اذهبي الى المحتوى
جمانة راجح

المحاسبة

المشاركات التي تم ترشيحها

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

YNK36893.png

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

من العبادات القلبية: المحاسبة

 

 

Gqc36893.png

 

بعض الفوائد التي لم تذكر من قبل في عبادة المحاسبة :

من العبادات القلبية الواجبة عبادة المحاسبة وإليها الإشارة بقوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا

اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير ما تعملون } فالإنسان ينظر إلى

ما قدم لغد ويحاسب نفسه على ما قدم ويشارط نفسه على الأعمال الصالحة ، المشارطة على

العمل الصالح بمعنى أن يتفق مع نفسه أن يحدد لنفسه عملاً ويجعل نفسه الأمار بالسوء كالشريك

الخوان الذي يكثر الخيانة فلا يتركه صاحبه يستقل بإدارة الشركة فأنت مع نفسك لابد أن

تعاملها بأنها شريك يكثر خيانة صاحبه وسوف يأخذ لنفسه حظاً إذا تركه وشأنه فالنفس

الأمار بالسوء تأخذ لنفسها حظوظاً حتى من الأعمال الصالحة فكيف بأعمال الدنيا ، تأخذ

لنفسها حظاً من الشهرة والجاه وحب المحمدة من الفرار من المذمة لا تترك العمل يكون خالصاً

لله لأنها نفس أمارة بالسوء تريد شيئاً من الدنيا أما الأعمال الدنيوية فهي أكثر لأن الأصل

فيها الرغبة في الدنيا أما أن يجعلها الإنسان لوجه الله عز وجل كأن ينفق على أهله وعياله

لوجه الله ليس لأجل الفرار من مطالبتهم أو لأجل أن لا يظنه الناس على بخل أو لأجل ألا

يطالبونه أمام من يحترمهم فتسوء صورته عندهم أو لأجل إرضاء الفطرة فقط مثل من يحب

أن يرى أولاده في سعة مثلاً لأجل الأمر الفطري المحض ليس أنه ينفق عليهم ابتغاء وجه الله

فانظر إلى هذا الأمر أنه أخطر وأصعب وهو أن يجعل الأعمال الدنيوية لوجه الله فيشارط

نفسه ويتفق معها على ما سوف يفعله بالجوارح وكذا العمل الباطن يشارطها على العمل

الصالح ويضع لنفسه برامجاً يضع لنسفه طريقاً يسلكه لله تعالى ثم بعد ذلك يحاسب نفسه

على ما قدمت شريك تعرف خيانته ومضطر إلى خيانته تقول له نضع برنامج للعمل نتفق

عليه سأفعل كذا وكذا وكذا ويحاسب بعد ذلك بناءاً على هذا الطريق ويثني بالنوافل ويجتهد

بالمواظبة عليها ويحاسبها إذا فرطت وهذا الذي يدفعها إلى التوبة والتوبة أصلها المراقبة

والمحاسبة لأنه إذا حاسب نفسه وجد تقصيراً عندها ومحاولة تلافي هذا التقصير ، قال عمر

رضي الله عنه " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتزينوا للعرض الأكبر

يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية " تزينوا ليس للناس ولا للعرض على الناس ولكن للعرض

الأكبر على الله عز وجل {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية } العبد الصالح هو الذي

يحاسب نفسه صباحاً ومساءاً وهذا من أهم الأمور إذا تأملنا أذكار الصباح والمساء والنوم

أدركنا أن أمر المحاسبة فيه ظاهر ( أبوأ لك بنعمتك علي وأبوأ بذنبي ) وهو يلوم نفسه

بالتقصير في الشكر ويحاسب نفسه على الذنوب التي ارتكبها في أول كل ليله وأول كل

يوم فينبغي ألا ينام قبل أن ينظر فيما عمل في ذلك اليوم وعندما يقدم عليه الليل ينظر

فيما عمل أثناء النهار ويقدم التوبة والاستغفار ويعترف بذنبه ويعترف بنعمة الله عليه

وقصور شكره لها كذلك يجتهد في محاسبة النفس عندما يطلع النهار فيحاسب نفسه على

الليلة الماضية ماذا صنع فيا كما صح عن ابن عمر وروي مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه

وسلم ( إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ) أخذها ابن عمر

من قول النبي صلى الله عليه وسلم ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) فهو أمامه

وقت محدد هذا اليوم ماذا عمل فيه يشارط نفسه يشارط ويحاسب يشارط قبل العمل

ويحاسب قبل العمل كل صباح ومساء

Gqc36893.png

المشارطة قبل العمل تجعل العبد يحاسب نفسه على ما عزم معها عليه أو أعد نفسه للعمل

الصالح في ابتداء هذه الليلة فيجعلها كأنها آخر ليلة فلو أن إنسان أن تموت غداً أو أنت

محكوم عليك بالإعدام فانظر هذه اللحظات الأخيرة في دنياك ماذا يصنع الإنسان فيها

فاستغل هذه اللحظات ، هذه اللحظات لو كان كل يوم يحاسب نفسه كذلك يشارطها

ويحاسبها ، يشارطها قبل العمل وبعد أن مضي الوقت يحاسبها على ما فعلت فهنا يدرك

الإنسان تقصيره وهنا يبادر إلى شهود عيوب النفس ويبادر إلى شروط الجهل والظلم فيعترف

على نفسه بذلك ، اللهم أغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني

ولا حول ولا قوه إلا بالله ، فينكسر لله عز وجل ويكون أقرب إلى الله ، إذا ترك المحاسبة ظن

نفسه قد أدى ما لم يؤده أحد ، إذا ترك المحاسبة ظن نفسه لم يظلم وأنه لا يستحق إلا أعلى

الجنان وتغره نفسه ويترك التوبة فيكون يومه مليئا بأنواع الفتن والذنوب والمعاصي وربما الكبائر

ويرى نفسه من المحسنين نسأل الله العافية ،أما إذا راقبها وحاسبها شارطها قبل العمل قبل

مجيء الوقت وراقبها أثناءه وحاسبها بعده فعند ذلك يدرك التقصير وينكسر لله عز وجل

فيكون أقرب إلى الله سبحانه وتعالى كذلك يراقب ويحاسب على جوارحه كلها يراقب

ويحاسب يحاسب على العين وعلى اللسان وعلى الأذن وعلى اليد وعلى الرجل على البطن

على الفرج فهذه كلها جوارحه التي يؤدي بها أعماله فعند ذلك إذا حاسبها فهو يبحث

في التقصير في هذه الجوانب وعند ذلك تصح توبته إن شاء الله والله عز وجل قد بين لنا

المسؤولية عن هذه الجوارح بل عن القلب أيضاً قال سبحانه وتعالى { ولا تقف ما ليس

لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولائك كان عنه مسئولا } فإذا علمت أنك

سوف تسأل عن سمعك ماذا سمعت اليوم ماذا تكلمت ماذا نظرت فيما فكرت بما اهتم

قلبك لماذا عملت هذه الأعمال هل علمتها خالصاً لوجه الله أما عملتها بلا نية أم عملتها

بدوافع خفية غير ما يحب الله عز وجل يسأل نفسه كذلك عن بطنه ماذا طعمت هل طعمت

من حلال هل كسبت مالاً من حلال وأنفقه في حلال أم أنه كان يكتسبه من حرام وينفق

رئاء الناس نعوذ بالله من ذلك ، كذلك يحاسب نفسه على الفرج فلا يكشف على من

لا يحل ولا يضعه فيما لا يحل فيحفظ فرجه كما أمر الله ويحاسب نفسه على اليد والرجل

فلا يبطش ولا يلمس ولا يستعمل يده إلا فيما أحله الله لا يغصب لا يسرق لا يظلم لا

يؤذي مسلماً لا ينظر إلى ما حرم الله ، هل مست يده من لا تحل له كامرأة أجنبية أو

امتدت لتأخذ رشوة أو مالاً مغصوباً بغير حق أو تأخذ حراماً برباً أو ميسر أو غير ذلك

