اذهبي الى المحتوى
مسك الجنَان

๑~⋞ السيرة النبوية ⋟~๑

المشاركات التي تم ترشيحها

وفاة جده وكفالة عمه له

 

 

 

نهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه،وضمه إلى أولاده ، وقدمه عليهم ، واختصه بفضل احترام وتقدير ، وظل فوق أربعين سنةيعز جانبه ، ويبسط عليه حمايته ،ويصادق ويخاصم من أجله

وظهرت بركة محمد صلى الله عليه وسلم وهومع عمه في مواقف عديدة منها هذا الموقف:

فقد حدث أن أصاب مكة جدب ، فقال بعض كبراءقريش لأبي طالب، يا أبا طالب أقحط الوادي، وأجدبت البلاد، فهلم نستسق فقال أبوطالب: نعم هلم بنا، فأحضر محمدا صلى الله عليه وسلم ليستسقي للقوم، وأخذ أبو طالبالنبي صلى الله عليه وسلم وألصق ظهره بالكعبة، ثم أمسك بيديه ورفعهما إلي السماءودعا، وبعد أن كانت السماء خالية ليس فيها سحابة واحدة، إذا بالسحاب يقبل من هناوهناك ويملأ السماء، وإذا بالمطر يفيض على الوادي كله.

وإلى هذا أشار أبو طالب حين قال:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه.

 وقد حج أحدهم في الجاهلية فإذا به برجليطوف بالبيت وهو يرتجز ويقول:

 

رب رد إلي راكبي محمدا                 رده إلي واصطنع عندي يدا

 

فقال: من هذا؟ فقالوا: عبد المطلب بن هاشم، بعثبابن ابنه محمد في طلب إبل له ولم يبعثه في حاجة إلا نجح فيها، وقد أبطأ عليه، فلميلبث أن جاء محمد والإبل فعانقه، وقال: يا بني لقد جزعت عليك جزعا لم أجزعه علىشيء قط، والله لا أبعثك في حاجة أبدا، ولا تفارقني بعد هذا أبدا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتـه

جزاك الله خيرا ,ومعك نتابع إن شاء الله

 

لقد صح أن ثويبة -مولاة أبي لهب- أرضعته , وثبت أن عمه صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب أخوه من الرضاعة , وأما خبر إرضاع حليمة السعدية له في ديار بني سعد , وما ظهر عليه من البركة , فهو خبر مستفيض في كتب السيرة قديمها وحديثها , وأقدم من أورده من كتاب السيرة ابن إسحاق

وإذا كان خبر حليمة الطويل المشتهر حول رضاعه لم يحظ بتصحيح المحدثين لعلل إسنادية , فإن رضاعه صلى الله عليه وسلم في بني سعد من قبل حليمة السعدية ثابت من طرق أخرى.

نقلا عن السيرة النبوية الصحيحة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بحيرا الراهب

 

 

 

خرج أبو طالب في قافلة تاجرا إلى الشام،فلما تهيأ للرحيل تعلق به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرق له أبو طالب وقال:والله لأخرجن به معي ولا يفارقني ولا أفارقه أبدا.

فخرج به معه، فلما نزلت القافلة بصرى وبهاراهب يقال له "بحيرا" في صومعة له، وكان أعلم أهل النصرانية، و كانواكثيرا ما يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يعرض لهم حتى كان ذلك العام، فلما نزلواقريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا.

وذلك أنه رأى رسول الله صلى الله عليهوسلم وهو في صومعته وفي الركب حين أقبلوا، وغمامة تظله من بين القوم، ثم أقبلوافنزلوا في ظل شجرة قريبا منه، فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة، وتدلت أغصانالشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها، فلما رأى ذلك بحيرا نزلمن صومعته، ثم أرسل إليهم فقال: إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش فإني أحب أنتحضروا كلكم صغيركم وكبيركم، وعبدكم وحركم.

