليوم السابع من يناير، وهو يوم -منذ استنارت مصر بالإسلام- معدود من الأعياد الخاصة بالنصارى، والذي تركهم الإسلام فيها وشأنَهم الداخلي.

 

وكان الناس يستبدلونه بأول يوم من يناير، وكأنه يوم لا متعلق له بدين؛ تخفيفاً من حدةِ وَقْعِ الأمر من مطالبة المسلمين بإظهار البِشر والسرور لمناسبة تُصادم عقيدة أصحابها فيها عقيدة الإسلام صداماً صارخاً.

 

ولا أدري لماذا يحاول المسلمون أن يظهروا التسامح فوق ما يأمرهم به دينهم، فينقلب هذا مداهنة على حساب دين الله –عز وجل-، مع أن القدر المشروع لهم في دين الله من التعامل مع آحاد الكفار الذين يعيشون في بلاد المسلمين وفق قاعدة: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)(البقرة:256).

 

ولماذا يطالَب المسلمون وحدهم عندما يكونون أغلبية وأكثرية أن يبالغوا في مداهنة الآخر الذي يكون أول المتضررين من ذلك؛ حيث يحرمه ذلك في كثير من الأحيان من التدبر والتأمل، لعل الله أن يخرجه من ظلمات الكفر إلى نور التوحيد.

 

وبقدر ما يدل بقاء هذه الأعياد إلى يومنا هذا في بلاد المسلمين على عظمة حضارة الإسلام؛ بقدر ما يدل إظهارها ومحاولة تعميمها على قدر الهزيمة النفسية التي ابتليت بها الأمة في العصور المتأخرة، مما كان له أكبر الأثر في تسلط الأعداء عليها.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يا أصحاب الحجة والبيان ... لا تخطئوا العنوان!

 

عبد العزيز مصطفى كامل

لا أريد بداية بهذه الكلمات أن أصدر بياناً مستقلًّا، فلست إلى هذا الشأن أو ما يدانيه أصل.

وأؤكد بداية أني لا أقلل من شأن البيانات والتصريحات التي صدرت عن فاجعة غزو غزة، فلست عن أهمية هذا أغفل.

ولا أقصد أن استكثر على أهل غزة أي جهد من القول وإن كان بنصف كلمة، ومن البذل ولو كان بشق ثمرة.

 

ولكن - ودعوني أقول (ولكن) - أريد لفت الانتباه إلى أننا في أكثر بياناتنا لمعظم ما يصيبنا؛ نصر على حرث البحر، وزرع الهواء، وتلقيح القبور ببذور الزهور، وذلك بتجاهل حقائق ما وراء المواقف، وتجاوزالحكم عليها وبيان الموقف العلمي الشرعي المطلوب فيها، وتعالوا نتأمل في ردود أفعالنا تجاه النوازل المتتابعة التي تعد البيانات الصادرة عن النخب العلمية والفكرية والدعوية أبرز صورها وأقوى صدى لها، لما تمثله من خلاصة رأي الخاصة، التي على العامة أن يأخذوا بها ويتحركوا على وفقها.

وأتجاوز هنا الحديث عن بيانات الهيئات والشخصيات والاتجاهات العلمانية، رسمية كانت أو شعبية، قاصدًا البيانات الصادرة عن فعالياتنا الإسلامية.

 

ولنأخذ النازلة الأخيرة في غزة نموذجًا،

سواء طوال مدة الحصار، أو ما تلاها من فتح بوابات الجحيم والنار على إخواننا الصامدين:

 

- فأكثر بياناتنا منذ بدأ الحصار، تطالب وتناشد (المنظمات الدولية)، بأن تطبق مقررات العدل، وتراعي قيم الإنسانية، وتتدخل لإنهاء هذه المأساة، مع علمنا أنهم لا يسمعوننا، ولو سمعوا ما استجابوا لنا! وتدل على ذلك عشرات إن لم تكن مئات المرات التي جرى فيها بيننا وبينهم حوار الطرشان دون إسماع أو إفهام!

 

- ومعظم البيانات والنداءات منذ بدأ الحصار، تناشد (الأنظمة العربية) أن تدخل "بكل ثقلها" لرفع المعاناة عن إخواننا، ونحن نعلم أن أكثر تلك الأنظمة كانت مشارِكة مشارَكة منظمة في صنع هذه الحالة، بوضع غزة تحت وطأة الحصار، توطئة لإدخالها تحت خط النار، والهدف إخراج حماس من المعادلة، لأن أجندتها لم تعد مناسبة لطريق الاعتراف والتطبيع الذي تتوجه إليه معظم تلك الأنظمة.

 

- ولم تخل بياناتنا طيلة مدة الحصار؛ من "مناشدة" الحكومة المصرية، بأن تتجمل وتتكرم، وتستجيب للنداء والرجاء والاستجداء، بفتح كوة التنفس من بوابة رفح، مع أن كثيرًا من الموقعين على البيانات التي صدرت سابقًا ولاحقًا يعرفون أن مصر الرسمية في حرب مع الاتجاهات الإسلامية ولو كانت سلمية في مصر والعالم منذ عقود طويلة، ولذلك كان بدهيًّا أن نتوقع استمرار الحصار مضروبًا حتى يحقق هدفه، وهو إسقاط حكومة حماس الجهادية بصيغتها الإخوانية التي ما يزال النظام المصري منهمكًا في حرب مفتوحة مع شقيقتها المصرية رغم سلمية طريقتها ومدنية نشاطها!

 

- وكل بياناتنا بشأن محنة إخواننا، كانت تنادي ولا تزال تطالب (الإخوة الفرقاء) بالالتقاء، ونسيان الخلافات وتوحيد الطروحات، مع يقيننا بأن الخلاف بين زعماء الفريقين خلاف تضاد منهجي، لا تنوع حركي، ومع علمنا بأن طريقي الإيمان والنفاق لا يلتقيان، وأن الأمانة والخيانة نقيضان لا يمتزجان، وأن صيغة الوحدة الوحيدة المقبولة لدى الأنظمة مصريًّا وفلسطينيًّا وعربيًّا ودوليًّا، هي أن تركع حماس ومعها قيم الإيمان، لتخضع لسلطة عباس ولي الأمريكان، وأن تظل الرايات العلمانية هي المرفوعة مرفرفة إلى جوار رايات الدولة الصهيونية اليهودية.

 

 

لهذا قلت وأقول:

تبقى أمور من (البيان) ينبغي أن يراعيها ولا يتجاهل معانيها أي بيان أو تصريح أو فتوى أو تحرك يصدر عن خواص الأمة بشأن نوازل المسلمين حاضرًا أو مستقبلًا، وهي الأمور والقضايا التي تقف خلف المواقف والنوايا المعلنة من الأطراف في كل أزمة، ولا شك أن استكشاف ذلك ثم كشفه مهم، وهو ليس من الأمور المعضلة أو الخفايا الغامضة، بحيث نساهم بسكوتنا عنه أو تجاهلنا له في تحقيق مآرب المخططين، وتغطية سوءات المتآمرين؟ لا يكفي في الأحداث الكبيرة أن يعرف الناس تسلسلها والجديد فيها، بل الأهم من ذلك أن يعرفوا حقيقة ما أدى إليها وما يتوقع من ورائها، وهذه وظيفة الخواص في اقتناص لحظة الحدث لتحقيق (استفاضة البيان) بشأن القضايا التي تتوه في التفاصيل أويطويها النسيان.

 

إن ما يسمى – مثلًا – (بالنظام الدولي) والذي أجهدنا أنفسنا في مناشدته "بالضغط " لرفع الحصار ثم السعي لوقف العدوان، هو بالضبط من أسبغ على ذلك الحصار ثم ذاك العدوان صبغة "الشرعية الدولية " تمامًا كما فعل في حصار العراق ثم العدوان عليه، وحصار أفغانستان ثم العدوان عليها، والحصارات التي فرضت ويمكن أن تفرض على بلاد أخرى إسلامية تمهيدًا للعدوان عليها، مثل السودان أو الصومال أو غيرها من شعوبنا الإسلامية المتربص بها لأهداف استكبارية، كما أن ذلك النظام الدولي هو الذى أعطى شرعيته الدولية منذ ست عقود لوجود الدولة الصهيونية المعتدية على أرضنا الإسلامية، إضافة إلى ذلك فإن (المجتمع) الدولي الرسمي تحت ذاك النظام هو الذي اجتمع مع أمريكا في حربها العالمية ضد المسلمين المقاومين للعدوان، باسم الحرب على (الإرهاب) التي كان ولابد أن تشمل منظمة حماس وفقًا للتصنيف الأمريكي، والتصفيق العربي.

 

- وإن ما يعرف (بالنظام العربي) في معظم دوله، كان من البدهي أن نفهم بأنه شريك رسمي معلن لأمريكا في حربها ضد ذلك "الإرهاب" المدعَى، فكان من غير المتوقع أن يرفع ذلك النظام حصارًا فرضته الحليفة الكبرى – أمريكا ـ لأن المحاصرين ليسوا فقط "حركة إرهابية" كما تصنفها الحكومة الأمريكية، ولكن "حكومة إرهابية" كما وصفتها الحكومة الصهيونية، وتبعتها منظمة "التحرير" الفلسطينية!

 

- وكذلك فإن (النظام المصري) الذي لم يسمح لجماعة الإخوان المسلمين "المسالمة" في مصر بالمشروعية عبر أكثر من نصف قرن مع تسميته لها (بالجماعة المنحلة) في عهوده المتتالية؛ لم يكن ليسمح - كما قال مسئول رفيع في النظام – (بإمارة إسلامية) على حدود مصر، مع أن ذلك النظام وغيره رضوا واعترفوا وطبعوا مع دولة همجية عنصرية توسعية على حدود أربع دول عربية، مع علم الجميع بأنها تستهدف ما تحت كراسيهم، وما فوق عروشهم في خططها المعلنة المستقبلية!

 

- وهكذا أيضًا – يا موقعون - كيف تتوقعون بل كيف تطالبون في بياناتكم بمزج المنهج العلماني الوضيع، بمنهج الإسلام السامي الرفيع، عن طريق مناشدة الإسلاميين في فلسطين أن يكونوا صفًّا (واحدًا) مع العلمانيين الخائنين للوطن والدين؟ ومتى حدث في التاريخ أن يكون المنافقون والمؤمنون بعضهم أولياء بعض؟!

 

- ثم إننا نتوهم ونوهم الأخرين، ونظل نتوقع ونوقع الآخرين في تحقق خرافة دعم الأنظمة للحركات المقاومة، ففي كل نازلة ترتفع الأصوات في البيانات والمؤتمرات والندوات منادية تلك الحكومات بإعلان الجهاد، ودعم حركات المقاومة في العالمين العربي والإسلامي، ومدها بما تحتاج إليه من مال وعتاد، مع ضرورة تحريك الجيوش التي تتسلح بالمليارات من ميزانيات قوت أطفالنا، وأدوية مرضانا، ومشاريع تشغيل شبابنا العاطل ومرافقنا المهملة.

 

 

نطالب بذلك كل مرة مع تأكدنا بأن تلك الجيوش لم تعد لها وظيفة إلا حماية العروش، ومع يقيننا بأن الدور المناط بمعظم تلك الحكومات هو مقاومة المقاومة، حتى تبقى تلك الأنظمة وحلفاؤها سالمة.

 

- وأيضًا فإننا نسرف في التعويل على الصراخ والعويل في مظاهراتنا ومسيراتنا (السلمية)، تحت وقع الضربات (الحربية) التي تفتك بالآلاف من المدنيين قبل العسكريين، مطالبين بتدخل الزعماء دعمًا لتحرك الشعوب؛ مع أننا لم نر في أزمة من أزماتنا أن تظاهرات المحتجين وحدها؛ أعادت حقًّا، أو أرجعت أرضًا أو تبعتها مناصرة الرسميين، مدنيين أو عسكريين، خاصة في بلاد المسلمين، ولكن العسكر لو تحركوا، فلقمع المحتجين وتفريق المتظاهرين، أو على الأقل انتظارهم حتى يقضوا وطرهم وينفسوا احتقانهم ثم ينصرفوا "راشدين"!!

 

 

ساعة الحقيقة:

إذن نحن أمام ساعة حقيقة قدرية، تحتاج إلى مزيد من (بيان) الحقيقة الشرعية، حيث يتوجب على قادة الأمة من علمائها وأولي الرأي فيها أن يبينوا للناس ما وراء الأحداث، والحكم الشرعي في كل قضية حتى تُبنى عليها المواقف العملية، فالواقع المر أننا نقر في كثير من بياناتنا ونداءاتنا وترجياتنا، بشيء من شرعية ما تقوم به تلك النظم الدولية والإقليمية والمحلية، عندما نصر على إعطائها اعتبارًا ومصداقية، مهما صدر عنها من جنايات، وظهر من خيانات.

