اذهبي الى المحتوى
سأكون بأمة

في المستشفى العسكري

المشاركات التي تم ترشيحها

في المستشفى العسكري قال صاحبي :

 

عبد الله كان شاباً صالحاً .. وكان لي به علاقة ومعرفة .. وقد علمتُ أن أباه مصاب بمرض في القلب وأجريت له عدة عمليات .. وأدخل أخيراً إلى المستشفى ظلَّ فيه للعناية المركّزة .. زُرتُه في المستشفى مراراً .. ثم اشتدّ به المرض فدخل في غيبوبة تامة لا يعقل مما حوله شيئاً .. ولما رأى صاحبي أن أباه لا يعقل شيئاً وأن تكرار مجيء الزائرين أصبح مزعجاً علّق لافتة على باب الغرفة كتب عليها " الزيارة ممنوعة بأمر الطبيب " .. وبعد أيام .. اتصل بي وهو مضطرب وقال :

- يا شيخ .. أريدك أن تزور والدي .. ولعلّك أن تقرأ عليه شيئاً من القرآن ..

 

ذهبت سريعاً إلى المستشفى .. ودخلتُ على أبيه .. فإذا هو كالجثة الهامدة على السرير .. في إغماء تامّ .. قد وُصّل بجسمه عددٌ من الأجهزة .. جهاز لقياس الضغط .. وآخر للسكر .. وثالث لضربات القلب .. ورابع للتنفس .. وخامس .. وبجانب السرير ممرض يراقب هذه الأجهزة وينظر إلينا بهدوء ..

 

اقتربتُ منه ووقفتُ عند رأسه وكلمته فلم يردَّ عليَّ شيئاً .. قلت : يا أبا فلان إن كنت تسمعني فحرّك أصبعك ..

 

بقي ساكناً لم يتحرّك فيه شيء ..

 

بدأت أقرأ القرآن بصوت مسموع .. ] الحمد لله ربّ العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * .. [ .. ] الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم .. [ ..

 

بدأ الشيخ ينتفض قليلاً .. لكنه لم يتكلم ..

 

وفجأة أطلق أحد الأجهزة المحيطة بنا صوتاً كصفارة الإنذار .. ففزع الممرض وقام إليه وغيّر في بعض أرقامه .. وجلس ..

 

ثم صفّر جهاز آخر فقام وغير فيه .. وجلس ..

 

ثم صفر الجهاز الثالث .. فلم يزل يتنقل بين هذه الأجهزة .. وأنا أقرأ ..

 

وسمعتُ صاحبي يقول له : This Qoran .. This Qoran.. وهو ينظر إلينا باستغراب ودهشة ..

 

أما أنا فاستمريت في التلاوة .. دون أن ألتفت إليهما ..

 

استمرت التلاوة قرابة النصف ساعة .. ثم دعوتُ له .. وانصرفتُ ..

 

أما عبد الله فبقي مع الممرض يخاطبه باللغة الإنجليزية .. وكنت أسمعه يردد كلمات : القرآن .. الإسلام ..

 

أقبل إليّ عبد الله يشكر ويودع .. فأمسكت يده وقلت :

 

- هل تعلم أني لم أفهم شيئاً مما جرى ! ما هذه الأجهزة التي أزعجتنا ؟! ولماذا اضطرب الممرض ؟! ولماذا وقفت معه تكلمه عن القرآن ؟! ولماذا ..

 

- فقال : الأمر عجيب يا شيخ .. أنت تعرف أن والدي مصاب بمرض في القلب .. وأجريت له عدة عمليات .. وفي العملية الأخيرة قبل يومين توقف الدم فجأة في شرايين جسمه .. ولم يكن الطبيب يتوقع ذلك فلم يحرص قبل العملية على توصيل مضخة كهربائية لتحريك الدم في العروق عند الحاجة .. فتفاجأ الطبيب بذلك قام سريعاً بتوصيل مضخة يدوية وكلّف إحد الممرضين بتحريكها بيدها .. فكان هذا التصرف من الطبيب غير مجدٍ كثيراً .. لأن الدم توقف في العروق لمدة خمسين دقيقة أشرف والدي معها على الهلاك .. لكن الله تعالى أحسن وتلطف ..

 

وبعد نهاية العملية .. جملوا أبي كالجثة الهامدة إلى غرفته .. فانخفض ضغط الدم حتى وصل إلى الأربعين .. فحاولوا أن يرفعوه بشتى الوسائل فلم يقدروا .. فأمر الطبيب بأن يُحقن والدي في الوريد بمادة كيميائية ترفع ضغط الدم .. وهذه المادة خطرة جداً .. لذا لا يسمح طبياً بأن يُحقن المريض بما يزيد عن مقياس اثني عشر درجة لأنه يموت في الغالب .. فتم حقنه بهذا المقياس فلم تتحسن حالته .. فزادوه إلى ثلاث عشرة درجة .. ثم أربع عشرة .. ثم خمس عشرة .. ثم ست عشرة .. فارتفع ضغطه إلى سبع وستين فتوقفوا .. مع أنه لا يزال منخفضاً جداً ..

 

ثم ألقوه على هذا السرير ووضعوا هذه الممرضة تراقب حاله ..

 

وبعدما بدأت – يا شيخ - بتلاوة القرآن بدأ ضغط الدم عند أبي يرتفع .. ويرتفع .. ثمان وستين .. تسع وستين .. سبعين .. فاضطربت الأجهزة .. وقامت الممرضة تخفّض من المادة التي وضعوها لرفع الضغط .. واستمرّ الضغط في الارتفاع خمس وسبعين .. ثمانين .. تسعين .. حتى ثبت الضغط على مائة وواحد وعشرين ..

 

فهل عرفت سبب تعجب الممرضة .!!. الأطباء .. الاستشاريون .. الأجهزة .. الأدوية .. لم تنفع شيئاً .. أين طبّهم ؟!.. أين تجاربهم ؟! .. أين أدويتهم .. فسبحان من أنزل القرآن ..( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) ..سورة الإسراء آية 82

 

* من كتيب "عاشق في غرفة العمليات " للشيخ العريفي حفظه الله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×