صحبة الأخيار 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 15 سبتمبر, 2003 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد النبي الهادي وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ،،، أسأل الله تعالى أن يعينني على إتمام ما بدأت به وأن يرشدني فيه إلى الصواب وأن يهب لي من لدنه الأجر والثواب وأن يكتب لي فيه الإخلاص إنه ولي ذلك والقادر عليه … وهذا البحث المتواضع الذي أضعه بين أيديكم عبارة عن قراءة في تفسير ما ورد في القرآن من آيات النداء الموجهة للمؤمنين والمسلمين في جميع سور القرآن … واعلم واعلمي رحمني الله وإياكِ أن آيات النداء أمرها عظيم فهي كما ورد في كتاب التفسير العظيم -[ طبعة جديدة مصححة ومنقحة] - لابن كثير رحمه الله قوله [ وقال ابن أبي حاتم : أخبرنا بي أخبرنا نعيم بن حماد أخبرنا عبدالله بن المبارك أخبرنا مسعر عن معن وعون أو أحدهما أن رجلا أتى عبدالله بن مسعود فقال أعهد إلى ، فقال : [ إذا سمعت يقول : { يا أيها الذين آمنوا } فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه . وقال الأعمش عن خيثمة قال ما تقرؤون في القرآن [ يا أيها الذين آمنوا ] فإنه في التوراة يا أيها المساكين . ولقد وردت صيغ النداء على عدة أوجه منها : * النداء للرسول صلى الله عليه وسلم بلفظ كقوله تعالى :[ يا أيها الرسول ] * النداء للنبي صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى :[ يا أيها النبي ] * النداء للناس قوله تعالى :[ يا أيها الناس ] * النداء للمؤمنين كقوله تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا ] * النداء بصفة وصف الله تعالى نبيه كقوله تعالى : [ يا أيها المزمل ] وقوله [ يا أيها المدثر ] * النداء على لسان شخصيات مثل ملكة سبأ [ يا أيها الملآ ] ، و صاحب الرؤيا [ فرعون ] … وهذا البحث إن شاء سيكون خاصا بالنداء الموجه للمؤمنين والناس ، فأعرض النداء الوارد في الآيات مع شرحها من كتابي التفسير العظيم وكتاب تيسير الكريم الرحمن للسعدي رحمه الله . وأود التنبيه على أن النداء مرتبط بما بعده من آية أو الجزء من الآية كي يفهم المراد منه . أول نداء ورد –[ ليس ترتيبا زمنيا ] – حسب ترتيب المصحف العثماني في سورة البقرة آية (21) ، قال تعالى [ يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون (21) الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناءا وأنزل من السماء ماء فأخرج من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون (22) ] . شرع تبارك وتعالى في بيان وحدانية ألوهيته بأنه تعالى هو المنعم على عبيده بإخراجهم من العدم إلى الوجود وإسباغه عليهم النعم الظاهرة والباطنة بأن جعل لهم الأرض فراشا أي مهدا كالفراش مقررة موطأة مثبتة بالرواسي الشامخات والسماء بناءا وهو السقف ، كما قال في الآية الأخرى [ وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ] ، [ وأنزل لهم من السماء ماء ] والمراد به السحاب ههنا في وقته عند احتياجهم إليه فأخرج لهم به من أنواع الزروع والثمار ما هو مشاهد رزقا لهم ولأنعامهم كما قرر هذا في غير موضع من القرآن ، ومن أشبه آية بهذه الآية قوله تعالى : [ الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناءا وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين ] ، ومضمونه أنه الخالق الرازق مالك الدار وساكنيها ورازقهم ، فبهذا يستحق أن يعبد وحده ولا يشرك به غيره ولهذا قال : [ فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ] وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " الحديث ، وكذا حديث معاذ أتدري ما حق الله على عباده ؟ " أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا " الحديث ، وفي الحديث الآخر : " لا يقولن أحدكم ما شاء شاء الله وشاء فلان ، ولكن لقل ما شاء الله ثم شاء فلان " وقال حماد بن سلمة حدثنا عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن الطفيل بن سخبرة أخي عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها لأمها قال : رأيت فيما يرى النائم كأني أتيت على نفر من اليهود فقلت من أنتم ؟ قالوا نحن اليهود ، قلت إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون عزير بن الله ، قالوا وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وما شاء محمد ، قال ثم مررت بنفر من النصارى فقلت من أنتم ؟ قالوا نحن النصارى ، قلت إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله ، قالوا وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد ، فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال : " هل أخبرت بها أحدا ؟ " قلت : نعم فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " أما بعد فإن طفيلا رأى رؤية أخبر بها من أخبر منكم وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله وحده " وهكذا رواه ابن مردويه في تفسير هذه الآية من حديث حماد بن سلمة به ، وأخرجه ابن ماجة من وجه آخر . وعن ابن عباس قال :قال الله تعالى [ يا أيها الناس اعبدوا ربكم ] للفريقين جميعا من الكفار والمنافقين ، أي وحدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم وبه عن ابن عباس [ فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ] أي لا تشركوا به شيئا غيره من الأنداد التي لا تنفع ولا تضر وأنتم تعلمون أنه لا رب لكم يرزقكم غيره وقد علمتم أن الذي يدعوكم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من التوحيد هو الحق الذي لا شك فيه وهكذا قال قتادة . وقال الشيخ السعدي رحمه الله في قوله [ يا أيها الناس ] ، يأمر تعالى عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يخاطب الناس جميعا . وقال أيضا هذا أمر عام لجميع الناس بأمر عام وهو العبادة الجامعة لامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه وتصديق خبره فأمرهم تعالى بما خلقهم له ، قال تعالى : [ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ] ؛ ثم استدل على وجوب عبادته وحده بأنه ربكم الذي رباكم بأصناف النعم ، فخلقكم بعد العدم ، وخلق الذين من قبلكم . يتبع إن شاء الله …[/b] شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
أم البـراء 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 15 سبتمبر, 2003 أثابك الله أخيتي الحبيبة / بنت الإسلام على هذا الطرح المبارك وزادك علما ونفع بك الإسلام والمسلمين ونحن بانتظار باقي النداءات أختنا المباركة ( جعلك الله من أهل النداء الأعلى )[/b] شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
أم سهيلة 878 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 16 سبتمبر, 2003 السلام عليكم بارك الله في جهودك و جزاكِ خير الجزاء على هذا الموضوع القيم تابعي بارك الله فيكِ شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
صحبة الأخيار 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 5 اكتوبر, 2003 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وفيكِ بارك أختنا الحبيبة أم سهيلة وأشكرك على مروركِ : ) حبيبتنا المشتاقة اللهم آمين وجزاكِ الله خيرا : ) قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم * ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم *) . الآية 104 ، 105 سورة البقرة .. يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى : كان المسلمون يقولون حين خطابهم للرسول صلى الله عليه وسلم عند تعلمهم أمر الدين : { راعنا } أي راع أحوالنا فيقصدون بها معنى صحيحا ، وكان اليهود يريدون بها معنى فاسدا ، فانتهزوا الفرصة فصاروا يخاطبون الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك ويقصدون المعنى الفاسد ، فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة سدا لهذا الباب ، ففيه النهي عن الجائز إذا كان وسيلة إلى محرم ، وفيه الأدب واستعمال الألفاظ التي لا تحتمل إلا الحسن وعدم الفحش وترك الألفاظ القبيحة أو التي فيها نوع تشويش واحتمال لأمر غير لائق ، فأمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسن فقال : ( وقولوا انظرنا ) ؛ فإنها كافية يحصل بها المقصود من غير محذور ، ( واسمعوا ) ؛ لم يذكر المسموع ليعم ما أمر باستماعه فيدخل فيه سماع القرآن وسماع السنة التي هي الحكمة لفظا ومعنى واستجابة ففيه الأدب والطاعة ، ثم توعد الكافرين بالعذاب المؤلم الموجع . أما الإمام الجليل الحافظ بن كثير رحمه الله تعالى فقال عن هذه الآية من آيات النداء : نهى الله تعالى عباده المؤمنين أن يتشبهوا بالكافرين في مقامهم وفعالهم ، وذلك أن اليهود كانوا يعانون من الكلام ما فيه تورية لما يقصدونه من التنقيص عليهم لعائن الله فإذا أرادوا أن يقولوا اسمع لنا يقولون راعنا ويورون بالرعونة كما قال تعالى : ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ، ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا ) ، وكذلك جاءت الأحاديث بالأخبار عنهم بأنهم كانوا إذا سلموا إنما يقولون السام عليكم ، والسام هو الموت ، ولهذا أمرنا أن نرد عليهم بـ " وعليكم " ، وإنما يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم فينا ، والغرض أن الله تعالى نهى المؤمنين عن مشابهة الكافرين قولا وفعلا ، فقال ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ) . وقال الإمام أحمد : أخبرنا أبو النضر أخبرنا عبد الرحمن بن ثابت أخبرنا حسان بن عطية ، عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعلت الذلة والصغار من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم ) . وروى أبو داود عن عثمان بن أبي شيبة عن أبي النضير هاشم أخبرنا ابن القاسم به " من تشبه بقوم فهو منهم " ففيه دلالة على : أن النهي الشديد والتهديد والوعيد على التشبه بالكفار في أقوالهم وأفعالهم ولباسهم وأعيادهم وعبادتهم وغير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا ولا نقر عليها . ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا ) قال : كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم أرعنا سمعك وإنما راعنا كقولك عاطنا . وقال ابن أبي حاتم وروي عن أبي العالية وأبي مالك والربيع بن أنس ، وعطية العوافي وقتادة نحو ذلك ، وقال مجاهد ( لا تقولوا راعنا ) لا تقولوا خلافا ، وفي رواية لا تقولوا اسمع منا ونسمع منك . وقال عطاء لا تقولوا ( راعنا ) كانت لغة تقولها الأنصار ، فنهى الله عنها ، وقال الحسن : ( لا تقولوا راعنا ) ، قال الراعن من القول السخري منه ، نهاهم الله أن يسخروا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما يدعوهم إليه من الإسلام . وكذا روي عن ابن جريج أنه قال مثله ، وقال أبو صخر : ( لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا ) قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أدبر ناداه من كانت له حاجة من المؤمنين ، فيقول أرعنا سمعك ، فأعظم الله رسوله صلى الله عليه وسلم يقال ذلك له . وقال السدي : كان رجل من اليهود من بني قينقاع يدعى رفاعة بن زيد يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فإذا لقيه فكلمه قال : أرعني سمعك واسمع غير مسمع ، وكان المسلمون يحسبون أن الأنبياء كانت تفخم بهذا ، فكان ناس منهم يقولون : اسمع غير مسمع غير صاغر ، و هي كالتي في سورة النساء ، فتقدم الله إلى المؤمنين أن لا يقولوا راعنا وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم بنحو من هذا . قال ابن جرير : والصواب من القول في ذلك لنبيه صلى الله عليه وسلم ، نظير الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم راعنا . لأنها كلمة كرهها الله تعالى أن يقولها لنبيه صلى الله عليه وسلم ، نظير الذي ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا تقولوا للعنب الكرم ولكن قولوا الحبلة ولا تقولوا عبدي ولكن قولوا فتاي ) وما أشبه ذلك . وقوله تعالى ( ما يود الذي كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم ) يبين بذلك تعالى شدة عداوة الكافرين من أهل الكتاب والمشركين ، الذين حذر الله تعالى من مشابهتهم للمؤمنين ، ليقطع المودة بينهم وبينهم ، ونبه تعالى على ما أنعم به على المؤمنين من الشرع التام الكامل الذي شرعه لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث يقول تعالى : والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) وإلى نداء آخر بحول الله.[/b] شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
صحبة الأخيار 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 5 ديسمبر, 2003 النداء الثالث : " يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين (153) " البقرة * أمر الله تعالى المؤمنين بالاستعانة على أمورهم الدينية ، والدنيوية ( بالصبر والصلاة ) فالصبر هو حبس النفس وكفها على ما تكره ، فهو ثلاثة أقسام : صبرها على طاعة الله حتى تؤديها ، وعن معصية الله حتى تتركها ، وعلى أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها . فالصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر ، فلا سبيل لغير الصابر أن يدرك مطلوبه ، خصوصا الطاعات الشاقة المستمرة فإنها مفتقرة أشد الافتقار إلى تحمل الصبر وتجرع المرارة الشاقة ، فإذا لازم صاحبها الصبر فاز بالنجاح وإن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها لم يدرك شيئا وحصل على الحرمان ،[/b]وكذلك البلاء الشاق خصوصا إن استمر ، فهذا تضعف معه القوى النفسانية والجسدية ويوجد مقتضاها وهو التسّخط إن لم يقاومها