اذهبي الى المحتوى
muslima2009

حملة صيف بلا معاصي .... !!!!

المشاركات التي تم ترشيحها

أنشطة مقترحة للعطلة الصيفية

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، الصادق الأمين، ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين وبعد ..

 

في ظل تعاظم المد الإسلامي، والإقبال الكبير لجيل الشباب على المساجد، وتحديداً ونحن على أبواب العطلة الصيفية وتزايد حيز الفراغ لدى الشباب المسلم، وحرصاً منا على الارتقاء بهم دعوياً وثقافياً واجتماعياً ورياضياً، ولأنهم أمانة في أعناقنا سنسأل عنها يوم القيامة. يسر رابطة مساجد النصيرات أن تضع بين أيديكم الطاهرة خطة مقترحة شاملة بالأنشطة الصيفية لهذا العام آملين من الله عز وجل التوفيق والإخلاص، وهي على النحو التالي:

 

أولاً: الأنشطة الدعوية والتربوية

 

فعلى الصعيد الدعوي والتربوي والذي يعتبر سنام واجباتنا نحو الشباب المسلم للارتقاء بهم روحانياً وتربوياً وغرس معاني الأخوة والمحبة في الله وإعداد جيل قرآني إيماني فريد حتى يحقق الله لنا النصر بإذنه تعالى بهم فقد كان هذا الجانب هو جل همنا لغرس الروح الإيمانية لدى الشباب المسلم وقد وضعت آلية مقترحة لهذا الصيف في هذا الجانب آملين من الله تعالى الإخلاص والتوفيق والسداد وهي على النهج التالي:closedeyes:

 

أ- الحلقات الدعوية والتربوية: وذلك بالتركيز على حث الشباب على الالتزام بالدروس العامة في المسجد والدروس الخاصة لكل مرحلة من المراحل إلى جانب الدروس الدعوية ومن خلال الوسائل الدعوية لجذب الشباب إلى المساجد ومن الآليات المقترحة في الجانب التربوي تشكيل مجموعات من طلاب المرحلة الثانوية تتكون من ست إلى سبع أفراد لكل حلقة لتدارس القرآن والسيرة والحديث، كذلك الاهتمام بالمرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية من خلال تعليم القرآن الكريم والسيرة النبوية.

 

ب- المسابقات: وذلك بإعداد المسابقات الدينية لكل مرحلة حسب مستوياتهم في حفظ سور من القرآن الكريم والسيرة والعقيدة والحديث الشريف.

 

ج- الدورات: عقد العديد من الدورات في أحكام التلاوة التأهيلية والعليا ودورات في فن الخطابة.

 

د- الحرص على إيجاد وسائل دعوية كالشريط الإسلامي الهادف والكتيب الهادف مع رسائل دعوية.

 

هـ- حث الشباب على أداء صلاة الفجر جماعة في المسجد وقراءة المأثورات عقب الصلاة.

 

و- اللقاءات وأيام التقرب إلى الله (اليوم الدعوي) : كالكتيبة الإيمانية والأيام الدعوية فعلى سبيل المثال تبدأ من صلاة الفجر في المسجد إلى آخر اليوم بحيث تتضمن العديد من الفقرات والبرامج كالمواعظ الإيمانية لأحد الدعاة وفقرات أخرى من نشيد وضيافة وعرض بعض الأفلام الجهادية والإيمانية وصلاة قيام ليل والدعاء وذلك بالتعاون مع اللجنة الاجتماعية واللجنة الثقافية لوضع البرنامج الخاص بها، كذلك لقاء المحبة الأسبوعي الذي يجمع بين الشباب المسلم في المسجد لطرح قضية مهمة وساخنة لدى الشباب المسلم مع العديد من الدعاة وتبادل الاقتراحات والنصائح وبالتعاون مع اللجنة الاجتماعية.

 

ثانياً: الأنشطة الثقافية

 

فعلى الصعيد الثقافي، ولأن الشباب المسلم هم عماد هذه الأمة حرصنا دوماً على صقل الشباب علمياً وثقافياً وفكرياً لكي نرتقي بهم دوماً لخدمة الإسلام والمسلمين ونبراساً يحتذى به، كانت الآلية المقترحة في الفترة الصيفية على النحو التالي:-

 

أ- المسابقات: وذلك بإعداد المسابقات الثقافية بمختلف أنواعها من منافسات بين أبناء المسجد الواحد وبين مختلف المساجد (وذلك باختيار نخبة من كل مسجد يتنافسون في المسابقات)، أيضاً مسابقة كتابة البحوث والمنافسة على أفضل بحث في موضوع معين يتناسب مع كل مرحلة، وكان من المقترح في مجال البحوث عدة مواضيع وعناوين قيمة تهدف إلى ترسيخ الجانب الفكري لدى الشباب ومثال ذلك:

 

- بحث عن دور المقاومة والجهاد في تحرير فلسطين منذ عام 1948 وحتى 2004 والفترات التي مرت بها المقاومة.

 

- بحث عن اللاجئين وقضيتهم من خلال قصص حية مع عدد من اللاجئين الذين عايشوا حرب 1948 في قراهم الأصلية وبلداتهم.

 

ب- الدورات: وذلك بعقد العديد من الدورات التي تهدف إلى نمو العقلية المسلمة كدورات الكمبيوتر والإنترنت لجميع المراحل وبأسعار منخفضة بالاتفاق مع العديد من المؤسسات، كذلك دورات إدارية كدورة إعداد القادة ودورات في الخط العربي.

 

ج- الاهتمام بالموهوبين بكتابة الشعر والقصة وذو المواهب الفنية كالنشيد وأصحاب الفنون كالرسم والزخارف والرعاية بهم وصقل مواهبهم وتوجيهها التوجيه الصحيح.

 

د- تحفيز الشباب على ثقافة المطالعة والقراءة في المكتبة كمكتبة المسجد إن وجدت أو مكتبة مركز العلم والثقافة وذلك بتحديد موعد معين لكل مرحلة من المراحل.

 

هـ- إقامة الأمسيات الثقافية والحفلات الداخلية.

 

ثالثاً: الأنشطة الاجتماعية والترفيهية

 

حيث حرصنا دوماً على ترسيخ الجوانب الاجتماعية بين الشباب المسلم وربطهم بعضهم ببعض بروابط أخوية متمسكين دوماً بالقيم الإسلامية والتي تهدف على الارتقاء بالجانب الأخوي بين الشباب المسلم والترفيه عنهم بضوابط إسلامية رشيدة وقد كانت الآلية المقترحة في هذا الجانب هو على النهج التالي:-

 

أ- الزيارات: وذلك بتكثيف الزيارات الاجتماعية بين الشباب المسلم في المسجد لتقوية أواصر المحبة والأخوة في الله بينهم، كذلك تكثيف الزيارات الأخوية بين مساجد المنطقة وصقل روح المؤاخاة بين أبناء المساجد، هذا من جانب، ومن جانب آخر وبالتحديد الزيارات الدعوية والانفتاح على أهالي المنطقة وذلك بتشكيل زيارات أسبوعية للأهالي والعمل على جذب الناس إلى المسجد وذلك بالتعاون مع اللجنة الدعوية.

 

ب- العمل التطوعي: ويتمثل في المحافظة على نظافة المسجد ومحيطه وتنظيف المقبرة، وذلك بدعوة الشباب في يوم محدد (يوم تطوعي) للمشاركة في العمل وحثهم عليه.

 

ج- الرحلات: وتكون الرحلات إما إلى البحر أو إلى المناطق الخلوية على نطاقين:

 

- النطاق الأول: وذلك بعمل رحلة لكل مرحلة على حدى بالتنسيق مع الجهات المختصة كالكتلة الإسلامية وأسر المساجد وبمشاركة اللجنة الثقافية واللجنة الرياضية في إعداد البرنامج الخاص لتلك الرحلة سواء كانت إلى البحر أو إلى منطقة خلوية.

 

- النطاق الثاني: وذلك بعمل رحلة عامة وشاملة لرواد المسجد من الشباب والشيوخ وذلك بوضع برنامج واضح وهادف بمشاركة اللجنة الثقافية واللجنة الرياضية واللجنة الدعوية للارتقاء بمستوى الرحلة لكي تكون ذات تنظيم هادف إلى جانب الاهتمام بالجانب الترفيهي للرحلات والتركيز عليه.

 

د- المخيمات: وذلك بالعمل على إنشاء مخيم صيفي للشباب الملتزم في المسجد لكل مرحلة من المراحل، وهذا المخيم يكون لمدة أسبوع حيث يوضع له الفقرات والبرامج الهادفة وذلك بالتعاون مع اللجنة الثقافية والدعوية والرياضية، فعلى سبيل المثال تقوم اللجنة الاجتماعية بالتعاون مع اللجنة الثقافية في إعداد المسابقات الثقافية والمحاضرات والبرامج التعليمية التي تهتم بالجانب الثقافي، كما وتقوم اللجنة بالتعاون مع اللجنة الدعوية في إعداد المحاضرات الدينية والتربوية وذلك بالتنسيق مع العديد من الدعاة، كما وتقوم اللجنة وبالتعاون مع اللجنة الرياضية بإعداد البرامج الرياضية وتحضير ما يلزم من ألعاب رياضية.

 

رابعاً: الأنشطة الرياضية

 

وذلك ببث الروح الرياضية بالضوابط الإسلامية لدى الشباب المسلم وتهيأتهم جسدياً وذلك بالهدي النبوي القائل:" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ". وقد كانت الآلية المقترحة في هذا الجانب هو كالتالي:-

 

أ- تحديد يوم رياضي لكل مرحلة من المراحل في المسجد على حدى تمارس فيه مختلف النشاطات الرياضية كسباق الجري ولعب كرة القدم والتنس وغيرها من النشاطات.

 

ب- الدوريات والمباريات: كالمباريات بين المساجد المختلفة والدوريات على شرف الشهداء كدوري كرة القدم والتنس والطائرة والسباق والسباحة.

 

ج- الدورات: وذلك بالإشراف على العديد من الدورات كدورة السباحة ودورة تعلم فنون الكاراتيه.

 

خامساً: أنشطة وفعاليات متفرقة

 

1. القيام بمخيم صيفي لكل مرحلة.

2. القيام بزيارات إلى مساجد المنطقة أو خارجها.

3. القيام بأعمال تطوعية داخل المنطقة كتزيين الجدران بآيات قرآنية وأحاديت نبوية.

4. القيام بمخيم كشفي (خلوي) للجيل الجامعي فما فوق.

5. عقد أمسيات ثقافية بين المراحل.

6. القيام برحلات خلوية أو بحرية.

7. عقد دورات علمية متنوعة في: (الفقه – السيرة – التلاوة والتجويد – الكمبيوتر والانترنت).

8. عقد برامج رياضية متنوعة مثل: ( دورى طائرة –كرة قدم – سباق ضاحية – دورة سباحة )

9. إقامة عروض ثقافية عن طريق الشاشة الكبيرة.

10. عقد لقاءات تربوية للجميع المراحل.

 

وأخيراً ونحن نضع أمامكم هذه المقترحات والتوجيهات لمختلف الأنشطة الصيفية لهذا العام نسأل الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناتنا، كما نسأله سبحانه التوفيق والإخلاص والسداد في العمل، فلا نبتغي أجراً من أحد ولكن نبتغي مرضاة الله سبحانه وتعالى، ونسأله سبحانه أن تعم الفائدة في كل عمل.

 

إنه هو ولي ذلك وإليه يرد الأمر كله

 

جعلنا الله وإياكم مفاتيح للخير مغاليق للشر

 

رابطة مساجد النصيرات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وسـائل وتوجيهات للمـرأة لاستغلال الإجازة الصيفية

 

المرأة صنو الرجل وشريكته في صنع الحياة، وهي المحضن الذي يترعرع فيه رجال الغد، ومنه تنبت فسيلة الأسرة الصالحة؛ فإليها وهي البنت والأخت، والأم..إليها أقدم هذه التوجيهات:

1-لا تخلو مدينة من دور أو مراكز صيفية لتحفيظ القرآن فلتحرصي أيتها الأخت على المشاركة، ولتحرصي أيتها الأم، ويا أيها الأب على مشاركة بناتكم في هذه المراكز.

وإننا-أيضاً-نطالبك أيتها الأخت بتوجيه وتشجيع أخواتك للالتحاق بهذه المراكز لاستثمار الإجازة، ولو لم يكن إلا أن تتعرف تلك الأخت على أخوات صالحات يتعاون على الخير وفعله، لكفى.

2- تكثر مناسبات الزواج والأفراح والاجتماعات في الإجازة الصيفية، وتجتمع أعداد كثيرة من النساء، ولو حبست هذه الساعات التي تقضيها المرأة في هذه المناسبات والاجتماعات لربما وصلت إلى نصف الإجازة بدون مبالغة.فلماذا لا تستغل هذه المناسبات والاجتماعات من قبل بعض الصالحات في إلقاء بعض النصائح والتوجيهات، وإن لم تكوني أنت المتحدثة؟! فلماذا لا تكوني مفتاح خير للناس، فتكونين أنت الداعية لإحدى الأخوات القادرات؟ وإن لم تجدي فاتصلي بمركز الدعوة في مدينتك لعله أن يوفر لك مثل هذه المتحدثة.

لماذا تتصور بعض النساء أن مثل هذه الأمور وهذه الأنشطة الدعوية خاصة بالرجال؟ أو أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص أيضاً بالرجال؟ ربما رأت المرأة في مثل هذه المناسبات عشرات المنكرات من غناء ماجن أو لباس فاضح أو تصوير أو غير ذلك من المنكرات، ومع ذلك لا تحرك ساكناً ولا تتفوه بكلمة، إن كلمة خفاء بينك وبين إحدى الأخوات المخالفات لترفعك عند الله مقاماً عظيماً. فلماذا تحرم المرأة نفسها من هذا الخير العظيم؟! ثم إن السكوت عن الخطأ والمجاملة في الحق هو المرض وهو الداء(العضال) الذي بليت به كثير من النساء خاصة الصالحات منهن. اسمعي وعي حتى تعلمي أن الأمر واجب عليك كما هو واجب على الرجال قال الحق عز وجل:( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(71)وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ َالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

إذن فأنت مكلفة بهذه الأمور كما أن الرجل مكلف بها سواء بسواء. فما هو عذرك إذن أمام الله عز وجل يوم تسألين وأنت ترين بعينيك المنكرات في الناسبات فلا تحركين ساكنا؟ إنه ما من مسلمة إلا تحب الخير وتحب انتشاره ولكني أسألك-أنت بالذات-أيتها المسلمة كيف تريدين للخير أن ينتشر بين النساء وأنت لم تعملي الأسباب؟

بل كيف نريد للخير أن يعم النساء ونحن نسمع عن الفتيات اللاتي يحرصن على إيصال الروايات والأفلام الهابطة إلى صويحباتهن بكل مناسبة. وفي المقابل تجد الصالحة تستحيي بل قد لا يخطر على بالها أن تُحضر معها أشرطة وكتيبات تقوم بتوزيعها.

هذه المناسبات فرصة عظيمة لتعليم الأخوات كيف تستثمر الأوقات.

أيتها الأخت الغالية:

إننا نطالب بحمل الهم لنشر الخير بين النساء وفي المناسبات خاصة. ولا أقول بمقدار الهم للتزين والتجمل ولكني أقول بعشر معشار ذلك.

3- نتمنى أن تحرص دور تحفيظ القرآن ومساجد الأحياء أيضاً على تخصيص دورات خاصة للنساء في الموضوعات التي تخص المرأة وذلك مثل: أحكام الحيض والنفاس، الطلاق، معاملة الزوج، تربية الأبناء، واجب المرأة نحو قضايا المسلمين. وتتخلل هذه الدورات إقامة مسابقات خاصة بهن، وتلخيص بعض الكتب والبحوث الهامة، ومشروع الطبق الخيري، وغيرها مما يخص المرأة. فإن في ذلك استثماراً لوقت المرأة في هذه الإجازة.

4- أيضاً للمرأة:

الحرص على المشاركة في الدورات العلمية المقامة بمدينتك ومتابعة هذه الدروس وتقييدها والإستفادة منها وإن لم تستطيعي المشاركة كلية فإنك-على الأقل-تختارين من الدروس ما يناسبك فتحرصين على متابعتها والإفادة منها.

5- يجب على الأخت ألا تأتي وحدها لهذه الدورات بل تحرص على مشاركة أخواتهن فتشجعهن وتحثهن من خلال الاتصال المتكرر بهن.

وما أكثر الأوقات التي تقضيها المرأة بالمهاتفات! فلماذا لا تستغل هذه المكالمات في التوجيه والإرشاد والدلالة على الخير في كل مكان؟

فكوني مشجعة وحاثة لأخواتك على المشاركة وإن لم تتمكني أنت من المشاركة لظروف خاصة فإنك تنالين الأجر وإن لم تحضري؛ والدال على الخير كفاعلة.

وسائل وتوجيهات للصغار

على الآباء والأمهات حث الصغار على حفظ بعض أجزاء القرآن في الإجازة، وتشجيعهم بكل وسيلة مشروعة؛ مثل تحديد جائزة مالية لكل من يحفظ من الأبناء جزءاً من القرآن في هذه الإجازة ولكل من حفظ ولدك أو بنتك جزءاً كاملاً من القرآن أو حديثاً فإن ذلك كنز عظيم في الدنيا والآخرة، وإن مقدار الجائزة الصيفية وستجد في ختامها نتائج عظيمة ،إن حرصت على ذلك واعتنيت به.

1- كم نفرط في صغارنا وأولادنا . . وكم نفرط في أوقاتهم . . ، وكم ينشغل عنهم أمهاتهم وآباؤهم في مثل هذه الإجازة خاصة ، ويظن بعض الآباء أنه بمجرد قيامهم برحلة أنه قد أدى ما عليه دون وضع برنامج خاص لهذه الرحلة. فإذا كان الصغار مع أبيهم أو أسرهم لماذا لا ترسم لهم البرامج المتنوعة : من مسابقات وألعاب وتدريب وقل مثل ذلك داخل المنزل ، فلو أن كل أسرة جمعت صغارها في مكان ما، وتقاسم الكبار الإشراف والتوجيه لبرامجهم لكان أجدى ولن يكلف ذلك الآباء والكبار شيئاً إذا تعاونوا وتقاسموا الأوقات بينهم فإن من الخطأ أن يترك الصغار مجتمعين دون حسيب أو رقيب ولو توسع الأمر إلى قيام الآباء بالحي الواحد بمثل هذه الفكرة لكان حسناً ، فلو أن الآباء في حي واحد اتفقوا على أن يجعلوا برنامجاً منظماً في مكان أو استراحة في وسط الحي لأبنائهم وجاءوا بمن يرعى هذا الأمر لما كان ذلك كثيراً على أولادهم لحفظهم من الشوارع ومن لصوص الأغراض، ولحفظ أوقاتهم ، في مثل هذه الأيام.

2- من المؤسف أن كثيراً من الشباب يمتد نفعه إلى كل أحد إلا أهل بيته وعشيرته ، فلماذا لا يفكر الشاب في جمع أفراد أسرته وكذلك تفكر الفتاة في جمع أفراد أسرتها وأقربائهم في مخيم صيفي في أي مكان ، أو في استراحة، حتى ولو في بعض الليالي ، أو حتى في ليلة واحدة ، حتى وإن كان ذلك في المنزل وينظم برامج ومسابقات وألعاب يتخللها بعض التوجيهات والكلمات وتوزيع الأشرطة والرسائل وفي ذلك منافع شتى . وقد جرب هذا فأعطى ثماراً يانعة، وهو صلة وبر ودعوة وإصلاح .

 

المصدر أربعون وسيلة لإستغلال الإجازة الصيفية للشيخ إبراهيم الدويش

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

محاضرة : الشباب والإجازة

 

سامي بن خالد الحمود

 

مقدمة :

الحمد لله مدبر الشهور والأعوام .. ومصرف الليالي والأيام .. والصلاة والسلام على سيد الأنام ، وعلى آله الكرام وأصحابه الأئمة الأعلام ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد .

كان الوالدان في ترقب وحذر، وتخوف وأمل .. ينتظران على أحر من الجمر ، ما تؤول إليه نتيجة الأبناء في الامتحانات ، وقد أُبرمت الوعود، وزفت البشائر، بالهدايا القيمة والرحلات الممتعة ، إذا كانت النتائج مرضية مشرفة.

وأعلنت النتائج ، وبدأت الإجازة الصيفية الطويلة ، تلك الإجازة التي ينتظرها ملايين الطلاب والطالبات من أبنائنا وبناتنا ؛ ليستريحوا من عناء السهر والمذاكرة ، والذهاب يومياً إلى المدارس والجامعات والمعاهد .

نعم .. لقد بدأت الإجازة ، والله أعلم بما قضى الله فيها من الأقدار والأخبار .. الله أعلم كم فيها من رحمة تنتظر السعداء !! وكم فيها من بلية ومصيبة تنتظر الأشقياء !! نسأل الله العظيم بمنه وكرمه وهو أرحم الراحمين أن يجعل ما وهب لنا من زيادة العمر زيادة لنا في كل خير ، وأن يعصمنا فيها من كل بلاء وشر .

والكلام حول الشباب والإجازة سيكون بإذن الله تعالى في عناصر :

1- الوقت هو الحياة

2- أحوال الشباب في الإجازة

3- مشاريع في الإجازة

4- الشباب والسفر

5- منغصات الإجازة

 

يتبع بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

1) الوقت هو الحياة :

 

اعلم أن الوقت الذي أنت فيه هو حياتك، إذا عمرته فإنما تعمر حياتك، وإذا قتلته فإنما تقتل نفسك .

ولأهمية الوقت ، فإن الله سبحانه وتعالى أقسم به في أوائل سور كثيرة .

{وَالْعَصْرِ إن الإنسان ...}

{وَالْفَجْرِ } ، {وَالضُّحَى} ، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، إلى غير ذلك من الآيات .

والله سبحانه يقول : ((فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)).

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : أي إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها فانصب إلى العبادة وقم إليها نشيطا فارغ البال وأخلص لربك النية والرغبة .

الوقت هو ثمرة العمر ، فهل ثمارنا طيبة أو خبيثة؟

يقول ابن القيم رحمه الله : ( السنة شجرة، والشهور فروعها، و الأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمارها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل ) .

قال الحسن البصري رحمه الله : أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشدّ منكم على دراهمكم ودنانيركم .

وعامر بن عبد قيس – أحد التابعين – قال له رجل مرة : كلّمني . فقال له : أمسك الشمس ! وما ذلك إلا ليشعره بقيمة الوقت .

فماذا عسانا أن نقول بعد هذا ، وفينا من يتفنّن في تضييع الأوقات بتوافه الأمور والأشياء ، بل وبما يُغضب الله .

وههنا سؤال يحتاج إلى إجابة : متى يعرف المفرط قدر الوقت وقيمة العمل فيه؟

ذكر الله تعالى في القرآن الكريم موقفين عظيمين يندم فيهما الإنسان على ضياع الوقت والحياة ، ويعلم أنه كان مغبوناً خاسراً في حياته .

الموقف الأول : ساعة الاحتضار .. حينما ينزل الموت بالعبد المفرط (فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين) .. إنه يريد تأخير الأجل ولو قليلاً من الوقت (إلى أجل قريب) .. إنه يريد فرصة من الوقت ليتدارك حياته بالعمل الصالح .

الموقف الثاني : في يوم القيامة .. حين يقول المفرط في جنب الله حين يرى العذاب (لو أن لي كرة فأكون من المحسنين) .. (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين) .

خصائص الوقت :

وإذا أردنا أيها الأحبة أن ندرك أهمية الوقت وخطورته فلنتأمل بعض خصائصه . فمن خصائص الوقت:

1) أن ما مضى منه لا يعود ولا يمكن تعويضه . كما قيل : الوقت كالسيف ، إن لم تقطعه قطعك .

يقول الحسن : ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: يا ابن آدم ، أنا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد ، فتزود مني لأني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة .

قد تعوض المال .. قد تعوض الأولاد .. أم الوقت فلا يمكن تعويضه.

2) سرعة مروره وانقضائه ، فالوقت يمر مر السحاب ولا سيما بالنسبة للصحيح المعافى من الأمراض والهمومذ، فإنه سرعان ما يمر به الوقت ، كما قيل :

فقصارهن مع الهموم طويلةٌ وطوالهن مع السرور قصار

ومن العجيب ، ما جاء في السنة من أن الوقت يتقارب ويمضي سريعاً في آخر الزمان .

فعن أنس t أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار" رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع .

3) أنه محدود بأجل مسمى ، وهذا الأجل مجهول بالنسبة للإنسان ، فأنت لا تدري متى تنقطع أنفاسك ويحل أجلك ، (فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) .

4) أنه أنفس ما يملكه الإنسان ، وليس كما قيل : الوقت من ذهب ، بل هو أغلى من الذهب .

5) أنه على الرغم من نفاسته وأهميته فإن أكثر الناس مغبونون فيه ، يقول الناطق بالوحي صلى الله عليه وسلم : {نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ} [رواه البخاري عن ابن عباس ] .

قال ابن بطال: (كثير من الناس) أي أن الذي يوفق لذلك قليل.اهـ

وإنما يعرف قدر هاتين النعمتين من حرمها .

هل تأملت أخي الشاب ذلك الشاب الذي تعرض لحادث سيارة فأصبح مشلولاً مقعداً طوال حياته لتعلم كم أنت مغبون في صحتك .. وهل تأملت آخرين ممن يعيشون خلف القضبان وبين الجدران في السجون لتعلم كم أنت مغبون في فراغك .

ومن العجيب أنك قد ترى بعض المرضى والمشلولين والمسجونين يستثمرون أوقاتهم بصورة صحيحة وجيدة ، أما الذين أصح الله أجسادهم ، وعافاهم من الأمراض والمشغلات المقلقة ، فإنهم يتسابقون في تضييع الأوقات وقتلها .

أخونا أحمد الشهري شاب مشلول من نزلاء مستشفى النقاهة ، لا يتحرك منه إلا رأسه !! وقد وضع له جهاز مطاطي تحت ذقنه لتحريك كرسيه لليمين أو الشمال ، ومع ذلك فهو يدعو إلى الله ويلقي الكلمات يحضر الدروس ويصلي على الجنائز .. وإذا تحدث لا تمل من حديثه وعلمه ، نسأل الله تعالى أن ينفع به ويبارك فيه .

ومن النماذج المشرقة مل نقله أحد الإخوة عن الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله ، من حرصه العجيب على اتباع الجنائز وزيارة المريض والصدقة .. وربما كان للشيخ كلمة يوم الخميس بجامع الراجحي ، فيلقي الكلمة ، ثم يتبع الجنازة ، ويزور مريضاً ، ويتصدق .. يطبق حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ‏‏من أصبح منكم اليوم صائماً‏؟‏ ‏قال أبو بكر‏:‏ أنا‏.‏ قال ‏‏فمن تبع منكم اليوم جنازة‏؟‏ ‏قال : أبو بكر‏:‏ أنا‏.‏ قال ‏: ‏فمن أطعم منكم اليوم مسكينا‏؟‏ قال : أبو بكر‏:‏ أنا‏.‏ قال ‏: ‏فمن عاد منكم اليوم مريضا‏؟‏‏ قال أبو بكر‏:‏ أنا‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ‏"‏ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة‏"‏‏.‏

ويضاف إلى هذا الأمر ما عرف عن الشيخ من اشتغاله بالعلم وملازمة الدروس ، والحرص على الفوائد والمسائل ، وقد أدركت دروس شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله في أواخر عمره ، فكنت أتعجب عندما أرى الشيخ عبد العزيز الراجحي وقد شابت لحيته يزاحم صغار الطلاب بعد الدرس ليسمع إجابات الشيخ ابن باز وهو يمشي بعد الدرس . فنسأل الله ان يثبت الشيخ ويبارك في عمره .

6) أن هذا الوقت هو محل الحساب يوم القيامة ، وكل إنسان محاسب على أوقات عمره كلها وما يشغلها به من أعمال وأقوال، قال الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) .

روى الترمذي وغيره بسند صحيح عن أبي برزة الأسلمي عن النبي قال: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيم فعل فيه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه) . وفي رواية (وعن شبابه فيما أبلاه) كما في حديث ابن مسعود عند الترمذي ومعاذ عند البيهقي وغيره .

إذا عرفنا خصائص الوقت وشرفه وأهميته ، فإننا لا بد من استغلال الوقت بالأعمال النافعة في الدنيا والآخرة .

 

يتبع بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

2) أحوال الشباب في الإجازة :

 

لقد بدأت الإجازة .. فيا ترى ماذا أعددننا لقضائها؟

من المؤسف أن نرى هذا الضياع الذي يعيشه الكثير من الشباب والفتيات في الإجازة .

بل إن كثيراً من المشاكل التي تحدث للشباب والفتيات تأتي في أوقات الإجازة؛ نظراً لوجود هذا الفائض الضخم الفراغ الذي قد يؤدي بالبعض إلى اتخاذ وسائل جديدة وربما سيئة لقضاء الوقت، إضافة لغياب الرقابة عليهم .

في حوارات سريعة مع بعض الطلاب في المرحلة المتوسطة بالمنطقة الشرقية ، حول قضاء الوقت في الإجازة ، كانت النتائج مدعاة للضحك وهي في ذات الوقت تنم عن مأساة يقع فيها أولادنا في الإجازة . ما هو أبرز شيء عملته في الإجازة؟ هذا يقول:

1. في السهر مع الاصدقاء على الكورنيش الى الفجر .

2. الدوران على السيكل من الساعة 8 مساء الى 10 صباحاً.

3. في النوم ولعب السوني .

4. مع أصحابي الأكبر مني سناً بالدوران بالسيارة متنقلاً بين مدن المنطقة الشرقية .

5. الوناسة مع اصحابي وجلسات الغناء والرقص .

6. الذهاب لشاطيء نصف القمر والتفحيط والتطعيس .

وهكذا عند الفتيات .. ففي استبيان أجراه موقع (لها أون لاين) على مائة فتاة تراوحت أعمارهن بين 15 إلى 24 سنة في المراحل المتوسطة والثانوية والجامعيات حول وجود التخطيط لقضاء الإجازة تبين أن 60% من العينة ليس بذهنهن أي مخطط لقضاء الإجازة الصيفية بينما 40% لديهن مخطط يسعون إلى تنفيذه .

- وبسؤالهن عن كيفية قضاء الإجازة غلبت السلبيةُ على الإجابات.

50% من الإجابات قالت بأنه لا شيء محدد تنوي فعله أو تفكر فيه وهي تعيش أيام الإجازة يوماً بيوم .

30% قالت أنها ستسافر لتستمتع بالإجازة، ومنهن من قالت إنها ستقضي إجازتها في التسوق وأخرى في المناسبات والأفراح .

وبلغت نسبة من رغبن بالالتحاق بدورات علمية أو حاسب أو تعلم الطبخ أو مركز صيفي 10% من العينة فقط .

- أما بالنسبة للنوم في النهار والسهر في الليل أيام الإجازة .

أجابت 46% أنهن يسهرن الليل وينمن بالنهار .

46% قلن: إنهن ينمن بالليل ويجعلن النهار للاستمتاع والزيارات .

13% قلن: أحياناً نسهر الليل وأحياناً ننامه .

ولعل نتيجة هذا الاستبيان تشير بوضوح إلى ضياع ثلاثة أشهر على الأقل من كل سنة من عمر أبنائنا وبناتنا دون الاستفادة منها، هذا إن لم تتسبب هذه الأشهر في ظهور بعض العادات السلبية .

وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((إن الله يبغض كلَّ جَعْظَريٍ جَوَّاظ ، سَخَّابٍ في الأسواق ، جيفةٍ بالليل ، حمارٍ بالنهار ، عالمٍ بالدنيا جاهلٍ بالآخرة)) . والحديث رواه ابن حبان والبيهقي عن أبي هريرة وفي سنده كلام ، فقد صححه الألباني في صحيح الجامع ثم رجع عن تصحيحه في السلسلة الضعيفة .

والجعظري هو الفظ الغليظ المتكبر . والجواظ هو الجموع المنوع .

وتأمل في آخر الحديث .. كم من شاب ينطبق عليه هذا الوصف: سخاب في الأسواق (من السَّخَب وهو الضجة ورفع الصوت) ، جيفة بالليل ، حمار بالنهار ، عالم بالدنيا جاهل بالآخرة !!.

اسأل الشباب عن أسماء الفنانين والفنانات والممثلين والممثلات تجد علماً واسعاً بهذه القدوات السيئة وأخبارهم ونشاطاتهم ، وفي المقابل اسألهم عن المسائل الكبار المشهورة في التوحيد أو العبادات الواجبة تجد الجهل الذريع بهذه المسائل .

