اذهبي الى المحتوى
ام صهيب البغدادي

اليهود- لسنا نعجب من حقيقتكم لكن ممن يفاوضكم ويأمن لكم

المشاركات التي تم ترشيحها

اليهود- لسنا نعجب من حقيقتكم لكن ممن يفاوضكم ويأمن لكم

 

د. أكرم حجازي

 

لا شك أن الحرب على غزة كشفت نسبيا عن عقلية اليهود وأمانيهم وشخصيتهم الدموية، وفتكت بأكاذيبهم ومراوغاتهم أشد الفتك على كل مستوى سواء كان عربيا أو إسلاميا أو دوليا، فقد شنوا سلسلة من الحروب وارتكبوا أبشع الجرائم، لكن ميزة جريمة غزة أنها مثلت الصورة الأولى للتعرية التي ستقودهم حتما إلى المذبحة القادمة. وإلى أن يحين أوانهم لا شك أنهم سيقدمون على ارتكاب المزيد من القتل بأبشع الصور والوسائل التي لا يمكن تخيلها. والذين اطلعوا على تاريخ الدم اليهودي في العالم يدركون جيدا أن اليهود ظلوا محل انتقام بشري حيث كانوا وحيث عاشوا، ويدركون أنهم ما نجوا في كل مائة عام على الأكثر من مذبحة أو مقتلة عظيمة تصيبهم دون أن يأسف عليهم أحد، ويدركون أيضا أنه ما من مذبحة جماعية استهدفتهم إلا وخسروا فيها ما لا يقل عن عشرة آلاف إلى مائة ألف نفس إن لم يكن مئات الآلاف. لكن لماذا هم قتلة؟ ولماذا هم ضحايا؟

 

ما من أحد في حرب غزة اليوم إلا ورأى صورا بشعة لم يسبق أن شاهدها من قبل، ولا يمكن لنفس بشرية أن تحتملها. طبعا لا ننسى أنها وقعت في مناطق أخرى لكنها لم تنكشف بهذا الحجم وهذه الكيفية أمام أعين الناس. وما من أحد من البشر في كل عصر إلا وشاهد بأم عينه فرادة ما يرتكبه اليهود من جرائم بحق الأغيار أو الغوييم بحسب المصطلحات اليهودية. فالصورة الحالية، إذن، قدمت لنا أناسا لا شيء يضاهيهم في قسوتهم على أضعف الخلق دون أن يتحرجوا من فظاعة ما يرتكبونه من جرائم أمام العالم، بل أنهم يبررون جرائمهم بكذب مفضوح تشمئز منه النفس وحتى سادة الكذب من غير اليهود، وكأنهم يرومون من وراء سلوكهم هذا تقصد إظهار وحشيتهم واستعلائهم وازدرائهم لعقول الناس أو تلقين العالم دروسا في الوحشية لا يمكن لهم أن يعهدوها في غير اليهود.

 

حقا، إن المرء إذ يستعحب، مما يشاهد؛ فلأن المشاهد القاسية للصرعى والمقطعة أوصالهم والمفتتة لحومهم والمحترقة أجسادهم وصرخات الأطفال ومئات الجثث تلح عليه بأن يسائل نفسه ولو سرا حتى بالنسبة لمن هم على وئام مع اليهود: هل لهؤلاء القوم بعض المشاعر الآدمية حتى يرتكبوا كل هذا القتل ضد الناس خاصة الأطفال منهم دون أن يرتد لهم طرف؟ وهل يمكن أن تفلت أمة من شرورهم؟

 

إن من عجائب العقلية اليهودية أنهم لا يهبون لأنفسهم مجرد فرصة، ولا يلتفتون إلى الخلف ولو مرة واحدة، فتكون النتيجة الحتمية والطبيعية إغراق الناس في أتون من مشاعر الغضب والحقد والكره عليهم إلى أن تأتي لحظة من القهر لم تعد تحتملها أية نفس بشرية بصورة تؤدي إلى الانفجار الاجتماعي والاستعداد لإبادتهم عن بكرة أبيهم دون الشعور بذرة أسى أو رحمة عليهم. وكأنه ما من سبيل لمواجهة استعلائهم المضطرد وطغيانهم المتنامي وارتكابهم للفظاعات وتحويلهم الحياة الإنسانية إلى جحيم إلا بتعريضهم للمجازر أو عزلهم عن الاجتماع الإنساني كحل وحيد.

 

كل التاريخ الدموي لهم سببه الظاهري عقلية الاستعلاء والجيتو التي تميزهم. لكن المسألة أعمق من ذلك إذا ما ولجنا في البنية الإدراكية والذهنية لليهود. ففي عصرنا الراهن تراهم متوحشون رأسماليا .. متطرفون فكريا .. ماكرون سياسيا .. نافذون اقتصاديا وتجاريا .. لا تجاريهم أمة على وجه الأرض في الكذب والفتن والدهاء وافتعال الحروب وسفك الدماء ومخالفة الفطرة الإنسانية، بل تراهم قد جروا غيرهم إلى معتقداتهم، وأسبغوا عليهم قيمهم حتى باتوا شرا مستطيرا هم ومن شايعهم وحالفهم. ذلك هو تاريخهم وحاضرهم الذي طالما أخرج الناس من معتقداتهم وأفقرهم وجردهم من كل قيمة إنسانية وأخلاقية.

