اذهبي الى المحتوى
يُمنى شوق الرضى

.•°«دُررٌ على لســـان شيخ..مثمرة بإذن الله تعالى..»°•.

المشاركات التي تم ترشيحها

DEq88014.png

حيا الله أخواتي الفضليات..

 

وبكل اختصار هي قطفات من درس قيّم ونافع بإذن الله تعالى لفضيلة الشيخ عبد الله المصلح أو كما نسميه عندنا الشيخ أبشر، لتكراره لهذه الكلمة الطيبة حفظه الله.

 

أضع بين أيديكن الجزء الأول والذي من خلاله ستتعرفن على الموضوع والرابط الصوتي في آخر الدرس بإذن الله..نفعني الله وإياكن.

b1w88014.png

 

 

لقد جعل الله- عزّ وجل- في هذه الدنيا أشياء تسمى بالثوابت، أشياء ثابتة لا تتغير نتائجها إذا كانت المقدمات كما أخبرنا ربّنا عز وجل.

 

أخبرنا ربنا- عزّ وجل- فيما علمنا، أن الأصل في النار أن تُحرق، وأن الأصل في الماء أن يُغرق، وأن الأصل في الإنسان أنه إذا تعرض لشيء يتلف جسمه، فإن جسمه يتلف.

 

وأخبرنا وعلّمنا وتعلمنا ذلك بفطرة الله التي فطرنا عليها، أنك لو وضعت حبًا في الأرض الصالحة للزراعة، وصببت عليه ماءً، وكانت تلك الزراعة في وقتها، لأنبتت تلك الحبوب.

 

وهكذا..جعل الله- عزّ وجل- في الدنيا مجموعة من الثوابت التي لا تتغير ولا تتبدل.

 

جعل الله- عزّ وجل - سنة الكافرين في تمكّنهم في الأرض في قول الله عز وجل {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً

فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ }.[الأنعام: 44]

 

هذا بالنسبة لغير هذه الأمة من الكفار، الله – سبحانه وتعالى- أمرهم أن يؤمنوا بمحمّد- صلى الله عليه وسلم- وأن يصدّقوا الرسالة، وأن يأخذوا بهذا الدّين. فلما رفضوه، فتح الله عليهم أبواب كل شيء. ولكن الله أخبرنا أنهم سيصلون إلى مرحلة يغترون فيها، يصلون إلى مرحلة يظنّون أنّهم قد تمكّنوا في الأرض، فيصابوا بشيء من الهلع والفرح، فيأتيهم البلاء من حيث لا يحتسبوا وما ذلك على الله بعسير.

 

وهناك تنويع في عذاب الله- عزّ وجل- للأمم السابقة، فقوم أخذهم الله- عزّ وجل- بالصيحة؛ صيحة تقطّعت لها قلوبهم وانتهوا. وقوم أخذهم الله بالريح، فأصبحوا كأنّهم أعجاز نخلٍ خاوية. وقوم أخذهم الله بالغرق وهكذا.. يسلط الله على الأمم من المصائب ما يتناسب مع وضعهم ليتحقّق قدر الله الذي هو غالب على كل شيء. فهو القادر على كل شيء.

 

ونحن المسلمين لنا في هذه الحياة ثوابت، إذا نحن سرنا عليها؛ الله- عز وجل - يعطينا الخير كل الخير، السعادة كل السعادة.

 

كل ذلك وأكثر منه مرتبط بمسألة واحدة، هذه المسألة هي: تحقيق الإيمان.. وإن شئت فقل: تحقيق التوحيد لله وحده لا شريك له.

 

والإيمان كما يعرفه أهل السنة والجماعة: هو قول باللسان واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.

 

والله- عز وجل- قد ربط به النصر {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}. [الروم: 47]

 

وربط به العزة {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}. [المنافقون: 8]

 

وربط به التّمكين في الأرض {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ}. [النور: 55]

 

ووعد وربط به- سبحانه وتعالى- العزّة والتّمكين والأمن النفسي والاستقرار الاجتماعي {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}. [الأنعام: 82]

 

وربط به تفريج الكرب {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}. [الطلاق: 2،3]

 

وربط به أن تصبح محبوبًا. إذا ذكرت عند الناس، ذكرك الناس بخير.

 

هذه الأسباب كلها، مرتبطة بمسألة الإيمان..

 

وكل واحد منا قد يقوى إيمانه وقد يضعف، وبقدر قوة إيمانك تظهر النتائج، وبقدر ضعف الإيمان يكون الهزال، الذي يأتي معه الشيطان وتأتي معه المصائب من كل جانب.

 

فما هي الأسباب التي تؤدي إلى قوة الإيمان؟ ،كيف يقوى لتظهر هذه النتائج؟ هذا ما سنتعرف عليه إن شاء الله تعالى..

 

يتبع بإذن الله تعالى..

تم تعديل بواسطة يُمنى شوق الرضا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكى الله خبرا

متبعينك اكملى

بس الشيخ لم يقل ابشر ولا مره

حيا الله أختي أم أحمد

بلى أخية هو يقولها لسائليه في مشكلات من الحياة كل يوم أحد تابعيه إن شئتِ، وإنما ذكرت ذلك هنا من باب إضفاء جو من البسمة

تسعدني متابعتك نفعني الله وإياك

وجزاك ربي كل خير

تم تعديل بواسطة راماس

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله بكِ يا حبيبة

نتابع معكِ هذه الدُرر

اكملي حفظكِ الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله بكِ يا حبيبة

نتابع معكِ هذه الدُرر

اكملي حفظكِ الله

وحفظك وبارك الله فيك غاليتي الحبيبة

أسعدني مرورك وأسعد بمتابعتك لي باذن الله جزاك الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إذًا، أول سبب من أسباب قوة الإيمان، هو الاتصال بحبل الله الدائم الذي لا ينقضي ولا ينتهي، والذي لا يحول لا يزول، والذي لا يقدر أحد على تغييره

 

أوتبديله، والذي لا يستطيع أي كائن في الأرض أن يؤثر فيه، وهو كتاب الله عز وجل القرآن الكريم.

 

السبب الأول: القرآن الكريم:

 

القرآن كلام الله، سيد الكلام، وإمام الكلام، وحجة الله الخالدة، وحجته الباقية التي لا تزول مهما كانت الأحوال، والذي وعدنا بحفظها هو الله- عز وجل-

 

الذي من عقيدتنا أنه على كل شيء قدير،يقول الله- سبحانه وتعالى-: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.[الحجر:9]

 

فربط الله الأمة بشيء قد ثبتت له الديمومة والاستمرار، لا يمكن أن ينقضي ولا أن ينمحي أبدًا هو كتاب الله.

 

ولكن إذا أردت أن تنتفع بكلام الله، فلابد أن تقرأ كلام الله بالتدبر والتأمل، أمّا أن تمر عليه مرور الكرام، أو أن تقرأه قراءةً غير واعية متدبرة، والرّان قد

 

سد القلوب من أن يخالط نوره بشاشتها، فذلك أمر صعب.

 

إن القران إنما يؤثر في القلوب التي فتحت مسالك القرآن ليصل إليها، أمّا إذا كنت قد وضعت بينك وبين كتاب الله- عز وجل- مجموعة من الأغشية

 

والأغطية

 

والأسباب المؤثرة في المنع، فإنك لن تتأثر. ولذلك كم من رجل سمع القرآن فجاءته هاته الغواشي، فمنعته من أن يتعظ أو يعتبر، ولذلك الله- سبحانه

 

وتعالى- أخبرنا أن هذه الآيات إنما يتذكر بها من يتذكر، وآيات لقوم يعقلون، لقوم يتفكرون، لقوم يتذكرون..، ولهذا قد يقول قائل: نحن نقرأ القران. نعم،

 

ولكن اعلم أن عدم تأثرك بالقرآن دليل على أن نوره لم يسري إلى صفحات قلبك لم يسر نوره إلى داخل أحشائك حتى تتأثر به وأنت لن تستطيع أن تتأثر إلا بأسباب:

 

1-التدبر.

 

2- الإيمان القوي أن هذا كلام الله.

 

3-تقرؤه وأنت تعلم أن الذي قاله لك ربك وأنه مطلوب منك أن تؤمن به وأن تعمل به.

 

4- أن لا تكون هناك حواجز من المشاغل الدنيوية أو من المعاصي، فتقرأ القرآن مثلاً وأنت تفكر في الغيبة، تقرأ وأنت تفكر في أذى الناس، تقرأ القرآن

 

وأنت تفكر في شيء من المعاصي، أي معصية كانت. كيف يمكن للقرآن أن يسري ليخالط بشاشة قلبك؟!.

 

إذًا لابد من قراءة القرآن بالتدبر وكأنما نزل عليك، ولذلك إذا سمعت يا أيها الذين آمنوا فاعلم أنه أمر أمرت به أو نهي نهيت عنه.

 

إذًا خطاب يُوجّه إليه لابد أن تُخضع له سمعك و قلبك، وتبدأ تتقبل هذا الأمر بشيء من الطواعية والقبول، وليكن ذلك دائمًا حتى ولو قلّ، فلابد أن يكون

 

لك نصيب في قراءة كتاب الله.

