حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 21 يوليو, 2010 شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 21 يوليو, 2010 الحلقة الرابعة عشر: وَرطة" خارج الحسبان كادت تُفقدني صَوابي ! كتبتها/ إيمان عامر: لم أنسَ تلك الأيام المريرة والتي بلغ عددها اثنين وعشرين, أضافت لنا -نحن المقاومين- مُفردات لم تكن ضمن قواميسنا القتالية، فقد اعتدنا في جميع مواجهاتنا السابقة مع العدو على تكتيكٍ إسرائيلي معيّن وإن اختلفت ملامحه في كل مرة، إلا أن هذه الحرب المسعورة التي انقضى عام عليها كانت مفاجأة "من العيار الثقيل"، وباغتتنا بشكل شلّ تفكيرنا في اللحظات الأولى..ولكن الله ربط على قلوبنا وثبّتنا حتى تمكنا من امتصاص الضربات الأولى، فتواجدنا على الثغور، وكَمَن كل منا في موقع رباطه. كنتُ ضمن الوحدة القسّامية الخاصة في إحدى المناطق الحدودية، فتواجدت في مكاني المخصص لي منذ أول يومٍ في الحرب..ولم أكن أتوقع بأن تستمر طوال هذه الفترة في بادئ الأمر، ولكن وبعد مضي الأسبوع الأول وتقديرات قادتنا، أدركنا بأنها ليست معركة عابرة..وفي يومٍ احتل ذاكرتي القويّة اجتمعت مع مسئول الوحدة الذي عاد مؤخراً إلى القطاع، بعدما قطع رحلة علاجه في الخارج، كلّفني وزميل لي يكنى بـ"أبو الوليد" بمهمّة نقل عَتاد إلى منطقة تبعد عن مكاننا مسافات كبيرة، وكانت مهمّة استشهادية، وكانت الخطوة الواحدة آنذاك تعادل عشرات الأمتار في الأيام العادية، بسبب خطورة الوضع وصعوبة التنقّل بين الأماكن. استقبلتُ هذا التكليف بسعادة وطِيبِ خاطر، وجهز كلانا نفسه للانطلاق، ولم تكن العلاقة بيننا متينة حينها فما جمعنا هو تكليف من قيادة ارتأت فينا الكفاءة لتأديته..كانت الساعة تقترب من العاشرة مساءً حينما استعرتُ سيّارة والدي ذات المواصفات والجودة العالية، ووضعنا العتاد بداخلها، وانطلقنا فيها نسابق الزمن حتى لا نتأخر على أحبّتنا في تلك المنطقة ونوصل لهم العتاد في زمنٍ قياسي..خلال هذه الرحلة التي اعتقدنا أنها الأخيرة لخطورتها، بدأنا نتبادل أطراف الحديث بحذرٍ شديد، وكسرنا جموده بالمزاح والخروج عن الحديث بالأمور العسكرية، ومضينا في طريقنا. السيارة كانت تسير بسرعة جعلتنا نستبعد أن يحصل فيها عطل، وهو ما زاد من اطمئناننا الذي لم يستمر طويلاً، فمرت بعض الدقائق وإذ بالسيارة تتوقف فجأة، وشاءت الأقدار أن يكون ذلك أمام موقع عسكري لجيش الاحتلال..لم يكن في ذلك المكان أي من الناس..أصبحنا في موقف حرج لا نحسد عليه، فالأمر يتطلب تصرفاً عاجلاً وحكيماً، فكل ثانية كانت تمر وقتها هي فرصة لاصطيادنا، فهي معادلة وقت صعبة بكل الأحوال.. فتحت جميع أبواب السيارة المُدججة بالعتاد والذخيرة، وأشعلت مصابيحها، وكنّا حينها قد أوكلنا أمرنا لله فلم نَعد نتوقع أن نبقى على قيد الحياة بعدها!. نزلت وأبا الوليد من السيارة بخفّة، وحاولنا التصرف على أننا مواطنون عاديون صادفنا مشكلة فنية في السيارة التي كانت تقلّنا، وكانت هذه الخطة غير مضمونة النتائج، فعدوّنا لا يفرّق بين مدنيّ وعسكري وقد اجتثّ الرحمة من قلبه!..شرعت في إجراء اتصالاتي ومهاتفة الإخوة طالباً منهم إرسال شخص يصلح ذلك العطب.. ولكن سوء الاتصالات ورداءتها زاد من قلقنا، فنحن أمام موقع عسكري، والسيارة تحتوي على كميات من العتاد والسلاح، وهناك من ينتظر قدومنا على أحرّ من الجمر..تباً لذلك الموقف اللعين، الذي ما زلت أذكره كما لو أنني ما زلت أعيشه!. كانت نبضات قلبي تدق بجنون، ولساني لم يتوقف عن الدعاء إلى الله بأن يوفّقنا في إكمال مهمتنا، وكذلك حال زميلي أبو الوليد الذي كان رفيق قلقي، وبعد محاولات نجح الاتصال بالقيادة التي أرسلت أحد الإخوة لإصلاح السيارة، وكانت العناية الإلهية تلازمنا.. فحمداً كثيراً لكَ ربي، فرغم ما حدث لم نُصب بأذى..وبعد دقائق معدودة تمكّن من إصلاحها..وبناء على طلب القيادة عُدت إلى منطقتي، وعلامات الدهشة تسيطر على وجهي، فقد نجوْنا من موقف اختلطت فيه مشاعرنا، وكادت عقولنا أن تشلّ بفعله عن التفكير لولا رحمة الله. فارقتُ أبو الوليد الذي واصل المهمّة واستقل السيارة باتجاه الإخوة الذين كانوا ينتظروننا، وكنت أودّعه بنظرات ملؤها الحزن، فعلى الرغم من قصر الفترة التي أمضيتها برفقته، إلا أنني أحببته في الله، وتمنيت بأن أراه مجدداً، حتى نستشهد سوياً، وقلت في نفسي: رحمك الله يا صديقي، لأن المسافة كانت طويلة وفرصة استشهاده كانت شبه متحققة، إلا أن الفرحة دبّت في قلبي حينما كحّلت عيْناي برؤيته كما لو أنه عائد من سفر استمر لسنوات، ومنذ ذلك الوقت لم نفارق بعضنا، وإن مضى يوم دون أن أراه أشعر بأنني افتقد لشيء أصبح جزءاً منّي، ولا أهدأ إلا بعدما أراه!.. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
رحيل القمر 1 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 21 يوليو, 2010 جزيتى خيراا مؤثره جدا يا حفوده الله ينصرهم ولا تنسي اتابع معكى فالهمه ماشاء الله عليكى شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 21 يوليو, 2010 جزيتى خيراا مؤثره جدا يا حفودهالله ينصرهم ولا تنسي اتابع معكى فالهمه ماشاء الله عليكى وإياك يا غالية آآآمين يشرفني متابعتك حفظك المولى شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 22 يوليو, 2010 الحلقة الخامسة عشر: رسالة اعتذار وَجّهتُها لـ"أُمّي" بعدما طَعَنتُها "قسراً" في قلبها! كَتبها/ محمد المنيراوي مرّت أيام عصيبة ورحى الحرب لا تزال تزداد شراسة، ونحن نتحيّن الفرص لتنفيذ الخطط والكمائن التي أعددناها للنّيْل من عدوّنا الذي كانت حركته في التقدّم نحونا كـ"حركة السلحفاة" حتى تمكّن من الوصول إلى أطراف المناطق الغربية من قطاع غزة حيث منطقتي، وما أن كان ذلك حتى أعطت القيادة الأوامر بتنفيذ تلك الخطط فور دخوله في مناطق الكمائن. يومها كُلّفت بأن أكون أميراً لمجموعة من "خاصّة القسام" مكونة من عشرة مجاهدين تربوا في بيوت الله وبايعوه على الجهاد في سبيله..بطبيعة الحال استنفرت أولئك المجاهدين على نقاط مختلفة في المنطقة لأتفاجأ وأنا ما زلت عاكفا على توزيعهم بوجود "شقيقي" بينهم، ينتظر مني أمراً بالانتشار على نقطة أَختارُها له..حينها تبادرت إلى ذهني كلمات أُمّي وتوسّلاتها المتكررة إليّ، فرفضت طلبه بسرعة، فقد كان شقيقي الذي يبلغ من العمر عشريناً "الطفل المدلل" لوالدتي المُسنّة التي كانت دائما تتمنى لو يصيبها مكروه دون أن يصيب "طفلها المدلل"، فكانت آخر وصاياها لي وأنا أودعها وأُقبّل جبينها أن أحرص على عدم خروجه معي، وتحمّلني وِزرَه. لم أستغرب من طلب أمي التي عهدتها صابرة ومحتسبة ومؤمنة بقضاء الله وقدره، ولكنها أمّ تملك قلباً لو كان الأمر بيدها لوضعتنا نحن أبنائها بداخله، فهي لا تريد أن تُفجع بمصرع اثنين من أبنائها سوياً، كما فُجِعت بشقيقهم الأكبر قبل أشهر من بدء العدوان الإسرائيلي والذي ودعته من فوق كفن. كان طلبها قاسياً ومحيّراً فلم أدرِ ما أفعل وقتها، هل أستجيب لها وأطفئ النيران التي اشتعلت في قلبها بمجرد شن الحرب؟، أم أُؤدّي ذلك الواجب الديني والوطني وأسمح لشقيقي بالخروج مع المجموعة؟..وبقي أخي يُلحّ ويصر على طلبه فهو كان مقداماً لا يخشى الموت ولا يهاب ساحات الوَغَى، إلا أنني كنت أقابل شجاعته بطلبي منه بأن يرجع إلى البيت ويبقى بجوار أُمّنَا الرءوم، ليملئ فؤادها بوفير من الصبر والاحتساب. الوضع أصبح في غاية الصعوبة..فالبوارجُ الحربية تطلق قذائفها تجاه منطقتنا..والطائرات الحربية تملَئ السماء، والقصفٌ لم يسلم منه حيٌّ ولا جماد، فكلُّ شيء أصبح مستباحاً، وما من خطوط حمر يُحظر تجاوزها. في مثل هذا الظرف حامي الوطيس..لا مجال للتراجع أو حتى الضَعْف، فإذا احتُل شبرٌ من أرض المسلمين وجب القتال على كل إنسان بالغ عاقل حتى تخرج الزوجة دون إذن زوجها، فقررت العدول عن قراري بعدم مشاركة "شقيقي" معي في صد العدوان، وأرسلته إلى نقطة رباط موازية لمكان تمركزي، وقلبي ينطق بالأسف والاعتذار لـ"غَاليَتي" التي أرادت غير ذلك. استمرت الأوضاع في قسوتها وازدادت الأمور تعقيداً، وضربات المجاهدين تأتي من كل حدب وصوب باتجاه الجنود والآليات لتقع القوات المتوغلة في وحل المقاومة الباسلة، فاستبشرت خيراً بأن مجاهدينا سيحفظهم الله ويحفّهم بعنايته ورحمته.. وما أن انتصف الليل في ذلك اليوم حتى سمعت صوت قذائف صاروخية تهوي في مكان تمركز "شقيقي" واثنين من أصحابه المجاهدين، فشعرتُ بأن شيء ما مزقّ قلبي.. حاولت الاتصال بهم عبر جهازي اللاسلكي لكن دون فائدة فقد انقطعت الاتصالات، فتسرّب إلى قلبي إحساساً غريباً بأن "مَن أوصتني عليه والدتي" قد فارق الحياة..وبقيت ثائر النفس، آملاً بأن أتمكن من الاطمئنان عليه. وبقيت أوجّه جنودي الموزّعين في الميدان وأدبّ الحماسة في قلوبهم، وفي الوقت نفسه يُساورني شعور بالإحراج من والدتي الصابرة" التي حمّلتني وزر ولدها "المدلل" إن كان قد أصابه مكروه. ومع ساعات الفجر الأولى التي لم تشهد هدوء يذكر، فأصوات القنابل تدوّي في المكان الذي بقي فيه قلبي مع شقيقي، ليرتعش جسدي برؤيته وهو ملقى على بطنه مسجّى عليه، وقد استقرّت إحدى الشظايا الصاروخية في دماغه، فلم أتمالك نفسي وخارت قواي.. ولكنني سرعان ما تحاملت على نفسي عندما تذكرت أنني قائد لمجموعة منتشرة تنتظر تعليماتي. وبعد مرور ساعات تمكّن المجاهدين خلالها من صد تقدم الآليات الغازية وإجبارها على الانسحاب، فتوجهت برفقة من تبقى معي من المجاهدين إلى "المكان الحزين"، لتنفطر قلوبهم بفراق مجاهدهم..عندها وصلت البيت وأنا على غير عادتي، مُحمرّ الوجه وأشعر بفوضى عارمة في جسمي، حتى أحسّت والدتي بشيء مما كانت تتوقعه وهو أن أعود إلى البيت وحيداً دون صغيرها، حتى أخذت بالبكاء الصامت الذي كان يحرق قلبي، فما كان منّي إلا أن أمسك بقدميها وأقبلهما، محاولاً إقناعها بأننا حملنا أمانة الدفاع عن الشرف والعرض، وأن ابنها الشهيد لو لم يفعل ذلك، لبطش المحتل بها، وبه وبالناس أجمعين..لله درّك أمي كم كنتُ محرجاً منكِ في تلك اللحظات وأنا أرى الحسرة في عينيك المترهلتين!. وبقيت تذرف دموعها بصمت، حتى تمكنت من إنطاقها وزحزحة لسانها لتتلفظ بالترحّم عليه والدعاء له، موصياً إياها بألا تلبس "ثوب الحداد" على فراق فلذة كبدها. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 23 يوليو, 2010 الحلقة السادسة عشر:"كابوسٌ" مَقيت أحال حياتي إلى "جحيم"! كتبتها/ إيمان عامر جهّزت نفسي للخروج إلى موقع رباطي في أحد المناطق الحدودية، وكنت على يقين بأنني لن أعود إلى البيت مجدداً ففرصة البقاء حياً كانت أشبه بالمعدومة بسبب صعوبة المهمّة التي تنتظرني هناك، مما دعاني لتوديع والداي اللذان كتب الله لهما بألا يرزقا بمولود سوايْ، فذهبت إلى أُمي التي كانت تبكيني بحرقة بدّلت بياض عيناها الحوْراء إلى لون أحمر كما الدم، فاقتربت منها لأقبّل جبينها، وطلبت منها أن تدعو إلى الله بأن يرزقني الشهادة، فاستجابت لطلبي بصوت متحشرج مُحاوِلة مقاومة دموعها التي لم تتوقف للحظة واحدة، وأوصَتني بأن أحاول العودة إليها سالماً..كانت تلك الدموع كنيرانٍ اشتعلت في قلبي. جعلت أُمازحها علّها تهدأ لأفارقها بلا دموع، ولكن هيهات لي!، فكيف لها أن تفعل ذلك ووالدي الذي اعتدته صارماً وقوياً يبكي هو الآخر بشدّة ومرارة، رغم انه اتخذ من غرفته مكاناً يخبأ فيها "دموع الرجال"، فكانت المرّة الأولى التي أراه فيها باكياً..تمنيت لو أنني لم أُخلَق بعد حتى لا أعيش تلك اللحظات المُؤلِمة التي مضت كما لو أنها عام بأكمله، وكنت أقول في نفسي:من يُخلّصني من هذا الموقف القاسي؟..نظرت إلى الساعة التي التفّت على أُسوِرة يدي وإذ بي أفاجئ بأنه مضى من الوقت عشرون دقيقة بأكملها ولم يتبق سوى عشر على موعد انطلاقي إلى الرباط. قمتُ من جوار والدتي تاركاً قلبي عندها، واتجهت بتردد إلى حيثُ والدي، ووضعت يدي على مِقبض الباب وعاودت سحبها خشية أن تنزل دموعي أمامه، فعلاقتي به لم تكن عادية فأنا ابنه الوحيد، كنت أيضاً أخاه ووالده وكلّ شيء في حياته على الرغم من شدته التي لم يُبدِيها إلا للحفاظ عليّ..قَطعتُ هذا التردد حينما طرقت الباب واستأذنته بدخول غرفته التي بدَت واجمة، فما كان منه إلا أن يركض باتجاهي ويعانقني ويضمني إلى صدره بقوة كما لو أنني لم أرَه منذ سنوات، وأذهلني حينما شدّ يدي ليقبلها إلا أنني امتنعت بسرعة وشرعتُ في تقبيل يديه الطاهرتين، وقلت له بصوتٍ مختنق: ما بك يا رجل أتريد أن يقال أن أبا خالد بكى؟!، فابتسم قليلاً وأجاب: وكيف لا أبكي "وحيدي" الذي ملأ حياتي أملاً وصفاءً، وهو الآن خارج إلى مكان قد يسطّر آخر لحظات حياته، فَربّتُ على كتفه وقلت:الأعمار بيد الله..وما أدراك فقد أعيش لترى أحفادك وتلاعبهم كما تمنيت مراراً، فقال لي بتلعثم:عُد لي سالماً ولكَ كل ما تتمنى!. وبينما نحن كذلك وإذ بقائد مجموعتي يؤكد عليّ بضرورة الانطلاق من البيت.. في ذلك الوقت أخذت ألقي باللوم على نفسي، فكيفَ لي أنا أحد مجموعة وحدة الاستشهاديين أعيش موقف فاضت فيه مشاعري، وذرفت فيه دموعي التي لطالما بقيت حبيسة عيوني؟!، ولكنني سرعان ما تذكّرت بأنني مخلوق بشري، وأن هناك ما يُحزنني، ويفرحني. أخبرت والداي بأنه توجب عليّ الانصراف في الحال، فتقبّلا ذلك ببكاء صامت، وكان آخر ما قاله والدي لي: أمك وأبيك بحاجة لك يا بنيّ، فلا تتركهما وحيدين، وفارقتهما وتوجهت إلى مكاني، وما أن وصلتُه حتى شعر زملائي هناك بأنني على غير عادتي، وأخبروني بأن معالم وجهي تبدّلت، فحاولت إخفاء ما حدث من حزني على والداي عنهم، حتى لا يضعف كل منهم حينما يتذكر أهله..وبدأنا في العمل بعد فترة بسيطة، ونفّذنا جزء من المهمّة بيُسر غير معهود، وكأن الله استجاب لدعاء والداي لي بالتوفيق والسداد، وواصلنا العمل، وكانت الاشتباكات تدور مع عدونا الذي لم يتوقف عن ضرب القذائف والنيران تجاهنا. أصبح الوضع في غاية الخطورة فالطائرات الحربية المدعّمة بأحدث التقنيات تعلو في الأجواء والضربات تتوالى، وبعض زملائي أصيبوا أمام عيناي، والشهادة باتت محققة بعدما رأيت الجنود يحاولون قنصي، ولكن إرادة الله فوق كل شيء، فقد نفّذنا مهمتنا دون أن أصاب بأذى، وانسحبنا من المكان بسلام. وقتها ضحكت بسبب ما أبداه والداي من خوف عليّ، ولأنني لم أتوقع بأن أبقى حي، فدخلت السعادة إلى قلبي قليلاً مع أنني كنت ولا زلت أتمنى أن ألقى الله شهيداً، ولكن لم أسعد بذلك إلا رفقاً بحال والداي..فلا زالت كلمات والدي حينما ودّعته تدوّي في مسامعي..وبعد مضيّ ساعتين من الزمن وإذ بكل شيء ينقلب رأساً على عقب حينما جاء إليّ أحد الزملاء ليخبرني بوفاة والدي إثر إطلاق قوات الاحتلال صاروخاً باتجاهه.. في تلك اللحظة استسلمت إلى الضعف ودخلت في عالمٍ آخر ذو ملامح مختلفة، ففي عالمي الأول أبي لم يعد حياً، وما كان يخشاه عليّ ألمّ به، ولن أتمكن من رؤيته مجدداً!، أما هنا في عالمي هذا فكل ما حدث ليس إلا كابوساً مقيتاً جثَم بلا استئذان على صدري فحوّل حياتي إلى جحيماً!..لم يَرُق حالي هذا لبقية زملائي الذي قووا من عزيمتي وحاولوا جعلي أصدق ما حدث..حمدت الله على ما كتبه لي، وسألته أن يثبتني في محنتي هذه، وعاودت العمل الجهادي مشحوناً بحب الثأر لأبي وبقية شعبي الذي سفكت دمائه ببربرية لازمت كل جندي صهيوني حاقد. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 24 يوليو, 2010 الحلقة السابعة عشر:"صَدْمتان" جَعلَا مني بطل قصةٍ "أغرب من الخيال"! كتبها/ محمد المنيراوي: حكايتي التي بدت أغرب من الخيال، تعود إلى ما قبل خمسة عشر عاماً حيث كنت في مطلع العشرينيات حينما استهدفت الطائرات الإسرائيلية إحدى السيارات التي كان بداخلها "مطلوب" كما تدعي (إسرائيل) لتحيله إلى كتلة متفحمة أمام ناظري، لأُحمل أنا في سيارة إلى المشفى مباشرة، فوضعني الأطباء تحت "العناية المركزة"، بعدما أصبت بصدمة نفسية لهوْل المشهد الذي كان بجواري. وبعد ستة أشهر من "الصدمة القاتلة" عرض عليّ والدي فكرة الزواج، فقبلت ذلك دون علمي بأن تلك الصدمة أوجدت عندي "عقماً" يحرمني من النسل والأبناء، ومرت السنون لأبقى معذباً طوال خمسة عشر عاماً والحسرة تأكل قلبي لعدم تمكني من الإنجاب، فلم يتمكن أي من الأطباء من علاج تلك المشكلة، ومما زاد ألمي أنني حرمت زوجتي بدون قصد من حقها في الإنجاب والتمتع برؤية فلذات أكبادها حولها. وبقيت طوال تلك السنين أسير أحزاني وآلامي حتى جاءت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي مزقت أجساد العشرات من أصدقائي وأحبابي، فأوجدت لديّ دافعاً وعزيمة للمشاركة في طواقم الإسعاف والطوارئ لأكون مسعفاً في المناطق التي لا تستطيع سيارات الإسعاف الوصول إليها.. فاتفقت مع أحد أصدقائي في الطواقم الطبية بداية الحرب على أن أكون جندياً معهم لأشاركهم في شرف مهنتهم وخدمة أبناء شعبي الصابرين، إلى حين تقدم قوات الاحتلال إلى "مناطق اختصاصنا" لأكون مجاهداً في المجموعات القسامية للذوذ عن أهلنا وبيوتنا وأطفالنا، وبدأت العمل كمسعف متطوع لدى طواقم الإسعاف والطوارئ وذلك في المناطق التي لا يستطيعون الوصول إليها بعدما تمت الموافقة على ذلك من قبل المسئولين في الجهاز العسكري. ورغم سعادتي بعملي في إسعاف للمصابين، إلا أن تلك الأيام كانت أقسى أيام حياتي..فكنت للمرة الأولى أُلمْلِم الأشلاء عن الجدران والأرصفة ومن بين أزقة الشوارع.. وكان جسمي ينتفض كلّما رأيت جثة انفصل رأس صاحبها عنه، وآخر تَفَحّم وجهه حتى لم يُعد بإمكان أهله التعرف على جثمانه.. يا لها من مجزرة لا يستوعبها العقل ارتكبت في قطاع حوصر فيه مليون ونصف مليون آدميّ، حاولت (إسرائيل) القضاء عليهم في حربها الملعونة. كنت على مدار اثنين وعشرين يوما ألتقط الأشلاء وأضعها في أكفان مشتركة ليتم فرزها في ثلاجات الموتى إلى الأكفان بالتساوي، وكان قلبي يتمزّق ألف مرة وأنا أرى مثل هذا المنظر صباح مساء وحتى في منتصف الليل. في أحد الأيام جهزت نفسي للانطلاق مع صديقي المسعف في إسعاف كنت سائقه لكي نستطيع الوصول إلى المصابين في أسرع وقت ممكن، قبل أن توافيهم المنيّة..ولم نزَل كذلك حتى أتتنا إشارة عبر جهازنا اللاسلكي تفيد بوجود شهيد وإصابتين في منطقة السلاطين أقصى شمال القطاع، فتحركنا على الفور..وصلنا إلى المكان الذي لم تخلُ أجواؤه من الطيران الحربي الإسرائيلي، وأرضه من الجنود المنتشرين بجانب "آلياتهم السوداء"، فما أن اقترب صديقي من المصاب الأول واتجهت أنا للمصاب الثاني حتى سقطت قذيفة إسرائيلية أحالته إلى أشلاء تتطاير أمامي بعدما أوصلني ضغط انفجارها لمسافة خمسة أمتار دون أن أصاب بأذى في جسدي، لأصاب بصدمة جديدة ذكّرتني بـ"صدمة شبابي" تلك التي حرمت بسببها من الإنجاب.. حينها كدت أن أُجن لولا لُطف الله ورحمته، فبقيت مسجى على الأرض لا أستطيع الحراك من هول الصدمة الثانية في حياتي، حتى تمكنت طواقم طبية جديدة من إخلائنا وإيصالي إلى المشفى لأمكث مرة أخرى في قسم العناية المركزة، وأتماثل لعلاج تلقيته قبل خمسة عشر عاماً. كنت كلما تذكرت ما حدث له أشعر وكأن قلبي يتمزق ألماً وأدعو الله أن يغفر له ويسامحني.. فصديقي الحميم الذي كان بجواري أصبح أشلاء متطايرة دون أن أتمكن من مساعدته في "لملمة" أشلائه الطاهرة، وإيصالها لثلاجات الموتى، كما كنا نفعل مع المصابين..وبقيت على هذا الحال حتى بعد انقضاء الحرب بكل ما حملت معها من حماقات وهمجية، لتبقى تلك الذكريات الأليمة كما الكابوس المزعج الذي كلما تذكّرته انتفضت من على فراشي حتى أصبحت لا أستطيع الخلود إلى النوم إلا بتناول العقاقير المهدئة، وكأني أصبت بمرض نفسي لا يمكنني التخلص منه!. مرّ شهر على انتهاء الحرب، ولكن حياتي "الغريبة" لم تنتهِ بعد، فزوجتي بعدها بدأت تعاني من آلام في بطنها،أجبرتني على الذهاب بها إلى المشفى للاطمئنان على صحتها. ولكن فاجأني الأطباء بأن ما تعاني منه زوجتي ما هو إلا "بُشريات" على طريق النسل والأبناء، بعدما تأكدوا من أنها تحمل في أحشائها جنيناً.. حقاً لن أتمكن من وصف حالي حينها، فكل الدنيا لم تكن تستوعب فرحتي آنذاك، وعلى الفور توجهت بعيون مخضبة بالدموع إلى القِبلة، وسجدت شكراً لله على فضله، وما أكرمني به بعد صدمتين قاتِلتين طردت واحدة الأخرى كما أخبرني الأطباء، لتتغلب المشيئة الإلهية على كل شيء!. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 25 يوليو, 2010 الحلقة الثامنة عشر: "نُعاسٌ" غلَبَني فأفقَدني "شِقّي الآخر"! كَتبتها/إيمان عامر: شاء القدر بأن نجتمع أنا ومحمد –شِقّي الآخر- في نقطة رباط واحدة، لنقضي أجمل اللحظات سوياً ..أتذكر يا محمد أول أيام الحرب؟، بينما كنّا نسمع طوال الليل قصف المدافع وحركة الجنود، فأخذت حينها تمازحني بقولك: ما لوجهك أصبح أصفراً كما الليمون..إذا كنت تريد العودة إلى البيت فسألبي لك طلبك على الفور، فأجبتني:واللهِ لن يفرق بيننا سوى الشهادة، إن أراد الله لنا ألا نحصل عليها سوياً، يومها شعرت بأنني صغير أمام حبك لمقاومة عدوّك والإثخان به رغم أنك تصغرني بأعوام ثلاثة..ومضت الأيام ونحن لا نزال بجوار بعض، وقلوبنا تزداد تعلقاً ببعضها، لدرجة أن زملاءنا صاروا ينادونا بالتوأم.حقاً يا محمد نحن كنا كالتوأم وإن اختلفت أشكالنا..واليوم سأخبرك بما كنت أخجل من قوله لك وأنت حيّ، فقد كنت قررت بأن أزوجك بشقيقتي الصغرى إن وافقت على ذلك حتى أحافظ على علاقتي بك، ولأنني لن أجد شاب أفضل منك، فقد عُرفت بدماثة أخلاقك وتواضعك ونقاء نفسك، وجمال روحك، ولطالما أخبرتني بأنك في حين قررت الزواج ستتخذ مني والداً لك، وأخطب لك فتاة تحافظ عليك وتصونك، بعدما اختار الله لك بأن تكون يتيم الوالدين. استمر البطش الصهيوني بأبناء شعبنا في قطاع غزة، فاستهدفت الطائرات الحربية كل ما هو خاضع لحماية لوائح قوانين حقوق الإنسان، وأطاحت بالكبار والصغار، وأجهزت على قلوب الأمهات اللواتي كنّ يعشن لحظات احتضار فلذات أكبادهن، وأنت يا محمد كنت تزداد سخطاً وحقداً على بني صهيون وكنت تعتصر ألما لذلك، فهل تذكر يوم قلت لي: يا الله ما الذي حلّ بهؤلاء الضِعاف؟، وهل سنترك عدونا ليقتّل فيهم..لا والله ما كان له ذلك، وأخذت تطلق القذائف تجاه القوات الصهيونية التي تمركزت في منطقة مجاورة لنقطة رباطنا، ولم تأبه لجرحك الذي كان ينزف حينما أصابتك رصاصة في كتفك. حتى ذلك اليوم لم أكن أكتشف بعد شجاعتك وجرأتك التي أدهشتنا جميعاً، حينما تقدّمت جميعنا واستجبت لـ"أنّات" أحد المقاومين، وذهبت لإسعافه وجلبه إلى حيث نحن على الرغم من أن العدو كان مقابلنا والطائرات لم تتوقف عن إطلاق الصواريخ تجاهنا، ففاجئتنا جميعاً بهذا التصرف الذي لم يجرأ أي منّا على فعله!، ومما زاد من حالة الذهول التي كنا عليها أنه حاول علاجه بنفسه، رغم أن أحشاءه كانت قد طلّت من بطنه ودمائه قد تخثّرت على جسده الضعيف، فكان ذلك المشهد يلهب قلوبنا، وحاولنا مساعدته في علاج أخانا المصاب ولكن دون جدوى، فسرعان ما لفظ أنفاسه الأخيرة مودعاً الدنيا، تواقاً للقاء ربه. ومضت الأيام يا "شِقّي الثاني"، وأنت تزداد قرباً لي، وواصلنا مهامنا التي أوكلتها قيادة القسام في المنطقة لنا، ونفّذنا بعض الكمائن التي أوقعت بالعدو من المصابين والقتلى الذين كان صيحاتهم تعلو على مسامعنا، وخضنا معه اشتباكات متعددة لم تنل من عزيمتنا بل زادت منها، وكنت انظر إليك بتمعن وأتفحص ملامح وجهك وأنت تطلق النيران تجاهه ببسالة لم أعهدها على شاب في مثل عمرك، وكنت كلما نظرت إليك أبتسم وأتمنى لو أنك تبقى برفقتي طوال العمر، وعندما أخبرك بهذه الأمنية المتواضعة كنتَ تربت على كتفي وتدعو الله بأن يثبتنا في ظرفنا هذا. دخلنا في اليوم الثامن عشر من تلك الحرب المَقِيتة، ونحن لا زلنا على الحال ذاته نوجه الضربات ونتلقاها، ونتساعد نحن وبقية الزملاء على الثبات والخروج إما شهداء أو منصورين، ولكن الإرهاق بدا شديداً علينا، فالحرب شرسة، وبعض الكمائن والخطط استهدفت منذ اللحظات الأولى، مما تطلب منّا التصرف بشكل ذاتي في المحكّات، والمحن..كانت الساعة تقترب من التاسعة ليلاً حينما وقعت الفاجعة التي قسمت ظهري، وأثخنت في قلبي، ونالت منيّ، ولا زلت أعيش أحزانها حتى يومي هذا، فبعد ساعات متواصلة من الاشتباكات وإطلاق الضربات على عدونا الذي لم يتوقف عن استهدافنا، شعرت بالإعياء، وغلبني النعاس، وكنت قبلها قد أوصيتك بألا تدعني أنام، وإن حصل ذلك رغماً عني فعليك أن توقظني بسرعة، ولكني رحت في سبات عميق أبعدني قليلاً عن أجواء الحرب، فجاء أحد الزملاء الذين كانوا معنا في نقطة الرباط، وحاول إيقاظي –كما أخبرني لاحقاً-، ولكنك أسرعت إليه وطلبت منه بأن يتوقف عن ذلك، فأخبرك بأن وقت تنفيذي لأحد المهام الخطيرة قد اقترب، فرفضتَ أنت يا محمد ذلك، وأخبرته بأنك ستنفذها بدلاً مني، ودار حديث طالت مدته بينكما على هذا الأمر حتى اقتنع بكلامك وتركني أكمل نومي المضطرب. وبعد مضي ساعة شعرت كما لو أنها دقائق معدودة فقت من نومي، وقبل أن أفتح عيناي جيداً، سألت عن محمد..أين هو، فأخبروني بأنه ذهب لتنفيذ المهمة!!..حينها اهتزّ جسدي بعنف غير معهود، وشعرت بأن ثقل كبير جثم على صدري، وعاتبتهم على سماحهم له بذلك، ولكن أي عتاب هذا، فنصفي الآخر "محمد" الآن يقترب من الموت، وأنا هنا في مكانه..جعلتُ ألوم نفسي، فقدت كِدت أفقد صوابي، وفكرت في الذهاب إليه، ولكنني لو خرجت من مكاني فالموت محقق ولن أتمكن من رؤيته مجدداً! مرت بعض الدقائق التي خِلْتُها دهراً، وانا في توتر وقلق شديدين، وعقلي منشغل بالتفكير بـ"محمد"، وفجأة سمعت دويّ انفجار خلع قلبي، فصرخت:محمد..فالتف زملائي من حولي، وجعلوا يهدئوا من رَوْعي، محاولين طمأنتي، وإزالة تخوفي بأن مكروه قد حدث لمحمد، إلا أنني لم أستجب لهم، وكان ضميري يأنّبني بشدة لأنه ضحّى بحياته لكي يجعلني أهنأ بساعة نوم. وفي ذلك الوقت تلاشت آمالي بلُقياه مجدداً، وأيقنتُ بأنه قد استشهد، وبعد ساعتين تأكدنا من الخبر، فاختلج صدري شعور دفعني لأن أترك كل شيء، وأتخلى عن رغبتي في البقاء من أجل أولادي وزوجتي وأهلي ريثما أطمئنهم عليّ، وذهبت لأبحث عنه، وكانت القوات الصهيونية لا تزال في مكانها، إلا أن إطلاق النيران لم يكن بالكثافة التي كان عليها، وواصلت التفتيش كالمجنون، حتى وقعت عيناي على جثة هامدة كانت ملقاة على بعد أمتار، فركضت نحوها وإذ بوجهها مغطى بالدماء، فانتشلتها وأخذت أقبّله، وأطلب منه بأن يرد عليّ ويتحدث معي إلا أنه لم يفعل، فطلبت منه مسامحتي، وأقسمت له بأن أواصل طرقنا الجهادي الذي بدأناه سوياً حتى ألحق به. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
فراشة الكون 1 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 26 يوليو, 2010 اتابع معاكي يا حفوده تسلمي يا جميل علي الموضوع :biggrin: :mrgreen: :closedeyes: شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 26 يوليو, 2010 اتابع معاكي يا حفوده تسلمي يا جميل علي الموضوع :mrgreen: :wub: :wub: أهلا بالغالية تشرفت بمتابعتك شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 26 يوليو, 2010 الحلقة التاسعة عشر: "قُبّعة الاحترام" نََرفَعها لكم يا "أحبّتنا"! كَتبها/ محمد المنيراوي: أيّ قواميس تلك التي يمكنها أن تستوعب مفردات شُكري وامتناني التي سجلتها في ذاكرتي، وفاءً لأبناء شعبي الذين كان لهم الفضل بعد الله عز وجل في دعم صمودنا نحن المقاومين، وتثبيتنا، ورفع معنوياتنا طيلة اثنين وعشرين يوما لم يفارقنا فيها خطر الموت، لنجد أنفسنا محرجين أمام تضحيات هؤلاء المواطنين بأغلى ما يملكون من أجل حماية المجاهدين في سبيل الله، فما زلت أحتفظ بالعديد من المواقف التي أثّرت في نفسي أنا وبقية المجاهدين، ففي أحد تلك الأيام "الأُسطورية" كنت ذاهباً إلى المسجد لأداء صلاة العصر، وإذ بشيخ من منطقتنا يزيد عمره عن الستين عاماً يمسك بيدي ويعانقني ويطلب مني انتظاره بعد الصلاة ليحدثني في أمر مهم، وبعد أن انتهيت من الصلاة أقسم عليّ بالذهاب معه إلى البيت لكي يخبرني بالموضوع الذي أشغل قلبي به وجعلني متشوقا لسماعه. وما أن وصلنا بيته حتى أدهشني حينما سارع إلى تقبيل جبيني ويداي، وطلب مني تجنيده في صفوف كتائبنا القسامية والسماح له بالخروج معنا ليواجه الاحتلال بجسده الهزيل، فرفضت ذلك وحاولت إقناعه بالمكوث في البيت لكن دون جدوى، وعندما أحسّ بأنني أصرّ على موقفي هذا، حتى يجلس بين أهله وأبنائه، ويترك الجبهة للمجاهدين تغيّرت وجهة نظره، وكنت في ذلك الموقف أضمر في نفسي عبارات الشكر والإكبار. وبعد إقناعي له بأن المجاهدين سيُوْفُون بما عاهدوا الله عليه من حماية شعبهم وشرفهم، أشار علي بطلب ما يلزمنا من المال والطعام والشراب والسلاح حتى يحضره لنا، حتى رفضت عرضه وطلبت منه فقط بأن يدعو الله لنا أن يثبتنا ويشفي على أيدينا قلوب المؤمنين، واستأذنته بالخروج، وكنت أتصبب عَرَقاً خجلاً من إرادة وعطاء ذلك الرجل الهرِم. مرّ ذلك الموقف، ومرت تلك الحرب التي كانت كـ"غمامة صيف" سرعان ما اندثرت أمام صمود شعبنا معنا في أحلك الظروف وأشد المحن، ولكنني ما زلت أذكر ما قاله أحدهم لنا "اعتبروا بيتي بيتكم، وسأُخليه لكم من أهلي لتأخذوا راحتكم، فقط أريدكم أن تتحدوا ذلك العدو المجرم وتُمرّغوا أنفه في التراب"، وقد كان الكثيرون من أمثالهم ممن يتنافسون في تأدية واجباتهم في سبيل الله سبحانه وتعالى، وحفظ المقاومين في بيوتهم وعلى فراش أبنائهم وسرائر نومهم وهم يكلئونهم بعنايتهم ودعائهم بأن يثبتهم الله وينصرهم على أعدائهم. نموذج آخر من عطاء شعبي اللا محدود، والذي جعلنا نزداد خجلاً، ففي يوم اشتدت رحى الحرب الإسرائيلية خرجت مجموعة من المجموعات التي كنت أتابعها وأوجهها في ليلة حالكة الظلمة، لتَكمُن في إحدى المناطق المتوقع أن تتوغل الآليات والقوات الخاصة الإسرائيلية فيها، وعند وصولها إلى المكان قامت بتمشيطه احتياطا من أي خطر، لاكتشافه وإمكانية التعامل معه قبل حدوثه. وما أن كنا كذلك، وإذ بطائرة استطلاع إسرائيلية رصدت حركة أحد أفراد مجموعتنا واستهدفته بصاروخ فأصيب بجروح متوسطة، وسلم الله باقي أفراد المجموعة من موت محقق، عندها أعطيت التعليمات بالاختفاء عن منظور الطيران والانسحاب إلى نقاط التمركز المتفق عليها، وبعد مرور فترة وجيزة وبينما كنا لا نستطيع الوصول إلى مصابنا الذي ينزف وبحاجة إلى مساعدتنا وإذ ببيت أناره ضوء خافت، فعلمنا أن بداخله بشراً، فاقترح أحد مجاهدينا بأن نوصل ونطلب المساعدة من ساكنيه، وذلك بأن يخرجوا وبحوزتهم ضوء ينير المنطقة، ومن ثمّ العمل على إخلاء المصاب، والتصرف على أنهم مدنيون دون ضجة أو حركة غريبة، وكانت تلك بحد ذاتها مخاطرة كبيرة، تحتاج أناساً مضحّين فعدونا لم يعد يفرق في عدوانه بين مدني ومقاوم!. وبالفعل نجح الأمر بعد أن خرج رجل وزوجته ومعه أربعة من أبنائه بمصباح كبير وتظاهروا على أنه لا يوجد شيء في المنطقة، وتمّ إسعاف مجاهدنا "المُصاب" على عجالة ونقله إلى البيت لتقديم الإسعافات الأولية اللازمة لجرحه الغائر، ومر بعض الوقت حتى أشار علينا صاحب البيت بالتسلل إلى بيته للمكوث فيه، حتى نكون في مكان أكثر أمناً، ونتمكن من ملاحظة ما يدور خارجه عبر نوافذه المطلة على كل الاتجاهات، وفعلنا ما أشاره علينا وتمكنا من الدخول بسلام. يومها لم يغمض ساكنو البيت أعينهم وهم يتسامرون معنا، ونحن نقف بجوانب النوافذ نترصد حركة عدونا، وبعضنا يجري الإسعافات الأولية لمصابنا إلى حين بزوغ الفجر والتمكن من إخلاء المكان بأمان..وبقينا على ذلك حتى ساعات متأخرة من الليل، وهم يقدمون لنا الطعام والشراب حتى انتفضنا على سماع انفجارات قوية هزت المنطقة. وبمجرد حدوث تلك الانفجارات، أخذ الرجل –صاحب البيت- بدفع ابنه الذي يبلغ من العمر اثنين وعشرين عاما لتجهيز نفسه، ولأن يمتشق سلاح مجاهدنا المصاب ويكون بديلا عنه لحين شفائه، فوقعنا في حرج جديد أشبه بحرج "الشيخ الستيني" الذي أراد الخروج بنفسه للجهاد في سبيل الله، حتى قابلناه بالرفض لعدم تلقيه التدريب اللازم لتلك المهمة. ومع بزوغ الفجر حملنا مجاهدنا وودعنا أهلنا الصابرين، وقلوبنا تضمر العرفان لهم، وشكرناهم على استضافتنا في وقت حرج، وشعرنا بحزن حينما رأيناهم يذرفون دموعهم الحارة على فراقنا ويستحلفوننا بالله بتجنيد أبنائهم في صفوف المقاومين وبالعودة إلى حضن بيتهم الدافئ المفتوح أمام المجاهدين، لنودعهم ونحن نقف أمامهم باستحياء من ثباتهم وصبرهم وعطائهم. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
فراشة الكون 1 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 26 يوليو, 2010 تسلمي حفوده جعله الله في ميزان حسناتك شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 27 يوليو, 2010 تسلمي حفوده جعله الله في ميزان حسناتك وإياك عزيزتي شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 27 يوليو, 2010 الحلقة العشرون:خوفها عليَّ قتلَ فؤادي بلا "هَوادة"! تَكتبها/ إيمان عامر: في صبيحة يوم دامٍ آخر من أيام الحرب التي لم يسلم منها حجر ولا بشر، غادرت نقطة رباطي شرق مدينة غزة إلى منزلي الذي كان يبعد عنها مسافة غير بعيدة، بهدف إحضار شيء من العتاد الذي كنت قد أخبأته فيه حينما طاردتني طائرة استطلاع صهيونية، وأنا أتنقل بين أزقة حيّ التفاح لأوصله إلى بقية زملائي، وما أن وضعت قدمي اليمنى على عتبة المنزل، وطرقت الباب بالطريقة التي اعتدتها حتى فوجئت بأمي تفتحه لي وتلقي نفسها في "حضني" كما الطفل الصغير الذي مضت أيام على غياب والدته عنه، فأخذت أقبل جبينها وأضمها إلى صدري بعنف، وسألتها ما بك يا أمّي: لمَ أراكِ قد شِختِ خلال عشرة أيام تركتكِ فيها لأواصل عملي؟، فردّت: منذ أن تركتني واللوعة والألم يحاصراني ويدبّان في قلبي "العجوز"، لكن..ألستِ من دَفعني إلى هذا الطريق يا أمي؟!..نعم.. ولا أزال أحرص على تحفيزك على المضيّ فيه حتى تثأري لشعبك ووطنك من عدوّنا الذي انتهك كل المحرمات، وضرب كافة مواثيق حقوق الإنسان الدولية عرض الحائط، ولكنه قلبُ الأم يا ولدي..كيف لي أن أحافظ على هدوء البال والأعصاب، وأنتَ تحت النار، وفي ذروة المواجهة، وأنا لا أعلم ما الذي يحلّ بكَ هناك..حيث تمركز قوات الاحتلال؟. ودار حوار قصير المدى بيننا وكلانا لا يزال خلف باب المنزل، فشوق "اللُقيا" و"حرارة اللقاء" أنسياني لفترة بسيطة أنه يتوجب عليّ المغادرة خلال أقل من رُبعّ الساعة، وأخذت أهدئ من روعها، وأمسح دموعها التي بللت "قميصي"، وانهمرت من عينيها، وجعلتها تبعد الحزن عن نفسها قليلاً، وأخبرتها بأنني سأجمع ذلك "العتاد" بسرعة حتى أتمكن من المغادرة بأكبر قدر من "الأمان" بسبب قرب انتهاء فترة "الهدنة" -غير المؤكدة- التي كان يمهلها الاحتلال لسكان القطاع في بعض أيام الحرب، فطلبَت مني الانتظار قليلاً حتى تعد لي وجبة طعام سريعة أُقيت بها نفسي، ولكني ابتسمت حينها وقلت لها بصوتٍ خافت:لا وقت لديّ يا حبيبتي، فشعرت بأنها حزنت لذلك، وعاودت طلبها بتوسّل وقالت: سأحاول إعدادها خلال بضعة دقائق، أرجوكَ انتظر قليلاً يا بنيّ، فاقتربت منها وربّتُّ على كتفها، وقلت لها، سأعود بإذن الله خلال أقرب فرصة وأجعلكِ تعدّي لي "فطائر السبانخ" طعامي المفضّل، الذي تُقتُ لأكله من يديكِ الطاهرتين، فقبّلت جبيني وطلبت مني مسامحتها، وألا يؤثر حزنها على مواصلتي لعملي المُقاوِم، وأن أحاول التغلب على لحظات الضعف التي قد تصيبني في حين تذكرتها!. ودّعتها هي وبقيّة إخوتي اليتامى وداعاً حاراً كما لو أنه الأخير، وأوصيتها بالصبر، والتضرع لله بأن يحفظ المقاومة ويثبتها أمام عدوّنا في تلك المِحنة التي اشتدت كلما طالت مدتها، ووعدتها بأنني سأحاول العودة مرة أخرى إليها سالماً، وبينما كنت أهمّ بالخروج وإذ بشقيقتي الصغرى تقترب مني وتطلب مني برجاء بألا أطيل الغياب عليهم، لأن والدتي خلال الأيام الفائتة كانت تخرج يومياً محاولة الاطمئنان عليّ، مما دفعني للتوجه إليها بعدما استشاطني الغضب خوفاً عليها، وطلبت منها بألا تكرر ذلك وأن تبقى بجوار إخوتي، فأومأت برأسها موافقة على طلبي الذي بدا قاسياً بالنسبة لأمٍ وضعت ابنها البكر في خطّ المواجهة. وخرجتُ من المنزل وقلبي كان ينتفض ألماً كلّما سمعت صوت بكائها الذي دوّى في مسامعي، فلوّحتُ لها بيديّ مودّعاً إياها، وانطلقتُ إلى حيث مكاني الذي وصلت إليه بسلام رغم خطورة الوضع آنذاك، ولكني كنت أشعر بأن الله عز وجل قد استجاب لدعاء والدتي لي بالحفظ والسلامة، وأكملت تنفيذ المهام التي أُوكلت إليّ، وباشرت في أخرى لم تكن من تخصصي، فهمّي الوحيد في تلك الفترة كان ينصبّ تجاه الإثخان بعدوّنا، وتكبيده أكبر قدر من الخسائر البشرية عبر قنص جنوده، والتلذذ برؤية أشلائهم تتطاير أمام أعيننا، ومضت الأيام وأنا لا أزال على حالي هذا كما بقية زملائي وأحبتي، الذين اتخذوا من الجهاد في سبيل الله أسمى أمانيهم. ومع كل ساعة كانت تمضي من عمري وأنا هناك، كنت ازداد شوقاً لوالدتي وإخوتي، وقلبي كان يعتصر ألماً على حال والدتي "المسكينة"، فقد قررت ألا أستخدم أجهزة الاتصال التي أتيحت لي في التواصل معها، حرصاً على سلامة بقية زملائي، ورغبة مني في عدم "التضعضع" أمام صوتها، ولكني كنت أعلم بأن هذا الأمر كان يشعل النيران في قلبها، ويزيد من مساحة الألم التي اختزلتها في نفسها، ولكن "لم يكن باليد حيلة"، وما أن انقضى أيام أخرى، حتى حلّت بي مِحنة لم أزل أعاني وأتألم بفعلها، فبينما أنا منقطع عن أمي وإخوتي بسبب مواصلة عملي، وإذ بوالدتي تصرّ على الخروج من المنزل تحت إطلاق النيران والقذائف العنقودية، وأزيز الطائرات، وذلك للبحث عنّي ومحاولة إيجاد من يطمئنها بأنني لم أزل حياً، وأخذت تجوب الشوارع، وتواصل مسيرة البحث الخطِرة، وعلى الرغم من محاولة شقيقي الأصغر إقناعها بالعدول عن هذه الفكرة "المجنونة" إلا أن "حبيبتي" لم تستجب لكلامه، وما أن افترق كل منهما على رأس أحد الشوارع، لكي يبحث كل في اتجاه مختلف علّهم يصلان إلى طرف خيط يهدئ من روعها، حتى أطلقت الطائرات الصهيونية صاروخ استهدف والدتي ومزّق جسدها الهزيل، لتفارق الدنيا التي بتّ أكرهها بعد رحيلها، وهي لم تتمكن بعد من الاطمئنان عليّ، ولأبقى أنا أسير أحزاني، وآلامي التي قتلت قلبي "الشاب" بلا رحمة بعد استشهادها. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 28 يوليو, 2010 الحلقة الحادية والعشرون: قاومتُ بني صهيون وأنا على "كرسيّ المتحرّك"! تكتبها/إيمان عامر تفاصيل حِكايتي تعود إلى ما قبل العامين، تحديداً في الرابع من إبريل للعام .. ذلك اليوم الذي لم تمحَه ذاكرتي والذي صادف موعد رباطي الرسمي، فلم أكن أدري ما سرّ تلك الفرحة التي تملّكتني يومها، فما أن حان الوقت حتى استحممت وارتديت بزّتي العسكرية وحذائي الجديدين كما لو أنه يوم زفافي، وتوجهت إلى المسجد المجاور لمنزلنا وصليت "العشاء" فيه، ومن ثمّ انطلقت إلى الرباط "مُطمئناً" و"هادئ البال"على غير العادة!، ففي بقية الأيام كنت كلّما كان يَحين موعد رباطي كنت أشعر بشيء من الخوف "الطبيعي" والذي كان يتلاشى بسرعة فائقة لحظة وصولي إلى موقع الرباط، وكذلك الأمر بالنسبة لمعظم المجاهدين، ووصلت المكان والتقيت ببقية زملائي في وحدة "الهندسة" في القسام، ووزعنا أنفسنا كل حسب مهمّته الموكلة إليه، وفي تمام الساعة الثانية عشر علِمنا من وحدة "الرصد" بوجود قوات خاصة، فجهّزنا أنفسنا والسعادة تتسع في قلوبنا التي تتوق للقاء العدو والإثخان فيه. وبعد مضيّ نصف ساعة اتجهت أنا وأحد زملائي إلى نقطة متقدّمة نوع ما لنجهّز إحدى العبوّات بهدف تفجيرها في القوات الخاصة التي تقدّمت في حي الزيتون خلال اجتياح القوات الصهيونية للمنطقة في ذلك الوقت، وكانت بضعة أمتار تفصل كل منّا عن الآخر، فزميلي تولّى مهمة إطلاق النيران على تلك القوات التي كانت على مقربة منا وأنا أقف خلفه لأواصل عملي، وبينما نحن كذلك وإذ بطائرات الاستطلاع الصهيونية تطلق صاروخ على زميلي أصاب جسده وأفقده وعيه مما أدى إلى نقله إلى المشفى.. لم يحُل ذلك دون إكمالي لمهمّتي التي تطوّعت لتنفيذها رغم خطورتها، وبعد خمس دقائق فوجئت بصاروخ آخر يهوي عليّ..لم أكن أعلم ما الذي حلّ بي في تلك اللحظة، فكلّ ما استطعت فعله هو التكبير حينما سمعت أصوات الناس الذين كانوا على بعد أمتار تتعالى ظناً منهم بأنني قد استشهدت، فعلموا حينها بأنني ما زلت حياً، ونقلوني إلى المشفى على لوحٍ مصنوع من "الزينجو" في سيارة أحدهم، وما أن رأيت إحدى ساقيّ منفصلة عن جسدي حتى علمت بأنني أصبحت قعيداً، وفور وصولي قرر الأطباء بتر ساقي الأخرى بسبب تمزّق الأنسجة والشرايين، وتفتّت العظام، وأجروا لي عملية "البتر". وما أن فِقت قليلاً بعد تلك العملية حتى بدأت أشعر بالظمأ الشديد، وكانت أقصى أمنياتي حينها أن أشرب ولو بعض قطرات من الماء الذي كان محظوراً عليّ لأسباب طبية، وأخذت أطلب من خالتي التي كانت بجواري أن تسقيني ولكنها كانت تصبرني، وبعد لحظات استسلمت إلى النوم بسبب مادة التخدير التي حُقنت في جسدي المغطّى بالدمّ، وكنتُ كما لو أنني في حلم جميل، فقد رأيت في منامي ساقيّ بجوار حوض مياه لم أرَ له مثيل، في منطقة خلابة ظهر منها فجأة نور مشعّ، فأدركتُ بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسرعت إليه وقبلت قدميه، ومن ثم حلّقنا سويّاً في السماء، واصطحبني في جولة هناك حتى وصلنا مكان شاهق الارتفاع وإذ بشيء -لم أعرف ما هو- يطالبنا بالرجوع ويقول لنا انتظرا حتى اليوم الموعود فأدركتُ بأنه عرش الرحمن، وهبطتُ إلى الأرض ولحظتها استيقظت واستعدتُّ وعيي، وفي تلك اللحظة شعرت بأن حَلقي الذي كان جافاً أصبح مبللاً، وكأنني شربت كما يكفيني من الماء ولم أعد عطِشاً. على الرغم من فقداني لساقيّ وأنا لا زلت شاباً في مقتبل عمري إلا أنني صبرت وسألت الله بأن يرزقني "الشهادة" التي انتظرتها طويلاً، ولكن الحزن والألم كانا يعتصرا قلبي لأن "إعاقتي" أبعَدتني عن الجهاد والرباط فمكثت في منزلي واتخذت من غرفتي مكاناً لإيواء همومي التي أوجدها بُعدي عن أحبتي في الرباط والمقاومة، وحاولت أن أستعيض عن عملي هذا بقراءة القرآن والبذل من أجل التقرب إلى الله عز وجلّ، باحثاً عن أي وسيلة بإمكانها أن تشغلني قليلاً عنه، ولكن أنّى لي ذلك، فقلبي هناك حيث الرباط على ثغور الوطن ومقاتلة عدوّنا الذي لا يألُ جهداً في قتل أبناء شعبي، ولم تفارق الأحزان نفسي قط. بقيتُ على هذا الحال حتى شنّت الحرب الصهيونية على غزة..فرأيت شلالات الدماء تنساب بلا توقّف، وأشلاء الشهداء في الشوارع وعلى الطرقات وتحت ركام المنازل التي دمرت عن بكرة أبيها، مما زاد من ألمي وغضبي.. فالحرمات تستباح، وكل شيء وقع تحت طائلة الاستهداف المسعور، أما أنا فليس بإمكاني التوجّه للذوذ عن شعبي وفقاً لطلب قيادة القسّام التي أرادت عدم الإثقال علّي بسبب البتر، ومما كان يزيد من لَوعَتي، رؤيتي لزملائي يتنقّلون ويخرجون لمواقعهم على مرأى عيناي، فكنت أغبطهم على ذلك.. وانقضت الحرب التي كادت أن تحطّمني لولا قوة جلَدي، فحاولت إشباع رغبتي في العودة إلى العمل، بزيارات متفرّقة لزملائي وهم هناك، وكنت في كل مرة أستحضر ذكرياتي في تلك المنطقة، وأنظر إلى "الفرسان" وهم يمازحون بعضهم تارة، ويواصلوا عملهم تارة أخرى. حاولتُ بعد ذلك أن أعود إلى الرباط ولكن الرفض ذاته تجدد، إلا أنني لم أستسلم، ونجحت بعد محاولات عدة في إقناع القيادة بالموافقة على عودتي للعمل بعد ستة أشهر من انتهاء الحرب، وبمجرد ذلك سارعتُ إلى ارتداء ملابسي، وتجهيز نفسي للخروج وأنا على كرسيّ المتحرك، معتمداً على نفسي في كل شي، ورغم اختلاف وضعي بعد الإعاقة إلا أنني لم أشعر بالمشقّة فرعاية الله كانت تحفّني وأموري كانت تسير بيسر كبير، وواصلت طريقي النضالي وأنا على كرسيّ المتحرّك، وكنت أظنّ حتى تلك اللحظة بأنني سأكون "المقاوم" الوحيد الذي يباشر عمله وبعض أطرافه مبتورة، ولكنّي فوجئت بأمثالي ممن بترت إحدى سيقانه أو ذراعيه هناك، فقلت في نفسي: هذا هو مكاننا الحقيقي. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 29 يوليو, 2010 الحلقة الثانية والعشرون:في "قبر مظلم" قضيتُ نصفاً من الساعة!! تكتبها/ إيمان عامر: في السادس من فبراير للعام 2008، أخبرني قائد المجموعة القسّامية التي كنت أعمل معها بتكليفٍ كنتُ قد أنجزته مراراً قبل ذلك، فاستجبت له بصدر رحب على الرغم من خطورته، كيف لا وهو العمل المحبب بالنسبة لي؟..فقد كنتُ في المرات السابقة أتغلب على مشقّته بِحبّي له..بُنْيتنا القوية وعضلاتنا المفتولة أيضاً ساهمت في جعل هذه المهمة "الصعبة" تبدو من أسهل وأحبّ الأعمال إلينا، فكلّما تطلّب العمل المقاوم حفر نفق كنتُ أنا وزميلي الذي تم تكليفه بالعمل معي نتقدم المجاهدين ونسارع إلى الدخول إلى العُمق، فقد كان الدخول إلى أنفاق المقاومة بالنسبة لي حياة جديدة يحلو لي العيش فيها، وما أن أخرج منها حتى أشعر بأن روحي قد خرجت قبلي، وأصاب بإحباط لا يزيله إلا رجوعي إلى عملي في الأنفاق مرة ثانية. في ذلك اليوم الذي شهد إحدى المفارقات المدهشة نزلنا نحن الاثنين إلى أسفل النفق الذي يمتد طوله إلى ما يقارب 600متر، وشمّر كلانا عن ساعديه وبدأنا العمل فيه والمتمثل في تنفيذ مهمة "القصّ" وهي عبارة عن الحفر وتعبئة الرمال التي نخرجها من النفق في جالونات كبيرة تسمى "البايلات"، وصرنا نحفر ونخرج الرمال إلى الخلف حتى نوصله إلى إخوتنا الذين كانوا أسفل مدخل النفق لكي ينقلوها إلى الخارج، وواصلنا هذا العمل وأجواء المرح لا تفارقنا على الرغم من أننا كنّا بهذا النفق الذي يوصفه البعض بأنه "قبر" بسبب الرطوبة الشديدة التي كانت تتسبب في إِعيائنا، وصعوبة التنفس فيه. مضت بضعة ساعات ونحن على ذلك، تارة نحفر الأرض وتارة نملئ "البايلات" بالرمال، وواصلنا العمل، وكنا ننتظر قدوم "البايلات" الفارغة عبر أحد المحركات المختصة لجلبها بعد إفراغها من الرمال، وكررنا هذه العملية التي كانت تتطلب منّا جهد بدني مضني، وكانت تلك اللحظات على قلوبنا "عزيزة" ولم يتوقع أي منا بأن ينقلب الأمر رأساً على عقب وتتحول إلى أصعب الأوقات وأكثرها قسوة بعد دقائق، فبينما كنا ننتظر "البايلات" مرة أخرى شعرنا بأن قدومها تأخر كثيراً بسبب تعطّل المحرك عن العمل، ولكنا تريثنا وانتظرنا قليلاً، وطال انتظارنا لها فذهبنا لنستطلع الأمر وإذ بالمصيبة قد حلّت بنا حينما وجدنا النفق قد "سَفّق" وهي كلمة نتداولها حينما ينهار النفق بشكل جزئي وخاصة من منتصفه لسبب ما، فكانت كومة الرمال التي انهارت تشكل حاجز يحول دون خروجنا من النفق بسلام، ففي هذه اللحظة نظرنا إلى بعضنا وكأننا نلقي تحية الوداع بانتظار الموت المحقق الذي كان ينتظر كل من تعرّض للحادثة "تسفيق" نفق. كثيرة هي الأفكار التي جالت ببالي حينها، فقد سيطر عليّ شعور بالحزن لأنني وبعد سنوات من العمل في المقاومة سأموت كـ"الفطيس" ولن ألقى ربي وأنا شهيداً في ساحات الوغى كما تمنيت، لقد كاد هذا الشعور يجتث قلبي ويجهز عليّ، وازداد حالي سوءاً حينما وجدت بأن زميلي في حال يرثى له من شدة الخوف والحزن، فحاولت أن أهدّئ من روعه ولكن كيف وأنا أرتجف في مكاني ونبضات قلبي تكاد تُسمع، فصرتُ أستحضر بعض الآيات القرآنية التي من شأنها أن تُعيننا على الصبر والثبات في هذه المحنة، ورددناها سوياً..كان النفق حينها أشبه بـ"القبر" لانقطاع الإضاءة عنّا وصعوبة التنفس ووحشة المكان الذي غطتّ الرمال معظم أجزاءه. كم هو مؤلم أن ينتظر الإنسان قدوم الموت بنفسه!، ويناشده بأن يعجّل ولا يطيل عليه..هكذا كان حالي آنذاك، فمن شدة قساوة تلك اللحظات شعرت بأنها أعوام طويلة وصرتُ أدعو الله بأن يعجّل في موعد رحيلي، ولكن هيهات لي لقد كتب القدر بأن أحتسي جرعات من الألم والحسرة داخل قبري هذا..بعد مرور نصف ساعة حدث ما لم يصدق وما لم أتوقعه فقد سمعنا أصوات أخوتنا الذين كانوا خارج النفق وأسفل مدخله ينادوا علينا بعدما أيقنوا بأننا في محنة عصيبة، فأجبناهم وحاولنا رفع أصواتنا لكي يدركوا بأننا لا زلنا على قيد الحياة، ولكن لم نكن نعوّل على ذلك..بعد دقائق تمكّن أحبتنا من إزاحة جزء من الرمال لصنع فتحة فيها تمكننا من الخروج منها، وسحبوا كل منّا إليهم وأخرجونا خارج النفق إلى حيث "الحياة"، فشعرت بأنني ولدتُ من جديد، وألقينا بأنفسنا مجهدين على الأرض لنستنشق الهواء الذي حُرمنا منه ونحن في الداخل . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 30 يوليو, 2010 الحلقة الثالثة والعشرون: عطاءٌ لا منتهٍ أفقدني حبيبتي"!! تكتبها/إيمان عامر: قبل أن تسدل الشمس ستارها، ويتحول النهار إلى ليلٍ حالك، علمتُ عبر اتصال من قيادة المنطقة التي كنتُ أقطن فيها بأن قوات الاحتلال الصهيونية بدأت في التوغل في المناطق الحدودية لقطاع غزة، تحديداً في شماله الثائر الذي سجّل أروع البطولات لرجالات المقاومة الفلسطينية حماهم الله وسدد خطاهم، وألقى الرعب قي قلب عدوهم..فعلى الفور اتجهت إلى خزانتي التي كانت تخفي خلفها عدّتي وعتادي من الذخيرة والسلاح والزيّ المخصص للعمل العسكري. كان ذلك في الثامن من يوليو لأحد الأعوام شديدة الخطبْ وما أن انتهيت من تجهيز نفسي حتى أسرعتُ إلى والدتي التي بلغت من العمر عتياً وقبلتُ قدميها الطاهرتين، وطلبت منها أن تدعو الله بأن يوفقني ويسدد خطاي، وكذلك فعلَتْ والدموع تنهمر من عينيها كما لو أنها سيلٌ جارف، فاقتربتُ منها وهمستُ في أذنها قائلاً:إنني مشتاق لمجاورة ربي يا أماه، فردت عليّ بابتسامة زادت من حزني على حالها، وتوجهتُ إلى منطقة المواجهة مدعوماً بدعائها لي، ورضاها عني. دقائق قليلة وكنتُ قد اقتربت من الوصول إلى منطقة المواجهة لقربها من منزلنا، وما أن وصلتها حتى وجدتُ أن العدو قد توغل فيها أكثر واقترب من منازل المواطنين، فسخَّرنا نحن المقاومون طاقتنا وخبرتنا القتالية لصده، وواصلنا القتال كل حسب مجموعته دون توقف بسبب ضراوته وشدة الضربات، وما أن توقفنا قليلاً حتى طلبت القيادة مني التوجه إلى منزلي لإحضار بعض العتاد الذي كنا بحاجة إليه، فاستجبت على الفور وحاولت الانسحاب من المنطقة متجهاً إلى منزلي، ودخلته وإذ بوالدتي تصلي وتتضرع لله وتدعوه بأن يحفظني أنا وبقية زملائي في المقاومة. ابتسمتُ لها واقتربت منها واحتضنتها بشدة، وذهبتُ إلى مكان العتاد، وفي ذلك الوقت سمعتُ صوت انفجارات وضربات شديدة، فحاولت التواصل مع بعض زملائي فأخبروني بأن العدو قد توغّل في المنطقة وداهم بعض البيوت وطلبوا مني الهروب من المنزل إلى منطقة أكثر أماناً..تركتُ العتاد في مكانه، وانطلقتُ إلى باب المنزل لأستطلع الأوضاع، وإذ بوالدتي الحبيبة تعترض طريقي وتطلب مني الرجوع لتقوم هي بهذه المهمة فحاولت إقناعها بالرجوع إلا أنها رفضت بشدة لأنها شعرت بأن الوضع يزداد خطورة، فذهبتْ وعادتْ بعد دقيقتين لتخبرني وقلبها يرتعش خوفاً عليّ بأن قوات الاحتلال تتجول في الشارع الذي يقابل منزلنا، فلم يكن أمامي إلا أن اختبئ في غرفتي استجابة لرجاء والدتي، وللضرورة الأمنية. وبعد دقائق وجدتُ "حبيبتي" تبكي بحرقة وتطلب مني التفكير في الخروج بأي طريقة ممكنة من المنزل الذي بات محاصراً، ولكن السبل تقطعت بي عندما وجدت بأن المنزل مغلق ولا منفذ أمامي سوى بابه الرئيسي الذي يتيح لأي صهيوني رؤيتي من خلاله، فتزاحمت الأفكار في بالي ليهديني الله أخيراً لأن أحفر حفرة في حائط الغرفة لأتمكن من الهروب من خلالها، فساعدتني والدتي في هذا الأمر والدموع الحارقة تتراقص في عينيها المترهلتين، وبقيت أحفر بقوة خارقة أنعم الله عليّ بها آنذاك، فسهل لي أمري. في هذا الوقت كانت قوات الاحتلال قد اقتربت من المنزل، بحثاً عن المطلوب رقم "1"، وكانت قد علمت بأنني متواجد في المنزل عبر أياديها الممتدة بيننا–تباً لهم-، فصاروا ينادون عليّ عبر مكبرات الصوت، لتنتفض والدتي، وتقف وراء الباب بعد أن طلبت مني الإسراع في حفر ما تبقى لكي ألوذ بالفرار، وتمكنت من ذلك بعد لحظات ولكني تسمرت في مكاني حينما فكرت في والدتي التي قدمت إليّ وطمأنتني وتوسلت إلي، طالبة مني الهروب، فهربتُ وأنا لا أدري أين هي وجهتي. بعد لحظات معدودة كانت قوات العدو قد اقتحمت المنزل وحاول بعض الجنود "الأوغاد" الدخول إلى غرفتي إلا أن والدتي اعترضت طريقهم حتى أكون قد قطعت مسافة طويلة لا بأس بها تمكنني من الإفلات من قبضتهم..لم يخطر ببال حبيبتي المسكينة أن الحقد وكراهية الفلسطينيين قد تمكنّا من نفوس هؤلاء الجبناء، ليقابلوا اعتراضها بإطلاق عشرون رصاصة تجاه جسدها الهزيل الذي أعياه المرض، لتسقط جثة هامدة مخضبة بدمائها الطاهرة. كنتُ قد سمعتُ صوت تلك الرصاصات الغادرة، فانتفض جسدي على الرغم من أنني لم أكن أعلم بأنها استقرت في جسد "حبيبتي"، فتألمتُ ودب القلق في قلبي، حتى وجدتُ نفسي أطلب من القيادة توفير معلومات عن والدتي، فحاولوا طمأنتي ريثما يتمكنوا من ذلك، وبعد نصف ساعة "مريرة" من عمري رنّ هاتفي المحول، وللمرة الأولى بنتابني خوف شديد عند تلقي أي اتصال فشعرت بأن مكروهاً قد حلّ بأمي، ليتأكد هذا الشعور حينما أخبروني بأنها قد أصيبت في ساقها، ولكني لم أطمئن لنبرة صوت من أخبرني بذلك، فتوسلت إليه بأن يخبرني بحقيقة ما أصابها لأعلم بأنها ارتقت إلى جوار ربها بعدما حاولت منعهم من الاقتراب من الغرفة التي كنت فيها..فرحلت حبيبتي وهي مستمرة في عطائها الذي لم يتوقف ولو لبرهة من الزمن، تاركة وراءها حسرة دبّت في قلبي حتى بعد مضي سنوات طويلة على ذلك. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 30 يوليو, 2010 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتي الفاضلات لقد وصلنا إلى ختام سلسلة مذكرات مقاوم أسأل الله العلي القدير أن ينصر المجاهدين في كل مكان وجزاكن الله خير الجزاء شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
فراشة الكون 1 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 7 أغسطس, 2010 جزيتي خيرا حبيبتي حفوده عل هذا المجهود الرائع تقبلي مروري :icon15: :icon15: :icon15: :wub: شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 7 أغسطس, 2010 جزيتي خيرا حبيبتي حفوده عل هذا المجهود الرائع تقبلي مروري :wub: :wub: :wub: :wub: وجزاك على متابعتك تشرفت بمرورك العاطر شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
*منة الله* 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 21 سبتمبر, 2010 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، بااااااااارك الله فيك اختى شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
الرميصاء من غزه 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 25 سبتمبر, 2010 السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،، بوركت اختاه على الموضوع الرائع الحرب أحزان الام وجع مر تهجير فقد للاحبه اجمل ما يميزها اصبع السبابه الحرب نصر او شهاده الحمدلله رب العالمين اللهم اجمعنا باحبتنا قريبا اللهم ثبت المجاهدين في كل مكان يارب العالمين شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك