اذهبي الى المحتوى
**المعتزة بدينها**

~°~ أطفال الشوارع ~°~

المشاركات التي تم ترشيحها

post-4-1143804249.jpg

 

1985imgcachefc6.gif

 

والصلاة والسلام على خيرِ خلق الله ، نبينا مُحمد –صلى الله عليه وسلم- ومن اتبعه بإحسانٍ إلى يوم الدّين.

أمّا بعد

 

حياكم الله أخواتي الكريمات

أطفال الشوارع

 

لطالما سمعنا هذه الجملة تتردد بين ألسنة الناس، و لطالما بحثنا و درسنا عن هذه القضية جاهدين في معرفة الأسباب التي أودت بهذه الفئة الضعيفة التي لا حول لها و لا قوة ، فهل نحن فعلا قد ألممنا بجوانبها و تعمقنا في دراستها كقضية و ليس كموضوع ؟ ام اننا نمر كلمح البصر و نكتب كلمات فقط خالية من العواطف بعيدة عن الحقيقة ليس لأنها صعبة في حد ذاتها و لكن هروبا من الواقع المؤلم.

 

إذا حاولنا أن نتطرق إلى هذة المعضلة و ندرسها عن قرب فقد نجد أسباب كثيرة لا أول لها و لا أخر قد تتدخل لتكون المسؤولة عن ضياع أطفالنا، و يعتبر الطلاق أبرز هذه الأسباب إذ بافتراق الوالدين يعرض الأبناء مباشرة إلى هذا الخطر، و يساهم في تنامي هذة الظاهرة إذ أصبحت الشوارع و الأرصفة و الحدائق المهجورة مكتظة بهؤلاء الأطفال الذين لا مسكن لهم و للأسف الشديد اتخدوها مكانا للمبيت مفترشين الأرض ملتحفين السماء بالإضافة إلى المشاكل الأسرية التي لا نهاية لها و التي قد تتسبب في انقطاع الطفل عن دراسته و بالتالي يصبح وقت الفراغ أطول فيضطر الى اللحاق بقافلة التشرد تناسيا لما يحدث من مشاكل .

 

وكنتيجة يمكن القول بأن اصابع الاتهام تشير دائما الى الوالدين فهما المسؤولين عن هذا الطفل الذي اصبح بين ليلة و ضحاها ضحية !!

 

cov8.jpg

أما السبب الثاني والذي لا ينفصل كثيرا عن الأول و هو التربية إذ هي عامل أساسي يضمن مستقبل الطفل، فتدليل الطفل من جهة يفسد تربيته و يجعله أنانيا و الأسوء أنه ينحي جانب المسؤولية لديه بل و قد يجعلها تختفي مع مرور الوقت فلا تصبح له شخصية و لا يستطيع الاعتماد على نفسه او تحمل أعباء الحياة، و من جهة ثانية التعامل بقسوة معه ظنا من الوالدين أنها التربية الصحيحة، فهناك من يبرح ولده ضربا و هناك من يحرمهم من العطف و الحنان و هذا يولد لدى الطفل تعقيدات نفسية قد تظهر في فترة المراهقة ، اذ ان معظمهم يهربون الى الشارع لا لانه أحسن و أفضل و لكن لتفادي الجدال و المشاحنات اليومية في البيت .

" دخل الأقـرع بن حابس - رضي الله عنه - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجده يقبل الحسن أو الحسين فصاح قائلاً: تقبلون صبيانكم!! والله إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم. فقال - صلى الله عليه وسلم -: (أَوَ أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟!)"

 

 

parisnajd127163.JPG

فلا كثرة التدليل و لا القسوة تربي الأبناء تربية مثلى و كما قال الحكماء" خير الأمورأوسطها"اذن يبقى التعامل بعقلانية مع الطفل الوسيلة الناجعة في التربية.

 

 

إذا انتقلنا الى سبب ثالث نجد أنه يتمثل في الصحبة ،فقد تؤثر على أبنائنا أثرا واضحا و ، فهي تصقل شخصيته ، وهي التي تؤثر في سلوكه وانفعالاته وتوجهاته فأن صلحت صلح الطفل و ان فسدت كان العكس صحيح.

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إنما مثل الجليس الصالح ، والجليس السوء ، كحامل المسك ، ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك - أي يعطيك - أو إما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبا ، ونافخ الكير ، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة " رواه البخاري

اذن هنا يبرز دور الوالدين من جديد في مراقبة سلوك الأبناء و تعاملهم ومساعدتهم في اختيار الصديق الأمثل .

