اذهبي الى المحتوى
*نور الإيمان*

لماذا نفشل في الحوار مع أبنائنا؟

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

أستغرب ممن يقول بكل ثقة : أولادي هم أغلى الناس، ثم يخبئ الكلام المهذب، والأسلوب الظريف ليقدمه للغرباء، ولا يكاد يقدم شيئاً منه لأولاده؛ مع أنهم أولى الناس بالكلمة اللطيفة، والتعامل اللبق.

 

ولعل هؤلاء شغلتهم متاعب التربية وروتينها عن حلاوتها ولذتها، وهي متاعب وآلام لا بد منها، ولا ينبغي أن تؤثر على علاقتنا بهم رغم شدة هذه المتاعب وكثرتها.. إنها كآلام الولادة! هل رأيتم أمّاً تضرب ابنها المولود حديثاً؛ لأنه سبب آلامها؟!! مستحيل.. إنما تحتضنه.. راضية.. سعيدة.. قريرة العين رغم كل ما تسبب فيه من معاناة وآلام. وكذلك التربية يجب أن نفصل فيها بين متاعبنا بسبب الأطفال، وبين تعاملنا معهم.

 

 

 

يجب أن نبحث عن المتعة في تربيتهم، ولا يمكن أن نصل لهذه المتعة إلا إذا نزلنا لمستواهم، هذا النزول لمستوى الأطفال ( ميزة ) الأجداد والجدات، عند تعاملهم مع أحفادهم، ينزلون لمستوى الطفل، ويتحدثون معه عما يسعده ، ويتعاملون معه بمبدأ أن الطفل هو صاحب الحق في الحياة، وأن طلباته مجابة ما دامت معقولة، ورغم أن الأطفال يحبون أجدادهم وجداتهم لا شك، إلا أنهم ينتظرون هذا التعامل اللطيف، والعلاقة الخاصة منا نحن، وتظل صورة الأب الشاب القوي التقي هي النموذج الذي يحبه الولد ويقتدي به ويتعلم منه كيف يقود البيت، ويرعى زوجته و أبناءه في المستقبل.

 

وتظل صورة الأم الشابة الأنيقة، ذات الدين والحياء والعفة، والذوق الرفيع هي النموذج الذي تتعلق به الفتاة وتقتدي به ، وتتعلم منه كيف تكون زوجة و أماً.

 

 

 

الفرصة لا تزال متاحة للجميع لتغيير العلاقة بالأبناء، تغييراً ينعكس إيجابياً عليكم وعليهم، سواء في التفاهم والحوار معهم، أو احترام شخصياتهم المستقلة، أو قبولنا لعيوبهم ونقائصهم. إذن:

 

تفهم ، و احترام ، و قبول .

 

 

 

كل هذا ممكن أن نحققه إذا جعلنا علاقتنا بأبنائنا أفقية، كعلاقة الصديق بصديقه، يغلب عليها الحوار والتفاهم، أما إذا كانت العلاقة رأسية كعلاقة الرئيس بمرؤوسه، ويغلب عليها الأوامر والنواهي، لا شك سيكون تأثيرها الإيجابي قليل.

 

 

 

من علامات نجاحنا في التربية، نجاحنا في الحوار مع أبنائنا بطريقة ترضي الأب و ابنه، ولكننا – للأسف – نرتكب أخطاء تجعلنا نفشل في الحوار مع الأبناء ؛ وهذا هو مادة هذه المقالة ( لماذا نفشل في الحوار مع أبنائنا؟ ).

 

 

 

من أهم أسباب فشل الآباء في الحوار مع الأبناء استخدامهم لأسلوبين خاطئين:

 

 

 

الخطأ الأول: أسلوب ( لا أريد أن أسمع شيئاً ).

 

والخطأ الثاني: أسلوب ( المحقق ) أو ( ضابط الشرطة ).

