-
المتواجدات الآن 0 عضوات, 0 مجهول, 123 زوار (القائمه الكامله)
لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن
-
العضوات المتواجدات اليوم
إعلانات
- تنبيه بخصوص الصور الرسومية + وضع عناوين البريد
- يُمنع وضع الأناشيد المصورة "الفيديو كليب"
- فتح باب التسجيل في مشروع "أنوار الإيمان"
- القصص المكررة
- إيقاف الرسائل الخاصة نهائيًا [مع إتاحة مراسلة المشرفات]
- تنبيه بخصوص المواضيع المثيرة بالساحة
- الأمانة في النقل، هل تراعينها؟
- ضوابط و قوانين المشاركة في المنتدى
- تنبيه بخصوص الأسئلة والاستشارات
- قرار بخصوص مواضيع الدردشة
- يُمنع نشر روابط اليوتيوب
-
أحدث المشاركات
-
بواسطة امانى يسرى محمد · قامت بالمشاركة
الرسالة في ثلاث كلمات: س 354: آية كريمة من آيات الكتاب العزيز مكونة من ثلاث كلمات، اشتملت على جميع ما في الرسالة، فما هي؟ ج 354: قوله تعالى: ﴿ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ ﴾ [الحجر: 94]. الحرث: س 355: قال تعالى: ﴿ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ [البقرة: 223]، لماذا قال: ﴿ حَرْثَكُمْ ﴾، هذه اللفظة الدقيقة المعبرة عن الجماع؟ ج 355: لأنه لما كان يحتمل معنى كيف وأين احترس سبحانه بقوله: ﴿ حَرْثَكُمْ ﴾؛ لأنَّ الحرث لا يكون إلا حيث تنبت البذور، وينبت الزرع، وهو المحل المخصوص؛ [البرهان للزركشي 1/ 67]. تقديم ذكر العذاب: س 356 :قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة: 40]، لمَ قدم العذاب عن المغفرة في هذه الآية؟ ج 356: اقتضت الحكمة تقديم ذكر العذاب ترهيبًا وزجرًا؛ لأنَّ الآية وردت في ذكر قطاع الطريق والمحاربين والسُّرَّاق، فكان المناسب تقديم ذكر العذاب. وهو ما ورد في الآية 33 قبلها: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ ﴾ [المائدة: 33] والآية 38: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38]. تكرار [إذا]: س 357: في سورة كريمة من سور القرآن الكريم، تكرر اسم الشرط إذا اثنتا عشرة مرة في السورة ولم تكن غرابة ولا تنافر ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، فما هي هذه السورة الكريمة؟ ج 357: سورة التكوير. أحد عشر قسمًا متواليًا في سورة: س 358: أقسم الله تعالى في إحدى سور القرآن الكريم أحد عشر قسمًا متواليًا، ولا يوجد في القرآن بأكمله أقسام متوالية على هذا النسق البديع، فما الآيات؟ وما السورة؟ ج 358: قوله تعالى: ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحاها * وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها * وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها * وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها * وَالسَّماءِ وَما بَناها * وَالْأَرْضِ وَما طَحاها * وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها ﴾ [الشمس: 1 - 7]. جعلناه... لجعلناه: س 359: قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجًا... ﴾ [الواقعة: 68 - 70] وقال سبحانه: ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ* أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطامًا ﴾ [الواقعة: 63 - 65]، لماذا قال في الأولى جَعَلْناهُ وفي الثانية: لَجَعَلْناهُ؟ ج 359: في الأولى جعلناه أجاجًا مالحًا بدون لام التوكيد؛ لأن أحدًا لن يستطيع الادِّعاء بإمكانيته إنزال المطر المالح الأجاج من السحب، فلا حاجة للتوكيد، بينما في الثانية كان التوكيد لضرورة، فهناك من قد يدعي أنه يستطيع إتلاف الزرع؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 35]. والذي هو يطعمني: س 360: قال تعالى: ﴿ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ﴾ [الشعراء: 81]، وقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴾ [الشعراء: 79]، لماذا جاء بكلمة هُوَ في الثانية ولم يأتِ به في الأولى؟ ج 360: جاء بكلمة هُوَ ليؤكد الفعل الإلهي وصرف دعوة المدَّعين أنهم سبب الإطعام، بينما في الأولى لن يدعي أحد خلق الإنسان وإماتته وإحياءه؛ فلم تكن ضرورة للتوكيد؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 35]. السمع والبصر: س 361: قال تعالى: ﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ ﴾ [النحل: 78]، وقال سبحانه: ﴿ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصارًا وَأَفْئِدَةً ﴾ [الأحقاف: 26]، لماذا يقدم دائمًا السمع على البصر؟ ج 361: الحقيقة العلمية أن السمع أكثر كمالًا وإرهافًا، كما يصاحب السمع الإنسان حتى في نومه فينام بصره ولا ينام سمعه. وتشريحيًّا جهاز السمع أعظم دقة من العين. والطفل لا يرى ولكنه يسمع من لحظة الميلاد. وإشارة إلى أنَّ السمع لا يتعطَّل في النوم أو غيره كانت الآية: ﴿ فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴾ [الكهف: 11] دلالة على تعطيل كافة الحواس. فتأمل هنا كذلك الإعجاز العلمي إلى جانب الإعجاز البلاغ؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 33]. اختلاف الفاصلتين: س 362: قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [الجاثية: 15]، وقال سبحانه: ﴿ مَنْ عَمِلَ صالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]، ما سِرُّ اختلاف الفاصلتين في الآيتين؟ أي اختلاف الخاتمتين. ج 362: نكتة ذلك أنَّ قبل الآية الأولى: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الجاثية: 14]، فناسب الختام بفاصلة البعث؛ لأن قبله وصفهم بإنكاره، وأما الآية الثانية فالختام بما فيها مناسب أنه لا يضيع عملًا صالحًا ولا يزيد على من عمل سيئًا؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 131]. اختلاف الفاصلتين: س 363: قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116]، ما سبب اختلاف الفاصلتين في الآيتين؟ ج 363: نكتة ذلك أن الأولى نزلت في اليهود وهم الذين افتروا على الله ما ليس في كتابه، والثانية نزلت في المشركين ولا كتاب لهم وضلالهم أشد؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 131]. تقديم المنِّ على الفداء: س 364: قال تعالى: ﴿ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً ﴾ [محمد: 4]، لماذا قدَّم المنَّ على الفداء؟ ج 364: في الآية الكريمة إشارة إلى ترجيح حرمة النفس على طلب المال، فالمجاهد في سبيل الله يقاتل لإعلاء كلمة الله، لا للمغنم المادي والكسب الدنيوي؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 449]. وتدلوا: س 365: قال تعالى: ﴿ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 188]، ما الحكمة في التعبير بكلمة ﴿ وَتُدْلُوا ﴾؟ ج 365: كلمة تدلوا تبين أن اليد التي تأخذ الرشوة هي اليد السفلى، مع كون الحكام الذين تلقى إليهم الأموال في الأعلى لا في الأسفل، فجاءت لتعبِّر عن دناءة المرتشي وسفله ولو كان في الذروة من حيث المنصب وموقع المسئولية؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 32]. فاجلدوا: س 366: قال تعالى: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ﴾ [النور: 2]، لم عبَّر بقوله: ﴿ فَاجْلِدُوا ﴾ ولم يقل: فاضربوا؟ ج 366: للإشارة إلى أن الغرض من الحد الإيلام بحيث يصل ألمه إلى الجلد؛ لعظم الجرم ردعًا له وزجرًا؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 15]. غض البصر: س 367: قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ [النور: 30]، ما السر في تقديم غض البصر على حفظ الفروج؟ ج 367: لأن النظر بريد الزنا ورائد الفجور، وهو مقدمة للوقوع في المخاطر، ولأن البلوى فيه أشد وأكثر، ولا يكاد يقدر على الاحتراس منه، وهو الباب الأكبر الذي يوصل إلى القلب؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 148]. أغطش: س 368: قال تعالى: ﴿ وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها ﴾ [النازعات: 29]، لم قال: "أغطش"، ولم يقل: أظلم؟ ج 368: أغطش مساوية من حيث الدلالة اللغوية لأظلم؛ ولكن أغطش تمتاز بدلالة أخرى من وراء حدود اللغة، فالكلمة تعبر عن ظلام انتشر فيه الصمت وعمَّ الركود وبدت في أنحائه مظاهر الوحشة، ولا يفيد هذا المعنى أظلم؛ إذ هي تعبر عن السواد الحالك ليس غير؛ [مباحث في إعجاز القرآن/ 147]. اثَّاقَلْتم: س 369: قال تعالى: ﴿ ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ﴾ [التوبة: 38]، ما الحكمة في التعبير بكلمة "اثَّاقَلْتُمْ"؟ ج 369: كلمة "اثَّاقَلْتُمْ" غير تثاقلتم، ففي حروف الأولى اندماج وتلاصق لتعبر أعظم تعبير عن جبن الجبناء الذين يلتصقون بالأرض خوفًا إذا ما دعوا إلى القتال؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 32]. الزانية والزاني: س 370: قال تعالى: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ﴾ [النور: 2]، لماذا قدم الزانية على الزاني بينما في السرقة قدم السارق على السارقة؟ ج 370: لما للمرأة من دور إيجابي يفوق دور الرجل، كما أنَّ آثار الزنى ستظهر على المرأة لا الرجل؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 33]. من إملاق، خشية إملاق: س 371: قال تعالى: ﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ﴾ [الأنعام: 151]، وقال سبحانه: ﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ﴾ [الإسراء: 31]، لماذا قال في الأولى: ﴿ مِنْ إِمْلاقٍ ﴾ وفي الثانية: ﴿ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ ﴾؟ ج 371: لأن الأولى خطاب للفقراء المقلين؛ أي: لا تقتلوهم من فقر بكم فحسن: ﴿ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ ﴾- ما يزول به إملاقكم. ثم قال: ﴿ وَإِيَّاهُمْ ﴾؛ أي: نرزقكم جميعًا. والثانية خطاب للأغنياء: أي خشية فقر يحصل لكم بسببهم، ولذا حسن: ﴿ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ﴾؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 148]. وجنة عرضها السماوات والأرض: س 372: قال تعالى: ﴿ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ﴾ [آل عمران: 133]، لماذا قال الحق سبحانه وتعالى: ﴿ عَرْضُهَا ﴾ ولم يقل: طولها؟ ج 372: لأن العرض أخص؛ إذ كل ما له عرض فله طول ولا ينعكس؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 101]. بعض آية ومعانٍ جمَّة: س 373: قال السيوطي في إتقانه عن بعض آية: جمعت الخير والطلب والإثبات والنفي والتأكيد والحذف والبشارة والنذارة والوعد والوعيد، فما هي الآية؟ ج 373: قوله تعالى: ﴿ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 124]. الحياة الآمنة: س 374: قالوا في الآية: المعنى كثير واللفظ قليل. وقد فضلت هذه الآية على أوجز ما كان عند العرب في هذا المعنى وهو قولهم: القتل أنفى للقتل بعشرين وجهًا أو أكثر. فما هي هذه الآية البالغة الذروة في الإيجاز والفصاحة؟ ج 374: قوله تعالى: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ﴾ [البقرة: 179]. من مال وبنين: س 375: قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ ﴾ [الشعراء: 88]، وقال سبحانه: ﴿ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ﴾ [آل عمران: 116]. لماذا قدم الله تعالى المال على البنين؟ ج 375: أثبتت الدراسات الاجتماعية والواقع المجرب أنَّ المال عند أكثر الناس أعز من الولد، كما يفقد المرء أولاده، ولكنه يحرص على ماله الذي يصحبه حتى الممات. وفوق هذا وذاك، يستغني الإنسان عن ولده في أمور معيشته ولكنه لا يستطيع أن يستغني عن المال، فبدونه لا تتحقق له معيشة وحياة؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 34]. لمن عزم الأمور: س 376: قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43] لم الصبر في الأولى ﴿ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ وفي الثانية ﴿ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾؟ ج 376: سر التوكيد باللام في الثانية أنه صبر مضاعف؛ لأنه صبر على عدوان بشري له فيه غريم وهو مطالب فيه بالصبر والمغفرة معًا، وهو أمرُّ على النفس من الصبر على القضاء الإلهي الذي لا حيلة فيه؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 35]. العدة حق للمطلق: س 377: قال تعالى: ﴿ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها ﴾ [الأحزاب: 49]، لماذا أسند العدة للرجال في قوله تعالى: ﴿ لَكُمْ ﴾؟ ج 377: إشارة إلى أنها حق للمطلق، فوجوب العدة على المرأة من أجل الحفاظ على نسب الإنسان، فإنَّ الرجل يغار على ولده، ويهمه ألَّا يسقي زرعه بماء غيره، ولكنها على المشهور ليست حقًّا خالصًا للعبد؛ بل تعلُّق بها حق الشارع أيضًا، فإنَّ منع الفساد باختلاط الأنساب من حق الشارع؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 288]. ثنى ثم جمع ثم أفرد: س 378: قال تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 87]، لماذا ثنَّى في الخطاب ثم جمع ثم أفرد؟ ج 378: ثنى في الأول تَبَوَّءا؛ لأنه خوطب أولًا موسى وهارون لأنهما المتبوعان، ثم سيق الخطاب عامًّا ﴿ وَاجْعَلُوا ﴾ و ﴿ وَأَقِيمُوا ﴾ لهما ولقومهما باتخاذ المساجد والصلاة فيها؛ لأنه واجب عليهم، ثم خصَّ موسى بالبشارة وَ﴿ بَشِّرِ ﴾ تعظيمًا له؛ [البرهان للزركشي 2/ 242]. من فوقهم: س 379: قال تعالى: ﴿ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾ [النحل: 26]، لماذا قال: ﴿ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾، والسقف لا يكون إلا من فوق؟ ج 379: لأنه سبحانه رفع الاحتمال الذي يتوهم من أنَّ السقف قد يكون من تحت بالنسبة، فإنَّ كثيرًا من السقف يكون أرضًا لقوم وسقفًا لآخرين، فرفع تعالى هذا الاحتمال بشيئين: وهما قوله: ﴿ عَلَيْهِمُ ﴾، ولفظة "خرّ"؛ لأنها لا تُستعمَل إلا فيما هبط أو سقط من العلوِّ إلى أسفل، وهذا من بلاغة القرآن ودقته؛ [البرهان للزركشي 3/ 67]. تواب حكيم: س 380: قال تعالى: ﴿ وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ * وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴾ [النور: 9، 10]، لما كانت الفاصلة في الآية ﴿ حَكِيمٌ ﴾؟ ج 380: إنَّ الذي يظهر في أول النظر أنَّ الفاصلة تواب رحيم؛ لأنَّ الرحمة مناسبة للتوبة، وخصوصًا من هذا الذنب العظيم، ولكن هاهنا معنى دقيق من أجله قال ﴿ حَكِيمٌ ﴾، وهو أن ينبِّه على فائدة مشروعية اللّعان، وهي الستر عن هذه الفاحشة، وذلك من عظيم الحكم؛ فلهذا كان حَكِيمٌ بليغًا في هذا المقام دون رحيم؛ [البرهان للزركشي 1/ 91]. عشرون ضربًا من البديع في آية: س 381: قال ابن أبي الأصبع: ولم أرَ في الكلام مثل قوله تعالى... وذكر الآية، فإن فيها عشرين ضربًا من البديع، وهي سبع عشرة لفظة، كل لفظة سهلة مخارج الحروف عليها رونق الفصاحة مع الخلو من البشاعة وعقادة التركيب، فما هي هذه الآية الغنية بضروب البديع؟ ج 381: قوله تعالى: ﴿ وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 44]. آية تكررت ثماني مرات في سورة: س 382: التكرار من محاسن الفصاحة في القرآن الكريم، وفي إحدى سور القرآن الكريم تكررت هذه الآية ثماني مرات: ﴿ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾، كل مرة عقب كل صورة. فما هي هذه السورة؟ ج 382: سورة الشعراء. أذلة على المؤمنين أعزّة على الكافرين: س 383: قال تعالى: ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ﴾ [المائدة: 54]، لماذا قال: ﴿ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ﴾ عقب ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾؟ ج 383: فإنه لو اقتصر على ﴿ أَذِلَّةٍ ﴾ لتوهم أنه لضعفهم فدفع هذا الوهم بقوله: ﴿ أَعِزَّةٍ ﴾، وسبحان من هذا كلامه؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 96]. أشداء على الكفار رحماء بينهم: س 384: قال تعالى في وصف أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم: ﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح: 29]، لماذا قال: ﴿ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ﴾ عقب ﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ﴾؟ ج 384: إذ لو اقتصر على ﴿ أَشِدَّاءُ ﴾ لتوهم أنه لغلظهم، فدفع هذا الوهم بقوله: ﴿ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الإتقان للسيوطي 2/ 96]. ذلكم قولكم بأفواهكم: س 385: قال تعالى: ﴿ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ﴾ [الأحزاب: 4] قال الزمخشري: من المعلوم أن القول لا يكون إلا بالفم، فلماذا ذكر قوله: ﴿ بِأَفْواهِكُمْ ﴾؟ ج 385: الجواب: أنَّ فيه إشارة إلى أنَّ هذا القول ليس له من الحقيقة والواقع نصيب، إنما هو مجرد ادعاء باللسان، وقول مزعوم باطل نطقت به شفاههم دون أن يكون له نصيب من الصحة والله أعلم؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 260]. ثم طلقتموهن: س 386: قال تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ ﴾ [الأحزاب: 49]، لماذا كان التعبير بـ "ثُمَّ" دون الفاء أو الواو؟ ج 386: لأن "ثُمَّ" تفيد الترتيب مع التراخي، للإشارة إلى أنَّ الطلاق ينبغي أن يكون بعد تريث وتفكير طويل، ولضرورة ملحة؛ لأن الطلاق من الأمور التي يبغضها الله؛ حيث فيه هدم وتحطيم للحياة الزوجية؛ ولهذا قال بعض الفقهاء: إنَّ الآية ترشد إلى أنَّ الأصل في الطلاق الحظر، وأنه لا يباح إلا إذا فسدت الحياة الزوجية، ولم تفلح وسائل الإصلاح بين الزوجين؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 288]. فلا يقربوا: س 387: قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا ﴾، لماذا كان النهي عن قربان المسجد الحرام مع أن المراد نهيهم عن دخول المسجد الحرام؟ ج 387: النهي عن قربان المسجد الحرام جاء بطريق المبالغة؛ لأن الغرض نهيهم عن دخول المسجد الحرام، فإذا نهوا عن قربانه كان النهي عن دخوله من باب أولى، كما في قوله تعالى: ﴿ وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ ﴾، وقوله: ﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى ﴾، فيكون النهي عن أكل مال اليتيم، وارتكاب الزنا محرمًا من باب أولى؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 579]. تكرار [أم]: س 388: أم حرف عطف تكرر في سورة كريمة من سور القرآن الكريم ستّ عشرة مرة بين آيات السورة، ولم تكن غرابة ولا تنافر ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، فما هي هذه السورة الكريمة؟ ج 388: سورة الطور. ويل يومئذ للمكذبين: س 389: في إحدى سور القرآن الكريم تكررت الآية: ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴾ ولم تكن غرابة ولا تنافر ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، فما هي السورة؟ وكم مرة تكررت الآية؟ ج 389: سورة المرسلات، تكررت الآية عشر مرات في السورة. والسارق والسارقة: س 390: قال تعالى: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ ﴾ [المائدة: 38] لماذا قدَّم السارق على السارقة؟ ج 390: لأنَّ السرقة في الذكور أكثر، والغالب وقوعها من الرجل؛ لأنَّه أجرأ عليها وأجلد وأخطر، فقدم عليها لذلك؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 14]. جباههم وجنوبهم وظهورهم: س 391: قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ﴾ [التوبة: 35]، لماذا قدَّم الجباه ثم الجنوب ثم الظهور؟ ج 391: لأن مانع الصدقة في الدنيا كان يصرف وجهه أولًا عن السائل، ثم يعرض بجانبه، ثم يتولَّى بظهره، فعوقب بكيِّها في نار جهنم؛ [مختصر تفسير الطبري]. ذو رحمة واسعة: س 392: قال تعالى: ﴿ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ ﴾ [الأنعام: 147]، لماذا قال: ﴿ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ ﴾ مع أنَّ ظاهر الخطاب ذو عقوبة شديدة؟ ج 392: إنما قال ذلك نفيًا للاغترار بسعة رحمة الله تعالى في الاجتراء على معصيته، وذلك أبلغ في التهديد، ومعناه: لا تغتروا بسعة رحمة الله تعالى في الاجتراء على معصيته، فإنَّه مع ذلك لا يردُّ عذابه عنكم؛ [البرهان للزركشي 1/ 91]. لعلَّهم يرشدون: س 393: قال تعالى: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة: 186] لماذا ختم الآية بقوله لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ عقب الأمر بطلب الدعاء والإجابة؟ ج 393: قيل: فيه تعريض بليلة القدر؛ أي: لعلهم يرشدون إلى معرفتها، وإنَّما يحتاجون للإرشاد إلى ما لا يعلمون، فإنَّ هذه الآية الكريمة ذكرت عقب الأمر بالصوم وتعظيم رمضان وتعليمهم الدعاء فيه، وأنَّ أرجى أوقات الإجابة فيه ليلة القدر؛ [البرهان للزركشي 1/ 93]. أفلا تعقلون: س 394: قال تعالى: ﴿ أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 76]، لماذا ختم الآية بقوله: ﴿ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾؟ ج 394: لأنَّ من دلَّ عدوَّه على عورة نفسه، وأعطاه سلاحه ليقتله به، فهو جدير بأن يكون مقلوب العقل؛ فلهذا ختمها بقوله: ﴿ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾؛ [البرهان للزركشي 1/ 83]. وهم لا يشعرون: س 395: قال تعالى على لسان النملة: ﴿ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ﴾ [النمل: 18]، لماذا قال: ﴿ لا يَشْعُرُونَ ﴾ عقب تحذير النملة؟ ج 395: هذا احتراس؛ لئلا يتوهم نسبة الظلم إلى سليمان عليه السلام؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 96]. أحد عشر جنسًا من الكلام في آية: س 396: آية كريمة من أربع كلمات، جمعت أحد عشر جنسًا من الكلام: النداء، والكناية، والتنبيه، والتسمية، والأمر، والقصص، والتحذير، والتخصيص، والتعميم، والإشارة، والعذر، فأدَّت خمسة حقوق: حق الله، وحق رسوله، وحقها، وحق رعيتها، وحق نبيِّها، ورعيته. فما هي هذه الآية الكريمة المعجزة؟ ج 396: قوله تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ ﴾ [النمل: 18]؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 71]. أصول الكلام في آية: س 397: آية كريمة من آيات الكتاب العزيز، جمع الله فيها أصول الكلام: النداء، والعموم، والخصوص، والأمر، والإباحة، والنهي، والخبر، فما هي الآية الكريمة؟ ج 397: قوله تعالى: ﴿ يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [الأعراف: 31]؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 72]. أعظم آية في القرآن فصاحة: س 398: قال ابن العربي: هي من أعظم آي القرآن فصاحة؛ إذ فيها أمران ونهيان وخبران وبشارتان، فما هي؟ ج 398: قوله تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7]. لو غفر ورحم لما قطع: س 399: قال الأصمعي: كنت أقرأ: "﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ ﴾ [المائدة: 38] غفور رحيم" وبجانبي أعرابي فقال: كلام من هذا؟ فقلت: كلام الله. قال: أعد، فأعدت، فقال: ليس هذا كلام الله، فانتبهت، فقرأت: ﴿ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾، فقال: أصبت، هذا كلام الله، فقلت: أتقرأ القرآن؟ قال: لا، فقلت: من أين علمت؟ ج 399: قال الأعرابي: يا هذا، عزّ فحكم فقطع ولو غفر ورحم لما قطع؛ وبهذا كشف الأعرابي وجه الإعجاز في الآية؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 545]. الأمن والأمنة: س 400: قال تعالى: ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ ﴾ [الأنفال: 11] وقال سبحانه: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ﴾ [العنكبوت: 67]، فما هو الفرق بين الأمنة والأمن في الآيتين؟ ج 400: ورد في كتاب الكليات لأبي البقاء هذا الفرق: الأمن يكون مع زوال سبب الخوف، والأمنة مع بقاء سبب الخوف، ونلاحظ في الآية الأولى أن النعاس الأمنة لم يلغ سبب الخوف، وهو وجود الكفار المحاربين ونشوب الحرب واحتدام القتال. ونلاحظ في الآية الثانية أنَّ الله امتنَّ على قريش بأن هيَّأ لهم الأمن، فعاشوا في ظلال حرم الله الآمن، عاشوا آمنين في واحة الأمن والأمان عند الكعبة، والناس حولهم يتعذبون ويتخطَّفون في صحراء الحرب والنهب والخوف والقلق. إن شاء الله: س 401: قال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ ﴾ [التوبة: 28] لماذا علق الإغناء بالمشيئة في الآية السابقة؟ ج 401: تعليق الإغناء بالمشيئة في قوله جل وعلا: ﴿ فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ ﴾ لتعليم رعاية الأدب مع الله تعالى كما في قوله تعالى: ﴿ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ﴾ وللإشارة إلى أنه لا ينبغي الاعتماد على أنَّ المطلوب سيحصل حتمًا، بل لا بدَّ من التضرُّع إلى الله تعالى في طلب الخير، وفي دفع الآفات؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 580]. وما أنزلنا على عبدنا: س 402: قال تعالى: ﴿ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ ﴾ [الأنفال: 41] لم قال: ﴿ عَبْدِنا ﴾ ولم يقل: محمدًا؟ ج 402: قوله تعالى: ﴿ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا ﴾ المراد به محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ وإنما لم يذكره باسمه تعظيمًا له وتكريمًا؛ لأنَّ أعظم وأشرف أوصاف الرسول صلّى الله عليه وسلّم وصفه بالعبودية، وهذا هو السرُّ في ذكره في سورة الإسراء بهذا الوصف الجليل: ﴿ سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ ﴾ وإضافة العبد إليه تعالى تشعر بكمال العناية والتكريم؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 602]. الإصلاح بين الزوجين: س 403: قال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُما ﴾ [النساء: 35]، لماذا قال: ﴿ حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ ﴾ و ﴿ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِها ﴾؟ ج 403: قال الزمخشري: وإنما كان الحكمان من أهلهما؛ لأن الأقارب أعرف ببواطن الأحوال، وأطلب للصلاح، وإليهم تسكن نفوس الزوجين، ويبرز إليهم ما في ضمائرهما من الحب والبغض، وإرادة الصحبة والفرقة، وموجبات ذلك ومقتضياته، وما يزويانه عن الأجانب، ولا يحبان أن يطلعوا عليه؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 468]. الإناث والذكور: س 404: قال تعالى: ﴿ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ ﴾[الشورى: 49] لماذا قدم سبحانه الإناث على الذكور في الآية؟ ج 404: يقول ابن القيم- رحمه الله- في كتابه أحكام المولود: بدأ سبحانه بذكر الإناث جبرًا لهنَّ لأجل استثقال الوالدين لمكانهنّ، وقيل- وهو أحسن-: إنما قد قدمهنَّ؛ لأنَّ سياق الكلام أنه فاعل ما يشاء لا ما يشاء الأبوان، فإنَّ الأبوين لا يريدان إلا الذكور غالبًا وهو سبحانه قد أخبر أنه يخلق ما يشاء، فبدأ بذكر الصنف الذي يشاء ولا يريده الأبوان. وعندي وجه آخر- والكلام لابن القيم- وهو أنه سبحانه قدَّم ما كانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدونهنَّ؛ أي: هذا النوع المؤخر عندكم مقدم عندي في الذكر، وتأمل كيف نكَّر الله الإناث، وعرَّف الذكور، فجبر نقص الأنوثة بالتقديم، وجبر نقص التأخير بالتعريف، فإنَّ التعريف تنويه؛ [أحكام المولود لابن القيم]. من كتاب جواهر قرآنية سؤال وجواب في القرآن قاسم عاشور شبكة الالوكة -
بواسطة امانى يسرى محمد · قامت بالمشاركة
(سورة الأنبياء) ﴿ لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَٰبًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿١٠﴾] وتنكير (كتاباً) للتعظيم؛ إيماء إلى أنه جمع خصلتين عظيمتين: كونه كتاب هدى، وكونه آية ومعجزة للرسول ﷺ لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، أو مُدَانِيه. ابن عاشور:17/22. ﴿ لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَٰبًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿١٠﴾] (ذكركم) أي: شرفكم، وفخركم، وارتفاعكم؛ إن تذكرتم به ما فيه من الأخبار الصادقة فاعتقدتموها، وامتثلتم ما فيه من الأوامر، واجتنبتم ما فيه من النواهي ارتفع قدركم، وعظم أمركم. السعدي:519. ﴿ فَسْـَٔلُوٓا۟ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٧﴾] لم يختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها، وأنهم المراد بقول الله تعالى: (فاسألوا). القرطبي:14/179. ﴿ فَسْـَٔلُوٓا۟ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٧﴾] وفي تخصيص السؤال بأهل الذكر والعلم نهيٌ عن سؤال المعروف بالجهل وعدم العلم، ونهيٌ له أن يتصدى لذلك. السعدي:519. ﴿ فَسْـَٔلُوٓا۟ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٧﴾] لم يؤمر بسؤالهم إلا لأنه يجب عليهم التعليم، والإجابة عما علموه. السعدي:519. ﴿ فَسْـَٔلُوٓا۟ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٧﴾] لم يؤمر بسؤالهم إلا لأنه يجب عليهم التعليم، والإجابة عما علموه. السعدي:519. ﴿ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٣﴾] (لاهية قلوبهم): غافلة؛ يقول: ما يستمع هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم هذا القرآن إلا وهم يلعبون، غافلة عنه قلوبهم، لا يتدبرون حكمه، ولا يتفكرون فيما أودعه الله من الحجج عليهم. الطبري:18/410. ﴿ ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿١﴾] ومن علم اقتراب الساعة قصر أمله، وطابت نفسه بالتوبة، ولم يركن إلى الدنيا، فكأن ما كان لم يكن إذا ذهب، وكل آت قريب، والموت لا محالة آت، وموت كل إنسان قيام ساعته، والقيامة أيضا قريبة بالإضافة إلى ما مضى من الزمان، فما بقي من الدنيا أقل مما مضى. القرطبي:14/171. ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٱلْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٢٤﴾] وليس عدم علمهم الحق لخفائه وغموضه، وإنما ذلك لإعراضهم عنه، وإلا فلو التفتوا إليه أدنى التفات تبين لهم الحق من الباطل تبيناً واضحاً جلياً. السعدي:521. ﴿ لَا يُسْـَٔلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْـَٔلُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٢٣﴾] لا يسأله الخلق عن قضائه في خلقه، وهو يسأل الخلق عن عملهم؛ لأنهم عبيد. القرطبي:14/189. ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٢٢﴾] فاقتضى الكلام أمرين: أحدهما نفي كثرة الآلهة، ووجوب أن يكون الإله واحداً، والأمر الثاني: أن يكون ذلك الواحد هو الله دون غيره. ابن جزي:2/34. ﴿ أَمِ ٱتَّخَذُوٓا۟ ءَالِهَةً مِّنَ ٱلْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٢١﴾] ووصف الآلهة بأنها من الأرض تهكم بالمشركين، وإظهار لأفن رأيهم، أي: جعلوا لأنفسهم آلهة من عالَم الأرض، أو مأخوذة من أجزاء الأرض من حجارة، أو خشب؛ تعريضاً بأن ما كان مثلَ ذلك لا يستحق أن يكون معبوداً. ابن عاشور:17/37. ﴿ ۚ وَمَنْ عِندَهُۥ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِۦ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿١٩﴾] (ومن عنده) أي: من الملائكة، (لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) أي: لا يملون، ولا يسأمونها؛ لشدة رغبتهم، وكمال محبتهم، وقوة أبدانهم. السعدي:520-521 ﴿ وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿١٨﴾] (ولكم الويل) يا معشر الكفار (مما تصفون) الله بما لا يليق به من الصاحبة والولد. البغوي:3/154. ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَٰطِلِ فَيَدْمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿١٨﴾] وهذا عام في جميع المسائل الدينية؛ لا يورد مبطل شبهة عقلية ولا نقلية في إحقاق باطل، أو رد حق، إلا في أدلة الله من القواطع العقلية والنقلية ما يُذهِبُ ذلك القول الباطل، ويقمعه، فإذا هو متبين بطلانه لكل أحد. السعدي:520. ﴿ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٣٥﴾] قال ابن زيد: نبلوهم بما يحبون وبما يكرهون، نختبرهم بذلك؛ لننظر كيف شكرهم فيما يحبون، وكيف صبرهم فيما يكرهون. الطبري:18/440. ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٣٥﴾] (ونبلوكم بالشر والخير) أي: نختبركم بالفقر والغنى، والصحة والمرض، وغير ذلك من أحوال الدنيا؛ ليظهر الصبر على الشر، والشكر على الخير، أو خلاف ذلك. ابن جزي:2/36. ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٣٥﴾] وهذه الآية تدل على بطلان قول من قال ببقاء الخضر، وأنه مُخَلَّد في الدنيا، فهو قول لا دليل عليه، ومناقض للأدلة الشرعية. السعدي:523. ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ ۖ أَفَإِي۟ن مِّتَّ فَهُمُ ٱلْخَٰلِدُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٣٤﴾] سببها أن الكفار طعنوا على النبي ﷺ بأنه بشر يموت، وقيل: إنهم تمنوا موته ليشمتوا به، وهذا أنسب لما بعده. ابن جزي:2/36. ﴿ وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّىٓ إِلَٰهٌ مِّن دُونِهِۦ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٢٩﴾] وأي ظلم أعظم من ادعاء المخلوق -الناقص الفقير إلى الله من جميع الوجوه- مشاركة الله في خصائص الإلهية والربوبية؟! السعدي:522. ﴿ لَا يَسْبِقُونَهُۥ بِٱلْقَوْلِ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٢٧﴾] أي: لا يقولون قولاً مما يتعلق بتدبير المملكة حتى يقول الله؛ لكمال أدبهم، وعلمهم بكمال حكمته وعلمه. السعدي:522. ﴿ وَقَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَٰنَهُۥ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٢٦﴾] ولما كان اتخاذ الولد نقصاً في جانب واجب الوجود أعقب مقالتهم بكلمة (سبحانه) تنزيهاً له عن ذلك؛ فإن اتخاذ الولد إنما ينشأ عن الافتقار إلى إكمال النقص العارض بفقد الولد. ابن عاشور:17/50. ﴿ بَلْ مَتَّعْنَا هَٰٓؤُلَآءِ وَءَابَآءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِى ٱلْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ ۚ أَفَهُمُ ٱلْغَٰلِبُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٤٤﴾] (بل متعنا هؤلاء) أي: متعناهم بالنعم، والعافية في الدنيا، فطغوا بذلك، ونسوا عقاب الله. ابن جزي:2/37. ﴿ بَلْ مَتَّعْنَا هَٰٓؤُلَآءِ وَءَابَآءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٤٤﴾] أي: بسطنا لهم، ولآبائهم في نعيمها، وطال عليهم العمر في النعمة، فظنوا أنها لا تزول عنهم، فاغتروا، وأعرضوا عن تدبر حجج الله عز وجل. القرطبي:14/209. ﴿ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحْمَٰنِ ۗ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٤٢﴾] وقدم الليل؛ لأنه زمن المخاوف؛ لأن الظلام يُعين أسباب الضر على الوصول إلى مبتغاها من إنسان، وحيوان، وعلل الأجسام. ابن عاشور:17/74. ﴿ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحْمَٰنِ ۗ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٤٢﴾] (قل من يكلؤكم) أي: يحرسكم ويحفظكم.. وتقديره: قل لا حافظ لكم (بالليل) إذا نمتم، وبالنهار إذا قمتم وتصرفتم في أموركم. القرطبي:14/207-208. ﴿ خُلِقَ ٱلْإِنسَٰنُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُو۟رِيكُمْ ءَايَٰتِى فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٣٧﴾] واعلم أنه لا إشكال في قوله تعالى: (خلق الإنسان من عجل) مع قوله (فلا تستعجلون) فلا يقال: كيف يقول: إن الإنسان خلق من العجل وجبل عليه، ثم ينهاه عما خلق منه وجبل عليه؟! لأنه تكليف بمحال؛ لأنا نقول: نعم هو جبل على العجل، ولكن في استطاعته أن يلزم نفسه بالتأني، كما أنه جبل على حب الشهوات مع أنه في استطاعته أن يلزم نفسه بالكف عنها. الشنقيطي:4/152 ﴿ وَإِذَا رَءَاكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا ٱلَّذِى يَذْكُرُ ءَالِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ ٱلرَّحْمَٰنِ هُمْ كَٰفِرُونَ ﴿٣٦﴾ خُلِقَ ٱلْإِنسَٰنُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُو۟رِيكُمْ ءَايَٰتِى فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٣٦﴾] والحكمة في ذكر العجلة ههنا: أنه لما ذكر المستهزئين بالرسول- صلوات الله وسلامه عليه- وقع في النفوس سرعة الانتقام منهم، واستعجلت ذلك، فقال الله تعالى: خلق الإنسان من عجل؛ لأنه تعالى يملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته. ابن كثير:3/175. ﴿ وَتَٱللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَٰمَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا۟ مُدْبِرِينَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٥٧﴾] أخبر أنه لم يكتف بالمحاجة باللسان، بل كسر أصنامهم، فعل واثق بالله تعالى، موطِّن نفسه على مقاساة المكروه في الذب عن الدين. القرطبي:14/216-217. ﴿ وَهَٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَٰهُ ۚ أَفَأَنتُمْ لَهُۥ مُنكِرُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٥٠﴾] ووصف القرآن بالمبارك يعمّ نواحي الخير كلها؛ لأن البركة زيادة الخير، فالقرآن كلّه خير من جهة بلاغة ألفاظه، وحسنها، وسرعة حفظه، وسهولة تلاوته، وهو أيضاً خير لما اشتمل عليه من أفنان الكلام، والحكمة، والشريعة، واللطائف البلاغية... وبذلك اهتدت به أمم كثيرة في جميع الأزمان، وانتفع به مَن آمنوا به. ابن عاشور:17/90. ﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ٱلْفُرْقَانَ وَضِيَآءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٤٨﴾ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٤٨﴾] أي: يخشونه في حال غيبتهم، وعدم مشاهدة الناس لهم، فمع المشاهدة أولى، فيتورعون عما حرم، ويقومون بما ألزم. السعدي:525. ﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ٱلْفُرْقَانَ وَضِيَآءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٤٨﴾] وخص المتقين بالذكر؛ لأنهم المنتفعون بذلك علماً وعملاً. السعدي:525. ﴿ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَٰوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٤٦﴾] فالمعنى: ولئن مسهم أقل شيء من العذاب (ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين) أي: متعدين؛ فيعترفون حين لا ينفعهم الاعتراف. القرطبي:14/211. ﴿ وَلَا يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴾ [سورة الأنبياء آية:﴿٤٥﴾] أي: الأصم لا يسمع صوتاً؛ لأن سمعه قد فسد، وتعطل، وشرط السماع مع الصوت: أن يوجد محل قابل لذلك؛ كذلك الوحي سبب لحياة القلوب والأرواح، وللفقه عن الله، ولكن إذا كان القلب غير قابل لسماع الهدى كان بالنسبة للهدى والإيمان بمنْزلة الأصم بالنسبة إلى الأصوات. السعدي:524. يتبع -
بواسطة امانى يسرى محمد · قامت بالمشاركة
