اذهبي الى المحتوى
المهاجرة بنت الإسلام

"من التيارات الفكرية المعاصرة"

المشاركات التي تم ترشيحها

من التيارات الفكرية المعاصرة

 

1795358.jpg

 

 

أخواتي الداعيات:

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته،،

 

انطلاقًا من مبدأ أن تزود الداعية بالعدة الفكرية والثقافة الدعوية هي من أبرز خصائص الداعية المتميزة..

ومن أظهر ملامح نضجها وقوة شخصيتها..

 

أقدم بين أياديكن هذه المحاضرات المختصرة عن أبرز "التيارات الفكرية المعاصرة" في الواقع الحديث، والتي لما جهل عامة المسلمين بحقيقتها أو بمعنى أدق.. تغافلوا عن دراستها ولم يئلوا جهدًا ولو ضئيلًا أن يرخصوا جزء من جهودهم وأقاتهم للتبحر والتفحص فيها تحت ادعاء أنها لا تضر ولا تنفع شيئًا، أو أن ضررها قد يسبق نفعها، بسبب كل هذا تسللت هذه التيارات إلى عالمنا الإسلامي بكل سلاسة وليونة، فلم تلق أي صدود في العقول أو القلوب، وإنما لقت ترحابًا أدمى ما تبقى في النفوس من سلامة المعتقد، فالحقيقة أنها تسللت بمسميات وشعارات بعيدة كل البعد عن حقيقتها، في الوقت الذي لقت فيها خواء في المعارف والثقافة والعلوم.

 

 

أخواتي الكريمات: إنه من المسلم به لدى ذوي العقول والبصائر -كما نوهنا من قبل- أن الذي لم يكن عنده علم ولا ثقافة كيف يعطي غيره؟ وكيف ينفع أمته؟ وكيف يقوم بدوره في الإصلاح والتغيير؟ وكيف يستطيع أن يؤثر في الناس؟ أو على الأقل.. كيف يكون محل ثقة واحترام إذا عُرف في الأمة أنه جاهل لم يتثقف ولم يتعلم؟!!

 

 

أخواتي الكريمات: إن فاقد الشئ لا يعطيه، والحوض الفارغ لا يفيض على غيره أبدا، ومن لم يملك نصاب الزكاة.. ليس بقدوره حتى أن يعطي أو يزكي.. !

 

 

أخواتي: انطلاقًا من كل هذا أحببتُ أن أفتح هذه الساحة لتكون مرتع لجزء لا يتجزأ من ثقافة الواقع الحديث "التيارت الفكرية المعاصرة"، والتي لا بد أن تكون الداعية على بصيرة ودراية بها، ولمن أحبت المشاركة معنا فعلى الرحب والسعة، كما أحب أن أرى تعليقاتكن ولفتتاكن النابغة بين السطور لمزيد من الفائدة وإثراءً لما يحويه الموضوع.

 

 

سنتناول بإذن الله في البداية أبرز تيارين على الساحة، لا أرى اسمهما يخفى على ذو حظ ضئيل من العلم والمعرفة وإن كنا نرى أن حقيقتهما هي الغائبة.. إنهما:

 

 

 

 

1775642.jpg

 

"العلمانية"و.. "العولمة"

 

 

 

هذا والله وحده نسأله الإخلاص والتوفيق في القول والعمل، وأن ينفعنا بهذه الساحة وينفع بنا.

وحتى الملتقى بإذن الله>>>

 

 

 

اللهم صل على الحبيب المصطفى..

 

**************

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

المهاجرة بنت الإسلام

 

نتابع معك لنتعرف على التيارات الفكرية المعاصرة

 

"العلمانية"و.. "العولمة"

 

لنستفيد ونفيد غيرنا

 

بارك الله فيكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

دخـــــــل"

 

1784809.jpg

 

 

أخواتي الداعيات:

كما أن لكل علم مدخل يوصل إليه؛ فكذا ستكون هذه الصفحات الأول مدخل مصغر نتعرف منه على حال المجتمعات الغربية قبل النهضة، ومنه الأسباب التي كانت وراء ظهور هذه التيارات الفكرية والمذاهب المادية ونشأتها بشكل عام في المجتمعات الغربية والإسلامية على السواء.

