اذهبي الى المحتوى
سُندس واستبرق

آدَاب ْطَاِلبْ العِلمِ مَعَ مُعَلِمهِ. ..♥

المشاركات التي تم ترشيحها

nc326795.gif

 

 

مقدمة: مكانة المُعلِّم في التعليم:

 

الأصل في طالب العلم أن يأخذ العلم عن مُعلِّمٍ أو أستاذ، ولا يكتفي بقراءة العلم من الكتب، وهكذا كان تعلم السلف رحمهم الله؛ وذلك حتى تُضبط المسائل المدروسة، ويُجاب عما يُشكل على الطالب من أسئلة.

وليست العلوم الشرعية فريدةً في ذلك بين العلوم، فإنَّ العلوم التجريبية التي تُدرَّس في الوقت الحاضر لا يمكن للطالب أن يدرسها إلا على يد مدرسٍ متخصصٍِّ، ويأخذ شهادةً على ذلك.

وذلك للأسباب التالية:

1. أنَّ الكتب العلمية _في الغالب وخاصة القديمة منها_ لا تجمع مادة البحث كلها في موضع واحد، أو ترد على الشبهات جميعها في موضع واحد، فيظن طالب العلم المبتدئ أنَّ المسألة قد انتهت.

2. أو قد يعرض له من الشُّبه والأسئلة ما لا يجد الإجابة عنه في هذه الكتب.

3. أو قد يفهم من كلام المؤلف على غير ما أراد فيكون فهمه خاطئًا.

4. ويختص القرآن الكريم بأنَّ متعلِّمه قد لا يُحسِن النطق أو قراءة كثير من الكلمات على الوجه الصحيح، فينبغي أن يتعلَّمه من مُعلِّمٍ مُتقنٍ للقراءة، وقد تيسَّر هذا الأمرُ في الوقت الحالي بوجود العديد من التسجيلات المُتنوِّعة.

لأجل ذلك كان الأخذ عن الشيخ أو المعلِّم ضروريًا حتى يمكن تلافي هذه المشكلات.

ويُلحظ أن طريقة التأليف المعاصرة استطاعت أن تتجاوز بعضًا من هذه المشكلات حسب كل مؤلف وطريقته، بل قد برزت طريقة التعلُّم الذاتي والتَّعلُّم عن بعد التي تُعنى بتيسير المادة العلمية للطالب وتوضيحها، ومحاولة الإجابة عما قد يصعب أو يُشكل عليه، فتكون المادة العلمية أقرب للطالب وأبعد عن الإشكالات السابقة، وإن كانت لم تتخلص من وجود المشرف على المادة الذي يُرجع إليه في أوقات معينة للإجابة عما يُشكل على الطالب.

وعلى كل حال فلا يستغني الطالب في حياته العلمية عن معلمٍ أو مدرسٍ يأخذ عنه علمًا، أو يسأله عن مسألة.

r2426795.gif

 

 

وهذا بيان أهم ما يجب على الطالب من سلوكٍ تجاه معلمه:

 

1. الأخذ عمن يوثق بعلمه ودينه:

 

فيجب على طالب العلم أن يأخذ العلم _مشافهةً أو بقراءة من كتاب_ ممن يُوثَق بعلمه ومنهجه، وممن حسنت أخلاقه.

 

 

 

فلا ينبغي لطالب العلم أن يأخذ العلم عمن انحرف عن المنهج السليم ففسدت عقيدته؛ حتى لا يؤثر ذلك في عقيدته ومنهجه، ولا عمَّن انحرف سلوكه؛ حتى لا يتأثر بسلوكه وأدبه.

 

 

 

وقد كان السلف يرددون عبارة: "إنَّ هذا العلم دينٌ فانظروا عمَّن تأخذون دينكم".

 

 

 

وقال أحدهم: " كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سَمْتِهِ وصلاته، وإلى حاله، ثم يأخذون عنه".

 

 

 

وقد مرَّ بك في الدرس الثالث حكم الدراسة والأخذ عن صاحب البدعة بالتفصيل.

 

2. حُسن الإنصات له وعدم مقاطعته: فإن خطر لك شيء يحتاج لسؤال أو استفسار فيكون ذلك بالاستئذان ثم طرح السؤال، ويفضَّل أن يتخذ الطالب كراسة يدون فيها أسئلته واستشكالاته حتى لا ينساها، ثم يُلقيها على الشيخ في الوقت المناسب.

3. الإقبال عليه والانتباه لما يقوله: وعدم التشاغل عنه بكلام أو عبث أو غير ذلك.

4. سؤاله بأدب: وذلك أن يكون الصوت معتدلًا بين الانخفاض والعلو، وأن يكون بطريقة فيها أدب.

 

ومن الأخطاء التي قد تسمعها: أن يقوم السائل _أو ناقل السؤال_ بتوجيه السؤال كما جرت الأحداث بما فيها من كلامٍ غير لائق، أو بصيغة المخاطب وكأن الشخص الموجه له السؤال هو المعني به! والمفروض ألا يذكر هذه الألفاظ في السؤال، وأن ينقل الكلام بصيغة الغائب لا بصيغة المُخاطب، ومن ذلك ما رواه الصحابةُ _رضي الله عنهم_ من قصة وفاة عبد المطلب على الشرك، فقد ورد فيه :( ... فكان آخر ما قال: هو على مِلَّة عبد المطلب) بينما عبد المطلب قد قال: أنا على مِلَّة عبد المطلب، لكن الصحابة _رضي الله عنهم_ كرهوا نسبة الشرك لأنفسهم ولو من رواية الأحداث، وهذا من قمة الأدب.

 

أو التطويل في السؤال بذكر أشياء لا تخص المسألة المطروحة.

 

أو الاختصار المُخِل الذي لا يُمكن معه فهم المراد من السؤال.

 

5. عدم مخاطبته باسمه مفردًا، بل يسبقه بلقبه: يا أستاذ، يا شيخ، ونحوها.

6. عدم تخطئته أمام الناس والطلاب بشكلٍ غير مناسب: فإن ظنَّ الطالب أنَّ المعلم قد أخطأ في مسألة فلا يقل له أخطأت، بل يطرح الأمر بطريقة تساؤل، فيقول: ما رأيكم بكذا؟ أو سمعت من يقول أو يستدل بكذا فما رأيكم؟ أو بأي صيغةٍ أخرى مناسبة ليس فيها تحدٍ أو إحراجٌ للمعلم.

أما إن كان الخطأ كبيرًا أو في مسألة لا يمكن تجاوزها فيجب تنبيه المعلم وبالأسلوب المناسب.

 

حسنًا! إن لم ينتبه المُعلم لخطئه واستمرَّ في تدريسه، فما العمل؟

 

ينبغي عند ذلك أن يتوقف الطالب عن إبداء الملحوظات والاعتراضات، ويقوم بتنبيه المُعلِّم بعد الدرس على أن يكون ذلك على انفرادٍ، كي لا يسبب الحرج له.

 

وإن كان ما قاله المُعلِّم رأيًا له وليس خطأً، وتوصَّلت أنتَ بعد بحثك واطلاعك إلى رأي مخالفٍ فلا مانع من مناقشة المعلم بالآداب السابق ذكرها.

 

فإن لم يُغيِّر رأيه فابتعد عن مجادلته والإلحاح عليه، فالاختلاف طبيعي بين الناس.

 

7. أن يعرف له حقه ولا ينسى فضله: فإن أخطأ المُعلِّم أو ظن الطالب أنَّه قد وقع في خطأ، فينبغي أن يحفظ له مكانته وفضله، وكذا إن أخطأ في حقه.

8. الدعاء له في حضوره وفي غيابه.

9. عدم الغلو فيه ورفعه فوق منـزلته: فمع التأكيد على احترام الطالب لمعلمه وتوقيره ومعرفة قدره ومكانته، إلا أنَّ ذلك ينبغي ألا يزيد عن حدِّه المشروع من غلوٍ في الكلام والمخاطبةِ أو الفعل.

 

وقد مرَّ بك في مقرر العقيدة بيانٌ للغلو وأثره في الانحراف عن الحق.

 

10. توقير السلف والاعتراف بفضلهم:

فطالب العلم قد يقف في بحثه واطلاعه على أخطاء لهؤلاء العلماء، أو خلافاتٍ بينهم، فينبغي له أن يعتذر لهم، ويعلم أن لا أحد من البشر معصومٌ من الخطأ إلا الرسول e، والخلافات بين العلماء أمرٌ موجود قديمًا وحديثًا، فلا يشغل نفسه بها، بل يترحَّم عليهم جميعًا ويدعو لهم لقاء ما بذلوه من جهدٍ ووقتٍ في خدمة العلم وإيصاله لنا كما هو الآن، فجزاهم الله عنا خير الجزاء.

 

r2426795.gif

znq26795.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيكِ سندس الغالية

 

مواضيع قّيمة ..

 

نفعنا الله بها

 

وجعلها في ميزان حسناتكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيراً سندس الحبيبة

 

موضوع قيم ومُفيد بارك الله فيكِ

 

7. أن يعرف له حقه ولا ينسى فضله: فإن أخطأ المُعلِّم أو ظن الطالب أنَّه قد وقع في خطأ،

 

فينبغي أن يحفظ له مكانته وفضله، وكذا إن أخطأ في حقه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله

جزاك الله خيرًا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×