اذهبي الى المحتوى
سُندس واستبرق

۞ رِياْض المُتَقينْ | في شَرْح بَاب العِلم للشَيخ ابن جبَرين ۞

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته ..

 

مساكن الله برضوانه وسهل لكم طريق جنانه، وبشركم بعفوه وغفرانه.

 

رياض المتقين | في شرح باب العلم للشيخ ابن جبرين

 

هي شروح لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في باب العلم من كتاب صحيح البخاري لِسَمَاحَةِ الشَّيْخِ العَلَّامَةِعبْدِ اللَّـهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ

 

ـ حَفِظَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ،ورَعَاهُ ـ

 

سنأخذ بإذن الله كل يوم اثنين حديثًا ونضع شرحا له فتابعينا .

 

ه.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

 

جميل بارك الله فيكِ يا حبيبة

ننتظركِ إن شاء الله تعالى ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

 

جميل بارك الله فيكِ يا حبيبة

ننتظركِ إن شاء الله تعالى ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

رائع أتابع معكِ يا غالية

جعله الله في ميزان حسناتكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قال الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- قاضي الحديث وجبل الحفظ وإمام الدنيا في صحيحه :

 

 

كِتَاب العِلْمِ.

‏بَاب ‏ ‏فَضْلِ الْعِلْمِ ‏ ‏وَقَوْلِ اللَّـهِ تَعَالَى ‏: ﴿ ‏يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ‏﴾[ سورة المجادلة ، الآية : 11 ]

‏وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏: ‏﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾[ سورة طه ، الآية : 114 ]

قال ـ رحمه الله تعالى ـ : ‏بَاب ‏‏مَنْ سُئِلَ عِلْمًا وَهُوَ مُشْتَغِلٌ فِي حَدِيثِهِ ‏‏فَأَتَمَّ الْحَدِيثَ ثُمَّ أَجَابَ السَّائِلَ.

‏قَالَ أبُوْ عَبْدِ اللَّـهِ : حَدَّثَنَا ‏‏مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ ‏‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏فُلَيْحٌ ‏ قَالَ : ‏و حَدَّثَنِي ‏ ‏إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ‏‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏أَبِي ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ ‏عَنْ ‏عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ‏‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ـ رَضِيَ اللَّـهُ تَعَالَى عَنْهُ ـ أَنَّهُ ‏قَالَ :

‏بَيْنَمَا النَّبِيُّ ‏ ‏ﷺ ‏ ‏فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ فَمَضَى رَسُولُ اللَّـهِ ‏ ‏ﷺ ‏ ‏يُحَدِّثُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ لَمْ يَسْمَعْ ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ : أَيْنَ أُرَاهُ السَّائِلُ عَنْ السَّاعَةِ ؟ قَالَ : هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّـهِ ، قَالَ ‏: ‏فَإِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ .

قَالَ : كَيْفَ إِضَاعَتُهَا ؟ قَالَ : إِذَا ‏ ‏وُسِّدَ ‏‏الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ ، فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ.

ه.png

« الشَّـرْحُ » :

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد البخاري يذكر فضل العلم ويذكر طريقة تحصيل العلم ، ففي الباب الأول ذكر آيتين في فضل العلم آية في سورة المجادلة قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّـهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾[ سورة المجادلة ، الآية : 11 ] يقول: إن قوله: ﴿ يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ﴾ قال بعض المشائخ: أي منكم أيها الصحابة ثم قال: والذين أوتوا العلم منكم ومن غيركم يرفعهم الله درجات وهذه الدرجات يراد بها درجات الآخرة.

بمعنى أن الله -تعالى- يرفعهم في الآخرة درجات كما قال تعالى: ﴿ لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ [ سورة الأنفال ، الآية : 4 ] وفي الحديث أن « في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض » فكلما ارتفع أحدهم في الجنة كان ذلك أعلى لمكانته وأرفع لمقامه، وأكثر نعيما له، هذا الرفع في الآخرة.

وكذلك أيضا الرفع في الدنيا بمعنى أن طالب العلم والمحصل له يرفعه الله على غيره كما في قوله تعالى: ﴿ لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ أي منازل بعضهم أفضل من بعض، فطلب العلم يرفع الله -تعالى- به طالبه، أما الآية الثانية قوله تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ النبي -صلى الله عليه وسلم- علمه الله قال تعالى: ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾[ سورة النِّساء ، الآية : 113 ].

امتن عليه بأن علمه ما لم يكن يعلم، فدل هذا على فضل العلم إذا كان الله -تعالى- علم نبيه ومع ذلك أمره بأن يطلب ربه المزيد أن يقول: ﴿ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ لا شك أن هذا دليل على محبة التزود أن كل عابد يحسن منه أن يتزود من العلم أن يقول ﴿ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ في كل ساعة يطلب ربه أن يزيده علما ولا يقتصر على العلم الذي قد رزقه فإنه قليل بالنسبة إلى ما يجب عليه تعلمه:

وليس كل العلم قـد حويته * * * أجل ولا العشر ولو أحصيته

 

 

ه.png

 

 

 

بَاب ‏‏مَنْ سُئِلَ عِلْمًا وَهُوَ مُشْتَغِلٌ فِي حَدِيثِهِ ‏‏فَأَتَمَّ الْحَدِيثَ ثُمَّ أَجَابَ السَّائِلَ.

 

أما الباب بعده ففيه كيفية التعليم أو كيفية إجابة السائل؛ هذا الرجل أعرابي سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: متى الساعة؟ والنبي -صلى الله عليه وسلم- مشتغل بمسألة يعلمها أصحابه، كان يقص على أصحابه ويحدثهم ويتكلم معهم في مسألة علمية فكره أن يقطعها بإجابة هذا الأعرابي الذي سأل بقوله: أخبرني متى الساعة؟ أو أخبرني عن الساعة ؟ الصحابة لما رأوه لم يجبه لأول مرة، قال بعضهم: يمكن أنه لم يسمع كلامه -مع أنه قد سمعه لأنه صوت به- قال آخرون: يمكن أنه سمعه ولكن كره السؤال؛ لأنه سؤال عن أمر من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله، وقال آخرون: يمكن أنه أخر الجواب.

لا شك أنه كان يكره السؤال على الأشياء الغيبية التي لا يعلمها إلا الله ولهذا لما سأله جبريل في الحديث المشهور: أخبرني عن الساعة؟ قال: « ما المسئول عنها بأعلم من السائل » أي لست أعلم منك أي أنا وأنت في علمها سواء أي في العلم بها متى تقع، كذلك في هذا أنه لما انتهى من حديثه الذي كان يحدث به أصحابه؛ أجاب السائل بعد ذلك فأخبره بقوله: « إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة » ، معلوم أن علم الساعة عند الله قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّـهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ﴾ [ سورة الأحزاب ، الآية : 63 ].

وقال -تعالى- : ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ﴾ [ سورة الأعراف ، الآية : 187 ] يكثر سؤالهم متى الساعة؟ متى تقوم الساعة؟ علمها عند الله قال -تعالى- ﴿ إِنَّ اللَّـهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ﴾ [ سورة لقمان ، الآية : 34 ] أي لا يعلمها إلا هو وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله في قوله تعالى: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ﴾ [ سورة الأنعام ، الآية : 59 ] أولها علم الساعة ومع ذلك فقد أخبر ببعض أشراطها؛ إذا وسد الأمر إلى غير أهله؛ فإن ذلك من إضاعة الأمانة، إذا ولي على المسلمين من ليس بأهل، وكان الولاة كلهم في جميع البلاد غير أكفاء للولاية وغير أهل لها فعند ذلك يقرب أن تأتي الساعة بغتة.نستمع إلى كلام البخاري.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أم عبدالله

أرجو مغفرتك

أم جومانا وجنى

 

بورك فيكما يا حبيبات

أنرتن المتصفح بوجودكن ومتابعتكنّ تُسعدني .

 

ه.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

 

 

ما شاء الله رائع

اللهم زدنا علما وانفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا

بارك الله فيكِ مشرفتي الحبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جميل جدا . جزاكِ الله خيرا سندس الحبيبة ونفع بكِ

متابعة معكِ بإذن الله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أم جومانا وجنى

وأشرقت السماء

 

بوركتما يا حبيبات أسعدكن الإله.

 

ه.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قالَ أبُوْ عَبدِ اللَّـهِ ـ رحمه الله تعالى ـ : ‏ ‏بَاب ‏‏مَنْ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْعِلْمِ.

 

‏ قَالَ حَدَّثَنَا ‏‏أَبُو النُّعْمَانِ عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ ‏‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏‏أَبُو عَوَانَةَ ‏‏عَنْ ‏ ‏أَبِي بِشْرٍ ‏‏عَنْ ‏ ‏يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ ‏‏عَنْ ‏ عَبْدِ اللَّـهِ بْنِ عَمْرٍو ‏‏ـ رَضِيَ اللَّـهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ـ أَنَّهُ قَالَ : ‏

‏تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّ ‏ﷺ ‏ ‏فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ ‏‏أَرْهَقَتْنَا ‏ ‏الصَّلَاةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : « ‏‏وَيْلٌ ‏ ‏لِلْأَعْقَابِ ‏مِنْ النَّارِ » ، مَرَّتَيْنِ ‏أَوْ ثَلَاثًا.

 

:

 

« الشَّـرْحُ » :

في هذا الباب من رفع صوته بالعلم الحديث يتعلق بالطهارة، ذكر الصحابي أنهم كانوا في سفر، وكانوا يتوضئون؛ إما أنهم يحملون الماء أو أنهم يتحرون أن يصلوا على ماء، فتأخر عنهم قليلا وقد أرهقهم وقت الصلاة، فلما جاء إليهم ورآهم يتوضئون وضوءا خفيفا، في بعض الروايات، أن أرجلهم لم تتبلغ بالماء وبالأخص مؤخرها -الذي يسمى العقب الذي هو فوق العرقوب-فنادى بأعلى صوته: ويل للأعقاب من النار، وكرر ذلك هذه فائدة علمية رفع بها صوته؛ يدل على أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يحرص على أن يعلم الناس بالفائدة التي يريد أن يبينها لهم، وأنه أيضا يكرر الفائدة مرة أو مرتين أو ثلاثا حتى يتبلغ بها الحاضرون؛ وحتى يسمعوها ويعقلوا المراد بها.

فهذا من الفوائد العلمية أفادهم حتى لا يتسرعوا في الطهارة ولا يخففوا الوضوء؛ بل يسبغون الوضوء، ففي هذا جواز رفع الصوت بالعلم إذا رأى إنسان من يخل بعبادة فإنه يرفع صوته أيها الناس: عليكم بكذا وكذا لا تتساهلوا بأمر كذا عليكم بالمحافظة على كذا فيرفع صوته حتى يسمعوه وحتى يبين لهم ما أخطئوا فيه.

 

ه.png

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:

 

بَاب قَوْلِ الْمُحَدِّثِ حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا وَأَنْبَأَنَا

‏وَقَالَ لَنَا ‏ ‏الْحُمَيْدِيُّ ‏ ‏كَانَ عِنْدَ ‏ ‏ابْنِ عُيَيْنَةَ ‏ ‏حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا وَأَنْبَأَنَا وَسَمِعْتُ وَاحِدًا. ‏

‏وَقَالَ ‏‏ابْنُ مَسْعُودٍ :‏ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّـهِ ‏ ‏ﷺ‏ ‏وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ .‏‏

وَقَالَ ‏ ‏شَقِيقٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّـهِ ‏ ‏سَمِعْتُ النَّبِيَّ ‏ ‏ﷺ‏ ‏كَلِمَةً.

‏وَقَالَ ‏ ‏حُذَيْفَةُ ‏ ‏حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّـهِ ‏ ‏ﷺ‏ ‏حَدِيثَيْنِ. ‏

‏وَقَالَ ‏أَبُو الْعَالِيَةِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ـ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمَا ـ عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏ﷺ‏ ‏فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ. ‏

‏وَقَالَ ‏‏أَنَسٌ ‏ـ رَضِيَ اللَّـهُ تَعَالَى عَنْهُ ـ عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏ﷺ‏ ‏فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ. ‏

‏وَقَالَ ‏‏أَبُو هُرَيْرَةَ ‏ـ رَضِيَ اللَّـهُ تَعَالَى عَنْهُ ـ عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏ﷺ ‏ ‏يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ.

 

قالَ أبُوْ عَبدِ اللَّـهِ ـ رحمه الله تعالى ـ :‏ حَدَّثَنَا ‏ ‏قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ‏‏حَدَّثَنَا ‏ ‏إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّـهِ بْنِ دِينَارٍ ‏‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عُمَرَ ‏ ـ رَضِيَ اللَّـهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ـ ‏قَالَ : ‏

‏قَالَ رَسُولُ اللَّـهِ ‏ ‏ﷺ ‏: « ‏إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ ؟ »

فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي ، قَالَ ‏‏عَبْدُ اللَّـهِ ‏: ‏وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَاسْتَحْيَيْتُ، ثُمَّ قَالُوا : حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّـهِ ؟ قَالَ : « هِيَ النَّخْلَةُ ».

 

ه.png

 

« الشَّـرْحُ » :

 

 

 

لما اشتغل العلماء برواية الحديث كان أحدهم يرويه عن شيخه بقوله: سمعت الشيخ فلان. وبعضهم يقول: حدثني شيخي فلان. وبعضهم يقول: أخبرني فلان. وبعضهم يقول: أنبأنا فلان. وبعضهم يقول: روى لنا فلان. ثم اختلفوا هل مدلولها واحد، أم بينها اختلاف؟ وذلك لأن بعضا منهم صار يتساهل في الرواية ويروي ما لم يسمعه؛ فلذلك اصطلح بعضهم على بعض الاصطلاحات، وبعضهم سوى بينها.

فالبخاري وكذلك شيخه الحميدي وشيخ شيخه سفيان بن عيينة يرون أنه لا فرق بين أن يقول: سمعت وحدثني وأخبرني أن جميع المؤدى واحد يقول: إذا رويت عن شيخك حديثا فإنك ترويه بأحد هذه العبارات، كثيرا ما يروي البخاري -مثلا- عن شيخه الحميدي واسمه عبد الله بن الزبير صاحب المسند المطبوع مسند الحميدي فيقول: حدثنا الحميدي أو حدثنا عبد الله بن الزبير يعني الذي هو الحميدي حدثنا سفيان -يعني ابن عيينة - حدثنا الزهري حدثني سالم حدثني ابن عمر فهذا من أحاديثه.

البخاري –مثلا- يجوز عنده أن يقول: حدثني وأخبرني، كثيرا ما يأتي بـأخبرنا حكاية لما قاله شيخه غالبا إذا جاء شيخه بعبارة فإنه يأتي بها كما جاء بها حرصا على أن يؤديها كما سمعها، فيقول –مثلا- حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب -يعني الزهري - فشعيب يخبر بأبي اليمان الحكم بن نافع أخبرنا شعيب فدائما أبو اليمان يقول: أخبرنا ولا يقول حدثنا.

أما مسلم صاحب الصحيح فإنه يفرق بينهما؛ فدائما يذكر عبارات مشائخه.

فإذا روى عن ثلاثة مشائخ بيَّن من قال: حدثنا ومن قال: أخبرنا، فيقول: -مثلا- حدثنا يحيى بن يحيى و يحيى بن أيوب و قتيبة بن سعيد و علي بن حجر قال يحيى بن يحيى أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا.

يعني أتى بعباراتهم أن يحيى بن يحيى يقول دائما: أخبرنا، والبقية يقولون: حدثنا مع أن الجميع سمعوه من شيخهم سواء، ولكن بعضهم يعبر بـأخبرنا بعضهم يعبر بـحدثنا وأكثرهم اصطلحوا على أن حدثنا إذا سمع الحديث ومعه غيره من كلام الشيخ، إذا قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر فمعناه تكلم بهذا الحديث ونحن نسمع ونحن جماعة وإذا قال: حدثني إسماعيل بن جعفر فمعناه أنه حدثنيه وأنا وحدي سمعته من كلامه.

وإذا قال: أخبرنا فإنه قرئ عليه الكتاب أو الحديث وهم حاضرون؛ فجاء الخبر إليهم كأنه كتب الحديث في رسالة أو كتبه في أوراق وأعطاه واحدا منهم، وقال: هذه أحاديثي التي حدثتها –مثلا- التي حدثنيها مشائخي، اقرأها يا أحدهم فإذا قرأها عليهم والشيخ يسمع وهم يسمعون ويقر ذلك فإنهم يقولون: أخبرنا إسماعيل -مثلا- أو أخبرنا وكيع هذا اصطلاح من الإمام مسلم وغيره.

أما البخاري فعنده أنها سواء واستدل بأنها مستعملة عند كثير من الصحابة فابن مسعود روى حديثا في القدر وقال: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق، فاستعمل كلمة حدثنا.

وحذيفة يقول :حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، « حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال » إلى آخر الحديث يتعلق بالأمانة وبنزعها، رواه مسلم كاملا، وكذلك في حديث عبد الله بن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتي مرة بجمار فأكل منه بعض أصحابه جمار النخل ثم قال: « إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المؤمن حدثوني ما هي؟ حدثوني يعني تكلموا بذلك فخاض الناس في شجر البوادي الإيضاح في البوادي يقول ابن عمر ووقع في نفسي أنها النخلة ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله » .

فالحاصل أنه قال :حدثوني وقالوا: حدثنا يعني تكلم بذلك أمامنا.

كذلك أيضا كلمة عن جاءت في هذه الأحاديث يرويه عن ربه، يرويه عن ربكم -سبحانه وتعالى- اصطلح المحدثون على أن العنعنة أقل رتبة من التحديث، فإذا قال –مثلا- عن الزهري عن سالم عن أبيه احتمل أنه سمعه من الزهري أو لم يسمعه بل بينه وبينه واسطة؛ فلذلك لا يقبلون العنعنة إلا إذا كان ذلك المعنعن غير مدلس.

المدلس هو الذي يسقط شيخه ويروي الحديث عن شيخ شيخه الذي قد لقيه ولكنه لم يسمع منه ذلك الحديث، فأحيانا سفيان بن عيينة -رحمه الله- يستعمل التدليس أحيانًا، فإما أن يقول: عن الزهري أو يقول: قال الزهري أو يقول: الزهري عن نافع عن ابن عمر أو عن سالم عن ابن عمر وكثير من الذين يستعملون التدليس يقولون: لا يقبل الحديث عنهم إلا إذا صرحوا بالتحديث، إذا قالوا: حدثنا الزهري وعلى كل حال هذه من عبارات المؤلفين أنهم يستعملون حدثنا وأخبرنا وسمعت وعن وأنبأنا لرواية الحديث عن مشائخهم.

 

ه.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

 

نفعَ اللهُ بكِ وأجزَلَ لكِ المثوبة

أسألُ اللهَ عونَهُ على المُتابَعة

 

ما قرأتُ إلّا أوّلَ مُشاركة، تبارَكَ الله الموضوعُ أكثرُ من رائع.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

 

أنرتِ الموضوع يا حبيبة

أسعدني حضورك ِ واستفادتك ِ .

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قَالَ ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ : بَاب ‏طَرْحِ الْإِمَامِ الْمَسْأَلَةَ عَلَى أَصْحَابِهِ ‏ ‏لِيَخْتَبِرَ مَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ.

 

قالَ أبُوْ عَبدِ اللَّـهِ :‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏‏حَدَّثَنَا ‏‏عَبْدُ اللَّـهِ بْنُ دِينَارٍ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عُمَرَ ‏ ـ رَضِيَ اللَّـهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ـ:

‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏ﷺ ‏ ‏قَالَ ‏: « ‏إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ حَدِّثُونِي مَا هِيَ ؟ ». قَالَ : فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي ، قَالَ ‏‏عَبْدُ اللَّـهِ : ‏‏فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ ، فَاسْتَحْيَيْتُ .ثُمَّ قَالُوا : حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّـهِ ؟ قَالَ :

« هِيَ النَّخْلَةُ ».

 

قَالَ ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ :

‏بَاب مَا جَاءَ فِي الْعِلْمِ ‏ ‏وَقَوْلِهِ تَعَالَى ‏: ﴿ ‏وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [ سورة طه ، الآية : 114 ].

‏الْقِرَاءَةُ وَالْعَرْضُ عَلَى الْمُحَدِّثِ ‏‏وَرَأَى ‏ ‏الْحَسَنُ ‏ ‏وَالثَّوْرِيُّ ‏ ‏وَمَالِكٌ ‏ ‏الْقِرَاءَةَ جَائِزَةً ‏ ‏، وَاحْتَجَّ بَعْضُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ عَلَى الْعَالِمِ ‏ ‏بِحَدِيثِ ‏ ‏ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ ‏ ‏ـ رَضِيَ اللَّـهُ تَعَالَى عَنْهُ ـ قَالَ لِلنَّبِيِّ ‏ ‏ﷺ ‏: ‏أَاللَّـهُ أَمَرَكَ أَنْ تُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ قَالَ : « نَعَمْ ‏». ‏

قَالَ فَهَذِهِ قِرَاءَةٌ عَلَى النَّبِيِّ ‏ ‏ﷺ‏ ‏أَخْبَرَ ‏ ‏ضِمَامٌ ‏ ‏قَوْمَهُ بِذَلِكَ فَأَجَازُوهُ ‏ ، ‏وَاحْتَجَّ ‏ ‏مَالِكٌ ‏ ‏بِالصَّكِّ يُقْرَأُ عَلَى الْقَوْمِ ‏ ‏فَيَقُولُونَ أَشْهَدَنَا فُلَانٌ ، وَيُقْرَأُ ذَلِكَ قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ ‏ ‏وَيُقْرَأُ عَلَى الْمُقْرِئِ ‏ ‏فَيَقُولُ الْقَارِئُ : أَقْرَأَنِي فُلَانٌ .‏

‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ ‏عَنْ ‏عَوْفٍ عَنْ ‏‏الْحَسَنِ ‏ ‏قَالَ : لَا بَأْسَ بِالْقِرَاءَةِ عَلَى الْعَالِمِ.‏ ‏

وَأَخْبَرَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ ‏ ‏وَحَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏عُبَيْدُ اللَّـهِ بْنُ مُوسَى ‏عَنْ ‏ ‏سُفْيَانَ ‏قَالَ : إِذَا قُرِئَ عَلَى الْمُحَدِّثِ ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ : حَدَّثَنِي .

 

قَالَ وَسَمِعْتُ ‏أَبَا عَاصِمٍ ‏ ‏يَقُولُ : عَنْ ‏‏مَالِكٍ وَسُفْيَانَ الْقِرَاءَةُ عَلَى الْعَالِمِ وَقِرَاءَتُهُ سَوَاءٌ.

 

‏ قالَ أبُوْ عَبدِ اللَّـهِ :‏ حَدَّثَنَا ‏عَبْدُ اللَّـهِ بْنُ يُوسُفَ ‏‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏اللَّيْثُ ‏‏عَنْ ‏ ‏سَعِيدٍ ـ هُوَ الْمَقْبُرِيُّ ‏ ـ عَنْ ‏ ‏شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّـهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ ‏‏أَنَّهُ سَمِعَ ‏‏أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ‏ ‏يَقُولُ ‏:

‏بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ ‏ ‏ﷺ ‏ ‏فِي الْمَسْجِدِ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ فَأَنَاخَهُ فِي الْمَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ : أَيُّكُمْ ‏ ‏مُحَمَّدٌ ‏‏؟ وَالنَّبِيُّ ‏ ‏ﷺ ‏مُتَّكِئٌ بَيْنَ ‏ ‏ظَهْرَانَيْهِمْ ‏، ‏فَقُلْنَا :‏‏ هَذَا الرَّجُلُ الْأَبْيَضُ الْمُتَّكِئُ .

فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : يَا ‏‏ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، ‏فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ‏ ﷺ ‏: « ‏قَدْ أَجَبْتُكَ » ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِلنَّبِيِّ ‏ ‏ﷺ:‏ ‏إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ فَلَا ‏‏تَجِدْ ‏عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ .فَقَالَ : « سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ » ، فَقَالَ : أَسْأَلُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ أَاللَّـهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ ؟ فَقَالَ : « اللَّهُمَّ نَعَمْ » قَالَ : أَنْشُدُكَ بِاللَّـهِ أَاللَّـهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ؟ قَالَ: « اللَّهُمَّ نَعَمْ » قَالَ : أَنْشُدُكَ بِاللَّـهِ أَاللَّـهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنْ السَّنَةِ ؟ قَالَ : « اللَّهُمَّ نَعَمْ ».قَالَ : أَنْشُدُكَ بِاللَّـهِ أَاللَّـهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏ﷺ ‏: « ‏اللَّهُمَّ نَعَمْ ».فَقَالَ الرَّجُلُ : آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي وَأَنَا ‏‏ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ‏أَخُو ‏‏بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ.

 

‏وَرَوَاهُ ‏مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ‏ ‏وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ‏عَنْ ‏‏سُلَيْمَانَ بْنِ المُغِيرَةِ ‏عَنْ ‏ ‏ثَابِتٍ ‏‏عَنْ ‏أَنَسٍ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏ﷺ ‏ ‏بِهَذَا.

ه.png

 

« الشَّـرْحُ » :

 

المعلم أحيانا يلقي على التلاميذ إلقاء فيقول: من العلوم كذا ومن الأحاديث كذا ومن الفوائد كذا وكذا، يسردها عليهم وفي هذه الأحوال قد يغفل بعضهم؛ فلذلك يحسن أن يسألهم فيقول: أخبروني عن مسألة كذا، من يعرف حكم هذه المسألة؟ هل منكم أحد يجيب عن هذه المسألة؟ يختبر بذلك ذكاءهم أو يختبر معرفتهم أو يثير انتباههم، إذا قال: من يعرف هذه المسألة؟ أخبروني بهذه المسألة؟ مثل إلقاء النبي -صلى الله عليه وسلم- السؤال على أصحابه، سؤاله عن تلك الشجرة التي لا يسقط ورقها، فهذا من كيفية تعليم العلم أن يلقي سؤالا على الحاضرين.

 

ثم أحيانا يعرض المسألة يعرضها بعضهم عليه؛ فيقرها فيكون ذلك أيضا إقرارا للعلم؛ كأن يقول لبعضهم أو يقولون له: أليس إذا حصل كذا وكذا أليس الحكم كذا؟ فإذا قال: نعم. أو أشار برأسه أو قال: صدقت كان ذلك من التعليم الذي يتفطن له والذي يستفاد منه فمن ذلك : « أن رجلا قال: يا رسول الله، أرأيت إن صليت الصلوات الخمس وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام أأدخل الجنة؟ قال: نعم » ولم يكرر عليه بل قال: نعم، فهذا دليل على أنه قد يكون التعليم بالسؤال.

السائل يسأل عن مسألة والمعلم يقتصر على قوله: نعم، يعني الحكم كذا وكذا، ويكثر هذا فيما يجري من الصحابة سؤالهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- واقتصاره على الجواب، اقتصاره على أن يقول: نعم أو حقا أو ما أشبه ذلك، فإذا أقرهم على هذا السؤال كان هذا تعليما، وإن كرر كلامه كان ذلك أيضا تأكيدا.

سأله رجل وقال: يا رسول الله، أرأيت إن قاتلت في سبيل الله ثم قتلت أأدخل الجنة؟ قال: نعم. ولم يكرر عليه ما قال؛ إذا قاتلت صادقا فإنك تدخل الجنة وإن كان في بعض الروايات أنه كرر، قال: نعم، إذا قاتلت في سبيل الله محتسبا مقبلا غير مدبر ثم قتلت فإنك تدخل الجنة.

 

تكرير لما قاله السائل وتأكيد له، وهكذا أيضا في هذا الحديث حديث ضمام بن ثعلبة أنه -صلى الله عليه وسلم- أقره لما سأل، لما جاء إليه وهو من بني سعد بن بكر من هوازن؛ لما قال: له إني سائلك فمشدد عليك فلا تجد علي أي لا تغضب، فأولا في بعض الروايات أنه قال: أسألك بالذي رفع هذه السماوات وبسط هذه الأرضين ونصب هذه الجبال وأرسل هذه الرياح وسخر هذا السحاب آلله أرسلك؟ قال: نعم، ولم يقل: إن الله أرسلني، ولما قال:كذلك قال: بعد ذلك: أسألك بالذي أرسلك آلله أمرك أن تأمرنا أن نصلي هذه الصلوات الخمس في أوقاتها؟ قال: نعم.

أقره على ذلك ولم يقل أمرني الله أن أصلي أو أن آمركم أن تصلوا هذه الصلوات في مواقيتها بل اقتصر على عرضه أو أقره على ما عرضه، وكذلك قال في الصدقة وفي الصيام وفي بقية أركان الإسلام، فهذا فيه كيفية التعليم -كمثلا- إذا قرأت فائدة كتبها أحد المشائخ وأعطاك تقرأها فقرأتها عليه وأقرها؛ فإنها تكون فائدة مأخوذة منه، كذلك أيضا إذا سئل أحد المشائخ أو المعلمين وقيل له: -مثلا- أليس الذي ينقر صلاته لا تقبل منه صلاته؟ فقال: نعم كان هذا تعليما كأنه يقول: لا تقبل صلاة من ينقر الصلاة وإن كان قد ورد في ذلك أدلة، وهكذا لو سأله وقال: أليس الذي لا يسبغ الوضوء ولا يتعاهد مثلا أعضاءه بالوضوء فيبقى بعضها لم يمسه الماء لا وضوء له؟ فإذا قال: نعم. كان هذا أيضا تعليما، فالتعليم يكون بإلقاء الكلمات على المتعلمين، ويكون بسؤالهم وإقرارهم على ذلك السؤال الذي يعتبر كأنه جواب.

 

ه.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قَالَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ :

بَاب ‏‏مَا يُذْكَرُ فِي الْمُنَاوَلَةِ ‏ ‏وَكِتَابِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْعِلْمِ إِلَى الْبُلْدَانِ.

‏وَقَالَ ‏‏أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ‏: ‏نَسَخَ ‏ ‏عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ‏‏الْمَصَاحِفَ فَبَعَثَ بِهَا إِلَى ‏‏الْآفَاقِ. ‏

‏وَرَأَى ‏عَبْدُ اللَّـهِ بْنُ عُمَرَ ‏وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ‏‏وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ‏‏ذَلِكَ جَائِزًا ‏، ‏وَاحْتَجَّ بَعْضُ ‏‏أَهْلِ الْحِجَازِ ‏ ‏فِي الْمُنَاوَلَةِ ‏‏بِحَدِيثِ النَّبِيِّ ‏ ‏ﷺ ‏‏حَيْثُ كَتَبَ لِأَمِيرِ السَّرِيَّةِ ‏‏كِتَابًا ، وَقَالَ : لَا تَقْرَأْهُ حَتَّى تَبْلُغَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا.

فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الْمَكَانَ ، قَرَأَهُ عَلَى النَّاسِ وَأَخْبَرَهُمْ بِأَمْرِ النَّبِيِّ ‏ ‏ﷺ.

 

قَالَ أبُوْ عَبدِ اللَّـهِ :‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّـهِ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏‏إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏صَالِحٍ ‏عَنْ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏‏عَنْ ‏عُبَيْدِ اللَّـهِ بْنِ عَبْدِ اللَّـهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُ ـ ‏‏أَنَّ ‏ ‏عَبْدَ اللَّـهِ بْنَ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمَا ـ ‏‏أَخْبَرَهُ ‏

‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّـهِ ‏ ‏ﷺ‏ ‏بَعَثَ بِكِتَابِهِ ‏‏رَجُلًا ‏وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى ‏ ‏عَظِيمِ ‏ ‏الْبَحْرَيْنِ ‏، ‏فَدَفَعَهُ ‏عَظِيمُ ‏‏الْبَحْرَيْنِ ‏إِلَى ‏كِسْرَى ‏فَلَمَّا قَرَأَهُ مَزَّقَهُ. ‏

‏فَحَسِبْتُ أَنَّ ‏ ‏ابْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ ‏‏: فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّـهِ ‏ ‏ﷺ ‏أَنْ يُمَزّ َقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ.

 

قَالَ أبُوْ عَبدِ اللَّـهِ :‏ حَدَّثَنَا ‏مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّـهِ ‏‏قَالَ أَخْبَرَنَا ‏‏شُعْبَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏قَتَادَةَ ‏عَنْ ‏‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏ ‏قَالَ : ‏

‏كَتَبَ النَّبِيُّ ‏ ‏ﷺ ‏ ‏كِتَابًا ‏‏أَوْ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ ، ‏‏فَقِيلَ لَهُ : إِنَّهُمْ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا ، ‏فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ نَقْشُهُ ‏‏مُحَمَّدٌ ‏‏رَسُولُ اللَّـهِ ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي يَدِهِ فَقُلْتُ ‏‏لِقَتَادَةَ ‏: ‏مَنْ قَالَ نَقْشُهُ ‏‏مُحَمَّدٌ ‏رَسُولُ اللَّـهِ ؟ قَالَ : ‏‏أَنَسٌ.

ه.png

« الشَّـرْحُ » :

 

 

هذا فيه دليل على أن من التعليم الكتابة؛ وذلك لأنها تقوم مقام التحديث، ولأنه قد لا يتيسر لكل أحد أن يحضر عند العالم حتى يسمع من كلامه مباشرة، فلذلك يكتب بعضهم إلى بعض ثم يستفيدون من تلك الكتب، ويستدلون بفعل النبي-صلى الله عليه وسلم- وكذلك بفعل من بعده من الذين يقتصرون على الكتابة ويقرءونها وتقوم مقام القراءة أو مقام السماع، كان بعضهم بينه وبين الآخرين مسافات طويلة لا تقطع إلا بمشقة، فإذا كان عند أحد المشائخ حديث وهو مثلا في مصر - فمن المشقة أن يسافر من المدينة أو من مكة إلى مصر لأجل سماع ذلك.

فيكتب إليه أن اكتب لنا بما عندك من الأحاديث التي رويتها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو رويتها عن الصحابة، فذلك العالم المصري يكتبها فيقول: حدثني جابر بكذا وكذا، وحدثني ابن عباس بكذا، وحدثني أنس بكذا وكذا فيختم هذه الكتب –مثلا- أو يطويها أو يقرؤها على الذين حضروا ويقول: اشهدوا أن هذه أحاديثي التي أرويها عن فلان فبلغوها إلى تلميذي –مثلا- قتادة أو مجاهد أو عكرمة أو نحو ذلك، فهذا الذي سمعها الذي هو –مثلا- قتادة ما سمعها من كلام الشيخ ولكن قرئت عليه من هذه الورقة.

ففي هذه الحال له أن يقول: أخبرني، أو له أن يقول: كتب إلي –مثلا- الأشعث بن قيس أو أخبرني أو روى أو نحو ذلك، فتكون هذه من تيسير نيل العلم.

بعض العلماء قالوا: إن هذا أقل حالة من التحديث إذا سمعه –مثلا- من شيخ وبعضهم قال: كلها سواء يختار ذلك البخاري وبعضهم يقول: الكتابة أقوى وذلك إذا تحقق أن هذا كتاب شيخه وأنه كتبه بيده فإنه أقوى؛ وذلك لأن الكتابة لا يكون فيها رواية بالمعنى يرويه وينقله من هذه الورقة من هذه الصحيفة كما هو ولا يحدث من حفظه؛ وذلك لأنه إذا حدث من حفظه فقد يزيد وقد ينقص وقد يغير، فلذلك كان الرواية من الورقة أولى.

مشاهد أنهم لما كانوا يعتمدون على الحفظ كثرت رواياتهم بالمعنى وكثر تبديل كلمة مكان كلمة وتقديم جملة على جملة، فالذين فيما بعد ينقلون الأحاديث من الأوراق اتفقت روايتهم ولم يبق فيها شيء من التغيير ولا من الرواية بالمعنى؛ فنجد –مثلا- الذين يحدثون عن الدارمي يحدث هذا –مثلا- يروي عنه مسلم حديثا ثم يرويه عنه البخاري ويرويه عنه أبو داود وتتفق روايتهم إذا رووه عن الدارمي ؛ لأنهم ينقلونه من كتابه، وكذلك الذين يحدثون –مثلا- عن سعيد بن منصور ينقلون من كتابه الذي ألفه، وكذلك إذا حدث مسلم عن ابن أبي شيبة وحدث عنه أيضا ابن ماجة عن ابن أبي شيبة حديثا واحدا لم يكن فيه اختلاف، وهكذا مثلا إذا حدث الإمام أحمد عن عبد الرزاق وحدث عنه محمد بن رافع لم يكن فيها اختلاف لماذا؟ لأنهم ينقلونه منه نصا يعني من الكتاب بدون زيادة وبدون تغيير أو نقص أو نحو ذلك؛ فهذا يرجح أن رواية الحديث مكاتبة أنها أقوى.

ومع ذلك فكثير من المحدثين لا يقبلون الحديث الذي يكون كتابة؛ من ذلك ما رواه الحسن البصري عن سمرة بن جندب -يكثر تحديث الحسن عن سمرة - ثم يطعن بعضهم فيه ويقولون: الحسن ما سمع من سمرة قد يكون ما سمع منه إلا مرة أو مرتين؛ ولكن كان يكاتبه يرسل إليه أحاديث مكتوبة يكتبها له فيرويها الحسن عن سمرة و الحسن ليس بمتهم لأنه من ثقات التابعين ومن علماء الأمة.

فلا يقول: قال سمرة أو عن سمرة إلا ما تحققه، فيحكم بأن روايته عنه ثابتة، وكذلك رواية الحسن عن أبي هريرة يقولون: إنه ما لقي أبا هريرة مع أنه ولد في عهد أو في آخر خلافة علي بن أبي طالب أو في آخر خلافة عثمان ونشأ في المدينة و أبو هريرة في المدينة ولكن أكثر روايته عنه مكاتبة، فعلى كل حال الصحيح أن رواية الكتابة مقبولة ولا عبرة بمن طعن في رواية الراوي بأنه ما لقيه إذا كان يكاتبه، أو يروي عنه بواسطة ويحذف تلك الواسطة إذا كان ذلك الحاذف لها من ثقات التابعين ومن علماء الأمة.

الكتب الآن أصبحت متوفرة وأصبح الناس ينقلون عنها ويعتمد على نقولهم، وفي القرن الثاني عشر أو في الثالث عشر كان هناك عالم تصدر للفتوى ولكن لم يكن عنده مراجع اسمه جمعان بن ناصر في الوادي وادي الدواسر أو ما حوله فلم يكن عنده كتب فكان يكتب إلى المشائخ الذين في الرياض يكتب إلى حمد بن ناصر بن معمر ويكتب إلى عبد الرحمن بن حسن وتجدون كتبهم له في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية فيقول: من حمد بن ناصر إلى جمعان بن ناصر سؤالك الأول عن كذا وسؤالك الثاني عن كذا وسؤالك الثاني جوابه كذا، وهكذا أيضا يكتب له فحصل على علم وهو ما وصل إليهم لبعد المشقة؛ لأنه لا يستطيع فيقتصر على هذه الأسئلة وتأتيه مكتوبة فلا شك أن هذا وسيلة من وسائل تحصيل العلم.

 

ه.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قالَ المؤلف ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ :

حَدَّثَنَا ‏ ‏إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّـهِ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏‏إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏صَالِحٍ ‏عَنْ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏‏عَنْ ‏عُبَيْدِ اللَّـهِ بْنِ عَبْدِ اللَّـهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ‏‏أَنَّ ‏ ‏عَبْدَ اللَّـهِ بْنَ عَبَّاسٍ ‏‏أَخْبَرَهُ ‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّـهِ ‏ ‏ﷺ‏ ‏بَعَثَ بِكِتَابِهِ ‏‏رَجُلًا ‏وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى ‏ ‏عَظِيمِ ‏ ‏الْبَحْرَيْنِ ‏، ‏فَدَفَعَهُ ‏عَظِيمُ ‏‏الْبَحْرَيْنِ ‏إِلَى ‏كِسْرَى ‏فَلَمَّا قَرَأَهُ مَزَّقَهُ. ‏

‏فَحَسِبْتُ أَنَّ ‏ ‏ابْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ ‏‏: فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّـهِ ‏ ‏ﷺ ‏أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ.

 

post-36649-0-55407700-1355131879.png

 

« الشَّـرْحُ » :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، في هذا الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما فتح الله عليه بلاد العرب وأهل الجزيرة رأى أيضا أن يدعو غير العرب، وكان أهل الشام نصارى يقال لهم: الروم، وأهل العراق مجوس، أهل العراق وأهل إيران وما وراء النهر يقال لهم: الفرس ولا يزالون إلى الآن يتسمون بأنهم فرس، وأن بلادهم بلاد فارس ، فكتب إلى قيصر الذي هو ملك الروم واحترم كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وقبله، وهمَّ بأن يسلم ولكن خاف على ملكه فلم يدع عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وكتب إلى كسرى الذي هو ملك الفرس وكان مجوسيا فلما جاءه كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- مزقه ولم يهتم به، دعا عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يمزقه الله كل ممزق فمزق الله -تعالى- ملكه.

وذلك لأن الروم بقي لهم ملك مئات السنين استقروا في تركيا في القسطنطينية وهي إسطنبول وبقي لهم ملك، وأما الفرس انقطع ملكهم، الصحابة -رضي الله عنهم- فتحوا العراق وواصلوا فتحا فتحا إلى خراسان وإلى ما وراء ذلك حتى قتل ملكهم واسمه يزدجرد وانقطع ملكهم.

الشاهد من هذا الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل كتابه وأنهم في بعض الروايات قالوا: إنهم لا يقرءون الكتاب إلا مختوما فاتخذ خاتما نقشه محمد رسول الله ثلاثة أسطر، وختم كتابه وأرسله فقبلوا كتابه قبلوه، ولما قبلوه قرءوه ولكن غضب ذلك الملك، فاستدل بذلك على أنه تقبل الكتابات ولم يزل على ذلك المحدثون؛ إذا كان- مثلا-أحدهم في مصر كتب إليه التلاميذ الذين في المدينة أو في مكة أو في صنعاء أو غير ذلك فكتب إليهم: حدثني فلان قال:حدثني فلان إلى أن يكتب لهم الأحاديث التي عنده تأتيهم ويقبلونها، لكنهم ما يقولون: حدثنا فلان، ما يقولون:- مثلا -حدثنا الليث بن سعد عالم مصر ولكن يقولون: أخبرنا أو أنبأنا أو عن الليث ؛ لأنه ما حدثهم مشافهة هذا اصطلاح كثير منهم والبخاري يبيح ويجوز أن يقول: حدثنا وإن كان مكاتبة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اتخاذ الخاتم في الكتابات

 

 

قَالَ أبُوْ عَبدِ اللَّـهِ :‏ حَدَّثَنَا ‏مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّـهِ ‏‏قَالَ أَخْبَرَنَا ‏‏شُعْبَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏قَتَادَةَ ‏عَنْ ‏‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏ ‏قَالَ : ‏

‏كَتَبَ النَّبِيُّ ‏ ‏‏ ‏كِتَابًا ‏‏أَوْ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ ، ‏‏فَقِيلَ لَهُ : إِنَّهُمْ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا ، ‏فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ نَقْشُهُ ‏‏مُحَمَّدٌ ‏‏رَسُولُ اللَّـهِ ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي يَدِهِ فَقُلْتُ ‏‏لِقَتَادَةَ ‏: ‏مَنْ قَالَ نَقْشُهُ ‏‏مُحَمَّدٌ ‏رَسُولُ اللَّـهِ ؟ قَالَ : ‏‏أَنَسٌ.

 

« الشَّـرْحُ » :

اتخاذه لهذا الخاتم لأجل أن يوثق به أن يتحققوا أنه كتابته أو أنه خطابه ونهى أن ينقش أحد على نقش خاتمه، وجعل كتابته محمد رسول الله ثلاثة أسطر؛ وذلك لأن أولئك الملوك قد لا يقبلونه ولا يصدقون، به إلا إذا كان مختوما فلذلك كان يختم كتاباته بهذا الختم

 

post-36649-0-55407700-1355131879.png.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بَاب مَنْ قَعَدَ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الْمَجْلِسُ ‏ ‏وَمَنْ رَأَى ‏ ‏فُرْجَةً ‏ ‏فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا.

قَالَ أبُوْ عَبدِ اللَّـهِ :‏

‏حَدَّثَنَا ‏‏إِسْمَاعِيلُ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏مَالِكٌ ‏عَنْ ‏‏إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّـهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ‏أَنَّ ‏‏أَبَا مُرَّةَ ‏‏مَوْلَى ‏عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ‏‏أَخْبَرَهُ عَنْ ‏ ‏أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّـهِ ‏ ‏ﷺ ‏ ‏بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ ، فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّـهِ ‏ ‏ﷺ ‏‏وَذَهَبَ وَاحِدٌ. قَالَ : فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّـهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى ‏‏فُرْجَةً ‏ ‏فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ ، وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا .

فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّـهِ ‏ ‏ﷺ‏ ‏قَالَ ‏: « ‏أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ ؟، أَمَّا أَحَدُهُمْ ‏ ، ‏فَأَوَى ‏‏إِلَى اللَّـهِ ؛ فَآوَاهُ اللَّـهُ ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا ؛ فَاسْتَحْيَا اللَّـهُ مِنْهُ ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ ؛ فَأَعْرَضَ اللَّـهُ عَنْهُ ».

 

« الشَّـرْحُ » :

نستفيد من هذا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجلس لأصحابه ليعلمهم، وأنهم يتحلقون حوله تارة يكونون حلقة أو حلقتين أو ثلاثا يستديرون حوله، وإذا ضاق بهم فإنهم يتوسعون، أمرهم الله -تعالى- بذلك في قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّـهُ لَكُمْ ﴾ [ سورة المجادلة ، الآية : 11 ] إذا كانوا –مثلا- ستة تحلقوا حلقة فإذا جاء ثلاثة توسعوا حتى تكون الحلقة تسع التسعة، ثم إذا جاء آخر ابتعدوا وتوسعوا وربما تكون الحلقة من عشرين، ولكن إذا كانوا بعيدين تقاربوا وجعلوا حلقة أخرى وراءهم وحلقة ثالثة ورابعة، ويقولون: إن هذه الحلقات إنها تشبه حلقات الملائكة، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأن « لله ملائكة سياحين في الأرض يلتمسون حلق الذكر » ؛ حلق يعني القوم الذين يتحلقون للذكر أو للعلم.

في هذه القصة ذكر أبو واقد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان مرة في المسجد وحوله أصحابه، وكان يحدثهم حديثا لم يذكره أبو واقد وكأنه يتعلق بالأحكام يتعلق بتعليم حكم من الأحكام أو خبر من الأخبار أو ما أشبه ذلك، ثم في أثناء تحديثه دخل ثلاثة المسجد، دخلوا من باب واحد وهم ثلاثة، ولما رأوا الحلقة اثنان منهم أقبلا وواحد خرج ولم يأت إلى الحلقة، وقفا على الحلقة رأى أحدهما فرجة فجلس فيها، الآخر رآهم متزاحمين ولم يحب أن يفرق بينهم فجلس خلفهم.

ذكر أبو واقد أنه بعدما انتهى النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديثه المتعلق بحكم من الأحكام تكلم عن هؤلاء الثلاثة.

قال: أما أحدهم: فآوى إلى الله فآواه الله. هذا هو الذي جلس في تلك الفرجة؛ آواه الله يعني حفظه ووفقه من آواه الله -تعالى- فقد وفقه، يعني حفظه وحرسه وزاده خيرا؛ لأنه لجأ إلى ربه التجأ إليه فعند ذلك آواه الله يعني وفقه.

أما الثاني: فاستحيا أن يزاحمهم فاستحيا الله -تعالى- منه كما يشاء، وصفة الحياء صفة مدحها النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: « الحياء خير كله »، « الحياء لا يأتي إلا بخير » ، « الحياء من الإيمان ».

ووصف الله -تعالى- به مثل سائر صفاته نؤمن بها ولا نكيفها؛ جاء في حديث عن سلمان في سنن الترمذي وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا » فوصف الله -تعالى- بأنه حيي كريم، فالحياء خلق فاضل يحمل على ما يجمل ويزين، وعلى ترك ما يدنس ويشين، وإذا كان كذلك فإن هذه الصفات نؤمن بها ولا نكيفها كسائر صفات الله -تعالى- ؛ وذلك لأن الله -تعالى- يوصف بما وصف به نفسه أو بما وصفه به نبيه -صلى الله عليه وسلم- من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تأويل.

وأما الثالث: فأعرض؛ فأعرض الله عنه؛ لما أنه لم يرغب في العلم بل خرج وقدم هواه على التعلم، وعلى الحلقات العلمية عوقب بأن الله -تعالى- أعرض عنه، وصفة الإعراض، أيضا في هذا الحديث نثبتها على ما يليق بالله- تعالى- ولا نؤولها، تكلف بعض الشراح حتى ابن حجر وأولوا هذه الصفات استحيا أولوها، وأعرض أولوها؛ يعني صرفوها وفسروها بتفاسير بعيدة، والأولى أن يقال: نثبتها على ما يليق بالله -تعالى- في سائر صفاته.

والحاصل أن في هذا الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقيم حلقات في مسجده، وكان الصحابة يحضرون عنده ويتحلقون حوله ويقرأ عليهم القصص والآيات ويعلمهم الأحكام، ثم إنه أيضا إذا عرض عارض فلا يقطع حديثه بل يستمر في حديثه حتى ينهيه، ثم بعد ذلك يتكلم في ذلك الذي اعترض.

تقدم قصة الأعرابي الذي جاء والنبي -صلى الله عليه وسلم- يحدث أصحابه فاعترض وقال:يا رسول الله متى الساعة؟ ولم يجبه ولم يقطع حديثه فاستمر في حديثه حتى أكمل ما هو يحدثهم به ثم بعد ذلك أجابه أجاب ذلك السائل عن سؤاله، فيدل على أنه يكره أن يسأل المعلم إذا كان يتكلم في قصة أو في حكم حتى يفرغ، وإذا كان عند أحد سؤال -يعني يتعلق بجملة من تلك الجمل التي يقصها المعلم- فإنه يحفظها إلى أن يفرغ من حديثه كله ثم بعد ذلك يسأله، فيقول: قلت في كذا وكذا فما المراد؟

أو تكلمت بكذا أو ذكرت حديث كذا أو ذكرت جملة كذا وكذا فأخبرنا عن سببها ونحو ذلك؛ لأنه يحب أن يتواصل الحديث الذي له أول وآخر وألا ينقطع فقد يكون انقطاعه يشوش عليه إذا كان –مثلا- يتكلم عن تعريف الحمد ﴿ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾[ سورة الفاتحة ، الآية : 2 ] يحب أن يتواصل كلامه إلى أن يتم معه الآية قد يبدو لأحدهم تعريف آخر للحمد أو لموجبه أو ما أشبه ذلك، فإذا انتهى المعلم من كلامه على الآية رفع إليه السؤال ففي هذا الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يتكلم عن حكم هؤلاء الثلاثة حتى أنهى حديثه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×