 

 

 

الخطأ الأول:

 

هو أننا نرسل عبارات ( تسكيت ) ، وكذلك إشارات ( تسكيت ) معناها في النهاية ( أنا لا أريد أن أسمع شيئاً منك يا ولدي ). مثل العبارات التالية: ( فكني )، ( بعدين بعدين ) ، ( أنا ماني فاضي لك ) ، ( رح لأبيك )، ( رح لأمك ) ، ( خلاص خلاص ) . بالإضافة إلى الحركات التي تحمل نفس المضمون، مثل: التشاغل بأي شيء آخر عن الابن أو عدم النظر إليه، وتلاحظ أن الولد يمد يده حتى يدير وجه أمه إلى جهته كأنه يقول: ( أمي اسمعيني الله يخليك ) أو يقوم بنفسه ، ويجيء مقابل وجه أمه حتى تسمع منه.. هو الآن يذكرنا بحقه علينا ، لكنه مستقبلاً لن يفعل ، وسيفهم أن أمه ستستمع بكل اهتمام لأي صديقة في الهاتف أو زائرة مهما كانت غريبة، بل حتى تستمع للجماد ( التلفاز ) ولكنها لا تستمع إليه كأن كل شيء مهم إلا هو .

 

 

 

لذلك عندما تنتهي من قراءة المقال ، ويأتيك ولدك يعبر عن نفسه ومشاعره وأفكاره ، اهتم كل الاهتمام بالذي يقوله ، هذا الاستماع والاهتمام فيه إشعار منك له بتفهمه ، و احترامه ، و قبوله ، وهي من احتياجاته الأساسية: التفهم ، والاحترام ، والقبول بالنسبة له، حديثه في تلك اللحظة أهم من كل ما يشغل بالك أياً كان، فإذا كنت مشغولاً أيها الأب أو أيتها الأم.. أعطِ ابنك أو ابنتك موعداً صادقاً ومحدداً..

 

مثلاً تقول : أنا الآن مشغول ، بعد ربع ساعة أستطيع أن أستمع لك جيداً ، واهتم فعلاً بموعدك معه.. نريد أن نستبدل كلماتنا وإشاراتنا التي معناها ( أنا لاأريد أن أسمع منك شيئاً ) بكلمات وإشارات معناها ( أنا أحبك وأحب أن أسمع لك وأحس بمشاعرك ) وبالأخص إذا كان منزعجاً أو محبطاً ونفسيته متأثرة من خلال مجموعة من الحركات: الاحتضان، الاحتضان الجانبي، وأعني به أن يقف أحد الوالدين مع أحد الأبناء بجانب بعضهم وقوفاً، كما في هيئة المأمومين في الصلاة، أو جلوساً يمد الأب أو الأم الذراع خلف ظهر الابن أو فوق أكتافه ويضع يده على الذراع أو الكتف الأخرى للابن ويلمه ويقربه إليه، بالإضافة إلى الاحتضان الجانبي التقبيل بكل أشكاله، و التربيت على الكتف، ومداعبة الرأس، ولمس الوجه، ومسك اليد ووضعها بين يدي الأم أو الأب... وهكذا..وعلينا أن نعرف أهمية هذه المشاعر من حاجتنا لها نحن الكبار فكيف بالأطفال الصغار.

 

 

 

وقدوتنا في ذلك رسول الله - صلى الله عليه و سلم- حين ماتت رقية ابنته جلست فاطمة إلى جانب النبي وأخذت تبكي .. تبكي أختها.. فأخذ رسول الله يمسح الدموع عن عينيها بطرف ثوبه يواسيها مواساة حركية لطيفة، ودخل علي بن أبي طالب وفاطمة ومعهما الحسن والحسين – رضي الله عنهم أجمعين – على رسول الله فأخذ الحسن والحسين فوضعهما في حجره، فقبلهما، واعتنق علياً بإحدى يديه، وفاطمة باليد الأخرى، فقبّل فاطمة وقبّل علياً .

 

 

 

أما الخطأ الثاني من أخطاء الحوار، وهو أسلوب (المحقق) أو (ضابط الشرطة)..

 

ومع مشهد ننقله لكم كما هو :

 

جاء خالد لوالده، وقال: ( أبي ضربني أحد الأولاد اليوم في المدرسة ).. ركّز أبو خالد النظر في ولده، وقال: ( أنت متأكد أنك لم تبدأ بأذيته أولاً )؟! قال خالد: ( لا والله.. أنا لم أفعل له شيء ).. قال أبو خالد: ( أيعقل أن يضربك هكذا من دون سبب؟! ).. قال: ( والله العظيم لما أفعل له شيء)..

