اذهبي الى المحتوى
سُندس واستبرق

المحاضرة الحادية عشر : أهمية القراءة والكتاب ✿ܔ

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته ~|

 

 

في هذا اللقاء بمشيئة الله -عزّ وجلّ- سنتحدث عن ثلاثة عناصر:

العنصر الأول: سنتحدث عن أهمية القراءة وأهمية الكتاب.

العنصر الثّاني: سنتحدث معكم فيه عن أخبار الكتاب، ونتأمل في عشق العلماء للكتب وعشقهم للقراءة، وشغفهم بها شغفًا عظيمًا قد ينسيهم أحيانًا من حولهم، وبهذا نعلم العلاقة والصَّلة الوثيقة بين طالب العلم وبين القراءة.

العنصر الثّالث: نتحدث فيه عن وصف الكتاب، ووصف من أحبَّوا الكتاب وشغفوا به لهذا الكتاب.

 

لا بد أن نقرأ :

 

لأن هذه الأمَّة العظيمة أمَّة محمَّد -صلّى الله عليه وسلّم- هي أمَّة اقرأ وهي الأمَّة الّتي ميزها الله -عزّ وجلّ- بإتباعها لهذا الدِّين العظيم {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، ومنَّ عليها بإتباعها النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الّذي أمره الله -عزّ وجلّ- أن يستزيد من العلم فقال: {وقُلْ رَبِّي زِدّنِي عِلْمَا} [طه: ]، وأيضًا أنَّ هذه الأمَّة من مميزاتها أنَّ أول آيةٍ نزلت على قلب سيدنا محمَّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- كانت تحثُّه على القراءة فقال الله -عزّ وجلّ-: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1-5 ] فذكر في هذه السَّورة آلة العلم وهي القراءة، وآلة القراءة وهو القلم؛ الّتي توثق وتدون به العلم وكلاهما نعمتان عظيمتان من نعم الله -عزّ وجلّ-.

لأنَّ هذا الدِّين، وهذه الحضارة، وهذه الثقافة محفوظةٌ بحفظ الله -عزّ وجلّ- في كتابه ومحفوظة بسنَّة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال -عزّ وجلّ-: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9]

 

من أسباب القراءة :

  • لنعرف أسباب تفوق من قبلنا فنسلك، وأسباب تفوق من هم بيننا فنحتذي به
  • ونعرف أسباب ضعف وارتكازات الأمم فنجتنب هذا الضّعف وهذه الارتكازات
  • وأخبار الماضين تجارب للسّالكين
  • لنعرف ما لدى الآخرين من علمٍ ومن ثقافةٍ فنأخذ أطيبها ونرد أرذلها
  • لأنّنا نحن الإسلام نتقرب إلى الله -عزّ وجلّ- بهذه القراءة الله -عزّ وجلّ- أمرنا بالعلم، وأمرنا بالنُّهوض
  • لنعرف سيرة سلفنا الصَّالح، نعرف سيرة نبيِّنا -صلّى الله عليه وسلّم- وخلفائه الرَّاشدين، نعرف سيرة السَّلف الصَّالح فنقتدي ونحتذي بطريقتهم وبهديهم -رضي الله عنهما- جميعًا.
  • للمتعة والتَّسلية والتَّرويح عن النَّفس وطرد السَّآمة والملل
  • ؛ لنكسب من الأخلاق أحمدها ونترك من الأخلاق أسوءها
  • ؛ لبناء ذواتنا ولتطوير أنفسنا بالمهارات المختلفة
  • لنتطلع على عقول الرِّجال وعلى ثقافاتهم، فالعلماء يقولون: "إنَّ الرَّجل إذا ألف كتابًا فكأنما وضع عقله على طبق فيقدمه للنَّاس فينظرون إلى عقله هل هو ذكي أم غير ذلك".
  • ثقافة الرّجل وعقيدته وأخلاقه من خلال الكتاب ولذلك يقول الخليفة المأمون يقول: "لا نزهة ألذ من النَّظر في عقول الرِّجال".

العنصر الثّاني: الّذي نتحدث بمشيئة الله -عزّ وجلّ- عن هو وصف الكتاب:

 

من عاش مع الكتاب أنس به وبقربه وتفيأ بظلاله ونعم بأفيائه وسعد ببستانه، فعينه تتنقل بين تلك الرِّياض النَّاضرة، والثِّمار اليانعة وعقله يحس بطعمٍ لا يعدله طعم، وبلذَّة تفوق لذَّة أهل الشَّهوات في فروجهم وأهل البطون بمأكولاتهم، وهي لذَّة كلذَّة أهل الإيمان لا يشعر بها إلا من خالطها وتلبس بأسبابها، فلذلك تجد عباراتهم يحلون عباراتهم فيما يبيِّن حبّهم وشغفهم بذلك الكتاب أنّها ليس مبالغة بل هي من الحقيقة، فعشاق الكتاب يرونه صديقًا وفيًّا، وعالما نقيًّا، تغنى به شعراؤهم، وترنم به أمراءهم، هو سلوةٌ للمأمومين وعزاء للمحزونين وهو الجليس النَّاصح والصَّديق الصَّالح، وهو وعاء ملء علمًا وحشا مليء ظرفًا، إن شئت ضحكت من نوادره، وإن شئت عجبت من غرائب طرائفه، لا يخفي عليك سرًّا، ولا يغتاب أحدًا، مأمونٌ ضرّه، مستجلبٌ خيره، يدلك على الحقّ ويرسم لك طريقه، وينهاك عن الشّرّ ويحذرك من سلوك طريقه

