اذهبي الى المحتوى
ام عبد الرحمن83

في ظلال قوله تعالى(أذلةعلى المؤمنين، أعزة على الكافرين)

المشاركات التي تم ترشيحها

أذلةعلى المؤمنين، أعزة على الكافرين , يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ).

 

أذلة على المؤمنين..

 

وهي صفة مأخوذة من الطواعية واليسر واللين . .

فالمؤمن ذلول للمؤمن . . غير عصي عليه ولا صعب . هين لين . . ميسر مستجيب . . سمح ودود . .

وهذه هي الذلة للمؤمنين .

 

وما في الذلة للمؤمنين من مذلة ولا مهانة .

إنما هي الأخوة ,

ترفع الحواجز ,وتزيل التكلف وتخلط النفس بالنفس , فلا يبقى فيها ما يستعصي وما يحتجز دون الآخرين .

 

إن حساسية الفرد بذاته متحوصلة متحيزة هي التي تجعله شموسا عصيا شحيحا على أخيه . فأما حين يخلط نفسه بنفوس العصبة المؤمنة معه , فلن يجد فيها ما يمنعه وما يستعصيبه . .

وماذا يبقى له في نفسه دونهم ,

وقد اجتمعوا في الله إخوانا ;

يحبهم ويحبونه , ويشيع هذا الحب العلوي بينهم ويتقاسمونه ؟!

(أعزة على الكافرين). .

 

فيهم على الكافرين شماس وإباء واستعلاء . .

 

ولهذه الخصائص هنا موضع . .

إنها ليست العزة للذات ,

ولا الاستعلاء للنفس .

إنما هي العزة للعقيدة ,

والاستعلاء للراية التي يقفون تحتها في مواجهة الكافرين .

إنها الثقة بأن ما معهم هو الخير ,

وأن دورهم هو أن يطوعوا الآخرين للخير الذي معهم لا أن يطوعوا الآخرين لأنفسهم ولا أن يطوعوا أنفسهم للآخرين وما عند الآخرين !

ثم هي الثقة بغلبة دين الله على دين الهوى ; وبغلبة قوة الله على تلك القوى ; وبغلبة حزب الله على أحزاب الجاهلية . .

فهم الأعلون حتى وهم ينهزمون في بعض المعارك , في أثناء الطريق الطويل . .

 

(يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم). .

فالجهاد في سبيل الله , لإقرار منهج الله في الأرض , وإعلان سلطانه على البشر ,وتحكيم شريعته في الحياة , لتحقيق الخير والصلاح والنماء للناس . . هي صفة العصبة المؤمنة التي يختارها الله ليصنع بها في الأرض ما يريد . .

 

وهم يجاهدون في سبيل الله ;

لا في سبيل أنفسهم ;

ولا في سبيل قومهم ;

ولا في سبيل وطنهم ;

ولا في سبيل جنسهم . .

في سبيل الله .

لتحقيق منهج الله , وتقرير سلطانه , وتنفيذ شريعته , وتحقيق الخير للبشر عامة عن هذا الطريق . .

وليس لهم في هذا الأمر شيء ,

وليس لأنفسهم من هذا حظ ,

إنما هو لله وفي سبيل الله بلا شريك . .

 

وهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم . .

 

وفيم الخوف من لوم الناس ,وهم قد ضمنوا حب رب الناس ؟

 

وفيم الوقوف عند مألوف الناس , وعرف الجيل , ومتعارف الجاهلية , وهم يتبعون سنة الله , ويعرضون منهج الله للحياة ؟

إنما يخشى لوم الناس من يستمد مقاييسه وأحكامه من أهواء الناس ; ومن يستمد عونه ومدده من عند الناس ;

أما من يرجع إلى موازين الله ومقاييسه وقيمه ليجعلها تسيطر على أهواء الناس وشهواتهم وقيمهم ;

وأما من يستمد قوته وعزته من قوة الله وعزته , فما يبالي ما يقول الناس وما يفعلون . كائنا هؤلاء الناس ما كانوا ; وكائنا واقع هؤلاء الناس ما كان , وكائنة "حضارة " هؤلاء الناس وعلمهم وثقافتهم ما تكون !

 

إننا نحسب حسابا لما يقول الناس ; ولما يفعل الناس ; ولما يملك الناس ; ولما يصطلح عليه الناس ; ولما يتخذه الناس في واقع حياتهم من قيم واعتبارات وموازين . .

لأننا نغفل أو نسهو عن الأصل الذي يجب أن نرجع إليه في الوزن والقياس والتقويم . .

إنه منهج الله وشريعته وحكمه . .

فهو وحده الحق وكل ما خالفة فهو باطل ;

ولو كان عرف ملايين الملايين , ولو أقرته الأجيال في عشرات القرون !

إنه ليست قيمة أي وضع , أو أي عرف , أو أي تقليد , أو أية قيمة . .

أنه موجود ;

وأنه واقع ;

وأن ملايين البشر يعتنقونه , ويعيشون به , ويتخذونه قاعدة حياتهم . .

 

فهذا ميزان لا يعترف به التصور الإسلامي .

 

إنما قيمة أي وضع , وأي عرف , وأي تقليد , وأية قيمة ,

أن يكون لها أصل في منهج الله , الذي منه - وحده - تستمد القيم والموازين . .

 

ومن هنا تجاهد العصبة المؤمنة في سبيل الله ولا تخاف لومة لائم . . فهذه سمة المؤمنين المختارين . .

 

ثم إن ذلك الاختيار من الله , وذلك الحب المتبادل بينه وبين المختارين , وتلك السمات التي يجعلها طابعهم وعنوانهم , وهذا الاطمئنان إلى الله في نفوسهم , والسيرعلى هداه في جهادهم . . ذلك كله من فضل الله .

(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . والله واسع عليم).

يعطي عن سعة , ويعطي عن علم . . وما أوسع هذا العطاء ; الذي يختار الله له من يشاء عن علم وعن تقدير .

انتهى من الظلال.

رحم الله صاحب الظلال رحمة واسعة.

 

والله أسأل ان ينفع بهذه الكلمات إِخوة الإيمان في منتدانا ويتلمسوا أن يكونوا أذلة لإخوانهم!!! أعزة على الكافرين .

 

(إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة ، حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء) صاحب الظلال

.......... القلم الناطق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته؛

 

صدقتِ أخيّة،

أن يكون الإنتصار ليس للنفس وإنما للعقيدة الخالصة لوجه الله،

العقيدة السليمة الفطرية الصحيحة،

من آيات الله وسنّة نبيّه.. بلا هوى أو بدع،

 

اللهم إنّا نسألك أن تجعلنا مِن مَن قلت فيهم (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)

 

ينقل إلى الساحة المناسبة..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بوركتي غاليتي أم جويرية

 

كنت أظن أن مكانه في شموخ رغم الجراح

 

لان ما انهك الأمة الا بعدها عن قوله تعالى اذلة على المؤمنين

 

بوركتي غاليتي مرور عبق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

إننا نحسب حسابا لما يقول الناس ; ولما يفعل الناس ; ولما يملك الناس ; ولما يصطلح عليه الناس ; ولما يتخذه الناس في واقع حياتهم من قيم واعتبارات وموازين . .

لأننا نغفل أو نسهو عن الأصل الذي يجب أن نرجع إليه في الوزن والقياس والتقويم . .

إنه منهج الله وشريعته وحكمه . .

فهو وحده الحق وكل ما خالفة فهو باطل ;

 

صدقتِ..

موضوع طيب جزاك الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وجزاكِ بنيه خير الجزاء

 

مرور طيبة من الطيبات احسبكن والله حسيبكن

 

أحبكن في الله ولله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لأن لا نحسب بأسماءنا إنما بما نفعله من الطيبات

 

غابت الأسماء ونسأل الله أن تظل أعمالنا في سواء السبيل

 

بوركتِ أم ميمونة مرور ولا أطيب بنيه الله يحفظكم يارب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا اختي على الموضوع الطيب

 

جعل الله ما كتبت في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×