**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 10 أبريل, 2011 السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،، أخواتى الغاليات بحثت كثيراً عن كتاب شيق فى تفسير القرآن الكريم فأعجبنى جداً كتاب الأمام الطبرى فى تفسير القرآن إنه حقا كتاب اكثر من رائع وانه ليس كتاب بل كنز ثمين وسأدرسة بعون الله تعالى ولكن ليس هذه الأيام أما هذه الأيام فسأكتفى بقراءة الكتاب قراءة خفيفه وسأنقل لكم بعون الله تعالى كل سورة أقرأ تفسيرها فى كتاب الإمام الطبرى ولكنى لن أنقل لكم التفسير بالترتيب ولكن السورة التى سأقرأ تفسرها سانقلها لكم بإذن الله وبما إنى أحفظ هذه الايام سورة الزم ر فسأبدأ بتفسيرها إن شاء الله وسأنقلها لكم من كتاب الإمام الطبرى وإن شاء الله انا متاكدة أن أسلوبه رائع وسوف يعجبكن بإذن الله أسأل الله الفائدة لى ولكم وسأبدأ بوضع مقدمة الكتاب ان شاء الله شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
(أم *سارة*) 981 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 10 أبريل, 2011 أعانك الله أم مختار وجزاك خير الجزاء متابعة معك إن شاء الله شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 10 أبريل, 2011 {مسألة الجزء الأول} مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم بركة من الله وأمر قرئ على أبي جعفر محمد بن جرير الطبري في سنة ست وثلاثمائة ، قال : الحمد لله الذي حجت الألباب بدائع حكمه ، وخصمت العقول لطائف حججه وقطعت عذر الملحدين عجائب صنعه ، وهتفت في أسماع العالمين ألسن أدلته ، شاهدة أنه الله الذي لا إله إلا هو ، الذي لا عدل له معادل ولا مثل له مماثل ، ولا شريك له مظاهر ، ولا ولد له ولا والد ، ولم يكن له صاحبة ولا كفوا أحد; وأنه الجبار الذي خضعت لجبروته الجبابرة ، والعزيز الذي ذلت لعزته الملوك الأعزة ، وخشعت لمهابة سطوته ذوو المهابة ، وأذعن له جميع الخلق بالطاعة طوعا وكرها ، كما قال الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه : ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) [ سورة الرعد : 15 . فكل موجود إلى وحدانيته داع ، وكل محسوس إلى ربوبيته هاد ، بما وسمهم به من آثار الصنعة ، من نقص وزيادة ، وعجز وحاجة ، وتصرف في عاهات عارضة ، ومقارنة أحداث لازمة ، لتكون له الحجة البالغة . ثم أردف ما شهدت به من ذلك أدلته ، وأكد ما استنارت في القلوب منه بهجته ، برسل ابتعثهم إلى من يشاء من عباده ، دعاة إلى ما اتضحت لديهم صحته ، وثبتت في العقول حجته ، ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) [ سورة النساء : 165 ] [ ص: 4 ] وليذكر أولو النهى والحلم . فأمدهم بعونه ، وأبانهم من سائر خلقه ، بما دل به على صدقهم من الأدلة ، وأيدهم به من الحجج البالغة والآي المعجزة ، لئلا يقول القائل منهم ( ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون ) [ سورة المؤمنون : 33 - 34 ] فجعلهم سفراء بينه وبين خلقه ، وأمناءه على وحيه ، واختصهم بفضله ، واصطفاهم برسالته ، ثم جعلهم - فيما خصهم به من مواهبه ، ومن به عليهم من كراماته - مراتب مختلفة ، ومنازل مفترقة ، ورفع بعضهم فوق بعض درجات ، متفاضلات متباينات . فكرم بعضهم بالتكليم والنجوى ، وأيد بعضهم بروح القدس ، وخصه بإحياء الموتى ، وإبراء أولي العاهة والعمى ، وفضل نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ، من الدرجات بالعليا ، ومن المراتب بالعظمى . فحباه من أقسام كرامته بالقسم الأفضل وخصه من درجات النبوة بالحظ الأجزل ، ومن الأتباع والأصحاب بالنصيب الأوفر . وابتعثه بالدعوة التامة ، والرسالة العامة ، وحاطه وحيدا ، وعصمه فريدا ، من كل جبار عاند ، وكل شيطان مارد حتى أظهر به الدين ، وأوضح به السبيل ، وأنهج به معالم الحق ، ومحق به منار الشرك . وزهق به الباطل ، واضمحل به الضلال وخدع الشيطان وعبادة الأصنام والأوثان ، مؤيدا بدلالة على الأيام باقية ، وعلى الدهور والأزمان ثابتة ، وعلى مر الشهور والسنين دائمة ، يزداد ضياؤها على كر الدهور إشراقا ، وعلى مر الليالي والأيام [ ص: 5 ] ائتلاقا ، خصيصى من الله له بها دون سائر رسله - الذين قهرتهم الجبابرة ، واستذلتهم الأمم الفاجرة ، فتعفت بعدهم منهم الآثار ، وأخملت ذكرهم الليالي والأيام - ودون من كان منهم مرسلا إلى أمة دون أمة ، وخاصة دون عامة ، وجماعة دون كافة . فالحمد لله الذي كرمنا بتصديقه ، وشرفنا باتباعه ، وجعلنا من أهل الإقرار والإيمان به وبما دعا إليه وجاء به ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، أزكى صلواته ، وأفضل سلامه ، وأتم تحياته . ثم أما بعد فإن من جسيم ما خص الله به أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الفضيلة ، وشرفهم به على سائر الأمم من المنازل الرفيعة ، وحباهم به من الكرامة السنية ، حفظه ما حفظ عليهم - جل ذكره وتقدست أسماؤه - من وحيه وتنزيله ، الذي جعله على حقيقة نبوة نبيهم صلى الله عليه وسلم دلالة ، وعلى ما خصه به من الكرامة علامة واضحة ، وحجة بالغة ، أبانه به من كل كاذب ومفتر ، وفصل به بينهم وبين كل جاحد وملحد ، وفرق به بينهم وبين كل كافر ومشرك; الذي لو اجتمع جميع من بين أقطارها ، من جنها وإنسها وصغيرها وكبيرها ، على أن يأتوا بسورة من مثله لم يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا . فجعله لهم في دجى الظلم نورا ساطعا ، وفي سدف الشبه شهابا لامعا وفي مضلة المسالك دليلا هاديا ، وإلى سبل النجاة والحق حاديا ، ( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم ) [ سورة المائدة : 16 . حرسه بعين [ ص: 6 ] منه لا تنام ، وحاطه بركن منه لا يضام ، لا تهي على الأيام دعائمه ، ولا تبيد على طول الأزمان معالمه ، ولا يجوز عن قصد المحجة تابعه ولا يضل عن سبل الهدى مصاحبه . من اتبعه فاز وهدي ، ومن حاد عنه ضل وغوى ، فهو موئلهم الذي إليه عند الاختلاف يئلون ، ومعقلهم الذي إليه في النوازل يعقلون وحصنهم الذي به من وساوس الشيطان يتحصنون ، وحكمة ربهم التي إليها يحتكمون ، وفصل قضائه بينهم الذي إليه ينتهون ، وعن الرضى به يصدرون ، وحبله الذي بالتمسك به من الهلكة يعتصمون . اللهم فوفقنا لإصابة صواب القول في محكمه ومتشابهه ، وحلاله وحرامه ، وعامه وخاصه ، ومجمله ومفسره ، وناسخه ومنسوخه ، وظاهره وباطنه ، وتأويل آيه وتفسير مشكله . وألهمنا التمسك به والاعتصام بمحكمه ، والثبات على التسليم لمتشابهه . وأوزعنا الشكر على ما أنعمت به علينا من حفظه والعلم بحدوده . إنك سميع الدعاء قريب الإجابة . وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما . اعلموا عباد الله ، رحمكم الله ، أن أحق ما صرفت إلى علمه العناية ، وبلغت في معرفته الغاية ، ما كان لله في العلم به رضى ، وللعالم به إلى سبيل الرشاد هدى ، وأن أجمع ذلك لباغيه كتاب الله الذي لا ريب فيه ، وتنزيله الذي لا مرية فيه ، الفائز بجزيل الذخر وسني الأجر تاليه ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد . ونحن - في شرح تأويله ، وبيان ما فيه من معانيه - منشئون إن شاء الله ذلك ، كتابا مستوعبا لكل ما بالناس إليه الحاجة من علمه جامعا ، ومن سائر الكتب [ ص: 7 ] غيره في ذلك كافيا . ومخبرون في كل ذلك بما انتهى إلينا من اتفاق الحجة فيما اتفقت عليه منه واختلافها فيما اختلفت فيه منه . ومبينو علل كل مذهب من مذاهبهم ، وموضحو الصحيح لدينا من ذلك ، بأوجز ما أمكن من الإيجاز في ذلك ، وأخصر ما أمكن من الاختصار فيه . والله نسأل عونه وتوفيقه لما يقرب من محابه ، ويبعد من مساخطه . وصلى الله على صفوته من خلقه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا . وأول ما نبدأ به من القيل في ذلك : الإبانة عن الأسباب التي البداية بها أولى ، وتقديمها قبل ما عداها أحرى . وذلك : البيان عما في آي القرآن من المعاني التي من قبلها يدخل اللبس على من لم يعان رياضة العلوم العربية ، ولم تستحكم معرفته بتصاريف وجوه منطق الألسن السليقية الطبيعية شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
(أم *سارة*) 981 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 12 أبريل, 2011 توقفت ليه أم مختار أين الهمة منتظراك أختى الغالية شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
أم مختار و يوسف 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 12 أبريل, 2011 تسعدني متابعتك أختي الغالية منال ولكن عندي مشاكل دائما في النت تجعلني أتوقف أنا بكتب الآن بالموبيل إن شاء الله تتحل مشكلة النت لكي أستأنف الله المستعان)ربي يسعدك دنيا وآخرة( شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 13 أبريل, 2011 نستأنف بإذن الله بسم الله أبدأ **تفسير سورة الزمر ** القول في تأويل قوله تعالى : ( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ( 1 ) إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ( 2 ) ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ) يقول - تعالى ذكره - : ( تنزيل الكتاب ) الذي نزلناه عليك يا محمد ( من الله العزيز ) في انتقامه من أعدائه ( الحكيم ) في تدبيره خلقه ، لا من غيره ، فلا تكونن في شك من ذلك ، ورفع قوله : ( تنزيل ) بقوله : ( من الله ) وتأويل الكلام : من الله العزيز الحكيم تنزيل الكتاب . وجائز رفعه بإضمار هذا ، كما قيل : ( سورة أنزلناها ) غير أن الرفع في قوله : ( تنزيل الكتاب ) بما بعده ، أحسن من رفع سورة بما بعدها ، لأن تنزيل ، وإن كان فعلا فإنه إلى المعرفة أقرب ، إذ كان مضافا إلى معرفة ، فحسن رفعه بما بعده ، وليس ذلك بالحسن في " سورة " ، لأنه نكرة . وقوله : ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق ) يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : إنا أنزلنا إليك يا محمد الكتاب ، يعني بالكتاب : القرآن ( بالحق ) يعني بالعدل ، يقول : أنزلنا إليك هذا القرآن يأمر بالحق والعدل ، ومن ذلك الحق والعدل أن تعبد الله مخلصا له الدين ، لأن الدين له لا للأوثان التي لا تملك ضرا ولا نفعا . ، [ ص: 250 ] وبنحو الذي قلنا في معنى قوله : ( الكتاب ) قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق ) يعني : القرآن . وقوله : ( فاعبد الله مخلصا له الدين ) يقول - تعالى ذكره - : فاخشع لله يا محمد بالطاعة ، وأخلص له الألوهة ، وأفرده بالعبادة ، ولا تجعل له في عبادتك إياه شريكا ، كما فعلت عبدة الأوثان . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد قال : ثنا يعقوب ، عن حفص ، عن شمر قال : " يؤتى بالرجل يوم القيامة للحساب وفي صحيفته أمثال الجبال من الحسنات ، فيقول رب العزة جل وعز : صليت يوم كذا وكذا ؛ ليقال : صلى فلان! أنا الله لا إله إلا أنا ، لي الدين الخالص . صمت يوم كذا وكذا ، ليقال : صام فلان! أنا الله لا إله إلا أنا لي الدين الخالص ، تصدقت يوم كذا وكذا ، ليقال : تصدق فلان! أنا الله لا إله إلا أنا لي الدين الخالص ، فما يزال يمحو شيئا بعد شيء حتى تبقى صحيفته ما فيها شيء ، فيقول ملكاه : يا فلان ، ألغير الله كنت تعمل " . حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي أما قوله : ( مخلصا له الدين ) فالتوحيد ، والدين منصوب بوقوع مخلصا عليه وقوله : ( ألا لله الدين الخالص ) يقول - تعالى ذكره - : ألا لله العبادة والطاعة وحده لا شريك له ، خالصة لا شرك لأحد معه فيها ، فلا ينبغي ذلك لأحد ، لأن كل ما دونه ملكه ، وعلى المملوك طاعة مالكه لا من لا يملك منه شيئا . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 251 ] ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( ألا لله الدين الخالص ) شهادة أن لا إله إلا الله وقوله : ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) يقول - تعالى ذكره - : والذين اتخذوا من دون الله أولياء يتولونهم ، ويعبدونهم من دون الله ، يقولون لهم : ما نعبدكم أيها الآلهة إلا لتقربونا إلى الله زلفى ، قربة ومنزلة ، وتشفعوا لنا عنده في حاجاتنا ، وهي فيما ذكر في قراءة أبي : " ما نعبدكم " ، وفي قراءة عبد الله : " ( قالوا ما نعبدهم ) وإنما حسن ذلك لأن الحكاية إذا كانت بالقول مضمرا كان أو ظاهرا ، جعل الغائب أحيانا كالمخاطب ، ويترك أخرى كالغائب ، وقد بينت ذلك في موضعه فيما مضى . حدثنا محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد بن المفضل قال : ثنا أسباط ، عن السدي قال : هي في قراءة عبد الله : " قالوا ما نعبدهم " . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) قال : قريش تقوله للأوثان ، ومن قبلهم يقوله للملائكة ولعيسى ابن مريم ولعزير . حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) قالوا : ما نعبد هؤلاء إلا ليقربونا ، إلا ليشفعوا لنا عند الله . حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي في قوله : ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) قال : هي منزلة . [ ص: 252 ] حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثنا معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس في قوله : ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) . وقوله : ( ولو شاء الله ما أشركوا ) يقول سبحانه : لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين . حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) قال : قالوا هم شفعاؤنا عند الله ، وهم الذين يقربوننا إلى الله زلفى يوم القيامة للأوثان ، والزلفى : القرب . وقوله : ( إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ) يقول - تعالى ذكره - : إن الله يفصل بين هؤلاء الأحزاب الذين اتخذوا في الدنيا من دون الله أولياء يوم القيامة ، فيما هم فيه يختلفون في الدنيا من عبادتهم ما كانوا يعبدون فيها ، بأن يصليهم جميعا جهنم ، إلا من أخلص الدين لله ، فوحده ، ولم يشرك به شيئا . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
(أم *سارة*) 981 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 13 أبريل, 2011 لا إله إلا الله وحده لا شريك له اللهم أمتنا على شهادة التوحيد اللهم ارزقنا الإخلاص فى القول والعمل واجعل عملنا كله خالص لوجهك الكريم ربنا ييسر لك أم مختار ويسخر لك النت وييسره لك شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
،،، نور ،،، 39 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 13 أبريل, 2011 فكرة رائعة حبيبتي أم مختار .. وفقكِ الله إلى كل خير ، فأنتِ متميزة في طرحكِ :) شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 14 أبريل, 2011 (معدل) السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة كم يسعدنى مروركم يا غاليات نستانف بإذن الله بسم الله نبدأ القول في تأويل قوله تعالى : ( خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار ( 5 ) ) يقول - تعالى ذكره - واصفا نفسه بصفتها : ( خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ) يقول : يغشي هذا على هذا ، وهذا على هذا ، كما قال ( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل : ذكر من قال ذلك : حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ) يقول : يحمل الليل على النهار . حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله : ( يكور الليل على النهار ) قال : يدهوره . حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ) قال : يغشى هذا هذا ، ويغشى هذا هذا . حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي قوله : [ ص: 254 ] ( يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ) قال : يجيء بالنهار ويذهب بالليل ، ويجيء بالليل ، ويذهب بالنهار . حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد فى قوله : ( يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ) حين يذهب بالليل ويكور النهار عليه ، ويذهب بالنهار ويكور الليل عليه . وقوله : ( وسخر الشمس والقمر ) يقول - تعالى ذكره - : وسخر الشمس والقمر لعباده ، ليعلموا بذلك عدد السنين والحساب ، ويعرفوا الليل من النهار لمصلحة معاشهم ( كل يجري لأجل مسمى ) يقول : ( كل ) ذلك يعني الشمس والقمر ( يجري لأجل مسمى ) يعني إلى قيام الساعة ، وذلك إلى أن تكور الشمس ، وتنكدر النجوم . وقيل : معنى ذلك : أن لكل واحد منهما منازل ، لا تعدوه ولا تقصر دونه ( ألا هو العزيز الغفار ) يقول - تعالى ذكره - : ألا إن الله الذي فعل هذه الأفعال وأنعم على خلقه هذه النعم هو العزيز في انتقامه ممن عاداه ، الغفار لذنوب عباده التائبين إليه منها بعفوه لهم عنها . إضافة يقول تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) [الزمر: 5]. ونحن اليوم لا نشك في كروية الأرض لأننا نراها أمامنا بالصور الحقيقية. الآية الكريمة: يقول تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) [الزمر: 5]. شرح الآية: يتحدث ربنا تبارك وتعالى عن نعمه التي لا تعد ولا تُحصى، فيخبرنا عن خلقه للسموات والأرض، وأنه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل. وجاء في أضواء البيان للشنقيطي: والتكوير هو التدوير ومنه قيل كار العمامة وكورها، ولهذا يقال للأفلاك كروية الشكل. ومن هنا يمكن أن نستنتج إشارة علمية مهمة وهي أن الشكل الذي يتحرك في الليل والنهار هو شكل كروي حيث يتداخل كل منهما بعضه في بعض. الحقيقة العلمية: لقد أصبحت حقيقة كروية الأرض من الحقائق اليقينية. وتدل على ذلك الصور الملتقطة من الفضاء الخارجي للأرض، ففي عام 1968 التقطت أول صورة للأرض بواسطة مركبة الفضاء أبولو، وبعد ذلك التقطت آلاف الصور للأرض، وجميعها أظهرت الأرض كرة تسبح في ظلام دامس. وجه الإعجاز: يتبين لنا من خلال هذه الآية الكريمة وتحديداً قوله تعالى: (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) وجود نظام كروي يسير عليه الليل والنهار ويتداخلان مع بعضهما، ولا يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية، وهو ما وجده العلماء بالصورة الحقيقية. والسؤال: لو لم يكن محمداً رسولاً من عند الله تعالى فمن أين جاء بهذا التعبير (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) وكيف علم أن الأرض كروية، إن هذا من دلائل نبوة المصطفى عليه الصلاة والسلام. ــــــــــــ بقلم عبد الدائم الكحيل تم تعديل 14 أبريل, 2011 بواسطة **أم مختار** شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 14 أبريل, 2011 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، حبيباتى هذا رابط كتاب التفسير للطبرى هنا من ارادت ان تساعدنى فى النقل فليجزيها الله خيرا شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
(أم *سارة*) 981 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 14 أبريل, 2011 كملى على مهلك حتى لا يكون هناك تضارب فى إختيار الآيات حبيبتى أعانك الله وجعله فى ميزانك شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 15 أبريل, 2011 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، أسعد بتواجدك يا غاليتي(منال) نستأنف مرة أخرى بسم الله نبدأ القول في تأويل قوله تعالى : ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور ( 7 ) ) اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر ) فقال بعضهم : ذلك لخاص من الناس ، ومعناه : إن تكفروا أيها المشركون بالله ، فإن الله غني عنكم ، ولا يرضى لعباده المؤمنين الذين أخلصهم لعبادته وطاعته الكفر . ذكر من قال ذلك : حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر ) يعني الكفار الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ، فيقولوا : لا إله إلا الله ، ثم قال : ( ولا يرضى لعباده الكفر ) وهم عباده المخلصون الذين قال فيهم : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله وحببها إليهم . حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( ولا يرضى لعباده الكفر ) قال : لا يرضى لعباده المؤمنين أن يكفروا . وقال آخرون : بل ذلك عام لجميع الناس ، ومعناه : أيها الناس إن تكفروا ، فإن الله غني عنكم ، ولا يرضى لكم أن تكفروا به . والصواب من القول في ذلك ما قال الله جل وعز : إن تكفروا بالله أيها [ ص: 261 ] الكفار به ، فإن الله غني عن إيمانكم وعبادتكم إياه ، ولا يرضى لعباده الكفر ، بمعنى : ولا يرضى لعباده أن يكفروا به ، كما يقال : لست أحب الظلم ، وإن أحببت أن يظلم فلان فلانا فيعاقب . وقوله : ( وإن تشكروا يرضه لكم ) يقول : وإن تؤمنوا بربكم وتطيعوه يرض شكركم له ، وذلك هو إيمانهم به وطاعتهم إياه ، فكنى عن الشكر ولم يذكر ، وإنما ذكر الفعل الدال عليه ، وذلك نظير قوله : ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا ) بمعنى : فزادهم قول الناس لهم ذلك إيمانا . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( وإن تشكروا يرضه لكم ) قال : إن تطيعوا يرضه لكم . وقوله : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) يقول : لا تأثم آثمة إثم آثمة أخرى غيرها ، ولا تؤاخذ إلا بإثم نفسها ، يعلم عز وجل عباده أن على كل نفس ما جنت ، وأنها لا تؤاخذ بذنب غيرها . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) قال : لا يؤخذ أحد بذنب أحد . وقوله : ( ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون ) يقول - تعالى ذكره - : ثم بعد اجتراحكم في الدنيا ما اجترحتم من صالح وسيئ ، وإيمان وكفر أيها الناس ، إلى ربكم مصيركم من بعد وفاتكم ، ( فينبئكم ) يقول : فيخبركم بما كنتم في الدنيا تعملونه من خير وشر ، فيجازيكم على كل ذلك جزاءكم ، المحسن منكم بإحسانه ، والمسيء بما يستحقه ، يقول عز وجل لعباده : فاتقوا أن تلقوا [ ص: 262 ] ربكم وقد عملتم في الدنيا بما لا يرضاه منكم فتهلكوا ، فإنه لا يخفى عليه عمل عامل منكم . وقوله : ( إنه عليم بذات الصدور ) يقول - تعالى ذكره - : إن الله لا يخفى عليه ما أضمرته صدوركم أيها الناس مما لا تدركه أعينكم ، فكيف بما أدركته العيون ورأته الأبصار . وإنما يعني جل وعز بذلك الخبر عن أنه لا يخفى عليه شيء ، وأنه محص على عباده أعمالهم ، ليجازيهم بها كي يتقوه في سر أمورهم وعلانيتها . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 16 أبريل, 2011 (معدل) مسألة: الجزء الحادي والعشرون التحليل الموضوعي القول في تأويل قوله تعالى : ( أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب ( 9 ) ) اختلفت القراء في قراءة قوله : ( أمن ) فقرأ ذلك بعض المكيين وبعض المدنيين وعامة الكوفيين : " أمن " بتخفيف الميم ، ولقراءتهم ذلك كذلك وجهان : أحدهما أن يكون الألف في " أمن " بمعنى الدعاء ، يراد بها : يا من هو قانت آناء الليل ، والعرب تنادي بالألف كما تنادي بيا ، فتقول : أزيد أقبل ، ويا زيد أقبل ، ومنه قولأوس بن حجر : أبني لبينى لستم بيد إلا يد ليست لها عضد [ ص: 266 ] وإذا وجهت الألف إلى النداء كان معنى الكلام : قل تمتع أيها الكافر بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار ، ويا من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما إنك من أهل الجنة . ويكون في النار عما للفريق الكافر عند الله من الجزاء في الآخرة - الكفاية عن بيان ما للفريق المؤمن ، إذ كان معلوما اختلاف أحوالهما في الدنيا ، ومعقولا أن أحدهما إذا كان من أصحاب النار لكفره بربه أن الآخر من أصحاب الجنة ، فحذف الخبر عما له ، اكتفاء بفهم السامع المراد منه من ذكره ، إذ كان قد دل على المحذوف بالمذكور . والثاني : أن تكون الألف التي في قوله : " أمن " ألف استفهام ، فيكون معنى الكلام : أهذا كالذي جعل لله أندادا ليضل عن سبيله ، ثم اكتفى بما قد سبق من خبر الله عن فريق الكفر به من أعدائه ، إذ كان مفهوما المراد بالكلام ، كما قال الشاعر : فأقسم لو شيء أتانا رسوله سواك ولكن لم نجد لك مدفعا فحذف لدفعناه وهو مراد في الكلام إذ كان مفهوما عند السامع مراده . وقرأ ذلك بعض قراء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة : ( أمن ) بتشديد الميم ، بمعنى : أم من هو ؟ ويقولون : إنما هي ( أمن ) استفهام اعترض في الكلام بعد [ ص: 267 ] كلام قد مضى ، فجاء بأم ، فعلى هذا التأويل يجب أن يكون جواب الاستفهام متروكا من أجل أنه قد جرى الخبر عن فريق الكفر ، وما أعد له في الآخرة ، ثم أتبع الخبر عن فريق الإيمان ، فعلم بذلك المراد ، فاستغني بمعرفة السامع بمعناه من ذكره ، إذ كان معقولا أن معناه : هذا أفضل أم هذا ؟ والقول في ذلك عندنا أنهما قراءتان قرأ بكل واحدة علماء من القراء مع صحة كل واحدة منهما في التأويل والإعراب ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب . وقد ذكرنا اختلاف المختلفين ، والصواب من القول عندنا فيما مضى قبل في معنى القانت ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع ، غير أنا نذكر بعض أقوال أهل التأويل في ذلك في هذا الموضع ، ليعلم الناظر في الكتاب اتفاق معنى ذلك في هذا الموضع وغيره ، فكان بعضهم يقول : هو في هذا الموضع قراءة القارئ قائما في الصلاة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن المثنى قال : ثنا يحيى عن عبيد الله أنه قال : أخبرني نافع عن ابن عمر أنه كان إذا سئل عن القنوت قال : لا أعلم القنوت إلا قراءة القرآن وطول القيام ، وقرأ : ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما ) وقال آخرون : هو الطاعة . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( أمن هو قانت ) يعني بالقنوت : الطاعة ، وذلك أنه قال : ( ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون ) . . . إلى ( كل له قانتون ) قال : مطيعون . حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي في قوله : ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما ) قال : القانت : المطيع . [ ص: 268 ] وقوله : ( آناء الليل ) يعني : ساعات الليل . كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( أمن هو قانت آناء الليل ) أوله ، وأوسطه ، وآخره . حدثنا محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( آناء الليل ) قال : ساعات الليل . وقد مضى بياننا عن معنى الآناء بشواهده ، وحكاية أقوال أهل التأويل فيها بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . وقوله : ( ساجدا وقائما ) يقول : يقنت ساجدا أحيانا ، وأحيانا قائما ، يعني : يطيع ، والقنوت عندنا الطاعة ، ولذلك نصب قوله : ( ساجدا وقائما ) لأن معناه : أمن هو يقنت آناء الليل ساجدا طورا ، وقائما طورا ، فهما حال من قانت . وقوله : ( يحذر الآخرة ) يقول : يحذر عذاب الآخرة . كما حدثنا علي بن الحسن الأزدي . قال : ثنا يحيى بن اليمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : ( يحذر الآخرة ) قال : يحذر عقاب الآخرة ، ويرجو رحمة ربه ، يقول : ويرجو أن يرحمه الله فيدخله الجنة . وقوله : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) يقول - تعالى ذكره - : قل يا محمد لقومك : هل يستوي الذين يعلمون ما لهم في طاعتهم لربهم من الثواب ، وما عليهم في معصيتهم إياه من التبعات ، والذين لا يعلمون ذلك ، فهم يخبطون في عشواء ، لا يرجون بحسن أعمالهم خيرا ، ولا يخافون بسيئها شرا ؟ يقول : ما هذان بمتساويين . وقد روي عن أبي جعفر محمد بن علي في ذلك ما حدثني محمد بن خلف قال : ثني نصر بن مزاحم قال : ثنا سفيان الجريري عن سعيد بن أبي مجاهد عن جابر عن أبي جعفر رضوان الله عليه ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) قال : نحن الذين يعلمون ، وعدونا الذين لا يعلمون . [ ص: 269 ] وقوله : ( إنما يتذكر أولو الألباب ) يقول - تعالى ذكره - : إنما يعتبر حجج الله ، فيتعظ ، ويتفكر فيها ، ويتدبرها - أهل العقول والحجا ، لا أهل الجهل والنقص في العقول . تم تعديل 16 أبريل, 2011 بواسطة **أم مختار** شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
(أم *سارة*) 981 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 16 أبريل, 2011 بارك الله بكى تابعى يا غالية اللهم اجعلنا بمنك وفضلك من عبادك المخلصين وارزقنا طاعتك والقيام لك آناء الليل والنهار شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 16 أبريل, 2011 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، يسعدنى مرورك منال الحبيبة بسم الله أبدأ التحليل الموضوعي القول في تأويل قوله تعالى : ( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ( 11 ) وأمرت لأن أكون أول المسلمين ( 12 ) قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ( 13 ) ) يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : قل يا محمد لمشركي قومك : إن الله أمرني أن أعبده مفردا له الطاعة ، دون كل ما تدعون من دونه من الآلهة والأنداد ( وأمرت لأن أكون أول المسلمين ) : يقول : وأمرني ربي - جل ثناؤه - بذلك ، لأن أكون بفعل ذلك أول من أسلم منكم ، فخضع له بالتوحيد ، وأخلص له العبادة ، وبرئ من كل ما دونه من الآلهة . وقوله تعالى : ( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ) : يقول - تعالى ذكره - : قل يا محمد لهم إني أخاف إن عصيت ربي فيما أمرني به من عبادته ، مخلصا له الطاعة ، ومفرده بالربوبية . ( عذاب يوم عظيم ) : يعني عذاب يوم القيامة ، ذلك هو اليوم الذي يعظم هوله . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 16 أبريل, 2011 مسألة: الجزء الحادي والعشرون التحليل الموضوعي القول في تأويل قوله تعالى : ( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون ( 16 ) والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد ( 17 ) الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب ( 18 ) ) يقول - تعالى ذكره - لهؤلاء الخاسرين يوم القيامة في جهنم : ( من فوقهم ظلل من النار ) وذلك كهيئة الظلل المبنية من النار ( ومن تحتهم ظلل ) يقول : ومن تحتهم من النار ما يعلوهم ، حتى يصير ما يعلوهم منها من تحتهم ظللا وذلك نظير قوله - جل ثناؤه - لهم : ( من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ) يغشاهم مما تحتهم فيها من المهاد . وقوله : ( ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون ) يقول - تعالى ذكره - : هذا الذي أخبرتكم أيها الناس به ، مما للخاسرين يوم القيامة من العذاب - تخويف من ربكم لكم ، يخوفكم به لتحذروه ، فتجتنبوا معاصيه ، وتنيبوا من كفركم إلى الإيمان به ، وتصديق رسوله ، واتباع أمره ونهيه ، فتنجوا من عذابه في الآخرة ( فاتقون ) يقول : فاتقوني بأداء فرائضي عليكم ، واجتناب معاصي ، لتنجوا من عذابي وسخطي . وقوله : ( والذين اجتنبوا الطاغوت ) : أي اجتنبوا عبادة كل ما عبد من دون الله من شيء . وقد بينا معنى الطاغوت فيما مضى قبل بشواهد ذلك ، وذكرنا اختلاف أهل التأويل فيه بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع ، وذكرنا أنه في [ ص: 273 ] هذا الموضع : الشيطان ، وهو في هذا الموضع وغيره بمعنى واحد عندنا . ذكر من قال ما ذكرنا في هذا الموضع : حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله : ( والذين اجتنبوا الطاغوت ) قال : الشيطان . حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها ) قال : الشيطان . حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها ) قال : الشيطان هو هاهنا واحد وهي جماعة . والطاغوت على قول ابن زيد هذا واحد مؤنث ، ولذلك قيل : أن يعبدوها . وقيل : إنما أنثت لأنها في معنى جماعة . وقوله : ( وأنابوا إلى الله ) يقول : وتابوا إلى الله ورجعوا إلى الإقرار بتوحيده ، والعمل بطاعته ، والبراءة مما سواه من الآلهة والأنداد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر قال : ثنا زيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( وأنابوا إلى الله ) : وأقبلوا إلى الله . حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي قوله : ( وأنابوا إلى الله ) قال : أجابوا إليه . وقوله : ( لهم البشرى ) يقول : لهم البشرى في الدنيا بالجنة في الآخرة ( فبشر عبادي الذين يستمعون القول ) يقول - جل ثناؤه - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : فبشر يا محمد عبادي الذين يستمعون القول من القائلين ، فيتبعون أرشده وأهداه ، وأدله على توحيد الله ، والعمل بطاعته ، ويتركون ما سوى ذلك من [ ص: 274 ] القول الذي لا يدل على رشاد ، ولا يهدي إلى سداد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( فيتبعون أحسنه ) وأحسنه طاعة الله . حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي في قوله : ( فيتبعون أحسنه ) قال : أحسن ما يؤمرون به فيعملون به . وقوله : ( أولئك الذين هداهم الله ) يقول - تعالى ذكره - : الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، الذين هداهم الله ، يقول : وفقهم الله للرشاد وإصابة الصواب ، لا الذين يعرضون عن سماع الحق ، ويعبدون ما لا يضر ، ولا ينفع . وقوله : ( وأولئك هم أولو الألباب ) يعني : أولي العقول والحجا . وذكر أن هذه الآية نزلت في رهط معروفين وحدوا الله ، وبرئوا من عبادة كل ما دون الله قبل أن يبعث نبي الله ، فأنزل الله هذه الآية على نبيه يمدحهم . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها ) الآيتين ، حدثني أبي أن هاتين الآيتين نزلتا في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون : لا إله إلا الله : زيد بن عمرو وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي نزل فيهم : ( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها ) في جاهليتهم ( وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) لا إله إلا الله ، أولئك الذين هداهم الله بغير كتاب ولا نبي ( وأولئك هم أولو الألباب ) . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 16 أبريل, 2011 اللهم إجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه آمييييييييييين شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 16 أبريل, 2011 إضافة السؤال هنا من هؤلاء الذين يستمعون القول فيتبعون احسنة؟ أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم اولوا الألباب قد قال تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر: 18]، والمراد بالقـول: القرآن، كما فسره بذلك سلف الأمة وأئمتها، كما قال تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون: 68]، واللام لتعريف القول المعهود؛ فإن السورة كلها إنما تضمنت مدح القرآن واستماعه، وقد بسطنا هذا في غير هذا الموضع، وبينَّا فساد قول من استدل بهذه على سماع الغناء وغيره، وجعلها عامة. وبينا أن تعميمها في كل قول باطل بإجماع المسلمين. وهنا سؤال مشهور، وهو أنه قال: {يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر:18]، فقد قسم القول إلى حسن وأحسن، والقرآن كله متبع، وهذا حجتهم. فيقال: الجواب من ثلاثة أوجه: إلزام، وحل: الأول: أن هذا مثل قوله: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم} [الزمر: 55]، ومثل قوله: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا} [الأعراف: 145]، فقد أمر المؤمنين بإتباع أحسن ما أنزل إليهم من ربهم، وأمر بنى إسرائيل أن يأخذوا بأحسن التوراة، وهذا أبلغ من تلك الآية؛ فإن تلك إنما فيها مدح بإتباع الأحسن، ولا ريب أن القرآن فيه الخبر والأمر بالحسن والأحسن، وإتباع القول إنما هو العمل بمقتضاه، ومقتضاه فيه حسن وأحسن، ليس كله أحسن، وإن كان القرآن في نفسه أحسن الحديث؛ فَفَرْقٌ بين حُسْن الكلام بالنسبة إلى غيره من الكلام، وبين حُسْنه بالنسبة إلى مقتضاه المأمور والمخبر عنه. الوجه الثاني: أن يقال: إنه قال: {فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر: 17-18]، والقرآن تضمَّن خبرًا وأمرًا، فالخبر عن الأبرار والمقربين، وعن الكفار والفجار؛ فلا ريب أن إتباع الصنفين حسن، وإتباع المقربين أحسن، والأمر يتضمن الأمر بالواجبات والمستحبات. ولا ريب أن الاقتصار على فعل الواجبات حسن، وفعل المستحبات معها أحسن. ومن اتبع الأحسن فاقتدى بالمقربين، وتقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، كان أحق بالبشرى. وعلى هذا، فقوله: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم}[الزمر: 55] ، {وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا} [الأعراف: 145] ، هو أيضًا أمر بذلك، لكن الأمر يَعُمُّ أمر الإيجاب والاستحباب، فهم مأمورون بما في ذلك من واجب أمر إيجاب، وبما فيه من مستحب أمر استحباب، كما هم مأمورون مثل ذلك في قوله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى} [النحل: 90]. وقوله : {يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ} [الأعراف: 157]، والمعروف يتناول القسمين. وقوله: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77]، وهو يعم القسمين. وقوله: {ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} [الحج: 77]، شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 18 أبريل, 2011 مسألة: الجزء الحادي والعشرون التحليل الموضوعي القول في تأويل قوله تعالى : ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب ( 21 ) ) يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : ( ألم تر ) يا محمد ( أن الله أنزل من السماء ماء ) وهو المطر ( فسلكه ينابيع في الأرض ) يقول : فأجراه عيونا في الأرض ، واحدها ينبوع ، وهو ما جاش من الأرض . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب قال : ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن جابر عن الشعبي في قوله : ( فسلكه ينابيع في الأرض ) قال : كل ندى وماء في الأرض من السماء نزل . قال : ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن جابر عن الحسن بن مسلم بن بيان قال : ثم أنبت بذلك الماء الذي أنزله من السماء فجعله في الأرض عيونا - زرعا ( مختلفا ألوانه ) يعني : أنواعا مختلفة من بين حنطة وشعير وسمسم وأرز ، ونحو ذلك من الأنواع المختلفة ( ثم يهيج فتراه مصفرا ) يقول : ثم ييبس ذلك الزرع من بعد خضرته ، يقال للأرض إذا يبس ما فيها من الخضر وذوى : هاجت [ ص: 277 ] الأرض ، وهاج الزرع . وقوله : ( فتراه مصفرا ) يقول : فتراه من بعد خضرته ورطوبته قد يبس فصار أصفر ، وكذلك الزرع إذا يبس اصفر ( ثم يجعله حطاما ) والحطام : فتات التبن والحشيش ، يقول : ثم يجعل ذلك الزرع بعد ما صار يابسا فتاتا متكسرا . وقوله : ( إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب ) يقول - تعالى ذكره - : إن في فعل الله ذلك كالذي وصف لذكرى وموعظة لأهل العقول والحجا يتذكرون به ، فيعلمون أن من فعل ذلك فلن يتعذر عليه إحداث ما شاء من الأشياء ، وإنشاء ما أراد من الأجسام والأعراض ، وإحياء من هلك من خلقه من بعد مماته وإعادته من بعد فنائه ، كهيئته قبل فنائه ، كالذي فعل بالأرض التي أنزل عليها من بعد موتها الماء ، فأنبت بها الزرع المختلف الألوان بقدرته . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 18 أبريل, 2011 مسألة: الجزء الحادي والعشرون التحليل الموضوعي القول في تأويل قوله تعالى : ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد ( 23 ) ) [ ص: 279 ] يقول - تعالى ذكره - : ( الله نزل أحسن الحديث كتابا ) يعني به القرآن ( متشابها ) يقول : يشبه بعضه بعضا ، لا اختلاف فيه ، ولا تضاد . كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها ) الآية تشبه الآية ، والحرف يشبه الحرف . حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( كتابا متشابها ) قال : المتشابه : يشبه بعضه بعضا . حدثنا ابن حميد قال : ثنا جرير ، عن يعقوب ، عن جعفر عن سعيد بن جبير في قوله : ( كتابا متشابها ) قال : يشبه بعضه بعضا ، ويصدق بعضه بعضا ، ويدل بعضه على بعض . وقوله : ( مثاني ) يقول : تثنى فيه الأنباء والأخبار والقضاء والأحكام والحجج . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن في قوله : ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني ) قال : ثنى الله فيه القضاء ، تكون السورة فيها الآية في سورة أخرى آية تشبهها ، وسئل عنها عكرمة . حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله : ( كتابا متشابها مثاني ) قال : في القرآن كله . حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( مثاني ) قال : [ ص: 280 ] ثنى الله فيه الفرائض ، والقضاء ، والحدود . حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( مثاني ) قال : كتاب الله مثاني ، ثنى فيه الأمر مرارا . حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي فى قوله : ( مثاني ) قال : كتاب الله مثاني ، ثنى فيه الأمر مرارا . حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي في قوله : ( مثاني ) ثنى في غير مكان . حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( مثاني ) مردد ، ردد موسى في القرآن وصالح وهود والأنبياء في أمكنة كثيرة . وقوله : ( تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ) يقول - تعالى ذكره - : تقشعر من سماعه إذا تلي عليهم جلود الذين يخافون ربهم ( ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) يعني إلى العمل بما في كتاب الله ، والتصديق به . وذكر أن هذه الآية نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أجل أن أصحابه سألوه الحديث . ذكر الرواية بذلك : حدثنا نصر بن عبد الرحمن الأودي قال : ثنا حكام بن سلم عن أيوب بن موسى عن عمرو الملئي عن ابن عباس قالوا : يا رسول الله لو حدثتنا ؟ قال : فنزلت : ( الله نزل أحسن الحديث ) . حدثنا ابن حميد قال : ثنا حكام ، عن أيوب بن سيار أبي عبد الرحمن عن عمرو بن قيس قال : قالوا : يا نبي الله ، فذكر مثله . ( ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ) يقول - تعالى ذكره - : هذا الذي يصيب هؤلاء القوم الذين وصفت صفتهم عند سماعهم القرآن من اقشعرار جلودهم ، [ ص: 281 ] ثم لينها ولين قلوبهم إلى ذكر الله من بعد ذلك ، ( هدى الله ) يعني : توفيق الله إياهم وفقهم له ( يهدي به من يشاء ) يقول : يهدي تبارك وتعالى بالقرآن من يشاء من عباده . وقد يتوجه معنى قوله : ( ذلك هدى ) إلى أن يكون ذلك من ذكر القرآن ، فيكون معنى الكلام : هذا القرآن بيان الله يهدي به من يشاء ، يوفق للإيمان به من يشاء . وقوله : ( ومن يضلل الله فما له من هاد ) يقول - تعالى ذكره - : ومن يخذله الله عن الإيمان بهذا القرآن والتصديق بما فيه ، فيضله عنه ، فما له من هاد ، يقول : فما له من موفق له ، ومسدد يسدده في اتباعه . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 18 أبريل, 2011 مسألة: التحليل الموضوعي القول في تأويل قوله تعالى : ( فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ( 26 ) ) يقول - تعالى ذكره - : فعجل الله لهؤلاء الأمم الذين كذبوا رسلهم الهوان في الدنيا ، والعذاب قبل الآخرة ، ولم ينظرهم إذ عتوا عن أمر ربهم ( ولعذاب الآخرة أكبر ) يقول : ولعذاب الله إياهم في الآخرة إذا أدخلهم النار ، فعذبهم بها - أكبر من العذاب الذي عذبهم به في الدنيا ، لو كانوا يعلمون ، يقول : لو علم هؤلاء المشركون من قريش ذلك . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 20 أبريل, 2011 مسألة: الجزء الحادي والعشرون التحليل الموضوعي القول في تأويل قوله تعالى : ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ( 29 ) ) يقول - تعالى ذكره - : مثل الله مثلا للكافر بالله الذي يعبد آلهة شتى ، ويطيع جماعة من الشياطين ، والمؤمن الذي لا يعبد إلا الله الواحد ، يقول - تعالى ذكره - : ضرب الله مثلا لهذا الكافر رجلا فيه شركاء . يقول : هو بين جماعة مالكين متشاكسين ، يعني مختلفين متنازعين ، سيئة أخلاقهم ، من قولهم : رجل شكس : إذا كان سيئ الخلق ، وكل واحد منهم يستخدمه بقدر نصيبه وملكه فيه ، ورجلا مسلما لرجل ، يقول : ورجلا خلوصا لرجل يعني المؤمن الموحد الذي أخلص عبادته لله ، لا يعبد غيره ولا يدين لشيء سواه بالربوبية . واختلفت القراء في قراءة قوله : ( ورجلا سلما ) فقرأ ذلك بعض قراء أهل [ ص: 284 ] مكة والبصرة : " ورجلا سالما " وتأولوه بمعنى : رجلا خالصا لرجل . وقد روي ذلك أيضا عن ابن عباس . حدثنا أحمد بن يوسف قال : ثنا القاسم قال : ثنا حجاج عن هارون عن جرير بن حازم عن حميد عن مجاهد عن ابن عباس أنه قرأها : " سالما لرجل " يعني بالألف ، وقال : ليس فيه لأحد شيء . وقرأ ذلك عامة قراء المدينة والكوفة : ( ورجلا سلما لرجل ) بمعنى : صلحا . والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان معروفتان - قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القراء - متقاربتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب ، وذلك أن السلم مصدر من قول القائل : سلم فلان لله سلما بمعنى : خلص له خلوصا ، تقول العرب : ربح فلان في تجارته ربحا وربحا وسلم سلما وسلما وسلامة ، وأن السالم من صفة الرجل ، وسلم مصدر من ذلك . وأما الذي توهمه من رغب من قراءة ذلك سلما من أن معناه صلحا ، فلا وجه للصلح في هذا الموضع ، لأن الذي تقدم من صفة الآخر ، إنما تقدم بالخبر عن اشتراك جماعة فيه دون الخبر عن حربه بشيء من الأشياء ، فالواجب أن يكون الخبر عن مخالفه بخلوصه لواحد لا شريك له ، ولا موضع للخبر عن الحرب والصلح في هذا الموضع . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 285 ] ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : " رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سالما لرجل " قال : هذا مثل إله الباطل وإله الحق . حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ) قال : هذا المشرك تتنازعه الشياطين ، لا يقر به بعضهم لبعض " ورجلا سالما لرجل " قال : هو المؤمن أخلص الدعوة والعبادة . حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ) إلى قوله : ( بل أكثرهم لا يعلمون ) قال : الشركاء المتشاكسون : الرجل الذي يعبد آلهة شتى كل قوم يعبدون إلها يرضونه ويكفرون بما سواه من الآلهة ، فضرب الله هذا المثل لهم ، وضرب لنفسه مثلا يقول : رجلا سلم لرجل يقول : يعبدون إلها واحدا لا يختلفون فيه . حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي في قوله : ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ) قال : مثل لأوثانهم التي كانوا يعبدون . حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل ) قال : أرأيت الرجل الذي فيه شركاء متشاكسون كلهم سيئ الخلق ، ليس منهم واحد إلا تلقاه آخذا بطرف من مال لاستخدامه أسوأهم ، والذي لا يملكه إلا واحد ، فإنما هذا مثل ضربه الله لهؤلاء الذين يعبدون الآلهة ، وجعلوا لها في أعناقهم حقوقا ، فضربه الله مثلا لهم ، وللذي يعبده وحده ( هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ) [ ص: 286 ] وفي قوله : " ورجلا سالما لرجل " يقول : ليس معه شرك . وقوله : ( هل يستويان مثلا ) يقول - تعالى ذكره - : هل يستوي مثل هذا الذي يخدم جماعة شركاء سيئة أخلاقهم - مختلفة فيه لخدمته مع منازعته شركاءه فيه - والذي يخدم واحدا لا ينازعه فيه منازع إذا أطاعه عرف له موضع طاعته وأكرمه ، وإذا أخطأ صفح له عن خطئه ، يقول : فأي هذين أحسن حالا وأروح جسما وأقل تعبا ونصبا ؟ كما حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ) يقول : من اختلف فيه خير ، أم من لم يختلف فيه ؟ . وقوله : ( الحمد لله ) يقول : الشكر الكامل ، والحمد التام لله وحده دون كل معبود سواه . وقوله : ( بل أكثرهم لا يعلمون ) يقول - جل ثناؤه - : وما يستوي هذا المشترك فيه ، والذي هو منفرد ملكه لواحد ، بل أكثر هؤلاء المشركين بالله لا يعلمون أنهما لا يستويان ، فهم بجهلهم بذلك يعبدون آلهة شتى من دون الله . وقيل : ( هل يستويان مثلا ) ولم يقل : مثلين لأنهما كلاهما ضربا مثلا واحدا ، فجرى المثل بالتوحيد ، كما قال - جل ثناؤه - : ( وجعلنا ابن مريم وأمه ) آية إذ كان معناهما واحدا في الآية . والله أعلم . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
**أم مختار** 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 20 أبريل, 2011 مسألة: الجزء الحادي والعشرون التحليل الموضوعي القول في تأويل قوله تعالى : ( والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون ( 33 ) لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ( 34 ) ) اختلف أهل التأويل في الذي جاء بالصدق وصدق به ، وما ذلك ، فقال بعضهم : الذي جاء بالصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قالوا : والصدق الذي جاء به : لا إله إلا الله ، والذي صدق به - أيضا - هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ذكر من قال ذلك : حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( والذي جاء بالصدق ) يقول : من جاء بلا إله إلا الله ( وصدق به ) يعني : رسوله . وقال آخرون : الذي جاء بالصدق : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي صدق به : أبو بكر رضي الله عنه . [ ص: 290 ] ذكر من قال ذلك : حدثني أحمد بن منصور قال : ثنا أحمد بن مصعد المروزي قال : ثنا عمر بن إبراهيم بن خالد عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان عن علي - رضي الله عنه - في قوله : ( والذي جاء بالصدق ) قال : محمد - صلى الله عليه وسلم - وصدق به قال : أبو بكر رضي الله عنه . وقال آخرون : الذي جاء بالصدق : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصدق : القرآن ، والمصدقون به : المؤمنون ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( والذي جاء بالصدق ) قال : هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء بالقرآن ، وصدق به المؤمنون . حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( والذي جاء بالصدق ) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصدق به المسلمون . وقال آخرون : الذي جاء بالصدق جبريل ، والصدق : القرآن الذي جاء به من عند الله ، وصدق به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي في قوله : ( والذي جاء بالصدق وصدق به ) محمد - صلى الله عليه وسلم - . وقال آخرون : الذي جاء بالصدق : المؤمنون ، والصدق : القرآن ، وهم المصدقون به . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد قوله : ( والذي جاء بالصدق وصدق به ) قال : الذين يجيئون بالقرآن يوم القيامة ، فيقولون : [ ص: 291 ] هذا الذي أعطيتمونا فاتبعنا ما فيه . قال : ثنا حكام ، عن عمرو عن منصور ، عن مجاهد ( والذي جاء بالصدق وصدق به ) قال : هم أهل القرآن يجيئون به يوم القيامة يقولون : هذا الذي أعطيتمونا ، فاتبعنا ما فيه . والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن الله - تعالى ذكره - عنى بقوله : ( والذي جاء بالصدق وصدق به ) - كل من دعا إلى توحيد الله ، وتصديق رسله ، والعمل بما ابتعث به رسوله من بين رسل الله وأتباعه والمؤمنين به ، وأن يقال : الصدق هو القرآن ، وشهادة أن لا إله إلا الله ، والمصدق به : المؤمنون بالقرآن ، من جميع خلق الله كائنا من كان من نبي الله وأتباعه . وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب ؛ لأن قوله - تعالى ذكره - : ( والذي جاء بالصدق وصدق به ) عقيب قوله : ( فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه ) وذلك ذم من الله للمفترين عليه ، المكذبين بتنزيله ووحيه ، الجاحدين وحدانيته . فالواجب أن يكون عقيب ذلك مدح من كان بخلاف صفة هؤلاء المذمومين ، وهم الذين دعوهم إلى توحيد الله ، ووصفه بالصفة التي هو بها ، وتصديقهم بتنزيل الله ووحيه . والذين هم كانوا كذلك يوم نزلت هذه الآية - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه . ومن بعدهم القائمون في كل عصر وزمان بالدعاء إلى توحيد الله ، وحكم كتابه ؛ لأن الله - تعالى ذكره - لم يخص وصفه بهذه الصفة التي في هذه الآية على أشخاص بأعيانهم ، ولا على أهل زمان دون غيرهم ، وإنما وصفهم بصفة ، ثم مدحهم بها ، وهي المجيء بالصدق والتصديق به ، فكل من كان كذلك وصفه فهو داخل في جملة هذه الآية إذا كان من بني آدم . ومن الدليل على صحة ما قلنا أن ذلك كذلك - في قراءة ابن مسعود . " والذين جاءوا بالصدق وصدقوا به " فقد بين ذلك من قراءته أن الذي من [ ص: 292 ] قوله ( والذي جاء بالصدق ) لم يعن بها واحد بعينه ، وأنه مراد بها جماع ، ذلك صفتهم ، ولكنها أخرجت بلفظ الواحد ؛ إذ لم تكن موقتة . وقد زعم بعض أهل العربية من البصريين ، أن " الذي " في هذا الموضع جعل في معنى جماعة بمنزلة " من " . ومما يؤيد ما قلنا أيضا قوله : ( أولئك هم المتقون ) فجعل الخبر عن " الذي " جماعا ؛ لأنها في معنى جماع . وأما الذين قالوا : عني بقوله : ( وصدق به ) - غير الذي جاء بالصدق ، فقول بعيد من المفهوم ؛ لأن ذلك لو كان كما قالوا لكان التنزيل : والذي جاء بالصدق ، والذي صدق به أولئك هم المتقون ، فكانت تكون " الذي " مكررة مع التصديق ، ليكون المصدق غير المصدق ، فأما إذا لم يكرر ، فإن المفهوم من الكلام أن التصديق من صفة الذي جاء بالصدق ، لا وجه للكلام غير ذلك . وإذا كان ذلك كذلك ، وكانت " الذي " في معنى الجماع بما قد بينا ، كان الصواب من القول في تأويله ما بينا . وقوله : ( أولئك هم المتقون ) يقول - جل ثناؤه - : هؤلاء الذين هذه صفتهم . هم الذين اتقوا الله بتوحيده والبراءة من الأوثان والأنداد ، وأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه ، فخافوا عقابه . كما حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ( أولئك هم المتقون ) يقول : اتقوا الشرك . وقوله : ( لهم ما يشاءون عند ربهم ) يقول - تعالى ذكره - : لهم عند ربهم يوم القيامة ما تشتهيه أنفسهم ، وتلذه أعينهم ( ذلك جزاء المحسنين ) يقول - تعالى ذكره - : هذا الذي لهم عند ربهم ، جزاء من أحسن في الدنيا فأطاع الله فيها ، وائتمر لأمره ، وانتهى عما نهاه فيها عنه . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك