اذهبي الى المحتوى
زبيـــــدة

وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ .....!

المشاركات التي تم ترشيحها

image027.jpg

 

{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (216) سورة البقرة

 

في هذه الآية عدة حكم و أسرار و مصالح للعبد ، فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بمحبوب ، و المحبوب قد يأتي بمكروه ، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة ، و لم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة لعدم علمه بالعواقب ، فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد . و أوجب له ذلك أمورا ً :

 

منها : أنه لا أنفع له من امتثال الأمر و إن شق عليه الابتداء لأن عواقبه كلها خيرات و مسرات و لذات و أفراح ، و إن كرهته نفسه فهو خير لها و أنفع .

 

و كذلك لا شيء أضر عليه من ارتكاب النهي و بإن هويته نفسه و مالت إليه ، فإن عواقبه كلها آلام و أحزان و شرور و مصائب ، وخاصية العقل تحتمل الألم اليسير لما يعقبها من الألم العظيم و الشر الطويل ، فنظر الجاهل لا يتجاوز المبادئ إلى غايتها ، والعاقل الكيس دائما ً ينظر إلى الغايات من وراء ستور مبادئها ، فيرى ما وراء تلك الستور من الغايات المحمودة والمذمومة ، فيرى المناهي كطعام لذيذ قد خلط فيه سم قاتل ، فكلما دعته لذته إلى تناوله نهاه ما فيه من السم ، ويرى الأوامر كدواء مر ّ كريه المذاق مفض إلى العافية و الشفاء ، وكلما نهاه كارهة مذاقه عن تناوله أمره نفعه بالتناول ، ولكن هذا يحتاج إلى فضل علم تدرك به الغايات من مبادئها وقوة صبر يوطن به نفسه على تحمل مشقة الطريق لما يؤمل عند الغاية ، فإذا فقد اليقين و الصبر تعذر عليه ذلك ، و إذا قوي يقينه و صبره هانت عليه كل مشقة يتحملها في طلب الخير المستمر و اللذة الدائمة .

 

و من أسرار هذه الآية أنها تقضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور ، والرضى بما يختاره له وما يقضيه له لما فيه من حسن العاقبة .

 

و منها : أنه لا يقترح على ربه ، ولا يختار عليه ، ولا يسأله ما ليس له به علم ، فلعل مضرته و هلا كه فيه و هو لا يعلم ، فلا يختار على ربه شيئا ً ، بل يسأله حسن الاختيار له ، و أن يرضيه بما يختاره فلا أنفع له من ذلك .

 

و منها : أنه إذا فوض الأمر إلى ربه ، و رضي بما يختاره له ، أمده فيما يختاره له بالقوة عليه و العزيمة و الصبر ، و صرف عنه الآفات التي هي عرضة اختيار العبد لنفسه ، و أراه من حسن عواقب اختياره له مالم يكن ليصل إلى بعضه ، وبما يختاره هو لنفسه .

 

و منها : أنه يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات ، ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عقبة و ينزل في أخرى ، ومع هذا فلا خروج له عما قدر عليه ، فلو رضي باختيار الله أصابه القدر و هو محمود مشكور ملطوف به فيه ، و إلا جرى عليه القدر و هو مذموم غير ملطوف به فيه ، لأنه مع اختياره لنفسه ، و متى صح تفويضه و رضاه ، اكتنفه في المقدور العطف عليه ، واللِطف به ، فيصير بين عطفه و لطفه ، فعطفه يقيه ما يحذره ، و لطفه يهون عليه ما قدره .

 

من كتاب : العظمة

 

للدكتور : عائض القرني

image009.jpg

تم تعديل بواسطة ام جومانا وجنى
التنسيق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

جزاك الله خيرا يا غالية

 

موضوع جميل لا حرمك الله أجره

 

بوركت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

جزاك الله خيرا يا غالية

 

موضوع جميل لا حرمك الله أجره

 

بوركت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رااائع جدا

جزاك الله خيرًا أينما كنتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

جزاك الله خيرا يا غالية

 

موضوع جميل لا حرمك الله أجره

 

بوركت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه

الحمدلله علي كل حال

جزاكم الله خيرا اختي الحبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكِ أختي وجزاكِ خيرا ،

موضوع جميــل لا حرمــك الله أجره .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

 

جزاك الله خيرًا على النقل الطيب

اللهم اقدر لي الخير حيث كان ثثم ارضني به يا رب العالمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاك الله خير الجزاء أختي زبيدة على النقل الموفق ولا حرمك الاجر

ما ندم من استخار الله جل وعلا,أسأل الله تعالى أن يختار لي ولكن مايحبه ويرضاه اللهم امين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

جزاك الله خيرا يا غالية

 

موضوع جميل لا حرمك الله أجره

 

بوركت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

بارك الرحمن فيكِ زبيــدة الغالية

لا حرمكِ الله الأجر.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أختاه

والحمد والشكر لله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

للرفع

جزيتِ خيراً ياحبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×