اذهبي الى المحتوى
 ** الفقيرة الى الله **

التزامي سرّ سعادتي :)

المشاركات التي تم ترشيحها

fwasel6.png

 

التزامي سر سعادتي

: )

-داليا محمد-

مَن منا لا يريد السعادة؟

 

ومَن منا لا يريد الفرح؟

 

ومَن منا لا يريد أن يعيشَ حياته ببهجةٍ واستمتاع؟

 

اليوم أقصُّ عليكم قصتي من واقع الحياة، وأعتقد أنها قصةُ كلِّ فتاة.

 

أنا فتاة في العشرين من عمري، أحب الحياة، أحب الفرح، وأكره الحزن، وكنت أبحث عن السعادة دائمًا بين الأصدقاء، في الأغاني والمسلسلات، وأحيانًا في قصص الحب والغرام.

 

قالوا لي: إن السعادة في التنزُّه مع الأصحاب، والسهر على "الكافيهات"، ودخول "السينمات"، وسماع الأغنيات، ومرافقة الشباب في الرحلات!

 

كنت أقابل أصدقائي، وأقضي يومي بـ: "المولات"، وبين "الكافيهات"، وبرفقة الشباب والبنات، نمزح فتتعالى ضحكاتُنا، وتكثُر غمزاتنا ومداعباتنا، شباب وبنات لا فرق بيننا.

 

قبل لقاءاتي كنت دائمًا أتحدَّث مع نفسي، اليوم يومي، ويجب أن أكونَ أحلى وأجمل بنت؛ لكي أكون متألقة، وأسمع تعليقات الشباب أنني الأجمل اليوم، كنت أعشق نظرات الشباب ومدحَهم لي، وكنت دائمًا أُشبع رغبتي تلك بما يقولونه عني.

 

كان أساس اهتماماتي مثل أي بنت، بالملابس ومساحيق التجميل، وبالطبع يجب أن تكونَ كلُّ ملابسي أنيقة، وتساير "الموضة"، ضيِّق وقصير وغير ذلك، على الرغم من أنني محجبة، ولكنني أريد أن أكونَ الأجملَ والأكثر جذبًا لأنظار الشباب.

 

ظللت على هذا الحال طويلاً، وكنت أُقنع نفسي أن هذه هي الحياة، وأني بذلك أعيش سنِّي، ولكن في الحقيقة كنت يومًا بعد يوم أزدادُ حزنًا واكتئابًا.

 

كنت أذهب لغرفتي وأبكي كثيرًا، ولا أعلم لماذا! ولكن كنت أشعر دائمًا أني أفتقد شيئًا ما، وظللت أبحث عنه دون أن أعرف ما هو!

 

فما الذي أفتقده بعد هذا اليوم الرائع بين أصدقائي وأحبابي، وتمضية الوقت في كل المُتع التي يتمناها أي شخص في الدنيا؟!

 

فإن لم تكن السعادة في كل هذا، فأين تكون السعادة الحقيقية؟!

 

وظللت أفكر كثيرًا، في كل يوم، وفي كل لحظة، أبحث في الحياة عن شيء يجعلني سعيدةً، ويريح قلبي.

 

وفي يومٍ من الأيام، ذهبت إلى غرفتي تعيسةً وحزينة، وقررت أن أراجع يومي؛ لكي أعلم من أين جاءني كلُّ هذا الحزن حتى وصل بي إلى حد الاكتئاب؟!

 

فراجعت يومي سريعًا، فوجدت فيه حبًّا حرامًا، أغانيَ عشقٍ وهُيام، تركًا للصلاة، خيانة وعقوقًا للوالدين، كذبًا، نفاقًا، مرافقةً للشباب، يا لله!

 

ثم بعد كل هذا أتعجب من سر التعاسة؟!

 

هل بعد كل هذا أرغب في السعادة؟!

fwasel63.png

 

بكيت على نفسي وعلى حالي، وقلت لنفسي: ما كل هذا؟ ما هذه الحياة؟ والله إنها لجحيم!

 

انهرتُ في البكاء، وقررت أن ألجأَ إلى ربي؛ فهو الوحيد الذي يعلم حالي، ولكن ماذا أقول له بعد كل هذه الذنوب والمعاصي؟! والله إني لأستحيي أن أدعوَه وأقول له: يا رب، ولكني تذكَّرت في هذه اللحظة قول ربي: ((يا بن آدم، إنك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم، لو بلغتْ ذنوبُك عَنان السماء، ثم استغفرتَني، غفرتُ لك، يا بن آدم، إنك لو أتيتني بقُرابِ الأرض خطايا ثم لقِيتَني لا تشركُ بي شيئًا، لأتيتُك بقُرابها مغفرةً)).

 

يا لله! يا رحيم يا غفور، ارحمني واغفر لي.

 

وقمت لأقف بين يدي الله، توضأت وأنا أبكي، ولا زلت لا أعلم سرَّ بكائي، أهو بكاءٌ على الذنب، أم بكاءٌ على النفس، أم بكاءٌ لأني استشعرتُ رحمة ربي!

 

نويتُ صلاة ركعتين لله، أقسم بالله مهما قلت، فلن أستطيعَ أن أصِفَ إحساسي في تلك اللحظة، شعرت براحةٍ في قلبي لا مثيل لها، ويكفيني أنني في هذه اللحظات كنت بين يدي الرحمن الرحيم، العفو الغفور، الحليم الودود، سبحان ربي!

وبعد أن انتهيت من صلاتي، أخذت مصحفًا وفتحته، وكان نصيبي آياتٌ من سورة غافر، ولا أعلم سر اختياري لهذه السورة، فإني لم أقرأها من قبل، لكن لعلها كانت رسالةً من ربي، وبدأت أقرأ حتى وجدت الرسالة: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [غافر: 7 - 9].

 

فتوقفت عند هذه الآيات، وتأملتها كثيرًا، وفرحت أكثر بالبشرى، أن الله سيقبل توبتي إن صدَقتُ فيها، ولم أكتفِ بذلك، بل ظللت أقرأ في المصحف كثيرًا، وأشعر أنني لا أريد أن أتركَه من يدي، أردت أن أبحث عن رسالةٍ أخرى من ربي.

 

حتى وصلت لآية رقم 60: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [غافر: 60].

 

من ذا الذي يستكبر عليك يا كريم؟! سامحني يا ألله.

 

ومن هنا تبتُ إلى الله توبةً نصوحًا، ودعوتُ الله أن يتقبلَ توبتي، وأن يغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، ومن حينها تغيَّر حالي وتغيرت حياتي، واكتشفت أن سر السعادة في القرب من خالق السعادة ورازقِها.

 

وبحثتُ عن سرِّ السعادةِ جاهدًا *** فوجدتُ هذا السرَّ في تقْواكَا

فلْيَرْضَ عني الناسُ أو فليَسْخَطوا *** أنا لم أعُدْ أسعى لغيرِ رضاكَا

 

fwasel62.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قصة رائعة

حقا البعد عن الله عز وجل لا يأتي غير بوجع القلب والتعاسة

باركَ الله فيكِ يا غالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك يا فقورة...فعلا الابتعاد عن الله له ضيق شديد في القلب

 

حين ابتعادي عن ربي أيضا أشعر بهذه الوحدة وأنني أريد شيئا وأفتقده لكنني لا أعلم ما هو

 

ربي...يقولون إن رأيتني أبتعد عنك..فردني إليك ردا جميلا

 

وأقول...ياربي..لقد ابتعدت عنك...فردني إليك ردا جميلا ياحبيب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

 

ليس هناك أجمل من القرب من الله عزوجل

نسأل الله ان يجعلنا قلوبنا معلقة بحبكِ وحب من أحبك

 

بوركتِ يا حبيبة ونفع بكش على هذا المقال الطيب .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك حبيبتي

فوالله كل منا له قصة ورواية نسأل الله ان يثبتنا علي الايمان

فما اجمل الحياة في طاعة رب العباد

اللهم ارزقنا خشيتك كأننا نراك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خير الجزاء والإحسان أمونة

أحيانا سبحان الملك حين تبتعدين عنه وأنت عائدة يضع في طريق كل جميل لتعشقي طريق العودة إليه عزوجل :))

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

 

جزاك الله خيرا على القصة الرائعة.

ليس هناك أجمل ولا أروع من القرب من الله والأنس بذكره.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حيّ الله الحبيبات ()

أنرتنّ الموضوع بطلتكنّ البهية العذبة،، لا عُدمناها

 

وفينّ بارك الرحمن وجزانا وإياكنّ خيرا..

وفعلا لا أجمل ولا أروع من طاعة الله وما أجمل تلك اللحظات التي يرقص فيها القلب طربا بقربه من ربه والأنس به.

أسأل الله ألا يحرمنا لذة الأنس به وبقربه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ الحب الحقيقي للنبي ﷺ ليس في إقامة مولدٍ لم يشرعه، وإنما في اتباع سنته، وإحياء ما أحياه، واجتناب ما نهى عنه، قال ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه مسلم]

×