اذهبي الى المحتوى
** أم يحيى **

همــــــــوم داعية ..

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

همــــــــوم داعية ..

--------------------------------------------

صمت طويل يخيم على ذاتها ، وذهول ووجوم يحوم حول كيانها ،

وقد انزوت لحظاتها تلك في زاوية من زوايا بيتها ، بعد أن

هدتها الأحزان ، وأعيتها المتاعب والآلام ،

لم تدري ما تعمل ، وقد صورت لها آلامها تلك .. كأن الدنيا حلقة صغيرة

ممزوجة بالأسى والحزن وهي تقبع بداخلها ..

نعم هي لا تلام ، فمأساتها جسيمة ، يوم أن تلتفتُ يمنة فترى أفعالاً

غريبة عنها من حيث أنها تخالف أوامر الجبار تمارس علناُ ،

ثم تلتفت يسرة فترى أخرى غيرها لا تقل عنها حرمة ، ثم تنظر إلى

تلك البقعة فتشاهد من يصفق لتلك الأفعال ويحييّها بل ويتشربها من

قومها وعشيرتها وأبناء دينها ،

تستنهض قواها وتهب كالليث في حماسها لتدافع عن دينها ،

ولتحاول انتشال هؤلاء البشر من مستنقعات الهلاك ،

تستخدم طرق شتى.. وقد حملت معها سلاح الصبر والمثابرة ،

فصارت في تلك البقعة كجندي يواجه جيش عرمرم ،

لم تبالي بوحدتها .. وأخذت تعمل جاهدة ما بوسعها ،

وفي ساعةاستراحة لمحارب ، تقف لتتأمل في جيوش الباطل..

فإذا بها ترى غمامة كبيرة منه تغطي بعضاً من مساحة عالمها..

فتخور قواها وترسوا الأحزان على فؤادها .. لتنزوي أسى داخل غربتها ..

مرت عليها ساعات طويلة على تلك الحال ..

وكأنها هي وعقلها في سبات من شدة حيرتها ، ثم فجأة ،

أيقظت عقلها وأخذت تفكر وتتأمل حالها ، ماذا صنعت تلك الساعات ،

وكأنها تريد أن تقنع ذاتها بأن الإنقباع على الأحزان لا يفعل شيئا..

، فهبت بحيوية ونشاط لتخرج من دائرتها تلك ، وفي محاولة لذلك ،

رجعت بمشاعرها إلى الوراء ، إلى هناك في ذلك المجتمع الطاهر..

إلى عصر النبوة وصدر الإسلام ..

إلى سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ..

أخذت تنتقل بروحها وفكرها من موقف إلى آخر..

تلك التي واجهها الحبيب في مسيرته الدعوية ..

كم عجبت من شدة صبره صلى الله عليه وسلم لشدة ما لاقاه ..

كم وكم بكت تأثراً لما عاناه ..

ولكن شدها موقفاً من مواقفه عليه الصلاة والسلام ،

واتستوقفها وهز كيانها ،

يوم أن نظرت في حال النبي الكريم ..

وهو بشر يعتريه ما يعتري البشر من الحزن والحسرة والكمد ،

يدعوا قومه يوما ويحرص على هداهم بل ويستمر...

فيجد منهم الإعراض والنفور ..

فيهبط على قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم الأسى والحزن ..

ويصيبه من الهم والكمد ما الله به عليم لإعراض قومه ..

وفي هذه اللحظات ينزل الوحي من السماء ..

من عند الرحيم الرحمن ، يحمل السلوى للحبيب ،

كي يزيل أحزانه ويخفف آلامه

( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا )

وفي أخرى (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين )

أي لعلك يا محمد مهلك نفسك حزنا على إعراض قومك ،

وفي هذا دعوة للنبي الكريم وتسلية له على أن لا يحزن على قومه ..

ولا يهلك نفسه كمداُ بسبب إعراضهم

(فلا تذهب نفسك عليهم حسرات )،

وذلك رأفة بالحبيب صلى الله عليه وسلم وشدّاُ على عزمه وثباته

واستنهاض قوته وجلده على أمر الدعوة ،

ولأن الحزن لا يصنع شيئا ، ولأن الهداية بأمر الله تعالى يهبها ما يشاء

(إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)،

ولأن مهمة الحبيب صلى الله عليه وسلم ومن سار على نهجه بعده

هي فقط التبليغ والإنذار(فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب )

( فذكر إنما أنتَ مذكر لست عليهم بمسيطر ) ..

ثم عند هذا الحد تقف .. ممتثلة أوامر الله تعالى ..

مدركة أن لو كانت الهداية بيد أحد غير الله لوهبها لأشرف خلقه

محمدعليه الصلاة وسلم ،

وأن الحزن لو يصنع شيئا لما عاتب الله نبيه عليه ،

وأن عليها أن تواصل بلا كلل ولا سئم مهمتها ألا وهي البلاغ والدعوة

فقط .. وأن لا يردنها كثرة الباطل ولاتحجمنها النتائج عن ذلك أياً كانت ،

وأن تعذر إلى الله تعالى بثقة أن الله عز وجل لن يخيب جهدها وعملها

ولو بعد حين ..

وفي أثناء هذه اللحظات تهب عليها نسائم الأمل ..

وترسوا على قاربها طيورالثقة و الفأل ..

وتنهض من جديد بعد هذه الإستراحة لتواصل مسيرة جهادها العظيم ..

منقول

تم تعديل بواسطة ** أم يحيى **
  • معجبة 5

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

كلمات قمة في الروعة والتميز

جزاكِ الله خيرًا احتي الحبيبة

على النقل الرائع وجعله في ميزان حسناتكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

صدقــاً ما أجملهـا من كلماتٍ تدخل إلى أعماق القلب ..

نعم فهذا هو الداعي .. تارةً يحمله فوق الأشواك حزنه على حال الأمـة ..

وتارة يستفيق مع إشراقـة الصباح بأملٍ وثقـة بالله ..

نسأل الله أن يجعلنـا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه

بارك الله فيكِ وجزاكِ خيراً على النقل الطيب أختي الحبيبة أم يحيى ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كلمات قمة في الروعة والتميز

جزاكِ الله خيرًا احتي الحبيبة

على النقل الرائع وجعله في ميزان حسناتكِ

بارك الله فيك أختي مرام

سررت بمرورك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكِ يا حبيبة نقل رائـع وقيم

رجعت بمشاعرها إلى الوراء ، إلى هناك في ذلك المجتمع الطاهر..

إلى عصر النبوة وصدر الإسلام ..

لو عدنا كلنا بمشاعرنا الى هذا العصر لما كان همنا الى الدعوة الى الله واخلاص النية بالقول والعمل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

كلمات قمة في الروعة والتميز

جزاكِ الله خيرًا احتي الحبيبة

على النقل الرائع وجعله في ميزان حسناتكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لو عدنا كلنا بمشاعرنا الى هذا العصر لما كان همنا الى الدعوة الى الله واخلاص النية بالقول والعمل

صدقت فذلك هو الحافز الذي يشجعنا

بوركت راماس الغالية أسعدني مرورك

قتباس

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

كلمات قمة في الروعة والتميز

جزاكِ الله خيرًا احتي الحبيبة

على النقل الرائع وجعله في ميزان حسناتكِ

بوركت أختي عالمرور

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك على هذا النقل الطيب يا حبيبة

بارك الله فيك أختي حواء

سررت بمرورك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جميل جميل جميل

جزاك الله خيرا اختي على النقل.

وجزا الله خيرا مرام على وضع رابط الموضوع

لا حرمكما ربي الاجر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرًا

على النقل القيم نفع الله به

وجعله في ميزان حسناتكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سلماء

 

الــهـــا م

ساجدة للرحمن

 

بورك في مروركن الطيب

أسأل الله ينفعنا بما علمنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا ام يحيى ..

قيم و نافع باذن الله ...

بوركت و بورك مسعاك الطيب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرا يا غالية ولا حرمكِ أجر هذا النقل..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا ام يحيى ..

قيم و نافع باذن الله ...

بوركت و بورك مسعاك الطيب

 

وفيك بارك الله أختي

سررت بمرورك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرا يا غالية ولا حرمكِ أجر هذا النقل..

بارك الله فيك أختي

أسعدني تواجدك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

كلمات قمة في الروعة والتميز

جزاكِ الله خيرًا احتي الحبيبة

على النقل الرائع وجعله في ميزان حسناتكِ

 

تم تعديل بواسطة الأمة الفقيرة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كلمات جميلة جدا تدخل القلوب

جزاكِ الله خيرا أم يحيى الحبيبة وجعل نقلك بميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×