.•:*¨`*:•. حملة : لتكن سيرة نبيّي مرآتي الصافية .•:*¨`*:•.

[امة من اماء الله 1241]

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحمد لله الذي كرّمنا بالقرآن وآثرنا بالإسلام وجعلنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام, وأمّا بعدُ

 

 

أخواتي الحبيبات

 

أهمية دراسة السيرة النبوية , وضرورة الإعتناء بها ,بل والترغيب في دراستها ,هي غايات جاءت هذه الحملة وفي محاولة جد متواضعة , لتعبد الطريق للوصول إليها, ولتخاطب العقول والقلوب على حد سواء ,لمعانقة وفي كل آن هذه الإنسانية الحقة في صورتها المشرقة والمتمثلة في سيرته صلى الله عليه

وإذا كنا نحتاج هذه القدوة العظيمة دوما فإن احتياجنا إليها اليوم هي ضرورة وأي ضرورة يمليها الواقع البئيس المحزن الذي يعيشه الإنسان المسلم وغيره في متاهات لا نهاية لها..كما تفرضها الأوامر الإلهية على الإنسان المسلم *فَاَّتبُِعونِي يُحبِبْكُُم اللهُ*1

فالسيرة المحمدية هي مرآة صافية للدنيا بأسرها , , يرى فيها كل إنسان صورته وروحه , ظاهره وباطنه , قوله وعمله, خلقه وأدبه , هديه وسنته , وفي استطاعته ان يصلح أخلاقه , ويثقف عوجه بحسب ما يراه في تلك المرآة الصافية2

 

 

وإذا كانت هذه الحملة قد سطرت كلاما لعلماء أجلاء ومتخصصين في هذا الميدان , بما حملته في طياتها من مقالات قيمة , ومحاضرات هادفة, فهي لم تغيب الجانب الجمالي الذي صورته لنا ريشة مبدعاتنا من الفريق الفني,والذي حاول أن يكتب الموضوع بطريقة فنية رائقة,فلخص مضمون الحملة بتصاميم أخاذة ,فاستحق الشكر العميم النابع من صميم القلب,

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : *من لا يشكر الناس لا يشكر الله*,

فكان لزاما أن نورد أسماء من شارك منهن معنا , ,ثم عرفانا منا بعملهن الساحر الذي تناغم وعذوبة فكرة الموضوع

زمردة

ساجدة للرحمن

زهرة الخزامى

مودة ورحمة

أمل الأمة

سديم

مسافرة زادها قليل

 

 

 

فجزاهن الله خيراوتقبل منهن

 

 

وكإشادة منا أيضا للجهود المبذولة لإثراء مواضيع ساحتنا العطرة,أضفنا مواضيع تصب في نفس المعين , وتخدم ما نتحدث عنه, وهي لأخوات لناحبيبات, , فـجزيل الشكر لمن أسهم معنا فيه,ونسعد دوما بمزيد منه

وكلنا أمل أن ينفع الله بها , ويجعلها في ميزان الحسنات, ويغفر لنا ولوالدينا ولأهلينا أجمعين

ولعلها تكون لنا البداية لمزيد اعتناء بدراسة السيرة النبوية

 

 

امة من امـ راجية المنان ـــاء الله

 

[{ الــهـــا م } 81]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

حملة طيبة مبااااركة بإذن الله

 

جزاكن الله خيرا

 

نتابع معكن بإذن الله تعالى

[ساجدة للرحمن 2049]

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

بارك الله فيكن حبيباتي امة من امـ راجية المنان ـــاء الله

 

جعل ما تقدمن في موازين حسناتكن

وبالتوفيق يا رب

[الوفاء و الإخلاص 568]

جزاكن الله خيرا يا حبيبات

نتابع معكن بمشيئة الرحمن

[*ميمونة* 104]

جزاكن الله خيرا حبيباتي

معكن ان شاء الله

[*ميمونة* 104]

بدية أحب أن أبين حقوق الحبيب صلى الله عليه وسلم الواجبة على كل مسلم ومسلمة

 