 

بدأ خالد يدافع عن نفسه، وندم لأنه تكلم مع أبيه..

 

 

 

لاحظوا كيف أغلق أبو خالد باب الحوار، لما تحول في نظر ابنه من صديق يلجأ إليه ويشكي له همه إلى محقق أو قاضٍ يملك الثواب والعقاب، بل قد يعد أباه محققاً ظالماً؛ لأنه يبحث عن اتهام للضحية، ويصر على اكتشاف البراءة للمعتدي..

 

 

 

الأب في مثل قصة أبي خالد كأنه ينظر للموضوع على أن ابنه يطلب منه شيئاً.. كأن يذهب للمدرسة ويشتكي مثلاً، ثم يستدرك الأب في نفسه، ويقول: قد يكون ابني هو المخطئ، وحتى يتأكد يستخدم هذا الأسلوب.. في الحقيقة الابن لا يريد شيئاً من هذا أبداً ، إنه لا يريد أكثر من أن تستمع له باهتمام وتتفهم مشاعره فقط لا غير..

 

 

 

الولد يريد صديقاً يفهمه لا شرطياً يحميه، ولذلك يبحث الأبناء في سن المراهقة عن الصداقات خارج البيت، ويصبح الأب معزولاً عن ابنه في أخطر مراحل حياته، وفي تلك الساعة لن يعوض الأب فرصة الصداقة التي أضاعها بيده في أيام طفولة ابنه، فلا تضيعوها أنتم.

 

 

 

أسلوب المحقق يجبر الطفل أن يكون متهماً يأخذ موقف الدفاع عن النفس، وهذه الطريقة قد تؤدي إلى أضرار لا تتوقعونها..

 

أسلوب المحقق قد يؤدّى إلى الكذب الذي قد يصبح صفة من صفات الأبناء بسبب الآباء.

 

 

منقول للفائده.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً أختنا الغالية "نور الإيمان" على هذاالطرح القيم المفيد

نقل موفق إن شاء الله ، جعله الله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

نقل قيم

جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة

فلابد من وجود وقت لدى الأم و الأب للتحاور مع الأبناء و تبادل الاهتمامات معهم حتى يكون من السهل توجيههم التوجيه السليم في مختلف نواحي حياتهم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

حبيباتي:

- د.نوران: أمين غاليتي،، أسعدني مرورك الطيب،،،

- أم سهيله: صدقتي غاليتي ،،، اللهم ارزقنا الذريه الصالحه و اجعلها هادية مهديه أمين يارب العالمين،،،أسعدني مرورك الطيب،،،

 

أحبكما في الله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

موضوع زيادة على انه قيم

انه ممتع للقراءة

وصحيح جدا ما نقلت

من اتقان فن الحوار مع الابتعاد عن التحقيق

ولكن كيف يكون الحال

عند فقدان احد الوالدين او كلاهما دوره في التربية كليا

فلا

يكون الا كالحنفية التي تعطي الحاجة المادية فقط وتترك العاطفة بالكلية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيك أختي الفاضله

نعم عندما لا يكون هناك اتفاق و "توازي" في حوار الأب و الأم يصبح لدى الطفل فهم غير متكامل او متناقض و ذلك بسبب تناقض مصدر الحوار "الأبوين"،،،،فلكي يكون الحوار مع الأبناء هادف و ذو معنى يجب ان يكون تفكير او محور التفكير لدى الأبوين متوازي و ليس متضاد حتى نصل الى الهدف المطلوب وهو التنشئه السلميه للأطفال.

فما بالك بانعدام او غياب دور احد الأبوين ،،،

اللهم لك الحمد و الشكر،،، اللهم ارزقنا وجميع بنات المسلمين الزوج الصالح و الذريه الصالحه. أمين يارب العالمين.

سعدت بردك،،

أحبك في الله.

تم تعديل بواسطة *نور الإيمان*

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكِ

 

الموضوع مكرر

 

https://akhawat.islamway.net/forum/index.ph...ost&p=29662

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×