صاحبها بالصبر لله والتوكل عليه واللّجأ إليه والافتقار على الدوام ، فعلمت أن الصبر محتاج إليه العبد ، بل مضطر في كل حالة من أحواله ، فلهذا أمر الله تعالى به وأخبر أنه ( مع الصابرين ) ؛ أي : مع من كان الصبر لهم خلقا وصفة وملكة بمعونته وتوفيقه وتسديده فهانت عليهم بذلك المشاق والمكاره وسهل عليهم كل عظيم وزالت عنهم كل صعوبة ، وهذه معية خاصة تقتضي محبته ومعونته ونصره وقربه وهذه منقبة عظيمة للصابرين فلو لم يكن للصابرين فضيلة إلا أنهم فازوا بهذه المعية من الله لكفى بها فضلا وشرفا ، وأما المعية العامة فهي معية العلم والقدرة كما في قوله تعالى " وهو معكم أينما كنتم " وهذه عامة للخلق . وأمر تعالى بالاستعانة بالصلاة لأن الصلاة هي عماد الدين ونور المؤمنين ، وهي الصلة بين العبد وبين ربه فإذا كانت صلاة العبد صلاة كاملة مجتمعا فيها ما يلزم فيها وما يسن ، وحصل فيها حضور القلب الذي هو لبها فصار العبد إذا دخل فيها استشعر دخوله على ربه ووقوفه بين يديه موقف العبد الخادم المتأدب مستحضرا لكل ما يقوله وما يفعله مستغرقا بمناجاة ربه ودعائه ، لا جرم أن هذه الصلاة من أكبر المعونة على جميع الأمور ، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، ولأن هذا الحضور الذي يكون في الصلاة يوجب للعبد في قلبه وصفا وداعيا يدعوه إلى امتثال أوامر ربه واجتناب نواهيه ، هذه هي الصلاة التي أمر الله أن نستعين بها على كل شيء . [ تيسير الكريم الرحمن – السعدي ] . * ولقد ورد تفسير هذه الآية في كتاب التفسير العظيم لابن كثير على النحو التالي : لما فرع تعالى من بيان الأمر بالشكر ، شرع في بيان الصبر والإرشاد والاستعانة بالصبر والصلاة ، فإن العبد إما أن يكون في نعمة فيشكر عليها ، أو في نقمة فيصبر عليها كما جاء في الحديث " عجبا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له : إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له " ، وبين تعالى أن أجود ما يستعان به على تحمل المصائب الصبر والصلاة كما تقدم في قوله " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " البقرة ، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر صلى ، والصبر صبران فصبر ترك المحارم والمآثم وصبر على فعل الطاعات والقربات والثاني أكثر ثوابا لأنه المقصود . وأما الصبر الثالث وهو الصبر على المصائب والنوائب ، فذلك أيضا واجب كالاستغفار من المعايب ، كما قال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم : الصبر في بابين : الصبر بما أحب وإن ثقل على الأنفس والأبدان ، والصبر لله عما كره وإن نازعت إليه الأهواء ، فمن كان هكذا فهو من الصابرين الذي يسلم عليهم إن شاء الله ، وقال علي بن الحسين زين العابدين : إذا جمع الله الأولين والآخرين ينادي مناد ، أين الصابرون ليدخلوا الجنة قبل الحساب ؟ قال : فيقوم عنق من الناس فتتلقاهم الملائكة فيقولون : إلى أين يا بني آدم ؟ فيقولون : إلى الجنة ، فيقولون : قبل الحساب ؟ قالوا : نعم ، قالوا : ومن أنتم ؟ قالوا : نحن الصابرون ، قالوا : وما كان صبركم ، قالوا : صبرنا على طاعة الله وصبرنا عن معصية الله حتى توفانا الله ، قالوا : أنتم كما قلتم ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين ( قلت ) ويشهد لهذا قوله تعالى : " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " وقال سعيد بن جبير : الصبر اعتراف العبد لله بما أصاب منه ، واحتسابه عند الله رجاء ثوابه وقد يجزع الرجل وهو متجلد لا يرى منه إلا الصبر . [/b][/color] شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
أم البـراء 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 5 ديسمبر, 2003 الحبيبة / بنت الإسلام أهلا ومرحبا نورت الركن والقسم أين أنت عن الركن؟؟؟ طولت الغيبة عن الركن بمشاركاتك ا لقيمة أثابك الله عليها ونفع بك وبما تكتبين نرجو أن لاتقطعينا من مشاركاتك وطلاتك المباركة :) جمعنا الله بك في الفردوس الأعلى[/b] شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
صحبة الأخيار 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 7 ديسمبر, 2003 أحبك الله يا المشتاقة والركن منور بك وبالأخوات الكريمات .. وجزاكِ الله خيرا على الإطراء الذي لا أستحقه .. ومهما غبت عن هذا الركن فهو في قلبي وعيني .. أدامه الله منارة علم وسخره لخدمة دينه .. شكر الله لك جميل ردك وذكرك فيما عنده بالملأ الأعلى [ إبتسامة عريضة ] .[/b] شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك