اذهبي الى المحتوى
على نهجك نعيش

تفسير آية الكرسي [السعدي رحمه الله ]

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم أحببت أن أنقل إليكم تفسير آية الكرسي كما ورد تفسيرها في كتاب :

 

«تيسير الكريم الرحمان في تفسير كلام المنان »

 

 

وهذا الكتاب للعلامة الشيخ عبد الرحمان بن ناصر السعدي رحمه الله

 

 

 

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

«الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم »

 

 

 

التفسير :

 

هذه الآية الكريمة أعظم آيات القرآن وأفضلها وأجلها ,وذلك لما إشتملت عليه من الأمور العظيمة والصفات الكريمة ,فلهذا كثرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها ,وجعلها وردا للإنسان في أوقاته صباحا ومساء وعند نومه وأدبار الصلوات المكتوبات ,فأخبر تعالى عن نفسه الكريمة بأنه «لا إله إلا هو»أي :لا معبود بحق سواه ,فهو الإله الحق الذي تتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأليه له تعالى,لكماله وكمال صفاته وعظيم نعمه ,ولكون العبد مستحقا أن يكون عبدا لربه,ممتثلا أوامره مجتنبا نواهيه ,وكل ما سوى الله تعالى باطل ,فعبادة ما سواه باطلة ,لكون ما سوى الله مخلوقا ناقصا مدبرا فقيرا من جميع الوجوه ,فلم يستحق شيئا من أنواع العبادة ,وقوله :«الحي القيوم » هذان الإسمان الكريمان يدلان على سائر الأسماء الحسنى دلالة مطابقة وتضمنا ولزوما ,فالحي من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات,كالسمع والبصر والعلم والقدرة ,ونحو ذلك والقيوم :هو الذي قام بنفسه وقام بغيره ,وذلك مستلزم لجميع الأفعال التي اتصف بها رب العالمين من فعله ما يشاء ,من الاستواء والنزول والكلام والقول والخلق والرزق والإماتة والإحياء ,وسائر أنواع التدبير ,كل ذلك داخل في قيومية الباري ,ولهذا قال بعض المحققين :إنهما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب ,وإذا سئل به أعطى ,ومن تمام حياته وقيوميته أنه «لا تأخذه سنة ولا نوم »والسنة:النعاس «له ما في السموات وما في الأرض »أي:هو المالك وما سواه مملوك ,وهو الخالق الرازق المدبر وغيره مخلوق مرزوق مدبر ,لا يملك لنفسه ولا لغيره مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ,فلهذا قال:«من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه» أي:لا أحد يشفع عنده بدون إذنه ,فالشفاعة كلها لله تعالى ,ولكنه تعالى إذا أراد أن يرحم من يشاء من عباده أذن لمن أراد أن يكرمه من عباده أن يشفع فيه,لا ييبتدىء الشافع قبل الإذن ثم قال :«يعلم ما بين أيديهم »أي :ما مضى من جميع الأمور «وما خلفهم» أي: ما يستقبل منها فعلمه تعالى محيط بتفاصيل الأمور ,متقدمها ومتأخرها ,بالظواهر والبواطن ,بالغيب والشهادة ,والعباد ليس لهم من الأمر شيء ,ولا من العلم مثقال ذرة إلا ما علمهم تعالى,ولهذا قال:«ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض» وهذا يدل على كمال عظمته وسعة سلطانه ,إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السماوات والأرض على عظمتها وعظمة من فيهما ,والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى,بل وهنا ما هو أعظم منه وهو العرش ,وما لا يعلمه إلا هو ,وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الأفكار وتكل الأبصار ,وتقلقل الجبال وتكع عنها فحول الرجال ,فكيف بعظمة خالقها ومبدعها ,والذي أودع فيها من الحكم والأسرار ما أودع ,والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا من غير تعب ولا نصب ,فلهذا قال:«لا يؤوده »أي يثقله «حفظهما وهو العلي» بذاته فوق عرشه ,العلي بقهره لجميع المخلوقات العلي بقدره لكمال صفاته «العظيم» الذي تتضاءل عند عظمته جبروت الجبابرة ,وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة,فسبحان من له العظمة العظيمة ,والكبرياء الجسيمة ,والقهر والغلبة لكل شيء ,فقد اشتملت هذه الآية على توحيد الأسماء والصفات ,وعلى إحاطة ملكه وإحاطة علمه وسعة سلطانه وجلاله ومجده ,وعظمته وكبريائه وعلوه على جميع مخلوقاته ,فهذه الآية بمفردها عقيدة في أسماء الله وصفاته ,متضمنة لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلا .

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

احسن الله اليك

 

ونفع بـــــــك.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

جزاكِ الله خيرًا

و جعل ما نقلتِ في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×