بيان جبهة علماء الأزهر بشأن زيارة أوباما للقاهرة

[مرابطة 3]

بيان جبهة علماء الأزهر بشأن زيارة أوباما للقاهرة

 

 

أصدرت جبهة علماء الأزهر بيانا بشأن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما, وفيما يلي نص البيان:

 

6 - 6 - 2009

 

 

 

إلى سيد البيت الأبيض ابن صاحب العمامة "أوباما" زائر الأزهر الشريف...سلامٌ عليك.

 

وباسم جماعة العلماء بجبهة علماء الأزهر التي حِيل بينها وبين حقها في الحياة على الأرض بأسباب لستم ببعيدين عنها ومع هذا نرحب بكم في زيارتكم للأزهر الشريف على مايلزمنا به ديننا ، على أن تُلْزِموا أنفسكم رعاية حق البيت في آداب الزيارة وحقوقها، فتتجنبوا ماوقع فيه الأحمق الذي عاند قواعد الأ خلاق المعتبرة والأعراف المرعية في زيارته لمسجد الحسين بالأردن فلم يزد على مافعل إلا أن أضاف جريمة أخرى إلي جرائمه، ونأمل أن لا تكون زيارتكم للأزهر على حساب رسالة الأزهر الشريف وعلى حساب المصلين فيه.

 

سيادة الرئيس: كم كُنَّا نودُّ أن نكون كغيرنا نتمتع بحق الوجود و الحياة الرسمية كما يتمتع بها الكثيرون غيرنا، لنؤدي على الأقل بذلك حق الضيافة وجها لوجه لضيوف معهدنا وقاصديه، حتى لا يحسبوا أن الأزهر هو الجدران والأحجار الباقية على الزمان، أوأنه هو فلول الموظفين والمسترزقين باسمه فقط، لكن السياسة التي الشأن فيها شان العصب،والأمر فيها أمر الذهب، فتُرِيك الكذب صدقا، والظلم عدلا،والفرار إقداما ،والانحراف استقامة ، وأنتم لاشك أحد صانعيها ومباركيها، هذه السياسة التي تعني أن فضيلة الكذَّابين هي استمرار الكذب تلك السياية وآثارها وما أثمرت فينا على مابنا هي التي حالت بيننا وبين حقوق الجمعيات والهيئات الرسمية في الحياة على الأرض.

 

لانقول هذا شاكين لك، بل نقوله ونسوقه سوق المُدلِّلين على دعواهم ، المعتذرين بغير ذنب عن تغييبهم. لهذا فإننا نبعث إليك بتلك الرسالة الصادرة عن علماء الأزهر الذين لن تراهم بالأزهر ولا بغيره أثناء زيارتك .

 

إن الأزهر أيها السيد الرئيس ليس بأحجاره ولا بجدرانه، الأزهر الشريف هو برسالته وعلمائه، وإن اغتُصبت حقوقهم، أو نهبت دورهم، أو طُرِّدوا عن أوطانهم، هؤلاء العلماء الذين قال فيهم المرحوم أحمد شوقي:

 

 

كانوا أجلَّ من الملوك جلالة وأعزَّ سلطانا وأفخمَ مظهرا

 

 

 

زمنُ المخاوف كان فيه جَنابُهم حرمَ الأمان،وكان ظلُّهم الذَّرا

 

 

لهذا فإنا نقول لك إنك إنك لن تجد من هؤلاء واحدا في استقبالك ، مع أنَّ الذي يمثل حقيقة الأزهر هم من هؤلاء العلماء الربانيين الذين إذا رأيتهم حسبتهم انهم من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أنهم الأئمة الأربعة الذين رآهم أحمد شوقي على حقيقتهم التي لن تغيب مادامت السماء والأرض، فقال عنهم وهم في حلقات درسهم مُنصِفاً لامادحا :

 

 

يامعهداً أفنى القرونَ ِجدارُه وطوى اللياليَ ركنُهُ والأعْصرُا

 

 

ومشى على يبَسِ المشارقِ نورُه وأضاء أبيضَ لُجِّها والأحمرا

 

 

ومشى إلى الحلقاتِ فانفرجت له حِلقاً كهالاتِ السماءِ مُنَوِّرا

 

 

حتى ظننـا الشافـعيَّ ومالـكاً وأبا حنيفة وابن حنبل حُضَّرا .

