اذهبي الى المحتوى
بسملة النور

مراجعة الخمس اجزاء الاخيرة من القران

المشاركات التي تم ترشيحها

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

سورة الاحقاف

الأحقاف هي المنطقة الواقعة بين عمان من جهة الشمال وحضرموت من جهة الجنوب وبحر العرب من جهة الشرق وصحراء الربع الخالي من جهة الغرب، وهي حاليا تتضمن الاجزاء الشرقية من حضرموت ومحافظة المهرة ومحافظة ظفار.

 

وقيل أنها منطقة تقع في عمق بحر الخليج قبل أن تغمرها المياة قبل نحو 20.000 سنة وقد ورد اسم الأحقاف في بعض الكتابات المسمارية باسم (حيقفا، حقف، حيفق) يصب بها ملتقى نهر دجلة والفرات.

 

وصلات خارجية

هذه السورة مكية تعالج قضية العقيدة. قضية الإيمان بواحدانية الله وربوبيته المطلقه لهذا الوجود ومن فيه وما فيه. والإيمان بالوحي والرسالة وأن محمداً - صلى الله عليه وسلم – رسول سبقته الرسل، أوحي إليه بالقرآن مصدقا لما بين يديه من الكتاب. والإيمان بالبعث وما وراءه من حساب وجزاء على ما كان في الحياة ما كان من عمل وكسب من إحسان وإساءة.

 

هذه الأسس الأولى التي يقيم عليها الإسلام بناءه كله .ومن ثم عالجها القرآن في كل سورة مكية علاجاً أساسياً، وظل يتكأ عليها كذلك في سوره المدنية كلما هم بتوجيه أو تشريع للحياة بعد قيام الجماعة المسلمة والدولة الإسلامية. ذلك أن طبيعة هذا الدين تجعل قضية الإيمان بواحدانية الله، وبعثة محمد – صلى الله عليه وسلم – والإيمان بالآخرة ومافيها من جزاء..هي المحور الذي تدور عليه آدابه ونظمه وشرائعه كلها وترتبط به أوثق ارتباط فتبقى حية حارة تنبعث من تأثير دائم بذلك الإيمان.

 

وتسلك السورة بهذه القضية إلى القلوب كل سبيل، وتوقع على كل وتر، وتعرضها في مجالات شتى ،مصحوبة بمؤثرات كونية ونفسية وتاريخية. كما أنها تجعلها قضية الوجود كله – لاقضية البشر وحدهم – فتذكر طرفاً من قضية الجن مع هذا القرآن كذكرها لموقف بعض بني إسرائيل منه. وتقيم من الفطرة الصادقة شاهداً كما تقيم من بعض بني إسرائيل شاهداً. سواء بسواء.

 

تم هي تطوف بتلك القلوب في آفاق السماوات والأرض، وفي مشاهد القيامه في الآخرة. كما تطوف بهم في مصرع قوم هود وفي مصارع القرى حول مكة. وتجعل من السماوات والأرض كتاباً ينطق بالحق كما ينطق هذا القرآن بالحق على السواء .

 

ويمضي سياق السورة في (أربعة أشواط) مترابطة، كأنها شوط واحد ذو أربعة مقاطع.

 

يبدأ الشوط الأول وتبدأ السورة بالحرفين (حا. ميم) تليها الإشارة إلى كتاب القرآن والوحي به من عند الله : (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) وعقبها مباشرة الإشارة إلى كتاب الكون. وقيامه على الحق. وعلى التقدير والتدبير : (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى)..فيتوافى كتاب القرآن المتلو وكتاب الكون المنظور على الحق والتقدير : (والذين كفروا عما أنذروا معرضين) وبعد هذا الافتتاح القوي الجامع يأخد في عرض قضية العقيدة مبتدئاً بإنكار ما كان عليه القوم من الشرك الذي لا يقوم على أساس من واقع الكون، ولا يستند إلى حق من القول، ولا مأثور من العلم : (قل أرأيتم ما تدعون من دون الله ؟ أروني ماذا خلقوا من الأرض ؟ إم لهم شرك في السماوات ؟)..ويعرض بعد هذا سوء استقبالهم للحق الذي جاءهم به محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقولهم هذا سحر مبين ، ويندد بظلمهم بالإصرار على التكذيب بعد شهادة أهل الكتاب العارفين : (إن الله لا يهدي القوم الظالمين)..ويستطرد في عرض معاذيرهم الواهية وهم يقولون عن المؤمنين : (لو كان خيراً ما سبقونا إليه)..ويكشف عن علة هذا الموقف : (وإذا لم يهتدوا فسيقولون : هذا إفك قديم)...ويشير إلى كتاب موسى من قبله، وإلى تصديق هذا القرآن له، وإلى وظيفته ومهمته : (لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين) ...ويختتم هذا الشوط بتفصيل هذه البشرى لمن صدق بالله واستقام على الطريق : (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون. أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون) .

 

ويعرض الشوط الثاني نموذجين للفطرة البشرية : المستقيمة والمنحرفة، في مواجهة قضية العقيدة، ويبدأ معهما من النشأة الأولى، وهما في أحضان والديهما ويتابع تصرفهم عند بلوغ الرشد والتبعه والاختيار. فأما الأول فشاعر بنعمة الله بوالديه، راغب في الوفاء بواجب الشكر، تأئب ضارع مستسلم منيب : (أولئك الذين نتقبل منهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة. وعد الصدق الذي كانوا يوعدون)....أما الآخر فعاق لوالديه كما هو عاق لربه، وهو جاحد منكر للآخرة، وهما به ضيقان متعبان : (أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس، إنهم كانوا خاسرين) ...ويختتم الشوط بمشهد سريع من مشاهد يوم القيامة يعرض فيه مصير هذا الفريق : (يوم يعرض الذين كفروا على النار. أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها، فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق، وبما كنتم تفسقون)...

 

والشوط الثالث يرجع بهم إلى مصرع عاد، عندما كذبوا بالنذير ويعرض من القصة حلقة الريح العقيم التي توقعوا فيها الرى والحياة، فإذا بها تحمل إليهم الهلاك والدمار، والعذاب الذي استعجلوا به وطلبوه : (فلما رأوه عارضاً ممطرنا، بل هو ما استعجلتم به، ريح فيها عذاب أليم)..ويذكرهم في نهاية الشوط مصارع ما حولهم من القرى، وعجز آلهتهم المدعاة عن نصرتهم، وظهور إفكهم وافترائهم، لعلهم يتأثرون ويرجعون...

 

ويتناول الشوط الرابع قصة نفر من الجن مع هذا القرآن، حين صرفهم الله لاستماعه، فلم يملكوا أنفسهم من الاستجابة، والشهادة بأنه الحق : (مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم)....وعادوا ينذرون قومهم ويدعونهم إلىالايمان : (يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به). وتتضمن مقالة النفر من الجن الإشارة إلى كتاب الكون المفتوح الناطق بقدرة الله على البدء والإعادة : ( أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحي الموتي ؟) ..ويلمس قلوبهم بمشهد الذين كفروا يوم يعرضون على النار)

 

وتختم السورة بتوجيه الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى الصبر وعدم الاستعجال لهم بالعذاب، فإنما هو أجل قريب يمهلونه، ثم يأتيهم العذاب والهلاك : (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولاتستعجل لهم، كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار. بلاغ. فهل يهلك إلا القوم الفاسقون)

 

 

المصدر: في ظلال القرآن – سيد قطب

 

سورة الأحقاف: تجويد-تفسير - موقع Altafsir.com

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

سورة محمد

*

سورة محمد من السور المدنية، وهي تُعْنى بالأحكام التشريعية، شأن سائر السور المدنية، وقد تناولت السورة أحكام القتال، والأسرى، والغنائم، وأحوال المنافقين، ولكنَّ المحور الذي تدور عليه السورة هو موضوع "الجهاد في سبيل الله"؟

 

* ابتدأت السورة الكريمة بدءاً عجيباً، بإِعلان حربٍ سافرة على الكفار أعداء الله، وأعداء رسوله، الذين حاربوا الإِسلام، وكذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم، ووقفوا في وجه الدعوة المحمدية، ليصدوا الناس عن دين الله {الذين كفروا وصدُّوا عن سبيل الله أضلَّ أعمالهم ..} الآيات.

 

* ثم أمرت المؤمنين بقتال الكافرين، وحصدهم بسيوف المجاهدين، لتطهير الأرض من رجسهم، حتى لا تبقى لهم شوكةٌ ولا قوة، ثم دعت إلى أسرهم بعد إكثار القتل فيهم والجراحات {فإِذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب، حتى إذا أثخنتموهم فشدُّوا الوَثاق ..} الآيات.

 

* ثم بيَّنت طريق العزَّة والنصر، ووضعت الشروط لنصرة الله لعباده المؤمنين، وذلك بالتمسك بشريعته، ونصرة دينه {يا أيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبِّتْ أقدامكم..} الآيات.

 

* وضربت لكفار مكة الأمثال بالطغاة المتجبرين من الأمم السابقة، وكيف دمَّر الله عليهم بسبب إجرامهم وطغيانهم {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذينَ من قبلهم دمَّر الله عليهم وللكافرين أمثالها}.

 

* وتحدثت السورة بإِسهاب عن صفات المنافقين، باعتبارهم الخطر الداهم على الإِسلام والمسلمين، فكشفت عن مساوئهم ومخازيهم ليحذر الناس مكرهم وخبثهم {ولو نشاء لأريناكم فلعرفتهم بسيماهم ..} الآيات.

 

* وختمت السورة الكريمة بدعوة المؤمنين إلى سلوك طريق العزة والنصر، بالجهاد في سبيل الله وعدم الوهن والضعف أمام قوى الشر والبغي، وحذَّرت من الدعوة إلى الصلح مع الأعداء، حرصاً على الحياة والبقاء، فإِن الحياة الدنيا زائلة فانية، وما عند الله خيرٌ للأبرار {فلا تَهنوا وتَدْعوا إلى السَّلْمِ وأنتم الأعلون واللهُ معكم ولن يتركم أعمالكم * إِنما الحياة الدنيا لعِبٌ ولهوٌ وإِن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم ..} إلى نهاية السورة الكريمة.

 

وهكذا ختمت السورة بالدعوة إلى الجهاد، كما بدأت بالدعوة إليه، حفزاً لعزائم المؤمنين، وليتناسق البدء مع الختام ألطف التئام !!

 

إعلان الحرب على الجاحدين، وتطمين

المصدر

اذاعة القران

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

سورة الفتح

* هذه السورة الكريمة مدنية، وهي تُعنى بجانب التشريع شأن سائر السور المدنية التي تعالج الأسس التشريعية في المعاملات، والعبادات، والأخلاق، والتوجيه.

* تحدثت السورة الكريمة عن "صلح الحديبية" الذي تمَّ بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين سنة ستٍ من الهجرة، والذي كان بدايةً للفتح الأعظم "فتح مكة" وبه تمَّ العزُّ والنصر والتمكين للمؤمنين، ودخل الناس في دين الله أفواجاً أفواجاً {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا..} الآيات.

* وتحدث السورة عن جهاد المؤمنين، وعن "بيعة الرضوان" التي بايع فيها الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجهاد في سبيل الله حتى الموت، وكانت بيعةً جليلة الشأن ولذلك باركها الله، ورضي عن أصحابها، وسجلها في كتابه العظيم في سطور من نور {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ..} الآية.

* وتحدث عن الذين تخلفوا عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعراب الذين في قلوبهم مرض، ومن المنافقين الذين ظنوا الظنون السيئة برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين فلم يخرجوا معهم، فجاءت الآيات تفضحهم وتكشف سرائرهم {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا..} الآيات.

* وتحدثت السورة عن الرؤيا التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه - في المدينة المنورة - وحدَّث بها أصحابه ففرحوا واسبشروا، وهي دخول الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين مكة آمنين مطمئنين، وقد تحققت تلك الرؤيا الصادقة فدخلها المؤمنون معتمرين مع الأمن والطمأنينة {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ..}.

* وختمت السورة الكريمة بالثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأطهار الأخيار {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ..} الآية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

الحجرات

* هذه السورة الكريمة مدنية، وهي على وجازتها سورة جليلةٌ ضخمة، تتضمن حقائق التربية الخالدة، وأسس المدنيّة الفاضلة، حتى سمَّاها بعض المفسرين "سورة الأخلاق".

