اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

مواعظ القلوب بين الترغيب والترهيب 2

المشاركات التي تم ترشيحها

بين الترغيب والترهيب الموعظة الثالثة

" الأسباب الموجبة لمحبة الله سبحانه وتعالى "

 

 

عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه».(رواه البخارى ومسلم ) .

ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين عشرة أسباب موجبة لمحبة الله عز وجل وهي:

1- قراءة وحفظ كتاب الله تدبراً وتفسيراً قال تعالى: [أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا] [محمد: 24] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» ( رواه البخارى ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه» (رواه مسلم) .

2- تقديم محاب الله على محابك عند غلبات الهوى والنفس والشيطان والدنيا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنك لم تدع شيئاً لله إلا أبدلك الله به ماهو خيراً منه» (رواه الإمام أحمد في مسنده) .

3- التقرب إلى الله عز وجل بالنوافل والسنن القولية والفعلية بعد أداء الفرائض فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى «من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه» رواه البخارى .

 

4- مداومة ذكر الله عز وجل فنصيبك من محبة الله عز وجل على قدر نصيبك من ذكره فعن عبدالله بن بُسر قال أتى رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فبابٌ نتمسك به جامع قال: «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل».رواه الترمذي واللفظ له قال: (حسن غريب) وصححه الألباني.

5- التفكر والتدبر بأسماء الله وصفاته وآياته ومخلوقاته قال تعالى: [الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ] [آل عمران: 191].

6- شكر النعم الظاهرة والباطنة فمداومة الشكر والحمد سبب في بقاء وزيادة النعم قال الله تعالى: [وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ] [إبراهيم: 7].

7- انكسار القلب وخشوعه وخضوعه والانكسار وهو من أهم الأسباب قال تعالى: [أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ] [الحديد: 16].

8- قيام الليل وخاصة في الثلث الآخر منه وذلك بفعل الطاعات والقربات لله عز وجل من صلاة وقيام وقراءة للقرآن ودعاء واستغفار وذكر لله عز وجل. فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم «ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له» "رواه البخارى ومسلم" وقال الله تعالى: [وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ] [الذاريات: 18].

9- الصحبة الصالحة فإنها تُعين على الخير قال الله تعالى: [وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا] [الكهف: 28]. وقال الإمام الشافعي رحمه الله: (لولا صحبة الأخيار وقيام الأسحار لكرهت البقاء بهذه الدار) والرجل من جليسه والصاحب كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك تجد منه رائحة طيبة أو يهديك ونافخ الكير تجد منه رائحة خبيثة أو يحرق ثيابك.

10- الابتعاد عن كل شيء يحول بينك وبين الله سبحانه وتعالى من المعاصي والمنكرات والذنوب والآثام فإنها تطغى على القلب حتى يتغشاها فلا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ويقول: «اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين» (رواه الترمذي وصححه الألباني) .

 

 

فهذه عشرة أسباب موجبة لمحبة الله عز وجل إذا تقدَّمها الإخلاص لله عز وجل ومتابعةٌ لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيكون جزاؤه مع الذين قال الله فيهم: [وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا] [النساء: 69].

فينبغي على كل مسلم ومسلمة المسارعة للخيرات والمسابقة إليها ويكون جزاؤه كما قال تعالى: [وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ] [آل عمران: 133].

 

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في علامة محبة الله عز وجل للعبد: (وقد جعل الله لأهل محبته علامتين اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والجهاد في سبيله وذلك لأن الجهاد حقيقة الاجتهاد في الحصول على ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح وفي دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان فحقيقة المحبة لا تتم إلا بمولاة المحبوب وهي موافقته في حب ما يحبه الله وبغض ما يبغضه الله والله يُحب الإيمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان فإذا تبين هذا فكلمـا ازداد القلب حباً لله ازداد له عبودية وكلما ازداد عبودية ازداد محبة وحرية عما سواه والقلب يكون فقيراً لله من جهتين من جهة العبادة وهي العلة الغائبة ومن جهة الاستعانة والتوكل على الله) انتهى كلامه رحمه الله.

نسأل الله الغفور الرحيم أن يرزقنا حُبَّه وحُبَّ ما يقربنا لحُبِّه وأن نكون من عباده وأوليائه الصالحين الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

 

مواعظ القلوب بين الترغيب والترهيب الموعظة الرابعة

" ذكر الله الحصن الحصين "

 

 

 

997627.jpg

الحمد لله العزيز الغفَّار أمر عباده بالاستغفار ومداومة الأذكار لتكفير الذنوب والآثام والصلاة والسلام على سيد الأنام خير من ذكر ربه وصلى وصام وطاف بالبيت الحرام وعلى آله وصحبه الكرام والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : فعن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت»( رواه البخارى ومسلم ) وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من ساعة تمر على ابن آدم لا يذكر الله فيها إلا تحسّر عليها يوم القيامة»(رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان) وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل قال: «أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله عز وجل» (رواه ابن أبي الدنيا وصححه الألباني) .