 

كما أحب من أخواتي المتابعات معنا -بإذن الله- إن أشكلت عليهن أي نقطة أن يوقفوني عندها قبل أن أنتقل إلى غيرها، فالحقيقة أني أقتطف وأختصر قدر الإمكان حتى لا يحصل لأحد نوع من التشتت بمناسبة أنها المرة الأولى التي نتناول فيه مثل هذه الموضوعات بالتفصيل.. هذا والله ولي التوفيق.

 

 

-- المذاهب المادية ونشأتها في المجتمعات الإسلامية --

تعتبر الفلسفة اليونانية وأرسطو المعين الذي نهلت منه الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط، خاصة بعد أن اعتنقت الكنيسة آراء أرسطو وحولتها إلى فلسفة إلهية للقرون الوسطى، فوقعت أوروبا بين سلطة الكنيسة الدينية وآراء أرسطو.

 

كما أن تسلط الكنيسة في العصور الوسطى جعلها تتجاوز حدود سلطتها الدينية وأعطت لنفسها حقوق دينية ودنيوية لا يملكها إلا الله مثل: صكوك الغفران، وحق الحرمان، وحق التحله. وبهذه الحقوق تسلطت على الرقاب والعقول وجمدت العلم وأرهبت الفكر واضطهدت المفكرين والعلماء مما أدى إلى إصابة المجتمع الأوروبي كله بالجمود والإنحطاط.

 

لكن لم يستمر الحال هكذا طويلًا فما لبث وأن أزاحت أوروبا عن كاهلها هذه القيود المهيمنة على العقول في القرن الخامس والسادس عشر الميلادي وبدءوا في التحرر من السلطة الكنسية منادين بالإصلاح الديني المتمثل في فصل الإشتباك بين الكنيسة والسلطة المدنية وأيضًا منادين بالأخذ بالأساليب العلمية التي بدأت تظهر بوادرها مما إلى أدى إلى حدوث ثورة فكرية في كثير من المجالات العلمية والفنية والأدبية والإجتماعية والذي أدى انطباع هذا العصر نفير الثورة على الجمود المتمثل في الفكر الكنسي.

 

وقد كان من أهم العوامل التي ساعدت على نهوض أوروبا وأثرت في تقدمها أبلغ الأثر:

1- ترجمة العلوم الإسلامية إلى اللغة اللاتينية في القرنين الثالث والرابع عشر الميلادي والتي كانت في بلاد الأندلس المزدهرة والواقعة تحت الحكم العربي الإسلامي، والتي أفادت الأوروبيين من هذه العلوم فائدة عظمى بعد اقتناعهم بأن العرب يملكون مفاتيح قدر عظيم من التراث الإنساني في شتى العلوم مما أدى إلى ظهور الإستشراق.

 

ملاحظة: الإستشراق هو: الإهتمام بكل ما هو شرقي بمعنى: البحث عن الإسلام والمسلمين وبلاد المسلمين عقيدة وشريعة وتاريخاً ومجتمعاً وتراثاً.. وكذلك دراسة اللغة العربية والنصوص الشرعية دراسة عميقة متفحصة.

 

2- منح الأموال للقسطنطينية 1453م مما جعل علماء اليونان يرحلون إلى إيطاليا ومعهم مخطوطات مهمة ساهمت في زيادة الحركة العلمية والفلسفية في أوربا، خاصة بعد حركة الترجمة الواسعة من العربية إلى اللاتينية، وفتح مدارس تعليم العربية والعلوم الإسلامية.

 

3- إنشاء مؤسسات علمية وجامعات بعيدة عن سيطرة الكنيسة ساهمت في نهضة أوروبا الحديثة وظهور العلوم التجريبية والعقلية.

 

4- قيام حركة إصلاح الكنيسة على يد مارتن لوثر 1483-1546انتهت هذه الحركة بثورة الناس على الكنيسة وسلطتها، ورفض واسطة رجال الكنيسة بين الله وعباده.