* ابتدأت السورة الكريمة بالأدب الرفيع الذي أدَّب الله به المؤمنين، تجاه شريعة الله وأمر رسوله ، وهو ألاّ يُبرموا أمراً، أو يُبدوا رأياً، أو يقضوا حكماً في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يستشيروه ويستمسكوا بإِرشاداته الحكيمة {يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }.

* ثم انتقلت إلى أدبٍ آخر وهو خفض الصوت إِذا تحدثوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم تعظيماً لقدره الشريف، واحتراماً لمقامه السامي، فإِنه ليس كعامة الناس بل هو رسول الله، ومن واجب المؤمنين أن يتأدبوا معه في الخطاب مع التعظيم والإِجلال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ..}.

* ومن الأدب الخاص إِلى الأدب العام تنتقل السورة لتقرير دعائم المجتمع الفاضل، فتأمر المؤمنين بعدم السماع للإِشاعات، وتأمر بالتثبت من الأنباء والأخبار، لا سيما إن كان الخبر صادراً عن شخص غير عدل أو شخص متَّهم، فكم من كلمةٍ نقلها فاجر فاسق سبَّبت كارثةً من الكوارث، وكم من خبرٍ لم يتثبَّت منه سامعه جرَّ وبالاً، وأحدث انقساماً {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا..}.

* ودَعَت السورة إِلى الإِصلاح بين المتخاصمين، ودفع عدوان الباغين {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا..} الآيات.

* وحذَّرت السورة من السخرية والهمز واللمز، ونفَّرت من الغيبة والتجسس والظن السيء بالمؤمنين، ودعت إِلى مكارم الأخلاق، والفضائل الاجتماعية، وحين حذَّرت من الغيبة جاء النهي في تعبير رائع عجيب، أبدعه القرآن غاية الإِبداع، صورة رجل يجلس إِلى جنب أخٍ له ميت ينهش منه ويأكل لحمه {وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ..} ويا له من تنفير عجيب!!

* وختمت السورة بالحديث عن الأعراب الذين ظنوا الإِيمان كلمةً تقال باللسان، وجاءوا يمنُّون على الرسول إِيمانهم، فبينت حقيقة الإِيمان، وحقيقة الإِسلام، وشروط المؤمن الكامل وهو الذي جمع الإِيمان والإِخلاص والجهاد والعمل الصالح {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ..} إِلى آخر السورة الكريمة.

 

ق

هذه السورة مكية وهي تعالج أصول العقيدة الإِسلامية "الوَحدانية، الرسالة، البعث" ولكنَّ المحور الذي تدور حوله هو موضوع "البعث والنشور" حتى ليكاد يكون هو الطابع الخاص للسورة الكريمة، وقد عالجه القرآن بالبرهان الناصع، والحجة الدامغة. وهذه السورة رهيبة، شديدة الوقع على الحسِّ، تهزُّ القلب هزَّاً، وترجُّ النفس رجاً، وتثير فيها روعة الإِعجاب، ورعشة الخوف بما فيها من الترغيب والترهيب.

* ابتدأت السورة بالقضية الأساسية التي أنكرها كفار قريش، وتعجبوا منها غاية العجب، وهي قضية الحياة بعد الموت، والبعث بعد الفناء { ق * وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ* بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ.. } الآيات.

* ثم لفتت السورة أنظار المشركين - المنكرين للبعث - إِلى قدرة الله العظيمة، المتجلية في صفحات هذا الكون المنظور، في السماء والأرض، والماء والنبات، والثمر والطلع، والنخيل والزرع وكلها براهين قاطعة على قدرة العلي الكبير {أفلم ينظروا إِلى السماء فوقهم كيف بنيناها ..} الآيات.

* وانتقلت السورة الكريمة للحديث عن المكذبين من الأمم السالفة، وما حلَّ بهم من الكوارث وأنواع العذاب، تحذيراً لكفار مكة أن يحل بهم ما حلَّ بالسابقين {كذبت قبلهم قوم نوحٍ وأصحاب الرس وثمود ..} الآيات.

* ثم انتقلت السورة للحديث عن سكرة الموت، ووهلة الحشر، وهول الحساب، وما يلقاه المجرم في ذلك اليوم العصيب من أهوال وشدائد تنتهي به بإِلقائه في الجحيم {ونفخ في الصور ذلك اليوم الوعيد ..} الآيات.

* وختمت السورة الكريمة بالحديث عن "صيحة الحقِّ" وهي الصيحة التي يخرج الناس بها من القبور كأنهم جراد منتشر، ويساقون للحساب والجزاء لا يخفى على الله منهم أحد، وفيه إِثباتٌ للبعث والنشور الذي كذب به المشركون {واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب * يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ..} الآيات.

لي عودة ان شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

سورة الذاريات

: تجويد-تفسير - موقع Altafsir.com

هذه السورة ذات جو خاص ، فهي تبدأ بذكر قوى أربعة ..من أمر الله .. في لفظ مبهم الدلاله ،يوقع في الحس لأول وهلة أنه أمام أمور ذات سر ، يقسم الله - الله – على أمر : ( والذريات ذروا ، فالحاملات وقرا ، فالجاريات يسرا ، فالمقسمات أمرا . إن ما توعدون لصادق ، وإن الدين لواقع ) .. والذريات . . والحاملات . والمقسمات ..مدلولاتها ليست متعارفة .

وما يكاد القسم الأول ينتهي حتى يعقبه قسم آخر بالسماء : ( والسماء ذات الحبك ) يقسم بها الله على أمر : ( إنكم لفي قول مختلف ) ..لااستقرار ولا تناسق فيه ، قائم على التخرصات والظنون ، لا على العلم واليقين ..

هذه السورة بافتتاحها على هذا النحو ، ثم بسياقها كله ..ربط القلب البشري بالسماء ، وتعليقه يغيب الله المكنون ، وتخليصه من أوهاق الأرض ، وإطلاقه من كل عائق يحول بينه وبين التجرد لعبادة الله ، والانطلاق إليه جملة ، والفرار إليه كلية ، استجابة لقوله في السورة : ( ففروا إلى الله ) .. وتحقيقاً لإرادته في عباده : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )

ولما كان الانشغال بالرزق وما يخبئه القدر عنه هو أكثف تلك العوائق وأشدها فقد عني في هذه السورة بإطلاق الحس من إساره ، وتطمين النفس من جهته ، وتعليق القلب بالسماء في شأنه ، لا بالأرض وأسبابها القريبه . وتكررت الإشارة إلى هذا الأمر في السورة في مواضع متفرقة منها إما مباشرة كقوله : ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) .. ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) ..وإما تعريضاً كقوله بصور حال عباده المتقين مع المال : ( وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ) ..ووصفه لجود إبراهيم وسخائه وهو يقرى ضيوفه القلائل – أو من حسبهم ضيوفه من الملائكة بعجل سمين ، يسارع به عقب وفودهم إليه ، وبمجرد إلقاء السلام عليه ، وهو لم يعرفهم إلا منذ لحظة .

فتخليص القلب من أوهاق الأرض ، وإطلاقه من إسار الرزق ، وتعليقه بالسماء ، ترف أشواقه حولها ، ويتطلع إلى خالقها في علاه ، بلا عائق يحول بينه وبين الانطلاق ، ويعوقه عن الفرار إلى الله . هو محور السورة بكل موضوعاتها وقضاياها التي تطرقها . ومن ثم كان هذا الافتتاح ، وكان ذلك الإيقاع الغامض في أولها ، وكان القسم بعده بالسماء ، وكان تكرار الإشارة إلى السماء أيضاً ..

وفي هذا كانت صورة المتقين التي يرسمها في مطلع السورة : ( إن المتقين في جنات وعيون . آخدين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا من قبل ذلك محسنين . كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون . وبالأسحار هم يستغفرون . وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) .. فهي صورة التطلع إلى الله ، والتجرد له ، والقيام في عبادته بالليل ، والتوجه إليه في الأسحار . مع إرخاص المال ، والتخلص من ضغطه ، وجعل نصيب للسائل والمحروم حقاً فيه .

وفي هذا كان التوجيه إلى آيات الله في الأرض وفي الأنفس مع تعليق القلوب بالسماء بشأن الرزق ، لا بالأرض وما فيها من أسبابه القريبة : ( وفي الأرض آيات للموقنين . وفي أنفسكم أفلا تبصرون . وفي السماء رزقكم وما توعدون )

وفي هذا كانت الإشارة إلى بناء الله للسماء على سعة ، وتمهيده للأرض في يسر ، وخلقه ما فيها من أزواج والتعقيب على هذا كله بالفرار إلى الله : ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون . والأرض فرشناها فنعم الماهدون ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون . ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ) ..

وفي هذا الإيقاع الأخير البارز في السورة ، عن إرادة الله سبحانه في خلق الجن والأنس ، ووظيفتهما الرئيسية الأولى : ( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون . ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون . إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) ..

فهو إيقاع واحد مطرد . ذو نغمات متعددة . ولكنها كلها تؤلف ذلك الإيقاع ، وتطلق ذلك الحداء . الحداء بالقلب البشري إلى السماء !

وقد وردت إشارات سريعة إلى حلقة من قصة إبراهيم ولوط ، وقصة موسى ، وقصة عاد ، وقصة ثمود وقصة نوح . وفي الإشارة إلى قصة إبراهيم تلك اللمحة عن المال ، كما أن فيها لمحة عن الغيب المكنون في تبشيره بغلام عليم ، ورزقه وامراته به على غير ما توقع ولاانتظار . وفي بقية القصص إشارة إلى تصديق وعد الله الذي أقسم عليه في أول السورة : ( إن ما توعدون لصادق ) والذي أشار في ختامها إنذاراً للمشركين : ( فإن للذين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون ) .. بعد ما ذكر أن أجيال المكذبين كأنما تواصت به ؟ بل هم قوم طاغون ! )

فالقصص في السورة – على هذا النحو مرتبط بموضوعاتها الأصيل . وهو تجريد القلب لعبادة الله ، وتخليصه من جميع العوائق ، ووصله بالسماء . بالإيمان أولاً واليقين . ثم يرفع الحواجز والشواغل دون الرفرفة والانطلاق إلى ذلك الأفق الكريم .

المصدر : سيد قطب .

 

سورة الطور

: تجويد-تفسير - موقع Altafsir.com

هذه السورة تمثل حملة عميقة التأثير في القلب البشري ، ومطاردة عنيفة للهواجس والشبهات والأباطيل التي تساوره وتتدسس إليه ، وتختبئ هنا وهناك في حناياه .ودحض لكل حجة ولكل عذر قد يتخده للحيدة عن الحق والزيغ عن الإيمان ..حملة لا يصمد لها قلب يتلقاها ، وهي تلاحقه حتى تلجئه إلى الاذعان والإستسلام !

وهي حملة يشترك فيها اللفظ والعبارة ، والمعنى والمدلول ،والصور والظلال والإيقاعات الموسيقية لمقاطع الصورة وفواصلها على السواء . ومن بدء السورة إلى ختامها تتوالى آياتها كما لو كانت قذائف ، وإيقاعاتها كما لو كانت صواعق ، وصورها وظلالها كما لو كانت سياطاً لاذعة للحس لا تمهله لحظة واحدة من البدء إلى الختام !

وتبدأ السورة بقسم من الله سبحانه بمقدسات في الأرض والسماء . بعضها مكشوف معلوم ! وبعضها مغيب مجهول : ( والطور . وكتاب مسطور . في رق منشور . والبيت المعمور . والسقف المرفوع ) ..

القسم على أمر عظيم رهيب ، يرج القلب رجا ، ويرعب الحس رعبا . في تعبير يناسب لفظه مدلوله الرهيب ، وفي مشهد كذلك ترتجف له القلوب : ( إن عذاب ربك لواقع ، ما له من دافع ، يوم تمور السماء مورا ، وتسير الجبال سيرا ) ..

وفي وسط المشهد المفزع نرى ونسمع ما يزلزل ويرعب ، من ويل وهول ، وتقريع وتفزيع : ( فويل يومئذ للمكذبين ، الذين هم في خوض يلعبون . يوم يدعون إلى نار جهنم دعا . هذه النار التي كنتم بها تكذبون . أفسحر هذا ؟ أم أنتم لاتبصرون ؟ اصلوها فاصبروا أو لاتصبروا ، سواء عليكم ، إنما تجزون ما كنتم تعملون ) ..

هذا شوط من حملة المطاردة يليه شوط آخر من لون آخر ، شوط في إطماع القلوب التي رأت ذلك الهول المرعب – إطماعها في الأمن والنعيم ، يعرض صورة المتقين وما أعد لهم من تكريم . وما هيئ لهم من تكريم . وما هيئ لهم من نعيم رخي رغيد ، يطول عرضه ، وتكثر تفصيلاته ،وتتعدد ألوانه . مما يجيش الحس إلى روح النعيم ويرده ، بعد كرب العذاب وهوله : ( إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم . كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون . متكئين على سرر مصفوفة وزوجنهم بحور عين . والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم . وما ألتناهم من عملهم من شيء . كل امرئ بما كسب رهين . وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون . يتنازعون فيها كأساً لالغو فيها ولا تأثيم . ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون . وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون . قالوا : إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين . فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم . إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ) ..

والآن وقد أحس القلب البشري سياط العذاب في الشوط الأول ، وتذوق حلاوة النعيم في الشوط الثاني ..الآن يجيء الشوط الثالث يطارد الهواجس والوساوس ، ويلاحق الشبهات والأضاليل ، ويدحض الحجج والمعاذير ، ويعرض الحقيقة بارزة واضحة بسيطة عنيفة . تتحدث بمنطق نافذ لايحتمل التأويل ،مستقيم لا يحتمل اللف والدوران . يلوي الأعناق لياً ويلجئها إلى الإذعان والتسليم ... ويبدأ هذا الشوط بتوجيه الخطاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ليمضي في تذكيره لهم ، على الرغم من سوء أدبهم معه ، وليقرعهم بهذا المنطق النافذ القوي المستقيم ( فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون . أم يقولون : شاعر نتربص به ريب المنون ؟ قل : تربصوا فإني معكم من المتربصين. أم تأمرهم أحلامهم بهذا ؟ أم هم قوماً طاغون ؟أم يقولوا تقوله ؟ بل لا يؤمنون . فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين . أم خلقوا من غير شيء ؟ أم هم الخالقون ؟ أم خلقوا السماوات والأرض ؟ بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربك ؟ أم هم المسيطرون ؟ أم لهم سلم يستمعون فيه ؟ فليأت مستمعهم بسلطان مبين . أم له البنات ولكم البنون ؟ أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون ؟ أم عندهم الغيب فهم يكتبون ؟ أم يريدون كيداً فالذين كفروا هم المكيدون . أم لهم إله غير الله ؟ سبحان الله عما يشركون )

وعقب هذه الأسئلة المتلاحقة . بل هذه القذائف الصاعقة . التي تنسف الباطل نسفا ، وتحرج المكابر والمعاند وتخرس كل لسان يزيغ عن الحق أويجادل فيه ..عقب هذا يصور تعنتهم وعنادهم في صورة الذي يكابر في المحسوس : ( وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا : سحاب مركوم ) والفرق بين قطعة السماء تسقط وبين السحاب واضح ولكنهم هم يتلمسون كل شبهه ليعدلوا عن الحق الواضح .

هنا يلقي عليهم بالقذيفة الأخيرة . قذيفة التهديد الرعيب ، بملاقاة ذلك المشهد المرهوب ، الذي عرض عليهم في مطلع الصورة : ( فذرهم حتى يلقوا يومهم الذي فيه يصعقون . يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئاً ولا هم ينصرون ) كما يهددهم بعذاب أقرب من ذلك العذاب : وإن للذين ظلموا عذاب دون ذلك ، ولكن أكثرهم لا يعلمون ) ..

ثم تختم السورة بإيقاع رضي رخي ..إنه موجه إلى الرسول الكريم الذي يقولون عنه : ( شاعر نتربص به ريب المنون ) ..ويقولون كاهن أو مجنون . موجه إليه من ربه يسليه ويعزيه في إعزاز وتكريم . في تعبير لا نظير له في القرآن كله ، ولم يوجه من قبل من نبي أو رسول : ( واصبر لحكم ربك ، فإنك بأعيننا ، وسبح بحمد ربك حين تقوم ، ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ) ..

إنه الإيقاع الذي يمسح على العنت والمشقة الذين يلقاهما الرسول الكريم ، من أولئك المتعنتين المعاندين الذين اقتضت مواجهتهم تلك الحملة العنيفة من المطاردة والهجوم ..

المصدر : في ظلال القرآن - سيد قطب .

لي عودة ان شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

النجم

 

تعالج هذه السورة القرانية مسألة الايمان بالوحي وتبين الفرق الجلي بين الرسالات السماوية والافكار التي يبتدعها عباقرة الفكر من البشر، ذلك ان الرسالات الالهية مصدرها الله جل وعز وهوالاعرف بمصلحة الإنسان واحتياجاته وكذلك ان رسالات السماء لا تتقبل التغيير ولا تبلى بمرور الليالي والايام. وتعرج الايات في بداية السورة إلى العلاقة بين الايات في الافاق " والنجم إذا هوى " وهو ما يهتدي به الإنسان في ظلمات البر والبحر وبين ما يرسله الله سبحانه وتعالى لهداية البشر من الرسل، سيدهم خاتمهم النبي المصطفى ص المرسل برسالة الإسلام. ثم تبدأ بالتلميح إلى مقام هذه الشخصية العظيمة ببيان قصة المعراج والذي ورد في الاثر ان من لم يؤمن بها لم يؤمن بما جاء به الرسول. ابتداءا من عروجه إلى السماء من المسجد الأقصى وانتهاء بوصوله إلى العرش ومناجاته مع رب العزة والجلالة وما راه في السماوات السبع من الايات الباهرة التي تعجز العقول عن معرفة كنهها..

هذه السوره القصد فيهاواضحاً، وقد زيدت لفظة أو اختيرت قافية، لتضمن سلامة التنغيم ودقة إيقاعه - إلى جانب المعنى المقصود الذي تؤديه في السياق كما هي عادة التعبير القرآني - مثل ذلك قوله : أفرأيتم اللات والعزى. ومناة الثالثة الأخرى)..فلو قال ومناة الأخرى ينكسر الوزن. ولو قال ومناة الثالثة فقط يتعطل إيقاع القافية ولكل كلمة قيمتها في معنى العبارة. ولكن مراعاة الوزن والقافية كذلك ملحوظة ومثلها كلمة (إذن) في وزن الآيتين بعدها : (ألكم الذكر وله الأنثى ؟ تلك إذن قسمة ضيزى !) فكلمة (إذن) ضروية للوزن وإن كانت - مع هذا - تؤدى غرضاً فنياً في العبارة.

الصور والظلال في المقطع الأول، تشع في المجال العلوي الذي تقع فيه الأحداث النورانية والمشاهد الربانية التي يصفها هذا المقطع. ومن الحركات الطليقة للروح الأمين وهو يتراءى للرسول الكريم..والصور والظلال والحركات والمشاهد والجو الروحي المصاحب، تستمد وتمد ذلك الإيقاع التعبيري وتمتزج به. وتتناسق معه، وتتراءى فيه، في توافق منغم عجيب.

ثم يعم العبق جو السورة كله، ويترك آثاره في مقاطعها التالية، حتى تختم بإيقاع موح شديد الإيحاء، مؤثر عميق التأثير. ترتعش له كل ذرة في الكيان البشري وترف معه وتستجيب.

وموضوع السورة الذي تعالجه هو موضوع السور المكية على الإطلاق : العقيدة بموضوعاتها الرئيسية : الوحي والوحدانية والآخرة. والسورة تتناول الموضوع من زاوية معينة تتجه إلى بيان صدق الوحي بهذه العقيدة ووثاقته ووهن عقيدة الشرك وتهافت أساسها الوهمي الموهون !

والمقطع الأول في السورة يستهدف بيان حقيقة الوحي وطبيعته، ويصف مشهدين من مشاهده، ويثبت صحته وواقعيته في ظل هذين المشهدين، ويؤكد تلقي الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل - – تلقي رؤية وتمكن ودقة، واطلاعه على آيات ربه الكبرى.

ويتحدث المقطع الثاني عن آلهتهم المدعاة : اللات والعزى ومناة. وأواهمهم عن الملائكة. وأساطيرهم حول بنوتها لله. واعتمادهم في هذا كله على الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً. بينما الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعوهم إلى ما دعاهم إليه عن تثبت ورؤية ويقين.

والمقطع الثالث يلقن الرسول - صلى الله عليه وسلم – الإعراض عمن يتولى عن ذكر الله ويشغل نفسه بالدنيا وحدها، ويقف عند هذا الحد لا يعلم وراءه شيئاً. ويشير إلى الآخرة وما فيها من جزاء يقوم على عمل الخلق، وعلى علم الله بهم، منذ أنشأهم في الأرض، ومنذ كانوا آجنة في بطون أمهاتهم. فهو أعلم بهم من أنفسهم، وعلى أساس هذا العلم المستقين -لا الظن ولا الوهم يكون حسابهم وجزاؤهم، ويصير أمرهم في نهاية المطاف.

والمقطع الرابع والأخير يستعرض أصول العقيدة - كما هي منذ أقدم الرسالات - من فردية التبعية، ودقة الحساب، وعدالة الجزاء. ومن انتهاء الخلق إلى ربهم المتصرف في أمرهم كله تصرف المشيئة المطلقة. ومع هذا لفتة إلى مصارع الغابرين المكذبين. تختم بالإيقاع الأخير : (هذا نذير من النذر الأولى. أزفت الآزفة. ليس لها من دون الله كاشفة. أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون، ولا تبكون، وأنتم سامدون فاسجدوا لله واعبدوا). حيث يلتقي المطلع والختام في الإيحاء والصور والظلال والإيقاع العام.

المصدر : في ظلال القرآن - سيد قطب.

 

القمر

السورة تتحدث بمعظم آياتها على نماذج لمن كذّب بآيات القرآن وتحمل السورة طابع التهديد والوعيد والإنذار مع صور شتّى من مشاهد العذاب والدمار. وقد تكرر فيها ذكر (فكيف كان عذابي ونذر) وكذلك (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر) وتحدثت عن قوم نوح (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) آية 12، وقوم عاد (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ) آية 19، وقوم ثمود (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) آية 31، وقوم لوط: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ) آية 34، وآل فرعون: (كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ) آية 42. وكلها تتحدث عن كيفية غضب الله لنتعرف عليه من خلال النقم التي لحقت بمن كذّب بهذا القرآن. وقد ختمت السورة بآية بيّنت مآل السعداء المتقين لتحافظ على توازن اسلوب القرآن في الترغيب والترهيب (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ) آية 54

 

( اقتربت الساعة وانشق القمر ) مطلع باهر مثير على حادث كوني كبير وإرهاص بحادث أكبر . لايقاس إليه ذلك الحدث الكوني الكبير . انشقاق القمر آية خارقة ...والقمر في ذاته آية أكبر ! هذا الكوكب بحجمه ، ووضعه ، وشكله ، وطبيعته ، ومنازله ، ودورته ، وآثاره في حياة الأرض ، وقيامه هكذا في الفضاء بغير عمد ، هذه الآية الكبرى القائمة الدائمة حيال الأبصار وحيال القلوب ، توقع إيقاعها وتلقي ظلالها ، وتقوم أمام الحس شاهداً على القدرة المبدعة التي يصعب إنكارها إلا عناداً أو مراء ! ولقد جاء القرآن ليقف بالقلب البشري في مواجهة الكون كله ، وما فيه من آيات الله القائمة الثابتة ويصله في هذا الكون وآيات الله في كل لحظة ، لامرة عارضة في زمان محدود ، يشهدها جيل من الناس في مكان محدود .

 

وفي مطلع هذه السورة تجيء تلك الإشارة إلى اقتراب الساعة وانشقاق القمر إيقاعاً يهز القلب البشري هزاً ، وهو يتوقع الساعة التي اقتربت ، ويتأمل الآية التي وقعت ، ويتصور أحداث الساعة في ظل هذا الحدث الكوني الذي رآه المخاطبون بهذا الايقاع المثير .