 

وللقرآن أثر في نفوس الناس يسري إليهم، فإذا خالط نوره بشاشة القلوب فقد والله أفلحت وسعدت، وعند ذلك ستجد فيه من الحلاوة والقوة، لأن هذا

 

هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم. من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى هدًى من غيره أضلّه الله، فيه أخبار من قبلنا وأنباء لمن بعدنا، فقد فتح

 

الله في القرآن حُجُب الغيب لمحمد- صلى الله عليه وسلم- فيما مضى وفيما يأتي، ألم ترى أن الله- عزوجل- قد قال- وهو يكشف حجب الغيب السابقة-:

 

{وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}.[آل عمران: 44]

 

وكشف الله له أخبار المستقبل وحُجُب الغيب {الم* غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ }.[ الروم: 1،2،3،4]

 

فلا يستطيع أي قائد مهما كان ذكاؤه أو حنكته العسكرية، أن يتنبأ بأخبار المعارك. كل مقاييس الدنيا كانت تقول بأن الأفغان سيُبلعون في ساعات،

 

سيُسحقون في ساعات كما سُحق من كان قبلهم. دول عجيبة مرّ عليها هذا التنين الرهيب، هذا الإلحاد، هؤلاء الذين ينكرون وجود الله من الشيوعيين

 

مرّوا على دول قبل الأفغان، على المجر، وعلى تشيكوسلوفاكيا وعلى مدن كثيرة.

 

ومن هم الأفغان قوم من البدو، ليسو بأصحاب ناطحات سحاب أو كذا أبدًا. وإذا بالأمور تأتي على خلاف ما يتوقعون، فيمرغون رؤوس هؤلاء في التراب

 

بل في الوحل، بل بالقدر. ويخرجونهم منكسي الرؤوس، دماؤهم تسيل ودموعهم تسيل، وأهل الإيمان يقولون: الله اكبر لا اله إلا الله.

 

إذا لا أحد يستطيع أن يتنبأ، لكن يخبرنا الله على وجه اليقين أنها غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون، فكشف الله لمحمد- صلى الله

 

عليه وسلم- حجب المستقبل، حتى أن أبا بكر الصديق- رضي الله تعالى عنه- راهن على هذا الانتصار وقال: سينتصرون سينتصرون.. لأن الله قال وإذا

 

قال ربنا لابد أن يقع، إذا هذا القرآن كشف الله فيه حجب الغيب، بل كشف الله ما في خبايا القوم وفي داخل نفوسهم يقول الله- سبحانه وتعالى-: {

 

وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ}. [ المجادلة: 8]

 

كشف الله ما في داخل قلوبهم لمحمد صلى الله عليه وسلم، لأنهم حتى مع تكذيبهم، يخافون من عذاب الله عز وجل {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ

 

اللّهِ يَجْحَدُونَ }. [الأنعام: 33]

 

وفي قول الله- سبحانه وتعالى-: {فِي أَدْنَى الْأَرْضِ}. عبرة. كان يعرف قديمًا أن أدنى الأرض يعني أقربها، لكن تبين أن أدناها يعني أخفضها، يعني في

 

أخفض نقطة في الأرض ولو تسألوا أهل الشام مثلاً عن موقع المعركة لقد كانت في الأغوار، أغوار الأردن. وهذه الأغوار تقع تحت سطح الأرض

 

بحوالي 450متر أو كذا وهي أدنى نقطة في سطح الأرض فعندما قال الله- سبحانه وتعالى-: {فِي أَدْنَى الْأَرْضِ}. يعني في أسفلها، وبالفعل غلبت الروم

 

في أنزل نقطة موجودة في الكرة الأرضية هذا الكلام ما يقوله إلا ربنا يكشفه لمحمد صلى الله عليه وسلم.والذي كشف الله فيه لمحمد ص حجب الغيب

 

أخبرنا في هذه السنن الثوابت لابد أن نتأمله لابد أن نقرأه ولكن قراءته بالتأمل والتدبر.

 

يتبع باذن الله تعالى

تم تعديل بواسطة يُمنى شوق الرضا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الأمر الثاني: قراءة السنة:

 

وإذا قرأت سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فاقرأها كما كان الصحابة يستمعون إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم- وهو يأمرهم.

 

والله ما كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليقول كلامًا عبثًا، لأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا قال قولاً فإن الذي أوحى له بذلك هو الله

 

عزوجل. {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}. [النجم: 3، 4]

 

فإذا قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم أمرًا، فالآمر الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى.

