اذهبي الى المحتوى
** الفقيرة الى الله **

ظنَنْتُه قيداً فإذا به عين الحُرِّية!!!!

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ظنَنْتُه قيداً فإذا به عين الحُرِّية !!!!

الحجاب: هل هو قيد؟!!!!

(قصة واقعية )

هداني الله تعالى إلى التفكير في الحجاب-وكان ذلك في الثمانينيات من القرن العشرين- ولكنني كنت غير متقبلة لفكرة ارتداء الملابس الطويلة(الماكسي)وكنت في نفس الوقت لا استطيع التخلي عن فكرة الحجاب، فتذكرت السيدات الباكستانيات وبعض الهنود وزيهن الشعبى الذي يتكون من القميص الطويل ذي الفتحتين من الجانبين ،مع البنطلون الواسع ،فقلت لنفسي لماذا لا أرتدي مثلهن مع تصغير حجم الفتحة الجانبية؟ وبالفعل طلبت من والدتي أن تحيك لي إثنين من هذا الزي -الذي لم يكن في ذلك الوقت متوفرا في الأسواق –لعلي أجربه !! وبالفعل ارتحت فيه كثيرا،فقد كان فضفاضا وسابغا ...وفي نفس الوقت أنيقاً،فاشتريت عدة أقمشة بألوان عديدة تناسب الصباح والمساء وأيضاً السهرة،ولكنها كانت كلها ذوات ألوان غير لافتة للنظر، وبعد ذلك قررت حضور الندوات الدينية والقراءة في الدين بشتى علومه، فصرت أرتدي أحيانا ًالتايور الماكسي في المساء، ثم اقتنعت قليلا بفكرة ارتداء الثياب الماكسي،

....

ومرت السنوات ودخلت الجامعة،وكانت لدينا بالكلية موظفة لا أراها إلا مكفهرة الوجه ،مقطبة الجبين،متوترة دائماً،فكنت أتجنب الحديث معها،على الرغم من انها كانت أحياناً تطيل النظر إلىَّ، وفوجئت ذات يوم وأنا أذهب لقضاء بعض حاجاتي من مكتب شؤون الطلبة تتحدث إلي

....

وتقول لي:"ما أجمل حجابك!!!

إنني أتمنى أن أرتدي الحجاب ،ولكني لم أكن أتخيل أنه يمكن أ ن يكون أنيقاً بهذا الشكل!!! لقد جعلتِني أفكر جدياً بالأمر ،خاصة وانني أشعر أنك سعيدة به، ،ومنطلقة،وأشعر أيضاً أنه جزء منك،وليس مجرد ملابس ترتدينها"، فقلت لها إنني بالفعل أشعر أنه جلدي،بل يمكنني أن اخلع جلدي ولا أخلعه!!!

....

فسألتني عن إمكانية الحصول على مثله، ففرحت بها جداً،وقلت لها أنها لن تجده جاهزا بل يمكنها تفصيله، كما قلت لها أن أول طرحة ترتديها عندما يمن الله عليها بالحجاب سيكون هدية مني،،،، ولم أكن أتخيل السرعة التي ارتدت بها هذه السيدة الحجاب ، وكنت كلما رأيتها بالصدفة وجدتها مستنيرة الوجه،مطمئنة ،هادئة،بل ومبتسمة أيضاً!! ،وكنت أشعر بسعادة غامرة لأجلها، لعل الله تعالى أصلح لها أحوالها بعد الحجاب.

....

وكانت كلما رأتني سارعت بتحيتي بحرارة.

..

وفي نفس العام كانت بعض الطالبات غير المحجبات تستوقفنني لتسألني أيضاً عن هذا الزي -الذي أصبح فيما بعد يُدعى (التونيك) يعيق و اصبح يباع المحلات، فيقلن لي نحن الآن نفكر بالحجاب،لأن الماكسي حركتنا ، ويقيدنا،و يجعلنا نتعثر ....كما انها ثياب(غير متحضِّرة)، ففرحت لأنني ابتكرت مثل هذا الزي الذي جعل الأخريات يفكرن مثلي في الحجاب، ولو أنني استسلمتُ لفكرة عدم تقبلي للثياب الماكسي،لما كنت تشرفت بارتداء الحجاب، فالحمد لله الذي هداني لهذا .

...