 

ومع اقتراب الموعد المرهوب ، ووقوع الحادث الكوني المثير ، وقيام الآيات التي يرونها في صور شتى .. فإن تلك القلوب كانت تلج في العناد ، وتصر على الضلال ، ولاتتأثر بالوعيد كما لا تتأثر بايقاع الآيات الكثيرة الكافية للعظة والكف عن التكذيب : ( وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا : سحر مستمر ، وكذبوا واتبعوا أهوائهم وكل أمر مستقر ، ولقد جاءهم من الانباء ما فيه مزدجر ، حكمة بالغة فما تغني النذر )

 

قالوا (سحر مستمر ) معرضين عن تدبير طبيعة الآيات وحقيقتها ، معرضين كذلك عن دلالتها وشهادتها وكذبوا بالآيات اتباعاً لآهوائهم لا استناداً إلى حجة ، ولا تدبراً للحق الثابت المستقر في كل ماحولهم في هذا الوجود .

 

( وكل أمر مستقر ) فكل شيء في موضعه في هذا الوجود الكبير . فأمر هذا الكون يقوم على الثبات والاستقرار ، لأعلى الهوى المتقلب ، والمزاج المتغير .

 

( ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر ) ...أنباء الآيات الكونية التي صرفها الله لهم في هذا القرآن ، وأنباء المكذبين من قبلهم ومصارعهم ، وأنباء الآخرة التي صورها الله لهم ..وكان في هذا زاجر ورادع لمن يزدجر ويرتدع .

 

(فتول عنهم يوم يدعو الداع إلى شيء نكر ، خشعاً أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر ، مهطعين إلى الداعي يقول الكافرون : هذا يوم عسر ) وهو مشهد من مشاهد ذلك اليوم يناسب هوله ظلال السورة كلها ، ويتناسق مع الإرهاص باقتراب الساعة ، ومع الإنباء بانشقاق القمر ،ومع الإيقاع الموسيقي في السورة كذلك ! فهذا هو اليوم الذي اقترب ، وهم عنه معرضون ، وبه يكذبون فتول عنهم يوم يجيء، ودعهم لمصيرهم وهو المصير المخيف . وبهذا الإيقاع العنيف في مطلع السورة ، والمشهد المكروب الذي يشمل المكذبين في يوم القيامة ... يأخد في عرض مشاهد التنكيل والتعذيب الذي أصاب أجيال المكذبين قبلهم .

 

المصدر : في ظلال القرآن - سيد قطب .

لي عودة ان شاء الله

اشعر بالتعب

تم تعديل بواسطة بسملة النور

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

الرحمن

هذه السورة المكية ذات نسق خاص ملحوظ . إنها إعلان هام في ساحة الوجود الكبير ، وإعلام بآرء الله الباهرة الظاهرة ، في جميل صنعه ،إبداع خلقه ، وفي فيض نعمائه ، وفي تدبيره للوجود وما فيه ، وتوجيه الخلائق كلها إلى وجهه الكريم .. وهي إشهاد عام للوجود كله على الثقلين : الأنس والجن المخاطبين بالسورة على السواء ، في ساحة الوجود على مشهد من كل موجود ، مع تحدياهما إن كانا يملكان التكذيب بآلاء الله ، تحدياً يتكرر عقب بيان كل نعمة التي يعدها ويفصلها ، ويجعل الكون كله معرضاً لها ، وساحة الآخرة كذلك .

ورنة الإعلان تتجلى في بناء السورة كله ، وفي إيقاع فواصلها .. تتجلى في إطلاق الصوت إلى أعلى ، وامتداد التصويت إلى بعيد ، كما تتجلى في المطلع الموقظ الذي يستثير الترقب والانتظار لما يأتي بعد المطلع من أخبار .. الرحمن كلمة واحدة . مبتدأ مفرد .. الرحمن كلمة واحدة في معناها الرحمة ، وفي رنتها الإعلان ، والسورة بعد ذلك بيان للمسات الرحمة ومعرض لآلاء الرحمن .

وبيدأ معرض الآلاء بتعليم القرآن بوصفة المنة الكبرى على الإنسان . تسبق في الذكر خلق الإنسان ذاته وتعليمه البيان .. ُثم يذكر خلق الإنسان ، ومنحه الصفة الإنسانية الكبرى ..البيان ..

ومن ثم يفتح صحائف الوجود الناطقة بآلاء الله .. الشمس والقمر والنجم والشجر والسماء المرفوعة . والميزان الموضوع . والأرض وما فيها من فاكهة ونخل وحب وريحان . والجن والإنس . والمشرقان والمغربان . والبحران بينهما برزخ لايبغيان . وما يخرج منهما وما يجرى فيهما .

فإذا تم عرض هذه الصحائف الكبار . عرض فنائها جميعاً . مشهد المناء المطلق للخلائق ، وفي ظل الوجود المطلق لوجه الله الكريم الباقي . الذي إليه تتوجه الخلائق جميعاً ، ليتصرف بأمرها بما يشاء .

وفي ظل الفناء المطلق والبقاء المطلق يجيء التهديد المروع والتحدي الكوني للجن والإنس : ( سنفرغ لكم أيها الثقلان . فبأى الآلاء ربكما تكذبان)

ومن ثم يعرض مشهد النهاية . مشهد القيامة . يعرض في صورة كونية . يرتسم فيها مشهد السماء حمراء سائلة ، ومشهد العذاب للمجرمين ، والثواب للمتقين في تطويل وتفصيل .

ثم يجيء الختام المناسب لمعرض الآلاء : ( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ) ..

المصدر : في ظلال القرآن - سيد قطب .

الواقعة

 

الواقعة ...اسم للسورة وبيان لموضوعها معاً . فالقضية الأولى التي تعالجها هذه السورة المكية هي قضية النشأة الآخرة ، رداًعلى قول الشاكين فيها ، المشركين بالله ، المكذبين بالقرآن : (أإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أإنا لمبعثون ؟ أو آباؤنا الأولون ؟)

ومن ثم تبدأ السورة بوصف القيامة .وصفها بصفتها التي تنهى كل قول ، وتقطع كل شك ، وتشعر بالجزم في هذا الأمر .. الواقعة .. ( إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة ) وتذكر من أحداث هذا اليوم ما يميزة عن كل يوم ، حيث تتبدل أقدار الناس ، وأوضاع الناس ، في ظل الهول الذي يبدل الأرض غير الأرض كما يبدل القيم غير القيم سواء : ( خافضة رافعة ...إذا رجت الأرض رجا ، وبست الجبال بسا ، فكانت هباء منبثا وكنتم أزواجاً ثلاثة ...)

ثم تفصل السورة مصائر هذه الأزواج الثلاثة : السابقين وأصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة . وتصف ما يلقون من نعيم وعذاب وصفاً مفصلاً ، يوقع في الحس أن هذا أمر كائن واقع ، لامجال للشك فيه ، وهذه أدق تفصيلاته معروضة للعيان ، حتى يرى المكذبين رأى العين مصيرهم ومصير المؤمنين وحتى يقال عنهم هنالك بعد وصف العذاب الأليم الذى هم فيه : ( إنهم كانوا قبل ذلك مترفين . وكانوا يصرون على الحنت العظيم . وكانوا يقولون أإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أإنا لمبعثون ؟ أو آباؤنا الأولون ) .

وبهذا ينتهى الشوط الأول من السورة ويبدأ شوط جديد يعالج العقيدة كلها ، متوخياً قضية البعث التي هي موضوع السورة الأول ، بلمسات مؤثرة ، يأخد مادتها وموضوعها مما يقع تحت حس البشر ، في حدود المشاهدات التي لا تخلو منها تجربة إنسان ، أياً كانت بيئته ، ودرجة معرفته وتجربته .

يعرض نشأتهم الأولى من مني يمني . ويعرض موتهم ونشأة آخرين مثلهم من بعدهم في مجال التدليل على النشأة الأخرى ، التي لا تخرج في طبيعتها ويسرها عن النشأة الأولى ، التي يعرفونها جميعاً .

ويعرض صورة الحرث والزرع ، وهو إنشاء للحياة في صورة من صورها . إنشاؤها بيد الله وقدرته . ولو شاء الله لم تنشأ ، ولو شاء لم تؤت ثمارها .

ويعرض صورة الماء العذب الذي تنشأ به الحياة كلها . وهو معلق بقدرة الله ينزله من السحائب . ولو شاء جعله ملحاً أجاجاً ، لاينبت حياة ، ولا يصلح لحياة .

وصورة النار التي يوقدون ، وأصلها الذي تنشأ منه ..الشجر .. وعند ذكر النار يلمس وجدانهم منذراً ويذكرهم بنار الآخرة الي يشكون فيها .

وكلها من صور حياتهم الواقعة ، يلمس بها قلوبهم ، ولا يكلفهم فيها إلا اليقظة ليد الله وهي تنشئها وتعمل فيها .

كذلك يتناول هذا الشوط قضية القرآن الذي يحدثهم عن ( الواقعة ) فيشكون في وعيده ، فيلوح بالقسم بمواقع النجوم ، ويعظم من أمر هذا القسم لتوكيد أن هذا الكتاب هو قرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون ، وأنه تنزيل من رب العالمين .

ثم يواجههم في النهاية بمشهد الاحتضار . في لمسة عميقة مؤثرة . حين تبلغ الحلقوم ، ويقف صاحبها على حافة العالم الآخر ، ويقف الجميع مكتوفي الأيدي عاجزين ، لا يملكون له شيئاً ، ولا يدرون ما يجري حوله ، ولا ما يجري في كيانه . ويخلص أمره كله لله ، قبل أن يفارق هذه الحياة . ويرى هو طريقه المقبل ، حين لا يملك أن يقول شيئاً عما يرى ولا أن يشير !

ثم تختم السورة بتوكيد الخبر الصادق ، وتسبيح الله الخالق : ( إن هذا لهو الحق اليقين . فسبح باسم ربك العظيم ) فيلتئم المطلع والختام أكمل التئام ..

المصدر : في ظلال القرآن - سيد قطب .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

الحديد

السورة بجملتها دعوة للجماعة الإسلامية كي تحقق في ذاتها حقيقة إيمانها .هذه الحقيقة التي تخلص بها النفوس لدعوة الله .فلا تضن عليها بشيء ...ولا تحتجز دونها شيء ...لا الأرواح ولا الأموال ولا خلجات القلوب ولا ذوات الصدور ..وهي الحقيقة التي تستحيل بها النفوس ربانية وهي تعيش على الأرض . موازينها هي موازين الله .والقيم التي تعتز بها وتسابق إليها هي القيم التي تثقل في هذه الموازين . كما أنها الحقيقة التي تشعر القلوب بحقيقة الله ، فتخشع لذكره . وترتجف وتفر من كل عائق وكل جاذب يعوقها عن الفرار إليه .

 

وعلى أساس هذه الحقيقة تدعو السورة الجماعة الإسلامية إلى البذل في سبيل الله ، بذل النفس وبذل المال : ( أمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه )

 

وعلى أساس هذه الحقيقة الكبيرة كذلك تدعو الجماعة الإسلامية إلى الخشوع لذكر الله وللحق الذي أنزله الله ليجيء البذل ثمرة لهذا الخشوع المنبعث من الحقيقة الإيمانية الأولي : ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق )

 

وكذلك تضع قيم الدنيا وقيم الآخرة في ميزان الحق ، وتدعو الجماعة الإسلامية لاختيار الكفة الراجحة والسباق إلى القيم الباقية : ( اعلموا أن الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد )

 

وظاهر من سياق السورة - إلى جانب عمومية الدعوة الدائمة إلى تلك الحقيقة - أنها كانت تعالج كذلك حالة واقعة في الجماعة الإسلامية عند نزول هذه السورة في المجتمع المدني في الفترة تمتد من العام الرابع الهجري إلى ما بعد فتح مكة . فإلى جانب المهاجرين والأنصار ، الذين ضربوا أروع مثال عرفته البشرية في البذل والتضحيه بأرواحهم وأموالهم ، كانت هناك – في الجماعة الإسلامية – فئة أخرى ليست في هذا المستوى الايماني الخالص الرفيع وبخاصة بعد الفتح عندما دخل الناس في الإسلام أفواجا وكان من بينهم من لم يدركوا بعد حقيقة الايمان الكبيرة ولم يعيشوا بها ولها كما عاشت تلك الفئة السابقة الخالصة المخلصة لله .