أمر الله تعالى عباده أن يتخيروا من الألفاظ أحسنها، ومن الكلمات أجملها عند حديث بعضهم لبعض حتى تشيع الألفة والمودة، وتندفع أسباب الهجر والقطيعة والعداوة، فقال الله تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) (الإسراء:53) يقول الشيخ السعدي رحمه الله: وهذا من لطفه بعباده حيث أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدنيا والآخرة فقال: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وهذا أمر بكل كلام يقرب إلى الله من قراءة وذكر وعلم وأمر بمعروف ونهي عن منكر وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين فإنه يؤمر بإيثار أحسنهما إن لم يمكن الجمع بينهما. والقول الحسن داع لكل خلق جميل وعمل صالح فإن من ملك لسانه ملك جميع أمره. وقوله:( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ) أي: يسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم. فدواء هذا أن لا يطيعوه في الأقوال غير الحسنة التي يدعوهم إليها، وأن يلينوا فيما بينهم لينقمع الشيطان الذي ينزغ بينهم فإنه عدوهم الحقيقي الذي ينبغي لهم أن يحاربوه فإنه يدعوهم (ليكونوا من أصحاب السعير) وأما إخوانهم فإنهم وإن نزغ الشيطان فيما بينهم وسعى في العداوة فإن الحزم كل الحزم السعي في ضد عدوهم وأن يقمعوا أنفسهم الأمارة بالسوء التي يدخل الشيطان من قبلها فبذلك يطيعون ربهم ويستقيم أمرهم ويهدون لرشدهم. الكلام مسطور ومحفوظ إنها حقيقة قررها القرآن الكريم في العديد من المواضع والآيات ؛ كي يكون الإنسان حسيبا على نفسه مراقبا للسانه، يقول الله عز وجل: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (قّ:18) ولما حكى الله عزوجل عن اليهود وبشاعة أقوالهم عقب فقال سبحانه وتعالى: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) (آل عمران:181). وأخبر الله عز وجل أن الملائكة تحصي على الناس أقوالهم وتكتبها، فقال: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (الزخرف:80). والآيات في هذا كثيرة جدا والمقصود تنبيه العباد إلى أن ما يصدر عنهم من أقوال يكتب فإما لهم وإما عليهم، فإذا التزم الإنسان القول الحسن في جميع أحواله لم يكتب في صحيفته إلا الخير الذي يسره يوم القيامة. عود لسانك الخير لقد حث الشرع المطهر الناس على انتقاء الألفاظ الطيبة التي تدخل السرور على الناس، فقال الله عز وجل: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة: من الآية83). ولم يبح الله عز وجل لعباده الجهر بالسوء إلا في أحوال محددة كحالة التظلم فقال: (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً) (النساء:148). قال يحيى بن معاذ: ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال لتكون من المحسنين،إحداها: إن لم تنفعه فلا تضره،والثانية: إن لم تسره فلا تغمه، والثالثة:إن لم تمدحه فلا تذمه. وقد كان الصالحون يتعهدون ألسنتهم فيحرصون على اخيتار الألفاظ والكلمات التي لا يندمون عليها فرأينا منهم عجبا،هذا الأحنف بن قيس يخاصمه رجل فيقول للأحنف لئن قلت واحدة لتسمعن عشرا،فقال الأحنف: لكنك والله لو قلت عشرا ما سمعت واحدة. ورأى عيسى عليه السلام خنزيرا فقال:مر بسلام، فقيل له: تقول هذا لخنزير؟ قال أعود لساني الخير. أما العلامة تقي الدين السبكي فسمع ولده العلامة تاج الدين يقول لكلب:يا كلب بن كلب، فنهاه عن ذلك فقل: أليس كلب بن كلب؟ فقال:شرط الجواز عدم التحقير. فقال تاج الدين: هذه فائدة. أحق الناس بحسن منطقك إننا وإن كنا مطالبين بإلانة القول وإحسانه للناس كافة فإن هذا المطلب يتأكد في حق أصناف من الناس هي الأولى بهذا الخلق ومن هؤلاء: الوالدان فأحق الناس بالتعامل معهم بهذا الخلق الكريم الوالدان اللذان أمر الله ببرهما والإحسان إليهما، ومن الإحسان إليهما اختيار الطيب من الأقوال عند الحديث إليهما: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) (الإسراء:23). وقد كان كثير من السلف إذا تكلم مع أمه لا يكاد يُسمع من شدة حرصه على خفض صوته تأدبا، وكان بعضهم يمر كل يوم على أمه فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرا، وكان بعضهم يتأدب في الكلام مع والديه كأنه أسير لديهما. وإننا لنعجب اليوم من حال شباب وفتيات يتعاملون مع الآباء معاملة فظة فيرفعون أصواتهم وينهرونهم ويسيئون إليهم ويؤذونهم بمنطقهم السيىء حتى لو إنسانا رآهم ولم يكن يعلم أن هذا هو الوالد أو أن هذه هي الأم لظن أنهما خادمان يعملان لدى الأبناء من شدة غلظة وقسوة الألفاظ التي يستخدمها بعض الأبناء مع الوالدين. الزوجان مما لا شك فيه أن الأساس الذي تبنى عليه البيوت هو الرحمة والمودة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21). فيحتاج الزوجان لاختيار أحسن الألفاظ للتخاطب بها ولإبداء مشاعر الحب والرحمة تجاه بعضها، وانظر إلى هذا الحديث الحاني بين النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة حين يقول لها: " إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى " قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: " أما إذا كنت عني راضية، فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى، قلت: لا ورب إبراهيم ". قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك. فأي رحمة هذه وأي منطق حسن هذا!! وحين قال لها صلى الله عليه وسلم: " ذريني أتعبد الليلة لربي " قالت: والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك. فما أحسن الطلب وما أحسن الجواب. وتشتد حاجة الزوجين إلى هذا الخلق عند ثورة الغضب وسبق اللسان بالخطأ والزلل من أحدهما تجاه الآخر، وما أحسن ما قاله أبو الدرداء رضي الله عنه لزوجته في بداية أمرهما: إن لقيتني غضبان فرضني، وإن لقيتك غضبى رضيتك، وإلا فلنفترق. وانظر إلى مالك بن ينار الذي غضبت زوجته يوما فقالت له: يا منافق، فأحسن التصرف وفوت على الشيطان الفرصة فقال لها: ما عرف اسمي إلا أنت. هكذا أيها الأحبة ينبغي للمسلم أن يتعهد لسانه وألا يقول إلا خيرا، وصدق الله القائل: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء:114). نسأل الله أن يوفقنا جميعا لكل خير الكلم الطيب -
بواسطة امانى يسرى محمد · قامت بالمشاركة
إنه لا بد للإنسان في هذه الحياة أن يخالط الناس، فحوله الجيران والأقارب، وهناك الزملاء في قاعات الدراسة، وهناك آخرون في أماكن العمل. وبحكم هذه المخالطة مع أنواع مختلفة وأنماط متباينة فإنه لا بد وأن يصدر من بعض الناس شيء من الإساءة يقل أو يكثر، بقصد أو بغير قصد، فلو تخيلنا أن كل إساءة ستُقابَل بمثلها لتحولت المجتمعات إلى ما يشبه الغابات، ولتخلى الناس عن خصال الخير، ولغدوا بلا ضوابط ولا روابط. وحتى لا يتحول مجتمع المسلمين إلى ما يشبه هذه الصورة المنفرة فقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بأن يدفعوا السيئة بالحسنة: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ). (فصلت:34). ولا شك أن الخصلة التي هي أحسن من رد السيئة بمثلها إنما هي العفو والإحسان، أو الإعراض وكف الأخذ والرد في موضوع الإساءة. إنك- أيها الحبيب- حين تتحلى بهذا الخلق الكريم فإنك تحافظ على وقارك واتزانك، فلا تنجرف مع استفزازات المحرشين اللاغين فتكون بذلك من عباد الرحمن الذين وصفهم عز وجل بقوله: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ). (المؤمنون:3) وقوله تبارك وتعالى: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ). (القصص:55) وقوله تبارك وتعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً). (الفرقان: من الآية63) وإنك حين تعامل من أساء إليك بالحسنى، تكون قد كظمت غيظك فحينئذ يصدق فيك قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء ". إن من أعظم ثمرات الدفع بالتي هي أحسن أن يتحول العدو الذي يجابهك بما يسوؤك ويؤذيك إلى نصير مدافع وصديق حميم. سبحان الله ! إن سحر الخلق الفاضل ليفوق في كثير من الأحيان قوة العضلات وسطوة الانتقام، فإذا بالخصم ينقلب خلقا آخر: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم). وقد ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قوله: ادفع بحلمك جهل من يجهل عليك. إننا رأينا خير الخلق محمدا صلى الله عليه وسلم يتحمل إساءة المسيئين، ليس هذا فحسب بل كان يعفو ويصفح، وهذا ما وصفته به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين قالت: " ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح ". وهكذا كان الصالحون رضي الله عنهم على نهجه صلى الله عليه وسلم يسيرون، فهذا أحدهم يُسب فيقول لسابه: إن كنتَ كاذبا فإني أسأل الله أن يغفر لك، وإن كنت صادقا فإني أسأل الله أن يغفر لي. إننا وإن كنا جميعا مطالبين بالتحلي بهذا الخلق فإن من رزقه الله سلطانا أولى بهذا من غيره، ولهذا كان من آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته قبل وفاته أن قال موصيا بالأنصار خيرا: " فمن ولي شيئا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فاستطاع أن يضر فيه أحدا أو ينفع فيه أحدا، فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم ". ولما جاءه رجل يشكو خادمه: إن لي خادما يسيء ويظلم أفأضربه؟ قال: " تعفو عنه كل يوم سبعين مرة ". كذلك يحتاج إلى هذا الخلق بصفة خاصة من كان له قرابة وأرحام يسيئون إليه، فإنه لا يقابل سيئتهم بمثلها ولكن يعفو ويصفح ويزداد إحسانا، فقد جاء رجل إلى النبي ﷺ يقول: يا رسول الله إن لي ذوي أرحام، أصل ويقطعون، وأعفو ويظلمون، وأحسن ويسيئون، أفأكافئهم؟ قال: " لا؛ إذا تتركون جميعا، ولكن خذ بالفضل وصلهم، فإنه لن يزال معك من الله ظهير ما كنت على ذلك ". إن الدفع بالتي هي أحسن هو الدواء المرمم لما يبلى أو ينهدم من الروابط الاجتماعية، والمصلح لما يفسد منها، والمجدد لما ينطمس منها، وبه تحيا معاني الخير في النفوس، ويتبارى الناس في الإحسان، وتغلق أبواب الشر على الشيطان، ولا يتاح للإساءة أن تتفاقم بل يغمرها الإحسان ويقضي على دوافعها ورواسبها. •المصدر: موقع الشبكة الإسلامية. -
بواسطة امانى يسرى محمد · قامت بالمشاركة
يسأم الإنسان أحيانا ويصيبه الملل ويضجر من الرتابة والسكون حتى في أحوال النعمة والسلامة والأمان.
كل هذا جزء من ضعف المخلوق وطبيعته
ولذا استثنى الله الملائكة من ذلك
قال سبحانه
﴿فَإِنِ ٱسۡتَكۡبَرُوا۟ فَٱلَّذِینَ عِندَ رَبِّكَ یُسَبِّحُونَ لَهُۥ بِٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمۡ لَا یَسۡـَٔمُونَ ۩﴾
ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغلو لأنه يورث الملل
ففي صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها
أنَّ النبيَّ ﷺ دَخَلَ عَلَيْها وعِنْدَها امْرَأَةٌ، قالَ: مَن هذِه؟ قالَتْ: فُلانَةُ، تَذْكُرُ مِن صَلاتِها، قالَ: مَهْ، علَيْكُم بما تُطِيقُونَ، فَواللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حتّى تَمَلُّوا وكانَ أحَبَّ الدِّينِ إلَيْهِ مادامَ عليه صاحِبُهُ.
الملل جزء من ضعفنا وقدرنا في دنيانا المكتظة بالنصب والابتلاء
السأم يهجم على الإنسان قهرا ورغما عنه ولو كان في غمرات النعم وقلة المتاعب
ليست المشكلة في السأم نفسه لكن في ردود أفعالنا تجاهه.
في (سبأ) حين أصابهم السأم وقعوا في خطأ وضلال جسيم
بدل أن يتخلصوا من الملل باستحضار نعم الله عليهم وتجديد سعادتهم وحياتهم بشكر الله فيها
ظنوا أن سبب مأساتهم هي،النعم نفسها فقالوا كما أخبر الله عنهم
﴿فَقَالُوا۟ رَبَّنَا بَـٰعِدۡ بَیۡنَ أَسۡفَارِنَا وَظَلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ فَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَحَادِیثَ وَمَزَّقۡنَـٰهُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّكُلِّ صَبَّارࣲ شَكُورࣲ﴾ [سبأ ١٩]
تقارب القرى كان نعمة كبرى لو كانت لهم عقول وبصيرة
فجعلوا النعمة سببا لسأمهم وملللهم فسألوا الله أن يزيل النعمة عنهم.
(إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور)
دواء السأم : الصبر والشكر
انتبه
حين تشعر بالسأم
فقابله بالصبر مثل كل ابتلاء وقل
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك
سأمك سببه في داخلك
شيطان يلقي عليك الملل من النعمة لتجحدها وتزول عنك.
عالج سأمك بالشكر والطاعة وتجديد الشعور بالنعم.
وإياك
أن تصبح نعمك أحاديث وأطلالا من أثل وشيء من سدر قليل.
-
-
آخر تحديثات الحالة المزاجية
-
أم أنيس تشعر الآن ب حزينة
-
حواء أم هالة تشعر الآن ب راضية
-
مناهل ام الخير تشعر الآن ب سعيدة
-
سارة سيرو تشعر الآن ب مكتئبة
-
samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
-
-
إحصائيات الأقسام
-
إجمالي الموضوعات182447
-
إجمالي المشاركات2535954
-
-
إحصائيات العضوات
منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤
أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..