اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البهلول بن راشد

 

الإمام العالم الزاهد البهلول بن راشد القيرواني المالكي أحد أصحاب الإمام مالك رحمه الله .

هو العالم المجاهد , والفقيه العابد , والفدائي الزاهد ، هو أبو عمرو الحجري الرعيني بالولاء، من العلماء الزهاد من أهل القيروان المشهورة في شمال أفريقية.

ولد سنة ثمان وعشرين ومائة، سمع من مالك والليث والثوري ويونس بن يزيد وغيرهم، وسمع منه سحنون والقعنبــي وعون بن يوسف وآخرون.

له كتاب في الفقه على مذهب الإمام مالك وقد يميل إلى أقوال الثوري. وقيل: إن أصحابه دونوا الكتاب عنه .

كان البهلول عالماً بصيراً بحكمة التشريع ووجوه الإصلاح الاجتماعي , وكان يؤمن بأن معاونة المحتاجين من أفضل العبادات والقربات عند الله جل شأنه .

 

ولد عام 128 ه وتوفي عام 183 ه .

56.gif

 

نشأته

 

نشأ البهلول عابداً , ثم صار عالماً مجتهداً , ثم أصبح ثقة رائداً .

ولقد شغل نفسه أولاً بالعبادة والذكر , حتى قال فيه مالك بن أنس: هذا عابد بلده . وقال فيه بعض واصفيه : أنه وتد من أوتاد المغرب , ولكنه رأى الناس في حاجة إلى العلم والفقه , فعكف على الدراسة والطلب والتحصيل , وسمع من طائفة كبيرة , في طليعتها : مالك ، والثوري , والليث بن سعد .

ثم أخذ يعلم الناس ويفقههم ويفتيهم في فقه المالكية , ذاكراً أن هذا التفقيه من أفضل القربات إلى الله عز وجل كما قال الله تعالى : { فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }.

ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم " .

سمع البهلول بالمدينة من مالك بن أنس وعليه اعتماده، ومن الليث بن سعد بمصر وغيرهم .

56.gif

 

قيل عنه

 

قال القعنبي: هو وتد من أوتاد المغرب.

وكان الإمام مالك رحمه الله إذا رآه قال: هذا عابد أهل بلده.

وعن بهلول بن عمر قال: ما رأيت أتقى لله عز وجل من البهلول بن راشد .

وقال سحنون: كان رجلاً صالحاً، ولم يكن ما عنده من الفقه ما عند غيره.

وقال سحنون أيضاً : إنما اقتديت في ترك السلام على أهل الأهواء والصلاة خلفهم بـمُعلِّمي البهلول .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حبه للسنة

 

خرج البهلول بن راشد ذات يوم مع أصحابه، وقد غطى خنصره بكفه، فأقبل على رجل من أصحابه فأسر إليه كلاماً دون سائر أهل المجلس ، ثم انصرف الرجل ، ثم عاد إليه فكلمه فيما بينه وبينه ، فأزال البهلول كفه عن خنصره وجعل يقول : الحمد لله الذي لم يجعلني ممن ابتدع بدعة في الإسلام .

ثم أقبل على الرجل فقال: حدث القوم بما كان بيني وبينك .

فقال الرجل : أرسلني إلى عبدالله بن فروخ أسأله : هل كان أحد من السلف -إذا وصى بحاجة- ربط في خنصره خيطاً ؟ . فتوجهت إلى عبدالله بن فروخ فسألته عن ذلك فقال : نعم كان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يفعله .

فقال البهلول عند ذلك : إن أهلي سألوني في قضاء حاجة فربطت في خنصري خيطاً لأذكر حاجتهم ، ثم خفت أن أكون ابتدعت بدعة في الإسلام .

،،،

وحدث أبو عثمان سعيد بن محمد : قال سمعت أبي يقول جزت لسقيفة العرافي وهم يتناظرون في الاعتزال فوقفت أسمع منهم فبلغ ذلك بهلولاً ، فلما جئته أقبل عليّ وجعل يقول : أما بلغني أنك مررت بسقيفة العرافي وهم يتناظرون في القدر فوقفت إليهم تستمع منهم .

وغلظ عليّ .

 

،،،

جاء في رياض النفوس: أن ابن صخر كان من كبار المعتزلة في ذلك الزمان ، فتوفي ابن صخر وحضر وقت وفاته عبدالله بن غانم الرعيني وابن فروخ والبهلول بن راشد ، فقال الناس لابن غانم : الجنازة .

فقال : كل حي يموت، قدموا دابتي . ولم يصل عليه .

ثم قيل لابن فروخ : الجنازة .

فقال : كل حي يموت . ولم يصل عليه .

ثم قيل للبهلول بن راشد: الجنازة.

فقال مثل ذلك .

56.gif

 

ومن أخباره

 

حدث أبو عثمان : قال بلغني أنه كان عند بهلول طعام ، فغلا السعر ، فأمر به فبيع ، ثم أمر من يشترى له نصف ربع القفيز .

فقيل له : تبيع وتشترى .

فقال : نفرح إذا فرح الناس ، ونحزن إذا حزنوا .

،،،

وذكر أبو عثمان سعيد بن محمد قال حدثني أبو زرجونة : استقفيت ليلة جمعة وضُرِبت بمقرعة فأخبرت البهلول بن راشد من الغد ، وقلت إني استقفيت ونزع عني أسمالي .

قال فأكبّ عليّ يسألني أن أجعل من فعل ذلك بي في حل .

فقلت : يا أبا عمرو فعلوا بي وفعلوا وأجعلهم في حل .

فقال لي: يسرك أن يحال بين أخيك المسلم وبين الجنة بسببك .

قال : فلم يزل يلطف بي ويسألني حتى جعلتهم في حل.

،،،

وحدثني أبو عثمان قال حدثتني أمي عن غزيل سرية البهلول قالت : أقمت مع البهلول ثلاثين سنة فما رأيته نزع ثوبه عن جسده قط ولا رأيته مصلياً نافلة قط ,كان يأتي إليّ فيرقدني كما ترقد الأم ابنها ثم يدخل المستراح فيتهيأ للصلاة ثم يصعد إلى غرفته فيغلقها بيني وبينه فما كنت أدري أحي هو أم ميت غير إني كنت ربما أسمع سقطته في آخر الليل فأظن استثقل نوماً فسقط.

،،،

وقال أحمد بن إبراهيم : أن بهلول دفع إلى بعض أصحابه دينارين ليشتري له بهما زيتاً يستعذبه له ، فذكر للرجل أن عند نصراني زيتا أعذب ما يوجد، فانطلق إليه الرجل بالدينارين فأخبر النصراني أنه يريد زيتا للبهلول فقال النصراني: والله نحن نتقرب إلى الله بالبهلول كما تتقربون أنتم إليه . وأعطاه بالدينارين من ذلك الزيت الجيد ما يعطى بكذا وكذا دينار .

ثم أقبل إلى بهلول فأخبره الخبر فقال بهلول : جزاك الله خيراً ، قضيت حاجة فاقض لي أخرى .

قال الرجل : وما هي ؟

قال البهلول : رد الزيت ثم رد علي الدينارين .

فقال الرجل : ولم؟

قال البهلول : ذكرت قوله تعالى: { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} ، فخشيت أن آكل زيت النصراني فأجد له في قلبي مودة ، فأكون ممن حاد الله ورسوله على عرض من الدنيا يسير .

،،،

ومرت امرأتان وهو يصلي ، فقالت إحداهما للأخرى : هذا البهلول .

فقالت : لئن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه .

فقال البهلول : هذه عرفتني .

،،،

وقال له رجل يوماً : يا مرائي.

. فقال له البهلول: قد أخبرتها بذلك - يعني نفسه - فأبت علي ولم تقبل ، فاجتمع عليها الآن اثنان : شهادتك وعلمي ، وشهادة الاثنين خير من شهادة واحد .

،،،

قال دحيون بن راشد : كنت بالمدينة ، فإذا رجل يسأل يقول : أهاهنا رجل من إفريقية ؟

فقلت له : نعم أنا .

قال : من أين ؟

قلت : من أهل قيروان .

قال : الحمد لله ، أتعرف البهلول بن راشد ؟

قلت : نعم .

قال : فدفع إلي كتاباً وقال : أوصله إليه .

قال : فأخذت الكتاب ثم ذهبت إليه ، فلما دخلت القيروان دفعته إليه ، ففتحه فإذا هو من امرأة من أهل سمرقند قد كتبت فيه :

أنا امرأة من أهل سمرقند خراسان . مجنت مجوناً لم يمجنه أحد إلا أنا ثم تبت إلى الله عز وجل ، وسألت عن العباد في أرض الله ، فذكروا لي أربعة أحدهم البهلول بإفريقية ، سألتك بالله يا بهلول إلا دعوت الله أن يديم لي ما فتح لي من الخير والدين وأن يثبتني عليه .

فلما قرأه جعل ينتفض ، ثم خر وسقط الكتاب من يده ، وجعل يبكي ويقول :

يا بهلول ذُكرت وأنت بقيروان ؛ ذكرك أهل خراسان .الويل لك من الله إن لم يستر الله عليك يوم القيامة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وفاته

 

وكان أمير إفريقية في زمنه محمد بن مقاتل العكي يلاطف الطاغية (ملك الاسبانيول) فطلب الطاغية من الأمير أن يرسل إليه حديدا ونحاسا وسلاحا فعزم على ذلك، وعلم به البهلول، فعارض العكي ووعظه وألح عليه في أن يمتنع فبعث إليه العكي من قيده وجرده وضربه عشرين سوطا وحبسه، ثم أطلقه، فبقي أثر السياط في جسمه، وتقرح، فكان ذلك سبب موته. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة.

ولم يمض إلا قليل حتى نزلت بالأمير النكبات والنوازل ومضى الى آخرته ونسي ذكره ؛ على حين تألق اسم البهلول في تاريخ الاسلام والمسلمين , علماً من أعلام الزهد والورع , وإماماً في الفقه والعلم ومجاهداً لخدمة الناس وإصلاح المجتمع

رحمة الله تبارك وتعالى عليه .

 

ويقال إن العكي أمير إفريقيا بلغه أن البهلول يقع في سلطانه ويتكلم فيه، فهم به، فتحاشد الناس يمنعونه منه، فزاده ذلك حنقاً، وبعث إليهم الأجناد، فأحضره وضربه بالسياط، فرمى جماعة أنفسهم عليه يقونه، فضربوا، وكانوا نحو العشرين. ثم مات بعد من ذلك الضرب.

قيل: توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة رحمه الله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,,

 

جزاك الله خير الجزاء أختي الحبيبة على ما قدمت لنا من هذه السيرة الزكية

 

مواقف جميلة جدًا لهذا التابعي الجليل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سبحان الله

يا لها من سيرة عطرة لشيخ جليل

بارك الله فيك يا حبيبة

لا تحرمينا من مثل هذه المواضيع

و ذكر المصدر يا حبيبة اكرمك الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبحان الله

يا لها من سيرة عطرة لشيخ جليل

بارك الله فيك يا حبيبة

توجد قصته هنا

 

http://ar.islamway.net/video/26975/%D8%B9%D8%B8%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%87%D9%84%D9%88%D9%84-%D8%A8%D9%86-%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%B1%D9%8A

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×