اذهبي الى المحتوى
اسلمت لرب العالمين

وما نُرسلُ بالآياتِ الا تخويفا

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

_______________________________________________

 

الشمس والقمر آيتان من آيات الله العظيمة الدالة على كمال قدرته وعظيم خلقه سبحانه وتعالى ، ولذا نجد أن الله يذكرها دائما في كتابه العزيز عند ذكر الآيات العظيمة الدالة على أنه الإله الحق المتفرد بالخلق ، قال تعالى ( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم آياته تعبدون ) . ولما حاج إبراهيم عليه السلام النمرود ذكر له من خصائص الله التي لا ينازعه فيها أحد كتسيير الشمس وتحريكها ، قال تعالى ( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر ..........) الآية. وإن اختلال نظام هاتين الآيتين من الدلائل العظيمة على

قرب القيامة ونهاية هذا العالم ، فطلوع الشمس من المغرب من علامات الساعة الكبرى التي لا ينفع بعدها إيمان وصلاح كما صح بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . كما أن ذهاب الشمس والقمر دليل على قيام الساعة قال تعالى ( فإذا برق البصر ، وخسف القمر ، وجمع الشمس والقمر ، يقول الإنسان يومئذ أين المفر ) ، قال السعدي رحمه الله ( وخسف القمر ) أي ذهب نوره وسلطانه ، ( وجمع الشمس والقمر ) وهما لم يجتمعا منذ خلقهما الله تعالى فيجمع الله بينهما يوم القيامة ، ويخسف القمر وتكور الشمس ويقذفان في النار ليرى العباد أنهما عبدان مسخران وليرى من عبدهما أنهم كانوا كاذبين.

ومن الظواهر التي كثرت هذا الزمان الكسوف والخسوف في الوقت الذي لم يقع شيء من ذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة . إن كسوف الشمس والقمر لا يعد من الظواهر الطبيعية أو الأشياء الفلكية التي ليس لها مسببات شرعية ، فعلم الناس بوقوع الكسوف أو الخسوف قبل وقته لا ينافي في أنه له مسببا شرعيا بينه النبي صلى الله عليه وسلم حين انكسفت الشمس لما مات ابنه إبراهيم فقال الناس : انكسفت لموت إبراهيم ، فقال عليه الصلاة والسلام : " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته- وفي رواية ( يخوف الله بهما عباده ) – فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى تتكشف " متفق عليه من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.

لقد فزع النبي صلى الله عليه وسلم أشد الفزع لكسوف الشمس ودعا للصلاة، وقام قياما طويلا قريبا من سورة البقرة ، وقال : لم أر كاليوم من الخير والشر وأخذ ينفخ في سجوده ويقول: " ربي ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم، ربي ألم تعدني ألا تعذبهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك " . ثم خطب الناس بعد الصلاة خطبة بين لهم أن هذا الكسوف تخويف من الله لعباده وأمر الناس بالصلاة والصدقة والاستغفار والعتاقة حتى ينجلي ما بهم.

ولكن لما بعد الناس عن ذلك العصر المنير أصبح الخسوف والكسوف أمرا عاديا ، بلا زاد القبح وعظم الشر فصار من المناظر الجميلة التي تلتقط لها الصور وتواجه بالتصفيق الحار ليس من الكفار بل مع الأسف من بعض المسلمين اللاهين العابثين. لقد أصبحنا نرى اليوم من أهل الإسلام ما يدمع العين ويحرق القلب عندما يخوفهم الله فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ، وبدلا من التوبة والاستغفار والفزع والرجوع إلى الله تعالى قابلوا ذلك باللعب والصفير .

إن ما نراه من تصرفات من أناس ينتسبون للإسلام عند وقوع هذه الآيات العظيمة نذير عذاب قريب قال تعالى : ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) وقال تعالى ( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ).

إن على الأمة أن تعلم أن حدوث مثل هذه الأمور استعتاب من الله للعباد ، قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لما زلزلت الكوفة ( إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه ) أي يطلب منكم أن تزيلوا عُتبه بالتوبة والاستغفار والإنابة .

إن وقوع هذه الآيات العظيمة أمر داع إلى التوبة والرجوع إلى الله والصلاة في الحال وهجر المعاصي والذنوب ، وإلا حلت العقوبة ونزل العذاب وتبدلت الحال وهلك الصغير والكبير عندها لا ينفع دعاء ولا بكاء . لقد أعرض أقوام عن الآيات المنذرة فأتاهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين، وحق عليهم أن يكونوا في الهالكين ، قال ابن مسعود رضي الله عنه " السعيد من وعظ بغيره " ، قال تعالى على لسان هود عليه السلام أنه قال لقومه ( فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم

جزاك الله بالخير حبيبتي"اسلمت لرب العالمين"

تدكرة جميلة ويارب يهدينا و يثبتنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

جزاك الله خيرا أخيتي على الموضوع الرائع و المفيد

 

كما استوقفتني هذه القولة للرسول صلى الله عليه و سلم التي تبين شدة الخشوع ..

 

" ربي ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم، ربي ألم تعدني ألا تعذبهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك "

 

يا الله يا رحمن يا رحيم

 

يا مقلب القلوب ثبت قلبوبنا على دينك

 

اهدنا و ارشدنا

 

اللهم آميــــــــــــــــــــــن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك أختي والله هذا ما نحتاجه ويحتاجه المسلمين ..

تُرسل الآيات والنّاس غافلون ..أو كما ذكرت لاهون ..

اللّهم ردنا إليك رداً جميلاً ..وأغفر لنا ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تذكرة طيبة اختي بارك الله فيك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×