مُقصرة دومًا 1261 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 3 يوليو, 2013 e7e6e6 '] الآيات من 43-47 تفسير الشيخ السعدي {43} {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} {مُهْطِعِينَ} أي: مسرعين إلى إجابة الداعي حين يدعوهم إلى الحضور بين يدي الله للحساب لا امتناع لهم ولا محيص ولا ملجأ، {مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ} أي: رافعيها قد غُلَّتْ أيديهم إلى الأذقان، فارتفعت لذلك رءوسهم، {لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} أي: أفئدتهم فارغة من قلوبهم قد صعدت إلى الحناجر لكنها مملوءة من كل هم وغم وحزن وقلق. {44 - 46} {وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ} أي: صف له م صفة تلك الحال وحذرهم من الأعمال الموجبة للعذاب الذي حين يأتي في شدائده وقلاقله، {فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا} بالكفر والتكذيب وأنواع المعاصي نادمين على ما فعلوا سائلين للرجعة في غير وقتها، {ر َبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} أي: ردَّنا إلى الدنيا فإنا قد أبصرنا، {نُجِبْ دَعْوَتَكَ} والله يدعو إلى دار السلام {وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ} وهذا كله لأجل التخلص من العذاب الأليم وإلا فهم كذبة في هذا الوعد {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه} ولهذا يوبخون ويقال لهم: {أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ} عن الدنيا وانتقال إلى الآخرة، فها قد تبين حنثكم في إقسامكم، وكذبكم فيما تدعون، {و} ليس عملكم قاصر في الدنيا من أجل الآيات البينات، بل {سَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَم ُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ} من أنواع العقوبات؟ وكيف أحل الله بهم العقوبات، حين كذبوا بالآيات البينات، وضربنا لكم الأمثال الواضحة التي لا تدع أدنى شك في القلب إلا أزالته، فلم تنفع فيكم تلك الآيات بل أعرضتم ودمتم على باطلكم حتى صار ما صار، ووصلتم إلى هذا اليوم الذي لا ينفع فيه اعتذار من اعتذر بباطل. {وَقَدْ مَكَرُوا} أي: المكذبون للرسل { مَكْرَهُمْ} الذي وصلت إرادتهم وق در لهم عليه، {وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ} أي: هو محيط به علما وقدرة فإنه عاد مكرهم عليهم {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله} {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} أي: ولقد كان مكر الكفار المكذبين للرسل بالحق وبمن جاء به -من عظمه- لتزول الجبال الراسيات بسببه عن أماكنها، أي: {مكروا مكرا كبارا} لا يقادر قدره ولكن الله رد كيدهم في نحورهم. ويدخل في هذا كل من مكر من المخالفين للرسل لينصر باطلا، أو يبطل حقا، والقصد أن مكرهم لم يغن عنهم شيئا، ولم يضروا الله شيئا وإنما ضروا أنفسهم. {47} {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} يقول تعالى: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ} بنجاتهم ونجاة أتباعهم وسعادتهم وإهلاك أعدائهم وخذلانهم في الدنيا وعقابهم في الآخرة، فهذا لا بد من وقوعه لأنه، وعد به الصادق قولا على ألسنة أصدق خلقه وهم الرسل، وهذا أعلى ما يكون من الأخبار، خصوصا وهو مطابق للحكمة الإلهية، والسنن الربانية، وللعقول الصحيحة، والله تعالى لا يعجزه شيء فإنه {عَزِيزٌ ذُو انْتِقَام} أي: إذا أراد أن ينتقم من أحد، فإنه لا يفوته ولا يعجزه، وذلك في يوم القيامة شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
مُقصرة دومًا 1261 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 4 يوليو, 2013 e7e6e6 '] الآيات من 48-52 تفسير الشيخ السعدي {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار.وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ. سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ.لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ.هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} تبدل غير السماوات، وهذا التبديل تبديل صفات، لا تبديل ذات، فإن الأرض يوم القيامة تسوى وتمد كمد الأديم ويلقى ما على ظهرها من جبل ومَعْلم، فتصير قاعا صفصفا، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، وتكون السماء كالمهل، من شدة أهوال ذلك اليوم ثم يطويها الله -تعالى- بيمينه. {وَبَرَزُوا} أي: الخلائق من قبورهم إلى يوم بعثهم، ونشورهم في محل لا يخفى منهم على الله شيء، {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} أي: المتفرد بعظمته وأسمائه وصفاته وأفعاله العظيمة، وقهره لكل العوالم فكلها تحت تصرفه وتدبيره، فلا يتحرك منها متحرك، ولا يسكن ساكن إلا بإذنه. {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ} أي: الذين وصفهم الإجرام وكثرة الذنوب، {يَوْمَئِذٍ} في ذلك اليوم {مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} أي: يسلسل كل أهل عمل من المجرمين بسلاسل من نار فيق ادون إلى العذاب في أذل صورة وأشنعها وأبشعها. {سَرَابِيلُهُمْ} أي: ثيابهم {مِنْ قَطِرَانٍ} وذلك لشدة اشتعال النار فيهم وحرارتها ونتن ريحها، {وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ} التي هي أشرف ما في أبدانهم {النَّارَ} أي: تحيط بها وتصلاها من كل جانب، وغير الوجوه من باب أولى وأحرى، وليس هذا ظلما من الله لهم وإنما هو جزاء لما قدموا وكسبوا، ولهذا قال تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ} من خير وشر بالعدل والقسط الذي لا جور فيه بوجه من الوجوه. {إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} كقوله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} ويحتمل أن معناه: سريع المحاسبة فيحاسب الخلق في ساعة واحدة، كما يرزقهم ويدبرهم بأنواع التدابير في لحظة واحدة لا يشغله شأن عن شأن وليس ذلك بعسير عليه. فلما بين البيان المبين في هذا القرآن قال في مدحه: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ} أي: يتبلغون به ويتزودون إلى الوصول إلى أعلى المقامات وأفضل الكرامات، لما اشتمل عليه من الأصول والفروع، وجميع العلوم التي يحتاجها العباد. {وَلِيُنْذَرُوا بِهِ} لما فيه من الترهيب من أعمال الشر وما أعد الله لأهلها من العقاب، {وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ} حيث صرف فيه من الأدلة والبراهين على ألوهيته ووحدانيته، ما صار ذلك حق اليقين، {وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} أي: العقول الكاملة ما ينفعهم فيفعلونه، وما يضرهم فيتركونه، وبذلك صاروا أولي الألباب والبصائر. إذ بالقرآن ازدادت معارفهم وآراؤهم، وتنورت أفكارهم لما أخذوه غضًّا طريًّا فإنه لا يدعو إلا إلى أعلى الأخلاق والأعمال وأفضلها، ولا يستدل على ذلك إلا بأقوى الأدلة وأبينها. وهذه القاعدة إذا تدرب بها العبد الذكي لم يزل في صعود ورقي على الدوام في كل خصلة حميدة. والحمد لله رب العالمين. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
مُقصرة دومًا 1261 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 4 يوليو, 2013 تم بحمد الله بورك فيكنّ حبيباتي الغاليات على حسن متابعتكنّ للتفسير جعلكنّ الله حبيباتي من أهل القرآن أهل الله وخاصته مُحبتكنّ مُقصرة دومًا شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
روحُ و ريحان 73 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 4 يوليو, 2013 بسم الله أثابكِ الله الفردوس والدرجات العلى جزاكِ الله خيرا كثيرا وأجرا عظيما على التفسير الطيب رحم الله إمامنا السعدي وأسكنه فسيح جناته يارب بوركتِ يا حبيبة ياااارب شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
مريم فوزي 1646 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 6 يوليو, 2013 وعليكم والسلام ورحمة الله وبركاته جزاااكِ الله خير الجزاء غاليتي وبارك فيكِ وجعلكِ وإيانا من أهل القرءان الذين هم أهل الله وخــــاصـته. جعله الله في ميزان حسناتك. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
oum ritage 55 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 7 يوليو, 2013 وعليكم والسلام ورحمة الله وبركاته جزاااكِ الله خير الجزاء غاليتي وبارك فيكِ وجعلكِ وإيانا من أهل القرءان الذين هم أهل الله وخــــاصـته. جعله الله في ميزان حسناتك. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك