اذهبي الى المحتوى
  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة سدرة المُنتهى 87
      عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:



      (مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلاةٍ) (1).


       

      ** شرح المفردات(2):



      (الرِّيشَةِ): قال الرازي: الريش للطائر، الواحدة: (ريشة)، ويجمع على أرياش.



      (تقلبها): قلب الشيء صرفه عن وجه إلى وجه وسمي قلبا لكثرة تقلبه.



      (الرياح): جمع ريح.



      (بِفَلاَةٍ): الْأَرْض الْخَالِيَة مِن الْعُمْرَان.


       




       

      ** شرح الحديث:



      قال المناوي نقلاً عن الطيبي: المثل هنا بمعنى الصفة لا القول السائر,



      والمعنى: صفة القلب العجيبة الشأن وورود ما يرد من عالم الغيب وسرعة تقلبه كصفة ريشة,



      يعني: أن القلب في سرعة تقلبه لحكمة الابتلاء بخواطر ينحرف مرةً إلى حق, ومرةً إلى باطل, وتارةً إلى خير, وتارةً إلى شر, وهو في مقره لا ينقلب في ذاته غالباً إلا بقاهر مزعج من خوف مفرط.


       

      وقوله: (تقلبها الرياح بفلاة): أي: بأرض خالية من العمران؛ فإن الرياح أشد تأثيرًا فيها منها في العمران, وجمع الرياح لدلالتها على التقلب ظهرًا لبطن؛ إذ لو استمر الريح لجانب واحد لم يظهر التقلب؛ كما يظهر من الرياح المختلفة.


       

      وقال الغزالي: إنما كان (القلب) كثير التقلب؛ لأنه منزله الإلهام والوسوسة, وهما أبدًا يقرعانه ويلقنانه,



      وهو معترك المعسكرين: الهوى وجنوده, والعقل وجنوده, فهو دائمًا بين تناقضهما وتحاربهما,



      والخواطر له كالسهام لا تزال تقع فيه, كالمطر لا يزال يمطر عليه ليلاً ونهارًا, وليس كالعين التي بين جفنين تغمض وتستريح, أو تكون في ليل أو ظلمة, أو اللسان الذي هو من وراء حجابين الأسنان والشفتين وأنت تقدر على تسكينه,



      بل القلب عرش الخواطر لا تنقطع عنه بحال, والآفات إليه أسرع من جميع الأعضاء, فهو إلى الانقلاب أقرب؛



      ولهذا خاف الخواص على قلوبهم, وبكوا عليها وصرفوا عنايتهم إليها,


       

      ** ومقصود الحديث:



      أن يثبت العبد عند تقلب قلبه, وينظر إلى همومه بنور العلم, فما كان خيرًا أمسك القلب عليه, وما كان شرًا أمسكه عنه(3).


       




       

      ** من فوائد الحديث:



      1- قال القاضي أبو بكر بن العربي: القلب جزء من البدن خلقه الله وجعله للإنسان محل العلم والكلام وغير ذلك من الصفات الباطنة وجعل ظاهر البدن محل التصرفات الفعلية والقولية ووكل بها ملكا يأمر بالخير وشيطانا يأمر بالشر فالعقل بنوره يهديه والهوى بظلمته يغويه والقضاء والقدر مسيطر على الكل والقلب ينقلب بين الخواطر الحسنة والسيئة واللمة من الملك تارة ومن الشيطان أخرى والمحفوظ من حفظه الله تعالى(4).


       

      2- الثبات على دين الله عز وجل نعمة من الله يمن بها على من يشاء من عباده المؤمنين، قال تعالى: (يُثَبِّتُ اللهُ الذين آمنوا بالقَوْلِ الثَّابتِ في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخرةِ ويُضِلُّ اللهُ الظالمينَ ويفعلُ اللهُ ما يشاء) (إبراهيم/27).


       

      3- أن على المسلم أن يعتصم بالله تعالى ويداوم على سؤاله الاستقامة على الطاعة والثبات على الدين، فإنه لا سبيل إلى ثبات القلب وسلامته من التقلب إلا بتثبيت الله تعالى له،



      ولقد كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:



      (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)



      فقيل له في ذلك ؟ قال :



      (إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام و من شاء أزاغ)(5).


       
       
       
       

      (1) سنن ابن ماجه، برقم: (88). والجامع الصغير وزيادته، 1/ 1078، برقم: (10772)، وصحّحه الشيخ الألباني: ينظر صحيح الجامع، برقم: (5833).
      (2) ينظر: فيض القدير للمناوي، 5/ 508.
      (3) ينظر: المرجع السابق، 5/ 508-509.
      (4) ابن حجر، فتح الباري 11/ 527.
      (5) رواه الترمذي من حديث أم سلمة، وقال الشيخ الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم : 4801 في صحيح الجامع.


       

      منقول من موقع الكلم الطيب


       




    • بواسطة سدرة المُنتهى 87
      تسعون فائدة من حديث: (ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي)


       

      عقيل بن سالم الشمري- الألوكة


       

      الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:



      فإن الغاية العظمى من أحاديث السنة النبوية العمل بها وتطبيقها،



      ولا يكون ذلك إلا بعد فهمها والغور في معانيها، واستخراج ما هو أغلى من اللؤلؤ والمرجان،



      وقد سبق إلى ذلك سلفُنا الصالح، فكانت رسائلُ ابن رجب الحنبلي رحمه الله خيرَ شاهد على إفراد كل حديث من أحاديث السنة بالدراسة، خاصة في جانب فوائده التربوية الإيمانية،



      فأحببت أن أسير على منهجه في دراسة الحديث من حيث الفوائد المستنبطة، ويكفيني أن أحاكي القوم وأتشبه بهم في الطريقة، وقد اخترت حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه:



      "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما"،



      واختياري يرجع إلى عدة أمور:


       

      1- لصحته، فقد رواه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم، برقم (2577).



      2- لأنه حديث قدسي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه سبحانه وتعالى.



      3- لأنه يجمع فقرات عدة، وهذا مظنة لكثرة الفوائد.



      4- لتداوله على ألسنة الخطباء والوعاظ وغالب الناس اليوم.



      5- سهولة ألفاظه التي سهلت حفظه.






       

      وقد جعلت منهجي في استنباط فوائد هذا الحديث أن أقسم الحديث إلى أجزاء، ثم أستنبط من كل جزء ما فتح الله به علي من الفوائد، وقد يوجد في بعض الفوائد شيء من التداخل إلا أن ذلك لازم لمن أراد أن يحلل ألفاظ الحديث، ويدقق في الفوائد المستنبطة، ويقتنص الوقفات التربوية، والآن إلى نص الحديث، ثم إلى الفوائد المستنبطة منه.


       




       
       

      ‘‘ نص الحديث:



      عن أبي ذَرٍّ عن النبي صلى الله عليه وسلم فِيمَا رَوَى عن اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قال:



      "يا عِبَادِي إني حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فلا تَظَالَمُوا،



      يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلا من هَدَيْتُهُ فاستهدوني أَهْدِكُمْ،



      يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلا من أَطْعَمْتُهُ فاستطعموني أُطْعِمْكُمْ،



      يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إلا من كَسَوْتُهُ فاستكسوني أَكْسُكُمْ،



      يا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وأنا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جميعًا فاستغفروني أَغْفِرْ لَكُمْ،



      يا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي،



      يا عِبَادِي لو أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا على أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ما زَادَ ذلك في مُلْكِي شيئا،



      يا عِبَادِي لو أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا على أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ما نَقَصَ ذلك من مُلْكِي شيئا،



      يا عِبَادِي لو أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ ما نَقَصَ ذلك مِمَّا عِنْدِي إلا كما يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ الْبَحْرَ،



      يا عِبَادِي إنما هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ".


       

      يـتبع بإذن الله تعالى~


       




منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×