 

5- ظهور العلوم الطبيعية وظهور كثير من المخترعات والإكتشافات التي أذهلت العقل الأوروبي مما فتح المجالات المتعددة للإندفاع لمزيد من الإكتشافات مثل اختراع المطبعة والمصباح الكهربائي ورحلات اكتشاف أمريكا واستخدام الميكروسكوب والبوصلة واكتشاف المجموعة الشمسية ودوران الأرض حول الشمس وغيره مما أدى إلى المناداة بضرورة ملاحظة الطبيعة واتخاذ التجربة وسيلة للبحث والتحقيق قبل الأخذ بالآراء المعروضة مما أفرز نزاع شديد بين الدين والمجتمع حسم هذا النزاع لصالح القوانين المدنية ومن ثم ظهور الإتجاه العلماني الذي جعل الدين يدرس داخل الكنيسة فقط، أما خارجها فندرس العلوم المدنية بعد أن توضع تحت التجربة.

 

ومن هنا.. ظهر الإتجاه المادي بقوة، هذا الإتجاه الذي يؤمن بالمادة والمحسوس والتجربة، وينكر مطلقًا كل ما هو غيبي.

 

من هذه الخلاصة السابقة نخرج بتعريف بحقيقة المذهب المادي: هو مذهب يرى أن المادة هي الجوهر الحقيقي الذي من خلاله يمكن تفسير جوانب الحياة المختلفة، ويرى أن غاية الإنسان وهدفه هو الإستمتاع بالنواحي المادية فقط والحسية والذاتية. أما موقفه من الدين فقد وقف أصحابه موقفًا مضادًا له، وحملوا عليه حملات شعواء، حتى أن منهم من أكد بعدم وجود إله، وأن الدين ما هو إلا خرافة اختلقها الإسنان ليبرز عجزه عن فهم الكون والطبيعة.

 

ومن هنا أفرز الإتجاه المادي إلى ظهور العلمانية والشيوعية والماركسية والوجودية والواقعية والتجريبية والمذهب الحسي، وغيرها من المذاهب المادية التي لا تؤمن بوجود إله غيبي سببًا في وجود الكون والحياة.

 

فهذه المذاهب المادية.. العلمانية والوجودية حتى العولمة كلها أفكار مادية هدامة تدعو إلى هدم أبسط القيم الأخلاقية لدى الشعوب، حتى أنها لم تكتفي بالسيطرة على العقول في المجتمعات الأوروبية، وإنما صدرت إلينا عن طريق الكثير من القنوات محاولة السيطرة على العقول الإسلامية بنشر الأفكار الهدامة بمسميات عدة وشعارات خلابة.

 

وعليه فقد استطاعت هذه المذاهب الهدامة أن تنفذ إلى العالم الإسلامي من خلال الغزو العسكري والسياسي أولًا وعندما تأكد لهم فشل هذه الحملات العسكرية أدركوا يقينًا أن الحروب المسلحة لا تجدي نفعًا ولم تنل من قوة المجتمع الإسلامي وتماسكه، لذلك بدأ التبشير في العالم الإسلامي بتعليم اللغة الغربية والتسلل إلى اكتشاف هذا العالم نقاط ضعفه وكشفها، وبث الأعوان ونشر الفتن والشبهات حول كتابه المقدس وتاريخه وتشريعه.

 

كان التبشير ما هو إلا ستار وواجهة زائفة تخفي خلفها أطماعًا استعمارية فبدأوا في إثارة النزعات الطائفية والقومية في صفوف المسلمين وعملوا على إحياء الحركات الشعوبية المعادية للإسلام فأنشأوا المدارس العلمانية بمختلف مراحلها والجامعات التي كان من أهداف نشأتها بث روح الولاء للغرب، وإبعاد الجيل الحاضر عن شخصية الإسلام وتاريخه وثقافته الدينية وقيمه ووضعه في قالب أوروبي غربي مستعار(1).

 

ولا يخفى دور اليهود القابع خلف كل تيار خاصة وقد كان لهم اليد الطولى في قيام الثورات في أوروبا وظهور العلمانية، أما في في العالم الإسلامي فلا يخفى دورهم في تفويض سلطة الدولة العثمانية وإنهيارها وقيام الدولة العلمانية التركية على أنقاضها والتعاون مع الإستعمار والإستشراق لإثارة الشبهات والفتن والقلاقل حول الإسلام عقيدة ومنهجًا وشريعة وتشويه العالم الإسلامي وتصويره ورميه بما ليس فيه بأنه دين تعبدي والعمل على إخماد روح الجهاد في نفوس أصحابه.

 

وكذلك عزل الشريعة الإسلامية عن أنظمة الدولة السياسية والإقتصادية والإجتماعية واستبدالها بأنظمة أجنبية دخيلة وقوانين أوروبية فرنسية وإنجليزية ونشر المذهب العلماني وربطه بحركة التغريب والتقدم الحضاري.

 

هذا الغزو الفكري يعتبر من أخبث أنواع الغزو للمجتمعات البشرية لأنه استطاع أن ينجح فيما فشلت فيه الغزوات العسكرية.

 

كما أننا لا نستطيع إهمال أثر البعثات الخارجية للشباب المسلم للحصول على الدرجات العملية وما صاحب ذلك من تأثر معظمهم بما رأوه من تقدم وثقافة فتأثروا بأفكارهم تأثرًا كبيرًا وبدأوا في نشر هذه الأفكار في العالم الإسلامي (2).

 

فالغزو الفكري ما كان لينجح لولا هذا الضعف الذي دب في العالم الإسلامي نتيجة لعدة عوامل منها كثرة الغزوات العسكرية التي أضعفت العالم الإسلامي، وابتعاد المسلمين عن دين الله الصحيح وانتشار الخلافات الدينية والسياسية والجهل التي استشرى بين عامة المسلمين والإنحراف عن فهم الإصول التي يقوم عليها الإسلام والتهاون في إقامة فرائض الدين نتيجة لظهور أفكار وافدة آخذه باسم التقدم والرقي ومتلحفة بمظاهر شتى كان لها دور كبير في إذكاء روح العداء بين الشعوب الإسلامية مما جعل الفرقة تدب في أوصال العالم الإسلامي.

 

هذه الفرقة التي أتاحت الفرصة للجمعيات والمذاهب الهدامة للوصول إلى الفكر الإسلامي وتغير كثير من مفاهمه خاصة مع استخدامها الأساليب الحديثة من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية السلكية واللاسلكية وسهولة المواصلات وضغط الزمان والمكان وجعل العالم قرية صغيرة من خلال العولمة والشبكة العنكبوتية التي أتت على ما بقي من التمسك بالعادات والتقاليد الإسلامية فأصبح العالم كله ومنهم العالم الإسلامي يموج بما يشبه الفوضى الأخلاقية والإنحلالية تحت مسمى الحرية والمساواة، وتحرير المرأة والديمقراطية وحماية الأقليات والعولمة وغيرها من المسميات والشعارات البراقة.

 

 

في الصفحات التالية سنقوم -بإذن الله- بدراسة بعض المذاهب والتيارات التي أثرت في العالم الإسلامي منها العلمانية والعولمة كفكر مادي أثر في العالم في عصر النهضة والعصر الحديث والمعاصر.

 

---------------------------------------------------------------------

(1) انظري كتاب "القارة على العالم الإسلامي"، وكذلك "الإسلام في وجه التغريب" لأنور الجندي، وكذلك "أساليب الغزو الفكري" د/علي محمد جريشة.

(2) انظري "أساليب الغزو الفكري" ص:20-35، كذلك انظري كتاب "مؤامرة الصهيونية على العالم الإسلامي" تأليف د/أحمد عبد الغفور عطار بيروت ص: 164-177.

 

 

بتصرف يسير:

د. لواحظ عبد السلام

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرا

 

هذا الغزو الفكري يعتبر من أخبث أنواع الغزو للمجتمعات البشرية لأنه استطاع أن ينجح فيما فشلت فيه الغزوات العسكرية
.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×