فقال له رجل منهم: والله يا بحيرا إن لكاليوم لشأنا، فما كنت تصنع هذا بنا وقد كنا نمر بك كثيرا، فما شأنك اليوم؟ قال لهبحيرا: صدقت، كان قد كان ما تقول، ولكنكم ضيف، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكمطعاما فتأكلوا منه كلكم.

فاجتمعوا إليه وتخلف رسول الله صلى اللهعليه وسلم من بين القوم لحداثة سنه في رحال القوم تحت الشجرة، فلما نظر بحيرا فيالقوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده، فقال: يا معشر قريش، لا يتخلفن أحد منكمعن طعامي، قالوا: يا بحيرا، ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام ، وهوأحدث القوم سنا فتخلف في رحالهم، فقال: لا تفعلوا، ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم،فقال رجل من قريش مع القوم: واللات والعزى، إن كان للؤم بنا أن يتخلف ابن عبدالمطلب عن طعام من بيننا ثم قام فاحتضنه وأجلسه مع القوم، فلما رآه بحيرا جعليلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده من صفته، حتى إذا فرغالقوم من طعامهم وتفرقوا قام إليه بحيرا فقال له: يا غلام، أسألك بحق اللات والعزىإلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ـ وإنما قال له بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهماـ فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: لا تسألني باللات والعزى،فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما ‍ فقال له بحيرا: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألكعنه. فقال له: سلني ما بدا لك. فجعل يسأله عن أشياء من حاله في قومه وهيئته وأمورهفجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فيوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته، ثم نظر إلى ظهرهفرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده.

فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب فقال له:ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني قال له بحيرا: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلامأن يكون أبوه حيا.

قال: فإنه ابن أخي. قال: فما فعل أبوه؟قال: مات وأمه حبلى به. قال: صدقت، فارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه يهود،فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم!

هذا سيد العالمين، هذا يبعثه الله رحمةللعالمين .فقال أبو طالب: وما علمك بذلك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبقحجر ولا شجر إلا وخر ساجدا، ولا تسجد إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة في أسفلغضروف كتفه مثل التفاحة، وإنا نجده في كتبنا، وسأل أبا طالب أن يرده، ولا يقدم بهإلى الشام، خوفا عليه من اليهود فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قبل البعثة

حرب الفجار

 

 

 

ولخمس عشرة سنة من عمره صلى الله عليهوسلم كانت حرب الفجار بين قريش ومن معهم من كنانة وبين قيس عيلان ،وكان قائد قريش وكنانةكلها حرب بن أمية لمكانته فيهم سنا وشرفا ،وكان الظفر في أول الأمر لقيس على كنانة، وبعد ذلك كان الظفر لكنانة على قيس، وسميت بحرب الفجار لانتهاك حرمات الحرموالأشهر الحرم فيها ،وقد حضر هذه الحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان ينبلعلى عمومته، أي يجهز لهم النبل للرمي.

كانت حرب الفجار بالنسبة إلي قريش دفاعاعن قداسة الأشهر الحرم ، ومكانة أرض الحرم .وهذه الشعائر بقية مما احترم العرب مندين إبراهيم وكان احترامها مصدر نفع كبير لهم ، وضمانا لانتظام مصالحهم وهدوءعداواتهم، ولكن أهل الجاهلية ما لبثوا أن ابتلوا بمن استباحها، فظلموا أنفسهمبالقتال في تلك الأشهر الحرم، وكانت حرب الفجار من آثار هذه الاستباحة الجائرة،وقد ظلت أربعة أعوام ،كان عمر محمد صلى الله عليه وسلم أثناءها بين الخمسة عشروالتسعة عشر.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه

 