إن الحقوق الواجبة للنبي صلى الله عليه وسلم على كل فرد من أفراد هذه الأمة المسلمة عشرة وهي كالآتي:

(( الإيمان به ؛ محبته ؛ طاعته ؛ متابعته ؛ الإقتداء به ؛ توقيره ؛ تعظيم شأنه ؛ وجوب النصح له ؛ محبة آل بيته وصحابته ؛ الصلاة عليه ))

 

أ- الإيمان به صلى الله عليه وسلم:

إن الإيمان به صلى الله عليه وسلم مستلزم للإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر قال تعالى في الأمر به الواجب القيام به

﴿ فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ﴾

( التغابن : 8 )

وقال عز من قائل

﴿ فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ﴾

(الأعراف : 158 )

 

وقال هو صلى الله عليه وسلم في الإخبار بوجوب الإيمان به : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله "

 

ومعنى الإيمان به صلى الله عليه وسلم التصديق بنبوته ورسالته التي جاء بها من عند الله تعالى و أن كل ما جاء به من الدين و ما أخبر به عن الله تعالى هو حق وصدق و لا يكتفي بالنطق باللسان والقلب مُنكر لذلك غير مصدق به بل لا بد من مطابقة القلب للسان

ومن مظاهر الإيمان به صلى الله عليه وسلم طاعته ومحبته وموالاته وباقي الحقوق العشرة

 

للحديث بقية ان شاء الله

تم تعديل 4 مايو, 2011 بواسطة ميمونة ح

[**راضية** 1996]

حملة مباركة بارك الله في القائمين عليها

اختي ميمونة اضافة رائعة احسن الله اليك

[*ميمونة* 104]

ب - محبته صلى الله عليه وسلم :

إن محبته صلى الله عليه وسلم واجبة بالكتاب والسنة قال تعالى

﴿ قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم و إخوانكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ﴾

( التوبة : 24 )

وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين

 

مظاهر محبته صلى الله عليه وسلم:

1_ طاعته والإقتداء به ومحبة ما جاء به ودعا إليه ونصرته

2_ توقيره وتعظيمه عند ذكره وذكر شمائله وعند الوقوف على قبره وعند الجلوس في مسجده والصلاة فيه

 

علامات حبه :

1_ كثرة ذكره

2_ كثرة الشوق إليه

3_ البكاء عند ذكره شوقا وحنينا إليه صلى الله عليه وسلم

 

 

 

ج_ طاعته صلى الله عليه وسلم :

طاعته واجبة بأمر الله عز وجل قال تعالى

﴿ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و لا تبطلوا أعمالكم ﴾

( محمد: 33 )

 

مظاهر طاعته صلى الله عليه وسلم :

التمسك بسنته والإهتداء بهديه

الإلتزام بمبدأ " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"

وبمبدأ "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتبوه "

 

 

د_ متابعته صلى الله عليه وسلم:

متابعته تكون في المعتقد والقول والعمل وهي الدين كله ومخالفته في ذلك هي الخروج من الدين كله قال تعالى

﴿ واتبعوه لعلكم تهتدون ﴾

فمتابعته سبيل الهداية وتركها سبيل الغواية

 

مظاهر متابعته صلى الله عليه وسلم :

1_ ألا يبتدع المسلم بدعة و ألا يعمل ببدعة ابتدعها غيره مهما كان هذا المبتدع

2_ رد كل قول لقوله وترك كل تشريع لشرعه والإعراض عن كل ما خالف هديه في الإعتقاد والقول والعمل

3_ التمسك بالسنة الواجبة والمستحبة على حد سواء

 

أكمل بإذن الله بعد مشرفاتنا الحبيبات

تم تعديل 4 مايو, 2011 بواسطة ميمونة ح

[النصر قادم 207]

جزاكن الله خيرا يا غاليات وكل من شارك في هذه الحملة المباركة بإذن الله

 

جعلها الله في ميزان حسناتكم وأجزل لكم المثوبة

 

أتابع معكم بإذن الله

[امة من اماء الله 1241]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

حملة طيبة مبااااركة بإذن الله

 

جزاكن الله خيرا

 

نتابع معكن بإذن الله تعالى

 

أكرمك الله حبيبتي إلهام

وتسرنا متابعتك

بارك الله فيك

[امة من اماء الله 1241]

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

بارك الله فيكن حبيباتي امة من امـ راجية المنان ـــاء الله

 

جعل ما تقدمن في موازين حسناتكن

وبالتوفيق يا رب

 

 

وفيك بارك الله حبيبتي

سعدنا لمرورك العطر, ولدعوتك الطيبة

جزاك الله خيرا

[امة من اماء الله 1241]

جزاكن الله خيرا يا حبيبات

نتابع معكن بمشيئة الرحمن

 

سرنا مرورك العطرحبيبتي

وأسعدتنا متابعتك

بارك الله فيك

[امة من اماء الله 1241]

جزاكن الله خيرا حبيباتي

معكن ان شاء الله

 

 

 

إجابتك للدعوة أفرحتنا..

صدقا,تفاعلك معنا سرنا حبيبتي

ونتشرف بمرورك العطر , ونتطلع دوما لمزيد من مشاركاتك معنا الهادفة

بارك الله فيك

تم تعديل 5 مايو, 2011 بواسطة امة من اماء الله

[امة من اماء الله 1241]

حملة مباركة بارك الله في القائمين عليها

اختي ميمونة اضافة رائعة احسن الله اليك

 

وفيك بارك الرحمن أختي الحبيبة

مرورك العطر سرنا

جزاك الله خيرا

[امة من اماء الله 1241]

جزاكن الله خيرا يا غاليات وكل من شارك في هذه الحملة المباركة بإذن الله

 

جعلها الله في ميزان حسناتكم وأجزل لكم المثوبة

 

أتابع معكم بإذن الله

 

 

اللهم آمين

متابعتك معنا تشرفنا حبيبتي

بارك الله فيك

[فدوى المسلمي 531]

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

❤❤❤

 

بارك الله فيكن على هذه الحملة المباركة

متابعة معكن باذن الله وحوله

 

❤❤❤

[امة من اماء الله 1241]

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

❤❤❤

 

بارك الله فيكن على هذه الحملة المباركة

متابعة معكن باذن الله وحوله

 

❤❤❤

 

 

 

وفيك بارك المولى سبحانه

تشرفنا بمرورك الذي عطر الصفحة

جزاك الله خيرا حبيبتي على متابعتك معنا

[امة من اماء الله 1241]

 

لقد حظيت السيرة النبوية في جميع مراحل الزمن بعناية كبيرة من الأمة ,جمعا وتوثيقا ,ودرسا وتمحيصا ,وتعليما وتقريبا ,وحق لها ذلك ,فهي بأمر الله وإرادته تتجدد مع طلوع كل شمس , وتجد من يحملها , ويبلغها لتقوم الحجة على العالمين

وغدت السيرة النبوية علما قائما برأسه, لها كتبها وعلماؤها , وباحثوها ودارسوها , منذ نهاية القرن الهجري الأول ,وحتى يومنا هذا ,وقد أكد علماء الإسلام أن من فاته علم السيرة في معرفة تاريخها , ومصنفاتها, ومضمونها , ووقائعها , وأحداثها , فقد فاته خير كثير , وجميل به أن لا يعد نفسه من أهل العلم , ولو كان له رسوخ في علوم أخرى

فالسيرة النبوية محور وجوهر الحديث والسنة , ولها الحضور الدائم في صفحات العلم والمعرفة , والحاجة لمعرفتها ضرورة لكل مسلم كيفما كان , قال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري المتوفى 406هـ:ذكر النوع الثامن والأربعين من علوم الحديث:

هذا النوع من هذه العلوم معرفة مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم , وسراياه , وبعوثه , وكتبه إلى ملوك المشركين , وما يصح ذلك وما يشذ , وما أبلى كل واحد من الصحابة في تلك الحروب بين يديه , ومن ثبت ومن هرب , ومن جبن عن القتال, ومن كرّ,ومن تدين بنصرته صلى الله عليه وسلم , ومن نافق , وكيف قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم , ومن زاد ومن نقص , وكيف جعل سلب القتيل بين الإثنين والثلاثة , وكيف أقام الحدود في الغلول , وهذه أنواع لا يستغني عنها عالم

أقول : بل كثير منها لا يستغني عنه مسلم , لأن محبة المسلم لنبيه صلى الله عليه وسلم , واقتدائه به , وبحثه عن أخلاقه وحياته يجده مجموعا ميسرا في السيرة الشريفة

قال العز بن عبد السلام المتوفى سنة 660هـ:واعلم أنه لا أدب كأدب رسول الله صلى الله عليه وسلم ,ولاخلق كأخلاقه , فمن وفقه الله أعانه على البحث عن أخلاقه والإقتداء به ,ليتخلق منه لما قدر عليه , ويصل إليه , وما من أحد إلا وقد همّ,ولمّ,فياسعادة من اقتدى به ,واستن بسيرته, وأخذ بطريقته ,وامتلأ قلبه من محبته , في دق وجلّه,وكثره وقلّه *قُلْ إِنْ كُْنُتُمْ تُحُِّبونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحِْبْبكُمُ اللهُ * آل عمران :31, * َوإِنْ تُطِيعُوهُ تُهْتَدُوا *, النور :54 ,*وَمَنْ يُطِعِ اللهَ َورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا * الأحزاب :71,وكيف لايكون كذلك,وقد قال الله تعالى * َوإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ* وكان خلقه الممدوح بالعظمة اتباع القرآن , والقرآن مشتمل على الأمر باتباعه صلى الله عليه وسلم , فيما جاء به من كتاب أو سنة(3)

 

 

وأهمية هذه الدراسة يمكننا إجمالها في عدة نقاط , هي مرتكزات أساسية للإنطلاق في الحياة , ولتكون هذه الحياة سليمة مستقيمة فاضلة, وأهم هذه النقاط:

1- السيرة النبوية تطبيق حيّ لتعاليم الإسلام كما أرادها الله تعالى أن تطبق في عالم الواقع فتعالم الإسلام لم تنزل لتحصر بين جدران المساجد وداخل أروقة بيوت العلم الشرعي وكلياته , بل تنزلت من الحكيم العليم , لتكون سلوكا إنسانيا , ومنهجا حياتيا , يعيشها الفرد المسلم في نفسه وشخصه , ويدركها في واقعه ومجتمعه , هذه التعاليم ينشأ في بحبوحتها الفرد ويشب عليها , فتصبح جزء لا يتجزء من كيانه , يتصرف على هديها , في كل صغيرة وكبيرة وفي كل موقف

فالمبدأ النظري يُرى ماثلا قائما في شخص صاحبه , وهذا ما نجده في السيرة النبوية, حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطبق تعاليم الإسلام كما أرادها الله تعالى أن تطبق في عالم الأحياء والبشر , وذلك في جميع أحواله وظروفه , نوما ويقظة,سلما وحربا,جدّا ومداعبة , غضبا ورضا,فردا وجماعة,فإذا ما فارق التربية الإلهية قيد أنملة جاءه التصحيح والتنبيه والتعليم , من الله عزوجل , كما في حادثة عبد الله بن أم مكتوم:*عَبَسَ َوتَولَّى أَنْ جَاءَُه الأَعْمَى ...*عبس 1- /انظري التفسير/2

ولهذا لم تستطع أمنا عائشة رضي الله عنها حين سُئلت عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحواله وأوضاعه –أن تجد كلمة أدق وأبلغ من قولها للسائل : ألم تقرأ القرآن؟ كان خلقه القرآن

وقد يشكل علينا أمر , ونختلف في حلّه وحُرمته , وقربه من روح الإسلام وبعده , فتحسم لنا هذا الأمر , وتوضح لنا الطريق سيرته وهديه صلى الله عليه وسلم

وقد يرى راء في الإسلام جزئية لا تعجبه , ولا يدرك مغزاها ومرماها , فما عليه إلا أن ينظركيف طبق رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الجزئية؟ ومتى؟ ولماذا ؟ ليدرك موقعها من مجموع البناء الإسلامي ولا يستعجل الأمور , فيلتمس التعليلات الباردة , ليرد الأحكام الصريحة الواضحة كما يفعل بعض الناس

 

‏ 2- يظهر لنا من خلال سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الصورة المشرقة للإنسان الذي يمارس إنسانيته بكل أبعادها,ويتفاعل مع الواقع بكل معطياته , وندرك أن محمدا صلى الله عليه وسلم –بكل نوازعه البشرية- قد تربع على قمة التسامي الإنساني وهو المثل الأعلى الحق للبشرية , وكيف كان في كل أحواله غير منسلخ من بشريته , ولا متجرد منها , وبنفس الوقت لم يَجر ولم يَحف عليها , بل عاش مشاعرها كلها,خوفا ورجاء , فقرا وغنى, عزلة واختلاطا , عزوبة وزواجا , فردا ورب أسرة , قائدا حربيا, ومخططا سياسيا , إماما حاكما , وإنسانا يجلس مع الناس للحكم , آمنا مستقرا , وهاربا خائفا , منتصرا مظفرا , ومغلوبا أسيفا..

وفي كل هذه الأحوال كان ينهج على وتيرة واحدة من الإستقامة والعدل والرجولة والخلق الكريم , بما يشهد له به كل منصف , مسلما كان أم غير مسلم أنه أعظم البشر على الإطلاق , وبهذه السيرة العطرة التي لا يستطيع أحد أن يخدش من طهارتها وسموها

ويدرك الدارس للسيرة النبوية التلازم والتطابق الذي لا ينفصم بين القول والعمل والمبدأ والسلوك, فلا يأمر الناس بالبر والخير وينسى نفسه , بل هو أول ملتزم ومطبق , ولو كان وحده, وقد أصاب ابن حزم الأندلسي رحمه الله تعالى كبد الحقيقة حين قال :( فإن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم لمن تدبرها تقتضي تصديقه ضرورة , وتشهد له بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا, فلو لم تكن له معجزة غير سيرته لكفى)

وقد اهتدى بهذه السيرة الكريمة العطرة عدد غير قليل في حياته وبعده صلى الله عليه وسلم من العظماء والكبراء وآحاد الناس , وعامتهم , ومنهم ابن الجُلندَى ملك عمان , فقد قال لعمرو بن العاص رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم : والله لقد دلني على هذا النبي الأمي أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به, ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له ,وأنه يَغلِب فلا يَبطَر, ويُغلَبُ فلا يَضْجَر,ويفي بالعهد ويُنجز الموعود , وأشهد أنه نبي

وأنشد أبياتا منها :

أتاني عمرة بالتي ليس بعدها-------------من الحق شيئ والنصيح نصيح

فقلت له: ما زدت ان جئت بالتي----------جُلندى عمان في عمان يصيح

فياعمرو قد أسلمت لله جهرة --------------ينادي بها في الواديين فصيح

 

‏ 3-هذه القمة الرفيعة من الإنسانية في شخص محمد عليه الصلاة والسلام والتي كانت تدرج على الأرض وتسير في فجاجها, عندما تقدم للإنسان على اختلاف زمانه ومكانه ودينه ولغته تقديما صحيحا غير مشوبة بأساطير وخرافات المحبين والمعجبين الجاهلين , وغير مشوهة بتحليلات الجاحدين والمنكرين , بل تقدم حية نابضة يراها القارئ وكأنه يعيش أحداثها دون حُجب التعصب ,أو غشاوة العاطفة الجاهلة , لا نشك أنها تستهوي القلوب ويرى أي شخص فيها إنسانيته التي يحن إليها , لأن النفوس السليمة جبلت على التسامي والتعلق بالمثل الأعلى, -وإلا لما كان هناك معنى لكتب سير العظماء , وحفظ أخبار العباقرة والمصلحين لتدوينها-وقد كان في قدر الله تعالى أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم مظهر الكمال الإنساني , وطلب من الناس أن يسعوا إليه , ويحاولوا التخلق بأخلاقه , والتأدب بآدابه وسلوكه , لأن هذه الأخلاق هي السيرة المرضية عند الله , يقول تبارك وتعالى :*وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ* القلم : 4

وفي عظمة هذا الخلق جعله الله تبارك وتعالى الأسوة والقدوة لكل الناس كما قال تعالى : *لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ِلَمنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ *الأحزاب :21

قال محمد بن عيسى الترمذي :( الأسوة في الرسول الإقتداء به والإتباع لسنته و وترك مخالفته في قول أوفعل)

ومعرفتنا لهذه الجوانب ولهذه الشخصية الكريمة تستلزم أن ندرس سيرته وتاريخه دراسة عميقة ودقيقة لنحاول تمثلها وتطبيقها

فدراسة السيرة النبوية طريق الإنسان إلى الرقي في معارج الكمال والسمو, وهي الطريق التي يرضى الله تيارك وتعالى عنها

ومَن مِن البشر لا ينشد السمو والكمال؟

فالحياة المحمدية , والسيرة النبوية لم تعطل في الإنسان حاسة أو غريزة ,بل استعملت كل واحدة في أدق ما يكون , فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حليما سيد الحلماء,أحلم في النفار من كل حليم ,وأسلم في الخصام من كل سليم , وقد مُني بجفوة الأعراب فلم يوجد منه نادرة , ولم يخضر عليه بادرة , ولا حليم غيره إلا ذو عثرة , ولا وقور سواه إلا ذو هفوة

لقد تناولته قريش بكل كبيرة , وقصدته بكل جريرة , وهو صبور عليهم , ومعرض عنهم

وما تفرد بذلك سفهاؤهم دون حلمائهم , ولا أراذلهم دون عظمائهم , بل تمالأ عليه السادة الجلّة والدون الذلة , فكلما كانوا عليه من الأمر كان عنهم أعرض وأسمح حتى قهرهم فعفا , وقدر فغفر , وقال حين ظفر عام الفتح , وقد اجتمعوا إليه: ما ظنكم بي؟

قالوا : ابن عم كريم فإن تعف فذاك الظن بك , وإن تنتقم فقد أسأنا

فقال صلى الله عليه وسلم : بل أقول كما قال يوسف لإخوته : *قَاَل لاَ َتثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ , وَهُوَ اََرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * يوسف :92

ولهذا وصفه من عايشوه صلى الله عليه وسلم بقولهم : ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط

أما غريزة الغضب التي تقابل الحلم, فكانت إذا كان كان الأمر يتعلق بحق الله فهناك لا مساومة ولا مهاودة , كما يقول واصفوه من صحابته رضوان الله عليهم: أما إذا انتهكت حرمات الله فلا يقوم لغضبه شيئ

ووقف في وجه الحِبّ بن الحِبِّ , أسامة بن زيد عندما شفع في المرأة المخزومية التي سرقت , ووجب عليها الحدّ,قائلا: أتشفع في حد من حدود الله؟ ثم قام فاختطب فقال:

*أيها الناس ! إنما أهلك الذين قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف ، تركوه . وإذا سرق فيهم الضعيف ، أقاموا عليه الحد . وأيم الله ! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها*

وهكذا تتقابل الغرائز البشرية فتعمل كلها ولا تموت , ولكن عملها غاية الكمال , وعلى أشراف الأحوال

لقد منع النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي تمرة , وجدها في رحاب المسجد وهو صبي يدرج , وقال له: *كخ كخ أما علمت أنالا نأكل الصدقة*, وقسّم في ذات المكان أكوام الذهب والفضة

فهنا منع عن أقل القليل حيث لايحل, وهناك العطاء الجزيل , الذي لا يعرف الحدود والقيود

وهكذا هو السمو الإنساني , والكمال البشري , ليس بتعطيل جانب على حساب جانب آخر , أو باجتثاث غريزة ليخلو مكانها لغريزة أخرى , وذلك تغيير لخلق الله وقهر لفطرة الإنسان !!

 

 

4- ومن خلال دراسة السيرة النبوية نعرف تطور الدعوة الإسلامية وبدايتها[/منذ نزل قوله تبارك وتعالى :* اقرأ باسم ربك الذي خلق*..العلق:1,إلى قوله تعالى :* فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين94 النحل, ومرورا بقوله تعالى:*إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا* التوبة :40,إلى أن عمت وانتشرت وملأت سمع الدنيا وبصرها وختمت بقوله تبارك وتعالى :*واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله , ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون281:البقرة:ومن قبله :* اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا : المائدة :3 حتى وفاته صلى الله عليه وسلم

وفي مسيرنا مع الخط البياني للدعوة الإسلامية نلاحظ كيف كانت تنتشرضمن إمكانات البشر وفي حدود قدرتهم , وليس بالمعجزات والطلاسم والمغيّبات, فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن جالسا والدعوة في انتشار, بل كان يأخذ للأمر عدّته , ويعيش الدعوة الإسلامية بشرا , وليس ملاكا , ففي اليوم الأول خاف أن يواجه الناس بغير ما يعهدونه , واتهم نفسه ورأيه , ويتجلى في قوله لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها :* لقد خشيت على نفسي*

ثم سلك طريق السرية , ثم جهر بدعوته صلى الله عليه وسلم ,فلحقه الأذى والسوء ثم كانت له جولات مع خصومه في بعضها ففاز وانتصر وفي بعضها نالوا منه عليه الصلاة والسلام , وكان في كل ذلك يكافح في سبيل المبدأ كأي صاحب مبدأ

 

 

‏ 5- كما نتعرف من خلال تاريخ الدعوةالإسلامية على موقف صاحبها عليه الصلاة والسلام من الأحداث والقضايا التي كانت تواجهه ولازالت وستبقى تواجهنا , فقد واجهه مثلا حصار وتشريد ونفي , وواجهته ضغوط نفسية واجتماعية , وحروب ومعارك , وواجهته مؤامرات وخيانات , ومساومات سياسية , وعقد مصالحات , واجهته مشكلة بناء أمة ومجتمع على أسس متينة في بلاد لم تعرف التنظيمات والدولة الواحدة و منذ زمن سحيق , وهذا كله يتطلب تحديد المواقف صريحة وإظهار السياسة واضحة

ودراسة السيرة تحدد لنا موقف النبي صلى الله عليه وسلم من كل هذه الأمور لنطمئن إلى الحكمة والعدل والإستقامة والدقة في كل أحواله

 

 

‏ 6- كما أن دراسة السيرة النبوية تحدد لنا الإطار العام للآيات القرآنية الكريمة , ومواضع نزولها , ومواقع دلالتها, لأن هذه السيرة متأثرة تأثرا مباشرا بآيات القرآن الكريمة , وتعمل على هديها وإرشاداتها و وماهي إلا تطبيق للقرآن الكريم,وأحيانا تأتي الآيات القرآنية لتقوّم هذه السيرة وتوجهها التوجيه الصحيح, فكثير من الآيات القرآنية يصعب علينا فهمها إن لم نعرف ظروف وملابسات نزولها , كما في قوله تعالى:* ماكان لنبيّ أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم 67...الأنفال : 67

إننا لا نستطيع فهم هذه الآية بدقة حتى نعرف ظروف نزولها عقب غزوة بدر الكبرى وقصة الأسرى , والجدال الذي نشب بشأنهم بين الصحابة عندما استشارهم الرسول صلى الله عليه وسلم

 

‏ 7- ومن خلال السيرة النبوية نستعين على تحديد الآيات الناسخة والمنسوخة , وهذه ناحية هامة جدا يترتب عليها كثير من الأحكام الشرعية الدنيوية , والأخروية

 

 

8- وكذلك تفيدنا دراسة السيرة تحديد تاريخ أقوال النبي صلى الله عليه وسلم , ومواقع دلالتها أو ما سماه علماء الحديث والمصطلح /بيان أسباب ورود الحديث الشريف/ وهذا الأمر يحل لنا مشكل كثير من الأحاديث التي يبدو عليها التعارض والتناقض وهي في واقع الأمر غير ذلك ,لأن كل حديث ورد في موطن خاص ويفيد معنى وتوجها غير الآخر الذي يبدو أنه معارض له

 

 

9- وتفيدنا في معرفة الناسخ والمنسوخ في الحديث الشريف مما يتوقف عليه كثير من الأحكام الشرعية (4)

 

[*ميمونة* 104]

جزاكم الله خيرا

متابعة ان شاء الله

[ذليلة إلى اللـَّـه 417]

الـسلام عليكم ورحمـة اللـَّـه وبركـاته,,

 

جزاكم اللـَّـه خير على ذلكـ المجهود الكبير

واللـَّـهِ رائع ..

اللـَّـه المستعان بإذن اللـَّـه سأتابع :)

 

الـلـَّـهمّ ارزقنا اتّباع سُنّة نبيّنا صلّ اللـَّـه عليه وعلى آله وصحبه وسلّم

سؤال متطفّل :):):

هل ستكون بإذن اللـَّــه حملة ندرسها ونمتحن فيها أسئلة؟

أم أنّها مقالات لتزويد الإيمان ولاتّباع السُنّة

و اللـَّـهِ كِلاهما رائع

[مريم فوزي 1646]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

 

،’

 

اللهمّ بارك !! .. : )

 

وما أجملها من حملة طيّبة ,, بارك الله فيكِ وجميع القائمات عليها .

 

متابعة معكنّ بإذن المولى .

تم تعديل 5 مايو, 2011 بواسطة صـمـتُ الأمــل

[ملاذ الفرح 292]

حملة جميلة وتصاميم رائعة!

بوركتن

[امة من اماء الله 1241]

جزاكم الله خيرا

متابعة ان شاء الله

 

 

 

وأنت من أهل الجزاء والإحسان

تسرنا متابعتك حبيبتي

[امة من اماء الله 1241]

الـسلام عليكم ورحمـة اللـَّـه وبركـاته,,

 

جزاكم اللـَّـه خير على ذلكـ المجهود الكبير

واللـَّـهِ رائع ..

اللـَّـه المستعان بإذن اللـَّـه سأتابع :)

 

الـلـَّـهمّ ارزقنا اتّباع سُنّة نبيّنا صلّ اللـَّـه عليه وعلى آله وصحبه وسلّم

سؤال متطفّل :):):

هل ستكون بإذن اللـَّــه حملة ندرسها ونمتحن فيها أسئلة؟

أم أنّها مقالات لتزويد الإيمان ولاتّباع السُنّة

و اللـَّـهِ كِلاهما رائع

 

 

جزاك الله خيرا حبيبتي

تواجدك معنا ومرورك هما الأروع

هي حملة جاءت لتذكر بمدى أهمية وضرورة الإهتمام بدراسة سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم...

ونرجو أن تلق القبول , وأن نجد صداها واقعا

وأما غير ذلك , فلعلنا نفعِّله في دورات وحملات أخر بحول منه تعالى وقوته

بوركت حبيبتي

[امة من اماء الله 1241]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

 

،’

 

اللهمّ بارك !! .. : )

 

وما أجملها من حملة طيّبة ,, بارك الله فيكِ وجميع القائمات عليها .

 

متابعة معكنّ بإذن المولى .

 

 

تشرفنا بمرورك الذي عطر الصفحة

وسررنا لمتابعتك معنا

بوركت حبيبتي