كذلك ينظر في مشيه وإلى أين مشى فيحاسب نفسه على جوارحه كلها كما يحاسب نفسه

على باطنه وأن فيه تخلي وتحلي هل تخلى عن الحقد والحسد والرياء تخلى عن الضغينة البغضاء

تخلى عن العجب والكبر والغرور تخلى عن كل هذا ؟ وهل تحلى بالإخلاص والصدق والمراقبة

والحب لله عز وجل والخوف منه والرجاء يحاسب نفسه على هذه الأعمال القلبية التي نتكلم

 

عنها إذا كان الإنسان كذلك يحاسب نفسه كل يوم ولا أقل من أن يحاسب نفسه في

لأسبوع مرتين بنفس الطريقة كما

قال النبي صلى الله عليه وسلم في صيام الإثنين والخميس ( تعرض الأعمال في كل اثنين

وخميس )

YNK36893.png

و يعلم أن الأعمال تعرض على الله كل يوم مرتين قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يتعاقبون

فيكم

ملائكة بالليل

وملائكة بالنهار فيعرج الذين باتوا فيكم ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه ( إن الله لا ينام

ولا ينبغي أن ينام يخفض القسط ويرفعه حجابه من نور يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار

وعمل النهار

قبل عمل الليل ) فكل يوم تعرض الأعمال فيه على الله مرتين فاحرص على أن تستعرض

أعمالك

حتى إذا عرضت على الله وفيها نقص وتقصير بادرت إلى توبة وإلى وإلى تدارك ، نسأل الله العافية ، أحسننا

من يراجع نفسه ويحاسبها كل سنة مرة في رمضان وأنى أن تتذكر أعمالك كلها تلك الساعة وهل منا

من يتذكر ما عمل خلال الأسبوع الماضي وكم من غيبة اغتبت إنسان بها ونظرة نظرت بها إلى عوة

مكشوفة وتكلمت بما لا يعنيك وأنت هل تتذكر ذلك كله ؟ ومن يحاسب نفسه في اليوم مرتين أفلتت

نفسه نصيب عظيم وأخذت نفسه الأمارة بالسوء غصباً وسرقاً وغشاً من حظه في الآخرة .

أنت يعرض عملك على الله هل فكرت في هذا الذي يعرض على الله من عملك هل

حاسبت نفسك فيه فإذا وجدت فيه شيئا خبيثاً ألقيته ولو كنت تعد شيئاً لمن تحب

هل تترك فيه أنواع الخبيث والعفن وتقدمها كذلك أم أنك سوف تنتقي ما تعد لمن تحب ،

تنقيه من كل مالا يحبه حبيبيك وتخلصه وتلقي عنه ما كان من شيء معطوب نستغفر

الله فعلاً والله لو واحد قدم للضيوف فاكهة مضروبة الناس سوف تلومه وتعدها إهانة ،

يقدم لنا فاكهة لا تصلح ، هذا أمر يتحرج هو منه أن يفعله مع الضيوف من يحبهم ومن

لا يحبهم فتدبر لو كان يترك كل عمل يعرض على الله عز وجل بلا تنقيه ، اللهم أغفر

لنا يارب وتجاوز عنا .