أكرمك الله أختي مسك الجنان, ونتابع معك بإذن الله تعالى

ذهبت رواية الواقدي وابن إسحاق -بدون إسناد- إلى شهوده صلى الله عليه وسلم حرب الفجار بين قريش وكنانة من ناحية وقيس عيلان من ناحية أخرى, وهي حرب في إطار الأعراف والأحلاف الجاهلية , ولم يثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدها , ولكن ثبت أنه أخبر عن شهوده حلف المطيبين وأثنى عليه صلى الله عليه وسلم قائلا :*شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام فما أحب أن لي حمر النعم وأنّي أنكثه*

نقلا : عن السيرة النبوية الصحيحة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا أختي امة من اماء الله على حسن متابعتك وعلى الإضافات أيضا:)

 

بورك فيكِ وفعلا تسعدني متابعتك كثيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حلف الفضول

على إثر حرب الفجار وقع حلف الفضول في ذي القعدة في شهر حرام، تداعت إليه قبائل من قريش : بنو هاشم وبنو المطلب ،وأسد بنعبدالعزى ، وزهرة بن كلاب ، وتيم بن مرة ، فاجتمعوا في دار عبدالله بن جدعان التيمي لسنه وشرفه ، فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا  بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم من سائر الناس إلاقاموا معه ،وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته ،وشهد هذا الحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وقال بعد أن أكرمه الله بالرسالة : لقد شهدت في دار عبدالله بنجدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت .

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
جزاكِ الله خيرا أختي امة من اماء الله على حسن متابعتك وعلى الإضافات أيضا:)

 

بورك فيكِ وفعلا تسعدني متابعتك كثيرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الله مسك الجنان, ونفع بموضوعك القيم , وجعله تعالى في ميزان حسناتك

ونتابع معك إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

موضوع قيم

جزاكِ الله خيرًاوبارك فيكِ أختي الكريمة "مسك الجنان"

 

جعله الله في ميزان حسناتك .

نتابع معكِ بإذن الله

نفع الله بكِ ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جد في الصبا وكفاح في الشباب

عاش محمد صلى الله عليه وسلم مع عمه حياةالكدح فليس من شأن الرجال أن يقعدوا،.ومن قبله كان المرسلون يأكلون من عمل أيديهم،ويحترفون مهنا شتى ليعيشوا على كسبها. وقد صح أن محمدا عليه الصلاة والسلام اشتغلصدر حياته برعي الغنم وقال:كنت أرعاها علي قراريط لأهل مكة، كما ثبت أن عددا من الأنبياء اشتغلبرعايتها، وقد أحاطته العناية الإلهية وهو في تلك السن المبكرة من جميع مظاهرالعبث أو اللهو التي كانت شائعة آنذاك، لقد جمع الله لنبيه منذ صغره خير

ما في طبقات الناس من ميزات ،وكان طرازارفيعا من الفكر الصائب والنظر السديد، ونال حظا وافرا من حسن الفطنة وأصالة الفكرةوسداد الوسيلة والهدف، وكان يستعين بصمته الطويل على طول التأمل وإدمان الفكرةواستنتاج الحق، وطالع بعقله الخصب وفطرته الصافية صحائف الحياة وشئون الناس وأحوالالجماعات فأبى ما فيها من خرافة ونأى عنها، ثم عايش الناس على بصيرة من أمرهوأمرهم ، فما وجد حسنا شارك فيه، وإلا عاد إلى عزلته العتيدة ،فكان لا يشرب الخمر،ولا يأكل مما ذبح على النصب، ولا يحضر للأوثان عيدا، ولا احتفالا، بل كان من أولنشأته نافرامن هذه المعبودات الباطلة ، حتى لم يكن شيء أبغض إليه منها، وحتى كان لا يصبر علىسماع الحلف باللات والعزى.

