-
المتواجدات الآن 0 عضوات, 0 مجهول, 212 زوار (القائمه الكامله)
لاتوجد عضوات مسجلات متواجدات الآن
-
العضوات المتواجدات اليوم
6 عضوات تواجدن خلال ال 24 ساعة الماضية
أكثر عدد لتواجد العضوات كان 13، وتحقق
إعلانات
- تنبيه بخصوص الصور الرسومية + وضع عناوين البريد
- يُمنع وضع الأناشيد المصورة "الفيديو كليب"
- فتح باب التسجيل في مشروع "أنوار الإيمان"
- القصص المكررة
- إيقاف الرسائل الخاصة نهائيًا [مع إتاحة مراسلة المشرفات]
- تنبيه بخصوص المواضيع المثيرة بالساحة
- الأمانة في النقل، هل تراعينها؟
- ضوابط و قوانين المشاركة في المنتدى
- تنبيه بخصوص الأسئلة والاستشارات
- قرار بخصوص مواضيع الدردشة
- يُمنع نشر روابط اليوتيوب
-
أحدث المشاركات
-
بواسطة امانى يسرى محمد · قامت بالمشاركة
وردت صفة اليد مضافة لله في عدة آيات من القرآن الكريم، الأولى في المائدة (64) في قوله تعالى:{ بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء } فأثبتت هذه الآية صفة اليدين لله تعالى، ووصفتهما بالبسط دلالة على سعة الكرم والعطاء .
وتأويل من أوّل الآية على أن المراد منها النعمة أو القوة أو الملك غير صحيح، فإن المثنى لا يقوم مقام الجمع، وذلك أنّ العرب قد تخرج الجمع بلفظ الواحد لأداء الواحد عن جميع جنسه، ولكنها لا تخرج الجمع بلفظ المثنى، وكلا من النعمة والقوة والملك لا يمكن تثنيتها، فلا يقال نعمتاه فنعمه كثيرة، أو ملكاه فملكه واسع لا ينحصر، أو قوتاه فقوته عامة فالله على كل شيء قدير.
والآية الثانية في سورة ص (75) وهي قوله تعالى:{ يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي }، وهذه الآية تدل على تكريم الله لآدم - عليه السلام - حيث خصه بأن خلقه بيده، في حين خلق سائر الخلق بقوله:{ كن }، وتخصيص "اليد" بذكرها في خلق آدم يدل على فساد من ذهب إلى أن معنى اليد القدرة أو النعمة، إذ الكل مخلوق بقدرة الله ونعمته، فلا مزية لآدم – وفق تفسيرهم - في هذا التخصيص .
والآية الثالثة في سورة يس (71) وهي قوله تعالى:{ أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً }، ولا تعلق لهذه الآية بصفة اليد، وإنما المراد منها أن الله خلق الأنعام بنفسه، وإضافة العمل إلى اليد والمراد صاحبها معروف في لغة العرب التي نزل بها القرآن، قال تعالى: { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } فأضاف كسب الإنسان إلى يده، ومن كسبه ما يكون صادراً عن غير يده كقوله ومشيه، وعليه فالمراد من هذه الآية نسبة الخلق إليه، وتذكير العباد بنعمه وآلائه، ومنها خلق الأنعام، ليشكروه ويطيعوا أمره .
والآية الرابعة في سورة الزمر (67) وهي قوله تعالى: { والسموات مطويات بيمينه }، وهذا إثبات لليمين، وهي صفة ليديه سبحانه، ويدل على هذا التفسير ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( يقبض الله عز وجل الأرض يوم القيامة ويطوي السموات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض ؟ ) رواه البخاري ومسلم .
وأما كون اليمين صفة ليديه سبحانه، فلما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ( إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن – وكلتا يديه يمين – الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولُوا ) أخرجه مسلم .
والآية الخامسة في سورة الحاقة (44-45) وهي قوله تعالى: { ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين } وفي تفسير الآية قولان:
قول ينسب اليمين لله، ويجعل معناها القوة والقدرة، يقول الطبري: " يقول: لأخذنا منه بالقوة منا والقدرة، ثم لقطعنا منه نياط القلب، وإنما يعني بذلك أنه كان يعاجله بالعقوبة، ولا يؤخره بها "
وقول يقول: إن معنى الآية: لأخذنا بيده اليمنى؛ ثم نقطع منه بعد ذلك الوتين، والأخذ في الآية لمعنى الإهانة والإذلال .