 

فسنة رسول الله– صلى الله عليه وسلم- تُقرأ ليس لمجرد المتعة الأدبية، ولا لمجرد الاتعاظ العابر، ولكن نتلقاها كما كان الصحابة يتلقونها. كان رسول الله-

 

صلى الله عليه وسلم - يأمرهم فيقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي". فيستيقنون يقينًا أن هيئة صلاة رسول الله- صلى الله

 

عليه وسلم- هي التي أرادها

 

الله عز وجل، هي التي أمر بها ربنا سبحانه وتعالى.

 

إذا قال- صلى الله عليه وسلم- : "خذوا عني مناسككم". يعني حجوا كما أحج أنا لأن ما أفعله هو الذي أمر به ربنا- سبحانه

 

وتعالى- وهو مراد الله الذي يجب على المسلم أن يفعله.

 

فسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تُقرأ ويطلع عليها ويقرأها المسلم بنية الاعتبار والاتعاظ، وفي أوامرها بالاستجابة والطاعة.

 

وإذا قادتك سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في أمرك ونهيك، وقادك كتاب الله- عز وجل- في أمرك ونهيك، فاعلم أنك قد أصبحت مسلما، مسلمًا لله

 

خالصا، أخلصت نفسك لله.

 

هذا الذي استسلم لله وخرج عن مرادين كبيرين مهمين خطيرين هما: مراد النفس، ومراد الناس لأن الشيطان لا يصل إليك ليفسد عليك شأنك من خلال

 

القرآن، ولا يمكن أن يصل إليك ليفسد عليك أمر دينك من خلال السنة، لكنه يفسد عليك أمر دينك إذا دخل عليك من مراد النفس أو مراد الناس فإن من

 

الناس من يتصرف في الدنيا ابتغاء رضاء الناس يقول: الناس فعلوا وأنا معهم، الناس قالوا وأنا معهم.. وهذه مسألة لا اعتبار لها في دين الله، لأن

 

المسلم هو الرجل الذي استسلم لله عن طريق حبلي الكتاب والسنة وما انبثق عنهما من أحكام شرعية مبنية على الأدلة المعتبرة في كتاب الله وسنة

 

رسول الله حتى ما تسمعون به من كلمة إجماع وقياس كلها تعود إلى كتاب الله. لأنه يستحيل أن يكون هناك إجماع إلا بنص، ولا أن يكون هناك قياس إلا

 

وللحكم الأصلي المقيس عليه دليل شرعي من كتاب وسنة، وحيث كان الحكم الأصلي الذي يبنى عليه الحكم الفرعي، مبني على دليل شرعي نصي من

 

كتاب وسنة فإن الفرع يتبعه في ذلك الدليل. فمآل الأمر كله إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

والسنة من حاول أن ينال منها، نال من القرآن. وأعداء الإسلام لما يئسوا من أن ينالوا من القرآن ولم ييأسوا إلا بعد جهد جهيد، ومؤامرات ومؤتمرات،

 

ومستشرقون وقوافل جاءت من الغرب إلى الشرق وجلست عندنا سنين وخاضت بلاد المسلمين وتعرفت على علومها، وحاولت أن تنال شيئًا من كتاب

 

ربها، فعادت خاسرة مندحرة فأرادوا أن يطعنوا في السنة وكذلك عادوا خاسئين. وإن كنا لازلنا نسمع، لكنها صيحات خافتة ضعيفة مكتوب لها الفشل من

 

بدايتها.

 

إذا فمن أراد أن يقوى إيمانه قوة يجد معها كل النتائج الطيبة المباركة عليه بأن يتصل بالقرآن تدبرا وبالسنة قراءة من

 

يسمعها سماع من يتقبل، وسماع من يستجيب، وسماع تفسير الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، ذلكم الصحابي الجليل الذي سمع النبي- صلى الله عليه

 

وسلم- وهو في الشارع ، والرسول- عليه الصلاة والسلام- فوق المنبر يقول للناس: "اجلسوا". (واجلسوا فعل ماذا؟

 

ماضي، مضارع، أم أمر؟ فعل أمر)، والأمر يقتضي الوجوب

 

أو الإباحة؟ الوجوب. هكذا كان يفهم الصحابة إذا قال الرسول: "اجلسوا" يعني اجلسوا فلما سمع كلمة رسول الله- صلى الله

 

عليه وسلم- "اجلسوا" وهو في الشارع، جلس في الشارع. فمرّ عليه رجل: لما أنت جالس هنا يا أخي؟ قال: يا أخي

 

سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول "للناس: "أيها الناس اجلسوا" فلم أجد لي خيارًا في أن

 

أقبل أو أرفض.

 

الصحابة أناس مثلنا وربما قد نكون أقوى منهم صحة، عندنا أطباء وإمكانيات والأمراض نكافحها مكافحة شديدة، حتى إمكانيات عندنا لم تكن عندهم لكن

 

لماذا أصبحوا بهذه الكيفية وخرجوا من الدنيا وكأن الواحد منهم جبل يمشي في الأرض، لأنهم كانوا مع أوامر الله ومع سنة رسول الله صلى الله عليه

 

وسلم، لا يجدون لهم خيارًا، فإذا قال الله قولاً أو قال رسوله- صلى الله عليه وسلم- قولاً قالوا سمعنا وأطعنا وهذه كانت صفاتهم. {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ

 

الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.[النور: 51]

 

ولم يكونوا كالذين قالوا سمعنا وعصينا من المجوسيين واليهود والنصارى وغيرهم..

 

فلابد أن تقرأ سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قراءة من يتتلمذ على مائدة محمد- صلى الله عليه وسلم-، فإذا سمعت السنة و الحديث والأمر الظاهر

 

فيه تقبلته واستجبت له. فالاتصال بسنة رسول الله ص مما يقوي به الله الإيمان.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

من أسباب تقوية الإيمان أيضًا:

هو أن الله- عز وجل- أعطانا عقولاً، وجعل هذه العقول سببًا للتكليف.

يعني أنا صرت مكلفًا بوجود عقل. البهيمة ليست مكلفة لأن ليس لها عقل. المجنون غير مكلف لأنه لا عقل له.

فمن كان عنده عقل فإن الله- عز وجل- قد أوجب عليه الإيمان وما تمخض عليه من الشرائع. ولكن الله- عز وجل- حتى يعطيك عبرة دائمة، أمرك أن تتدبر في ملكوت السماوات والأرض. تتدبر في الإنسان، تتدبر في النبات، تتدبر في الكون، تتأمل في ملكوت الله الواحد وبعد ذلك ستخرج بقضايا كثيرة لكن من أهمها الأمور التالية:

الأولى أن لا مدبر لملكوت السماوات والأرض إلا الله، يعني لو اجتمعوا أهل الكرة الأرضية جميعًا واتفقوا عن طريق هيئة الأمم المتحدة، وقالوا نريد غدًا أن نوقف الشمس، يستطيعون؟ لا يستطيعون.

لو فعلوا ذلك وقالوا نريد أن نغير مجرى الأفلاك، يستطيعون؟ لا يقدرون.

أيستطيعون هؤلاء ان اجتمعوا أن يوجدوا حبة قمح فيها خصائص الإنبات؟ الجواب :لا. إن في داخلها سر الحياة الذي لا يقدر على إيجاده إلا الله الذي لا اله إلا هو..

إذًا من يملك أن يخلق ويرزق ويدبر ملكوت السماوات والأرض؟ إنه الله الذي لا اله إلا هو.

ولذلك أودع الله من العظات والعبر آيات كثيرة عدها بعض من يهتموا بهذا الأمر فأوصل آيات الكون في القرآن أكثر من ألف آية.

وذلك لتعرف أيها الإنسان أن وراء كل نتيجة مقدمة وكل أثر مؤثر. لابد أن ندرك هذا حتى يصبح إيماننا واعتقادنا قائم على يقين لا يتزعزع.

وجعل الله هذه الآيات في الكون كثيرةً من أن أجل أن يتأملها الناس ويفكروا فيها ليعلموا أنه لا خالق إلا الله، ولا رازق غيره، ولا مدبر لملكوت السماوات والأرض، إلا الله وما يعلم السر وأخفى إلا الله ولا يقدر على النفع والضر إلا الله الذي لا إله إلا هو.

والله قد دعانا إلى ذلك في أكثر من آية:

قال تعالى: {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ}. [يونس: 101]

وهو القائل سبحانه: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}.[الذاريات:21]

وهو القائل سبحانه: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ{17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ{18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ{19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ{20}}.[الغاشية]

وهو من أعطانا ما خرج اليوم وهو ما يسمى بالإعجاز العلمي، علماء مكثوا سنين ليصلوا إلى تبيين حقيقة من الحقائق حقيقة علمية لا تقبل الجدل وفي الأخير نجدها في كتاب الله أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويعني هذا أن من خلق الكون وما فيه هو الله من أنزل القرآن هو الله وقد جعل له من الأدلة دليلان شاهدان لا ينقضيان أحدهما تولى حفظه عن طريق نخبة من خلقه وهو القرآن والسنة والثانية: كون الله- عز وجل- الرحب الواسع الذي لا يقدر الناس على تغيير ما فيه من الحقائق الثابتة.

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا}. [الروم: 21]

ومن آياته اختلاف الليل والنهار..

 

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }.[البقرة: 164]

 

ومن آياته خلق السماوات والأرض..

 

ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم..

 

{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ }. [الروم: 22]

 

 

وهنا عندنا بعض الأطباء أرى وجوههم، موجودين معنا. لو سألتموهم بعد هذه الجلسة، وقلتم لهم: أين الأماكن في الجسم التي تحس بالحرارة والبرودة؟

 

يجيبك الطبيب- في علم خاص عندهم يسمونه علم وظائف الأعضاء- يقول لك: المكان هو الجلد فقط، طبعًا يلحق بالجلد الفم وبعض الحلقوم.

 

لو تصورنا رجلاً بلا جلد، هل يتألم بالنار؟ لا. والله- سبحانه وتعالى- ماذا يقول عن أهل النار- أجارنا الله وإياكم منها- ؟

 

{ كلما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ}. [النساء: 56]

 

لأن ذوق العذاب لا يكون إلا في الجلد.

 

وغير هذا المثال كثير..

 

ففي الكون جعل الله أدلة ما ذكر في القرآن..

 

 

والسبب التالي لتقوية الإيمان هو الجليس الصالح في المشاركة القادمة بحول الله..

 

 

تم تعديل بواسطة يُمنى شوق الرضا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

موضوع جميل

 

بوركتي يا حبيبة مجهود رائع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
موضوع جميل

 

بوركتي يا حبيبة مجهود رائع

جزاك الله خيرا ميمونة أختي سعدت بك حبيبتي بوركت وطاب ممشاك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجليس الصالح:

 

إذا نظرت إلى نفسك أيها الإنسان، لوجدت نفسك عالم غريب من الحظوظ والأهواء والتطلعات والشهوات، فأنت لك مشاغل في الدنيا من حيث الكسب،

 

ولك أقارب، ولك وظائف في العمل، ولك تطلعات، ولك هوايات، ولك أعداء، ولك أحباب..

 

فهذا العالم إذا تسربت إليه المعاصي المضعفة للإيمان، القاضية عليه، فإنه قد يفقد الإيمان تمامًا. والمعصية هي طريق الكفر. فالنفس التي تتراكم عليها

 

المعاصي كالجسم التي تكاثرت عليه الأمراض فلم يعد جهاز مناعته قادرًا على فعل شيء.

 

ومن أسباب هذا حظوظ النفس، من مال وشهوة وشهرة ورئاسة ومحبة أشياء وكره أشياء في الدنيا.

 

هذا العالم الغريب الذي تمثله أنت يا عبد الله، كيف تستطيع أن تجد له ضابطًا في حياتك؟، شيئًا يلملم لك هذه العواطف حتى لا يتسرب إليها الفتن من

 

حسد ، غش، حقد، زنا...، هذه الفتن التي قال عنها رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "تعرض الفتن على القلوب عودا عودا"، كيف تستطيع أن تكون

 

في أمن وسلامة منها؟. الجليس الصالح.

 

فمن أعظم العواصم في الحياة بعد الكتاب والسنة وكثرة التأمل في نعم الله وملكوته وقدراته، الجليس الصالح. لأن الجليس الصالح كالمرآة، ترى فيها

 

عيبك. إذا حصلت منك زلة كان واجبه الشرعي أن يناصحك لأن من ثوابت العقيدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة أخيه المؤمن. انصر أخاك

 

ظالمًا أو مظلومًا.

 

ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- يمثل أعلى درجات الحرص، حين قال: "مثلي ومثلكم كمثل قائم على نار يجر بحزمكم حتى لا تقع فيها"

 

إذا كان لك جليس صالح مؤمن فهو بمثابة الرقيب الدائم على تصرفك ترى فيه عيبك. إذا دخلت عليه قال: لا يا أخي، القضية الفولانية أنت فيها خاطئ

 

اتق الله، خاف الله. أرى عليك من الكلمات كذا.. وهذا لا يجوز. أرى فيك من الأعمال كذا.. وهذا لا يليق، وإذا وقعت في شبهة أو في منكر وأنت تظن أنك

 

في معروف، قال: أين الحجة؟ أين الدليل؟..

 

ولذلك لابد أن يكون جليسك صالحًا، أما الجليس الفاسق المنافق فإنه يدفعك إلى الفحشاء والمنكر ويسره أن تكون كذلك.

 

يقول الله تعالى : {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً}. [النساء: 27]

لا تستطيع أن تجد في جليس السوء عاصمًا يدلك على الخير، فاحرص على أن تتخذ لنفسك جليسًا صالحًا يقوى به إيمانك.

 

وإلى سبب آخر من سبب تقوية الإيمان بإذن الله..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

النصرة من المعاصي:

 

أن تستشعر بأن المعصية هي السبب الذي يوقع صاحبها في ضعف الإيمان، فتنفر منها.

 

والشيطان وهو العدو الذي أخبرنا ربنا- عز وجل- عن عداوته الأبدية، ليس له من سلطان عليك إلا المعاصي فهي سلاح إبليس.

 

ووسائل الشيطان ثلاث:

 

الإغراء والوسوسة وهناك مرض قد يتسلط به الشيطان على الإنسان يسمى الصرع.

 

هذه الوسائل الثلاث هي التي يسري الشيطان من خلالها إلى الإنسان.

 

الوسوسة: هي محاولة إبطال العمل الصالح على الإنسان. فإن الشيطان يحاول أن يصدك عن ذكر الله وعن القيام بالعمل الصالح.

 

{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (269) وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (270)}. [البقرة]

 

إذا أقدمت على صدقة، قال: أولادك أحق ولماذا تعطي هذه الصدقة؟..

 

وأنت قد سمعت حتى قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ما نقص مال من صدقة، بل تزيد، بل تزيد، بل تزيد"

 

وأنت تسمع قوله- صلى الله عليه وسلم- وهو يحدثنا عن الملكين الذين يقولان في كل يوم: اللهم أعط كل منفق خلفا، وكل منسك كلفا.

 

ولكن الشيطان برغم ذلك يحاول أن يوسوس للإنسان وأن يقول له: لما تعطي؟ أولادك أهم، ويمكن أن تحتاج، وكذا.. فيبدأ يغري الإنسان ويحاول أن يثبط

 

همته عن العمل الصالح.

 

إذا أردت أن تجرب قيام الليل يحاول أن يثقل عليك ويقول لك نام الليلة باردة، غدًا لا بأس، دعها لغد وسوف تقوم وتستيقظ وكذا..

 

الطريقة الثانية الإغراء: وهو تحسين المعصية، يحسن لك الفحشاء والمنكر والرذائل، لأن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، فيحسن له المعصية

 

ويرققها ويلطفها، ويحاول أن يوقعك في ما يعرف بعقدة الإسقاط أي يقول لك مثلاً: لا تخاف، اسرق فإن الناس كلهم يسرقون، اكذب فان الناس كلهم

 

يكذبون، وهكذا..

 

وكذلك الصدع: وهو تسلط بعض الشياطين على الناس نظرًا لأسباب معينة، قد يكون ابتلاءً أو نتيجة- وهو كذلك ابتلاء- تمكين الأذكار التي تحصنك

 

{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}. [الزخرف: 36]

 

هذه الوسائل التي يحاول الشيطان أن يفسد بها على الإنسان دينه ويضعف إيمانه، فعليك ابتداءً أن تنفر من المعصية.

 

يا إخوتي إذا كنتم تعلمون أن لكم عدو في هذا الطريق، وهو مسلح ولديه قوة وفي قلبه حقدًا تاريخيًا أخذ أمام ربه عهدًا {فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}. [ص: 82]

 

فعازم أن يمشي هو وجنوده في سبيل إغواء الإنسان، وسبيله في ذلك المعصية. ومن يقول أنا أفعل هذا وبعدها أتصرف، بل أنت تفتح الباب للمعصية

 

وللشيطان انفر من المعصية ابتداءً.

 

ومن يصل إلى درجة أن يحبسه إيمانه عن معصية ربه، هذا يبشر بالخير العظيم. ألم ترى أن من السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله ولا باقي إلا

 

وجهه، رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين. عصمه إيمانه عن الوقوع في الرذيلة.

 

فانفر من المعصية في البداية لأنه أهون عليك من العودة من طريق الرذيلة لأنك إن وقعت هانت عليك.

 

 

وإلى السبب الآخر من أسباب تقوية الإيمان بإذن الله عز وجل..

تم تعديل بواسطة يُمنى شوق الرضا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

با الله ..با لها من كلمات جميلة !!

اللهم احفظ شيخنا و ارزقنا الايمان و العمل الصالح والصحبة الصالحة

جزاكي الله خير

متابعة ان شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

با الله ..با لها من كلمات جميلة !!

اللهم احفظ شيخنا و ارزقنا الايمان و العمل الصالح والصحبة الصالحة

جزاكي الله خير

متابعة ان شاء الله

 

نفعني الله وإياك دعاء ربي يبارك فيك يا غالية وما تبقى إلا جزء اليوم والذي سأضعه الآن باذن الله..

حفظك الله وجزاك الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الأنس بالشرائع:

 

المؤمن يجد لذته في طاعة ربه، والمنافق يجد لذته في معصيته. فإن أردت أن يقوي إيمانك فأشعر نفسك بلذة الطاعة، ما أحلى أن تسير لصلح بين

 

اثنين، وما أقبح أن تسير إلى عداوة بين اثنين في مسار غيبة ونميمة.

 

فإذا وجدت لذة وأنت تصلح بين اثنين فهذا دليل قوة إيمانك. وإذا سرت لأسباب شيطانية لأن توقع بين اثنين فاعلم أن ذلك عين السقوط.

 

المؤمن دائما تسوؤه معصيته وأهل اليقين هم أصحاب الأنس بطاعة الله، فإذا دعوا إلى صدقة بادروا، أو دعوا لأمر بمعروف ونهي عن منكر، وجدوا

 

في ذلك سعادتهم، وإذا دعوا إلى الصلاة جاؤوا يهرعون، وإذا دعوا إلى تربية أبنائهم وإدخالهم ليحفظوا كتاب الله وليتعلموا شريعة الله وجدوا في ذلك

 

أنسهم..

 

قال- صلى الله عليه وسلم-: "من سرته طاعته وساءته معصيته فذلك المؤمن".

 

واعكس القضية: من ثقلت عليه طاعته وحسنت في نفسه معصيته، فذلك دليل على أن إيمانه ضعيف يحتاج إلى أن يقويه.

 

فلابد من الأنس بالشرائع. وسبحان الله أهل الإيمان في هذا الشأن أمرهم عجيب، فحتى المتاعب التي يجدونها في سبيل طاعة الله يجدون فيها لذة

 

عجيبة،

 

حتى عندما يصابوا بمصيبة أو تقع عليهم نكبة في الدنيا أو أي شيء من عوارض الدنيا يجد فيها لذة منزلة أهل الاصطبار.

 

فهناك صبر وتصبر واصطبار..

 

فتصبر: بداية تعلم استسلامك للأمر. وصبر: استسلام بشيء من المعالجة للنفس. أما الاصطبار: فهو التلذذ بفعل الشرائع، اللذة بفعل أمر الله

 

حتى في الألم يجد أهل الإيمان لذتهم وذلك لأمرين:

 

الأول: لأن اختيار الله لأمر المؤمن خير من اختياره لنفسه.

 

والثاني: لأنه ينتظر الفرج المرتقب من الله، لأن الله قد وعد فقال: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}

 

{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}

 

ثم مادام يعلم أن الذي يفعله طاعة لله فهو صابر عليه محتسب.

 

فحتى يقوى إيمانك أدّب نفسك بالاستسلام لشرائع الله. فإذا أنست بطاعة الله فاعلم أنك على خير.

 

السبب السابع من أسباب قوة الإيمان هو:

 

الدعاء: تعلمون أن الإنسان في الدنيا تنازعه مجموعة: الشيطان، الدنيا بملذاتها، والنفس بتطلعاتها وحظوظها، والناس بأعرافهم وتقاليدهم ومألوفهم غير

 

الشرعي، أما الشرعي فمكارم الأخلاق أينما كانت تقبل، لكن إن ألف الناس إرثا غير شرعي مثلا تقول له غط وجه امرأتك يقول لك: هذه تقاليدنا و..،

 

وشريعة الله أين تسير بها؟!، أمراد الله أعظم أم مراد النفس والناس؟!.

 

كل هذا الأشياء التي تنازع الإنسان تحتاج إلى عواصم أعظمها الدعاء، فإن الدعاء سلاح المؤمن وهو يعتمد على هذا الجانب كثيرًا بلجوئه إلى ربه

 

وانكساره بين يديه لعلمه اليقيني أن الهداية بيد الله- عز وجل- {من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا}. {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ}.

 

فإذا كانت النعم من الله، والهداية بيد الله، فاطلبها منه وانكسر بين يديه وادعه سبحانه. وأنت والله لست بأعظم من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي

 

كان يقول الدعاء المعروف: "اللهم رب إبراهيم وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا

 

فيه يختلفون، اهدني لما استلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".

 

ويقول في دعاء القنوت: "اللهم اهدنا فيمن هديت".

 

فانكسر بين يدي الله وسله هو وحده أن يقوي إيمانك ويعصمك من الزلل والزيغ والضياع. أكثر من الدعاء فإن الدعاء سلاح لربما أصابت دعوة من

 

الدعوات بابا مفتوحا، وساعة من ساعات الخير من الله- عز وجل- فكانت سببا لسعادتك في الدنيا والآخرة .

 

الهداية لا تباع وتشترى بل يمنحها الله فاطلبها منه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وبهذا أحبتي في الله تمت كلمة الشيخ حفظه الله وجزاه خيرا وجعلها في ميزان حسناته ونفعه بدعواتنا

أسأله عز وجل أن ينير بهذه الدرر بصائرنا إلى الحق اليسير النافع ويزقنا الهداية والثبات والإيمان الحق حتى نلقاه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×