ولا شك أن القدر حاطه بالحفظ، فعندماتتحرك نوازع النفس لاستطلاع بعض متع الدنيا ،وعندما يرضى باتباع بعض التقاليد غيرالمحمودة تتدخل العناية الربانية للحيلولة بينه وبينها، روى ابن الأثير أن رسولالله صلى الله عليه وسلم قال: ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون غيرمرتين، كل ذلك يحول الله بيني وبينه، ثم ما هممت به حتى أكرمني برسالته، قلت ليلةللغلام الذي يرعى معي الغنم بأعلى مكة: لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة وأسمر بهاكما يسمر الشباب ! فقال :أفعل ، فخرجت حتى إذا كنت عند أول دار بمكة سمعت عزفا ،فقلت ما هذا ؟ فقالوا عرس فلانبفلانة ، فجلست أسمع فضرب الله على أذني فنمت ، فما أيقظني إلا حر الشمس فعدت إلىصاحبي فسألني ، فأخبرته ثم قلت ليلة أخرى مثل ذلك ،ودخلت بمكة فأصابني مثل أولليلة .. ثم ما هممت بسوء".

وروى البخاري عن جابر بن عبدالله قال: لمابنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة، فقال عباس للنبيصلى الله عليه وسلم: اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة ففعل فخر إلى الأرض،وطمحت عيناه إلى السماء (أي نظر لأعلى وتعلقت عيناه بالسماء) ثم أفاق فقال: إزاري،إزاري، فشد عليه إزاره، فما رؤيت له عورة بعد ذلك.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز فيقومه بخلال عذبة وأخلاق فاضلة، وشمائل كريمة فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقا،وأعزهم جوارا، وأعظمهم حلما، وأصدقهم حديثا، وألينهم عريكة (العريكة: الطبيعةوالمعاملة) وأعفهم نفسا، وأكرمهم خيرا، وأبرهم عملا، وأوفاهم عهدا، وآمنهمأمانة، حتى سماه قومه "الأمين"؛ لما جمع فيه من الأحوال الصالحة والخصالالمرضية

ولما بلغ صلى الله عليه وسلم الخامسةوالعشرين من سنه خرج تاجرا إلى الشام في مال خديجة رضى الله عنها ، وكانت خديجةبنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال في مالها ليتاجروا لها، فلمابلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته وكرمأخلاقه بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا، وتعطيه أفضل ماكانت تعطي غيره من التجار، مع غلام لها يقال له ميسرة، فقبله رسول الله صلى اللهعليه وسلم منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدما إلي الشام.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم تاجرافي مال السيدة خديجة، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام.

فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلشجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان يدعى نسطورا، فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال:من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال له ميسرة: هذا رجل من قريش من أهلالحرم. فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي!

ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلمسلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد أن يشتري، ثم أقبل عائدا إلى مكة ، فكان ميسرةإذا كانت الظهيرة واشتد الحر يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو يسير على بعيره، فلماقدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به فربح الضعف أو قريبا.

ورأت خديجة في مالها من الأمانة والبركةما لم تر قبل هذا، وأخبرها غلامها ميسرة بما رأى فيه صلى الله عليه وسلم من خلالعذبة، وشمائل كريمة، وفكر راجح، ومنطق صادق، ونهج أمين، وعرفت أنها وجدت ضالتهاالمنشودة ـ وكان السادات والرؤساء يحرصون على زواجها، فتأبى عليهم ذلك ـ فتحدثتبما في نفسها إلى صديقتها نفيسة بنت منية، وهذه ذهبت إليه صلى الله عليه وسلمتفاتحه أن يتزوج خديجة، فرضي بذلك، وكلم أعمامه فذهبوا إلى عم خديجة وخطبوها إليه،وعلى إثر ذلك تم الزواج، وحضر العقد بنو هاشم ورؤساء مضر، وذلك بعد رجوعه من الشامبشهرين، وأصدقهاعشرين من الإبل، وكانت سنها إذ ذاك أربعين سنة،وكانت يومئذ أفضل نساء قومها نسباوثروة وعقلا، وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ولم يتزوج عليهاغيرها حتى ماتت.