وبعد تخرُّجي في الكلية بسنوات، دُعيت من خلال المركز الثقافي الأمريكي-لحضور مؤتمر تنظمه جمعية أمريكية ،وكان يشمل الزملاء من العرب والأمريكان ، المهم أني قبلت الدعو ،وقبلت الاشتراك في هذا المؤتمر وأنا أنوي أن أكون سفيرة للإسلام في المؤتمر، وكانت أول ليلة تشمل حضور حفل استقبال بمقر السفارة الأمريكية، وبعد التعارف،كان العشاء مفتوحاً،فاخترت ما اعرفه فقط من الأكلات وبعد ذلك كان العمال يأتوننا بالحلويات كلٌ على مائدته، وكنت أجلس على مائدة مستديرة ،عن يميني بعض الزميلات المصريات التي أعرفهن

...

وأمامي زميلتي المحجبة(كنت أنا وهي الوحيدتان المحجبتان بكل المؤتمر) وعن يساري بعض الزملاء الذين أعرف عنهم انتمائهم إلى الديانات الأخرى،وقبل أن يأتيني العامل بطبق الحلوى،فوجئت به يهمس لي:"أرجوك لا تأكلي من هذه الحلوى"،فقلت له في دهشة:"لماذا؟"،فقال لي:" إن بها خمراً"،

....

فأصابني الذعر،وكدت أهب واقفة وأغادر المكان فوراً،ولكني تذكرت أن هذا التصرف كان سيلفت النظر ،وربما يسىء إلى الإسلام لمجرد أنني أرتدي الحجاب،فتمالكت نفسي وقلت له:" أشكرك بشدة"،فقال لي،"سأعد لك طبقاً بديلاً"، فقلت له:"لا ،لا أريد أي شىء، فقال: " إن وظيفتي هي تقديم ما يروق لكم من أطباق ، فلا تدَعي رؤسائي بالعمل يظنونني مقصِّرا ً"

....

فقلت له : :"حسناً ولكن، من فضلك،،إن هؤلاء الزميلا ت كلهن مسلمات ،فهل تخلصهن من هذه الأطباق؟!

ولما أخذ الأطباق ومضى -وهن ينظرن إليه بدهشة- أخبرتهن بما في الأمر، فهتفت الجالسة بجواري: :"إن حجابك انقذنا!!

فكيف كان سيعرف اننا مسلمات ونحن سافرات نصبغ شعرنا ونضع المساحيق؟!!

...

ومر الموقف بحمد الله بسلام،وحمدت الله تعالى أنني أتيت إلى هذا المكان دون أن أشعر بخجل من حجابي ،كما يحدث مع بعض الفتيات، فالحق كالزيت يطفو دائماً فوق السطح ، وفي النهاية لا يصِح إلا الصحيح، فالحمد لله رب العالمين.

....

وكنت بعد ذلك أثناء وقائع المؤتمر أكتفي بالابتسام للأمريكيات وهن ينظرن إلى الشارة التي تحمل اسمي ووظيفتي،ثم ينظرن إلى حجابي، ولكني انتزرت حتى يبدأن، بالحديث ،وبالفعل أقبلت مجموعة منهن على الحديث معي ،وكان الحديث في البداية علمياً،ثم بدأن يسألنني عن عملي ودراستي وحياتي الخاصة.... ثم عن ملابسي، ،وقالت لي إحداهن:"إنني معجبة بملابسك،لأنها مريحة"

...

فأخبرتها بأنني لا أرتديها لأنها مريحة ؛ ولكنها ملابس المرأة المسلمة التي يجب أن تكون سابغة، وفضفاضة...وفي نفس الوقت هي تريحني جداً،ثم استطردتُ قائلة: فديني "الإسلام" لا يأمرنا إلا بما نستطيع ونطيق ،كما أنه يتناسب مع الفطرة البشرية"،فنظرت إلىَّ وهي تفكر بكلامي، ووجدتها بعد ذلك أكثرهن حرصاً على الحديث معي، وكنت أتعمد عدم الحديث في الدين ...حتى طلبن مني أن أصحبهن في جولة للتسوق، لقضاء حاجاتي الخاصة وعلى الرغم من أنني كنت أحتاج هذا الوقت ، إلا أنني إلا أنني قلت لنفسي مرة ثانية:"كوني سفيرة للإسلام،وأكرمي الضيوف" ، فاتفقنا على أن أصحبهن في المساء، ولما سألن عن الموعد،حرصت على عدم ذكر الساعة،ولكنني قلت:"بعد صلاة العشاء"،فسألنني عن معنى ذلك فأوضحت أن المسلم يتصل بربه روحياً ويناجيه ويستعين به ؛فيطهره ويزكيه خمس مرات في اليوم ،وصلاة العشاء هي آخر الصلوات المفروضة كل يوم،ثم قلت:"أي اننا سوف نتقابل في الساعة(كذا)،

....

وحرصتُ على الالتزام بالموعد المحدد ،كما حرصت على أن أُريهن كرم ضيافة المسلمين،وكان بجوار الفندق مسجد كبير ذو نقوش إسلامية عريقة ،وكان المصلون لا يزالون يتمون الصلاة، فسألنني عما يحدث ،فقلت لهن أنه مكان اجتماع المسلمين في الصلوات الخمس، ولكنه يقوم بأدوار كثيرة غير جمعهم للصلاة ،وأوضحتُ ذلك باختصار...ولما طلبن شراء بعض الفضة ومنتجات خان الخليلي اصطحبتهن إلى حي الحُسين(بالقاهرة) ،وطلبن ان يرَين المسجد من الداخل، وفوجئتُ بهن يخلعن السُترة (الجاكت) ويضعنها على رؤوسهن قبل الدخول !!! ففرحت كثيرا لأنهن احترمن المسجد ولم يدخلنه سافرات!!!!

....

وبعد انتهاء الجولة بحمد الله بنجاح دعونني على العشاء ،فاعتذرتُ بلطف، وفي اليوم التالي لاحظت انهن أكثر رضاً عني وعن جولة الأمس،ومن ثم كُن أكثر حرصاً على مصاحبتي في بقية أيام المؤتمر .

..

،والحقيقة انني أيضاً ارتحت لهن ،فدعوتهن لزيارتي في مدينتي التي أسكن بها في أي وقت يناسبهن ،وبالفعل طلبن مني عنواني ورقم هاتفي،

..

وفي اليوم التالي ، وقبل بداية الجلسة الصباحية للمؤتمر كنت أول من يدخل القاعة من المشاركين،فوجدت بها الشخص الذي كان من المقرر أن يبدأ بالحدبث في تلك الجلسة، وكان مديراً لكبرى المكتبات العامة بولاية أريزونا،فجلست بعيداً أقرأ حتى يأتي الجميع،ولكني فوجئت به يسألني عن هذا الزي الذي أرتديه،وفهمتُ أنه لا ينتمي لأي ديانة ، وفي اليوم التالي ذهبنا جميعا في زيارة لإحدى المكتبات بالقاهرة،فوجدتُ نفس ذلك الشخص يخترق الزحام ليسألني عن المصحف الكبير الموضوع على المائدة مفتوحاً ،وعن الآيات القرآنية المعلقة على الحائط ، وأجبته بالطبع في بساطة ووضوح،ولكن في إيجاز .

.

.

.

.

ولن أدَّعي-بعد كل هذا - أنني دعوتهم إلى الإسلام بشكل كامل في ذلك الأسبوع-فترة المؤتمر- ولكني - بفضل الله - جعلتهم من خلال اعتزازي بحجابي وثقتي في ديني إلى بداية التفكير الإيجابي حول الإسلام ، وتركتهم يعودون إلى بلادهم وبداخلهم الكثير من علامات الاستفهام التي قد يحاولون الإجابة عنها من خلال المراكز الإسلامية ببلدهم،

..

و الحمد لله الذي هداني لهذا، وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله .

م/ن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

جزاك الله خيرا حبيبتى فى الله

القصة ممتازة...أفرح كثيرا لما أجد فتاة أو امرأة تعتز بحجابها..وخاصة أننا فى بلد لا يفرض الزى الإسلامى

لكننا بفضل الله وكرمه اخترناه طوعا لا كرها..

فاللهم زدنا به عزا وفخرا..

اللهم لك الحمد..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حياكِ الله أختي الحبيبة

و أنتِ من أهل الجزاء يا غالية

معكِ حق حبيبتي ...

اللهم اجعلنا ممن يعتزون بلباسهن الإسلامي

أسعدني مروركِ يا غالية :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

ما شاء الله قصة جميلة جدا

 

حقاً فإن العزة لله ولرسوله والمؤمنين .. فإن لم نعتزّ بديننا فبماذا نعتز !!!

 

جزاكِ الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

و أنتِ من أهل الجزاء حبيبتي

أسعدني مروركِ يا غالية :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×