شروط اجابة الدعاء

[**راضية** 1996]

بسم الله الرحمن الرحيم

الدعاء من أخص العبادات ، وقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء . رواه أحمد والترمذي وهو صحيح

والدعاء فيه كامل الافتقار إلى الله تعالى ، وفيه تمام التوجه له بطلب الحاجة منه دون غيره سبحانه .

والدعاء لابد فيه من أمور كي يقبل :

1- الإخلاص لله تعالى ، قال تعالى : ( فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) [ غافر 14 ] ، وقال تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) [ البينة 5 ]

2- المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم والالتزام بهدبه في الدعاء ، ذلك أن الدعاء عبادة والعبادة موقوفة على النص الشرعي .

3- الثقة بإجابة الدعاء : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه رواه الترمذي وغيره

4- التضرع وحضور القلب والخشوع والتذلل لله تعالى :ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف : 55]

قال ابن القيم في بدائع الفوائد ج3/525 : في قوله إنه لا يحب المعتدين عقب قوله ادعو ربكم تضرعا وخفية دليل على أن من لم يدعه تضرعا وخفية فهو من المعتدين الذين لا يحبهم فقسمت الآية الناس إلى قسمين داع لله تضرعا وخفية ومعتد بترك ذلك .

5- العزم في المسألة : عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فأعطني فإنه لا مستكره له . متفق عليه

6- إطابة المطعم والمأكل والمشرب وغيرها : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ) وقال : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ؟ " . رواه مسلم

7- أن يكون الداعي موحداً : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة : 186]

8- أن يعتقد أن الله هو المجيب وحده سبحانه وتعالى : أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ [النمل : 62]

9- عدم القنوط من رحمة الله : قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ [الحجر : 56]

10- ألا يستعجل الإجابة : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي . متفق عليه

11- أن يكون في أمر مشروع : وفي رواية مسلم في الحديث السابق : (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء )

12- عدم الاعتداء في الدعاء ، والاعتداء في الدعاء له صور عديدة ، منها :

أولاً : تعليق الدعاء كمن يعلق الدعاء بالمشيئة ، وقد ثبت عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فأعطني فإنه لا مستكره له . متفق عليه

ثانياً : دعاء المرء على نفسه : وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً [الإسراء : 11] . وقد ثبت عن أم سلمة قالت : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ....... رواه مسلم

ثالثاً : التفصيل في الدعاء : عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك . رواه أبو داود وغيره

رابعاً : السجع المتكلف : عن عكرمة أن ابن عباس قال : حدث الناس كل جمعة مرة فإن أبيت فمرتين فإن أكثرت فثلاث مرات ولا تمل الناس هذا القرآن ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقص عليهم فتقطع عليهم حديثهم فتملهم ولكن أنصت فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه وانظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون ذلك " رواه البخاري .

[حواء أم هالة 1895]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيك مودتي الحبيبة =)

[*إشراقة فجر* 1396]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك وجزاك خيرا مشرفتنا الغالية

[أمّ عبد الله 2363]

بورك فيك يا حبيبة .

[وأشرقت السماء 1565]

جزاكِ الله خيرا مودة الحبيبة ونفع بكِ ()

[~ محبة صحبة الأخيار~ 354]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً أختى ونفع بكِ .