أخي الشاب .. الإجازة جزء من أعمارنا .. فلا ينبغي أن تكون عطلة من العمل ، ليس المسلم بالعاطل الباطل، بل هو عامل كادح حتى الموت ، {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ}.

الإجازة يا أخي ليست مضيعة للأوقات ، وليست فرصة للمعاصي والمنكرات ، فما دمنا نأكلُ من رزق الله ، ونمشي على أرضه ، ونستظلُ بسمائه ، ونستنشقُ من هواءه ، فلا ينبغي لنا أن نعصيه طرفة عين .

ذكر ابن قدامة في كتاب التوابين عن يوسف بن الحسين قال : كنت مع " ذي النون المصري " على شاطئ غدير ، فنظرت إلى عقرب عظيمة على شط الغدير واقفة ، فإذا بضفدع قد خرجت من الغدير ، فركبتها العقرب فجعلت الضفدع تسبح حتى عبرت الغدير .

قال ذو النون : إن لهذه العقرب لشأنا ً، فامض بنا نتبعها .

فجعلنا نتبع أثرها ، فإذا رجل نائم سكران ..!! وإذا حية سامة قد جاءت فصعدت من ناحية سرته إلى صدره وهي تطلب أذنه ، فتمكنت العقرب من الحية السامة فضربتها ، فانقلبت الحية وهربت!! ورجعت العقرب إلى الغدير ، فجاءت الضفدع فركبتها فعبرت .

فحرّك ذو النون الرجل النائم ففتح عينيه ، فقال : يا فتى ، انظر مما نجّـاك الله !! هذه العقرب أرسلها الله إليك ، فقتلت هذه الحية التي أرادتك بسوء !! ثم أنشد ذو النون يقول:

يا غافلا ً والجليل يحرسهُ من كل سوء يدب في الظلمِ

كيف تنام العيون عن ملكٍ تأتيـه منـه فـوائـد النعمِ

فنهض الشاب وقال : " إلهي ومولاي : هذا فعلك بمن عصاك !! فكيف رفقك ورحمتك بمن يطيعك ..؟!! "

ثم ولى ذاهبا ً ، فقلت : إلى أين ؟؟ فقال : إلى بيوت الله وإلى طاعة الله !! .

 

يتبع بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

3) مشاريع في الإجازة :

 

أيها المبارك .. إذا أردت أن تستفيد من الإجازة ، وتكون فيها من الفائزين ، فلا بد من تحقق أمرين :

1) أن تستشعر قيمة الوقت، وأن له شأناً عند الله . وأن هذا الوقت هو رأس مالك؛ فإن ضيعته ضاعت حياتك ، وإن حفظته كنت أحد السابقين المفلحين .

2) لا بد من التخطيط والتنظيم والبعد عن الفوضى في استغلال الوقت .

من الصعب أن يترك الإنسان نفسه كريشة في مهب الريح، أينما تأخذه الرياح يمضي؛ لابد من تخطيط في استثمار الوقت واستغلاله .

بالتخطيط والتنظيم يمكن أن نحول الإجازة إلى فترة إيجابية في حياتنا نجني منها الأجر والفائدة وبناء النفس من جهة ، ونجد فيها المتعة والترويح عن النفس من جهة أخرى .

ولعلي أطرح بعض المشاريع التي يمكن أن نقوم بها في الإجازة ، وهذه المشاريع متنوعة يمكن للشاب أن يختار ما يناسبه من هذه المشاريع ، بحسب عمره ، أو مستواه العلمي ، أو درجة تدينه ، أو محل إقامته ، ونحو ذلك من المتغيرات .

1. المشاريع التعبدية : فنحن يمكن أن نجعل من الإجازة فرصة للتزود بالتقوى والعمل الصالح . مثل : أداء العمرة وقضاء بعض الأيام الإيمانية بجوار الحرمين الشريفين .. الاجتهاد في تلاوة القرآن الكريم ، وقيام الليل ، وغير ذلك من أنواع العبادة .

2. المشاريع العلمية : كحفظ القرآن الكريم ، وحفظ السنة ، وحفظ المتون ، وحضور دروس المشايخ ، وحضور المحاضرات والندوات ، وحضور الدورات العلمية ، ودورات تجهيز الجنائز ، وإعداد البحوث ، وسماع الأشرطة ، وتلخيص الكتب والأشرطة ، وغير ذلك من المشاريع العلمية .

هذا الأمر وهو طلب العلم الشرعي هو أولى ما شغلت به الإجازات ، وهو أعظم ما تـُعبـِّدَ اللهُ به .. ووالله ما وقع بعض شباب الأمة في الفتن إلا بضياع العلم المؤصل ، المؤسس على الكتاب والسنة .

3. المشاريع المعرفية المهاراتية : والتي تهدف إلى بناء النفس وتطوير الذات:

أبناؤنا وبناتنا بحاجة إلى اكتساب مهارات أساسية هي من أعظم أسباب النجاح في الحياة العملية ، مثل : القراءة السريعة - الكتابة السريعة – البحث والتعامل مع المراجع - فهرسة المعلومات - النسخ على الآلة الكاتبة أو الحاسب - تصنيف المكتبات- ترتيب الأفكار وإعداد التقارير - العلاقات العامة – الخطابة والإلقاء - تشغيل الحاسب الآلي – استخدام برامج الحاسب الآلي ، وغيرها .

هذه المعارف والمهارات مهمة جداً في بناء الشاب .

خذ على سبيل المثال : القراءة .. من المؤسف أننا لا نقرأ ولا نشجع إخواننا وأبناءنا على القراءة والاطلاع .

في استبيان أجرته إحدى الصحف المحلية اتضح أن 90% من المواطنين لا يرون أن هناك تشجيعا لارتياد المكتبات العامة ، بل إن الغالبية منهم يجهل موقع المكتبة العامة في مدينته .

الكثير من أطفالنا لا يقرأون .. عقولهم متبلدة ، ورؤوسهم خاوية كالكرة .

نعم .. هناك بعض النشاطات القليلة المشكورة في بعض المؤسسات التعليمية أو الأهلية كمسابقات القراءة ومعارض الكتاب .

وقد زرت قبل أشهر معرض الكتاب للطفل بالرياض ، ورأيت فيه من إقبال الأسر والأطفال على الكتب والوسائل التعليمية ما يفرح ولله الحمد ، وهو جزء مما يجب علينا تجاه أبنائنا وبناتنا .

4. مشاريع دعوية : جولات دعوية للقرى خارج المدينة .. نشاطات دعوية في الأسواق والمتاجر والأرصفة وتجمعات الشباب.

هؤلاء الشباب الذين يجلسون على الأرصفة أو الطرق وقد يوجد معهم بعض المنكرات كالشيشة أو الموسيقى أو الآلات الموسيقية ، من حقهم علينا أن نمر عليهم مرور الكرام دون تنفير أو إثقال ، ونهدي لهم الكلمة الطيبة ، والمطوية الجميلة ، والشريط المؤثر .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله : (هذا العصر عصر الرفق والصبر والحكمة ،وليس عصر الشدّة .. الناس أكثرهم في جهل ، في غفلة وإيثار للدنيا ، فلا بدّ من الصبر ، ولا بدّ من الرفق ؛حتى تصل الدعوة ، وحتى يبلّغ الناس ، وحتى يعلموا ، نسأل الله للجميع الهداية) . اهـ مجموع فتاوى ابن باز 8/376 ، 10/91

ولا شك أن شبابنا فيهم خير كثير بحمد الله .. وقد قام مجموعة من الأخوة قاموا بعمل استبيان حول من يجلسون في الطرقات وعلى الأرصفة واتضح أن 70% من الشباب يحبون الشباب المتدينين ، وقال 10% منهم إنهم يحبون بعض الشباب المتدينين ، وقال10% لا يحبون الشباب المتدينين لسبب أو لآخر .

وقد سئل كثير من الشباب هل تحب أن تكون متدينا ؟ فكانت النسبة 5ر99% يرغبون أن يكونوا متدينين .

5. مشاريع النشاط الجماعي : كالمراكز الصيفية ، والمخيمات الدعوية والتربوية ، والمخيمات البحرية ، والرحلات الطويلة أوالقصيرة ، مع العائلة أو مع الأقارب ، مع المركز ، مع الزملاء.

وهذه المشاريع تسهم في بناء شخصية المشارك ، واكتسابِه مهارات التواصل مع الآخرين ، والقدرة على التحمل ، والتكيف مع الظروف المتغيرة .

6. مشاريع إغاثية : كالمشاركة في الجمعيات الخيرية ، والقيام على الفقراء والمساكين ، وجمع ما يحتاجونه وتوزيعه عليهم .

7. مشاريع تجارية ووظيفية : كالتجارة الصغيرة في سوق الخضار أو عند المساجد ، وكالوظائف المؤقتة في الشركات والمتاجر أو في الجهات الخيرية والدعوية .

8. الزيارات : كزيارة المكتبات ، والمعارض ، وصالات الألعاب ، وحدائق الحيوانات ، والمشاريع الخيرية ، والمشاريع الدعوية ، والمستشفيات ، ودور المعاقين ، وغيرها.

9. المشاريع المهنية : كتعلم مهنة في المصانع ، أو مراكز التدريب المهنية: كهرباء ، الكترونيات ، سباكة ، تبريد ، نجارة ، وغيرها من المهن .

10. الألعاب الرياضية المفيدة : كالدفاع عن النفس ، والسباحة والغوص ، وتعلم الفروسية ، وغيرها من الرياضات المفيدة للجسم .

والرياضة أمر مطلوب في حياة الشاب ، بشرط أن لا تفوّت واجباً ولا تضيع حقاً ولا تشتمل على أمر محرم ولا تكون غاية تستنوف حياة الشاب .

وقد سابق النبي صلى الله عليه وسلم عائشة ، وحث على تعلم الرمي ، وسابق بين الخيل في المدينة .

ومن لطائف ما روي عن الإمام البخاري ما نقله عنه محمد بن أبي حاتم ، قال: ((كان يركب إلى الرمي كثيراً ، فما أعلم أني رأيته في طول ما صحبته أخطأ سهمُه الهدفَ إلا مرتين ، وكان لا يُسبَق)) .

 

 

يتبع بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

4) الشباب والسفر :

 

أخي الشاب .. إلى أين تسافر ؟ وهل تعود من سفرك مأجوراً ، أو تعود مأزوراً ، أو تعود سالماً لا لك ولا عليك.

هذا التفصيل يجرنا إلى الحديث عن أنواع السفر .

السفر أنواع ، منه الواجب والمستحب والمباح والمحرم والمكروه .

فمن السفر المشروع : السفر لطلب العلم النافع .

وقد ألف أهل العلم وصنفوا في الرحلة في طلب العلم ، وجمع ميراث محمد صلى الله عليه وسلم . ورحل جابر بن عبد الله الصحابي الجليل، من المدينة مسيرة شهر في حديث عن رسول الله بلغه عن عبد الله بن أُنيس، حتى سمعه عنه .

قال الإمام الشعبي: لو سافر رجل من الشام إلى أقصى اليمن في كلمة تدله على هدى أو ترده عن ردى ما كان سفره ضائعاً.

ولهذا لما سئل الشعبي عن هذا العلم الغزير الذي وهبه الله ، من أين لك هذا العلم؟ قال : بنفي الاعتماد ، والسير في البلاد (يعني السفر في طلب العلم) ،وصبر كالجماد ، وبكور كبكور الغراب .

من السنن الحسنة التي انتشرت في بلادنا المباركة سنة الدورات العلمية المكثفة التي تعقد في كثير من المدن ، ويسافر إليها الشباب من شتى الأماكن ليتلقوا مفاتيح العلوم ، والتأصيل العلمي في فنون العلم . فعلى الشاب أن يختار من هذه الدورات أو من مواد كل دورة ما يناسب مستواه العلمي ، ثم بعد ذلك يحرص على الاستفادة وجمع الفوائد ومراجعة العلم ، مع التأدب بآداب مجالس العلم . والتي ذكرها العلماء في كتب فضل العلم وآداب العالم والمتعلم ، وطرق الاستفادة من الشيوخ ، ومن الكتب المعاصرة النافعة كتاب (معالم في طريق طلب العلم) للشيخ عبد العزيز السدحان وفقه الله فهو كتاب مفيد مليء بالفوائد والتجارب في تلقي العلم وتحصيله والتأدب بآدابه .

ومن السفر المشروع أيضاً السفر إلى بيت الله الحرام أو مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أولصلة الرحم وزيارة الأقارب ، فيرجع الشاب إن رجع من سفره مثاباً مأجوراً ، وإن مات مات على عمل صالح.

وتأملوا معي قصة هذا الشاب الذي خرج مع إخوانه لأداء العمرة .. وعندما وصلوا إلى مكة دخلوا المسجد الحرام ، وهم بلباس الإحرام ، كانوا مسافرين فقالوا : لعلنا نصلي أولاً ثم نؤدي العمرة ، صفوا للصلاة ، وتقدم الشاب يصلي بهم ، وبدأ يقرأ القرآن ، (والضحى والليل إذا سجى ، ما ودعك ربك وما قلى ، وللآخرة خير لك من الأولى ، ثم قال: ولسوف يعطيك ربك فترضى ، فتوقف لسانه ، ثم توقفت أنفاسه ، وخر بين يدي ربه ميتاً ، محرماً مصلياً قارئاً للقرآن . وسوف يرضى بإذن الله تعالى .

ومن أنواع السفر : السفر المباح : كالسفر للترويح البريء وإجمام النفس وهذا مباح في الأصل ، وقد يتحول إلى عبادة مستحبة كأن يكون عوناً للإنسان على الطاعة ، أو توسعة على الأهل والأولاد وإدخالاً للسرور عليهم في حدود الاعتدال .

ومن أنواع السفر : السفر المحرم ،كالسفر لبلاد الكفر بلا ضرورة ، وقد ذكر أهل العلم شروطاً ثلاثة لجواز السفر إلى بلاد غير المسلمين، أولها: أن يكون عند الإنسان دين يدفع به الشهوات، ثانيها: أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات، ثالثها: وجود الحاجة للسفر كالعلاج أو الدعوة إلى الله أو تعلم علم ينفع المسلمين أو للتجارة، وكل ذلك مشروط بأن يكون مظهراً لدينه، عالماً بما أوجب الله عليه، قوي الإيمان بالله، قادراً على إقامة شعائره، ولديه من العلم والتقوى ما يحول بينه وبين التأثر بالشبه والشهوات .

ومن السفر المحرم أيضاً: السفر لبعض البلدان الفاسدة ، وقضاء الأوقات فيها على المحرمات.

يتهافت الشباب على وكالات السفر ليسافروا إلى تلك البلدان ، بل وحتى بعض كبار السن لم يسلموا من هذه المنكرات .

فهذا شيخ قد جاوز عمره الستين سنة ، سافر من هذه البلاد إلى إحدى البلدان المعروفة ليتعاطى الخمور ويقع في أحضان المومسات -عافاني الله وإياكم- فشرب في اليوم الأول ست زجاجات من الخمر، وشرب في اليوم التالي أكثر من ذلك، وشرب في اليوم الثالث اثنتي عشرة زجاجة؛ وبينما هو جالس مع أصحابه شعر بنوع من الغثيان ، فذهب ليتقيأ (أكرمكم الله) في دورة المياه . انتظره أصحابه طويلاً ثم ذهبوا إليه ليجدوه ميتاً ورأسه في محل قضاء الحاجة عافانا الله و إياكم من ذلك .

تحولت السياحة في عرف الكثير من الشباب إلى صياعة .. تحرر من الواجبات .. وارتكاب للمحرمات ، وتعاطي للمسكرات والمخدرات ، وسهرات مع النساء العاهرات .. يسافرون عبر بوابات المطار ، فيعودون عبر بوابات الإيدز والمخدرات ، بل قد يعود بعضهم وقد انسلخ من عقيدته ، وتمرد على دينه وأهله.

أخي الكريم .. يا من أعد العدة للسفر الحرام ، اسأل نفسك وأنت تدعو دعاء السفر : اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى .

هل تريد حقاً بهذا السفر البر والتقوى .

وإذا عدت إلى بلادك بعد سفرك وأنت تقول: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ، فاسأل نفسك: أزاد إيمانك في سفرك هذا أم لا؟ أيسوؤك أن يعلم الناس ما الذي صنعته خلال سفرك أم لا؟.

هل بلغك خبر ذاك الشاب الذي ابتعد عن أهله فقلت غيرته واختلى بالمعاصي فمات بين يدي عاهرة؟ وهل سمعت بخبر من مات وقد ملأ بطنه بالشراب المحرم؟ أو ما علمت بوباء الإيدز والأمراض الجنسية التي فتكت بالملايين ممن ولغوا في المحرمات .