يقول التابعي الجليل علقمة بن قيس رحمه الله يوصي ابنه " يا بني إذا عرضت لك إلى صحبة الرجال حاجة فأصحب من إذا خدمته صانك وإن صحبته زانك وإن قعدت بك مؤنة مانك - أي كفاك - وأصحب من إذا مددت يدك بخير مدها وإن رأى منك حسنة عدها ، ولإن رأى سيئة سدها ، أصحب من إذا سألته أعطاك وإن سكت ابتداك وإن نزلت بك نازلة واساك أصحب من إذا قلت صدق قولك وإن حاولت أمرا آمرك - أي أعانك - وإن تنازعتهما آثرك ".

و للاسف نرى العكس في مجتمعاتنا صديق السوء لا يكتفي بصقل انطباعاتة في أبنائها بل قد يتطور الأمرمن سيء الى أسوء قد ينقل له فيروس المخدرات و هنا يتعب نفسه و أهله و المجتمع الذي ينتمي اليه و قد ينتهي به المصير في الشارع كما انتهى بالذين سبقوه ومن هذه النقطة يطرح السؤال الذي لطالما شغل أدهان الكثيرمن الأسر،هل هو الضحية أم الجاني ؟

 

529412.jpg

 

"قال رجل لداود الطائي , أوصني ؟ قال اصحب أهل التقوى فانهم أيسر أهل الدنيا عليك مؤونة و أكثرهم لك معونة اذا ما صحبت القوم فاصحب خيارهم و لا تصحب الارذى فترذى مع الرذيل المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".

و يأتي في المرتبة الرابعة الفقر و ما أدراك ما الفقر، نسبه تزداد ارتفاعا يوما بعد يوما خصوصا في الدول العربية ،

اذ ان الاسر تدفع أبنائها الى الشارع للتسول او العمل، لتعود في المساء ببضع دراهم لتساعد على المعيشة،ناهيك عن المتاعب التي يتعرض لها هؤلاء الاطفال من رؤسائهم في العمل من ضرب و شتم، لاحول ولا قوة الا بالله ، واقع مزري راح ضحيته أطفال أبرياء .

من خلال ما سبق ذكره نستشف، أن هذه القضية كانت و مازالت تؤرق المجتمعات و ذلك لتفاقمها الكبيرالذي يزداد يوما بعد يوم و من هذا المنبر يمكن القول ان حل هذه الظاهرة يتجلى بالدرجة الاولى في القضاء على أسبابها ، بالاضافة الى تطبيق حقوق الطفل التي ماتزال حبرا على ورق و ذلك بانشاء مراكز تأهيلية تحد من القهر النفسي لهؤلاء الاطفال و تساعد في تحسين أوضاعهم الاجتماعية و انشاء جمعيات خيرية للمساهمة في اعانة الفقراء و تكوين أناس في المجال التربوي لحماية هؤلاء الاطفال من العنف الذي يتعرضون له سؤاء في البيت او الشارع او المدرسة ،كما ان الاعلام يلعب دورا مهما في نشر و توعية الناس بهده المشكلة حتى يساهموا و لو بشكل معنوي بالتعامل معهم كضياحا و ليس كمجرمين.

اطفالنا فلذات اكبادنا تمشي على الارض ، هم شباب المستقبل ، حماة الوطن ، فلنساهم جميعا في الحد من هذه القضية التي باتت حلولها معروفة لكن غض الطرف من المجتمع و التجاهل هو السبب الاول الذي يساهم في انتشارها .

 

www.uaekeys.com38.gif

 

 

 

في أمان الله و رعايته

 

 

(48).gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله عليك يا حبيبتي،

فعلاً المقال يستحق المركز الأَول، تبدين مندمجة وغائصة مع القضية، لقد شرحتِ جوانب القضية ومن دون اطالة بل بتلخيص جميل لطيف، واصلي البحث في القضايا المهمة فقد ينفع الله بكِ أُمتك نفعاً كبيراً.

 

بارك الله فيكِ اختي الغالية مقال رائع يستحق التمييز.

تحياتي لكِ غاليتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا حبيبتي فرح

 

كلماتك اخجلتني والله

 

بارك الله فيك و في جهودك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاكِ الله خيراً يا غالية

و نفع الله بكِ

 

و مُبارك عليكِ الفوز

و إلى الأمام .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا حبيبتي ايمان

كل سنة و انتي الى الله اقرب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اثابكِ الله خير يا حبيبة ،

موضوع رائع ومقال مميز ..

هل هو الضحية أم الجاني ؟

الضحية "لو كانت اساس ترتبيته غير صحيحة لا منهج ولا تدين ولا بيت صالح ولا اسرة مسلمة محافظة .

ولكن الجاني "لو هو من اتبع هواه واغواه الشيطان وللاسف لا نستطيع هنا لوم الاهل بل نسال الله أن يعوضهم خيراً منه .

بالنهاية "نسال الله أن يرزق جميع ابناء المسلمين بالوالدين الصالحين والبيئة المسلمة والمجتمع المتدين لينشئوا ويكونوا من حاملي راية الاسلام .

للرفع رفع الله قدركِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×