 

كذلك كانت هنالك طائفة أخرى طائفة المنافقين ،مختلطة غير متميزة خاصة حين ظهرت غلبة الإسلام واضطر المنافقين إلى التخفي والإنزواء ، مع بقاء قلوبهم غير مخلصة يتربصون الفرص وتجرفهم الفتن . :(يوم يقول المنافقون : انظرونا نقتبس من نوركم )

 

هذا إلى جانب من بقي في الجزيرة من أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، ( كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ) وهي إشارة إلى اليهود خاصة . وكإشارة إلى النصارى قرب نهاية السورة في قوله : (ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى بن مريم وآتيناه الإنجيل )

 

ولما كان مدار السورة على تحقيق حقيقة الإيمان في القلب ، وما ينبثق عن هذه السورة من خشوع وتقوى ، فقد سارت في إقرار هذه الحقيقة في النفوس على نسق مؤثر حافل بالمؤثرات ذات الإيقاع الآسر للقلب والحس والمشاعر! وفي مطلع السورة مجموعة إيقاعات بالغة التأثير تواجه القلب البشري بمجموعة من صفات الله سبحانه فيها تعريف به مع الإيحاء الآسر بالخلوص له نتيجة للشعور بحقيقة الألوهية المنفردة ، وسيطرتها المطلق على الوجود ، ورجعة كل شيء إليها في نهاية المطاف مع نفاذ علمها إلى خبايا القلوب وذوات الصدور ، واتجاه كل إليها بالعبادة والتسبيح : ( سبح لله مافي السماوات والأرض . وهو العزيز الحكيم له ملك السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير ) .

 

ومطلع السورة بإيقاعاته كاف وحده ليهز القلوب هزاً ويوقع فيها الرهبه والخشية والارتعاش والتخلص من الشح بالأنفس والأموال وصورة ضآلة الحياة وقيمها إلى جانب قيم الآخرة . وكذلك لمسة رد القلوب إلى حقيقة القدر المسيطر على الوجود : (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكي لاتأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم . والله لايحب كل مختال فخور . الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ، ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ) .

 

المصدر : قي ظلال القرآن - سيد قطب .

المصدر الثاني

 

هذه السورة الكريمة من السور المدنية، التي تعنى بالتشريع والتربية والتوجيه، وتبني المجتمع الإِسلامي على أساس العقيدة الصافية، والخلق الكريم، والتشريع الحكيم.

 

 

 

وقد تناولت السورة الكريمة "سورة الحديد" ثلاثة مواضيع رئيسية وهي:

أولاً: أن الكون كله لله جل وعلا، هو خالقه ومبدعه، والمتصرف فيه بما يشاء.

 

ثانياً: وجوب التضحية بالنفس والنفيس لإِعزاز دين الله، ورفع منار الإِسلام.

 

ثالثاً: تصوير حقيقة الدنيا بما فيها من بهرج ومتاعٍ خادع حتى لا يغتر بها الإِنسان.

 

 

 

 

ابتدأت السور الكريمة بالحديث عن عظمة الخالق جلَّ وعلا الذي سبَّح له كل ما في الكون من شجر وحجر، ومدر، وإِنسانٍ، وحيوان، وجماد، فالكل ناطق بعظمته شاهد بوحدانيته.

 

 

 

ثم ذكرت صفات الله الحسنى، وأسماءه العليا، فهو الأول بلا بداية، والآخر بلا نهاية، والظاهر بآثار مخلوقاته، والباطن الذي لا يعرف كنه حقيقته أحد، وهو الخالق للإِنسان والمدبر للأكوان.

 

 

 

ثم تلتها الآيات وهي تدعو المسلمين إِلى البذل والسخاء والإِنفاق في سبيل الله بما يحقق عزة الإِسلام ورفعة شأنه، فلا بدَّ للمؤمن من الجهاد بالنفس والمال لينال السعادة في الدنيا والمثوبة في الآخرة.

 

 

 

وتحدثت السورة عن أهل الإِيمان، وأهل النفاق، فالمؤمنون يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، والمنافقون يتخبطون في الظلمات، كما كانوا في الدنيا يعيشون كالبهائم في ظلمات الجهل والغي والضلال.

 

 

 

وتحدثت السورة عن حقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة، وصوّرتهما أدقَّ تصوير، فالدنيا دار الفناء، فهي زائلة فانية، كمثل الزرع الخصيب الذي ينبت بقوة بنزول الغيث، ثم يصفر ويذبل حتى يصير هشيماً وحطاماً تذروه الرياح، بينما الآخرة دار الخلود والبقاء، التي لا نصب فيها ولا تعب، ولا همَّ ولا شقاء.

 

 

 

وختمت السورة الكريمة بالغاية من بعثة الرسل الكرام، والأمر بتقوى الله عز وجل، والاقتداء بهدي رسله وأنبيائه.

عن موقع: الموسوعة الإسلامية المعاصرة

تم تعديل بواسطة بسملة النور

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

المجادلة

وردت أحداث هذه السورة في المجتمع المدني . مع الجماعة المسلمة الناشئة حيث تربي وتقوم وتعد للنهوض بدورها العالمي . بل بدورها الكوني . الذي قدر الله لها في دورة هذا الكون ومقدراته وهو دور ضخم يبدأ من إنشاء تصور جديد كامل لهذه الحياة ، في نفوس الجماعة وإقامة حياة واقعية على أساس هذا التصور ، ثم تحمله هذه الجماعة إلى العالم كله لتنشئ للبشرية حياة إنسانية قائمة على أساس هذا التصور وهو دور ضخم يقتضي إعداداً كاملاً . ولقد اقتضت تربية النفوس وإعدادها للدور الكوني الكوني الكبير المقدرلها في الأرض جهوداً ضخمة ، وصبراًً طويلاً ، وعلاجاً بطيئاً ، في صغار الأمور وفي كبارها ...كانت حركة بناء هائلة هذه التي قام بها الإسلام وقام بها رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم - بناء النفوس التي تنهض ببناء المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية وتقوم على منهج الله ، تفهمه وتحققه ، وتنقله إلى أطراف الأرض في صورة حية متحركة ، لا في صحائف وكلمات .

وفي هذه السورة بصفة خاصة نشهد صورة موحية من رعاية الله للجماعة الناشئة ، وهو يصنعها على عينه ، ويربيها بمنهجه ، ويشعرها برعايته ، ويبني في ضميرها الشعور الحي بوجوده - سبحانه - معها في أخص خصائصها وأصغر شؤونها ، وأخفي طواياها ، وحراسته لها من كيد أعدائها خفيه وظاهره ، وضمها إلى لوائه وظله ، وتربية أخلاقها وعاداتها وتقاليدها تربية تليق بالجماعة التي تنضوي إلى كنف الله ، وتنتسب إليه ، وتؤلف حزبه في الأرض ، وترفع لواءه لتعرف به في الأرض جميعًا .

ومن ثم تبدأ السورة بصورة عجيبه من صورة هذه الفترة الفريدة في تاريخ البشرية . ( فترة اتصال السماء بالأرض في صورة مباشرة محسوسة ) ومشاركتها في الحياة اليومية لجماعة من الناس مشاركة ظاهرة : ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ، والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ) .. فتشهد السماء تتدخل في شأن يومي لأسرة صغيرة فقيرة مغمورة لتقرر حكم الله في قضيتها ، وقد سمع – سبحانه – للمرأة وهي تحاور رسول الله فيها، ولم تكد تسمعها عائشة وهي قريبة منها ! وهي صورة تملأ القلب بوجود الله وقربه وعطفه ورعايته .

ثم توكيد وتذكير بحضور الله - سبحانه – وشهوده لكل نجوى في خلوة ، يحسب أصحابها أنهم منفردون بها ، والله معهم أينما كانوا : ( ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ، إن الله بكل شيء عليم ) وهي صورة تملأ القلب بوجود الله وحضورة ، كما تملؤه برقابته واطلاعه . وهذا تهديد للذين يتناجون في خلواتهم لتدبير المكايد للمسلمين ، وتهديد بأن أمرهم مكشوف . ونهي المسلمين عن التناجي بغير البر والتقوى وتربية نفوسهم وتربيتها بهذا الخصوص .

أما باقية السورة فتنصرف عن الحديث عن المنافقين الذين يتولون اليهود ويتآمرون معهم ويدارون تآمرهم بالكذب والحلف للرسول والمؤمنين وتصورهم كذلك في الآخرة حلافين كذابين ، يتقون بالحلف ما يواجههم من عذاب الله ، كما كانوا يتقون بهما في الدنيا من غضب رسول الله والمؤمنين !

وفي ختام السورة تجيء تلك الصورة الوضيئة لحزب الله التي كان يمثلها بالفعل أولئك السابقون من المهاجرين والأنصار. والتي كانت الآية تشير لها كي ينتهي إليها أولئك الذين ما زالوا بعد في الطريق .

في ظلال القرآن - سيد قطب

 

 

الحشر

نزلت هذه السورة في حادث بني النضير - حي من أحياء اليهود – في السنة الرابعة من الهجرة. تصف كيف وقع ؟ ولماذا وقع ؟ وما كان في أعقابه من تنظيمات في الجماعة الإسلامية... ترويها بطريقة القرآن الخاصة، وتعقب على الأحداث والتنظيمات بطريقة القرآن كذلك في تربية تلك الجماعة تربية حية بالأحداث والتوجيهات والتعقيبات. ونرى ميزة العرض القرآني، وبعد آماده وراء الأحداث التي تتنزل بشأنها النصوص، فتفي بمقتضيات الأحداث، وتمتد وراءها وحولها في مجالات أوسع وأشمل من مقتضيات تلك الأحدات المحدودة بالزمان والمكان.

 

كانت وقعة بني النضير في أوائل السنة الرابعة من الهجرة بعد غزوة أحد وقبل غزوة الأحزاب. ومما يذكر عنها أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذهب مع عشرة من كبار أصحابه منهم أبو بكر وعمر وعلى – رضى الله عنهم – إلى محلة بني النضير يطلب منهم المشاركة في أداء دية قتيلين بحكم ما كان بينه وبينهم من عهد ووعدوا اليهود في أداء ما عليهم بينما كانوا يدبرون أمراً لاغتيال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ومن معه.فألهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ما يبيت اليهود من غدر فقام كأنما ليقضي أمراً. فلما غاب استبطأه من معه فخرجوا من المحلة يسألون عنه فعلموا أنه دخل المدينة.

 

فلما كان تبيت الغدر برسول الله في محلة بني النضير لم يبق من مفر من نبد عهدهم إليهم. وفق القاعدة الإسلامية (وإما تخافن من قوم خيانة فانبد إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين)... فتجهز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحاصر محلة بني النضير وأمهلهم ثلاثة أيام - وقيل عشرة - ليفارقوا جواره ويجلوا عن المحله على أن يأخدوا أموالهم، ويقيموا وكلاء عنهم على بساتينهم ومزارعهم ولكن المنافقين أرسلوا إليهم يحرضونهم على الرفض والمقاومة. وتحصن اليهود في الحصون فأمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم – بقطع نخيلهم والتحريق فيها فنادوه : ما بال قطع النخيل وتحريقها ؟ وفى الرد عليهم نزل قول القرآن (ما قطعتم من لبنة أو تركتنوها قائمة على أصولها فبأذن الله وليخزي الفاسقين) ولما بلغ الحصار ستاً وعشرين ليلة، ويئس اليهود من وعود المنافقين لهم سألوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يجليهم ويكف عن دمائهم.

 

وكانت أموال بني النضير خالصاً لله والرسول، لم يوجف المسلمين عليه بخيل ولاجمال فقسمها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على المهاجرين دون الأنصار عدا رجلين فقيرين من الأنصار. وفي هذا نزل قول القرآن : (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله، أولئك هم الصادقون).

 

فهذا هو الحادث الذي نزلت فيه السورة، وتعلقت به نصوصها.وفي خاتمة السورة يوجه الخطاب للذين أمنوا ممن شهدوا هذا الحادث وممن يعرفونه بعد ذلك. على طريقة القرآن في تربية النفوس بالأحداث والتعقيب عليها، وربطها بالحقائق الكلية الكبيرة...ثم الإيقاع الأخير يذكر صفات الله الذي يدعو الذين آمنوا ويخاطبهم بهذا القرآن. وهي صفات ذات أثر وفاعلية في هذا الكون. وعلى أساس تصور حقيقتها يقوم الإيمان الواعي المدرك البصير. وتبدأ السورة وتختم بتسبيح الله الذي له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم. فيتناسق البدء والختام مع موضوع السورة.ومع دعوة المؤمنين للتقوى والخشوع والتفكير في تدبير الله الحكيم.

 

المصدر

في ظلال القرآن - سيد قطب.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

الممتحنة

* هذه السورة الكريمة من السور المدنية، التي تهتم بجانب التشريع، ومحورُ السورة يدور حول فكرة "الحبّ والبغض في الله" الذي هو أوثق عُرى الإِيمان، وقد نزل صدر السورة عتاباً لحاطب بن أبي بلتعة حين كتب كتاباً لأهل مكة يخبرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تجهز لغزوهم، كما ذكر تعالى حكم موالاة أعداء الله، وضرب الأمثال في إِبراهيم والمؤمنين في تبرئهم من المشركين، وبيَّن حكم الذين لم يقاتلوا المسلمين، وحكم المؤمنات المهاجرات وضرورة امتحانهن، وغير ذلك من الأحكام التشريعية.

 

* ابتدأت السورة الكريمة بالتحذير من موالاة أعداء الله، الذين آذوا المؤمنين حتى اضطروهم إِلى الهجرة وترك الديار والأوطان {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ..} الآيات.

 

* ثم بينت السورة أنَّ القرابة والنسب والصداقة في هذه الحياة لن تنفع الإِنسان أبداً يوم القيامة، حيث لا ينفع الإِنسان إِلا الإِيمان والعمل الصالح {لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة ..} الآيات.

 

* ثم ضربت المثل في إِيمان إبراهيم عليه السلام وأتباعه المؤمنين، حين تبرؤوا من قومهم المشركين، ليكون ذلك حافزاً لكل مؤمن على الاقتداء بأبي الأنبياء إِبراهيم خليل الرحمن {قد كانت لكم أسوة حسنةٌ في إبراهيم والذين معه إِذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً ..} الآيات.

 

* وتحدثت السورة عن حكم الذين لم يعادوا المؤمنين ولم يقاتلوهم {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ..} وحكم الذين قاتلوا المؤمنين وآذوهم {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين ..} الآيات.

 

*وبينت السورة وجوب امتحان المؤمنات عند الهجرة، وعدم ردهنَّ إِلى الكفار إِذا ثبت إِيمانهن، وقررت عدم الاعتداد بعصمة الكافر، ثم حكم مبايعة النساء للرسول صلى الله عليه وسلم وشروط هذه البيعة {يا أيها الذين آمنوا إِذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن .. } الآيات وقوله {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئاً .. } الآيات.

 

* وختمت السورة بتحذير المؤمنين من موالاة أعداء الله الكافرين {يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم، قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور} وهكذا ختمت السورة بمثل ما بدأت به من التحذير من موالاة أعداء الله، ليتناسق الكلام في البدء والختام.

المصدر اذاعة القران

تم تعديل بواسطة بسملة النور

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

الصف

* سورة الصف هي إحدى السور المدنية، التي تُعنى بالأحكام التشريعية، وهذه السورة تتحدث عن موضوع "القتال" وجهاد أعداء الله، والتضحية في سبيل الله لإِعزاز دينه، وإِعلاء كلمته، وعن التجارة الرابحة التي بها سعادة المؤمن في الدنيا والآخرة، ولكنَّ المحور الذي تدور عليه السورة هو "القتال"، ولهذا سميت سورة الصف.

* ابتدأت السورة الكريمة - بعد تسبيح الله وتمجيده - بتحذير المؤمنين من إِخلاف الوعد، وعدم الوفاء بما التزموا به { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(1)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ}؟

* ثم تحدثت عن قتال أعداء الله بشجاعة المؤمن وبسالته، لأنه يقاتل من أجل غرضٍ نبيل، وهو رفع منار الحق، وإِعلاء كلمة الله { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ}.

* وتناولت السورة بعد ذلك موقف اليهود من دعوة موسى وعيسى عليهما السلام، وما أصابهما من الأذى في سبيل الله، وذلك تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ناله من كفار مكة {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي.. } الآيات.

* وتحدثت السورة عن سنة الله في نصرة دينه، وأنبيائه، وأوليائه، وضربت المثل للمشركين في عزمهم على محاربة دين الله، بمن يريد إطفاء نور الشمس بفمه الحقير {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.

* ودعت السورة المؤمنين إِلى التجارة الرابحة، وحرضتهم على الجهاد في سبيل الله بالنفس والنفيس، لينالوا السعادة الدائمة الكبيرة مع النصرة العاجلة في الدنيا، وخاطبتهم بأسلوب الترغيب والتشويق {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ..} الآيات.

• وختمت السورة بدعوة أهل الإِيمان إِلى نصرة دين الرحمن، كما فعل الحواريون أصحاب عيسى حين دعاهم إِلى نصرة دين الله فاستجابوا ونصروا الحق والرسول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ..} وهكذا يتناسق البدء مع الختام في أبدع بيان وإِحكام.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

الجمعة

* هذه السورة الكريمة مدنية وهي تتناول جانب التشريع، والمحور الذي تدور عليه السورة بيانُ أحكام "صلاة الجمعة" التي فرضها الله على المؤمنين.

* تناولت السورة الكريمة بعثة خاتم الرسل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وبيَّنت أنه الرحمة المهداة، أنقذ الله به العرب من ظلام الشرك والضلال، وأكرم به الإِنسانية، فكانت رسالته بلسماً لأمراض المجتمع البشري، بعد أن كان يتخبط في الظلام.

* ثم تحدثت السورة عن اليهود، وانحرافهم عن شريعة الله، حيث كُلِّفوا بالعمل بأحكام التوراة، ولكنهم أعرضوا عنها ونبذوها وراء ظهورهم، وضربت مثلاً لهم بالحمار، الذي يحمل على ظهره الكتب الكبيرة النافعة، ولكنه لا يناله منها إِلا العناء والتعب، وذلك نهاية الشقاء والتعاسة.

* ثم تناولت أحكام "صلاة الجمعة" فدعت المؤمنين إِلى المسارعة لأداء الصلاة، وحرمت عليهم البيع وقت الأذان ووقت النداء لها، وختمت بالتحذير من الانشغال عن الصلاة بالتجارة واللهو كحال المنافقين، الذين إذا قاموا إِلى الصلاة قاموا كسالى متثاقلين.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

ساتوقف هنا

وساتابع باذن الله مع المدارسة وهنا أضع الملخص

نسأل الله الاخلاص

المنافقون

هذه السورة تحمل هذا الاسم الخاص ( المنافقون ) الدال على موضوعها .. ليست هي السورة الوحيدة التي ذكر فيها النفاق والمنافقين ، ووصف أحوالهم ومكائدهم . فلا تكاد تخلو سورة مدنية من ذكر المنافقين ، تلميحاً أو تصريحاً .ولكن هذه السورة تكاد تكون مقصورة على الحديث عن المنافقين . والإشارة إلى بعض الحوادث والأقوال التي وقعت منهم ورويت عنهم . وهي تتضمن حملة عنيفة على أخلاق المنافقين وأكاذيبهم ودسسائسهم ومناوراتهم . ومافي في نفوسهم من البغض والكيد للمسلمين .

 

وليس في السورة عدا هذا الموضوع إلا لفته إلى الذين آمنوا لتحذيرهم من كل ما يلصق بهم صفة من صفات المنافقين ،وأدني درجات النفاق ( عدم التجرد لله )، والغفلة عن ذكره الإشتغال بالأموال والأولاد ، والتقاعس عن البذل في سبيل الله حتي يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه البذل والصدقات .

 

وحركة النفاق بدأت ( بدخول الإسلام إلى المدينة ) ، واستمرت إلى قرب وفاة رسول الله - صلى الله علية وسلم – ولم تنقطع في أي وقت تقريباً ، وإن تغيرت مضائرها ووسائلها بين الحين والحين ...هذه الحركة ذات أثر واضح في سيرة هذه الفترة التاريخية وأحداثها ، وقد شغلت من جهد المسلمين ووقتهم وطاقتهم قدراً كبيراً وورد ذكرها في القرآن الكريم وفي الحديث الشريف مرات كثيرة تدل على ضخامة هذه الحركة وأثرها البالغ في حياة الدعوة في ذلك الحين .

 

وعلة ظهور تلك الحركة في المدينة واضحة ، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – والمسلمون الأولون في مكة لم يكونوا من النفوذ والقوة في حالة تستدعي وجود فئة من الناس (ترهبهم ) أو ترجو خيرهم ( فتتملقهم وتتزلف ) إليهم في الظاهر ، وتتآمر عليهم وتكيد لهم وتمكر بهم في الخفاء ، كما كان شأن المنافقين بوجه عام .ولقد كان أهل مكة وزعماؤها خاصة ينائون النبي (جهاراً ) ويتناولون من استطاعوا من المسلمين بالأذي الشديد ويقاومون الدعوة بكل وسيلة دون ما ( تحرز أو تحفظ ) وكانت القوة لهم حتي اضطر المسلمون إلى الهجرة فراراً بدينهم ودمهم إلى الحبشة أولاً ، ثم إلى يثرب .وحتى (فتن ) بعضهم عن دينه بالعنف والإكراه ، أو الإغراء أو التهويش ، وحتى تزلزل بعضهم ، وحتى مات بعض من ناله الأذى ممن ثبت على دينه نتيجة للتعذيب .

 

أما في المدينة فقد كان الأمر مختلفاً جداً .فالنبي –صلى الله عليه وسلم – استطاع قبل أن يهاجر أن يكسب أنصاراً أقوياء من الأوس والخزرج ، ولم يهاجر إلا بعد أن استوثق من موقفه ولم بيقي بيت عربي في المدينة لم يدخله الإسلام ،ففي هذه الحالة لم يكن من الهين أن يقف الذين لم يؤمنوا به موقف ( الجحود العلني ) للنبي والمسلمين من المهاجرين والأنصار وكان للعصبية أثر غيرقليل في عدم الوقوف هذا الموقف ، لأن سواد الأوس والخزرج أصبحوا أنصار النبي ومرتبطين به بموقف الدفاع والنصر .

 

ونلاحظ أن المنافقين كانوا أقوياء بعصبيتهم ولم يكونوا مفضوحين فضيحة تامة وكان النبي محاطاً بالمشركين من كل جانب ، وأهل مكة خصومه الألداء ، واليهود في المدينة وحولها وقد تنكروا له وجاهروا بالكفر والعداء له وعقدوا عقداً بينهم وبين المنافقين ، ولم يضعف شأنهم ويخف خطرهم إلا من بعد أن مكن الله النبي من هؤلاء وأظهره عليهم وكفاه شرهم .

 

المصدر : في ظلال القرآن – سيد قطب .

تم تعديل بواسطة بسملة النور

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

 

 

* سورة التغابن

من السور المدنية التي تعنى بالتشريع، ولكنَّ جوَّها جو السور المكية التي تعالج أصول العقيدة الإِسلامية.

* تحدثت السورة الكريمة عن جلال الله وعظمته وآثار قدرته، ثم تناولت موضوع الإِنسان المعترف بربه، والإِنسان الكافر الجاحد بآلاء الله.

* وضربت الأمثال بالقرون الماضية، والأمم الخالية، التي كذبت رسل الله، وما حلَّ بهم من العذاب والدمار، نتيجةً لكفرهم وعنادهم وضلالهم.

* وأقسمت السورة على أن البعث حقٌّ لا بدَّ منه، أقرَّ به المشركون أو أنكروه.

* وأمرت بطاعة الله وطاعة رسوله، وحذَّرت من الإِعراض عن دعوة الله.

* كما حذَّرت من عداوة بعض الزوجات والأولاد، فإِنهم كثيراً ما يمنعون الإِنسان عن الجهاد والهجرة.

• وختمت السورة بالأمر بالإِنفاق في سبيل الله لإِعلاء دينه، وحذرت من الشح والبخل، فإِن من صفات المؤمن الإِنفاق في سبيل الله ابتغاء مرضاته، وهو شطر الجهاد في سبيل الله.