 

وما دام الأمر يتعلق بمطالبات ومناشدات؛ فدعونا نطالب "أعلام الموقعين" على البيانات، ممن نعلم سمعهم ونرجو جوابهم، أن يفيدوا الجماهير الغاضبة الصاخبة، بالأمور الواجبة شرعًا وعقلًا، عندما يستحكم تحالف المنافقين مع الكافرين، ويظهر ما كان مخفيًّا من التآمر عبر سنين، فيبينوا لهم ما هو الحكم الشرعي الواضح في المُصرين على تطبيع العلاقات مع المعتدين، وتنسيق التحركات مع أشد الناس عداوة للذين آمنوا، والتحالف مع الكفار الظاهرين ضد المسلمين المنافحين عن العرض والدين في فلسطين وغير فلسطين؟

 

نريد من (المبينين) المكلفين بالبلاغ المبين أن يدلوا عموم الأمة على سبل النصرة المتاحة، بعد أن صارت في غالبيتها غير مباحة بعد تحريم الأنظمة لها، وتجريمهم لمقترفها، بدءًا من غلق الحدود أمام المجاهدين، ومحاصرة طرق التواصل مع المقاومين، وإغلاق منافذ توصيل المساعدات والتبرعات المباشرة، ومرورًا بحرمان أصحاب المنابر حتى من النصرة بالحناجر، مع قمع المسيرات ومنع التظاهرات، ووصولًا إلى ما استمر طيلة فترة الحصار من منع القنوت العام في المساجد وتجريم التجمع فيها لمدارسة شئون المسلمين بدعوى عدم خلط السياسة بالدين!!

 

إن من أعاجيب السلوك الممنهج في أوساط العلماء والمفكرين وطلبة العلم مع قضية فلسطين، التي تتجدد فصول مصائبها كل حين، أنها عبر السنين (الستين) الماضية، لا تزال ملفاتها (الشرعية) شاغرة، إلا من أقل القليل من الدراسات الجادة المعمقة للنوازل المتعلقة بها، والوسائل الشرعية لتحريرها، والفتاوى الموضحة لبيان الفرق بين الباطل والحق في السياسات التي تدار بها، وكذلك الاستراتيجيات السياسية والعسكرية التي تليق بجلال قضيتها.

وقد كان مغرقًا في العجب إلى حد الغضب تلك الضجة التي أحدثتها فتوى الدكتور عوض القرني في ضرورة توسيع دائرة الجهاد ضد اليهود إلى خارج فلسطين، لفتح المجال أمام المسلمين خارج الأرض المقدسة للقيام بواجب مساعدة إخوانهم في الدين في مواجهة المعتدين الكافرين المجرمين!!

 

يا الله!! أبعد ستين عامًا من احتلال فلسطين ومناطق أخرى حول فلسطين، تطرح لأول مرة مثل تلك القضية في الأوساط العلمية فيثار لأجلها ذلك اللغط، لدرجة أن يتهم صاحبها بالغلط والشطط؟! لست هنا بصدد التأييد أو التنديد بالفتوى، فقد أتفق معها أو أخالفها بزيادة أو نقصان، ولكني أتساءل بل أسائل مجامعنا العلمية، ورموزنا الفقهية والفكرية، ألا يعد مجرد (بحث) هذه القضية وأمثالها في العقود الماضية على درجة من الأهمية بحيث تحتاج إلى مدارسة علمية ومعالجة فقهية ضمن مسائلنا في السياسة الشرعية؟ أم أن (فصل الدين عن السياسة) امتد أثره ليشمل أيضًا أمور السياسة الشرعية؟ أم أننا نقتصر على القريب من المسائل، ونبتعد عن العصيب من النوازل ثم نرمي من يتجرأ على تخطي الخطوط الحمر المسكوت عنها، بالجرأة التي قد تصنع الفتن وتغذي التهور والغلو!

 

هناك كثير من أمثال تلك المسائل والنوازل تنتظر فتاوى مؤصلة ودراسات مفصلة، تزيل الحيرة، وتضبط المواقف بضوابط الشريعة ومحكمات العقيدة، دون تفريط أو إفراط، فكثير من المسائل (المعلقة) تتعلق بها أمور عقدية وواجبات شرعية، لا يسع تأخير بيانها عن وقت الحاجة، خاصة عندما تشتد الحاجة إليها في مثل أحوال أمتنا الراهنة التي تدهما الأحداث، وتدميها التحديات.

 

نريد مثلًا فتاوى وبيانات علمية ـ وليست إعلامية ـ في أحكام التعامل مع ما يسمى بمقررات الشرعية الدولية، عندما تتعارض مع قواطع العقائد والشرائع الإسلامية، وعندما تقتطع بها قطاعات كبيرة من حقوقنا ومقدراتنا، ونريد دارسات تقويم شرعي وعقدي لكل ما أصبح شريعة واجبة الاحترام والالتزام من الاتفاقيات والمعاهدات العلنية والسرية التي يبرمها قادتنا السياسيون من وراء ظهر قادتنا الدينيين والفكريين، على الرغم من كونها تخص مستقبل أجيالنا والأجيال من بعدنا، والتي لم يطلب فيها رأي خاصة ولا عامة، قبل إخضاع الأمة لأحكامها، وتكبيلها بقيودها، كاتفاقية المعابر هذه التي صنعت محنة غزة، بحيث أصبح احترامها مقدمًا على محكمات القرآن والسنة وإجماع الأمة!

 

ونريد تفصيلًا من أهل العلم في الأحكام المتعلقة بالآثار العملية لأحكام الولاء للكافرين والعداء للمؤمنين، وما موقع تلك العقيدة في تحديد من معنا ومن ضدنا؟ وهل تعد مسائل تطبيع العلاقات مع المحاربين وتقطيعها مع الموحدين؛ وكف السلاح عن المحاربين في معاهدات سلمية أبدية، بل التخندق معهم ضد المسلمين المقاومين هل كل ذلك من مسائل "الاجتهاد" الواسعة الأمر أمام ولاة الأمر؟ وهل طاعتهم في هذا الاجتهاد واجبة على عموم الرعية في قطاعاتها المدنية والعسكرية؟ وهل .. وهل .. وهل؟ من الكثير والكثير، مما لا تتسع هذة السطور؟!

 

إن البيان في هذا وغيره هو جهاد العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، والبيان العلمي - لا الإعلامي ـ هو أول واجباتهم، وأسمى ما يُنتظر منهم، أما كتمانه أو إهماله فهو مكمن هوانهم وانصراف الناس عنهم، {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187]، نسأل الله أن ينفع الأمة بعلمهم، وينشر الحق على ألسنتهم.

 

أقول ختامًا

في شأن محتوى أكثر البيانات والمناشدات والتصريحات والتحركات الصادرة مؤخرًا بشأن نازلة غزة: (أبشروا) .. فلن تغلق سفارات، ولن تقطع علاقات، ولن تتحرك جيوش، ولن يعلن جهاد، ولن يلغى تطبيع، بل ولن تنعقد مؤتمرات قمم لأولي الهمم، إلا بعد أن يطمئن (ولاة الأمر) إلى أن الأمر في غزة، قد انتهى إلى ما يريده الأمريكان وما يمتناه الصهاينة؛ الذين لن يأمروا بفك الحصار أو وقف إطلاق النار، إلا بعد أن يقع أحد أمرين: إسقاط حكومة حماس وإعادة عصابة عباس، أو إسقاط (مبادئ) حماس بجرها إلى التسوية المخزية، وفق شروط (اللجنة الرباعية) الطاغية.

 

وعندها – أي عند التخلص من المشروع الاسلامي في فلسطين لا قدر الله ـ سوف يرى الجميع كيف ستفتح البوابات الحدودية، وتتدفق المساعدات الإنسانية، وتتوالى مكرمات المراسم الأميرية والملكية والجمهورية، على سكان الأراضي الفلسطينية، بعد رجوعها – لا سمح الله – لسلطة الحكومة العلمانية العميلة الهزيلة التي لم يصدر ـ بالمناسبة – بشأنها بيان أو فتوى، مع أن النظام العربي كله أعطاها الإذن كله، أن تتصرف كما تشاء، لا في شأن غزة وحدها، ولكن في ربوع الأرض المقدسة جميعها، وفوضها في تحديد مصير القدس والأقصى في مفوضاتها السرية، التي لا يدري بشأنها أحد من قياداتنا العلمية أو الفكرية، كما حدث ويحدث فى الاتفاقات والمعاهدات السابقة، وأخواتها اللاحقة التي تنتظر ما تسفر عنه نازلة غزة!

د. عبد العزيز كامل

4 - 1 - 2009

 

https://ar.islamway.net/?iw_s=Article&...article_id=4947

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×