 

إن الواحد من هؤلاء يُحيى به الله الأرض بعد موتها، ولن تعدم الأمة والحقُّ منهم واحدا قائما لله بحجة،وداعيا إلى الله على بصيرة، وصارخا في بيداء المهالك بالحق يهدون إليه وبه يعملون، فكان الواحد منهم على مثل ماقال فضيلة الشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله شيخا لم يتخذ الدين سُلَّماً للدنيا، ولا الصلاح المزعوم شبكةً للمال، ولم يكن همُّه مشيخة يُزهى بها،ولاضياعا يقتنيه، ولا سيارة فارهة يزاحم بها الظالمين، شيخا لم يمد يده للناس يقول لهم قبِّلوها واملؤوها مالا.- كما يفعل كثيرون من الأحبار والرهبان وأشياعهم- إنك إن تسأل عن هؤلاء فهم إلى مثل هذا لشيخ الواحد لا إلى غيره ينتسبون وننتسب معهم وننتمي ، لأن بمثله جعل الله الأزهر الشريف مثابة للناس وأمنا بعد المسجدين ، كما قال أحمد شوقي:

 

 

واذكُرْهُ بعد المسجِدَيْنِ مُعَظِّما لمساجد الله الثلاث مُكَبِّرا

 

 

 

ومن هنا تشابهت أحوال مساجدنا، وكان حالنا على الدوام هو من حالها تماما بتمام، فإذا كان الأقصى قد صار بحُلفائكم وأسلافكم وعلى أعينكم أسيراً هو وأهله ، ولو شئتم غير ذلك لكان؛ فإن الأزهر الشريف كذلك منذ عهد سلفكم كرومر ٌقد أضحي بنفس السياسة و بكم عليلا، على أننا كما لم نستسلم لكم في فلسطين،والعراق، وأفغانستان فلن نستسلم لكم في الأزهر الشريف، ولن تطول إن شاء الله بنا العلة أكثرَ من ذلك طويلا، ولن يطول بنا إن شاء الله أمدُ الحصار والأسر لشرفنا في مناهجنا وآدابنا ،وسياساتنا، وأخلاقنا، واقتصادنا ،ونُظُمِنا وأوضاعنا، طالما أنَّ فينا من يعرف حقيقته ويدرك قيمة نسبه، ونفاسة مكانته، وقدرَ الله تعالى في العالمين. " فإن الحقيقة محتاجة إلى من يُنكرها ويردَّها كحاجتها إلى من يُقِرُّ بها ويقبلُها، فهي بأحدهما تُثبِتُ وجودَها،وبالآخر تُثبِتُ قدرَتها على الوجود والاستمرار، وإنَّ الشعور بالحق لا يخرس أبدا.

 

 

أبِيْ الإسلامُ لا أبَ لي سواهُ إذا افتخرت تميمٌ أو عديُّ

 

 

 

ولذا فإننا باسم الله تعالي نقول لكم ونتلو على مسامعكم قول ربنا وربكم لصالحكم أنتم قبل صالح غيركم ،ولن تسمعوها من غيرنا من الموظفين الذين سيكونون في شرف استقبالكم : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران:64).

 

من مقتضى تلك الآية نقول:إن من الخير لكم أن تسْعَوْا جاهدين لتُقَصِّروا أمد الشر الذي انتفش بسلفك في بقاع الأرض وفجاجها، ومسالكها ودروبها، وتعملوا جاهدين لرد الحقوق إلى أهلها، فإن إسرائيل مهما تقولون فيها وتزيدون وترغون وتُزْبِدُون هي عند الدنيا كلها كالمرأة الساقط حمايتها على العاشقين، وكالقاصر الفاجر تبعتُه على وليِّه، إنك إن فعلت بها مامن شأنه أن ترعوي به عن غيِّها -ونرجو لك أن تفعل - كان ذلك لك حُسْنَ أُحدوثة وإعلان براءة من ظلم وعسف وإجرام أسلافك، وجميلاً أسديته إلى أُمَّتك ، وملَّتِك، فإن رزق الله موفور ميسور مادامت السماء تُمطر، والأرض تُنبت، فما الداعي لأن تستكملوا في العالمين مظاهر الظلم والبغي والعدوان على المستضعفين بربيبتكم إسرائيل وبغيرِها.

لماذا لاتفتأون في سياساتكم مجبولين على الاستئثار،والاحتكار،فلا تعرفون القناعة في الرزق،ولا تقبلون العدالة في القسمة، ولا وسيلة لكم في حسم كل خلاف على الأقوات والوقود إلا بالقوة الباغية إذا قدرتم، وبالمراوغة القبيحة إذا عجزتم؟ والدول كما ترون تتفانى وتبقى الأرض، كما تتفانى الأسود وتبقى الفريسة،وأنتم تعلمون بحكم عملكم في الجامعة من قبل أن الخاسرين على الدوام في معركة الحياة هم عبيد الطمع من الأفراد والأمم . فمتي يعتبرالطغاة؟ لقد كان كسرى يوم كان كسرى أضخمَ سُلطاناً ، وأعظمَ بُنيانا، وأكثرَ أعوانا، فأباد الزمانُ السلطانَ، ودكَّ البُنيانَ، وأهلك الأعوان.

 

 

سيادة الرئيس: تعلم أن الذين ُأبيدوا من الهنادرة في أمريكا هم الذين رفضوا التنصير، وأنه على ذلك اقتسم القائد الإنجليزي :ورنر" والقائد الفرنسي " بيلان دنيا مبوك" جزيرة "كيت "بالكاريبي عام 1626م وقتلا جميع ذكورها لذلك [ الاستعمار الكتاب الأسود 59 ] وكانت السلطات الفرنسية –وهي إحدى امهاتكم من الرضاعة والنسب- تكتب في المغرب تقول :" من مصلحتنا تطوير البربر للخروج من إطار الإسلام"[ الاستعمارالكتاب الأسود 34].

 

 

ولقد كانت القوانين التي وضعها أسلافك وأسلاف حلفائك هي وسيلة المستعمر لتذويب المستعمَرِين وتحطيمهم،وذلك بالسيطرة على كل جوانب الحياة من حرية حركة،وتكوين جمعيات، واختيار الوظائف والحقوق السياسية،[ المصدر السابق 93] وهو نفس ماتصنعه قوانينكم معنا وإن جاءت هذه المرة بلسان عربي أملس لا يتماسك عليه إيجاب ولا سلب، وقام على سدانتها عرب تحت جلودهم قلوب الأذؤب ، عربٌ من غير شرف، وأناسي ٌ من غير ضمير. إذ كان أول السياسة عندهم في استعباد أمم الشرق على ماعُلموه أن يترك لهم الاستقلال التام فقط في حرية الرذيلة.

 

 

تعلم ياسيادة الرئيس أن الرجل الأبيض الأوربي –الذي صار أمريكيا الآن- اشترى الفدان من الهنادرة بكالفورنيا بسبعة وأربعين سنتا، وكانت هذه هي معالم ديقراطيتكم المبشرة في الذين خُدعوا بكم،وغفلوا عنكم، وهذا عين ماتسلكونه معنا في فلسطين،والأهواز، والعراق، والصومال، والفليبين، وأفغانستان.

 

ولقد كان نظام العبودية الذي وضعه "كلمبوس" يهدف إلى إفناء الشعب الهاييتي المُسخَّر.كما جاء في وثائقكم [السابق 55] .

في بداية القرن التاسع عشر ياسيادة الرئيس أوصى سلفك " توماس جفرسون" وهو ثاني رئيس للولايات المتحدة بإبادة الهنادرة-سكان أمريكا الأصليين- أو نفيهم إلى أبعد مايمكن، وكان "تثيودر روزفلت" الذي خلفه بعد قرن يردد وصية هذا الأحمق بعد ذهابه،الأمر الذي جاءت عليه الإبادة الجماعية للهنادرة بأمريكا الشمالية فيما بعد [ السابق 66].

 

 

ولقد كان عدد الهنادرة بأمريكا الشمالية قبل غزو الرجل الأبيض في القرن الخامس عشر لها (1492م) ستة عشرمليونا، لم يأت القرن التاسع عشر حتى وصلوا إلى نصف مليون فقط بفضل الرحمة الأمريكية والعدل الأوربي الذي يرى الشعوب من غيركم ويحسبها حيوانات على مانطق به أحد النواب البريطانيين عن حزب المحافظين في وصفه لسكان أستراليا الأصليين وذلك عام 1902م.[ الاستعمار الكتاب الأسود 64، 92] ، الأمر الذي جاء على إثره المجرمون الذين رضعوا من ألبانكم ثم أتوا إلينا ليُتمِّمُوا فينا مابدأه أسلافك في رَعاياكم ومستعمراتكم من قبل.

 

 

ولهذه النظرة استباح حلفاؤك الأوربيين من قبل تسميم الأبورجين في شواطئ استراليا متأثرين في ذلك بأفكار "جون لوك" تلك الأفكار التي صارت فيما بعد هي الأصل القانوني الذي أصبح معيارا للتشريع الدولي فيما يتصل بالاستعمار من بعد،والذي يقوم على أساس أن القلة ليس لها الحق في منازعة سيطرة الكثرة[ الكتاب الأسود 84، 85] الأمر الذي شكَّلَ فيما بعد نظرة الرجل الأبيض إلى الدول المنكوبة بكم المسْتَعمرَة منكم، وجاء على ذلك سعيُكم الدؤب لاستئصال نسلنا بدعوى تحديد النسل وتنظيمه لتخلوا الساحة لكم ولربيبتكم التي لن تجنوا منه إن شاء الله عن قريب غير العلقم..

 

 

 

يقول المؤرخ الإسترالي عام 1930م " لقد جعل تقدُّم الحضارة البريطانية التقدم للعنصر الأيورجيني قاصرا على التقدم نحو الفناء. [ السابق 91]. إن هذا الصنيع القبيح من الرجل الأوربي الأحمر أو الأبيض أصبح معيارا للتشريع الدولي فيما بعد ذلك ، وكان التسويغ القانوني لاحتلال أستراليا الذي ذكر مرارا بين بداية الاستعمار وعام 1992م يقوم على أساس أن استراليا أرض خالية ومكان غير مأهول، وهو تعبير لا يعني إلا كما قال القانونيون أن "الأبوريجيين – السكان الأصليين لإستراليا - ليس لهم الحق في استراليا التي هي أرضهم وذلك لقلة عددهم ،وعلى ذلك تمَّ تسميم الأبوريجين بواسطة طعوم خُلِطت ب"الستريكنين"،ثم استعملت رؤوسهم بعد تقطيعها - وهم إخوانكم في الإنسانية والديانة- ككرات قدم تتقاذفها بكل خسة ونذالة الأقدام، أقدام العالم المتحضر المبشر بالديمقراطية آناء الليل وأطراف النهار.

 

 

وفي أستراليا الغربية سُحِل آخرون بالأحصنة حتى الموت حتى قدِّر عدد القتلى من الأبورجين على ذلك نحو عشرين ألفا، دون أن تتخذ الدولة المستعمِرة –بريطانيا إذ ذاك -إجراءاتٍ عقابية كما قال الأستاذ "الاستير دافيدسون" ببحثه الفذ " شعب محكوم عليه الاستعمار وأبورجين أستراليا" وهو أحد الأبحاث المنشورة بالكتاب الأسود الذي طبع برعاية وزارة الخارجية الفرنسية والسفارة الفرنسية بلبنان وقد ساهم في نشره المعهد الفرنسي للشرق الأوسط ومركز الدراسات والأبحاث عن البحر المتوسط والشرق الأوسط، دار الشرق والبحر المتوسط؛ ليون فرنسا] .

 

 

زد على ذلك ياسيادة الرئيس أنَّ نقص النساء البيض- كما جاء في ذات التقرير- كان يسمح بتسويغ حالات اغتصاب نساء استراليا المتكرر من الرجل الأبيض –أسلافك وإن كنت لست من أخلاقهم فيما يظهر لنا إلى الان الآن- ولم تبعد أبو غريب وجوتنامو وقندهار عن ذلك كثيرا أو قليلا .

 

 

لقد كان أكثر آباء الدستور الأمريكي هم من كبار ملاك العبيد الذين لم تكن تَقِلُّ أعدادهم في السفينة الواحدة في كل رحلة اغتصاب عن ألف أسير يجمعون جمع الشِيَاةِ من كلٍّ من موزمبيق وأنجولا، وقد كان الموت يقع في كل شحنة من تلك الشحنات ثلاث مرات:مرة عند المطارد للأسر، مرة بسبب الأمراض الفتاكة التي كانت تنزل بهم من جراء سوء الشحن لهم، ومرة عند وصولهم إلى الأرض التي صرت انت اليوم رئيسا عليها ،وذلك نتيجة محاولات الفرار كما تعلم[ الكتاب الأسود 119].

 

 

ولقد كانت المهمة الأولى الموكلة للعبيد في العالم الجديد هي العمل في مزارع قصب السكر أساسا ، ولقد جُهِّز العبيد الأفارقة المُرَحَّلُون من الكونغو ولواندا لتلك المهمة بالتنصير. ولقد كان العبيد آنئذفي إيطاليا يمثلون 30% من سكانها ، وانتهى هذا النظام العبودي بها وحلَّ نظام السُّخرة محله.[ السابق 111 ].

 

 

وأنت تعلم سيادة الرئيس أنَّ أول حمولة للعبيد بواسطة البرتغاليين كانت عام 1444م وذلك بالاتفاق مع ملوك الكونغو الذين وفروا للأوربيين فيما بعد 200 عبدا في السنة، وفي نفس الوقت كان الإسبان يقومون بإبادة سكان الكاريبي الذين عجزوا عن استعبادهم بعد تنصيرهم.[ السابق 116: 118].

 

 

ولقد حلََّت السوق المستندة إلى القانون الجائر الذي أعدته الأنياب الكاسرة، والمخالب الجارحة محل السوط والبندقية في علاقات العمل والاستعمار ،الأمر الذي جعل من فلسطين دار أمان لرعاياكم اليهود الغاصبين المجرمين،ومن الأهواز وعبدان- وكلاهما أرضا عربية خالصة- حرما اليوم آمنا للفرس حلفاء كل مستعمر حلَّ بأرضنا، ومن مانيلا أرضا للمجرم الغاصب الملك فيليب الذي أبى عليه بغيه بكم إلا أن ينزع عن الأرض حتى اسمها وينسبها إليه ويسميها وتسمونه معهم بالفليبين،!! وذلك كله على وفق تلك الأخلاق والسياسات المذكورة. دع عنك ما كان من وحشية حلفائك الفرنسيين والإنجليز والهولنديين والإيطاليين بديارنا في الشرق الإسلامي وآلينا .

 

 

لقد كانت الكتب المدرسية في فرنسا ياسيادة الرئيس "أوباما" تسرد بابتهاج كيف كان "بوجو" و" سانت أرنو" يحرقان القرى خلال احتلال الجزائر، وكيف كان الضباط الإنجليز إبَّان ثورة 1857م في الهند يضعون المسلمين والهندوس على أفواه المدافع، كما فعلت إسرائيل مع أسرانا عام 7 6 19م وكان الجنرال "لاباسيه" بالجزائر يرى منذ عام 1879 م أن الهُوَّةَ التي أُحدِثَتْ بين المستوطنين- يقصد الغاصبين - والأهالي بالجزائر ستُرْدَمُ يوما ما بالجُثث.[ السياسة الاستعمارية والوجه الآخر للاستعمار لمارك فيرو20 ]. يعني جُثث العرب والمسلمين.

 

 

وبهذه القوانين التي صنعها أسلافك لتسويغ الإجرام جاء مصطلح "الاستيلاء" في كتابات أمريكا الأسبانية امتدادا لاصطلاح "الاستعادة" الذي كان يعني إعادة استيلاء النصارى على الممالك الإسلامية التي تمت في شبه الجزيرة الإبيرية" الأندلس" [المصدر السابق 146].

 

 

إننا نذكر هذا لك وأنت بأرضنا ومعهدنا وهو قليل من كثير لنبين لك أنَّ عار أمركم لا يُخفيه عنَّا زيارةٌ مُمَوَّهة ، أو عبارة دبلوماسية مُنَمَّقة ، وحتى لايغرُّك منا ماستراه وتسمعه من بعض الموظفين أو المُعَمَّمين الذين سيكونون في شرف استقبالك، فإنه ليس كلُّ علامة خالاً،وليس كلُّ حلقة خلخالا.

 

 

إنكم ياسيادة الرئيس لامُقام لكم بديارنا ومعاهدنا على غير رضي الشعوب ، ولن ينفعكم في شيء دسُّ أنوفكم في شؤننا العلمية وغير العلمية، والأزهر قائم برسالته وإن كرهتم وكره حلفاؤكم، وأنه قد انتهى إليه مهمة وشرف ورسالة وحرمات المساجد الثلاثة وغيرها المسجد الحرام،والمسجد النبيوي، والمسجد الأقصى، ثم مساجد القرويين بتونس،والرباط بالمغرب. لذا نأمل أن نرى منك في زيارتك لهذا البيت العريق غير مارآه الناس من الأحمق المغرور الذي داس بحماقته أرض مسجدنا بالأردن بغير توقير ولا إجلال ولا ذوق فنيٍّ أو سياسي، وذلك لأن الكأس قد فاض، وحتى لاتكون بزيارتك في نظر الناظرين قد جئت لتشعل البيت نارا.

 

كما نأمل أن تأتي زيارتك للجامع الأزهر على طبيعة كل زيارة، فلا تُعطل لها الصلوات، ولايُذاد المصلون والمسلمون عن المسجد بسبب زيارتك، ولن نقبل عند ذلك أيَّ تبرير، أو ادعاء أو تسويغ ، فكتابنا القرآن الذي ندين به يقول ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114)

 

 

فإن أبت عليك دنياك إلا أن تكون لها مخلصا فلا يكون إخلاصك لدنياك على حساب دين غيرك ودنياه (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) , (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)(آل عمران70 :71) كما أننا نهيب بصغارالموظفين الذين عملهم على أبواب المسجد الأزهر هو إلباس الخفاف على نعال السائحين حتى لا يُضطَّروا لخلعها؛ نهيب بهم أن يُراعوا دقة الموقف وحساسيته، فليحذروا من أن ينحنوا لشخص أوباما بصفته اليوم رئيسا لأمريكا ليُلبسوه الخُفَّ على حذائه كما يفعلون مع السائحين،فإن أوباما ماجاء سائحا .إنكم إن فعلتم برئت منكم عزة المسلم وشرف النسب إلى مصر أرض الكنانة ومنارة الإسلام. ولن تخرجوا من تلك الخزية مابقي الليل والنهار . ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ) (المائدة:59) . صدق الله العظيم.

 

 

صدر عن جبهة علماء الأزهر ظهر الإثنين الثامن من جمادى الاخرة 1430هـ الموافق الأول من يونيه 2009م

 

عن لواء الشريعة

http://www.shareah.com/index.php?/records/...n/view/id/3325/

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وبارك لهم في علمائهم وسدد خطاهم

ووحد صفوفهم تحت راية ترى عنها يا إلهي

[إيمان "طالبة عفو الله" 6]

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الله المُستعان

لا أجد ما أُعبر به

 

إلا الدعاء بإن يرزقنا الله ررية الأمور على حقيقتها و أن لا ننخدع في الأشخاص

 

وفقكِ الله .

[محبة الأبرار 1]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

اللهم أرنـــــــــــــــا وأنر بصيرتنا

 

الله المستعان

[2فتاة التوحيد 0]

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

اللهم اعزنا بالاسلام واعز الاسلام بنا

[غداً ألقى الأحبة 19]

لا حول ولا قوة الا بالله..

[مرابطة 3]

جزاكن الله خيراً أخواتي الغاليات على مروركن

وهدى الله جميع أمة محمد لما يحب ويرضى

[أم منةوعمر 0]

لا حول و لا قوة إلا بالله

و حسبنا الله و نعم الوكيل