وليس في أحد القولين تأويل بمعناه الاصطلاحي أي: إخراج النص عن ظاهره، إذ كلا القولين في تفسير الآية محتمل من غير مرجح لأحدهما، فيمكن أن يكون المعنى لأخذنا بيمينه أي بيمين العبد، ويمكن أن يقال لأخذنا منه باليمين، أي: بأيماننا، وعلى التفسير الثاني، يمكن أن يقال أن المراد بأيماننا أي: بأيدينا، ويمكن أن يكون المعنى مجازياً بمعنى القوة والقدرة، وهذه الآراء ذكرها الطبري شيخ المفسرين في تفسيره نقلاً عن السلف الصالح، فهي آراء سائغة في تفسير الآية، والقول بأن هذه التفاسير تأويل للنص غير صحيح، فإن دلالة النص غير قطعية ولا ظاهرة في معنى خاص، وإنما النص بذاته محتمل، فالقول بأحد القولين السابقين في تفسير الآية ليس تأويلاً بالمعنى الإصطلاحي، وإنما هو من خلاف التنوع في التفسير
والآية السادسة في سورة الفتح (8) وهي قوله تعالى: { يد الله فوق أيديهم } وفي تفسير هذه الآية قولان: أحدهما: يد الله فوق أيديهم عند البيعة، لأنهم كانوا يبايعون الله ببيعتهم نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم; والقول الآخر: أن قوّة الله فوق قوّتهم في نصرة رسوله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم -، لأنهم إنما بايعوا رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم - على نُصرته على العدو، فهو تأكيد للبيعة بأن الله مؤيد لمن بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومناصر له، فكما أن من أطاع الرسول فقد أطاع الله، فكذلك من بايع الرسول فقد بايع الله .
ولا يقال أن تفسير من فسّر من السلف هذه الآية بالقوة أو القدرة هو من التأويل الذي أنكره السلف الصالح، وبينوا فساد منهج سالكه، ذلك أن السلف أثبتوا صفة اليد لله تعالى بالأدلة الصريحة في ذلك، وأما الأدلة المحتملة كهذه الآية وسابقتها فهما مما اختلفت فيهما الأنظار، فمن قال أن المراد بهما القوة أو القدرة لا يعني هذا أنه ينفي صفة اليد عن الله، وإنما يقول أن هاتين الآيتين لا تدلان على هذه الصفة، فالخلاف في الاستدلال، لا في الإيمان بهذه الصفة وإثباتها، فليس كل نص ورد فيه نسبة اليدين لله قلنا أن المراد به "الصفة" وإنما المعتمد في ذلك مراعاة السياق والنظر في الأدلة التي تحدد المعنى وتبينه .
والآية السابعة في الحديد (29) وهي قوله تعالى: { وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء } أي أن الفضل ملك لله يؤتيه من يشاء من عباده .
هذه هي أغلب الآيات التي وردت فيها نسبة اليد لله تعالى، وهي كما ترى على أقسام منها آيات صريحة في الدلالة على الصفة، وآيات غير صريحة، وغير الصريحة لا تنفي الصريحة، وكذلك العكس، فعلى المسلم أن يسلّم لله بهذه الصفة، فهو سبحانه أعلم بنفسه حيث نسب هذه الصفة لنفسه، ولا يتجاوز المسلم ما أثبته الله لنفسه، فيؤول أو يكيّف أو يعطّل، فكل ذلك على خلاف ما أراد الله، وعلى خلاف ما سار عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم على هديهم، في إثبات صفات الله التي أخبر بها عن نفسه، أو أخبر بها رسوله .
ومن الجدير بالتنبيه أن نقول: إن المسلم عند إثباته صفة اليد لله وغيرها يجب عليه تجنب كل سبيل لتخيل هذه الصفة أو تلك، فالله ليس كمثله شيء، وصفاته ليست كصفات المخلوقين.
ومهما حاول الإنسان أن يتخيل صورة صفة، فسيقع لا محالة في التشبيه، فإن مخيلة الإنسان تعجز عجزاً مطلقاً أن تتخيل شكلاً أو هيئة لم تحسها، فبالتالي كل ما يتخيله العقل البشري عن صفات الله هو محض تشبيه، يجب على المسلم نفيه، فكل ما خطر ببال الإنسان فالله على خلاف ذلك، { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }( الشورى: 11 ) .
إسلام ويب -
بواسطة امانى يسرى محمد · قامت بالمشاركة
الحلم خلق جميل، ووصف نبيل، وهو أفضل ما يتعامل الناس به بعضهم مع بعض..
وفي لغة العرب، الحلم: كظم الغيظ، وضبط النفس، وحملها على الصفح والعفو، وصرفها عن الانتقام ممن أساء وتعدى وظلم.
وقيل: الحلم معالجة الأمور في تؤدة وحكمة واتزان، وعدم العجلة في المعاقبة.
هذا بالنسبة للبشر، وأما حلم الله تعالى فنحن وإن أثبتنا له ذلك الاسم والوصف، إلا أننا نعلم يقينا أننا عاجزون عن إدراك كنهه، ومعرفة حقيقة وصفه؛ إذ لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام، ولا يشبهه الأنام، {ليس كمثله شيء}، {ولا يحيطون به علما}.
غير أن أهل العلم قالوا وتكلموا في هذا بما فتح الله عليهم، فقالوا:
الحليم: ذو الصفح والأناة، الذي لا يستفزه جهل الجاهلين، ولا عصيان المسرفين، ولا يعجل بعجلة المتعجلين.
وقيل: الحليم الذي لا يعجل بالعقوبة على المذنبين، بل يفتح لهم باب التوبة، ليصلح العبد ما أفسد، ويدرك ما فات.
وقيل: الحليم هو الذي ستر بعد علمه، ثم أمهل بعد ستره، ولم يعجل بالانتقام مع غاية الاقتدار على خلقه.
فالحلم إمهال بلا إهمال، وتأخير للعقوبة من غير ضعف ولا عجز ولا إخلال..
ولذلك يقترن الحلم دائما بالحكمة، ليُعلَم أنه سبحانه لا يؤخر عقوبته عبثا ولا نسيانا، وإنما لحكمة بالغة قضاها، يستوجب الحمد على اقتضاها. قال سبحانه {إن الله كان عليما حكيما}[الإنسان:30].
والحلم يقترن كذلك بالعلم: فلا يكون حلمه عن جهل بأحوال عباده ـ حاشاه ـ {والله يعلم ما في قلوبكم وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا}[الأحزاب:51].
كما يقترن الحلم بالقوة والقدرة؛ لأن حلم الضعيف عجز وخور؛ كما قال المتنبي:
كل حلمٍ أتى بغير اقتدار .. .. حجةٌ لاجئٌ إليها اللئامُ
والضعف لا يتصور مع الله، فهو سبحانه هو القوي العزيز، وهو على كل شيء قدير.
مظاهر حلم الله
أما مظاهر حلم الله تبارك وتعالى في خلقه فهي كثيرة.. منها:
ـ إمهالُه للكافرين المشركين
نعم، الذين يكفرون بالله تعالى ويشركون معه غيره، والذين يكذبونه ويشتمونه، كما جاء في الحديث القدسي: (كذَّبني ابنُ آدمَ ولم يَكن ينبغي لهُ أن يُكذِّبني وشتَمني ابنُ آدمَ ولم يَكن ينبغي لهُ أن يشتُمَني أمَّا تَكذيبُه إيَّايَ فقولُه: إنِّي لا أعيدُه كما بدأتُه، وليسَ آخِرُ الخلقِ بأعزَّ عليَّ من أوَّلِه، وأمَّا شتمُه إيَّايَ فقولُه: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا، وأنا اللَّهُ الأحدُ الصَّمدُ، لم ألِد ولم أولَد، ولم يَكن لي كفُوًا أحدٌ)[رواه أحمد وأصله في البخاري].
فهؤلاء الكافرون المشركون، يكفرون به عز وجل، ويشركون في عبادته غيره، ومع ذلك يرزقهم ويسترهم، ويكلؤهم بالليل والنهار، ويدعوهم للتوبة والعودة، فاذا عادوا بعد كل ذلك قبلهم، وغفر لهم، وبدل سيئاتهم حسنات، {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}[الفرقان:70].
ـ إمهاله للعصاة المذنبين
مع أنه يراهم في عصيانهم، ولا يخفى عليه شيء من أمرهم، بل يعلم حالهم وهم يستخفون من الناس ولا يستخفون منه، ومع تمام قدرته عليهم، يحلم عليهم لعلهم يرجعون؛ كما قال ابن القيم:
وهو الحليم فلا يعاجل عبده .. .. بعقوبة ليتوب من عصيان
وهو القائل سبحانه: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا)[فاطر:45].
ـ إمهاله للطغاة المجرمين
نعم.. فهو يمهل المتكبرين الظالمين لعلهم يرجعون، وكذلك ليرى ويبتلي صبر المعذبين والمظلومين، وكذلك ليقيم الحجة ويقطع العذر عن هؤلاء المتغطرسين الغاشمين، فإن تابوا قّبِلَهم وهو الغفور الرحيم، وإن لجوا وزادوا أخذهم أخذ عزيز مقتدرففي الحديث (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يُمْلِي لِلظّالِمِ، فإذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ)[رواه مسلم].
ـ فتح أبواب التوبة للعاصين:
فإنه يمنُّ على العاصين بالتوبة، يفتح لهم أبوابها، وييسر لهم أسبابها، فإن تابوا ورجعوا إليه قبلهم، وعفا عنهم، وصفح وغفر.. والعفو ترك العقاب، والصفح ترك العتاب، والغفر محو آثار الذنب من كل جهة وباب. {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[الشورى:25].
ـ وهو سبحانه وتعالى كذلك الحليم، يرى عباده على ما هم عليه من المصائب والمعائب، والمخازي والفضائح، ومع ذلك يستر القبيح، ويظهر الجميل، ولا يؤاخذ بالجريرة، ولا يهتك الستر، بل يعظم العفو، ويكثر التجاوز، ويوسع المغفرة، ويبسط اليدين بالرحمة كما جاء في الحديث (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يبسُطُ يدَه باللَّيلِ ليتوبَ مسيءُ النَّهارِ، ويبسُطُ يدَه – يعني بالنَّهارِ – ليتوبَ مسيءُ اللَّيلِ، حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ من مغربِها)[رواه مسلم].
حظ المسلم من اسم الله الحليم
أولا: أن يثبت لله تبارك وتعالى هذا الاسم الحليم، وأن يثبت له سبحانه صفة الحلم، فالحليم اسمه، والحلم صفته.
ثانيا: أن يوقن أن حلمه سبحانه مرتبط ومتعلق بعلمه وحكمته، فمهما طال أمد حلمه على الظالمين، أو مد حبال الإمهال للمجرمين والعاصين، فإن ذلك بحكمة وعلم، وكذلك إن قطع حبل الإمهال، أو طوى بساط الحلم، فبعلم وحكمة، وهو سبحانه العليم الحكيم.
ثالثا: أن يتخلق بهذا الخلق العظيم، ويتعلمه "فإنما الحلم بالتحلم"، وليعامل العباد به ويحلم عليهم عسى الله أن يقابله ويعامله بحلمه، فالجزاء من جنس العمل.
رابعا: أن يدعو الله ويسأله بهذا الاسم العظيم؛ طاعة لله تبارك وتعالى في قوله {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف:180].
الحلم.. إمهال لا إهمال
وحلم الله تبارك وتعالى لا يعني رفع العقوبة بالكلية، وإنما الحلمُ إمهال لحكمة لوقت معلوم، فإما أن يتحقق مراده من حلمه وإمهاله فيتوب العباد إليه، وإما ألا يفعلوا فيأخذهم أخذ عزيز مقتدر، إما في هذه الحياة إن شاء، وإما أن يعاقبهم على هذا بعد الوفاة، فيكون أنكى وأشد وأعظم.
ومن نظر في التاريخ تيقن من هذا تمام اليقين:
انظر إلى قوم نوح، كيف مد الله لهم حبل الإمهال مدًّا، وبسط لهم بساط الحلم ألف سنة إلا خمسين عاما، فلما ظنوا أنهم لا يعاقبون أبدا، وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن سواعا ولا ودا، عاقبهم الله بالطوفان فأغرقهم فردا فردا، ولم يبق منهم أحدا، فانظر هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا؟.
وقوم فرعون: لم يكونوا أحسن منهم حالا، ولا أقل ضلالا، فلم يكن عقاب الله لهم أقل وبالا ولا نكالا، قال سبحانه: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ}[الزخرف:55ـ56].
وانظر كذلك إلى قوم عاد وقوم لوط، وأصحاب الرس وثمود، وأصحاب الأيكة، وقوم تبع {كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ}[ق:14]. وهكذا صنع الله في كل ظالم، وكل مجرم غاشم، على مر التاريخ.
والمسلم حين ينظر إلى سعة حلم الله، وعدم عجلته على الظالمين، وإمهاله لمن يقتلون أولياءه، ويحاربون دينه، ويسومون المسلمين سوء العذاب.. ينبغي أن يعلم أن هذا كله بعين الله ليس بخاف عنه، وأنه سبحانه قضى قضاء لا تستطيع الأرض له تبديلا ولا تحويلا، {وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}[النساء:141]، ووعد المؤمنين بالتمكين والنصر على الكافرين، فقال سبحانه: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}[المجادلة:21]، ووعد الله حق لا يتخلف: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ}[إبراهيم:47].
إسلام ويب -
بواسطة امانى يسرى محمد · قامت بالمشاركة
الحلف بالله كذبا وتفسير آيتين من سورة الذاريات السؤال إذا حلف الإنسان بالله كذبا فهل هناك شيء يكفر به هذا الذنب؟ وسؤالي الثاني في تفسير القرآن الكريم فما معنى قوله تعالى: (والسماء ذات الحبك)(قتل الخرصون). الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد بينا حكم الحلف بالله كذباً، والواجب في ذلك، وكيفية التوبة منه في الفتوى رقم: 7228. وأما تفسير قوله تعالى: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ {الذاريات: 7}. فمعناه ذات الطرق التي تسير فيها الكواكب قال ابن عطية: الحبك بضم الحاء والباء الطرائق التي على نظام في الأجرام، وقال ابن عباس: حبكها حسن خلقتها، وقال ابن جبير: الحبك الزينة وقال الحسن حبكها كواكبها. وقال القرطبي: المراد بالسماء هاهنا السحاب التي تظل الأرض وقيل السماء المرفوعة قال ابن عمر السماء السابعة . وقال الطبري في تفسيرها: يقول تعالى ذكره: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ الحسن، وعنى بقوله: ذات الحبك ذات الطرائق وتكسير كل شيء حبكه وهو جمع حباك وحبيكة، وبنحو الذي قلناه في ذلك قال أهل التأويل، وان اختلفت ألفاظ قائليه. وأما قوله تعالى: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ {الذاريات: 10}. فقيل المرتابون وقيل الكهنة وقيل الذين يتخرصون الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكر القرطبي عن النحاس أن معناها الكذابون فالخرص هو الكذب، ومعناه دعاء على أولئك الخراصين المرتابين الذي هم في غمرة الضلالة وغلبتها متمادون وعن الحق الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم لاهون كما قال الطبري. والله أعلم. معنى قوله تعالى: (وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) السؤال ما معنى ذات الشوكة في قوله تعالى: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين * ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)؟ الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ {الأنفال: 7}، قال: قال أبو عبيدة: أي غير ذات الحد، والشوكة: السلاح. اهـ. والمراد بذات الشوكة: طائفة النفير أي جيش قريش، والصحابة إنما أرادوا بخروجهم عير قريش، وهي غير ذات شوكة، وأراد الله أن يصل الأمر إلى معركة بالسلاح، وهو ما كان يوم بدر. قال البيضاوي في تفسيره: وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم. يعني: العير، فإنه لم يكن فيها إلا أربعون فارساً، ولذلك يتمنونها، ويكرهون النفير لكثرة عَددهم وعُددهم. اهـ. والله أعلم. تفسير قوله تعالى (لتركبن طبقا عن طبق) السؤال ما هو تفسير هذه الآية الكريمة (لتركبن طبقا عن طبق)ما معنى لتركبن طبقا عن طبق ؟
الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فأما تفسير الآية الكريمة فإن فيها قراءتين سبعيتين الأولى منهما: لتركبن بفتح الباء، أي الخطاب فيها للواحد، وبها قرأ من السبعة ابن كثير وحمزة والكسائي، وهي على هذه القراءة خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، أو لكل من يصلح له. والقراءة الثانية: لتركبن بضم الباء خطاب للجميع وهم الناس، وبها قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم، ومعنى الآية على القراءة الثانية لتركبن أيها الناس حالا بعد حال فتنتقلون في دار الدنيا من طور إلى طور وفي الآخرة من هول إلى هول، والطبق في لغة العرب الحال ومنه قول الأقرع بن حابس التميمي: إني امرؤ قد حلبت الدهر شطره * وساقني طبق منها إلى طبق وقول الآخر: كذلك المرء إن ينسأ له أجل * يركب على طبق من بعده طبق انتهى. من أضواء البيان للشنقيطي بتصرف يسير. ولبيان تفسير الآية على القراءة الأولى والمزيد من تفسيرها على القراءة الثانية يرجى مراجعة كتب التفسير مثل ابن كثير وغيره. والله أعلم. تقديم الزفير على الشهيق في سورة هود السؤال يقول الله تعالى في سورة هود: فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق. فما الحكمة في ذكر الزفير ثم الشهيق، مع أن الإنسان يأخذ الشهيق ثم الزفير، نرجو الإفادة من سيادتكم؟ الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الواو لا تقتضي الترتيب في اللغة العربية عند جمهور النحويين، ويدل لهذا قوله تعالى إخباراً عن المشركين أنهم قالوا: وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ {الجاثية:24}، ومن المعلوم أن الكفار لم يكونوا مقرين بالحياة بعد الموت، ثم إن الظاهر من كلام أئمة السلف يفيد أن المناسب في الأسلوب هو تقديم الزفير على الشهيق، فقد روي عن ابن عباس أنه قال فيها: الزفير في الحلق والشهيق في الصدر. ومن المعلوم أن الحلق قبل الصدر. وقد ذكر الألوسي في روح المعاني أنه قال أهل اللغة من الكوفية والبصرية: الزفير بمنزلة ابتداء صوت الحمار والشهيق بمنزلة آخر نهيقه. وقد احتج هو وأبو السعود لهذا بقول الشماخ في حمار وحشي: بعيد مدى التطريب أول صوته * زفير ويتلوه شهيق محشرج ومن المعلوم أن تقديم الأول على الآخر مناسب. والله أعلم. -
بواسطة امانى يسرى محمد · قامت بالمشاركة
﴿ فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ﴾ ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا ﴾ ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ﴾ ﴿ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ﴾ ﴿ قَالَ لَا تَخَافَا إِنِّي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ لَا شَيْءَ يُشْبِهُ مُوَاسَاةَ القُرْآنِ أَبَدًا مِنْ مَداخِلِ إِبْلِيسَ إِلَى الشَّبابِ أَنْ يُوهِمَكَ بِكَثْرَةِ ذُنُوبِكَ، وَيُصَوِّرَ لَكَ أَنَّ بَابَ التَّوْبَةِ قَدْ أُغْلِقَ. لَا تَلْتَفِتْ لِذٰلِكَ، وَأَكْثِرْ مِنَ الذِّكْرِ وَالِاسْتِغْفَارِ؛ فَرَحْمَةُ اللهِ أَوْسَعُ وَأَعْظَمُ. وَاللَّهِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَى الغَيْبِ لَاخْتَرْتَ المَكْتُوبَ، ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ فَلَا تَيْأَسْ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، وَلَا تَقْنَطْ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَأَحْسِنِ الظَّنَّ بِهِ. وَإِيَّايَ وَإِيَّاكَ أَنْ تَجْعَلَ لِلشَّيْطَانِ سَبِيلًا إِلَيْكَ بِالْيَأْسِ… فَانْتَبِهْ مِنْهُ *عليك الحذر من جليس السوء مهما بلغت من العمر*. فمصطلح *"جليس السوء"* لا يقتصر على الصغار والمراهقين فقط، بل يشمل أيضاً كبار السن حتى نهاية حياتهم. تبرز حادثة وفاة أبي طالب كمثال على ذلك، فعندما دنت منه المنية، كان تأثير جليس السوء أكبر من محاولات النبي ﷺ لهدايته إلى دين الله، مما أدى إلى وفاته على الكفر، والعياذ بالله. نَحمِلُ فِي دَاخِلِنَا أَشْيَاءَ خَفِيَّةً تُؤلِمُنَا وَتُؤذِينَا، نَبكِي عَلَىٰ دَمعَةٍ مَرَرْنَا بِهَا، وَأَحْلَامٍ لَمْ نَهْنَأْ بِهَا، وَمَوَاقِفَ ظَنَنَّا فِيهَا أَنَّنَا شَيْءٌ، فَعُدْنَا مِنْهَا وَكَأَنَّنَا لَا شَيْءَ… هَذِهِ الحَيَاةُ مُعَقَّدَةٌ، وَقَلِيلًا مَا نُدْرِكُ مَغْزَاهَا… نَتَأَلَّمُ، وَنَصمُتُ، وَنَتَسَاءَلُ، وَنَحمِلُ مَا لَا يُرَى، وَلَكِنَّ الحَقِيقَةَ الَّتِي لَابُدَّ مِنْ مَعْرِفَتِهَا، أَنَّ كُلَّ ذَلِكَ مِنَ اللهِ، وَإِلَى اللهِ… فَالْحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ أَلَمٍ أَوْجَعَنَا، أَيًّا كَانَ. ﴿ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ﴾ لَا يُوجَدُ فُرَصٌ ضَائِعَةٌ! كُلُّ شَيْءٍ فَاتَكَ لَمْ يَكُنْ بِالأَصْلِ لَكَ، وَلَوْ تَأَمَّلْتَ كُلَّ مَا أَرَدْتَهُ فَلَمْ تَنَلْهُ، لَوَجَدْتَ أَنَّ الخَيْرَ كُلَّهُ كَانَ فِي أَلَّا تَنَالَهُ. إِنَّ النَّجَاةَ أَحْيَانًا فِي أَنْ تَفُوتَكَ الأَشْيَاءُ، وَإِنَّ رَحْمَةَ اللهِ فِي المَنْعِ لَهِيَ أَبْلَغُ مِنْهَا فِي العَطَاءِ! وَتَذَكَّرْ وَصِيَّةَ الرَّسُولِ ﷺ: «اِعْلَمْ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا. "ليس على الأيام أن تكون مثالية دائمًا، وليس على الأصدقاء دائمًا أن يكونوا بالجوار، وليس حتى على قراراتك أن تكون صائبة في كُلّ مرّة، لا بأس أن تُخطِئ ولا بأس أن تتعلم، ولا بأس أن تَمُرّ أيامًا ثقيلة يكفيك أنّك رغم أخطائك وعثراتِك تتعرف على نفسِك أكثر." من تمام توكلك على الله في الخطوة التي استخرته بها، أن ترضى بنتيجتها اللاحقة مهما كانت، ومهما بدا لك أنها كانت شرا عليك ... فأنت تقول في منتصف دعاء الاستخارة: "فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب" ... وهذا ليس اعترافا فقط، ولكن شرطا تقدمه أنت في صفقة الاستخارة هذه. استعنت به في أمرك، إذا سلّم له بما يقضي لك! إياك والفراغ، وأن تألف الرّاحة، فتترك الميدان لغيرك خوفًا وضَعفًا، إياك والبحث عن سفاسف الأمور في ظلِّ مرحلةٍ أنت أحوج ما يمكن لأن تُصقَلَ جيدًا، وتَثبُتَ كشجرةٍ لا تموت، وانتبه أن تُضِع نَفسك! ستمُرّ عليك أيّامٌ عجاف، ستُحبس بعض أفكارك، سيذبل فيكَ غرسًا أحببته، سينبت مجددًا إن قُمت، ليس وقت الحَزَن، ولا الضعف، ولا الخضوع، ولا التفاهة والفراغ.. بل هذا زمن إعداد وإمداد، كن بخير ما استطعت! -
بواسطة (نشوى) · قامت بالمشاركة
بارك الله فيكن جميعا حبيباتي الغاليات
-
-
آخر تحديثات الحالة المزاجية
-
خُـزَامَى تشعر الآن ب الحمدلله
-
**راضية** تشعر الآن ب راضية
-
أم أنيس تشعر الآن ب حزينة
-
حواء أم هالة تشعر الآن ب راضية
-
مناهل ام الخير تشعر الآن ب سعيدة
-
-
إحصائيات الأقسام
-
إجمالي الموضوعات182639
-
إجمالي المشاركات2536508
-
-
إحصائيات العضوات
منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤
< إنّ من أجمل ما تُهدى إليه القلوب في زمن الفتن أن تُذكَّر بالله، وأن تُعادَ إلى أصلها الطاهر الذي خُلِقت لأجله. فالروح لا تستقيم بالغفلة، ولا تسعد بالبعد، ولا تُشفى إلا بالقرب من الله؛ قريبٌ يُجيب، ويعلم، ويرى، ويرحم