وقد استأنف محمد عليه الصلاة والسلام ماألفه بعد زواجه من حياة التأمل والعزلة. وهجر ما كان عليه العرب في احتفالاتهمالصاخبة من إدمان ولغو وقمار، وإن لم يقطعه ذلك عن إدارة تجارته،وتدبير معايشه،والضرب في الأرض والمشي في الأسواق.

إن حياة الرجل العاقل وسط جماعة طائشةتقتضي ضروبا من الحذر والروية، وخصوصا إذا كان الرجل علي خلق عظيم يتسم بلينالجانب وبسط الوجه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بناء الكعبة وقضية التحكيم

ولخمس وثلاثين سنة من مولده صلى الله عليهوسلم قامت قريش ببناء الكعبة ،وذلك لأن الكعبة كانت عبارة عن حجارة مرصوصةارتفاعها تسعة أذرع من عهد إسماعيل ،ولم يكن لها سقف ، فسرق بعض اللصوص كنزها الذيكان في جوفها ، وكانت مع ذلك قد تعرضت ـ باعتبارها أثرا قديما ـ للعوامل الجويةالتي أضعفت بنيانها ، وصدعت جدرانها .

وقبل بعثه صلى الله عليه وسلم بخمس سنينجرف مكة سيل عرم ، انحدر إلى البيت الحرام ،فأوشكت الكعبة منه على الانهيار فاضطرتقريش إلى تجديد بنائها حرصا على مكانتها ،واتفقوا على أن لا يدخلوا في بنائها إلاطيبا ،فلا يدخلوا فيها مهر بغي ،ولا بيع ربا ،ولا مظلمة أحد من الناس ، وكانوايهابون هدمها ، فابتدأ بها الوليد بن المغيرة المخزومي ،وتبعه الناس لما رأوا أنهلم يصبه شيء ، ولم يزالوا في الهدم حتى وصلوا إلى قواعد إبراهيم ،ثم أرادوا الأخذفي البناء ،فجزأوا الكعبة وخصصوا لكل قبيلة جزءا منها فجمعت كل قبيلة حجارة علىحدة وأخذوايبنونها ،وتولى البناء بناء رومي اسمه باقوم، ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسوداختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه واستمر النزاع أربع ليال أو خمسا واشتد حتىكاد يتحول إلى حرب ضروس في أرض الحرم، إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومي عرضعليهم أن يحكموا فيما شجر بينهم أول داخل عليهم من باب المسجد فارتضوه ،وشاء اللهأن يكون ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأوه هتفوا : هذا الأمين رضيناه، هذا محمد ، فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر طلب رداء ،فوضع الحجر وسطه وطلب منرؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعا بأطراف الرداء ،وأمرهم أن يرفعوه ، حتىإذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده فوضعه في مكانه، وكان هذا حلا حصيفا رضى به القوم.

ولم تكف النفقة الطيبة التي أخرجتها قريشتكاليف البناء، فأخرجوا من الجهة الشمالية نحوا من ستة أذرع ،وهي التي تسمي بالحجروالحطيم ،ورفعوا بابها من الأرض لئلا يدخلها إلا من أرادوا ،ولما بلغ البناء خمسةعشر ذراعا سقفوه على ستة أعمدة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه

 

أكرمك الله أختي مسك الجنان, ومعك نتابع بشوق.

 

*أجمع العلماء على أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم عن الكفر قبل الوحي وبعده , وأما تعمد الكبائر فهو معصوم عنها بعد الوحي, وأما الصغائر فتجوز عمدا عند الجمهور بعد الوحي ويستفاد من كلامهم عدم امتناع صدور الكبائر عنه قبل الوحي, وهذه التقريرات العقدبة يتجاوزها استقراء الروايات التاريخية التي تؤكد العصمة من الكفر والكبائر معا قبل الوحي

فقد وردت روايت ضعيفة تفيد أن الله تعالى عصمه من سماع ومشاهدة الأعراس في صباه يوم أن كان يرعى الغنم.

 

*تشير روايات ضعيفة - بل معظمهاواه- إلى تفاصيل تتعلق بزواج الرسول صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و وهي تحدد بداية التعارف بينهما عن طريق عمل الرسول صلى الله عليه وسلم في تجارة خديجة, التي كانت ثرية تضارب بأموالها ( كلام مستقطع) ورغم أن هذه المعلومات لم تثبت حديثيا إلا أنها مشتهرة عند الإخباريين,وقد سكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت خديجة , ففيه تزوج , وولدت فيه خديجة أولادها جميعا وفيه توفيت رضي الله عنها , فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ساكنا حتى خرج زمن الهجرة ,فاخذه عقيل بن أبي طالب فيما أخذ

ولا يوجد من الروايات الصحيحة ما يوضح هذه الأحداث و ولكن الثابت في الروايات الصحيحة زواجه صلى الله عليه وسلم بخديجة رضي الله عنها وثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليها , وإظهاره صلى الله عليه وسلم محبتها وتأثره صلى الله عليه وسلم عند ذكر وفاتها , ومواقفها في تطمينه صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم , ومسارعتها للإيمان به وهي مواقف مشهورة تدل على مكانة خديجة رضي الله عنها في الإسلام.

نقلا عن: السيرة النبوية الصحيحة

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نور الحق يشرق

في غار حراء

لما تقاربت سنه صلى الله عليه وسلمالأربعين، كانت تأملاته الماضية  قد وسعتالشقة العقلية بينه وبين قومه، وحبب إليه الخلاء، فكان يأخذ السويق (هو طعام الخبزوالشعير) والماء ويذهب إلى غار حراء في جبل النور، على مبعدة نحو ميلين من مكة،ومعه أهله قريبا منه، فيقيم فيه شهر رمضان، يطعم من جاءه من المساكين، ويقضي وقتهفي العبادة والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون، وفيما وراءها من قدرة مبدعة، وهوغير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك المهلهلة، وتصوراتها الواهية، ولكن ليسبين يديه طريق واضح، ولا منهج محدد، ولا طريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه.

 

وكان اختياره صلى الله عليه وسلم لهذهالعزلة طرفا من تدبير الله له، وليعده لما ينتظره من الأمر العظيم، ولا بد لأي روحيراد لها أن تؤثر في واقع الحياة البشرية فتحولها وجهة أخرى. لابد لهذه الروح منخلوة وعزلة بعض الوقت، وانقطاع عن شواغل الأرض وضجة الحياة، وهموم الناس الصغيرةالتي تشغل الحياة.

 

وهكذا دبر الله لمحمد صلى الله عليه وسلموهو يعده لحمل الأمانة الكبرى ،وتغيير وجه الأرض ، وتعديل خط التاريخ، دبر له هذهالعزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات ، ينطلق في هذه العزلة شهرا من الزمان ،مع روح الوجود الطليقة ،ويتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون ، حتىيحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله .

 

ولما تكامل له أربعون سنة بدأت آثارالنبوة تلوح وتتلمع له من وراء آفاق الحياة ،وتلك الآثار هي الرؤيا         ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ،حتى مضت على ذلك ستةأشهر، ويروى عنه صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أنأبعث.

 

 فلما كان رمضان من السنة الثالثة من عزلتهصلى الله عليه وسلم بحراء شاء الله أن يفيض من رحمته على أهل الأرض ، فأكرمهبالنبوة ،وأنزل إليه جبريل بآيات من القرآن.

 

وكان ذلك على أرجح الأقوال يوم الاثنينلإحدى وعشرين ليلة مضت من شهر رمضان ليلا ،ويوافق العاشر من أغسطس سنة عشر وستمائةللميلاد، وكان عمره صلى الله عليه وسلم إذ ذاك بالضبط أربعين سنة قمرية، وستةأشهر، واثني عشر يوما ،وذلك نحو تسع وثلاثين سنة شمسية وثلاثة أشهر واثني عشر يوما.