يصفه كلّ عاشقٍ بما يحبّه فيه، ويثني عليه كلٍ محبّ بما يرى فيه، إن أخطأت قومَك، وإن أحسنت ثبتك، يتزين لك بأنواع العلوم، ويتحلى لك بأنواع المعارف، يتباهى بأجمل اللطائف، ويتميز بعدم الإملال ويتحمل جفاءك، ويفرح بلقياك ويفيدك علم من مضى وأخبار من بقي وعلمًا ما لم يأتي، ولذا ألفه هؤلاء العلماء وأحبه الصَّالحون والبلغاء لما فيه من قصص ومن أخبار وطرائف وفوائد ومن علوم شرعيّة.

نعم النَّديم إذا خلوت كتابُ***إن خانك النّدماء والأصحابُ

 

 

العنصر الثّالث سنتحدث عن أخبار الكتاب:

 

بعض الكتب أيُّها الأخوة من روعة بيانها ومن سحرها تجعلك تسبح في سفينةٍ عظيمةٍ في بحر هادئ لا تتلاطم أمواجه، فتنظر إلى غروب الشّمس، وتنظر إلى الليل إلى السَّماء الصَّافية وإلى النُّجوم فتجد أنّك في لذّةٍ وسعادةٍ بسبب سحر البيان وجمال الكلام وفائدة المعاني الّتي تستنبطها من هذا الكتاب ولهذا عشق العلماء للقراءة مواقف كثيرة

لهذا الإمام بن مبارك -رحمه الله تعالى- حينما قيل له يا إمام: ألا تخرج معنا فتحدثنا ونأنس بحديثك قال: إني أكون مع أصحاب -رسول الله صلى الله عليه وسلم - قيل له وكيف ذلك؟ قال: أكون مع سيرهم وأخبارهم فاشعر أنّني بينهم.

خليلي كتابي لا يعاف وصاليا***وان قلّ لي مال وولى جماليا

كتابي عشيقي حين لم يبق معشقٌ***أغازله لو كان يدري غزاليا

كتابي جليسي لا أخاف مِلالهُ***محدثُ صدقٍ لا يخاف ملاليا

كتابي بحر لا يغيض عطائه***يفيض علي المال إن غاض ماليا

كتابي دليلٌ لي على خير غاية***فإن تم اذلالي ومنه دلالي

 

أيضًا من أخبارهم مع القراءة أنّهم كانوا يقرؤون على كلّ حالٍ، إلا أن بلغ الآمر أن الإمام عبد الحليم جد شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- كان من عشقه ومن غرامه بالكتاب أنّه إذا دخل إلى الخلاء -أكرمكم الله- يعطي الكتاب لأحد غلمانه ويقول: اقرأ علي ّوأنا في الخلاء حتَّى لا يفوته شيءٌ من العلم.

 

للعنصر الرّابع وهو من العناصر المهمَّة وهي كيف نشتري الكتاب؟

 

طالب العلم بحاجة إلى آلية معينة حتى يستطيع أن يشتري هذه الكتب:

  • أول هذه الأمور: الاستشارة، أن يستشير طالب العلم العلماء والمشايخ وخاصّةً المحققين منهم الّذين لهم درايةٌ وعنايةٌ بجمع الكتب.
  • الأمر الثّاني: أن تتفقد الكتاب
  • الأمر الثّالث: وهو الحرص والاهتمام بالكتب المحقَّقة محقَّقةً تحقيقًا علميًا على يد أناسٍ وطلبة علم أكفاء يؤدون و يحققون وهمهم فائدة النّاس وليس همهم جمع المال من خلال كما قلت مصطلح نفخ الكتب،

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

المحاضرة مختضرة لمن أحبت قراءتها كاملة فلتتفضل هنا :

 

 

ولمن أحبت الاستماع لها فلتتفضل هنا :

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكُم السلامُ ورحمةُ اللهِ وبَركَاته،،

 

جزاكـِ اللهُ خيرًا

كَـم أهوَى القراءة والكتب ولا أملّ مِنهم

لا يخفي عليك سرًّا، ولا يغتاب أحدًا، مأمونٌ ضرّه، مستجلبٌ خيره، يدلك على الحقّ ويرسم لك طريقه، وينهاك عن الشّرّ ويحذرك من سلوك طريقه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×