 

 

قال بعض أهل العلم: (من اشتغل قلبه ولسانه بذكر الله قذف في قلبه نوراً واشتياقاً إلى لقائه عز وجل). وقال الحسن البصري رحمه الله: (أحب العباد إلى الله أكثرهم له ذكراً و اتقاهم له قلباً). وقال أبو الدرداء :رضى الله عنه (الذي لا يزال لسانه رطباً بذكر الله يدخل الجنة وهو يضحك). وقال أبو الدرداء رضى الله عنه : (لكل شيء جلاء وإن جلاء القلوب ذكر الله).

 

 

 

 

ولاشك أن القلب يصدأ كما يصدأ الحديد ويعود ذلك إلى أمرين هما: (الغفلة والذنوب) وأن جلاء القلب يعود إلى أمرين هما: (الاستغفار وذكر الله عز وجل).

 

 

وقد جعل الله عز وجل لكل شيء سبباً وجعل سبب محبته لعباده على من داوم على طاعته وذكره فمن أراد محبة الله فعليه أن يلهج لسانه بذكره فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (الذكر للقلب مثل السمك في الماء، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء).

 

 

 

فإن محبة الله عز وجل ودوام ذكره والالتجاء إليه وإفراده بالحب والخوف والرجاء والتوكل وإفراده في جميع العبادات بحيث يكون وحده المستولي على هموم العبد وإرادته فتكون له الدنيا جنة ونعيماً، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة قيل: وما هي؟ قال: ذكر الله تعالى).

 

 

 

قال مالك بن دينار رحمه الله: (ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل فليس شيء من الأعمال أخف مؤونة وأعظم لذة وأكثر فرحاً وابتهاجاً للقلب من ذكر الله عز وجل).

 

 

 

ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب فوائد قيّمة في فضل الذكر والذاكر لله عز وجل فمنها :

1- يرضي الرحمن. 2- يزيل الهم والغم.

3- يجلب الفرح والسرور والسعادة.

4- ينوّر القلب والبدن. 5- ينوّر الوجه.

6- يجلب الرزق. 7- يفتح أبواب المعرفة.

8- يورث مراقبة الله عز وجل.

9- يحط الخطايا ويرفع الدرجات .

10- يزيل الوحشة بينه وبين الله عز وجل.

11- أن من عرف الله في الرخاء عرفه في الشدة.

12- سبب لنزول السكينة.

13- سبب لانشغال اللسان عن الغيبة وغيرها.

14- مجالس الذكر مجالس للملائكة.

15- الذكر نورٌ للذاكر في الدنيا والآخرة.

16- الذكر رأس الشكر لله سبحانه وتعالى.

17- القلب لا يليِّنه بعد قسوته إلا ذكر الله عز وجل.

18- الذكر يجلب الرزق والنعم ويدفع النقم.

19- يباهي الله عز وجل ملائكته بالذاكرين له.

20- أفضل الأعمال من كان أكثرهم ذكراً.

21- الملائكة تستغفر للذاكر عز وجل.

22- كثرة الذكر أمان من النفاق.

23- ذكر الله في أماكن متعددة يدل على كثرة الشهود يوم القيامة.

24- ذكر الله ينجّي من عذاب الله عز وجل.

25- ذكر الله يظل الذاكر في يوم القيامة.

26- الذكر أيسر العبادة وأسهلها.

27- الذكر غراس للجنة.

28- الذكر فيه حياة القلوب والأرواح.

29- الذكر يؤمن العبد من الحسرة والندامة في يوم القيامة.

30- الذكر يعدل عتق رقاب.

31- الذكر فيه شفاء القلوب والأبدان.

32- الذكر موجب لصلاة الله وملائكته.

33- ذكر الله فيه إعانة لقضاء الأمور.

34- الذكر سد للذاكر بينه وبين جهنم.

35- الذكر حرز من الشيطان.

36- الذكر روضة من رياض الجنة.

37- الذكر سببٌ في انكسار القلب.

38- الذكر جلاء للقلب من آثار الذنوب والمعاصي.

39- الذكر قامت عليه جميع العبادات.

40- ذكر الله فيه الاشتغال عن الكلام بالباطل.

إذاً فإن الطرق المؤدية للجنة سهلة وميسرة، وتحتاج إلى مجاهدة، ويكون فيها فوز وفلاح، ومن طرق الجنة: ذكر الله فهو أسهلها وأصعبها؛ فمن نعم الله عز وجل على هذه الأمة بأن شرع لها الأذكار في كلامٍ قليلٍ ويكون أجرها كثيراً وعظيماً. والأذكار مشروعة في الليل والنهار منها ما هو مقيد ومنها ما هو مطلق وذكر الله ميسرٌ على من يسره الله عليه فهي عبادة لا تحتاج فيها إلى طهارة ولا استقبال قبلة ولا ستر عورة وإنما هي عبادة وأنت قائمٌ وأنت قاعدٌ وأنت مضطجعٌ فكان هديه صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل أحيانه وأحواله فلنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.

 

 

الكلم الطيب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمته وبركاته

بوركت يا حبيبة ونفع بك

قال مالك بن دينار رحمه الله

: (ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل فليس شيء من الأعمال أخف مؤونة وأعظم لذة وأكثر فرحاً وابتهاجاً للقلب من ذكر الله عز وجل).

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

موضوع قيَم

جزاكِ الله خيرًا ونفع الله بكِ

 

ينقل للساحة المناسبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×