 

ولنستمع إلى عائشة الصديقة رضي الله تعالىعنها تروى لنا قصة هذا الحدث العظيم الذي كان شعلة من النور غيرت مجرى الحياةوعدلت خط التاريخ، قالت عائشة رضي الله عنها:

 

أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليهوسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح،ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه (أي يتعبد) الليالي ذواتالعدد قبل أن ينزع (أي يرجع) إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلىخديجة فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال : اقرأ ،قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني (أي عصره عصرا شديدا) حتى بلغ مني الجهد ،ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ منيالجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ!؟ فأخذنيفغطني الثالثة ، ثم أرسلني فقال :( اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علقاقرأ وربك الأكرم,الذي علم بالقلم ,علم الإنسان مالم يعلم ) فرجع بها رسول اللهصلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال : زملوني زملوني(أي غطوني) فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة ،مالي وأخبرها الخبر ، لقدخشيت على نفسي ، فقالت خديجة كلا ، والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم ،وتحمل الكل (أي يحمل عن غيره ما يهمه من الأمور) وتكسب المعدوم وتقري الضيف (أيتكرمه) وتعين على نوائب الحق ، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسدبن عبد العزى ابن عم خديجة ـ وكان امرءا تنصر في الجاهلية ،وكان يكتب الكتابالعبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ،وكان شيخا كبيرا قدعمي ـ فقالت له خديجة يا ابن عم ! اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا ابن أخيماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذاالناموس (الناموس: صاحب سر الملك، كناية عن جبريل عليه السلام لأنه المختص بإبلاغالوحي عن الله تعالى) الذي نزله الله على موسى ، يا ليتني فيها جذعا (أي شاباقويا) ليتنى أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجيهم ؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصركنصرا مؤزرا ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي (الفتور: الضعف، والمراد انقطع).

 

وكان انقطاع الوحي مدة أيام سميت بزمنالفترة.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قتور الوحي ثم عودته

وانقطع الوحي عن النبي صلى الله عليهوسلم، وقد بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام الفترة كئيبا محزونا ، تعتريهالحيرة والدهشة ، فقد روى البخاري في كتاب التعبير ما نصه :

وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى اللهعليه وسلم فيما بلغنا حزنا عدا (أي جرى) منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل فقال : يا محمد إنك رسولالله حقا ،فيسكن لذلك جأشه (أي قلبه) وتقر نفسه ، فيرجع ،فإذا طالتعليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ،فإذا أوفي بذروة الجبل تبدى له جبريل فقال له مثلذلك.

قال ابن حجر : وكان ذلك (أي انقطاع الوحي)أياما ليذهب ما كان صلى الله عليه وسلم وجده من الروع (أي الخوف) وليحصل له التشوفإلى العود، فلما تقلصت ظلال الحيرة ، وثبتت أعلام الحقيقة ،وعرف صلى الله عليهوسلم معرفة اليقين أنه أضحى نبي الله الكبير المتعال ، وأن ما جاءهسفير الوحي ينقل إليه خبر السماء، وصار تشوفه وارتقابه لمجيء الوحي سببا في ثباتهواحتماله عندما يعود ، جاءه جبريل للمرة الثانية ، روى البخاري عن جابر بن عبداللهأنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن فترة الوحي ، قال:

فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعتبصري قبل السماء ، فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض ،فجثثت (أي فزعت) منه حتى هويت إلى الأرض ، فجئت أهلي فقلت : زملوني (أي غطوني)زملوني ،فزملوني ، فأنزل الله تعالى: يا أيها المدثر إلى قوله فاهجر،ثم حمي الوحي وتتابع.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم اختي

بارك ا لله فيك على مجهودك في نقل السيره العطرة لسيد البشر صلوات ربي وسلامه عليه

متابعه لك ان شاء الله

بوركتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×