يمكن لو قدم في وسط الإناء فاكهة واحدة معطوبة وخمس طيبه لكان في ذلك إهانة

كان يجب أن يرميها قبل أن يقدمها ، فانظر إلى ما يعرض على ربك من عملك وانظر

فإنك إذا بادرت بالتوبة كان ذلك أرضى وأحب لك عند ربك ، لو أن هناك إنساناً

ليس له من الحق شيء ومع ذلك قدمت له شيئاً فاسداً أو شيئا فيه بعض الفساد هل

ذلك يقوي العلاقة بينك وبينه أم يفسدها ؟ لا شك أن لو لم تكن تهدي إليه شيئاً لكان

أهون من أن تهدي إليه شيئاً فاسداً فلا أقل إذاً أن تراقب نفسك وتحاسبها كل اثنين

وخميس كل أسبوع لكي تراجع ما قدمته بل ينبغي أن يكون بالليل والنهار حتى لا تفاجئ

بأنه قد عرض على الله من عملك ما لا يحب وبادر بالتوبة والرجوع إلى الله عز وجل

كلما وجدت تقصيراً ثم المحاسبة كذلك كل سنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن

صيام شعبان ( ذلك شهر تعرض فيه الأعمال إلى الله وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم )

ينبغي أن يحاسب العبد نفسه فإنه من حاسب نفسه اليوم خف حسابه غداً ومن أهمل

حساب نفسه فإنه سوف يثقل ميزان سيئاته ولا يشعر ربما رجحت السيئات على الحسنات

نسأل الله العافية .

YNK36893.png

الانكسار :

عبادة الانكسار والذل والاستسلام لله تعالى

أمر الله بها في قوله { فلا ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في

أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ً } وقال الله سبحانه وتعالى { ومن أحسن

ديناً ممن أسلم وجهه لله } أسلم استسلم ، قال الله عز وجل { فلما أسلما وتله للجبين }

هذا التسلم التام والانكسار التام لله عز وجل الجبار والله هو الجبار يحب المنكسرين له

والخاضعين له والذليلين له المستسلمين له ويكره المتجبرين المتكبرين وسبحانه وتعالى إذا سلم

العبد له أمره جبره عز وجل ورفعه وأعلى قدره وتقبل منه ولا تعبد العمل وتتعبد بالعبادة

وأنت خاضع لله عز وجل منكسر له شاعر بأنك لا غناً لك عن الله عز وجل في دينك ودنياك .

 

الزهد :

ومن العبادات القلية أيضاً عبادة الزهد وهو عبادة قلبية في المقام الأول وليست عبادة الجوارح ،

قد يكون الإنسان يلبس المرقع أو يلبس الخشن وليس بزاهد وقد يلبس الناعم من الثياب وهو

زاهد لأنها عبادة في القلب يزهد الإنسان في الدنيا ويزهد فيما في أيدي الناس وألا يتطلع إلى

هذه الدنيا ولا يريد جمعها ويحقر أمرها ويعظم أمر الآخرة فهذا هو الزاهد الذي رغب فيما

عند الله وقلت رغبته أو زالت في الدنيا إلى فيما كان منها يقربه إلى الله تعالى فهو يأخذ منها

ويرغب فيما يقدمه إلى الله حتى ولو كان من شهواتها يحتسب في نومته ما يحتسب في قومته

يأكل محتسباً يعاشر أهله محتسباً يريد ما يريد الله سبحانه وتعالى

 

jfR37999.png

msg-97672-0-99111200-1396746379.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكنّ الله خيرا ونفع بكنّ فريق رياض الجنة

وجعله في ميزان حسناتكنّ

أسأل الله أن ينقّي قلوبنا من كلّ شائبة ويرزقنا حسن العمل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكنّ الله خيرا ونفع بكنّ فريق رياض الجنة

وجعله في ميزان حسناتكنّ

أسأل الله أن ينقّي قلوبنا من كلّ شائبة ويرزقنا حسن العمل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

جزاكِ الله خيراً أختي الكريمة نبض الحياة على هذه المعاني السامية جعلها الله تعالى في ميزان حسناتكِ

وأسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم

اللهــــــــــــم آميــــــــــــــــــن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

موضوع قيم ومؤثر جِداً ,

 

الله المستعان ,, حالنا مع المحاسبة مؤسف ,, لولا لطف الله ورحمته بنا

 

بُوركتِ غاليتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×