اذهبي الى المحتوى
محبة الاسلام @

الثبات وعدم الضعف تحت الضغوط النفسية

المشاركات التي تم ترشيحها

لسنا بحاجة لعلاج الضغوط النفسية، إلا في حالة أنْ ظَهَر تأثيرها على حياتنا وطغى عليها؛ فمحى أثر سعادتنا، وحطَّم معنوياتنا أو كاد، أو أصابنا باضطرابات النوم أو الطعام، أو غيرهما، أو عاقنا عن الاستمرار في حياتنا على وتيرةٍ جيدةٍ، وإلا فالحياةُ جُبلت على الكدر، وطُبعتْ على المشقة، وجعلها الله تعالى سِمةً مِنْ سِماتها، وصفة ملازمة لها؛ ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4].

يُخطئ مَن يظن أنَّ بإمكانه التغلُّب على ضغوط الحياة أو النجاة منها، والحقيقة أنَّ أقصى ما يُمكِننا القيامُ به حيال الضغوط هو التَّأَقْلُم مع بعضها، والتحكم في ردود أفعالنا تجاه البعض الآخر، بما يقلِّل تأثيرها السلبي على حياتنا، ويؤثِّر على قدراتنا اليومية وطاقاتنا الجسدية أو الذهنية.

ويشير الدكتور الكندي "Hanse Sele" إلى المراحل التي يتَّخذها الضغط النفسي معنا، وكيفية سَيره وتطوره داخل النفس البشرية؛ وهي:

أ- مرحلة إدراك مَكْمَن الخطر ومَنْبَع القلَق؛ فغالبًا ما نكون على يقينٍ مسبق بما سيثير في أنفسنا التوتر، ويملؤها بالضيق، ويُثِير دوافع الحزن؛ كمحادثة صديقة أو قريبة سبق وأن تكرَّر الحديث معها على غير ما نُحب، أو الذهاب لمكانٍ ندرك أننا سنتعرض فيه لمضايقات محدَّدة، أو استفزازات معينة، أو القيام بعمل سبَق وأن تعرَّضنا للحرج منه... وهكذا.

فعليكِ أن تحدِّدي - على مراحل متعدِّدة ومواقفَ مختلفة - أشخاصًا أو أماكن أو أوقات إثارة القلق والمشاعر السلبية لديكِ؛ للوقوفِ عليها كافَّة، أو حصر معظمها في نطاق واحد.

ب- مرحلة التكيُّف أو الدفاع؛ فالمرءُ في مواجهته للضغوط عليه أن يصنِّفها إلى صنفين:

الأول: ما يمكنه التخلُّص منه وتجنبه.

الثاني: ما لا يمكن التخلُّص منه؛ فيسعى للتكيُّف معه ولو بصورةٍ مؤقتة.

وحيث إنَّ غالب ما يواجهنا من النوع الثاني؛ فقد يُفِيدنا في أن نتعامل معها بمبدأ: "كُن قويًّا لمُواجَهة العالم، وكُن ضعيفًا للتعامل معه".

ولستُ أعني أن نعيشَ تحت وطأة الحدث المؤلِم لمجرد أننا عَجَزنا عن مواجهته، وإنما تدريب النفس على تحمُّل بعض الألم الممكن تحمله؛ فصراخ الأطفال أو شجارهم - على سبيل المثال - قد تجدين نفسكِ قادرة على تحمُّله في بعض الأحيان، في حين تشعرين ببداية الانهيار منه في أحيان أخرى، والسبب ليس في الدافع نفسه، وإنما في استعدادكِ النفسي وحالتكِ المزاجية، والتي أدَّت إلى اختلاف ردة فعلكِ لنفس الدافع.

ويُفِيد للتدريب على ذلك تذكير النفس بنصائح بعض المختَصِّين؛ ومنهم الدكتور "خالد الراشد"، وأستخلص لكِ منها:

"تمر علينا عشرات بل مئاتُ الحوادث كلَّ يوم، فلو أننا اتخذنا موقفًا سلبيًّا مِن كل حادثة، فسوف يقتلنا القلَقُ، وتتآكل أعصابنا".

"تذكر أن الناس من حولك ليسوا جميعًا متفهمين ومتعلمين ومؤدبين، وسل نفسك: هل أنت أفضل من رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ تأمل نفسك وأنت تغضب، وقارن ردود أفعالك بقدوتك".

"مرِّن نفسك على الاسترخاء من حين لآخر".

"لا تُضخِّم كلَّ ما يثير قلقك، وحاول أن تضعه في حجمه الطبيعي".

ومتى ذكَّرنا أنفسنا بأن مَن نتعامل معهم ليسوا سواسية عقلًا أو فكرًا أو قلبًا؛ فلن نتوقع منهم الأفضل.

جـ- مرحلة الانهيار: وهي المرحلة الأخيرة التي تصيبنا عندما لا نَتَنَبَّه للمراحل السابقة.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بوركتِ يا حبيبة نقل مفيد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
"لا تُضخِّم كلَّ ما يثير قلقك، وحاول أن تضعه في حجمه الطبيعي".

 

جزاكِ الله خيرا محبة الحبيبة

نقل طيب

فقد أوصانا الحبيب المصطفى بعدم الغضب فصدق معلم البشرية

لأن الغضب يضع الإنسان تحت ضغط نفي رهيب لا تحمد معه عاقبة ردت الفعل للإنسان الغاضب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×