المصدر هنا

تم تعديل بواسطة بسملة النور

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

الطلاق

* سورة الطلاق مدنية وقد تناولت بعض الأحكام التشريعية المتعلقة بأحوال الزوجين، كبيان أحكام الطلاق السني وكيفيته، وما يترتب على الطلاق من العدة، والنفقة، والسكنى، وأجر المرضع إِلى غير ما هنالك من أحكام.

* وتناولت السورة الكريمة في البدء أحكام الطلاق - الطلاق السُني، والطلاق البدعي - فأمرت المؤمنين بسلوك أفضل الطرق، عند تعذر استمرار الحياة الزوجية، ودعت إِلى تطليق الزوجة في الوقت المناسب وعلى الوجه المشروع، وهو أن يطلقها طاهراً من غير جماع، ثم يتركها إِلى انقضاء عدتها.

* وفي هذا التوجيه الإِلهي دعوةٌ للرجال أن يتمهلوا ولا يسرعوا في فصل عرى الزوجية، فإِن الطلاق أبغض الحلال إِلى الله، ولولا الضرورات القسرية لما أُبيح الطلاق لأنه هدم للأسرة,

* ودعت السورة إِلى إِحصاء العدة لضبط انتهائها، لئلا تختلط الأنساب، ولئلا يطول الأمد على المطلَّقة فيلحقها الضرر، ودعت إِلى الوقوف عند حدود الله، وعدم عصيان أوامره.

* وتناولت السورة أحكام العدة، فبينت عدة اليائس التي انقطع عنها دم الحيض لكبرٍ أو مرض، وكذلك عدة الصغيرة، وعدة الحامل فبينته أوضح بيان مع التوجيه والإِرشاد.

*وفي خلال تلك الأحكام التشريعية تكررت الدعوة إِلى "تقوى الله" بالترغيب تارةً، وبالترهيب أُخرى، لئلا يقع حيفٌ أو ظلم من أحد الزوجين، كما وضحت أحكام السكنى والنفقة.

* وختمت السورة بالتحذير من تعدي حدود الله، وضربت الأمثلة بالأمم الباغية التي عتت عن أمر الله، وما ذاقت من الوبال والدمار، ثم أشارت إِلى قدرة الله في خلق سبع سماوات طباق، وخلق الأرضين، وكلها براهين على وحدانية رب العالمين.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

التحريم

 

 

* سورة التحريم من السور المدنية التي تتناول الشؤون التشريعية، وهي هنا تعالج قضايا وأحكاماً تتعلق "ببيت النبوة" وبأُمهات المؤمنين أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرات، وذلك في إِطار تهيئة البيت المسلم، والنموذج الأكمل للأسرة السعيدة.

* تناولت السورة الكريمة في البدء الحديث عن تحريم الرسول صلى الله عليه وسلم لجاريته ومملوكته "مارية القبطية" على نفسه، وامتناعه عن معاشرتها إِرضاءً لرغبة بعض زوجاته الطاهرات، وجاء العتاب له لطيفاً رقيقاً، يشف عن عناية الله بعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يُضيّق على نفسه ما وسَّعه الله له {يا أيها النبيُ لم تُحرّمُ ما أحلَّ اللهُ لك تبتغي مرضاة أزواجك ..} الآية.

* ثم تناولت السورة أمراً على جانب كبير من الخطورة ألا وهو "إِفشاء السر" الذي يكون بين الزوجين، والذي يهدِّد الحياة الزوجية، وضربت المثل على ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسرَّ إِلى حفصة بسرٍّ واستكتمها إِياه، فأفشته إِلى عائشة حتى شاع الأمر وذاع، مما أغضب الرسول حتى همَّ بتطليق أزواجه {وإِذْ أسرَّ النبي إِلى بعض أزواجه حديثاً ..} الآية.

* وحملت السورة الكريمة حملة شديدةً عنيفة، على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين حدث ما حدث بينهن من التنافس، وغيرة بعضهن من بعض لأمورٍ يسيرة، وتوعدتهن بإِبدال الله لرسوله عليه السلام بنساءٍ خير منهنَّ، انتصاراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم {عسى ربه إِن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن، مسلماتٍ، مؤمنات، قانتات، تائبات ..} الآية.

* وختمت السورة بضرب مثلين: مثل للزوجة الكافرة في عصمة الرجل الصالح المؤمن، ومثلاً للزوجة المؤمنة في عصمة الرجل الفاجر الكافر، تنبيهاً للعباد على أنه لا يغني في الآخرة أحدٌ عن أحد، ولا ينفع حسب ولا نسب، إِذا لم يكن عمل الإِنسان صالحاً {ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط، كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما - أي كفرتا بالله ولم تؤمنا - فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين * وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إِذ قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ..} الآيات. وهو ختم رائع يتناسق مع جوّ السورة وهدفها في ترسيخ دعائم الفضيلة والإيمان.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

الملك

* سورة المُلْك من السور المكية، شأنها شأن سائر السور المكية، التي تعالج موضوع العقيدة في أصولها الكبرى، وقد تناولت هذه السورة أهدافاً رئيسية ثلاثة وهي "إثبات عظمة الله وقدرته على الإِحياء والإِماتة .. وإِقامة الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين .. ثم بيان عاقبة المكذبين الجاحدين للبعث والنشور".

* ابتدأت السورة الكريمة بتوضيح الهدف الأول، فذكرت أن الله جل وعلا بيده المُلْك والسلطان، وهو المهيمن على الأكوان، الذي تخضع لعظمته الرقاب وتعنو له الجباه، وهو المتصرف في الكائنات بالخلق والإِيجاد، والإِحياء والإِماتة {تبارك الذي بيده المُلْك ..} الآيات.

* ثم تحدثت عن خلق السماوات السبع، وما زيَّن الله به السماء الدنيا من الكوكب الساطعة، والنجوم اللامعة، وكلها أدلة على قدرة الله ووحدانيته {الذي خلق سبع سماواتٍ طباقاً..} الآيات.

* ثم تناولت الحديث عن المجرمين بشيءٍ من الإِسهاب، وهم يرون جهنم تتلظى وتكاد تتقطع من شدة الغضب والغيظ على أعداء الله، وقارنت بين مآل الكافرين والمؤمنين، على طريقة القرآن في الجمع بين الترهيب والترغيب {إذا أُلقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور ..}.

* وبعد أن ساقت بعض الأدلة والشواهد على عظمة الله وقدرته، حذَّرت من عذابه وسخطه أن يحل بأولئك الكفرة الجاحدين {أأمنتم منْ في السماء أن يخسف بكم الأرض فإِذا هي تمور ..} الآيات.

* وختمت السورة الكريمة بالإِنذار والتحذير للمكذبين بدعوة الرسول، من حلول العذاب بهم في الوقت الذي كانوا يتمنون فيه موت الرسول صلى الله عليه وسلم وهلاك المؤمنين {قل أرأيتم إن أهلكني اللهُ ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم} ؟ الآيات ويا له من وعيد شديد، ترتعد له الفرائص !!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
بســم الله الـرحمــن الرحيــم

الملك

* سورة المُلْك من السور المكية، شأنها شأن سائر السور المكية، التي تعالج موضوع العقيدة في أصولها الكبرى، وقد تناولت هذه السورة أهدافاً رئيسية ثلاثة وهي "إثبات عظمة الله وقدرته على الإِحياء والإِماتة .. وإِقامة الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين .. ثم بيان عاقبة المكذبين الجاحدين للبعث والنشور".

* ابتدأت السورة الكريمة بتوضيح الهدف الأول، فذكرت أن الله جل وعلا بيده المُلْك والسلطان، وهو المهيمن على الأكوان، الذي تخضع لعظمته الرقاب وتعنو له الجباه، وهو المتصرف في الكائنات بالخلق والإِيجاد، والإِحياء والإِماتة {تبارك الذي بيده المُلْك ..} الآيات.

* ثم تحدثت عن خلق السماوات السبع، وما زيَّن الله به السماء الدنيا من الكوكب الساطعة، والنجوم اللامعة، وكلها أدلة على قدرة الله ووحدانيته {الذي خلق سبع سماواتٍ طباقاً..} الآيات.

* ثم تناولت الحديث عن المجرمين بشيءٍ من الإِسهاب، وهم يرون جهنم تتلظى وتكاد تتقطع من شدة الغضب والغيظ على أعداء الله، وقارنت بين مآل الكافرين والمؤمنين، على طريقة القرآن في الجمع بين الترهيب والترغيب {إذا أُلقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور ..}.

* وبعد أن ساقت بعض الأدلة والشواهد على عظمة الله وقدرته، حذَّرت من عذابه وسخطه أن يحل بأولئك الكفرة الجاحدين {أأمنتم منْ في السماء أن يخسف بكم الأرض فإِذا هي تمور ..} الآيات.

* وختمت السورة الكريمة بالإِنذار والتحذير للمكذبين بدعوة الرسول، من حلول العذاب بهم في الوقت الذي كانوا يتمنون فيه موت الرسول صلى الله عليه وسلم وهلاك المؤمنين {قل أرأيتم إن أهلكني اللهُ ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم} ؟ الآيات ويا له من وعيد شديد، ترتعد له الفرائص !!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

* سورة القلم

من السور المكية التي تعنى بأصول العقيدة والإِيمان، وقد تناولت هذه السورة ثلاثة مواضيع أساسية وهي:

أ- موضوع الرسالة، والشبه التي أثارها كفار مكة حول دعوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

ب- قصة أصحاب الجنة "البستان"، لبيان نتيجة الكفر بنعم الله تعالى.

ج- الآخرة وأهوالها وشدائدها، وما أعدَّ الله للفريقين: المسلمين والمجرمين.

ولكن المحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هو موضوع إِثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

* ابتدأت السورة الكريمة بالقسم على رفعة قدر الرسول صلى الله عليه وسلم وشرفه وبراءته مما ألصقه به المشركون من اتهامه - وحاشاه - بالجنون، وبينت أخلاقه العظيمة، ومناقبه السامية {ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإِنَّ لك لأجراً غير ممنون وإِنك لعلى خُلُقٍ عظيم} .. الآيات.

* ثم تناولت موقف المجرمين من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أعدَّ الله لهم من العذاب والنكال {فلا تطع المكذبين ودُّوا لو تُدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاَّف مهين ..} الآيات.

* ثم ضربت مثلاً لكفار مكة في كفرانهم نعمة الله العظمى ببعثة خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم إليهم وتكذيبهم به بقصة أصحاب الجنة "الحديقة" ذاتِ الأشجار والزروع والثمار، حيث جحدوا نعمة الله ومنعوا حقوق الفقراء والمساكين، فأحرق الله حديقتهم وجعل قصتهم عبرةً للمعتبرين {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذْ أقسموا ليصر مُنَّها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم} الآيات.

* ثم قارنت السورة بين المؤمنين والمجرمين، على طريقة القرآن في الجمع بين الترغيب والترهيب {أفنجعل المسلمين كالمجرمين ..} الآيات.

* وتناولت السورة الكريمة القيامة وأحوالها وأهوالها، وموقف المجرمين في ذلك اليوم العصيب، الذي يكلفون فيه بالسجود لربِّ العالمين فلا يقدرون {يوم يكشف عن ساقٍ ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} الآيات.

* وختمت السورة الكريمة بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى المشركين، وعدم التبرم والضجر بما يلقاه في سبيل تبليغ دعوة الله كما حدث من يونس عليه السلام حين ترك قومه وسارع إلى ركوب البحر {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم} الآيات.

 

 

سورة الحاقة

من السور المكية، شأنها شأن سائر السور المكية في تثبيت العقيدة والإِيمان، وقد تناولت أموراً عديدة كالحديث عن القيامة وأهوالها، والساعة وشدائدها، والحديث عن المكذبين وما جرى لهم، مثل قوم عاد، وثمود، وقوم لوط، وفرعون، وقوم نوح، وغيرهم من الطغاة المفسدين في الأرض، كما تناولت ذكر السعداء والأشقياء، ولكنَّ المحور الذي تدور عليه السورة هو "إثبات صدق" القرآن وأنه كلام الحكيم العليم، وبراءة الرسول صلى الله عليه وسلم مما اتهمه به أهل الضلال.

* ابتدأت السورة الكريمة ببيان أهوال القيامة والمكذبين بها، وما عاقب تعالى به أهل الكفر والعناد {الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة كذبت ثمودُ وعادٌ بالقارعة فأمَّا ثمود فأُهلكوا بالطاغية وأمَّا عادٌ فأهلكوا بريحٍ صرصرٍ عاتية ..} الآيات.

* ثم تناولت الوقائع والفجائع التي تكون عند النفخ في الصور، من خراب العالم، واندكاك الجبال، وانشقاق السماوات الخ {فإِذا نُفخ في الصُّور نفخةٌ واحدةٌ وحُملت الأرضُ والجبال فدُكَّتا دكةً واحدة ..} الآيات.

* ثم ذكرت حال السعداء والأشقياء في ذلك اليوم المفزع، حيث يعطى المؤمن كتابه بيمينه، ويلقى الإِكرام والإِنعام، ويعطى الكافر كتابه بشماله، ويلقى الذل والهوان {فأمَّا من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه ... وأما من أوتي كتابه بشماله ..} الآيات.

* وبعد هذا العرض لأحوال الأبرار والفجار، جاء القسم البليغ بصدق الرسول، وصدق ما جاء به من الله، وردّ افتراءات المشركين الذين زعموا أن القرآن سحر أو كهانة {فلا أُقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم}.

* ثم ذكرت البرهان القاطع على صدق القرآن، وأمانة الرسول صلى الله عليه وسلم في تبليغه الوحي كما نزل عليه، بذلك التصوير الذي يهز القلب هزاً، ويثير في النفس الخوف والفزع من هول الموضوع {ولو تقوَّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ..} الآيات.

* وختمت السورة بتمجيد القرآن وبيان أنه رحمة للمؤمنين وحسرة على الكافرين {وإنه لتذكرة للمتقين وإِنه لحسرة على الكافرين وإِنه لحق اليقين فسبح باسم ربك العظيم}.

 

* سورة المعارج

من السور المكية، التي تعالج أصول العقيدة الإِسلامية، وقد تناولت الحديث عن القيامة وأهوالها، والآخرة وما فيها من سعادة وشقاوة، وراحةٍ ونصب، وعن أحوال المؤمنين والمجرمين، في دار الجزاء والخلود، والمحورُ الذي تدور عليه السورة الكريمة هو الحديث عن كفار مكة وإِنكارهم للبعث والنشور، واستهزاؤهم بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

* ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن طغيان أهل مكة، وعن تمردهم على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، واستهزائهم بالإِنذار والعذاب الذي خُوفوا به، وذكرت مثلاً لطغيانهم بما طلبه بعض صناديدهم وهو "النضر بن الحارث" حين دعا أن يُنزل الله عليه وعلى قومه العذاب العاجل، ليستمتعوا به في الدنيا قبل الآخرة، وذلك مكابرةً في الجحود والعناد {سأل سائلٌ بعذابٍ واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج} الآيات.

 

* ثم تناولت الحديث عن المجرمين في ذلك اليوم الفظيع الذي تتفطر فيه السماوات، وتتطاير فيه الجبال فتصير كالصوف الملوَّن ألواناً غريبة {يوم تكون السماءُ كالمُهْل وتكون الجبال كالعهن ولا يسأل حميمٌ حميماً يبصَّرونهم يودُّ المجرم لو يفتدي من عذابِ يومئذٍ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه}.

 

* ثم استطردت السورة إلى ذكر طبيعة الإِنسان، فإِنه يجزع عند الشدة، ويبطر عند النعمة، فيمنع حقَّ الفقير والمسكين {إنَّ الإِنسان خُلق هلوعاً إِذا مسَّه الشرُّ جزوعاً وإِذا مسَّه الخير منوعاً}.

 

* ثم تحدثت عن المؤمنين وما اتصفوا به من جلائل الصفات، وفضائل الأخلاق، وبينت ما أعدَّ الله لهم من عظيم الأجر في جنات الخلد والنعيم {إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم} الآيات.

 

* ثم تناولت الكفرة المستهزئين بالرسول، الطامعين في دخول جنات النعيم {فما للذين كفروا قِبَلك مهطعين * عن اليمين وعن الشمال عزين * أيطمع كل امرئٍ منهم أن يُدخل جنة نعيم* كلاَّ إنا خلقناهم مما يعلمون}.

 

* وختمت السورة الكريمة بالقسم الجليل برب العالمين على أن البعث والجزاء حقٌ لا ريب فيه، وعلى أن الله تعالى قادر على أن يخلق خيراً منهم {فلا أُقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون على أن نبدِّل خيراً منهم وما نحن بمسبوقين .. إلى قوله خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون}.

 

* * *

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

نوح

سورة نوح مكية، شأنها شأن سائر السور المكية التي تعنى بأصول العقيدة، وتثبيت قواعد الإِيمان، وقد تناولت السورة تفصيلاً قصة شيخ الأنبياء "نوح" عليه السلام، من بدء دعوته حتى نهاية حادثة الطوفان، التي أغرق الله بها المكذبين من قومه، ولهذا سميت "سورة نوح"، وفي السورة بيانٌ لسنة الله تعالى في الأمم التي انحرفت عن دعوة الله، وبيان لعاقبة المرسلين، وعاقبة المجرمين، في شتَّى العصور والأزمان.

 

* ابتدأت السورة الكريمة بإِرسال الله تعالى لنوح عليه السلام، وتكليفه بتبليغ الدعوة وإِنذار قومه من عذاب الله {إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن أنْذِر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم}.

 

* ثم ذكرت السورة جهاد نوحٍ، وصبره، وتضحيته في سبيل تبليغ الدعوة، فقد دعا قومه ليلاً ونهاراً، وسراً وجهاراً، فلم يزدهم ذلك إلا إِمعاناً في الضلال والعصيان {قال ربِّ إني دعوتُ قومي ليلاً ونهاراً، فلم يزدهم دعائي إلا فراراً}.

 

* ثم تابعت السورة تذكّرهم بإِنعام الله وإفضاله على لسان نوح عليه السلام، ليجدّوا في طاعة الله، ويروا آثار قدرته ورحمته في هذا الكون {ألم تروا كيف خلق الله سبع سماواتٍ طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً * واللهُ أنبتكم من الأرض نباتاً * ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً}! !

 

* ومع كل هذا التذكير والنصح والإِرشاد، فقد تمادى قومه في الكفر والضلال والعناد، واستخفوا بدعوة نبيهم نوح عليه السلام حتى أهلكهم الله بالطوفان {قال نوحٌ ربِّ إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده مالُه وولده إلا خساراً ومكروا مكراً كُبَّاراً وقالوا لا تذرنَّ آلهتكم ولا تَذرنَّ وداً ولا سُواعاً ..} الآيات.

 

* وختمت السورة الكريمة بدعاء نوح عليه السلام على قومه بالهلاك والدمار، بعد أن مكث فيهم تسعمائة وخمسين سنة يدعوهم إلى الله، فما لانت قلوبهم، ولا انتفعت بالتذكير والإِنذار {وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً * إنك إنْ تذرهم يُضلّوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً * رب اغفر لي ولوالديَّ ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تباراً}.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

الجن

* سورة الجن مكية وهي تعالج أصول العقيدة الإِسلامية "الوحدانية، الرسالة، البعث والجزاء" ومحور السورة يدور حول الجنِّ، وما يتعلق بهم من أمور خاصة، بدءاً من استماعهم للقرآن، إلى دخولهم في الإِيمان، وقد تناولت السورة بعض الأنباء العجيبة الخاصة بهم، كاستراقهم للسمع، ورميهم بالشهب المحرقة، واطلاعهم على بعض الأسرار الغيبية، إلى غير ذلك من الأخبار المثيرة.

 

* ابتدأت السورة الكريمة بالإِخبار عن استماع فريق من الجن للقرآن، وتأثرهم بما فيه من روعة البيان، حتى آمنوا به فور استماعه ودعوا قومهم إلى الإِيمان {قل أُوحي إِليَّ أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً ..} الآيات.

 

* ثم انتقلت للحديث عن تمجيدهم وتنزيههم لله جل وعلا، وإِفرادهم له بالعبادة، وتسفيههم لمن جعل لله ولداً {وأنه تعالى جدُّ ربنا ما اتخذ صاحبةً ولا ولداً * وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططاً ..} الآيات.

 

* ثم تحدثت السورة عن استراق الجن للسمع، وإِحاطة السماء بالحرس من الملائكة، وإِرسال الشهب على الجن بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعجبهم من هذا الحدث الغريب {وأنّا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشُهُباً * وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجدْ له شهاباً رصداً ..} الآيات.

 

* ثم تحدثت السورة عن انقسام الجن إلى فريقين : مؤمنين، وكافرين ومآل كل من الفريقين {وأنَّا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحرَّوا رشداً * وأمَّا القاسِطُون فكانوا لجهنم حطباً}.

 

* ثم انتقلت للحديث عن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن التفاف الجن حوله حين سمعوه يتلو القرآن {وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لِبَداً * قل إِنما أدعو ربي ولا أشرك به أحداً}.

 

* ثم أمرت الرسول عليه السلام أن يعلن استسلامه وخضوعه لله، ويفرده جلَّ وعلا بإِخلاص العمل، وأن يتبرأ من الحوْل والطَّوْل {قل إِنما أدعو ربي ولا أشرك به أحداً * قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً * قل إني لن يجيرني من الله أحدٌ، ولن أجد من دونه ملتحداً}.

 

* وختمت السورة ببيان اختصاص الله جل وعلا بمعرفة الغيب، وإِحاطته بعلم جميع ما في الكائنات {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً * إلا من ارتضى من رسول فإِنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً ..} الآيات إلى آخر السورة الكريمة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

المزمل

 

* سورة المزمل مكية، وهي تتناول جانباً من حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، في تبتله، وطاعته، وقيامه الليل، وتلاوته لكتاب الله عز وجل، ومحورُ السورة يدور حول الرسول عليه الصلاة والسلام، ولهذا سميت "سورة المزمِّل".

 

* ابتدأت السورة الكريمة بنداء الرسول صلى الله عليه وسلم نداءً شفيفاً لطيفاً، ينمُّ عن لطف الله عز وجل ورحمته بعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يجهد نفسه في عبادة الله ابتغاء مرضاته {يا أيها المزَّمّلُ * قم الليل إلا قليلاً، نصفه أو انقص منه قليلاً * أو زد على ورتل القرآن ترتيلاً}.

 

* ثم تناولت السورة موضوع ثقل الوحي الذي كلف الله به رسوله، ليقوم بتبليغه للناس بجد ونشاط، ويستعين على ذلك بالاستعداد الروحي بإِحياء الليل في العبادة {إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً * إنَّ ناشئة الليل هي أشدُّ وطأً وأقوم قيلاً* إن لك في النهار سبحاً طويلاً}.

 

* وأمرت السورة الرسول عليه السلام بالصبر على أذى المشركين، وهجرهم هجراً جميلاً إلى أن ينتقم الله منهم {واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً * وذرني والمكذبين أُولي النَّعمة ومهلهم قليلاً}.

 

* ثم توعد الله المشركين بالعذاب والنكال يوم القيامة، حيث يكون فيه من الهول والفزع ما يشيب له رءوس الولدان {إنَّ لدينا أنكالاً وجحيماً * وطعاماً ذا غصةٍ وعذاباً أليماً * يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كئيباً مهيلاً ..} الآيات.

* وختمت السورة الكريمة بتخفيف الله عن رسوله وعن المؤمنين من قيام الليل رحمة به وبهم، ليتفرغ الرسول وأصحابه لبعض شئون الحياة {إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفةٌ من الذين معك ..} إلى قوله {وما تقدموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً واستغفروا الله إن الله غفور رحيم}.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

والله انا يا اختي فقط لدي تحفظ من استعانتك بكتاب ظلال الاسلام لسيد قطب .و اريد ان اسألكن جميعا .هل يمكننا ان نقرأ لسيد قطب.وشكرا على التوضيح

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اختي الحبيبة سؤالك يجيب عليه مشرفات الساحة

وبالنسبة لي وجدت موقع طريق الاسلام يكتب للسيد قطب

نقطة اخرى ساضع لك رابط عن ظلال القران وليس ظلال الاسلام

اشكرك على تحفظك

ولكن كذلك احب ان استفيد من كل المفسرين

واظن انني اهتم بالاخذ من السيد قطب والطبراني وغيرهم

ظلال القران

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×