 

هذا التاريخ أثبت أيضا أنهم لا ينتصحون ولا يتعظون، ولا يستشعرون حتى الخطر الذي يمكن أن يتعرضوا له جراء علاقاتهم الوحشية مع البشر في أية بقعة على وجه الأرض، فهم أبعد ما يكونوا عن الاعتقاد بأن سلوكهم قد يجلب عليهم الويلات، لكن المفارقة العجيبة في كون المذابح التي تعرضوا لها عبر التاريخ كانت تتزامن، في العادة، وهم في حال من قوة وتمكين وليس في ضعف وهوان .. في قمة مجدهم وغطرستهم .. في قمة وحشيتهم. والمفارقة الأعجب تلك التناقضات التي تجتمع في شخصياتهم، فهم مضطهدون وظلمة … استعلائيون وأذلاء .. قتلة وضحايا .. أغنياء وبؤساء .. انعزاليون وحاضرون في كل مكان .. وحشيون ومتباكون .. حمقى وماكرون …

 

والثابت أن اليهود لم يخبروا الجوار الحضاري ولا حتى الاجتماعي، وعليه فمن المستحيل التعايش معهم حتى لو كانوا جزء من أية تركيبة اجتماعية أو جغرافية. إذ أن مسلكياتهم وأنماط تفكيرهم ومعيشتهم وعقلياتهم ظلت حبيسة الحصون التي تطورت نحو الأسوأ عبر الجيتو. فهم لا يستطيعون الاندماج ولا العيش إلا فيه كنموذج يلائم عقليتهم. وحتى في فلسطين فإن دولتهم ليست بأكثر من جيتو في محيط عربي وإسلامي. فكيف ستكون نهايتهم هذه المرة؟

 

ثمة رؤى متضاربة حول تفسير الإفسادين الواردين في سورة الإسراء. فالبعض يرى أنهم اليوم في حالة الإفساد الثاني باعتبار الأول وقع على يد نبوخذ نصر فيما عرف بالسبي البابلي. لكن رأي آخر يفسر الآية التي تقول: (فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد) بأن العباد المقصودين هم بالضرورة مؤمنين، بل وفي قمة الإيمان، وأن صفة البأس ملازمة لهم وليس للكافرين أو المشركين أو الوثنيين. كما أن التاريخ لم يثبت أن اليهود بلغوا من القوة والعلو مثلما هم عليه الآن. على كل حال، فإن كان هذا هو إفسادهم الأول كما نعتقد، فأغلب الظن أن نهايتهم ستكون وحشية بحيث يشارفوا على الانقراض من هول ما سيتعرضون له، وأن البشرية سترتاح من شرورهم ردحا من الزمن قبل أن يتناسلوا ويعودوا مجددا. وإن كان هذا هو إفسادهم الثاني فعلينا أن نتوقع منهم سفكا للدماء بلا حدود، وإفسادا في الأرض ما الله به عليم، حتى إذا ما استعلوا علوا عظيما واشتد حنق الناس عليهم كانت مقتلتهم أعظم بما أن الحجر والشجر سيلاحقهم بلا هوادة ولا رحمة لشدة ما سيفسدون في الأرض.

 

اليهود في القرآن الكريم قوم ملعونون، استبعدوا من رحمة الله، وأغلقوا على أنفسهم أبواب الرحمة، وغضب الله عليهم، وجعل قلوبهم قاسية، كالحجارة أو أشد قسوة، بحيث لا تجدي معهم المواعظ ولا الآيات والنذر ولا يرغبهم تشويق ولا يزعجهم تخويف، وهم الأشد عداوة للذين آمنوا، وكلما انهمرت عليهم المواعظ والنصح ازدادوا شرا وبطشا. وبما أن فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف يمكن توقع الرحمة منهم خاصة وأن أعظم العقوبات سلطت عليهم بحيث غدت جزء من شخصيتهم وبيولوجيتهم؟ وسبحان القائل فيهم:

 

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿البقرة : ٧٤﴾

 

فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿المائدة : ١٣﴾

والسؤال: كيف يمكن التعايش مع القساة؟ وعلى أي أساس يمكن المراهنة على تسويات معهم؟ وأيهما أولى بالعجب من اليهود: حين نأمن لهم أو نعاهدهم أو نفاوضهم ونعقد الاتفاقات معهم؟ أم في حقيقة كونهم سادة في القتل وسفك الدماء؟

 

مقول من مدونات د. أكرم حجازي

تم تعديل بواسطة ام صهيب البغدادي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
والسؤال: كيف يمكن التعايش مع القساة؟ وعلى أي أساس يمكن المراهنة على تسويات معهم؟ وأيهما أولى بالعجب من اليهود: حين نأمن لهم أو نعاهدهم أو نفاوضهم ونعقد الاتفاقات معهم؟ أم في حقيقة كونهم سادة في القتل وسفك الدماء؟

 

سؤال بات يدور في اذهان الكثير من المسلمين .. تجاه من يتبجح بالمفاوضات التي ستؤدي الى تحرير الأرض بزعمه !!!!

 

جزاكم الله خيراً نقل موفق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بوركت أختي الحبيبة إسراء

 

نسأل الله أن ينتقم من أحفاد القردة والخنازير عليهم من الله مايستحقون

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم أرنا في اليهود وأعوانهم يوماً أسوداً كيوم فرعون وهامان وقارون

 

جزاك المولى خير الجزاء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم أرنا في اليهود وأعوانهم يوماً أسوداً كيوم فرعون وهامان وقارون

امين..امين..امين

وجزاك الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×