اذهبي الى المحتوى
حفصة أحمد

سلسلة تاريخ وحضارة الاسلام

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الحلقــــة السادســــة والأربعــــــون

( أخبـــــــار الــــــردة )

 

قال عبد الله بن مسعود‏:‏ لقد قمنا بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مقامًا كدنا نهلك فيه، لولا

 

أن الله من علينا بأبي بكر، أجمعنا على أن لا نقاتل، ونعبد الله حتى يأتينا اليقين، فعزم الله لأبي بكر على قتالهم

 

فوالله ما رضي منهم إلا بالخطة المخزية أو الحرب المجلية ، فأما الخطة المخزية فأن يقروا بأن من قتل منهم

 

في النار ومن قتل منا في الجنة وأن يدوا قتلانا ونغنم ما أخذنا منهم وأن ما أخذوا منا مردودٌ علينا‏.‏

 

 

وأما الحرب المجلية فأن يخرجوا من ديارهم‏.‏

 

وأما أخبار الردة فإنه لما مات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسير أبو بكر جيش أسامة ارتدت

 

العرب وتضرمت الأرض نارًا وارتدت كل قبيلة عامة أو خاصة إلا قريشًا وثقيفًا ، واستغلظ أمر مسيلمة وطليحة .

 

 

 

دوافع الردة:

 

- كان المسلمون الذين ارتدوا قد ربطوا بين شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين

 

ما حققه العرب من مكاسب اجتماعية وسياسية بظهور الاسلام على عبادة الأوثان، فهو الى ربط العرب برابطة

 

الإيمان بدلاً من رابطة الدم، وهو الذى أرسى قواعد الدولة الإسلامية، وساوى بين الناس بالإسلام، ودعا إلى

 

التكافل الاجتماعى والتضامن من خلال الزكاة التى فرضها الله على المسلمين، ونظم المجتمع العربى على نحو

 

يتناسب وطباع العرب، بالإضافة إلى ذلك، كانت شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وإيمانه العميق برسالته

 

وقوته فى الحق والدين من عوامل افتنان هو الذين ارتدوا بشخصه صلى الله عليه وسلم، فلما مات صلى الله عليه

 

وسلم أحدث ذلك اضطراباً عنيفا فى نفوسهم، وبعض القبائل لم تُصدق نبأ موته .

 

وأحسوا بعد وفاته بفراغ هائل، وتشككوا فى قدرة خليفته على ملئ مكانه، وضعفت نفوسهم

 

جزعاً وشعروا بالضياع، ولم يلبث تيار الردة أن جرفهم، وهكذا تزعزع البناء الذى شيده رسول الله صى الله عليه

 

وسلم، لأن عدداً كبيراً من القبائل العربية التى كانت خضعت لسلطان الدولة الإسلامية فى حياته صلى الله عليه

 

وسلم وفقاً لمعاهدات عقدتها معه صلى الله عليه وسلم، اعتبرت ان ما كان يربطها بالدولة الإسلامية قد انتهى

 

بوفاته .

 

 

- من العوامل التى ساعدت على تفشى أمر الردة ودعوة المتنبئين وقبول بعض القبائل لها

 

هو سطحية هذه القبائل فى فهم تعاليم الدين الإسلامى الذى لم يكن قد استقر فى قلوبهم بعد، ولم تكن لديهم

 

الفرصة لتفهم تعاليمه واستقرارها فى قلوبهم والأذهان، وقد دخل مُعظم هؤلاء الاسلام من وقت قريب، ولم

 

يعتنقوا الإسلام عن إيمان راسخ به، وفهم عميق لأصوله، وأنما هيبة وخوفاً مما يصيبها من الردع، أو

 

لمجرد التبعية لرؤسائهم، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشترط عليهم للإسلام سوى تطبيق قواعده

 

وهى النطق بالشهادتين وأداء الصلاة وإتياء الزكاة وصوم رمضان والحج لمن استطاع إليه سبيلاً، وكان ذلك

 

لأن دخولهم فى الاسلام كان مُتأخراً فلم يتمكن الإسلام من قلوبهم، خاصة البدو أو الأعراب الذين ذكرهم الله

 

تعالى فى قوله:" قالت الأعراب آمنا * قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم " .

 

من هنا يتضح أن الإيمان لم يعمر قلوب هؤلاء وأنهم لم يألفوا ما جاء به الإسلام

 

من تعاليم أطاحت بالعادات الجاهلية، وكانوا يعتقدون أن الأوضاع الجديدة فى الجزيرة موقوته بحياة رسول الله

 

صلى الله عليه وسلم، فلما توفى تجرؤا على إعلان خروجهم على سلطان المدينة، وارتدوا عن الإسلام كنظام سياسى

 

- كان كثير من القبائل العريبة ترى أن الإسلام لم يأتِ ليقيم دولة، وأنما جاء كدين، فلما قام أبوبكر بأعباء الخلافة

 

بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أيقنوا أنهم أصبحوا خاضعين لسُلطة مركزية يؤدون لها الزكاة وعليها رقابتهم

 

وهذا النظام لم يألفه العرب فى الجاهلية، لذلك خُيل إليهم أن الزكاة ما هى إلا إتاوة، ومن ثم لم يروا مُبرراً لدفعها،

 

لأنهم قبلوا أداءها للرسول صلى الله عليه وسلم على أثر دخولهم فى الإسلام مُعتبرينها صدقة يقدومونها للرسول صلى

 

الله عليه وسلم لتيسير أحوال دولته، أما بعد موته صلى الله عليه وسلم فليس لمن يخلفه الحق فى المطالبة بها، وبخاصة

 

أن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم -أبوبكر الصديق رضى الله عنه- كان من قريش فتصوّر هؤلاء أن دفعهم للزكاة

 

له معنى الانقياد لقريش، وهم يرفضون هذا الأمر، ويسعون فى التخلص منه قدر إمكانهم، وقال فريق منهم نُقيم الصلاة

 

ولا نؤدى الزكاة .

 

- كان للعصبية القبليه أثر واضح فى حركة المرتدين،فزعماء القبائل العربية الذين ادعوا

 

النبوة، كانوا يعبرون عن نزعات قبلية ووطنية، فقد حاولوا الاحتفاظ باستقلال قبائلهم وشخصيتها، واتخذ نفر من هؤلاء

 

الزعماء ادعاء النبوة وسيلة لنشر سلطانهم فى قبائلهم، وقد أثار إعجابهم نجاح النبى صلى الله عليه وسلم الرائع فى

 

عشر السنوات التى قضاها فى المدينة، ومن ثم عمدوا إلى التشبه به -صلى الله عليه وسلم- ليصلوا إلى ما وصل إليه

 

بالدعوة الدينية وبالوحى، وكان هؤلاء الزعماء أشبه بالكهانة فقد إدعوا علم الغيب والاتصال بالجن، واستطاعوا

 

بمهارتهم جمع كثير من الانصار حولهم .

 

 

نتابع ،،

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

تابــــع الحلقــــة السادســــة والأربعــــــون

( أخبـــــــار الــــــردة )

 

أشهر المرتدين فى الجزيرة العربية:

 

-الأسود العنسى: :

 

اسمه عبهاة بن كعب ، ويرجع نسبه إلى قبيلة عنس ، وسمى نفسه ، رحمان اليمن ، ولُقب بالأسود لسواد

 

لونه ، وبذى الخمار لأنه كان يلبس خمارً على وجهه ، وكان فى بداية أمره كاهناً يُقيم بكهف خبان بجنوب اليمن ،ثم ادعى

 

النبوة ، واتخذها عوناً له لبسط سلطانه على بلاد اليمن ، فزعم أن له شيطان يخبره بالغيب ، وكانت حركة الأسود تنطوى

 

على إثارة الروح الوطنية فى قومه ببلاد اليمن للتخلص من الأبناء والمسلمين ، الذين كانوا من أصل غير يمنى ،

 

فاستذل الابناء وهم أولاد الفرس الذين وجههم كسرى إلى اليمن مع ابن ذى يزن ، ليعاونوه

 

على إخراج الأحباش فلما نصروه ملّكوه اليمن ، وظلوا بتلك البلاد واختلطوا بالعرب وتزوجوا

 

منهم ، فقيل لأولادهم الأبناء .

 

وعندما دخلت الدعوة الإسلامية اليمن ، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتولية باذان الفارسى اليمن كلها

 

بعد اعتناقه للإسلام ، فظل والياً عليها من قِبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وفاته فى العام العاشر من الهجرة ،

 

وعقب وفاته قام النبى صلى الله عليه وسلم بتقسيم اليمن بين شهر بن باذان وبين جماعة من اهل

 

اليمن ، وصحابته صلى الله عليه وسلم ، وبينما كان هؤلاء الولاة يقومون بمهام ولايتهم ، جاءهم كتاب

 

الاسود العنسى ينذرهم فيه: أيها المتوردون علينا ، أمسكوا

 

علينا ما أخذتم من أرضنا ووفروا ما جمعتم ، فنحن أولى به وأنتم على ما أنتم عليه .

 

وأخذ العنسى يفرض سيطرته على بلاد اليمن فانضم إليه عوام مذحج ، وغزا نجران فدانت له ، ثم صنعاء فهزم

 

جيش الأبناء ، وقتل حاكمها شهر بن باذان ، واستولى على المدينة ، وبعد ذلك صفا له مُلك اليمن ، واستفحل أمره ،

 

وجعل خليفته فى مذحج عمرو بن معد يكرب ، وأمّر على جنده قيسا بن عبد يغوث ، وجعل أمر الأبناء إلى فيروز الديلمى

 

ودواذوية .

 

فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر انضمام القبائل اليمنية إليه ، واتساع سلطانه ، غير

 

ادعائه النبوة ، بعث رسولاً إلى ولاة اليمن يأمرهم بالقيام على دينهم ، والنهوض للجهاد ، وأن يستخدموا رجالاً من حمير

 

وهمدان ، وفى ذلك الحين كان الأسود العنسى قد تغيّر على قيس قائد جنده ، فاجتمع به جماعة ممن كاتبهم رسول الله

 

صلى الله عليه وسلم فتحدثوا إليه فى قتل العنسى ، وكذلك انضم إليهم فيروز الديلمى وداذواية وزيرىّ العنسى ، وكانا

 

قد دخلا الاسلام ، واتفقوا جميعا على التخلص منه ، فدخلوا عليه وهو سكران وانقضوا عليه وقتلوه واجتذوا رأسه

 

وعندما طلع الفجر أمروا المؤذن فقال: اشهد أن محمد رسول الله وأن عبهلة كذاب ، فاجتمع أصحاب الأسود فأُلقيت

 

إليهم رأسه فتفرقوا إلا قليلاً ، وخرج أصحاب قيس ففتحوا الباب ووضعوا السيف فى أصحاب العنسى ، فلم ينج منهم

 

إلا من اعلن إسلامه ، وكتب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه بذلك ، وما انتهى إليه الأمر .

 

 

 

نتابع ،،

تم تعديل بواسطة حفـصة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

تابــــع الحلقــــة السادســــة والأربعــــــون

( أخبـــــــار الــــــردة )

 

-طليحة بن خويلد الأسدى : :

 

تنبأ فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتبعه قوه من بنى أسد ودعوا

 

إليهم أحلافهم من طيئ وغطفان والغوث ، وكان يرمى إلى إحداث تعديل فى شعائر الاسلام ، كام

 

ادعى أن جبريل عليه السلام يوحى إليه ، وصار يُسجع للعرب أسجاعاً ليس فيها شئ من البلاغة

 

ومنها : الحمام واليمام ، والصرد والصوام قد صمن قبلكم بأعوام ، ليبلغن ملكنا العراق والشام .

 

لم يستطع طليحة أن يحمل جميع بنى اسد وغطفان على الدخول فى طاعته ، فقد ظل بعض خواص

 

هذه القبائل يدينون بالإسلام ، وكانت هذه القلة سبب فى تمكين رسول الله صلى الله عليه وسلم من

 

طليحة ، فوجه النبى صلى الله عليه وسلم ضرار بن الأزور إلى عماله على بنى أسد يطلب منهم

 

التخلص من المرتدين ، فعاد الكثير منهم إلى التمسك بإسلامهم ، وبعد ذلك همّ ضرار بالمسير إلى

 

طليحة ، فضربه بالسيف ضربة فلم تؤثر فيه ، فأُشيع بين الناس أن السلاح لايؤثر فيه ، فاستطار

 

أمره واشتد بأسه .

 

وعقب موت رسول الله صلى الله عليه وسلم كثُر اتباع طليحة ، فقام بتقسيمهم إلى فريقين ، وجعل

 

فريقاً منهم يُقيم فى ذى القصة ، والفريق الآخر عسكر فى الأبرق ، وقاموا بإرسال وفد إلى خليفة

 

رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضى الله عنه باستعدادهم لإقامة الصلاة ومنع الزكاة

 

فلم يقبل الخليفة بذلك العرض منهم وردهم .

 

 

نتابـــع ،،

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ حفوصة

فعلا مجهود رائع وإحياء لسيرة جليلة

 

معكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

 

تابــــع الحلقــــة السادســــة والأربعــــــون

( أخبـــــــار الــــــردة )

 

-مسيلمة بن حبيب الحنفى : :

 

يرجع نسبه إلى قبيلة بنى حنيفة باليمامة ، وعندما اعتنقت هذه القبيلة

 

الإسلام أرسلت وفداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى السنة العاشرة من الهجرة ، وكان

 

مع هذا الوفد مُسيلمة ، ولم يكن قد تنبأ بعد ، فقال للنبى صلى الله عليه وسلم: إن شئت خلينا الأمر

 

وبايعناك على أنه لنا بعدك .

 

وبعد عودته إلى اليمامة تنبأ وزعم أنه أُشركَ مع رسول الله صلى الله

 

عليه وسلم فى النبوة ، وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أواخر العام العشر من

 

الهجرة: من مسيلمة إلى محمد رسول الله: اما بعد؛ فإنى قد أُشركت معك ، وإن لنا نصف

 

الأرض ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشاً قوماً يعتدون .

 

فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم برده: بسم الله الرحمن الرحيم

 

من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ، سلام على من اتبع الهدى أما بعد؛ فإن الأرض

 

لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .

 

كان مسيلمة يعبر عن ميول قبيلته بنى حنيفة ، التى كانت أقوى من قريش

 

فى الجاهلية ، وتطمع فى أن يكون لها منطقة نفوذ فى بلاد العرب ، لكنه لجأ إلى التنبأ

 

وأحل الخمر والزنى ووضع الصلاة عن قوه وأخذ يُسجع السجعات ، ويقول لهم ما يضاهى

 

به كلام الله فى كتابه الكريم ، وكان مما قال لقد أنعم الله على الحبلى ، وأخرج منها نسمة

 

تسعى من بين صفاق وحشى ، ، فتبعه كثير من أبناء قبيلته ، ولكن تفاقم خطره بعد انضمام

 

نهار الرجال بن عنفوة إليه ، وكان هذا الرجل فيمن وفد مع بنى حنيفة إلى النبى صلى الله

 

عليه وسلم ، فأسلم وبقى فى المدينة يقرأ القرآن ويتفقه فى الدين ، وبعد تنبؤ مسيلمة ، أرسله

 

الرسول صلى الله عليه وسلم مُعلماً لأهل اليمامة كى يشد أزر المسلمين ، لكنه ارتد وشهد

 

لمسيلمة بأنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول قد أُشرك معه فصدقه بنو حنيفة واستجابوا ن

 

وكانت هذه الشهادة أشد فتنة على بنى حنيفة من مسيلمة .

 

نتابع ،،

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
بارك الله فيكِ حفوصة

فعلا مجهود رائع وإحياء لسيرة جليلة

 

معكِ

وفيكِ بارك الله ياميمو

:)

وهدفى من هذه السلسلة تعريف الكثير منا بتاريخنا وحضارتنا الجميلة ..

 

تابعى :mrgreen:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

 

تابــــع الحلقــــة السادســــة والأربعــــــون

( أخبـــــــار الــــــردة )

 

وهناك فريق أخر من العرب خرج على الحكومة الإسلامية بالمدينة

 

عقب موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنهم أهالى البحرين وعمان وكندة ، أما

 

فيما يتعلق ببلاد البحرين فإن بعض أهلها من عبدالقيس ، وبكر بن وائل من قبيلة بنى ربيعة

 

قد ارتدوا بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم فيما عدا الجارودى ، وهو بشر بن عمرو ، الذى

 

ظل مُحتفظاً بإسلامه واستطاع أن يقنع قومه عبدالقيس بالعودة إلى الإسلام ، أما قبيلة بكر بن وائل

 

فقد ظلت على ردتها بقيادة الحطم بن ضبيعة الذى انضم إلى بقية بنى ربيعة ، ثم استمال إليه الكثير من

 

سكان القطيف وهجر .

 

أما أهالى عمان فقد ارتدوا إيضاً على أثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

وتزعمهم ذو التاج لقيط بن مالك الأزدى{ وكان يُسمى فى الجاهلية بالجلندى } ادعى النبوة

 

وغلب على عمان وألجأ جيفر وعبادً اللذين كانا يتقلدان إمارة عمان فى عهد الرسول صلى الله عليه

 

وسلم إلى الجبال والبحر ، فبعث جيفر إلى أبى بكر يخبره بذلك ويسجيشه عليه .

 

كذلك كانت الحال فى كندة ، فقد تزعم حركة الردة بها الأشعث بن قيس الكندى

 

وكان قد ذهب فى عام الوفود إلى المدينة حيث لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على

 

رأس ستين رجلاً من كندة وأعلن إسلامه ، وعقب موت رسول الله صلى الله عليه وسلم امتنعت

 

هذه القبيلة عن دفع الصدقات ، فأرسل أبوبكر رضى الله عنه إلى زياد بن لبيد البياضى وإلى حضر موت

 

والمهاجر بن أُمية الذى كان يلى أمر كندة يطلب إليهما أن يأخذا له البيعة ويقاتلا الممتنعين عن أداء

 

الزكاة ، فعمل على قمع حركات المتمردين ، وقصد بنى عمرو بن معاوية بن الحارث الكندى الذين

 

امتنعوا عن دفع الصدقات وأجمعوا الردة ، فتصدى لهم زياد بن لبيد بقواته وهزمهم فى معركة قُتل فيها

 

رؤساءهم وغنم أموالهم وسبى نسائهم ، بينما كان زياد سائر بالأموال والسبى اعترضه الاشعث بن قيس

 

الكندى فى الطريق ، وأنقذ السبى فكتب زياد إلى أبى بكر الصديق رضى الله عنه يستنجد به .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الحلقــــة السابعـــــة والأربعــــون

( موقف الخليفة أبو بكر رضى الله عنه من الــــردة )

 

رأى بعض الصحابة أن حركة زعماء العرب الخارجين على الحكومة

 

الإسلامية بلغت من الخطورة حداً يجعل من العسير التغلب عليها بالحرب ، وأشاروا على

 

الخليفة أبى بكر رضى الله عنه قبول ما عرضه المرتدون ، وقد تكلم الصحابة مع الصديق

 

رضى الله عنه فى ان يتركهم وما هم عليه من منع الزكاة ويتألفهم حتى يتمكن الإسلام من

 

قلوبهم ، فرفض الصديق رضى الله عنه ذلك ، وعلى هذا النحو عزم ابوبكر عزماً أكيداً على

 

محاربة المرتدين ومانعى الزكاة إذ اعتبرهم مارقين متمردين على الدولة الإسلامية العربية .

 

بدأ أبوبكر معالجة الموقف بإنفاذ بعثة أُسامة بن زيد إلى الشام -كما أسلفنا سابقاً- أولاً تحقيقاً

 

وتنفيذً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وثانياً ليوهم أهل الردة استخفافه بحركتهم ، وأنه

 

يُجهز قوته الحقيقية للحرب الخارجية ، وأن دولته فى وضع القوة ولو لم تكن كذلك لما أُنفذ هذا

 

الجيش فى مثل هذا الوقت ، وقد كان لهذا الفعل العبقرى من جانب الخليفة الصديق رضى الله عنه

 

أول بداية النهاية للمرتدين ، يذكر بن الأثير : إن إنفاذ جيش أُسامة كان من أعظم الأمور نفعاً

 

للمسلمين ، فإن العرب قالوا لو لم تكن بها -الدولة الاسلامية- قوة لما أرسلوا هذا الجيش ، فكفوا

 

عن الكثير مما يريدون أن يفعلوه .

 

 

وكانت المرحلة الثانية فى مواجهة المرتدين هى تحصين المدينة وحمايتها

 

بالحراس والطلائع عند منافذها ، لرد أى عدوان يقع عليها ، وقد صدق حدس الصديق رضى الله

 

عنه فى ذلك ، فعندما عادت وفود بنى أسد وغطفان وطيئ أخبروا قومهم بما عاينوه من ضعف قوة

 

الدفاع عن المدينة وأطمعوهم فيها ، ولم يكن أبوبكر رضى الله عنه بغافل عن نوايا المرتدين العدوانية

 

، فقام بتدعيم الدفاع حول المدينة تأهباً لمقاتلة المرتدين إذا هاجموا المدينة ليلاً أو نهاراً ، كذلك عهد

 

بالدفاع عن أنقاب المدينة - وهى الطرق الجبلية - إلى علىِّ بن أبى طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير

 

بن العوام وعبدالله بن مسعود ، وصح ما توقعه الصديق رضى الله عنه فلم تكد تمضى ثلاث ليالِ حتى

 

أغار المرتدون من غطفان وبنى أسد على المدينة ليلاً لكنهم فوجئوا بالقوات الإسلامية مُستعدة

 

للقائهم ، فأوقعت بهم الهزيمة الساحقة وفروا من وجهها عائدين إلى بلادهم وقد تتبعتهم القوات

 

الإسلامية ، ويقول الطبرى : واتبعهم ابوبكر حتى نزل بذى القصة ، وكان أول الفتح .

 

 

فوثب بنو عبس وذبيان على من فيهم من المسلمين فقتلوهم فحلف أبو بكر ليقتلن

 

في المشركين بمن قتلوا من المسلمين وزيادة وازداد المسلمون قوة وثباتًا‏.‏

 

وقدم أسامة بعد ذلك بأيام وقيل‏:‏ كانت غزوته وعوده في أربعين يومًا‏.‏

 

فلما قدم أسامة استخلفه أبو بكر على المدينة وجنده معه ليستريحوا

 

ويريحوا ظهرهم ثم خرج فيمن كان معه فناشده المسلمون ليقيم فأبى وقال‏:‏ لأواسينكم بنفسي‏.‏

 

وسار إلى ذي حسىً وذي القصة حتى نزل بالأبرق فقاتل من به

 

فهزم الله المشركين وأخذ الحطيئة أسيرًا فطارت عبس وبنو بكر ، وأقام أبو بكر بالأبرق أيامًا

 

وغلب علي بني ذبيان وبلادهم وحماها لدواب المسلمين وصدقاتهم‏.

 

استفادت الدولة الإسلامية من غنائم حملة أُسامة التى عادت منتصرة ، استفادت

 

منها فى تجهيز أحد عشر جيشاً للقضاء على حركة الردة والمتنبئين ، وقد جعل الصديق رضى الله

 

عنه اللواء وقيادة كل جيش من هذه الجيوش لقائد من كبار قادة مقاتلى الإسلام ، فعقد لواء لخالد بن

 

الوليد وأمره بطليحة بن خويلد ، فإذا فرغ سار إلى مالك بن نويرة بالبطاح إن أقام له ، وعقد لعكرمة بن

 

أبي جهل وأمره بمسيلمة ، وعقد للمهاجر بن أبي أمية وأمره بجنود العنسي ومعونة الأبناء على قيس بن

 

مكشوح ومن أعانه من أهل اليمن عليهم ثم يمضي إلى كندة بحضرموت ، وعقد لخالد بن سعيد وبعثه إلى

 

الحمقتين من مشارف الشام ، وعقد لعمرو بن العاص وأرسله إلى قضاعة ، وعقد لحذيفة بن محصن

 

الغلفاني وأمره بأهل دبا وعقد لعرفجة بن هرثمة وأمره بمهرة وأمرهما أن يجتمعا وكل واحد منهما

 

على صاحبه في عمله‏.‏

 

وبعث شرحبيل بن حسنة في أثر عكرمة بن أبى جهل وقال‏:‏ إذا فرغ من اليمامة

 

فالحق بقضاعة وأنت على خيلك تقاتل أهل الردة‏.

 

وعقد لمعن بن حاجز وأمره ببني سليم ومن معهم من هوازن وعقد لسويد بن مقرن

 

وأمره بتهامة باليمن وعقد للعلاء بن الحضرمي وأمره بالبحرين ففصلت الأمراء من ذي القصة

 

ولحق بكل أمير جنده وعهد إلى كل أمير ، وكتب إلى جميع المرتدين نسخة واحدة يأمرهم بمراجعة

 

الإسلام ويحذرهم وسير الكتب إليهم مع رسله‏.

 

وقد وجه الصديق رضى الله عنه هذه الجيوش فى وقت واحد إلى الجهات المختلفة

 

حتى لا يعطيهم فرصة توحيد حركاتهم ، لئلا يصعب التغلب عليهم .

 

ومن نص الكتاب : :

 

إنى باعث إليكم فلاناً فى جيش من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان

 

وأمرته ألا يقاتل احداً ولا يقتله حتى يدعوه إلى داعية الله ، فمن استجاب له وأقر وكف وعمل

 

صالحاً قُبِِلَ منه وأعانه عليه ، ومن أبى أمرت أن يقاتله على ذلك ثم لا يبقى على أحد منهم قدر

 

عليه وأن يحرقهم بالنار ، ويقتلهم كل قتلة ، وأن يسبى النساء والذرارى ، ولا يقبل من احداً

 

إلا الإسلام فمن اتبعه فهو خيرا له ، ومن تركه فلن يُعجز الله ...."

 

نُتابـــــــــــــــــــــــــــــــــــع ،،

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الحلقـــــــة الثامنـــــــة والأربعـــــــون

( القضــــــاء علــــى حركــــــة الــــردة والمرتديــــــــن )

 

لم تستجب القبائل لنداء قادة المسلمين ، واستجابوا لنداء العصبية وصمموا

 

على الحرب ، فحاربتهم الجيوش الاسلامية حرب شعواء انتهت بالانتصار عليهم والقضاء على

 

حركة الردة وعودة قبائل شبه الجزيرة العربية إلى حكم الدولة الإسلامية .

 

تُعد الحملة التى تولى قيادتها خالد بن الوليد من أهم الحملات التى جهزها

 

الصديق رضى الله عنه ، فكان بها خير المهاجرين والأنصار ، وقد وجه خالد اهتمامه فى بادئ

 

الأمر إلى إخضاع قبيلة بنى أسد وزعيمها طليحة بن خويلد الأسدى ، وكان قد سبق خالد فى

 

المسير إليها عُكاشة بن محصن الأسدى حليف بنى عبيد شمس ، وثابت بن أقرم الانصارى ،

 

فلقيهما حبال بن خويلد فقتلاه ، ولما علم طليحة بمقتل أخاه ، سار إليهما وتمكن من قتلهما ، وأقبل

 

خالد بالناس فرأوا عكاشة وثابتًا قتيلين فجزع لذلك المسلمون وانصرف بهم خالد نحو طيئ فقالت

 

له طيئ‏:‏ نحن نكفيك قيسًا فإن بني أسد حلفاؤنا‏ .

 

فقال‏:‏ قاتلوا أي الطائفتين شئتم‏.‏

 

فقال عدي بن حاتم‏:‏ لو نزل هذا على الذين هم أسرتي فالأدنى لجاهدتهم عليه والله

 

لا أمتنع عن جهاد بني أسد لحلفهم‏.‏

 

فقال له خالد‏:‏ إن جهاد الفريقين جهادٌ لا تخالف رأي أصحابك وامض بهم إلى القوم الذين

 

هم لقتالهم أنشط .

 

ثم سار خالد إلى بزاخة ، واقتتل الفريقين قتالًا شديدًا ، وانتهت تلك المعركة بهزيمة

 

طليحة وحلفاؤه الذين أذعنوا لما رأوا ألاّ قِبلَ لهم بمحاربة خالد وجيشه ، كما أعلنوا إسلامهم

 

ودفعوا الزكاة ، أما طليحة ففر إلى الشام وانفض عنه اتباعه ، ثم نزل على كلب ، فلما علم بإسلام

 

أسد وغطفان أسلمَ ، وظل مُقيمًا فى كلب حتى مات الصديق رضى الله عنه ، وقد خرج فى عهد الصديق

 

رضى الله عنه وطاف ومر بجنبات المدينة ، فقيل ذلك لأبى بكر ، فقال : ما أصنع به قد أسلم‏!

 

فقد حقن أبوبكر رضى الله عنه دمه ، ولم يؤخذ منهم سبى ، لأنهم أمَّنوا عائلتهم .

 

 

ثم أتى عُمر رضى الله عنه ليبايعه ، فقال له عُمر رضى الله عنه : قاتل عكاشة وثابت

 

والله لا أحبك أبدا ، فقال له طليحة : يا أمير المؤمنين ما يهمك من رجلين أكرمهما الله بيدي

 

ولم يهني بأيديهما‏!‏ فبايعه عمر ، وقال له : ما بقى من كهانتك ؟ قال طليحة : نفحة أو نفحتين

 

من الكبر .

 

ثم رجع إلى قومه فأقام عندهم حتى خرج إلى العراق‏ فى الفتوح وذلك فى عهد

 

عُمر رضى الله عنه ، فأبلى بلاءً حسنًا .

 

 

نتابع

..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

تــــــابع الحلقـــــــة الثامنـــــــة والأربعـــــــون

( القضــــــاء علــــى حركــــــة الــــردة والمرتديــــــــن )

 

وكانت بنو عامر تقدم إلى الردة رجلًا وتؤخر أخرى وتنظر ما تصنع أسد وغطفان‏.‏

 

فلما أحيط بهم وبنو عامر على قادتهم وسادتهم كان قرة بن هبيرة في كعب ومن لافها

 

وعلقمة بن علاثة في كلاب ومن لافها وكان أسلم ثم ارتد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم

 

ولحق بالشام بعد فتح الطائف فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أقبل مسرعًا حتى عسكر في

 

بني كعب‏.‏

 

فبلغ ذلك أبا بكر فبعث إليه سرية عليها القعقاع بن عمرو وقيل قعقاع بن سور

 

ليغير على علقمة لعله يقتله أو يستأسره‏ ، فخرج حتى أغار على الماء الذي عليه علقمة

 

وكان لا يبرح إلا مستعدًا فسابقهم على فرسه فسبقهم مراكضة وأسلم أهله وولده وأخذه

 

القعقاع وقدم بهم على أبي بكر فجحدوا أن يكونوا على حال علقمة ولم يبلغ أبا بكر عنهم

 

أنهم فارقوا دارهم وقالوا له‏:‏ ما ذنبنا فيما صنع علقمة فأرسلهم ثم أسلم فقبل ذلك منه‏.‏

 

 

وأقبلت بنو عامر بعد هزيمة أهل بزاخة يقولون‏:‏ ندخل فيما خرجنا منه ونؤمن

 

بالله ورسوله وأتوا خالدًا فبايعهم على ما بايع أهل بزاخة وأعطوه بأيديهم على الإسلام .

 

 

وعندما فرغ خالد بن الوليد من إخضاع بنى أسد وغطفان ، اتجه إلى تميم

 

لمحاربة مالك بن نويرة سيد بنى يربوع ، وكان هذا الرجل قد قدم إلى النبى صلى الله عليه

 

وسلم وأعلن إسلامه فولاه صدقة قومه ، لكنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منع

 

الزكاة ، أما قومه من بنى تميم ، فقد اختلفت آراؤهم ؛ فمنهم من ارتد ومنع الزكاة ، ومنهم من

 

بعث بأموال إلى الدولة الإسلامية ، ومنهم من توقف لينظر فى أمره ، وبينما هم على هذا الحال

 

أقبلت عليهم سجاح بنت الحارث التميمية والتى كانت نُقيم عند أخوالها فى بنى تغلب ، وقد ادعت

 

النبوة ، فتبعها كثير من نصارى العرب ، وجاءت مع بعض القبائل التى أيدتها والتفت حولها وعقدوا

 

العزم على محاربة الصديق رضى الله عنه ، فى المدينة ، أى محاربة الدولة إلاسلامية ، لكن مالك

 

بن نويرة صرفها عن وجهتها وحرضها على قتال المخالفين له من بنى تميم ، فأبدت استعدادها

 

لمساعدته فى بادئ الأمر ، لكنها ما لبثت أن تخلت عنه ، وتوجهت بجمعها إلى مسيلمة الكذاب فى

 

اليمامة ، وتزوجت منه وجعلت دينها ودينه المكذبين واحداً .

 

فكان لفشل هذا التحالف أثر كبير فى تيسير مهمة خالد للدخول

 

فى أرض تميم ، فعندما زحف نحو البطاح ، بث السرايا ودعا الناس إلى الدخول فى طاعة

 

الدولة الإسلامية ، فاستقبله أمراء تميم بالسمع والطاعة ، ودفعوا الزكاة ، أما مالك بن نويرة

 

وبعض اتباعه من بنى يربوع فقد جاءت به السرايا وأمر خالد بحبسهم فى ليلة باردة ، ثم أمر

 

قائلا : أدفئوا أسراكم ، والدفء فى لغة كنانة تعنى القتل ، فقُتل مالك ، وذلك انهم اختلفوا فى

 

فهم مراد خالد رضى الله عنه ، ولما وصل الأمر الصديق رضى الله عنه قال : لا أشيم سيفًا سله

 

الله على الكافرين‏ .

 

نتابع باذن الله ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

تــــــابع الحلقـــــــة الثامنـــــــة والأربعـــــــون

( القضــــــاء علــــى حركــــــة الــــردة والمرتديــــــــن )

 

لم تنته مهمة خالد بن الوليد بإخضاع بنى تميم ، بل إن ما عُرف به

 

خالد من كفاءة حربية جعل الصديق أبوبكر رضى الله عنه يعهد إليه بالسير إلى بنى حنيفة

 

باليمامة لقتال مسيلمة ، وكان أبوبكر رضى الله عنه قد وجه إليها عكرمة بن أبى جهل ثم

 

أتبعه بشرحبيل بن حسنة لمحاربة بنى حنيفة ، فعجل عكرمة بموافقة أهل اليمامة حتى ينال

 

شرف الانتصار عليهم فنكبوه وهزموه ، وأقام شرحبيل فى الطريق عندما بلغه خبر هزيمة

 

عكرمة ، وكتب عكرمة إلى الصدِّيق رضى الله عنه بخبر الهزيمة ، فأمره الصدِّيق رضى الله

 

عنه بالسير إلى عمان ، ثم كتب إلى شرحبيل يأمره بالمقام فى موضعه إلى أن يصل خالد

 

فيشترك معه فى مقاتلة مسيلمة الكذاب ، لكن شرحبيل سبق خالد فى مقاتلة بنى حنيفة ، وكان

 

عددهم حوالى أربعين ألف مقاتل فهُزم شرحبيل ، ولما وصل خالد إلى أطراف اليمامة شدد الحصار

 

على مسيلمة ، وصارت الحرب سجالا بين الفريقين ، وذلك فى مكان يقال له العقرباء ، وكانت تلك

 

الحرب من حروب الردة من أشدها على المسلمين ، فكانت تارة للمسلمين وتارة للكافرين .

 

رجحت كفة مسيلمة وبنو حنيفة فى بادئ الأمر ، وقُتل من المسلمين كثير منهم سالم مولى أبى حذيفة

 

وأبى حذيفة وزيد بن الخطاب وغيرهم .

 

 

ثم رجحت كفة المسلمين ، وأخذوا يلاحقوهم حتى ألجؤوهم إلى مكان يُقال له الحديقة

 

ونجح البراء بن مالك فى اقتحام السور ، ثم فتح الباب للمسلمين ليدخلوا ، واشتد القتال فى الفريقين

 

لاسيما فى بنى حنيفة ، وظلوا على هذا الحال حتى هجم وحشى الحبشى وأبودجانة الأنصارى على

 

مسيلمة فقتلاه ، فولت بنو حنيفة عند قتله منهزمةً وأخذهم السيف من كل جانب ، وتعرف عليه مجاعة

 

ووجدوه رويجلٌ أصيفر أخينس .

 

 

ثم جاء بنو حنيفة إلى خالد بعد الهزيمة ، وأعلنوا توبتهم وندمهم وبراءتهم من الردة

 

ومن مسيلمة ورجوعهم إلى الإسلام ، فقبِل منهم ذلك وعفا عنهم ، أما سجاح التميمية فقد هُزمت

 

إلى البصرة وماتت بها ولم يذكر لها شئ حتى ماتت .

 

نتابع بإذن الله ..

تم تعديل بواسطة حفـصة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نُتــــابع بإذن الله

:)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

تــــــابع الحلقـــــــة الثامنـــــــة والأربعـــــــون

{ القضــــــاء علــــى حركــــــة الــــردة والمرتديــــــــن }

 

وبالقضاء على كل من طليحة ومسيلمة كان من السهل على المسلمين على القضاء

 

على المرتدين في الاطراف ، ففي البحرين تمكن العلاء بن الحضرمي من إيقاع الهزيمة بربيعة

 

بحصن جواتا وافتُتح الحصن ، وقُتل الحطم بن ضبيعة ، واضُطر الباقون من أتباعه إلى الفرار

 

فلحق بهم العلاء وأوقع بهم الهزيمة ، وغنم منهم كثيراً من السبي والأموال وكتب إلى أبي بكر

 

يبلغه بما أحرزه من نصر .

 

 

كذلك وجه ابو بكر رضي الله عنه حذيفة بن محصن الغلفاني إلى عُمان

 

لإخضاع أهلها ، كما أرسل إلى عكرمة بن أبي جهل يطلب منه ان يلحق بحذيفة ليكون

 

مدداً له ، فلما اجتمع شمل هذين القائدين انضمت قواتهما إلى أصحاب جيفر وعباد ابني

 

الجلندي ، اللذين كانا وقتذاك معسكرين بصحار ، أما لقيط بن مالك فعندما بلغه مجئ الجيش

 

خرج في جموعه وعسكر في مكان يقال له دبا _وهو سوق تلك البلاد العظيم_ وجعل الذراري

 

والأموال وراء ظهورهم ، ليكونوا أقوى على القتال ، وعندما التقي الجيشان كان النصر

 

يحالف لقيط واتباعه في بادئ الأمر ، غير أن جموعاً من بني عبدالقيس وغيرهم من قبائل

 

البحرين أقبلت لمعاونة المسلمين فقوي بذلك جانبهم ووهن جانب لقيط واتباعه ، وحلت الهزيمة

 

بلقيط وأصحابه ، وقُــتل منهم عشرة آلاف وسبوا منهم من الاموال والذراري ، فقسموا الاموال

 

وبعثوا إلى الصديق رضي الله عنه بالخُمس .

 

 

 

واما مهرة فإن عكرمة بن أبي جهل سار إليهم لما فرغ من عُمان ، فاقتحم

 

عليهم بلادهم ، فوافق بها جمعين من مهرة أحدهما مع سخريت رجل منهم من بني شخراة

 

والثاني مع المصبح أحد بني محارب ومعظم الناس معه وكانا مختلفين‏.‏

 

فكاتب عكرمة سخريتًا فأجابه وأسلم وكاتب المصبح يدعوه فلم يجب فقاتله

 

قتالًا شديدًا فانهزم المرتدون وقتل رئيسهم وركبهم المسلمون فقتلوا من شاؤوا منهم

 

وأصابوا ما شاؤوا من الغنائم وبعث الأخماس إلى أبي بكر مع سخريت وازداد عكرمة

 

وجنده قوة بالظهر والمتاع وأقام عكرمة حتى اجتمع الناس على الذي يحب وبايعوا على الإسلام‏.‏

 

نتابع بإذن الله

,,

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الحلـــــقة التاســـــعة والأربعــــــون

{ عوامـــل النصــــر في معــارك الــردة }

 

كان عدد المؤمنين الذين ثبتوا على إيمانهم قليلاً إذا قيس بعدد

 

المرتدين ، وكان مركز المقاومة ينحصر في مثلث المدينة ومكة والطائف ، ومن

 

غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم يتضح أن القلة والكثرة لم تكن أبداً هى مقياس

 

أو مدار النصر والهزيمة ، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، ويرجع انتصار

 

المسلمين وقضائهم على المرتدين ومتبعيهم إلى عدة عوامل منها :

 

-كانت شجاعة أبي بكر رضي الله عنه ورباطة جأشه

 

وقوة إرادته العامل الرئيسي لإنقاذ الموقف ، فقد ظل في مركز القيادة بالمدينة المنورة

 

مع مستشاريه يتابع في كفاءة نادرة تحركات هذه الجيوش ، ويكاتب القادة ، ويأمر بالهجوم

 

حسبما يقتضي الأمر ويرسل المدد لمن يحتاج إليه ، ويوجه بعضهم لمعاونة البعض الآخر

 

المحتاج إلى مساعدة .

 

-كانت القلة المؤمنة يملؤها صدق الإيمان وإخلاص العقيدة

 

والثقة في وعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فخرجوا جميعا متآزرين يجمعهم هدف

 

واحد وهو الزود عن الدعوة الإسلامية ، راجين إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة .

 

-كانت للمبادرة وسرعة الحركة في محاربة الخارجين عن

 

الدولة الإسلامية في مختلف الجهات في وقت واحد أثر كبير في نجاح المسلمين في

 

القضاء عليهم قبل أن تتحد حركاتهم ، ويستفحل خطرهم فيصعب التغلب عليهم .

 

-كان داخل القبائل المرتدة قلة مؤمنة ثابتة على الدين وبخاصة

 

في اليمن والبحرين ، وقبيلة بني تميم ، وقد ظلوا يقاومون وحدهم حتى قدمت إليهم

 

جيوش المسلمين ، فانضموا إليها وعاونوها في إخماد الفتنة .

 

-كان هناك فريق من المرتدين مترددين بين الإيمان والارتداد وظل

 

ينتظر ماتُسفر عنه الأحداث ، وجعل نفسه مع الفريق المُنتصر ، فعندما قصدتهم

 

جيوش المسلمين ورأوا ضعف موقف رؤسائهم ، سارعوا بإعلان ندمهم وتوبتهم

 

وقاموا بدفع الزكاة كما فعل أهل تميم مع خالد بن الوليد ، ولم يكن يجمع بين

 

المرتدين هدف واحد ولا خطة مشتركة يتحركون من خلالها ، بل كان كل منهم يعمل

 

لحسابه ، وكان الجميع ليس لديه المبدأ الذي يدافع من أجله ويُضحي في سبيله

 

فكان اكثرهم يعلم أنه على باطل وأن دافع التعصب القبلي لم يستطع أن يصمد طويلاً

 

أمام صدق الإيمان ، الذي ملأ قلوب المسلمين .

 

 

 

 

نتابـــــــــــــــــــــع بإذن الله

،

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فاتني الكثير

 

لكن لي عودة بإذن الله لأتم القراءة

 

بارك الله فيكِ حفوصة مجهود رائع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
فاتني الكثير

 

لكن لي عودة بإذن الله لأتم القراءة

 

بارك الله فيكِ حفوصة مجهود رائع

ياهلا بميمو العسولة ، أخيراً نورتِ السلسلة بوجودكِ الجميل ^

تابعي معي ، فالاجزاء القادمة ممتعة << بالنسبة ليا ممتعة جداً .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الحلقـــــــة الخمســــــــــــــون

{ الفتوحــــــــــات الاسلاميــــــــــة }

 

كان طبيعياً بعد ان فرغ المسلمون من حروب الردة ، وتم لهم

 

اتحادهم في ظل الخلافة الاسلامية ، فتحققت لهم بذلك الوحدة الشاملة ، فكان

 

طبيعياً أن يستأنف المسلمون تطبيق المرحلة العالمية في تاريخ الاسلام .

 

هذة الفتوح إذا كانت قد بدأت في عهد أبي بكر رضي الله عنه

 

فإنها استمرت في عهد خلفائه ، توقفت قليلاً عند وبعد مقتل عثمان بن عفان رضي

 

الله عنه وتفرُق الوحدة الاسلامية ، ثم استؤنفت مرة أُخرى في العصر الأموي .

 

وظل العرب في حركة اندفاع طبيعي نحو الاهداف اهدافهم في

 

الفتوحات حتى آخر عهد الوليد وذلك سنة 97 هـ ، فقد فُتحت الاندلس قبل ذلك بقليل .

 

ولم تتوقف حركة الفتح الاسلامي إلا عندما وصل المد الاسلامي

 

إلى حدود طبيعية عند جبال البرانس في شمال أسبانيا وعند حدود ساحل الاطلس ، وكذلك

 

وقف المد الاسلامي في الشرق عند حدود طبيعية مماثلة ، فلم يتجاوز الفتح حدود نهر السند

 

في شبه الجزيرة الهندية ، كما وقف عند هضبة آسيا الوسطى من الشرق وعند بحر قزوين

 

والبحر الاسود من الشمال ، وكذلك عند مضيق البسفور حينما فشلت الجهود المتكررة

 

لعبور هذا البحر وفتح القسطنطينية في عهد معاوية وخلفائه ، وعلى ذلك فقد وقف المد

 

الاسلامي توقفاً طبيعياً تبعاً للحدود الطبيعية .

 

أما عن أسباب الفتح فهي عديدة ، سنتناول كل سببٍ على حدة ..

 

 

 

نُتـــــابع ^

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

تابــــــــع الحلقـــــــة الخمســــــــــــــون

{ الفتوحــــــــــات الاسلاميــــــــــة }

 

إن الظواهر الكُبرى أمثال الفتوح لا يمر بها المؤرخون مروراً عابراً

 

إنما يقفوا عندها يحاولون ان يفهموها ويعرضوا اسبابها قبل العناية بتفاصيلها إيماناً

 

منهم أن مثل هذة الظواهر لابد لها من مُقابل يقبله العقل والمنطق .

 

أولاً العامل أو السبب الديني :

 

لم تكن الدعوة الاسلامية موجهة للعرب وحدهم من دون البشر ، وإنما

 

هي رسالة عامة شاملة أرسل الله تعالى رسوله عليه الصلاة والسلام لهداية البشر في

 

كل مكان وزمان ، قال الله تعالى": تبارك الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للناسِ نذيراً "

 

وقال جل وعلا ": قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً "،وقال الله تعالى ": وما

 

أرسلناكَ إلا كافة للناسِ بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون ".

 

وقد شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد عالمية الاسلام

 

مُتبعاً المنهج الذي امره به الله سبحانه وتعالى : ادعُ إلى سيبل ربك بالحكمة والموعظة

 

الحسنة "، فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملوك وحكام المناطق المجاورة يدعوهم

 

إلى توحيد الله والإيمان برسالته ، ويحملهم مسئولية رعاياهم واتباعهم ، وقد تباينت ردود فعل

 

هؤلاء الحكام والملوك تجاه كُتب النبي عليه الصلاة والسلام إليهم ، فمنهم من أجاب واعتنق

 

الاسلام كأمراء البحرين وعمان وباذان حاكم اليمن من قبل الفرس ، ومنهم من أحسن الرد

 

ولكن لم يُسلم كحاكم مصر من قِبل الروم المقوقس ، ومنهم من أساء استقبال الكتاب بل

 

ورد رداً عدائياً واتخذ موقفاً عدائياً كذلك مثل كسرى فارس الذي طلب من عامله على اليمن

 

ان يرسل إليه محمداً مكبلاً ، ومثله قيصر الروم وحلفاؤه الغساسنة الذين قتلوا مبعوث

 

النبي محمد صلى الله عليه وسلم إليهم ، وبدأوا يتحرشون بالمسلمين ، وقامت على إثر

 

ذلك غزوة مؤتة 8 هـ .

 

 

كان على الجماعة الاسلامية في الجزيرة العربية أن تُدافع عن

 

نفسها ، وتحافظ على بقائها ، وقد خطا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطوات في

 

سبيل ذلك ، فقام بتسيير حملة زيد ابن حارثة إلى مؤتة مستهدفاً تأديب الغساسنة ، ثم

 

صار بنفسه صلى الله عليه وسلم إلى تخوم الشام عند تبوك ، وكان قد شرع في انفاذ

 

حملة أسامة بن زيد إبان مرض موته صلوات الله وسلامه عليه .

 

ولاشك أن الحماس الذي بثه الرسول صلى الله عليه وسلم

 

والصحابة من بعده في نفوس المسلمين كان له أثر كبير في دفعهم إلى الفتح ، فرأوا

 

في أعناقهم عهداً يجب أن يفوا به وهو تبليغ الدعوة الاسلامية إلى من لم تبلغ إليهم ، ومن

 

ثم وجهوا جهودهم إلى العمل على إحياء كلمة الاسلام في غير بلاد الاسلام .

 

 

ويزعم بعض المؤرخين الغربين أن الاسلام انتشر في هذة

 

البلاد بحد السيف ، والحقيقة أن هذا مجرد زعم لا أساس ولا سند له في الواقع ، لإن

 

الاسلام دعا إلى حرية العقيدة ، فلم يُكره أحداً من أهل الكتاب ولا غيرهم على اعتناقه وقد

 

قال الله تعالى ": لا إكراه في الدين قد تبين الرشدُ من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله

 

فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميعُ عليم "

 

إذاً لم يكن تشريع الجهاد يعني نشر الاسلام بحد السيف ، وإنما

 

كان من أجل دفاع المسلمين عن أنفسهم ضد من يعاديهم ولتبليغ الاسلام إلى سائر

 

الشعوب ، وقد شاهدنا في أواخر حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الفرس

 

والروم وغيرهم كانوا يتربصون بالاسلام ، وكان من اللازم حماية الدعوة وتأمينها

 

وبخاصة أن حكام هذة الدول بحكم مصالحهم لم يكونوا ليسمحوا لشعوبهم التعرف على

 

الاسلام ، الذي فيه من المبادئ مايحررهم مما هم فيه تحت حكم هؤلاء ، ومن هنا خرجت

 

الجيوش الاسلامية للجهاد في سبيل الله خارج الجزيرة العربية لتضع أمام الشعوب خيارات

 

ثلاث :

 

إما الاسلام أو الجزية مع البقاء على الدين الاصلي أو الحرب .

 

لهذة الحرية في اعتناق الدين بقي كثير من اليهود والنصارى على دينهم ودخلوا في

 

ذمة المسلمين وتولى المسلمين أمنهم في حالتي السلم والحرب ، وتمتعوا في عصر

 

الدولة الاسلامية بحرية ممارسة عقائدهم .

 

 

نتابع بإذن الله

تم تعديل بواسطة حفـصة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله بكِ يا حبيبة

لم انهي القراءة وصلت للحلقة العاشرة

ان شاء الله لي عودة للبقية

موضوع قيم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله بكِ يا حبيبة

لم انهي القراءة وصلت للحلقة العاشرة

ان شاء الله لي عودة للبقية

موضوع قيم

 

ياهلا بيكِ مشرفتي راماس الحبيبة .

وفيكِ بارك ربي اللهم آآمين .

سعدت جداً لأنكِ تابعتي السلسلة أسأل الله ان ينفع بها .

ماأكتبه ليس مجهود شخصي بل هو مجرد نقل من الكتب ، ولكن لنتعرف على تاريخنا الماتع المُشرِّف جدا .

انتظركِ دائماً من المتابعين بإذن الله .

:)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

تابــــــــع الحلقـــــــة الخمســــــــــــــون

{ الفتوحــــــــــات الاسلاميــــــــــة }

 

ثانياً العامل الاقتصادي أو المادي

كان العامل المادي من بين العوامل التي دفعت العرب إلى الفتح والتوسع

 

فلاشك ان ماكان ينتظره الفاتحون او على الأقل بعضهم من غنائم وافرة في حالة النصر

 

، كان ذلك حافزاً عظيماً لهم خاصة أن الإسلام والدولة الجديدة كانا يفرضان من الناحية

 

النظرية على القبائل ألا يغزو بعضهم بعضاً ، لذلك رأى العرب في الفتح والتوسع مايحقق

 

أغراضهم الاقتصادية .

 

وتحدث بعض المؤرخين عن الدافع الاقتصادي للفتوحات الاسلامية ومنهم

 

فيليب الذي قال " إن الحاجة المادية هي التي دفعت بمعاشر البدو التي أكثر جيوش

 

المسلمين منهم إلى ماوراء تخوم البادية إلى مواطن الخصب في بلدان الشمال " .

 

وإذا جاز لنا الرأي فنقول إن ضيق معاييش البدو والضاربين في الصحارى لا يعني

 

أن العرب كانوا يعانون جميعهم الجوع والجفاف ، بل إننا نجد أن موارد العرب المادية

 

تزايدت خاصة فى الفترة التي سبقت الاسلام وكذلك في عصر النبوة ، نتيجة لاشتغال

 

العرب بالتجارة ، ثم أن مواسم الحج كانت من عوامل انتعاش مكة اقتصادياً ، بالإضافة

 

إلى أن الاسلام نظم الحياة الاجتماعية عند المسلمين وطبق نظام التكافل الاجتماعي بين

 

طبقات المجتمع من خلال فرض الزكاة .

 

ومن المُلاحظ أيضاً أن بعض المستشرقين بالغوا في أهمية هذا العامل

 

المادي ورأوا أنه كان المُحرِك الرئيسي للفتوحات الاسلامية ، وقد اعتمدوا في تدعيم

 

تدعيم نظريتهم المادية على بعض النصوص التاريخية منها ما اورده البلاذري حين قام

 

ابوبكر الصديق رضي الله عنه بإعداد الجيوش الاسلامية لتسييرها إلى بلاد الشام قال البلاذري

 

: كتب أي الصديق رضي الله عنه إلى أهل مكة والطائف واليمن وجميع العرب بنجد والحجاز

 

يستفزهم للجهاد ويرغبهم فيه وفي غنائم الروم ، فسارع الناس إليه بين مُحتسب وطامع وأتوا

 

المدينة من كل اوب .

 

ولأصحاب هذا الرأي نقول : قد يُحرك المال النفوس ، ولكنه لا يُحرك كل

 

النفوس وإلا كيف نفسر تسابق المسلمين إلى الجهاد وتنافسهم على الاستشهاد ، ولو كانوا

 

طلاب دنيا ومال لكانوا قبلوا عرض القائد الفارسي رستم حين قال : قد علمت انه لم يحملكم

 

على ما انتم عليه إلا ضيق العيش وشدة الجهد ونحن نعطيكم ماتتشبعون به ونصرفكم ببعض ما

 

تحبون .

لاشك ان هذا العرض كان أيسر على المسلمين الفاتحين الطامعين منهم

 

من المغامرة بخوض غمار حرب غير مضمونة النتائج مع إمبراطورية عنيدة طالما أفزعتهم

 

في الجاهلية .

 

 

كذلك يرى البعض الآخر من هؤلاء المؤرخين أن الفتوحات الاسلامية

 

لاتعدو ان تكون موجة ساميّة إلى بلاد الهلال الخصيب شأنها في ذلك شأن الموجات الساميّة

 

القديمة ، ومن المُلاحظ على أصحاب هذا الرأي انهم قد تناسوا الفرق بين الموجة الاسلامية

 

وما سبقها ، فالموجات السابقة كانت حركات هجرة تلقائية غير مُنظمة ، تمت بأعداد محدودة

 

وعلى فترات متباعدة ، لا هدف لها سوى البحث عما يسد الرمق ، اما الموجة الاسلامية فكانت

 

حركة فتح مُنظمة واعية ، لها اهداف دينية وحضارية مقصودة ، اتخذت لتحقيقها أساليب

 

عسكرية وفكرية ، وتمت بأعداد كبيرة في وقت قصير نسبياً وترتبت عليها نتائج عظيمة غيّرت

 

من خريطة العالم .

 

نتابـــــع بإذن الله ،،

تم تعديل بواسطة حفـصة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

تابــــــــع الحلقـــــــة الخمســــــــــــــون

{ الفتوحــــــــــات الاسلاميــــــــــة }

 

ثالثاً : العامل السياسي :

 

رأى ابوبكر رضي الله عنه والصحابة أن يشغلوا

 

العرب المسلمين بمشروعات عظيمة تصرف أذهانهم عن التفكير في

 

المسائل الداخلية وبخاصة بعد استرجاع وحدتهم ، التي هددتها حركة الردة

 

داخل الجزيرة العربية ، وارتفاع روحهم المعنوية ونضوج فكرهم القومي ، فصارت

 

لهم رغبة أكيدة في إتمام الوحدة العربية خارج الجزيرة ، لذلك وجه العرب اهتمامهم

 

في بداية الأمر إلى فتح العراق والشام ، وهذان القطران كانا يقيم بهما بعض القبائل

 

العربية ، فكان بالعراق قبائل بكر وتغلب ، وبالحيرة المناذرة ، وبالشام قبائل قضاعة

 

والغساسنة ، وكان توجه الفتح الاسلامي لهذين الإقليمين هو في الواقع غزو العرب

 

لبلاد عربية ، لذلك لم يتردد الصديِّق رضي الله عنه في استغلال الفرصة لاستكمال

 

توحيد الجزيرة العربية وجمع شتات القبائل العربية ، والعمل على تحريرها من ذل الولاء

 

للفرس والروم .

 

نتابع بإذن الله ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

نبـــــــــــــــذة مهمــــــــــة

 

ذكرنا ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان فتح الله عليه مكة ، أن خرجت

 

القوات الاسلامية إلى غزو أطراف الشام ومناوأة القوات البيزينطة في غزوتي مؤتة

 

وتبوك ، ثم ما كان من إعداده جيشاً بقيادة أسامة بن زيد لمعاودة الكرة ومناوشة البيزينطين

 

حال موته صلى الله عليه وسلم دون إنفاذ الحملة .

 

كانت غزوات النبي صلى الله عليه وسلم في أطراف الشام

 

مُقدمة الفتوح وطليعتها الأولى ، بل يرى الباحثون انها كانت كتائب الطليعة الأولى

 

وأنها أدت دورها المرسوم باختراق الخطوط الأمامية ، وأراد بها النبي صلى الله عليه

 

وسلم أن يقف المسلمون على حدود الدولة البيزينطية وأن شمسها قد آذنت بالغروب لتظهر

 

شمس الاسلام في بلادهم ، وكذلك عملت تلك الطليعة الأولى على إصلاح الواحات المحيطة

 

بالجزيرة وحشدها المؤن والمقاتلة لتكون قاعدة للوثوب الإسلامي .

 

كان لابد لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قضائه

 

على فتنة الردة من أن يحقق أهداف الرسول صلى الله عليه وسلم وما أمر الله به نبيه ، وأن

 

يتم هذة المرحلة الثانية من الرسالة وهى مرحلة العالمية .

 

قال الله تعالى :" تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً "

 

فجيوش الفتح الإسلامي إذاً خرجت من الجزيرة العربية أولاً وقبل كل شئ

 

لنشر الإسلام في دول العالم القديم ، ولم تكن جيوش غزو وحباً في الغزو ، إنما

 

جيوش دعوة إلى الإسلام .

 

 

 

نتابعـ بإذن الله

تم تعديل بواسطة حفـصة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الحلقــــــة الحاديــــــــة والخمســـــــــــــون

~ عوامــــــــل نجاح الفتوحـــات ~

 

حققت الفتوحات الاسلامية أهدافها في وقتٍ قصير ، وأحرزت

 

تقدماً مُنقطع النظير ، ولم يمضِ عقد واحد بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى هوى

 

عرش كسرى وتقلص مُلك قيصر ، وترددت كلمة التوحيد من أدنى بلاد الفرس إلى أقصى حدود

 

مصر ، ولاشك أن وراء هذة الانتصارات عوامل عديدة منها :_

 

أولا : مايتعلق بالعرب المسلمين ؛ الذين رسخ الإيمان في قلوبهم

 

وارتفعت روحهم المعنوية بفضل الله عليهم دين الاسلام الذي ربط الله به بينهم ، ووحد به قبائلهم

 

في أمة واحدة فكانت خير أمة أُخرجت للناس ، وكان الظفر بالشهادة في سبيل الله غاية مايتمناه

 

العربي المسلم ، ولذلك كان المسلمون في فتوحاتهم يقاتلون أعداءهم بإيمان عميق ونفوس مُضحية

 

في سبيل الله ، وشتان بين روح المقاتل المُسلم الذي كان يُندب الجهاد تطوعاً واختياراً ، ليقاتل

 

في سبيل الله وراء قيادة يثق فيها ، وهدف يؤمن به فيفوز بإحدى الحسنيين الشهادة أو النصر ، وبين

 

المقاتل الفارسي أو الرومي الذي كان يُكره على القتال في كثير من الأحيان ، ويُربط بالسلاسل حتى

 

لا يفر من ميدان المعركة ، ويحارب في سبيل حُكَّامه الذين يستمتعون بكل شئ ويحرمون شعوبهم من

 

كل شئ .

 

* أيضاً كان للصديِّق رضي الله عنه دور هام في توجيه

 

الحملات الأولى للفتوحات الإسلامية ، فقد حرص على ملأ الفراغ الهائل الذي ترتب على موت النبي

 

صلى الله عليه وسلم ، وزعزع كيان الدولة لاسيما الذين تأثروا بشخص النبي مُحمد صلى الله عليه

 

وسلم ، وساعد على التنازع على الخلافة وأدى لقيام حركة او فتنة الرِدة ، ولولا حكمة أبوبكر رضي

 

الله عنه وحنكته السياسية وقبل هذا وذاك توفيق الله له ، لما أمكنه من إعادة توحيد القوى التي تمكنت

 

من قمع حركة الرِدة بمهام جديدة ، حتى لا يتفرغوا للفتن التي ألِفها العرب في أوقات فراغهم ، فلم يجد

 

أنسب من تسخير هذة الطاقة الكبيرة ، التي أثبتت قرتها وكفاءتها في حرب الرِدة في مشروعات حربية

 

تحقق للدولة الاسلامية العربية الفتية أهدافها ، ولم يريد الصديَّق رضي الله عنه أن يُشرك المرتدين

 

المنهزمين الذين قهرهم المسلمون بالسيف في صفوف الفاتحين ، حتى لا يدخل الوهن في جيوش

 

المسلمين الفاتحين ، وحتى لا يُهيئ المجال لكي يتسبب هؤلاء المنهزمون في نسف المهمة الكُبرى

 

الملقاة على عاتق الفاتحين .

 

 

 

* كذلك أظهرت القيادة الاسلامية كفاءة فائقة في تعبئة الجيوش

 

وتحريكها على جبهتين ، ومتابعتها باقتدار ، ومدها وقت الحاجة والإفادة من كلٍ منهما في معاونة

 

الآُخرى عند الضرورة وملاحقة العدو قبل أن يفيق من هزيمته أو يستعيد تنظيم قواته ويلم شعثها .

 

 

 

* أيضاً كان وقوف أهل البلاد المفتوحة إلى جانب الفاتحين المسلمين

 

من بين العوامل التي ساعدت على الفتح ، فقد كان سكان الشام الجنوبية وجنوب غرب العراق

 

عرباً مُتنصرة وعلى الرغم من تنصرهم ، كانوا يميلون إلى إخوانهم من عرب الجزيرة الفاتحين

 

وقد انضموا إليهم منذُ اللحظة الأولى للفتح بدافع الشعور بالقومية .

 

 

 

* كان لسماحة الاسلام وعدالة المسلمين أثر كبير في قبول شعوب البلاد

 

المفتوحة لحكمهم دون مقاومة ، ومد يد العون لهم في بعض الأحيان ، فأقباط مصر مثلاً

 

وقفوا موقفاً مؤيداً من العرب الفاتحين المسلمين ، بل إن أعداد كبيرة منهم أسهمت مساهمة

 

فعالة في القتال ضمن صفوف العرب ضد البيزنطين .

 

 

 

* أخيراً وليس بآخر ؛ كان العرب بحكم توسطهم العالم المعروف آنذاك

 

قد خبروا أساليب غيرهم من الشعوب في القتال ، إلى جانب ممارستهم لأسلوب الكر والفر في

 

القتال ، عرفوا أيضاً حرب الجيوش الكبيرة والمواقع الثابتة فصاروا يجمعون بين الطريقتين

 

حسب مُقتضى الحال ، الأمر الذي كان يُربك اعداءهم عندما يلتقون بهم .

 

 

 

 

ثانيا : ضعف الدولتين البيزنطية والساسانية :_

 

كانت الدولتان البيزنطية والساسانية منذُ القرن السادس الميلادي

 

قد اعتراهما الضعف والوهن بسبب الحروب المتبادلة ، التي اضطرتهما إلى خوض غمارها

 

وأدت هذة الحروب طويلة الأمد إلى إنهاك قوى الدولتين ، واستنزاف طاقتها كما أدت إلى شيوع

 

الفوضى والاضطرابات في جميع المرافق الاقتصادية .

 

ففي دولة الروم بلغت الحالة الاقتصادية درجة سيئة من التدهور ، ولجئت

 

الدولة إلى غش العملو وانقاص وزنها عدة مرات ، فارتفعت الاسعار بصورة فاحشة ، وكانت محاولات

 

الاصلاح التي لجأت إليها الاباطرة علاجاً مؤقتاً ، لم يفلح في القضاء على الأسباب الحقيقة للانهيار

 

الاقتصادي ، ولذا لجأت الدولة إلى زيادة الأعباء والضرائب على المواطنين الذين كانوا يكدحون من

 

أجل ملء خزانة الطبقة الحاكمة ، وبالأضافة إلى ذلك كانت هذة الدولة تعاني من انقسامات مذهبية

 

وزاد الأمر سوءاً موقف الروم من مذهب الطبيعة الواحدة الذي كان يدين به نصارى الشرق من

 

الشعوب الخاضعة لهم ، وقد حاول الروم فرض مذهبهم الملكاني القائل بالطبيعتين ، لكن الشعوب

 

الشرقية أصرت على عقيدتها الدنينة ، فلاقوا كثيراً من العُنف والاضطهاد على يد الروم .

 

 

 

أما الفرس ؛ فكانت أحوالهم أيضاً قد ازدادت سوءاً بسب حروبهم

 

الطاحنة مع الروم ، ودخلت دولة فارس في مرحلة الاضطرابات والفوضى السياسية ، وتوالى

 

على عرشها في الخمس سنوات التي سبقت الفتح الاسلامي أكثر من احد عشر ملكاً ، كان آخرهم

 

يزدجرد الثالث الذي تم الفتح الاسلامي في عهده ، وفشلت محاولاته العديدة في استرداد ملكه حتى

 

اغتاله أحد جنوده أيام خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه .

 

ولاشك أن الشعوب الخاضعة لهاتين الدولتين كانت تعاني أشد

 

المعاناة منهما ، وكانت هي التي تدفع الثمن دائماً ، لذلك نظروا للعرب المسلمين الفاتحين على

 

أنهم المنقذون لهم من ظلم حكامهم المُستبدين ، وقد عمَّقَ المسلمون الفاتحون هذا الموقف

 

واستثمروه لما فيه مصلحة دينهم عندما أحسنوا معاملة شعوب البلاد المفتوحة إبان الفتوح

 

الاسلامية .

 

 

 

نتابع بإذن الله ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

بارك الله بكِ اختي الكريمة

للتو قرأت الحلقة الحادية عشر

ارجو التمهل في وضع الحلقت لكي استطيع والاخوات القراءة بتمعن

وكي لا تمل الاخوات من المتابعة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×