الصامتة 1 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 9 يوليو, 2008 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، إن في تقلب الليل والنهار وتحول الفصول عبرة وعظة لنا، كما قال ربنا تبارك وتعالى ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ ﴾[ النور:44]، وقال جلّ شأنه: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُور ﴾[ الفرقان:62] قال بعض السلف: من عجز بالليل كان له في أول النهار مستعتب - أي فرصة للاعتذار والاستغفار- ومن عجز بالنهار كان له في الليل مستعتب. وإذا كان مثل هذا في الليل والنهار، فهو أيضاً في تعاقب الفصول التي هي أيام وليال.. فإن فيها عبرة للمعتبرين، وذكرى للمتذكرين، جعلنا الله وإياك منهم. أخي الحبيب: حديثي إليك في هذه الأسطر عن فصل من هذه الفصول، ولعلك عرفته من خلال عنوان هذه الوريقات التي بين يديك، نعم.. إنه فصل الصيف.. هذا الفصل الذي يذكّر حرّه بأمور كثيرة، منها: تذكر قول النبي كما في الصحيحين: ( اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً، فاذن لها بنفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم، وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم ) فالمؤمن يتذكر النار، عند رؤيته لأمور كثيرة: منها تذكره لها كلما لفحته رياح الصيف وألهبت وجهه الناعم بحرها.. ويقول في نفسه: إذا كان هذا من نفس جهنم فكيف بجهنم نفسها؟؟!! عياذاً بالله تعالى منها. وإذا كنا- أخي الحبيب - لا نحتمل نار الدنيا وهي جزء من تسعة وستين جزءاً من نار الآخرة، فما الشأن في نار الآخرة؟؟!! ولذا قال بعض السلف: لو أخرج أهل النار منها إلى نار الدنيا لقالوا فيها ألفي عام. يعني أنهم ينامون فيها ويرونها برداً. ومن ذلك: تذكر أحوال السلف الصالح - رحمهم الله- الذين كانت قلوبهم حية.. نعم أخي.. فكل ما يرونه ويشاهدونه في الدنيا يذكرهم بالآخرة.. ومن ذلك أن بعض السلف كان إذا شرب الماء البارد في الصيف بكى وتذكر أمنية أهل النار حينما يشتهون الماء، فيحال بينهم وبينه، ويقولون لأهل الجنة: ﴿ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ </FONT>﴾[ الأعراف:50] . ومن ذلك: أن بعض السلف كان إذا دخل الحمام في الصيف وشعر بحر المكان تذكر النار، وتذكر يوم تطبق النار على من فيها وتوصد عليهم، ويقال لهم: خلود فلا موت، فإذا خرجوا من الحمام أحدث ذلك التذكر لهم عبادة. ومن ذلك أيضاً: أن بعض الصالحين صبّ على رأسه ماء من الحمام فوجده شديد الحر، فبكى وقال: ذكرت قوله تعالى: ﴿ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴾[ الحج: 29] فلا إله إلا الله ما أشد تذكرهم.. وما أعظم اعتبارهم!! ورأى عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله- قوماً في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل، وتوقوا الغبار، فبكى، ثم أنشد: من كان حين تصيب الشمس جبهـته أو الغبار، يخاف الشين والشعـثا ويألف الظلّ كي تبقي بشـاشـــته فسـوف يسكن يوماً راغماً جـدثا في ظلّ مقفرة غبراء مظلمــــة يطيل تحت الثرى في غمّها اللـيثا تجهّزي بجهــــــاز تبلغين به يا نفـس قبل الردى لم تخلقي عبثا وكان بعضهم إذا رجع من الجمعة في حرّ الظهيرة، يذكر انصراف الناس من موقف الحساب إلى الجنة أو النار، فإن الساعة تقوم يوم الجمعة. أخي الحبيب: وليس هذا فحسب! فهم - رضي الله عنهم- رغم انعدام وسائل التكييف والراحة ـ التي ننعم بها في زماننا والحمد لله ـ إلا أن ذلك لم يقطعهم عن طاعة من الطاعات، مهما كانت مشقتها على النفس، ومن تلك الطاعات التي كانت لا تنقطع في مثل هذه الحال: الجهاد في سبيل الله تعالى، ولعل أول ما يخطر في بالك تلك الغزوة العظيمة غزوة تبوك، التي خرج فيها سيد الخلق ـ بأبي هو وأمي ـ ، ومعه أصحابه - رضي الله عنهم - في شدة الحر، والتي لم تمنعهم عن النفير في الجهاد؛ لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ولكنها منعت المنافقين الذين قالوا كما أخبر الله عنهم ﴿ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ ﴾ [ التوبة:81] فجاءهم الجواب المناسب لمقالتهم: ﴿ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [ التوبة:81] أما من تخلف من الصحابة الصادقين بغير عذر، فقد تاب الله عليهم بعد ذلك في قصة مشهور. أخي الحبيب: بعضنا يعجز عن مجاهدة نفسه على القيام ببعض الطاعات، وهو منطرح على فراشه الوثير تحت المكيف، آمناً في سربه، معافىً في بدنه، عنده من ألوان الطعام الشيء الكثير، ومع ذلك يتثاقل عن صلاة الفجر جماعةً مع المسلمين، أو يتكاسل عن القيام بحقوق الوالدين، وصلة الأرحام.. إلى غيرها من أبواب الخير، أو يظن بمثل هؤلاء أن يجاهدوا أعداء الأمة وهم لم يستطيعوا جهاد أنفسهم؟!! ومن ذلك أيضاً حرصهم على الصيام في الصيف لعظيم ثوابه، ولهذا كان معاذ بن جبل وغيره من السلف - رضي الله عنهم - يتأسف عند موته على.. أتدري على ماذا؟ أتظنه أسف عن قصر لم يشيّده؟! أم تراه أسف على صفقة تجارية لم يربحها؟! أم على إمرأة حسناء لم ينكحها؟! كلا، لا هذا ولا ذاك.. بل أسف على ظمأ الهواجر.. ولهذا كان بعض الصالحين يحرص على صيام أشد أيام الصيف حراً، فيقال له في ذلك، فيقول: إن السعر إذا رخص، اشتراه كل أحد وهذا ـ وربي ـ من علو الهمة. فيـا عبـدالله: جاهد نفسك على هذه الطاعة العظيمة، التي اختصها الله – سبحانه - من بين العبادات بقوله الصوم لي وأنا أجزي به </B>)كما في الصحيحين، جاهدها ولو يوماً في كل عشرة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وإن ألم العطش في اليوم الحار سيذهب في أول شربة ماء، أما أجره؛ فأرجو الله تعالى أن تناله بل وتسرّ به يوم يقال في الدار الآخرة ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ </FONT>﴾[ الحاقة:24] ، ويوم ينادى الصائمون ليقال لهم: ادخلوا من باب الريان شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
* أحلى منتدى * 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 10 يوليو, 2008 (معدل) ومن ذلك: أن بعض السلف كان إذا دخل الحمام في الصيف وشعر بحر المكان تذكر النار، وتذكر يوم تطبق النار على من فيها وتوصد عليهم، ويقال لهم: خلود فلا موت، فإذا خرجوا من الحمام أحدث ذلك التذكر لهم عبادة. ومن ذلك أيضاً: أن بعض الصالحين صبّ على رأسه ماء من الحمام فوجده شديد الحر، فبكى وقال: ذكرت قوله تعالى: ﴿ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴾[ الحج: 29] فلا إله إلا الله ما أشد تذكرهم ولذا قال بعض السلف: لو أخرج أهل النار منها إلى نار الدنيا لقالوا فيها ألفي عام. يعني أنهم ينامون فيها ويرونها برداً. أختي الصامتة جزاك الله خير موضوع مؤثر جداً اللهم نجنا من نار جهنم واصرف عنا عذابها .. وجميع المسلمين والمسلمات .. .. بانتظار القادم من عبر ومواعظ .. لا حرمك الله الأجر .. تم تعديل 10 يوليو, 2008 بواسطة * أحلى منتدى * شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**المحتسبه** 233 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 12 يوليو, 2008 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، ماشاء الله حبيبتى جزاك الله خير نجانا الله وأياك من النار ومن عذاب النار شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
ام خطاب 79 210 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 12 يوليو, 2008 بارك الله فيكِ على هذه الموعظة جعلها الله فى ميزان حسناتك اللهم نجنا من النار وحرها اللهم آمين شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
مرفت ام ابراهيم 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 12 يوليو, 2008 جزاك الله خير شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
*محبة الخير للغير* 11 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 20 يوليو, 2008 جزاك الله خير اختي الغاليه... الله يحمينا من نار جهنم ..اللهم امين.. اللهم انا نسألك جنتك يارب... اسأل الله يااختي الصامته ان يجعل الله الموضوع في ميزان حسناتك يارب... شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
راماس 860 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 29 أغسطس, 2008 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،، ( اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً، فاذن لها بنفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم، وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم )اللهم نجنا من حرها وبردها واحشرنا مع الصالحين بوركت يا غالية على الموضوع القيم شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
أم سهيلة 878 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 6 اكتوبر, 2008 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،، تذكرة قيمة جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة و نفع بكِ و بما تقدمين شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك