الكنيسة.. والحافر موضع الحافر

[في جنة الله أحيا 103]

الكنيسة.. والحافر موضع الحافر

 

 

بقلم/ حمادة نصار

 

نفس السيناريو ونفس الخطأ خرج شعب الكنيسة يضع الحافر موضع الحافر.. ويتدافع أمام لجان الاقتراع رجالا ً وركبانا ً " وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ".. معلنا ً بكل وضوح أنّه سيدفع وراء أي مرشح شريطة أن لا يكون ذا خلفية إسلامية.

واللافت للنظر أنّ المشهد يحمل دلالات عدة لا تخفي علي المحقق المدقق من الناس .. وخاصة أنّ الخروج جماعيا ً بهدف التصويت لمرشح بعينه كالفريق أحمد شفيق مثلا ً.

وأعتقد أنّ السبب في ذلك يتلخص في بعض الدواعي الآتية:

١- مازالت الكنيسة تتعامل مع التيار الإسلامي ومرشحيه باعتباره الخطر الماحق الذي يتهدد طموحات الكنيسة وآمالها السندسية الواعدة بالنماء والتجدد .. ورغبتها في التوسع والاستحواذ علي صلاحيات لا تتناسب .. والتعداد السكاني الحقيقي- الذي تتعمد الكنيسة إخفاءه - للمؤمنين بها علي أرض مصر.

نعم تعلم أنّ مرشحي التيار الإسلامي سوف يتعاملون مع الملف القبطي تعاملاً عادلاً يتناسب مع حجمه الطبيعي من دون إفراط ولا تفريط .. وهذا ما يتنافي مع الدور المتنامي للكنيسة وخاصة في السنوات الأخيرة التي تولي فيه البابا شنودة الثالث قيادة الشأن القبطي.

٢- إنّ الوقوف وراء مرشح من نوع الفريق شفيق الذي إن قٌدر له النجاح في الوصول إلي كرسي الرئاسة فلن يكون إلا عملية تدوير وإنتاج لنظام حسني مبارك مرة أخري مع قليل من التعديل والتجميل.. وهو النظام الذي لن تجد الكنيسة ما يساويه أو يوازيه أو يقترب منه علي الأقل في الامتيازات والاستحقاقات التي حصلت عليها بالوسائل المشروعة وغير المشروعة.

ومعني هذا أنّ نجاح الفريق أحمد شفيق يمثل طوق نجاة لتنفيذ المخطط الذي تتبناه الكنيسة من فترة ليست بالقصيرة.. وخاصة إذا أعتبر شفيق هو الامتداد الطبيعي والوارث الشرعي لنظام ولي نعمته المخلوع .. ولذا فهو أفضل الخيارات المطروحة.

٣- إذا الأقباط لا يسعون إلي ما يرون أنّها حقوق لهم يطالبون بها.. وإنّما يقاتلون في سبيل ما يسمونها بالمطالب بغض النظر عن كونها تناسب قوتهم الحقيقية علي الأرض أو لا تناسبها .. وهم علي يقين أنّ شفيق هو الأنسب بدلا ً من مرشح إسلامي لا يرضخ لمثل هذه الابتزازات والإملاءات التي يؤديها طمعا ً في رضا أقباط المهجر ومن يقف وراءهم.

٤- وعملا ً بالقاعدة الفيزيائية الشهيرة القائلة "لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار.. مضاد له في الاتجاه" .. سوف تستفز مثل هذه التصرفات الجانب المسلم فتدفعه إلي الخروج المكثف ليدفع وراء مرشح من ذوي الخلفيات الإسلامية ردا ً علي التصرف القبطي .

وهذا أمر طبيعي جدا ً .. وسيدفع المرشحون الذين لا ينتمون إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء الضريبة نتيجة لهذا الاستقطاب الحاصل بسبب هذا السلوك الكنسي الواضح وسلوك الأغلبية المسلمة المناوئ.

ويتجاهل الإعلام المتواطئ الأسباب ويبدأ في محاكمة النتائج ويحمّل التيار الإسلامي التبعة كاملة عن النتيجة بحجج هي أوهي من بيت العنكبوت وبغض الطرف عن كل ما يخص الطرف الآخر.

وتأتي النتيجة علي نفس النسق الذي جاءت عليه نتائج انتخابات الشعب والشورى الماضية ومن قبلها نتيجة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية تزيد قليلا ً أو تقل قليلا ً لكنها في النهاية لن تخرج عن المسار المرسوم خروجاً ملحوظا ً كما يروج لها ضيوف التوك شو.

فسوف يخرج الفلول من المعادلة بإذن الله مدحورين غير مأسوف عليهم وإنّ ساندتهم الكنيسة في الداخل والخارج.. وإنّ ساندهم رجال المال والأعمال الذين اعتمدوا مبدأ "أنّ الحلال هو كل ما حلّ في أيديهم".

[الوردة الصافية 162]

جزاك الله خيرا على الموضوع الجميل

 

بارك الله فيك خالتي الفاضلة

[مُقصرة دومًا 1261]

السلام عليكِ

 

فسوف يخرج الفلول من المعادلة بإذن الله مدحورين غير مأسوف عليهم وإنّ ساندتهم الكنيسة في الداخل والخارج.. وإنّ ساندهم رجال المال والأعمال الذين اعتمدوا مبدأ "أنّ الحلال هو كل ما حلّ في أيديهم".

 

اللهم آآمين

 

جزاكِ الله خيرًا يا حبيبة ونفع بكِ