ومن المؤسف أن إحصائيات الإيدز في العالم لا زالت في ازدياد ، بما في ذلك الدول العربية والخليجية .

إنهم صرعى الشهوات الذين شغلتهم لذة الشهوة المحرمة عن تأمل عواقبها وعقابها .. مثلهم كما يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر كمثل الكلب .

يقول ابن الجوزي : إن الكلب قال للأسد: يا سيد السباع ، غيّر اسمي فإنه قبيح . فقال له: أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم . قال: فجربني ، فأعطاه شقة لحم ، وقال: احفظ لي هذه إلى غد وأنا أغيّر اسمك . فجاع وجعل ينظر إلى اللحم ويصبر . فلما غلبته نفسه قال: وأي شيء باسمي وما كلب إلا أحسن اسم ، فأكل.

وهكذا الخسيس الهمة ، القنوع بأقل المنازل ، المختار عاجل الهوى على آجل الفضائل ، فالله الله في حريق الهوى إذا ثار ، وانظر كيف تطفئه . اهـ

كيف يكون السفر مباركاً :

القاعدة النبوية بإيجاز هي :(اتق الله حيثما كنت) .. كما عند الترمذي عن أبي ذر ، وهذا من جوامع الكلم .

تقوى الله تعني : المحافظة على أوامر الله ، واجتناب نواهيه .

تقوى الله ليست محددة بزمان ولا مكان ، وأنت عبد لله في جميع الأحوال .

ولا يليق بالعبد أن يعطي نفسه إجازة دينية في السفر ، والله يقول (وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ) .

مهمة الإنسان في هذه الحياة عبادة الله ، كما قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ).

المسلم الحق ثابت على مبادئه، معتز بدينه وعقيدته، في كل زمان ومكان ، فمحياه كله لله، وأعماله جميعها لمولاه، (قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ) .

وعلينا أن نتذكر قبل أن نسافر ، أننا كلنا مسافرون ، مسافرون في حياتنا وسائرون إلى الله.

كل إنسان في هذه الحياة مسافر إلى ربه كما يقول ابن القيم فمن الناس من يحط رحله في الجنة ومنهم من يحط رحله في النار ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور .

إنه السفر الذي لا بد له من التزود ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)

تزود للذي لا بد منه فإن الموت ميقات العباد

أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد

 

يتبع بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

5) منغصات الإجازة :

 

وكما أن للإجازة فوائد ومشاريع وثمرات ، فإن لها منغصات ومكدرات .

ولعلي أذكر بعض المنغصات التي يقع فيها الشباب في الإجازة الصيفية ، وهذه المنغصات على قسمين :

أ- منغصات محرمة في الأصل .

ب- منغصات مباحة في الأصل ، ولكن قد يقترن بها أو يطرأ عليها ما ينقلها من الحلِّ إلى الحرمةِ أو الكراهة .

 

أ - المنغصات المحرمة :

1) السفر إلى بلاد الكفار :

فمن المعلوم أن الأصل في السفر إلى بلاد الكفار محرم .

فعن جرير بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" أنا بريء من كلِّ مسلمٍ يُقيمُ بين أظهُرِ المشركين " [1]

ويستثنى من ذلك ما دعت إليه الحاجة كطلب علم دنيوي أو طب أو تجارة لا توجد إلا عندهم أو لدعوتهم إلى الإسلام ونشره بينهم .

ولا شك ان السفر لبلاد الكفر له مفاسد كثيرة .. كم من مآسٍ رجع بها جمع من المسافرين من ديارهم بلغت ببعضهم إلى درجة الردة عن الدين والكفر بربِّ العالمين !

وكم عاد آخرون بالأمراض الفتاكة والأوبئة المهلكة أو بالإدمان على الخمور والمخدرات أو بالهزيمة النفسية والتردي المعنوي والكره للإسلام وأهله ودياره !

2) ضياع الصلوات :

قال تعالى :[ فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيَّا * إلا من تاب ...] .

والإجازة يفترض أن تكون من أعظم أسباب الحرص على الصلوات والمحافظة عليها في بيوت الله كما أمر الله ، لتفرغ العبد عمَّا يشغله عنها ، فكيف تصبح الإجازة سبباً من أسباب تضييعها والتفريط فيها؟!

ترى بعض الشباب يضيع صلاته لانشغاله بالتفاهات كمتابعة المباريات أو الأفلام والمسلسلات أو لكثرة النوم والجلسات ، وغير ذلك مما يندى له الجبين وينقطع له حبل الوتين .

وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في البخاري أنه قال: "مَن تركَ صلاةَ العصرِ فقد حَبِطَ عملُه" .. فكيف بمن يضيع الصلاة تلو الصلاة .

كيف يصل إلى السعادة من هجر محراب العبادة ؟! .. وكيف يتمتع بالإجازة من قطع صلته بالله سبحانه؟!

3) الترفيه المحرم :

يكثر الناس في الإجازة الصيفية من ألعاب التسلية والترفيه ، ولا شك أن الترويح عن النفس وإجمامها ببعض المباحات أمر مطلوب .

لكن هذا الأمر قد يتحول إلى منغص وأمر سلبي ، من وجهين :

‌أ- أن هذه الألعاب قد تستغرق الوقت آناء الليل وأطراف النهار ، وهذا من العبث الذي يضيع الأوقات ويهدر الطاقات .

ولهذا لا بد من ضبط الوقت وإعطاء كل أمر حقه .

‌ب- اشتمال بعض الألعاب على محظورات شرعية ، كالشطرنج ، أو القمار ، أو الموسيقى ، والصور المحرمة بل الخليعة كما في بعض ألعاب البلاي ستيشن ، وغيرها من المحظورات .

4) متابعة المسلسلات والأفلام والقنوات الفضائية :

إنها صورة محزنة لمن مضى عمره هباءً ، وهو ينظر إلى المسلسلات والأفلام والبرامج الترفيهية المليئة بالمنكرات من صور بعض الرجال العصاة والنساء الفاسقات في أوضاع مزرية وصورة مخزية ومناظر مشينة ، يلين لها الحديد ، وتذوب بها الجلاميد ، ويتابعها المحروم في كلِّ يوم ، متغافلاً عن آثارها السيئة وثمارها المرَّة .

عجباً لمن يرى الفتنة أمامه ، فيلقي فيها أقدامه ! .

وقد روى عمران بن حصين t أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" في هذهِ الأمَّةِ خسفٌ ومسخٌ وقذفٌ " فقال رجل من المسلمين : يا رسول الله! ومتى ذلك ؟ . قال :" إذا ظَهرتِ القيانُ والمعازفُ وشُربتِ الخُمُور " رواه الترمذي وصححه الألباني . والقيان جمع قينة وهي المغنية من الإماء .

كيف لو رأى عليه الصلاة والسلام مغنيات الفيديو كليب ، وفنانات أفلام السهرة ، والأفلام المدبلجة ، وغيرها من البرامج السيئة .

لقد قادت الفضائيات الكثير من شبابنا وبناتنا إلى مسالك غير سوية.

فحدث عن شرخ التوحيد وتضليل الفكر والتلبيس على عقائد المسلمين .. وحدث عن الفجور وتأجيج الشهوات ، وتحريك الغرائز وظهور السافرات المتبرجات في التمثيليات والأفلام ونشرات الأخبار ، وإفساد الأزواج والزوجات والأبناء والبنات .. وحدث عن العنف وتعليم الجريمة والسرقة والمخدرات .

في تحقيق مع بعض المدمنات في الرياض قالت إحداهن: "رأيت فتيات يشربن كثيرا في الأفلام الأجنبية فحاولت التجربة" .

وتقول أخرى: "أشاهد الأفلام الأجنبية الجديدة وعندما أرى الأمريكيين يشربون ويضحكون أحس بأنهم هم الأشخاص الذين يعيشون حياة حقيقية "! .

أيها الأحبة .. ماذا نتوقع من أبناء مراهقين وفتيات مراهقات يتسمرون طوال اليوم أمام طبق قيمته 400 ريال في الملاحق والاستراحات يضع بين أيديهم أكثر من 300 قناة ، تعرض الخزي والعار في بيوت المسلمين .

5) الذهاب إلى المقاهي لشرب المحرمات :

فبعض الشباب تمضي عليه الساعات الطويلة وهو جالس في هذه المقاهي والملاهي مع غيره من الشباب يلعبون البلوت ، ويشربون الشيشة أوالمعسل ، إن نظروا نظروا إلى المحرمات في القنوات ، وإن استمعوا استمعوا المعازف المحرمة والكلمات الآثمة ، وإن تكلموا تكلموا في الغالب فيما لا ينفع ولا يرفع ، ويضر ولا يسر .

6) الذهاب للأماكن المحرمة كالحفلات الغنائية وأماكن الاختلاط :

بعض الحفلات الصيفية يكون فيها شيء من المنكرات والمخالفات الشرعية ، كسماع المعازف المحرمة ، والأغاني الماجنة ، أو اختلاط الرجال بالنساء .

وهذه الحفلات والأماكن يحرم على العبد المسلم أن يحضرها أو يشارك في إقامتها أو الدعوة إليها ، لأنها من مجالس الحرام كما أفتى بذلك أهل العلم .

7) مجالس الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء :

فقد يجلس بعض الشباب المجالس الطويلة يأكلون في لحوم الناس بالغيبة والنميمة ، والسخرية والاستهزاء ، واللعن والطعن ، والهمز واللمز ، والفحش والتفحش ، والقذف والعيب ، والرجم بالغيب ، وغيرها من آفات اللسان مما يغضب الرحيم الرحمن .

 

ب - المنغصات المباحة الأصل وطرأ عليها التحريم :

بعض المخالفات التي يقع فيها بعض الناس وهم يظنون أنها ليست كذلك لأن أصلها الجواز .

1) السفر إلى البلاد المسلمة التي يكثر فيها الفساد :

وكأنما السفر سبب من أسباب التفلُّت على أوامر الله ، وموسم من مواسم انتهاك حدود الله ، كالتفريط في الحجاب ، وتضييع الصلوات ، وحضور أماكن الرقص والفجور ، ومواطن الخلاعة والخنى والفواحش والزنى .

2) النوم الكثير بالنهار :

النوم مطلوب ، لكن المبالغة فيه تخرجه عن غايته والحكمة التي خلق من أجلها ، فيكون من أسباب الخسارة في الدنيا والآخرة .

وقد ابتلي بعض الناس بحب النوم والإكثار منه ، فجعل الإجازة الصيفية كالبيات الشتوي .

وكثيراً ما يترتب على كثرة النوم ضياع الصلوات ، والتفريط في الواجبات ، والتفلت من الأعمال والالتزامات .

3) السهر الطويل بالليل :

تحوَّل بعض الناس إلى ما يشبه الخفَّاش الذي يظهر في الليل ويختفي في النهار ، فليله سهر طويل ، ويومه نوم عميق ، فيسهر على لهوه وغفلته ، وربما على معاصيه وآثامه ، حتى إذا دنا الفجر ، أقبل الشيطان على رأسه فثقّله ، وإلى جسده فكسَّله ، فأصبح يترنح ذات اليمين وذات الشمال ، وغلب عليه النوم ، واحتواه الكسل ، وقال له عدو الله : ارقد ، فإن عليك ليلٌ طويل !! ثم تكون صلاة الفجر أولى الضحايا .

4) التسكع في الأسواق :

لقد أصبحت الأسواق ـ وهي أبغض البقاع إلى الله ـ أفضل الميادين عند بعض الغافلين ليقتلوا فيها الوقت الثمين ، ويهدروا فيها العمر الغالي ، ويعرضوا أنفسهم لما لا قِبل لهم به من البلايا والرزايا .

فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" أحبُّ البلاد إلى الله مساجدها ، وأبغضُ البلادِ إلى الله أسواقُها " رواه مسلم .

وفي صحيح مسلم أن سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ قال:" لا تكوننَّ إن استطعت أوَّل من يدخل السُّوق ، ولا آخر من يخرج منها ، فإنَّها معركة الشيطان ، وبها ينصب رايته".

5) عالم الإنترنت :

مع ثورة المعلومات والاتصالات رأينا من يتفنن في تضييع وقته الثمين ، ويبدع في إهداره ، كحال أولئك الذين يمضون الساعات الطوال ، وهم عاكفون على الشبكة العنكبوتية [الإنترنت] وهم يتقلَّبون بين الصفحات والمواقع ، وقد يدفعهم الفضول إلى اختراق الممنوع ، والبحث عن كلِّ مثير أو محظور ، فيقعون في شراك هذه الشبكة المليئة بفتن الشبهات والشهوات .

وفي الآونة الأخيرة ظهر ما يسمى الحب الإلكتروني أو الحب عبر الإنترنت هو تلك العلاقات التي تقوم بين طرفين يتصلان ويتواصلان عبر الشبكة العنكبوتية، ويتبادلان المشاعر والعواطف على الشات المكتوب أو الصوتي .

ولعلي أطرح بعض مآسي هذه القضية :

فهذه الأم س . س من إحدى دول الخليج تشكو وتقول : ألزمت ابنتي بالحجاب في سن12، وأطاعاني برضا، وكانت العلاقة بيننا كلها ود واحترام ومصارحة، ولما بلغتا سن الخامسة عشرة والسابعة عشرة تغيرت طباعهما، ورفضتا الحجاب ، وأصبحتا تناقشاني بسوء أدب .

ثم اكتشفت من خلال مراقبتي لهما أنهما تتحدثان في الشات مع بعض الشباب، وعندما قررت أن أكون معهما أثناء جلوسهما على الانترنت؛ غضبتا علي وقاطعتاني لمدة أسبوعين .

وشاب متزوج يقول : أنا شاب في بداية الثلاثينات من عمري، متزوج منذ 8 سنوات، في بداية حياتي الزوجية كنت مضرب المثل في العفة وغض البصر، لكن مع الأسف الشديد في السنوات الثلاث الأخيرة اتخذت اتجاها آخر؛ حيث بدأت أنظر إلى الفواحش في التلفاز وعبر الإنترنت وأصبحت الآن مدمنا، وحاولت جاهدا أن أتخلى لكن هيهات .. لم أرتكب فاحشة الزنى، لكني أشاهد بالعين وأتصل عبر الشات، وكم من مرة أخرج من بيتي للقاء إحداهن وأتراجع في آخر لحظة وأندم عن اللقاء، ثم أعود .

ومشرف في أحد المنتديات يقول: أنا مشرف بأحد المنتديات على النت، وأحببت مشرفة معي، أكلمها كثيرا على الماسنجر، وأستمتع بالحديث معها، وأترك كل شيء إلا هي، وأنتظرها لأوقات طويلة، وهى أيضا تنتظرني، ولكني لم أرها مطلقا .

وامرأة أخرى تكتشف أن زوجها كبير السن الذي يعمل معلماً بإحدى المدارس يحادث بعض الفتيات عن طريق الماسنجر .

هذه بعض المآسي ، وهي مؤشر خطر لتدارك الأمر ، وضبط استخدام شبكة الانترنت فيما ينفع دون ما يضر بالفرد والأسرة والمجتمع .

 

من آداب الدخول على مواقع ومنتديات الانترنت :

1. اختيار المواقع السليمة والمفيدة ،وعدم تجاوز الساحات المفيدة المعينة على الخير إلى غيرها.

2. الحذر من إضاعة الأوقات ؛ فإن عدداً من الناس يستزف معظم وقته في التصفح أو ساحات الحوار .

3. أن يتحلى المشارك في المواقع والمنتديات الإخلاص لله ، والبعد عن حب الثناء أو الإعجاب بالنفس ، أو الانتصار الشخصي .

4. لا بد أن يدرك الداخل إلى ساحات الحوار أنه يتعامل مع شخصيات كثيرة مجهولة ، ومن المعلوم عند أهل العلم أن المجهول لا يمكن أن يوثّق حديثه ، فكن على حذر من أخبار المجاهيل .

5. الحذر من الفتوى بغير علم ، وخوض الشاب فيما لا يحسنه ، فقد قال الله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم) ، وقال سبحانه: ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) .

6. التزام الأدب الشَّرعي في المحادثة أو الرد أو النقد ، وعفّة اللسان حتى مع المخالف ، ولله كم من فكرة نبيلة رد الناس عن قبولها سوء أدب حاملها ، وفضاضة خلقه ، وصدق الله (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) .

7. الالتزام بعدم المحادثة مع الجنس الآخر لأن الغالب أن يكون ذلك مثيراً لكوامن النفس وإثارة الغرائز والشهوة ، وربما أدى ذلك إلى الفتنة والمفسدة .

8. عدم الدخول في الغرف المريضة البعيدة عن الأخلاق والقيم الاسلامية ، مثل الغرف الإباحية التي تثير الفاحشة والرذيلة ، وتفسد الشباب عن طريق الشذوذ والانحراف الجنسي .

9. الابتعاد عن المواقع التي تبث السموم في أفكار الشباب وتزعزع عقيدتهم ، مثل مواقع أهل البدع والفرق المنحرفة ، أو مواقع التنصير . ولا يجوز الدخول على هذه المواقع بدافع حب الاستطلاع ، أو الدخول معهم في المناقشة بدون علم .

10. التحلي بالحكمة في إنكار المنكر، ويجب أن لا يُستدرج المسلم إلى فخّ الدّعاية والإعلان لمواقع تعادي الإسلام فيروّجها - عن غير قصد - بين المسلمين فيكون الأثر عكسياً عليهم .

وختاماً .. أسأل الله تعالى أن يبارك لنا في أوقاتنا ، وأن يجعل خير أعمارنا أواخرها ، وخير أعمالنا خواتمها ، وخير أيامنا يوم نلقاه .. وأن يصلح لنا النيات ، والأزواج والذريات ، وأن يجعلهم قرة أعين في الحياة وبعد الممات ، ويجعلنا للمتقين إماماً .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

 

 

--------

[1] صحيح سنن الترمذي (2/119) (1307) .

 

محاضرة : الشباب والإجازة

سامي بن خالد الحمود

 

 

يتبع بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

ما شــــــــــــــــــــــــــاء الله عليكي حبيبتي بسمة أمل

 

لم تتركي لنا أي شيء نضيفه أخذت كل شيء :mrgreen: :cry:

 

لم تتركي لنا مكاااااااااااااااااااانا :unsure: :unsure: يا غاليتي بسمة أمل همة عااااااااالية جدا ما شاء الله

 

أكملي بارك الله فيك وفي جهودك الرائعة لكن أظن أنك أخذت مكاني :closedeyes: :closedeyes:

 

ننتظرك يا حبيبة

 

أحبكن في الله حبيباتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حبيبتي أبكي لربي بارك الله فيك على تشجيعيك لي

آسفة إن كنت أخذت مكانك ياغالية ولكنني أردت الإفادة والمشاركة في الموضوع فحسب :oops:

أمزح ياغالية لكن لا أحد يستطيع أخذ مكانك حبيبتي

أحبك الله الذي أحببتنا فيه ونحن أيضا نحبك كثيرا ياغالية

لي عودة بمواضيع أخرى إن كان في العمر بقية ان شاء الله

أحبكن في الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكم الله خيرا و بارك فيكم و نفع بكم

 

أحبكم في الله يا غاليات

 

post-20628-1188684455.gif

 

 

أختي **بســ أمـل ــمة** ، أختي " أبكي لربي " ، أحبك في الله

 

post-20628-1188684178.gif

 

 

اللهم تقبل منا و أحسن خاتمتنا و توفنا و أنت راض عنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزانا الله وإياك أختي الحبيبة مسلمة

أحبك الله الذي أحببتنا فيه وحبب فيك جميع خلقه ونحن أيضا نحب كثيرا في الله

أسأل الله أن يجمعنا في جناته جنات النعيم

اللهم آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

البرنامج العملي لاغتنام إجازة الصيف

 

 

الحمد لله ، وأصلي وأسلم على رسول الله وبعد :

 

فبمناسبة بدء الإجازة الصيفية ، وسعة الوقت لدى الكثيرين ، أحببت أن أكتب برامج ميسرة ، وجادة لمن حرص على استغلال وقته ، وشح بساعات يومه وليلته ، وهم كثر بحمد الله إلا أن غياب التوجيه والنصح العملي ، أدى إلى تبديد الأوقات ، وإضاعة الساعات تلو الساعات .. وهذه البرامج هي اجتهادات شخصية لا أزعم فيها الكمال ولا ما يدانيه ، والمجال مفتوح لمن أحب أن يفيد إخوانه ، وينصح لأئمة المسلمين وعامتهم .

 

وهذه البرامج روعي فيها التنويع إلى حد ما ليتلاءم مع الرغبات المختلفة .. فهناك برنامج لراغب حفظ كتاب الله عز وجل ، وبرنامج لمن رغب في حفظ الصحيحين ، وبرنامج لراغب حفظ المتون العلمية ، وبرنامج للداعية ، وبرنامج لمحبي الرحلات الدعوية ، وهكذا .

 

ثم إن هذه البرامج برامج مكثفة ، وتتطلب جدية وعزيمة راسخة ، وهي بالطبع لا تصلح لمحبي الخمول والكسل ، والراحة والاسترخاء ، ومن عجز عن الانخراط في هذه البرامج فلا يثبط غيره أو يفتر عزيمة إخوانه حتى لا يكون مِغلا ق خير لا سمح الله ، ولا ينس الجميع أن الدال على الخير كفاعله ، والله ولي التوفيق

 

أولاً : برنامج حفظ القرآن الكريم :

 

هذا البرنامج يمكن طالب العلم من حفظ القرآن كاملاً خلال الإجازة الصيفية(ثلاثة أشهر) ويكون من خلال الخطوات العملية التالية:

 

1- حفظ ثلاثة أرباع الجزء ( 6 أثمان ) كل يوم ومراجعته في اليوم الثاني، ثم حفظ نفس المقدار في اليوم الثالث ومراجعته في اليوم الرابع وهكذا.

 

2- يبدأ الحفظ عقب صلاة الفجر وقراءة الأذكار، ويجزّأ نصف الجزء المراد حفظه إلى أوجه متساوية ثم يشرع الطالب في حفظ الوجه الأول فإذا أتمه أعاد قراءته عدة مرات حتى يتقنه ثم ينتقل إلى الوجه الثالث حتى يفرغ من نصف الجزء فإذا فرغ منه أعاد قراءته على نفسه أو على شخص غيره أكثر من مرة , مع التزام قراءته في صلوات النافلة والتهجد , ويظل مع هذا الحزب القرآني طيلة يومه وغده طالباً من المولى تعالى أن يخلص له نيته , ويثبت له حفظه ويكثر من الدعاء والتضرع حتى يسهل أمره , ويصل مناه.

 

3- لا يفضل لراغب الحفظ إشغال نفسه بغير القرآن أو حضور الدورات العلمية أو نحوها مع أهميتها وفائدتها بل يجمع نفسه لحفظ القرآن العظيم وإن أمد الله في العمر أدرك ما كتب له من العلوم والفنون الأخرى .

 

4- يستحسن أن يكون بجواره كتاباً مختصراً في التفسير ليطالع مادعت إليه

 

الضرورة من معاني الكلمات أو مفهوم بعض الآيات وليطرد به السآمة والملل عن نفسه بلا إسراف ونوصي هنا بمفردات الراغب الأصفهاني وتفسير ابن سعدي .

 

5- يمتد وقت البرنامج الصباحي إلى أذان الظهر يتخلله تناول الإفطار في أي ساعات الصباح الأولى شاءها الطالب .

 

6- بعد صلاة الظهر, وتناول الغداء ينبغي أخذ قسط من الراحة والنوم بحدود الساعة إلى الساعة والنصف ولا يتجاوز الساعتين بحال , وينفرد بنفسه لاستكمال محفوظاته إن لم يكن فرغ منها , إذ بالإمكان حفظ الحزب المقرر والفراغ منه قبل الظهر , وهذا أمر تتفاوت فيه القدرات وتتباين فيه الاستعدادات .

 

7- بعد العصر تبدأ المراجعة للحزب اليومي دون ملل أو كلل طيلة يومه وليلته وغده كما تقدم .

 

8- في خلال ثمانين يوماً يكون الطالب قد أتم الحفظ كاملاً وإن شاء أن يحفظ كل يومين نصف جزء أمكنه حفظ القرآن كاملاً في عشرين ومائة يوم بإذن الحي القيوم , والله المسؤول أن يجعلنا من أهل القرآن حملاً وأداءً , وقولاً وعملاً وجهاداً .

 

ثانياً: برنامج حفظ الصحيحين:

 

وهذا البرنامج لا يفضل الشروع فيه إلا لمن أتم حفظ القرآن الكريم وأتقنه ، وللتسهيل والاختصار يستحسن البدء بالمختصرين ، أعني مختصر البخاري للزبيدي ، ومختصر مسلم للمنذري ، وليبدأ بأحدهما ، ثم يحفظ زيادات الثاني عليه

 

ولو شرع الطالب بحفظ مختصر مسلم مثلاً لوجده يتكون من 580 صفحة وفق طبعة المكتب الإسلامي وتحقيق العلامة ناصر الدين الألباني ويمكنه أن يقسمه على 58 يوماً بمعدل 10 صفحات كل يوم ، فيكون قد أتم حفظه في أقل من شهرين ، ثم يأخذ زيادات البخاري ويحفظها بسهولة في الشهر المتبقي .

 

آلية البرنامج :

 

1- يبدأ البرنامج اليومي عقب صلاة الفجر وقراءة الأوراد الصباحية بقراءة الحديث مرة أو مرتين ثم حفظه أو تجزئته إلى أسطر وجمل إن كان الحديث طويلاً ، ومسألة الطول والقصر مسألة نسبية ، وفي ظني أن الحديث أن الحديث إذا تجاوز خمسة أسطر فيحتاج إلى تقسيم من أجل ظبطه .

 

ولا ينبغي الانتقال إلى حديث آخر إلا بعد التأكد من إتقان الحديث ومعرفة راويه ، ثم يشرع الطالب في الحديث الثاني ثم يقرأ الاثنين معاً عن ظهر قلب ، ثم يأخذ الحديث الثالث وهكذا حتى يفرغ من الأوجه المقررة كل يوم وأعتقد أن فترة ما بين الصباح إلى الظهر كافية لحفظ المطلوب وإتقانه شريطة التركيز ، وجمع الذهن واستغلال الوقت كله عدا ما لا بد منه كالإفطار مثلاً .

 

2- بعد صلاة الظهر يفضل تناول الغداء مبكراً ثم الراحة والنوم ما بين الساعة إلى الساعة والنصف ، ولا يتجاوز الساعتين بحال ، وعند الاستيقاظ يبدأ الطالب بمراجعة محفوظاته اليومية ، ويستذكر محفوظاته بصوت مسموع إذ أن ذلك مما يعين على تثبيت الحفظ وتركيزه .

 

3- بعد العصر– وهو في الصيف وقت ذهبي ثمين – يقضيه في مكان خالٍ إما في منزله أو مسجد أو غيره يراجع محفوظاته اليومية ومحفوظات الأمس والذي قبله وهكذا ، لأنه في كل يوم ستزيد محفوظاته بإذن الله ، فحتى لا تتعرض للنسيان يخصص فترة ما بعد العصر وإلى الحادية عشرة مساء في المدارسة والمراجعة ، موطناً نفسه على الصبر والاحتساب ، وليتذكر أنه بهذا العمل الجليل ينضم إلى جماعة المعظمين لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتشبه بعمالقة هذه الأمة وجهابذتها من أمثال أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وابن عمر وابن مسعود وابن عباس وعائشة وأنس - رضي الله عنهم – ومالك والشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وأبي داوود ويحيى بن معين والدار قطني وسفيان وغيرهم – رحمهم الله – ممن جعلوا حفظ الحديث والتفقه فيه صناعتهم وهممهم .

 

أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع

 

ولا ينبغي لطالب العلم والحديث أن يحقر نفسه، أو يستصعب المشوار فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة.

 

4- فترة ما بين المغرب والعشاء تكون فترة الراحة المفيدة، والراحة المفيدة تكون بالجلوس مع الوالدين والإخوان، وقضاء حوائجهم أو زيارة الأقارب وصلى الأرحام أو مطالعة كتاب، أو استماع شيء نافع والله المستعان.

 

ثالثاً : برنامج الداعية :

 

هذا البرنامج مخصص للداعية المبتدئ الراغب في المساهمة في الحقل الدعوي ، إلقاءً ، ووعظاً، وخطابة ، وتوزيعاً للمواد الدعوية النافعة أو التنسيق للمشايخ والدعاة في إلقاء الكلمات وإحياء الأمسيات الشبابية في الاستراحات وخلافها ويكون ما تقدم وفق التالي :

 

أولاً: إلقاء الكلمات:

 

1- على الراغب في تعلم الإلقاء والوعظ أن يمرن نفسه في بادئ الأمر على الكلمات القصيرة أمام زملائه ، وفي المساجد الصغيرة ، وليُحضِّر كلمة قصيرة لا تتجاوز سبع دقائق أو عشر تكون مادتها حديثاً يحفظه ويلخص فوائده للحضور ثم يكرر هذه الكلمة في مسجد آخر وثالث ورابع حتى ينطلق لسانه ويزول هاجس الرهبة .

 

2- في المرحلة الثانية يُعِّود نفسه إلقاء كلمات متنوعة فمرة عن فضل قيام الليل، وأخرى عن ثواب صيام التطوع وثالثة عن الصبر ورابعة عن الحلم وخامسة عن بر الوالدين، وهكذا، وهذه الكلمات تكون من إنشائه في الأصل وبأسلوبه الخاص دون محاولة تقليد أحد من الناس مهما كان مؤثراً.

 

3- في المرحلة الثالثة على الداعية أن يقترب كثيراً من المساجد الكبيرة والمكتظة بالمصلين ، ويعود نفسه على الإقدام والمبادرة بشجاعة ، وليحسن التوكل على الله ، فإنه معينه وكافيه ثم ليحذر النكوص أو التراجع عند رؤيته من يعرفه أو يفوقه علماً أو يسبقه دعوة ، فقد كان ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه خطيباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم يجيب الوفود بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي غيبته .

 

4- في المرحلة الرابعة ينبغي للداعية أن يعلي المنابر، ويخطب الجمع، ويقرأ ما كتبه أهل العلم ونشروه فيستفيد منه، وإن عود نفسه منذ البداية على التحضير والإعداد الذاتي فذلك أمكن له وأفضل وأدعى لتحقيق النجاح بإذن الله وقوته.

 

ثانياً : الرحلات الدعوية :

 

وهذا البرنامج يفضل أن يكون جماعياً ، فلا يقل العدد عن ثلاثة أفراد ، ولا يزيد عن خمسة ، ويحددون لأنفسهم خط سير مدروس باتجاه الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب ، ثم العودة بنفس الخط أو القيام برحلة دائرية حول مناطق المملكة شرقاً فشمالاً فغرباً فجنوباً وهكذا كل بحسبه ، وبما يروق له ، وفي هذه الرحلات يتم ما يلي :

 

1- حمل المطويات والكتيبات والأشرطة النافعة المنسوخة من قبل الجهات ذات العلاقة وإهداء بعضها للمكاتب الدعوية التي يمرون بها أو توزيعها على المساجد والعامة الذين يقابلونهم في الطريق .

 

2- يفضل أن يكون بين المجموعة شخص أو أكثر قادرين على الإلقاء والوعظ في المساجد التي يمرون بها ليعم نفعهم في كل أرض يحلون بها.

 

3- يحرص الدعاة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي أحسن ويزورون مكاتب الهيئات التي يمرون بها، ويدعون لهم ويثبتونهم.

 

4- يحرص الدعاة على زيارة الهجر والقرى والبقاء معهم وقتاً كافياً يشرحون لهم أركان الإسلام والإيمان ويعلمونهم الوضوء والصلاة وما يحتاجونه من ضروريات العلم.

 

5- يحرص الدعاة على تدوين كل ما يعرض لهم من عقبات، أو تطرح من استفتاءات أو يطلب منهم من احتياجات حتى يضعوا لها الحلول في رحلاتهم القادمة، ويفيدوا غيرهم من خبرتهم وتجربتهم.

 

وليتذكر الداعية أنه يقتدي بأسلافه الكرام من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم كمعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري وأبي ذر الغفاري الذين بعثوا دعاة إلى الله في كل مكان .

 

رابعاً : حفظ المتون :

 

وهذا البرنامج يتيح لطالب العلم حفظ أبرز المتون وأهمها ، ولا أقل من متن واحد في كل فن :

 

1- الحديث:

أ‌ - عمدة الأحكام للمقدسي.

ب – بلوغ المرام لابن حجر.

 

2- المصطلح ( علوم الحديث ) :

أ- نخبة الفكر لابن حجر

ب- نظم البيقونية لطه البيقوني

 

3- التوحيد:

أ- ثلاثة الأصول.

ب- القواعد الأربع.

ج- كتاب التوحيد

ثلاثتها لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب .

د- سلم الوصول لحافظ الحكمي.

هـ- العقيدة السفّارينية للسفاريني.

و- الواسطية .

ز- الطحاوية .

 

4- الفرائض:

أ- الرحبية

ب- البرهانية .

 

5- أصول الفقه :

أ- الورقات للجويني

ب- مختصر التحرير للفتوحي، ويفضل أن يكون بجوار الطالب شرحه الكوكب المنير لشرح الغامض عند الضرورة .

 

6- أصول التفسير:

أ- مقدمة التفسير لشيخ الإسلام

ب- القواعد الحسان لابن سعدي.

 

7- النحو:

أ- الآجرومية

ب- أجزاء من ألفية بن مالك

 

آلية البرنامج :

 

ينتقي الطالب ثلاثة متون من هذه المجموعات، وتكون من فنون مختلفة، ولا يزيد عليها ويقسمها على ساعات اليوم ويقترح ما يلي:

 

المجموعة الأولى:

1- عمدة الأحكام للمقدسي.

2- نظم البيقونية .

3- ثلاثة الأصول والقواعد الأربع.

 

المجموعة الثانية :

1- كتاب التوحيد.

2- الرحبية .

3- الورقات.

 

المجموعة الثالثة:

1- نخبة الفكر .

2- سلم الوصول .

3- القواعد الحسان.

 

المجموعة الرابعة:

1- مختصر التحرير.

2- البرهانية .

 

المجموعة الخامسة:

1- مقدمة التفسير.

2- الآجرومية .

3- السفارينية .

 

المجموعة السادسة:

1- بلوغ المرام.

2- الواسطية .

3- الطحاوية .

4- أجزاء من الألفية.

 

(خارج نطاق الاختيار الصيفي )

 

1- كل مجموعة يخصص لها عشرين يوماً فيكون إجمالي المجموعات الخمس 100 يوماً هي فترة الإجازة، وأما المجموعة السادسة فيحفظها إبان العام الدراسي.

 

2- قد رُوعي في التقسيم المذكور التناسب إلى حد ما من حيث الطول والقصر، كما أخذ في الحسبان تنوع الفنون .

 

3- مثال على آلية تنفيذ المجموعة الأولى:

 

سيجد الطالب أن عمدة الأحكام قرابة 500 حديثاً ، فيحفظ كل يوم قرابة 25 حديثاً ، فيشرع في حفظها بعد صلاة الفجر وقراءة الأذكار الصباحية ويكررها ويراجعها إلى الظهر ، مع ما يتخلل ذلك من فترة قصيرة للإفطار ، وبعد صلاة الظهر والغداء المبكر ينام بما لا يقل عن ساعة ولا يزيد عن ساعتين بحال .

 

وقبل صلاة العصر وبعدها يراجع ما حفظه من العمدة ، وأما المغرب فكما في البرامج السابقة وبعد العشاء يحفظ بيتين أو ثلاثة من البيقونية ويكرر ما حفظ كل ليلة ، وسيجد نفسه بإذن الله قد أتقنها في نهاية الفترة المحددة ، علماً بأن البيقونية منظومة خفيفة الظل ، قليلة الأبيات ، إذ لا تتجاوز الـ34 بيتاً كما هو معلوم .

 

وأما ثلاثة الأصول والقواعد الأربع فتحفظ فيما تبقى من المساء وتكرر للتثبيت ، وهما من القصر والسهولة بمكان بحيث يفضل استغلال الوقت في تثبيت العمدة ومراجعتها بشكل أكبر آخر الليل .

 

4- أما المجموعات الباقية فبنفس الطريقة بحيث يراعى المتن الأطول ، فيعطى وقتاً كافياً ، ويقسم على الفترة المقترحة ، وهكذا حتى يختم الطالب بإذن الله هذه الأمهات من المتون في نهاية الإجازة ، واحذر أيها المسدد من تخذيل المخذلين وكيد الشياطين ، فبحسن التوكل وقوة العزيمة وشجاعة القلب يصبح المستحيل في نظر الناس واقعاً محسوساً وأمراً ممكناً .

 

تنبيه :

لا يشترط حفظ المجموعات الخمس في الإجازة ، وإنما كل طالب ينتقي بحسب قدرته ، كأن يختار أربع مجموعات أو ثلاث ، ويقسم أيان الإجازة على هذه المجموعات المختارة ، إذ أن طلاب العلم يتفاوتون في قوة الحفظ وصدق العزيمة ،

 

والله الموفق,,,

 

الدكتور رياض بن محمد المسيميري

 

يتبع بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أربعون وسيلة لإستغلال الإجازة الصيفية

 

إبراهيم بن عبدالله الدويش

 

لماذا هذه الرسالة

كيف أقضي الإجازة؛ كيف أستفيد من الفراغ الطويل؟ أين أقضي الإجازة؟ ما هي البرامج المناسبة في هذه الإجازة؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهان الكثير من الناس، لعل هذا الموضوع يكون مفتاحاً لكثير من المشاريع والأفكار التي تقضى فيها الإجازة. وهي موجهة للراغبين في طلب العلم ولمكاتب الدعوة، وللمراكز الصيفية وللأطباء، وللتجار، وللبلديات، ولأئمة المساجد، وللمرأة، وللصغار، ولعامة الناس.

وسائل وتوجيهات للراغبين في طلب العلم

1- إن كثرة التخليط في القراءة والتصفح السريع لا يثمر طالب علم وإنما صاحب ثقافة عامة. فلو تنبه الطلاب في الإجازة الصيفية للتركيز على فن من الفنون كحفظ متن فيه ثم الاستماع إلى شرحه والتعليق عليه ثم القراءة لبعض الشروح عليه ويكون ذلك على شيخ أو طالب علم متخصص وهكذا في كل إجازة تمر عليك لأثمرت جهودك ثمرة عظيمة بدلاً من هذا التخليط والتذوق لسائر العلوم المختلفة وعدم الاستقرار على فن معين مما يدفع الطالب إلى الملل والسآمة ثم الإنقطاع والترك.

 

2- إحذر أيها الجاد من البطالين ولصوص الأوقات فإنهم من أعظم الأسباب لضياع العمر وقتل الأوقات؛ وهم ينشطون ويكثرون في الإجازات الصيفية، وهم معك في كل شيء إلا الحرص على الوقت ولاستفادة منه وهؤلاء قد شكا منهم ابن الجوزي رحمه الله تعالى كثيراً فقال في صيد الخاطر: فصلٌ في أهل الفراغ بلاء ثم قال: أعوذ بالله من صحبة البطالين. لقد رأيت خلقاً كثيراً يجرون معي فيما اعتاده الناس من كثرة الزيارة ويسمون ذلك التردد خدمة، ويطلبون الجلوس ويجرون فيه أحاديث الناس ومالا يعني وما يتخلله غيبة، وهذا شيءٌ يفعله في زماننا كثير من الناس.

إلى أن قال: ((إن أنكرت عليهم وقعت وحشة تقطع المألوف، وإن تقبله منهم ضاع الزمان. فصرت أدفع اللقاء جهدي، فإذا غلب قصرت في الكلام لأتعجل الفراق ثم أعددت أعمالاً تمنع من المحادثة لأوقات لقائهم، لئلا يمضي الزمان فارغاً فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكاغد، وبري الأقلام وحزم الدفاتر. فإن هذه الأشياء لابد منها ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب، فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع شيء من وقتي)) أرأيت كيف يستغلون الأوقات_رحمة الله عليهم_؟ نسأل الله عز وجل أن يعرفنا شرف أوقات العمر وأن يوفقنا لإغتنامه.

 

3- بعض الشباب في بعض المناطق قد لا يجدون فرصة للقراءة على المشايخ وطلاب العلم لعدم وجودهم في منطقتهم أو لعدم وجود دورات علمية قريبة منهم ولمثل هؤلاء نقول: الرحلة لطلب العلم منهج لسلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم فلماذا لا نحييه مرة أخرى؟ ونحن نرى أنفسنا نرتحل ونتنقل مرات ومرات من أجل مصالحنا الدنيوية؟ فلماذا لا يرحل بعض طلاب العلم من منطقتهم إلى مناطق عامرة بالعلماء وطلاب العلم؟ للمشاركة في الدورات العلمية في الإجازة الصيفية؟ ، وفي مثل هذا مكاسب عدة وليس هذا مكان بسطها ومنها:

أولاً: حلاوة الإخلاص وحقيقته في الطلب.

ثانياً: ثمرة العلم وأثره على النفس.

ثالثاً: التعرف واللقيا ببعض المشائخ والاستفادة منهم.

وغيرها من المكاسب، فإن ثقل ذلك عليك فأمامك إذن الأشرطة العلمية النافعة؛ استماعاً وتفريغاً وإعادة وتقييداً للفوائد والشوارد، وهذا أمر مغفول عنه كلية وللأسف. فالأشرطة العلمية كنز هذا الزمان قد أضعناه وغفلنا عنه، فالشيخ معك في بيتك في كل لحظة، ومتى أردت يحدثك ويعد عليك ويعقد لك مجالس الإملاء متى شئت فأين الراغبون في طلب العلم حقيقة؟

 

4- إذا قدم عشرة من كل منطقة فمن المناسب أن يتوزعوا؟ إلى خمس مجموعات مثلاً؛ وكل اثنين يأخذان فناً من الفنون؛ فمجموعة تأخذ المصطلح، وأخرى تأخذ الأصول، وأخرى النحو، ورابعة التوحيد، والخامسة القواعد الفقهية مثلاً. فإذا رجعوا إلى بلدهم استفادت كل مجموعة من الأخرى، وحصل لهم النفع جميعاً. أما إذا حضروا عند واحد من العلماء ورجعوا جميعاً فإنهم يضطرون إلى الرجوع في العام القادم ولو أشكل عليهم شيء في غير ما تعلموا ما استطاعوا معرفته. فهذه الطريقة تسهل لهم حفظ العلم ونشره في منطقتهم.

 

5- القرى والهجر بأمس الحاجة إلى الشباب وطلاب العلم بل وأقول لصغار طلبة العلم. فالجهل فيهم منتشر وواضح، ونحن المسؤولون؛ فلقد وجد في بعض القرى القريبة من لا يحسنون الفاتحة ولا يعرفون صلاة

ولا زكاة ولا غيرها؛ بل إن بعض القرى تفشى فيها الشرك والسحر والتعلق بالمشعوذين والكهنة والعرافين، والمكلف بهؤلاء والمسؤول عنهم طلاب العلم. ولا يصح أن ننتظر العلماء ومراكز الدعوة كي تنظم لهم الرحلات الدعوية: بل على كل من تعلم العلم أو استفاد أن يدعو فيها، وبعض المدن تكتظ بالشباب المتعلمين. فلو تفرقوا في الإجازات في القرى والهجر لكان حسناً. والأولى توزيع المناطق على الشباب المتعلمين؛ فكل مجموعة منهم تهتم بمنطقة بحيث تقيم لهم الدروس والمحاضرات والندوات وتوزيع الأطعمة والأشرطة وما يحتاجون. ولو أقام هؤلاء الشباب في مثل هذه القرى والهجر أسبوعاً أو أكثر لنفع الله بهم نفعاً عظيماً. ولا بد أن يستفاد من طلاب المراكز الصيفية في الدعوة في القرى والهجر لأنه لا يوجد من بينهم من عندهم حصيلة من العلم؛ ولا دعوة إلا بعلم وعمل وصبر. وإني أخشى، إن أحجم هؤلاء عن الدعوة في القرى وغيرها من هذه الأماكن على ما فيها من جهل أن تكون عرضة لأهل البدع والخرافات من الرافضة والصوفية. بل لا تعجب فإنا نخشى عليهم التأثر ببعض الأفكار النصرانية من خلال عمال وموظفي بعض الشركات والمستوصفات.

 

6- إختيار بعض الشباب المتميزين من القرى والهجر ودعوتهم لحضور الدورات الصيفية، وتهيئة السكن والمعيشة لهم، والعناية بهم، ومتابعتهم ليرجعوا بعد ذلك مشاعل هداية ودلائل خير بين أهليهم وعشيرتهم. وعلى مراكز الدعوة مواصلتهم وتفقد أحوالهم؛ فإن إعداد شباب من القرى نفسها وسيلة ناجحة في الدعوة إلى الله فيها.

فهل يجد هذا الاقتراح طريقة لقلوب العاملين في مراكز الدعوة وفقهم الله وأعانهم وحفظهم من كل سوء.

وسائل وتوجيهات للمراكز الصيفية

 

7- الحرص البالغ على استغلال طاقات الشباب ومواهبهم؛ ومن ذلك الحرص على طلاب العلم الراغبين الجادين وتوجيههم إلى حلقات العلماء؛ بل ورسم البرامج لهم: كالقيام بحصر الدروس الصباحية للمشايخ، وجمع الراغبين من طلاب المركز في طلب العلم وإيصالهم إلى الدرس بسيارة خاصة. ففي هذا تشجيع وتنمية للطلب عند الشباب، ولو تم التنسيق بين المركز ومراكز الدعوة بالمدينة لتنفيذ هذا الرأي وتطويره لكان أفضل وأنجح.

 

8- تحية إجلال وإكبار للمسؤولين عن الطلاب والشباب في المراكز الصيفية ونقول للهم: الله الله في هذه الأمانة ومزيداً من الجدية في تربية الشباب والإفادة من تجارب الآخرين ومن ذلك عقد الزيارات واللقاءات للأساتذة المشرفين في كل مدينة. والعاقل من أضاف إلى عقله عقول الآخرين.

 

9- تخصيص يوم معين لدعوة عدد من تجار المدينة يعد فيه حفلٌ لتعريفهم بالمركز وما يقدمه لأبنائهم مع تقديم الهدايا لهم، وكذا وضع برنامج خاص بالتجار فقط يكون فيه لقاء مع مدير الغرفة التجارية، وبعض التجار ، وفتاوى مهمة لهم والتنبيه على بعض الأمور: كجلب العمالة الكافرة، وصفات التاجر المسلم. وغير ذلك من المواضيع.

 

10- اليوم الدعوي . ما هذا اليوم وما برنامجه؟!

يقوم مجموعة من طلاب المركز البارزين بزيارة ميدانية لشباب الأرصفة، والجلوس معهم، وتقديم الهدايا لهم، وتعريفهم بالمركز وأنشطته، ولا بأس من دعوتهم للمركز ومشاركتهم في بعض الألعاب الرياضية، وتقديم وجبة عشاء خفيفة يتخللها بعض التوجيهات والمسابقات؛ يكون ذلك كله تحت إشراف أساتذة المراكز وفي هذا لا شك خدمة عظيمة للمجتمع وقيام للمركز برسالته التربوية تجاه أبناء البلد، ومدٌ للجسور الأخوية مع هؤلاء الشباب، بدلاً من اعتزالهم وضياع أوقاتهم وأعمارهم، وسيكون لذلك بإذن الله أثر طيب وجميل في نفوس أولئك الشباب ومثل هذا إقامة مهرجانات ثقافية واجتماعية بأماكن وجود الشباب، وإقامة المسابقات الخفيفة والطريفة، وبعض الألعاب ولو لمدة يوم واحد فإن في ذلك أيضاً منافع كثيرة.

 

يتبع بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

ما شـــــــــاء الله حبيبتي بسمة أمل بورك فيك غاليتي خطب رائعة

 

تابعي نحن ننتظر لي عودة غدا باذن الله

 

حبيبتي مسلمة أحبك الله الذي أحببتني فيه وأنا يشهد ربي أنني أحبك فيه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

11- تكوين مجلس للآباء داخل المركز الصيفي يُلتقى بهم كل منتصف شهر وفي ذلك فوائد كثيرة: تعريف الآباء بأنشطة المركز، وخدمته للأبنائهم، والربط بين المجتمع الممثل بالآباء وبين والمراكز الصيفية، ودورها الحقيقي، ومشاركة الآباء في الآراء والمقترحات بل ودعم المركز معنوياً ومادياً، وكسب ثقة الآباء، وتوجيه بعض الإرشادات التربوية الخاصة بأبنائهم. وغيرها من المكاسب في عقد مثل هذه اللقاءات بل لا مانع من مشاركة الآباء في برنامج ترفيهي لتقوى الصلة بين الآباء والأبناء.

 

وسائل وتوجيهات متفرقة

 

12- للأطباء:

أيها الطبيب الفاضل: إنك على ثغر من ثغور الإسلام، فكم من مريضٍ كنت سبباً في شفائه، وكم من بسمة كنت السبب في إشراقها إنك صاحب قلب كبير ولمسة حانية مباركة، قدمت الكثير والكثير؛ فأنت على خير إن شاء الله. بيني وبينك حديث طويل ولعك تسمعه قريباً إن شاء الله تعالى، ولكني أسوق إليك الآن هذا الاقتراح: هل فكرت في الخروج بعيادتك لبضعة أيام؟ أعني هل فكرت أن هناك مرضى لا يستطيعون الوصول إليك مع شدة حاجتهم لك؟ يتمنون لقياك ولمسة حانية منك. يتكرر أمام عيني ذلك الطبيب من إحدى المنظمات التنصيرية وهو يحمل بين يديه ذلك الطفل الصومالي، ينفض الأوساخ عن جلده بيده كم كنت أتمنى أن تكون أنت ذلك الطبيب!! خاصة وأنا أرى أمه ساقطة على الأرض من شدة الجوع تنظر إلى ذلك الطبيب بعينيها نظرة شكر وإمتنان. كم كنت أتمنى أن تكون أنت الذي تنال تلك الدعوات من قلب تلك الأم المجروح!!!

كم كنت أتمنى أن يفرح بك المسلمون وأنت بينهم تتكلم العربية!!! ويسمع اسم الله تعالى على لسانك، تحمل هذا، وتمسح على رأس ذاك، كم كنت أتمنى أن يبصر ذاك الأعمى على يديك!! وأول ما يقع بصره على وجهك ذي الملامح الإسلامية. إنك تعلم أن هناك مئات بل آلاف المسلمين فقدوا البصر لأسباب يسيرة جداً كان شفاؤهم على يد المخلصين أمثالك بعد الله عز وجل. فلماذا تحرم نفسك هذا الأجر العظيم بأن نهب لله من نفسك أياماً للسفر إلى أمثال هؤلاء؟ وأنا على يقين بأن المكاسب كثيرة جداً كما أني على يقين بأن هذا الطرح سيجد طريقه لقلبك إن شاء الله.

 

13- للتجار:

إن من العدل أن نقول للمحسن أحسنت، كما نقول للمسيء أسأت. ومن هذا المنطلق لو أن الهيئات والبلديات ومكاتب الدعوة تم التنسيق والتعاون بينها لجمع أسماء المحلات التجارية المجتنبة للمحاذير الشرعية: كبيع المجلات الماجنة، والدخان وغيره، وتم تكريم أصحابها وتقديم شهادات التقدير لهم عبر حفل أو مناسبة تقام لهم، فإن هذا من أقل حقوقهم علينا. ثم إني أقدم لأصحاب المحلات والمعارض-حفظهم الله-

هذه التوجيهات وهي في كل وقت وخاصة في الإجازة الصيفية لكثرة المتسوقين:

1- تخصيص هدايا وأشرطة مناسبة لكل مشترٍ.

2- وضع بعض العبارات والتوجيهات الإرشادية على الأكياس التي توضع بها الحاجات.

3- تخصيص لقاء دوري مفتوح بين أصحاب المحلات ورجال الحسبة؛ فإن في ذلك منافع كثيرة.

 

14- أيضاً للتجار:

أخي صاحب المؤسسة أو صاحب المحل التجاري.

هل تعلم أن العاملين لديك هم أمانة في عنقك؟ وهل تعلم أنهم ربما جهلوا أصول دينهم وفرائضه؟ إنك ترغب في نماء تجارتك، وبركة مالك، وتعلم أن الرزاق هو الله( وفي السماء رزقكم وما توعدون) ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) فكيف لو حرصت على صلاح عمالتك واستقامتهم ودعوتهم إلى الخير؟ هل فكرت أن تحضر لهم شريطاً أو كتيباً مناسباً لهم؟ هل حرصت على إلتحاقهم بالدروس المنعقدة في مكاتب الجاليات لمثالهم؟

إني على يقين أنك محب للخير راغب فيه. وتعلم أن تجارة الدنيا وما فيها لا يعدل شيئاً أمام هداية رجل على يديك فكيف وأنت قادر بإذن الله على أن تجمع بينهما؟‍! إن صلاح العامل لديك يجعله أميناً حسن الأخلاق، مما يزيده حرصاً على مالك، وحرصاً على كسب العملاء بحسن أخلاقه.

فأقترح عليك أخي التاجر: العناية به، وتعليمه فرائض دينه؛ بل ربما وُجدَ في المؤسسة الواحدة أكثر من عشرين عاملاً فَلِمَ لا تحرص على أن يكون لهم درس واحد في الأسبوع؟ اتصل بمكاتب الجاليات ستجد خيراً كثيراً، وأنت المستفيد دنيا وأخرى. فلا تحرم نفسك الخير. فهذه فرصة للانطلاقه بهذا المشروع وتوكل على الله ولا تتردد لحظة واحدة.

 

15- للبلديات:

تحرص البلديات مشكورة على إعداد المنتزهات والحدائق العامة، لراحة المواطنين في الإجازات الصيفية، وهذا أمر مشاهد وملموس، جزى الله القائمين عليها خير الجزاء، ووفقهم لما يحبه ويرضاه. ولو أضيف لهذا الإنجاز المقترحات التالية لكان أتم وأكمل:

أولاً: عمل مصليات مع دورات المياة في كل حديقة.

ثانياً: تنظيم مسابقات وألعاب خاصة بالصغار.

ثالثاً: تنظيم برامج ومسابقات وألعاب خاصة بالعزاب والشباب في الحدائق الخاصة بهم، وذلك بالتعاون مع مراكز الدعوة وبيوت الشباب وغيرهم ممن يعنيهم الأمر ففي ذلك استثماراٌ لأوقات وأعمار شبابنا خاصة في مثل هذه الإجازات.

 

16-لأئمة المساجد:

أيها الأئمة: ماذا أعددتم لمساجدكم في هذه الإجازات الصيفية؟ ماذا أعددت أنت أيها الإمام للرجال الذين يلتقون خمس مرات في اليوم والليلة؟ وماذا أعددت لنساء الحي اللاتي يقضين وقت فراغ طويل في مثل هذه الأيام؟ ماذا أعددت-أيها الإمام-لصغار الحي وأنت تراهم كل وقت في الشوراع وعلى الأرصفة؟ ماذا أعددت للعمالة المسلمة وهم يصلون معك كل وقت؟ ماذا قدمت لهؤلاء وغيرهم من أهل الحي الذين هم أمانة في عنقك وستسأل عنهم أمام الله يوم القيامة؟! إنك تعلم أن المسجد ملتقى للجميع الصغير والكبير، الغني والفقير، الرجل والمرأة. ألا تعلم-أيها الإمام-أنك أول من يتحمل المسؤولية ومن ورائك المؤذن؛ فأنت مؤتمن!! ماذا قدمتما تجاه هذه المسؤولية العظيمة؟!

إنك مطالب بالاتصال بمراكز الدعوة، والهيئات، وبطلاب العلم، والمشائخ، للتنسيق والترتيب والتعاون لما فيه صلاح للجميع. إنك مطالب بالتوجيه والإرشاد ومواساة الفقراء والأرامل في حيِّك. إنك مطالب بأن تجعل مسجدك خلية نحل للبرامج والأنشطة يشارك فيها الجميع. تصور لو أن كل إمام قام بدوره كيف سيكون الحال؟

إننا نطالب أئمة ومؤذني المساجد في الأحياء بعقد الدورات والندوات للتشاور والتنسيق. إن عليك مسؤوليات عظيمة ومهمات كبيرة. فإما أن تقوم بذلك أو أن تعطي الفرصة لغيرك. واحذر من الحيل النفسية، ومداخل الشيطان؛ فأنت أعرف بنفسك وستقف أمام الله عز وجل(اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد).

 

17- للهيئات:

هل فكرت هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إقامة دورات صيفية لإفادة الناس في هذه الإجازة؟ كإقامة دورة في الحسبة وصفات المحتسب، وكيف يتعامل مع المنكرات بالرفق واللين؟

وكإقامة دورة لمديري المدارس لدراسة مشاكل الطلاب الأخلاقية وتفشي بعض المنكرات الخطيرة بينهم، والبحث عن الأسباب، وطرق العلاج، والخروج بتوصيات ونتائج للدورة يُسعى لتنفيذها والاستفادة منها. وكإقامة لقاء للآباء والتحدث معهم عن الأخطاء التي تواجه أبناءهم، وطرح الأفكار والآراء والخروج بنتائج ومكاسب، وغيرها الكثير من الدورات المثمرة.

وفي هذا إبراز للدور الكبير للهيئات وواجبها تجاه المجتمع.

وسـائل وتوجيهات للمـرأة

المرأة صنو الرجل وشريكته في صنع الحياة، وهي المحضن الذي يترعرع فيه رجال الغد، ومنه تنبت فسيلة الأسرة الصالحة؛ فإليها وهي البنت والأخت، والأم..إليها أقدم هذه التوجيهات:

18-لا تخلو مدينة من دور أو مراكز صيفية لتحفيظ القرآن فلتحرصي أيتها الأخت على المشاركة، ولتحرصي أيتها الأم، ويا أيها الأب على مشاركة بناتكم في هذه المراكز.

وإننا-أيضاً-نطالبك أيتها الأخت بتوجيه وتشجيع أخواتك للالتحاق بهذه المراكز لاستثمار الإجازة، ولو لم يكن إلا أن تتعرف تلك الأخت على أخوات صالحات يتعاون على الخير وفعله، لكفى.

 

19- تكثر مناسبات الزواج والأفراح والاجتماعات في الإجازة الصيفية، وتجتمع أعداد كثيرة من النساء، ولو حبست هذه الساعات التي تقضيها المرأة في هذه المناسبات والاجتماعات لربما وصلت إلى نصف الإجازة بدون مبالغة.فلماذا لا تستغل هذه المناسبات والاجتماعات من قبل بعض الصالحات في إلقاء بعض النصائح والتوجيهات، وإن لم تكوني أنت المتحدثة؟! فلماذا لا تكوني مفتاح خير للناس، فتكونين أنت الداعية لإحدى الأخوات القادرات؟ وإن لم تجدي فاتصلي بمركز الدعوة في مدينتك لعله أن يوفر لك مثل هذه المتحدثة.

لماذا تتصور بعض النساء أن مثل هذه الأمور وهذه الأنشطة الدعوية خاصة بالرجال؟ أو أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص أيضاً بالرجال؟ ربما رأت المرأة في مثل هذه المناسبات عشرات المنكرات من غناء ماجن أو لباس فاضح أو تصوير أو غير ذلك من المنكرات، ومع ذلك لا تحرك ساكناً ولا تتفوه بكلمة، إن كلمة خفاء بينك وبين إحدى الأخوات المخالفات لترفعك عند الله مقاماً عظيماً. فلماذا تحرم المرأة نفسها من هذا الخير العظيم؟! ثم إن السكوت عن الخطأ والمجاملة في الحق هو المرض وهو الداء(العضال) الذي بليت به كثير من النساء خاصة الصالحات منهن. اسمعي وعي حتى تعلمي أن الأمر واجب عليك كما هو واجب على الرجال قال الحق عز وجل:( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(71)وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ َالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

إذن فأنت مكلفة بهذه الأمور كما أن الرجل مكلف بها سواء بسواء. فما هو عذرك إذن أمام الله عز وجل يوم تسألين وأنت ترين بعينيك المنكرات في الناسبات فلا تحركين ساكنا؟ إنه ما من مسلمة إلا تحب الخير وتحب انتشاره ولكني أسألك-أنت بالذات-أيتها المسلمة كيف تريدين للخير أن ينتشر بين النساء وأنت لم تعملي الأسباب؟

بل كيف نريد للخير أن يعم النساء ونحن نسمع عن الفتيات اللاتي يحرصن على إيصال الروايات والأفلام الهابطة إلى صويحباتهن بكل مناسبة. وفي المقابل تجد الصالحة تستحيي بل قد لا يخطر على بالها أن تُحضر معها أشرطة وكتيبات تقوم بتوزيعها.

هذه المناسبات فرصة عظيمة لتعليم الأخوات كيف تستثمر الأوقات.

أيتها الأخت الغالية:

إننا نطالب بحمل الهم لنشر الخير بين النساء وفي المناسبات خاصة. ولا أقول بمقدار الهم للتزين والتجمل ولكني أقول بعشر معشار ذلك.

 

20- نتمنى أن تحرص دور تحفيظ القرآن ومساجد الأحياء أيضاً على تخصيص دورات خاصة للنساء في الموضوعات التي تخص المرأة وذلك مثل: أحكام الحيض والنفاس، الطلاق، معاملة الزوج، تربية الأبناء، واجب المرأة نحو قضايا المسلمين. وتتخلل هذه الدورات إقامة مسابقات خاصة بهن، وتلخيص بعض الكتب والبحوث الهامة، ومشروع الطبق الخيري، وغيرها مما يخص المرأة. فإن في ذلك استثماراً لوقت المرأة في هذه الإجازة.

 

يتبع بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

21- أيضاً للمرأة:

الحرص على المشاركة في الدورات العلمية المقامة بمدينتك ومتابعة هذه الدروس وتقييدها والإستفادة منها وإن لم تستطيعي المشاركة كلية فإنك-على الأقل-تختارين من الدروس ما يناسبك فتحرصين على متابعتها والإفادة منها.

 

22- يجب على الأخت ألا تأتي وحدها لهذه الدورات بل تحرص على مشاركة أخواتهن فتشجعهن وتحثهن من خلال الاتصال المتكرر بهن.

وما أكثر الأوقات التي تقضيها المرأة بالمهاتفات! فلماذا لا تستغل هذه المكالمات في التوجيه والإرشاد والدلالة على الخير في كل مكان؟

فكوني مشجعة وحاثة لأخواتك على المشاركة وإن لم تتمكني أنت من المشاركة لظروف خاصة فإنك تنالين الأجر وإن لم تحضري؛ والدال على الخير كفاعلة.

 

وسائل وتوجيهات للصغار

على الآباء والأمهات حث الصغار على حفظ بعض أجزاء القرآن في الإجازة، وتشجيعهم بكل وسيلة مشروعة؛ مثل تحديد جائزة مالية لكل من يحفظ من الأبناء جزءاً من القرآن في هذه الإجازة ولكل من حفظ ولدك أو بنتك جزءاً كاملاً من القرآن أو حديثاً فإن ذلك كنز عظيم في الدنيا والآخرة، وإن مقدار الجائزة الصيفية وستجد في ختامها نتائج عظيمة ،إن حرصت على ذلك واعتنيت به.

 

24- كم نفرط في صغارنا وأولادنا . . وكم نفرط في أوقاتهم . . ، وكم ينشغل عنهم أمهاتهم وآباؤهم في مثل هذه الإجازة خاصة ، ويظن بعض الآباء أنه بمجرد قيامهم برحلة أنه قد أدى ما عليه دون وضع برنامج خاص لهذه الرحلة. فإذا كان الصغار مع أبيهم أو أسرهم لماذا لا ترسم لهم البرامج المتنوعة : من مسابقات وألعاب وتدريب وقل مثل ذلك داخل المنزل ، فلو أن كل أسرة جمعت صغارها في مكان ما، وتقاسم الكبار الإشراف والتوجيه لبرامجهم لكان أجدى ولن يكلف ذلك الآباء والكبار شيئاً إذا تعاونوا وتقاسموا الأوقات بينهم فإن من الخطأ أن يترك الصغار مجتمعين دون حسيب أو رقيب ولو توسع الأمر إلى قيام الآباء بالحي الواحد بمثل هذه الفكرة لكان حسناً ، فلو أن الآباء في حي واحد اتفقوا على أن يجعلوا برنامجاً منظماً في مكان أو استراحة في وسط الحي لأبنائهم وجاءوا بمن يرعى هذا الأمر لما كان ذلك كثيراً على أولادهم لحفظهم من الشوارع ومن لصوص الأغراض، ولحفظ أوقاتهم ، في مثل هذه الأيام.

 

25- من المؤسف أن كثيراً من الشباب يمتد نفعه إلى كل أحد إلا أهل بيته وعشيرته ، فلماذا لا يفكر الشاب في جمع أفراد أسرته وكذلك تفكر الفتاة في جمع أفراد أسرتها وأقربائهم في مخيم صيفي في أي مكان ، أو في استراحة، حتى ولو في بعض الليالي ، أو حتى في ليلة واحدة ، حتى وإن كان ذلك في المنزل وينظم برامج ومسابقات وألعاب يتخللها بعض التوجيهات والكلمات وتوزيع الأشرطة والرسائل وفي ذلك منافع شتى . وقد جرب هذا فأعطى ثماراً يانعة، وهو صلة وبر ودعوة وإصلاح .

وسائل وتوجيهات للشباب

على كل شاب أن يحرص على الخير الذي يحسنه ويتقنه ويتخصص في المجال الذي يُبدع فيه مستغلاً أيام إجازته.

 

26- فإن كان يحسن توزيع الكتاب والشريط اهتم لهما وعمل ما استطاع لأجل إيصالهما للناس، من جمع مبالغ لهما، وحسن اختيار، وحسن توزيع، وحسن إبداع، وتنظيم، فيقسم عمله إلى فترات، وكل فترة في وجهة ما، ولا يغفل عن الجميع فللرجل، وللمرأة، وللعامة، وللتجار، وللسباب، وغيرهم. فيعطي كل ذي حق حقه.

 

27- وإن كان يحسن فن الكلمة الطيبة اهتم لها وعمل ما استطاع لإيصالها للناس من حسن إعداد وإبداع في الأسلوب وكسب لقلوب الناس؛ خمس كلمات أو عشر يلقيها مرة في الشرق ومرة في الغرب يحرص فيها على ما يحتاجة الناس لا يملّ ولا يكل فإنها صدقة منه على نفسه كما قال صلى الله عليه وسلم: ((والكلمة الطيبة صدقة)).

28- وإن كان يحسن فن الدراسات والتنظيم والتخطيط وجمع المعلومات اهتم لذلك وأعد العدة لها، وما أكثر المواضيع التي تحتاج إلى دراسات ميدانية، وجمع الاقتراحات والملاحظات من المعنيين والمتخصصين فيها ومنها على سبيل المثال: المرأة ودورها في الدعوة إلى الله عز وجل الواقع والمطلوب، ويا ليت بعض شبابنا يتخصص في مثل هذا الأمر.

مثال آخر: المراكز الصيفية واستثمار الطاقات ورفع المهارات، ومثال ثالث: محاضن لتربية الشباب بين الأمل المنشود والواقع المفقود.

هذه أمثلة لبعض المواضيع التي تحتاج لدراسات، وجمع معلومات واستفسارات، مع المعنيين والمتخصصين وطرح ذلك لعل الله عز وجل أن ينفع بها كما نفع بغيرها.

 

29- وإن كان يحسن القيام على اليتامى والأرامل والمساكين، والاهتمام بشؤونهم ومساعدتهم. فليحرص على ذلك.

 

30- وإن كان يحسن فن البيع والشراء ويحسن فن التعامل مع الناس فميدان التعامل مفتوح وبابه واسع. وكم نحن بحاجة للتاجر المسلم الداعي إلى الله من خلال تجارته وبيعه وشرائه.

 

يتبع بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

31- وإن كان يحسن فن التعامل مع شباب الأرصفة ويحسن التحدث معهم وإهداءهم بعض الهدايا والتودد لهم وكسر الحاجز بينهم وبين الاستقامة وحب الصالحين فليحرص على هذا، فإني أؤكد على هذه الوسيلة في الإجازة الصيفية فإننا نرى شبابنا يتحلَّقون بالعشرات على الأرصفة خاصة في مثل هذه الأيام. فنتمنى أن يتخصص بعض الشباب ويتفرعون للعمل مع إخوانهم. كما نتمنى أن تتابع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة بمراكز الدعوة، والرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة ببيوت الشباب. أن تتابع مثل هذه الظاهرة وتملأ فراغ الشباب وإلا فإن النتائج عكسية.

والنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.

 

32- وإن كان يحسن جمع الأشرطة القديمة، والكتيبات، والمجلات القديمة، وتوزيعها على المستوصفات وصوالين الحلاقة وأماكن الانتظار في بعض المرافق العامة هذا في الداخل. وأما في الخارج فيحرص على عناوين بعض المراكز والمؤسسات الإسلامية، وإرسال بعض الكتيبات، والمجلات الإسلامية وغيرها، فهم في أمسِّ الحاجة لها، ولعل هذا يذكرنا_أيضاً_بموضوع آخر هو الدعوة بالمراسلة؛ وقد طُرح هذا الموضوع مراراً على صفحات بعض المجلات وقام به بعض الإخوة والأخوات فنجح نجاحاً باهراً، كما يحدثنا بعض القائمين على مثل هذه الفكرة عن الرسائل التي تصلهم معلنة التوبة والهداية والالتزام بالحجاب. وقد قرأت بنفسي ونظرت بعيني كثيراً من هذه الرسائل حيث يعلن أصحابها أنهم رجعوا وتابوا إلى الله، وتعلن بعض الأخوات من خارج هذه البلاد أنهن التزمن الحجاب بمجرد رسالة أو كتاب أو شريط أرسلته لها بعض الأخوات، ولكن مازالت هذه الفكرة بحاجة إلى مزيد من الشباب والفتيات. وأؤكد على المرأة؛ بل وأؤكد عليك أنت أيها الأخ الحبيب أن تحاول إن لم تعمل أنت أن تعمل أختك أو زوجتك أو بنتك في هذا المشروع. وفر لها الأشرطة والكتيبات والرسائل الصغيرة، والعناوين من خلال صفحات هواية المراسلة في المجلات وتابعها من خلال هذا المشروع لعلها ترسل على الأقل مائة رسالة في مثل هذه الإجازة. لا تدري لعل هذه المائة تنفع ويفتح الله عز وجل على قلوب أصحابها فتصبح داعية في الخارج وأنت في الداخل، بل وأنت جالس في بيتك على الفراش الوثير، لماذا نحرم أنفسنا هذا الأجر؟ هل من مستجيب لهذا النداء؟خاصة ونحن نعلم أن في بيوتنا عشرات ومئات من المجلات والأشرطة النافعة فلماذا لا يقوم البعض بجمعها من إخوانه ومعارفه والاستفادة منها في مشاريع الخير؟!

 

33- ذكر لي أحد الأخوة موقفاً جميلاً قال فيه: إن أحد إخوانه يحدثه: أنه كان راكباً مع صاحب له في سيارته، وكانا واقفين عند إحدى الإشارات بمدينة(ما) وكان أمامها سيارة صغيرة قديمة كُتب على زجاجها الخلفي جملة بعدد من اللغات فضحك صاحبي فسألته عن سبب ضحكه فقال: أتدري ما ترجمة الجملة المكتوبة على السيارة؟ قلت: لا. قال إنها تقول: إن أردت أن تعرف شيئاً عن الإسلام فما عليك إلا أن توقفني. يقول: فاندهشت متعجباً فقلت: لابد من إيقافه فأوقفناه وسألناه فتبسم ضاحكاً وقال: ربما ظننتم أني أتحدث عدداً من اللغات والحق أني لا أتقن حتى العربية فأنا رجل عامي غير أني فكرت كيف أنفع هذه الدعوة مع معرفتي بنفسي وقدراتها فاهتديت لهذه الفكرة. يقول: ففتح لنا مؤخرة السيارة فإذا هو قد قسمها إلى مربعات وفي كل مربع مجموعة من الأشرطة والكتيبات وقد كتب على كل مربع لغة تلك الأشرطة والرسائل. فيقول: أذهب إلى مكتب الدعوة والجاليات وأحمل هذه الأشرطة والرسائل ثم أذهب في طريقي فمن أوقفني سألته عن لغته وأعطيته شريطاً وكتاباً. ويذكر أنه يُحرج كثيراً من كثرة إيقافه. هذا إنجاز؛ فأين نحن من هذا الرجل؟! ولك أن تتصور أجر هذا الرجل ومنزلته عند الله عز وجل إن أخلص نيته لله. فلم يحتقر نفسه، ولم يقل من أنا فأقدم شيئاً للإسلام؟! ولكنه عزم ففكر فوجد! أين أنتم يا شباب الإسلام؟! وأين أنتن يا فتيات هذا الدين؟! إن الحاجة أم الاختراع، ولكن هل نشعر في قرارة نفوسنا أننا بحاجة إلى هذا العمل حتى نستطيع أن نفكر أو نوجد هذه المشاريع؟

وصدق القائل:

ما قلة الأعداد نشكو إنما *** تشكو الكتائبُ قِلة الإعداد

 

34- تتحرك جميع وسائل النقل من طريق إلى آخر ومن بلد إلى بلد، بل ومن دولة إلى دولة، ولك أن تتصور ماذا يُعرض؟ وماذا يسمع الراكبون في وسائل المواصلات، فلو قُدِّم لسيارات النقل والأجرة عدد من الأشرطة سواء المسموعة أو المرئية، والمجلات والكتيبات النافعة، لكانت من أفضل وسائل الدعوة. فإن أفضل ما تستثمر به الأسفار القراءة أو الاستماع ولو أنا أعطينا كل سيارة نقل شريطاً لاستمع له نفرٌ كثير لا تدري عددهم فإن البذرة الطيبة تُخرج ثمرا ًطيباً.

 

35- من الوسائل والتوجيهات العامة_أيضاً_لاستغلال الإجازة الصيفية:

دورة في تخريج الأحاديث، دورة في وتغسيل الموتى، وكيفية التكفين، والدفن، ودورة في حلقات الخطابة، ودورة في اللغة الإنجليزية عند الحاجة، ودورة في السباحة والرماية وركوب الخيل، ودورة في الكاراتيه والدفاع عن النفس، كل هذه الفنون وغيرها من الوسائل مثمرة نافعة لقضاء الإجازة الصيفية، فاحرص عليها أيها المسلم وابحث عنها في مظانها، وعلى مراكز الدعوة وبيوت الشباب والمراكز الصيفية توفير مثل هذه الدورات للجميع، لأن فيها خيراً كثيراً، وهي لاشك خير من الخمول والكسل والاشتغال بالمعاصي والمنكرات.

 

36-إذا كنت من هواة السفر إلى الخارج وكنت ممن يملك رصيداً من الإيمان والتقوى ويملك شيئاً من العلم الشرعي، فاتصل بإحدى المؤسسات الخيرية للتنسيق معها لعل الله عز وجل ينفع بك هناك، فإن المسلمين يتعطشون للجلوس معك، والإستفادة منك، وإيقافك على أحوالهم، ومشكلاتهم، ولتعلم أن المسلمين في كل مكان يحتاجون إليك، وإلى أمثالك ولترى بعينيك الصراع بين الكفر والإسلام وبين الشرك والتوحيد ولتشعر بحقيقة التحدي بين الحق والباطل.

 

37- القراءة من أفضل الوسائل لقضاء الإجازة الصيفية وأعني بها القراءة المركزة والتي يتبعها تقييد للفوائد والشوارد فاجعل لنفسك من الآن وقتاً مخصصاً للقراءة واجعلي لنفسك أيتها الأخت وقتاً مخصصاً للقراءة، وليختر كل منكم من الآن الكتب التي ترغب أو ترغبين بقراءتها، واعلم أن هناك فرقاً كبيراً بين القراءة المركزة وبين الإطلاع العابر، كما أنه لابد لحفظ المتون والقصائد والكتابة والتأليف وقرض الشعر وكتابة المقالات وغيرها من الهوايات والمهارات الفردية من تخصيص وقت مناسب لها في هذه الإجازة .

 

38-أن يتفق الشاب مع بعض أصحابه على الذهاب إلى بعض المكتبات العامة في ساعة معينة صباحاً ليقرأوا ويلخصوا ويقيدوا بعض الفوائد، كلٌ حسب ميوله، وفي هذا الاتفاق تشجيع لبعضهم للمواصلة وعدم الانقطاع، وفيه إحياء للمكتبات، والجلوس والإطلاع، لاشك أنه خير من ضياع الوقت في النوم، فربما وصل الأمر ببعضهم أن ينام إلى صلاة الظهر. نعوذ بالله من الخمول والكسل.

ولو تنبه القائمون علي مراكز الدعوة والمراكز الصيفية لمثل هذا الرأي وتم التنسيق له والإعلان عنه وتوفير سبل الراحة بالتنسيق مع المكتبات العامة، وتشجيع الشباب؛ بل ووضع أوقات خاصة للنساء، فإنهن بحاجة لمثل هذه المكتبات ولمثل هذه الأوقات الخاصة بهن، لرأينا أثر ذلك علي شبابنا وفتياتنا .

 

39- رحلة لأداء العمرة، رحلة لزيارة المدينة النبوية، رحلة للجنوب، رحلة لزيارة الأهل والأقارب، رحلة إلي إحدى المدن، إلي آخره من الرحالات . كل هذه الرحلات مما تُقضى به الإجازة الصيفية وفيها خير كثير. إن شاء الله، ولكنها تُصبح مملة جداً إن لم يُخطط لها وينظم. ففي الطريق مثلاً ألعاب خفيفة ومسابقات ثقافية واستماع لشريط ورواية لقصة، وعند الوصول تنظيم برنامج لزيارة الأماكن المناسبة، والأشخاص، والتسوق. كل ذلك بالضوابط الشرعية والمحافظة على الأخلاق الإسلامية. وجميل جداً حمل هم الدعوة إلى الله بهذا السفر وذلك بإعداد مجموعة من الأشرطة والرسائل وتوزيعها في الطريق والمحطات فإن الله يبارك في رحلتكم ويتكفل بحفظكم ورعايتكم كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إحفظ الله يحفظك)).

فيا أيها الأب ويا أيها الأخ الكبير وزِّع المهام على أفراد العائلة: فلأم تعد الطعام واللباس، والأخت تعد الأواني والأغراض، والآخرى تعد المسابقات الثقافية، والأخ للألعاب الخفيفة والألغاز، وأنت مسؤول عن التخطيط والتنظيم، وعن الأشرطة والرسائل للتوزيع.

بعد هذا كله لكم أن تتصوروا أيها الأحبة كيف ستكون هذه الرحلة العائلية.

 

40- وأخيراً:

أقول أيها الأخ الحبيب ويا أيتها الأخت إن الإجازة الصيفية فرصة لا تعوض وهي أيام من العمر فاحرص على إغتنام الفرص، واللحظات فيها، وحاول جاهداً أن تخرج من إجازة هذه السنة بمكاسب ونتائج طيبة.

فيا شباب ‍أنتم في مقتبل العمر وبحاجة إلى بناء الشخصية وقدراتها ومواهبها. وشتلن بين شاب أو فتاة ذي مواهب متعددة يعرف الكثير ويتقن الكثير فهو ذو علم وثقافة واسعة يحفظ القرآن، وبعض الأحاديث، ويجيد التعامل مع الحاسب الآلي، يتكلم الإنجليزية لحاجته إليها، فهو مفتاح خير في كل شيء، وبين شاب_أو فتاة_لايُتقن صنع شيء ولا يعلم شيئاً إلا التسكع في الشوارع ومشاهدة الأفلام وغيرها.

لماذا؟وما الفرق بينهما؟

لا لشيء إلا أن الأول استغل أوقات فراغة بما ينفع، والآخر ذهبت عليه الأيام والليالي في نوم وسهر وتسكع وجلسات وضحكات.

وتذكر آخر الإجازة وكلٌ قد رجع بمكاسب ونتائج وأنت أيها المسكين تجر أذيال الخيبة والخمول والكسل.

فإن لم تكن مفتاحاً لأبواب الخير التي ذكرنا بعضاً منها فما أن تحب الخير وأهله وتبذل دعوات صادقة تخرج من قلبك لإخوانك بالتوفيق والتيسير، فإن الدعاء سلاح المؤمن فانصر إخوانك وكن معيناً لهم ولو بدعوات صادقة، أو بكلمات طيبة، فإن تشجيعٌ منك لإخوانك الناشطين العاملين، لك أنت أجر وثواب هذه الكلمات والدعوات، فإن لم تستطع الدعاء أو الكلمة الطيبة فكف عنهم لسانك فإنها صدقة منك أيضاً على نفسك.

نسأل الله عز وجل أن يبارك في أعمارنا وأوقاتنا، وأن يوفقنا للعمل الصالح فيها فقد قال_صلى الله عليه وسلم_ ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل، عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أبن أكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه)).

فهل أعددت للسؤال جواباً،وللجواب صوابا؟

 

خاتمة

هذه توجيهات وإقتراحات للإفادة من الإجازة الصيفية أرجو الله تعالى أن ينفع بها المسلمين. فما كان فيها من صواب فمن توفيق الله وحده لا شريك له، وما كان فيها من خطأ فمن نفسي الضعيفة. أسأل الله أن يغفره لي ويتجاوز عني(إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

يتبع بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×