اذهبي الى المحتوى
سلمى 43

وقفات مع الآيات .. خواطر قرآنية ..

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رب افتح لى فتح العارفين بك والعاملين لك . . اللهم ارزقنى العلم بك والعمل لك واجعله خالصا لوجهك الكريم ولا تجعل لأحد غيرك فيه نصيب . . وتقبله منى آمين

اللهم لا تجعل فيما استوقفنى من آياتك وذكرك هوىً لنفسى ولا افتراءً ولا ادعاءُ ولا كذبا ولا رياء ولا ما لا أطيق فى الدنيا والآخرة واجعله عملا صالحا أتقرب به إليك وأشكرك به على نعمائك العظيمة واجعله خالصا لوجهك الكريم . . . آمين

 

* * * * *

خواطر قرءانية

 

لقد إستوقفتنى آيات جليلة فى كتاب الله عز وجل يدل معناها على

علاقة قوية بين البشر ما أجملها من علاقة ألا وهى علاقة الأخوة

سواء كانت أخوة بالنسب أو بغير نسب سواء كانت علاقة أخوة بين

المؤمنين أو حتى بين الكافرين أو المنافقين والعياذ بالله

فلقد مرت بى وأنا أقرأ فى كتاب الله آيات كثيرة تتحدث عن الأخوة

فما معنى الأخوة ؟

الأخوة هى المودة والمحبة والترابط بين البشر

والأخ يراد به المشارك في نسب القبيلة ، يقولون : يا أخا بني

فلان ، ويا أخا العرب ، وهو المراد هنا وقد يراد بها الملازم

والمصاحب ، يقال : أخو الحرب وأخو عزمات . وقال النبي صلى

الله عليه وسلم - لزيد بن حارثة : أنت أخونا ومولانا وهو المراد

في قوله تعالى كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا

تتقون . ولم يكن لوط من نسب قومه أهل سدوم .

وذلك فى تفسير القرءان من كتاب التحرير والتنوير للكاتب محمد

الطاهر ابن عاشور

وهذا هذا المعنى هو المراد من قوله تعالى ( واذكر أخا عاد

إذ أنذر قومه بالأحقاف ) سورة الأحقاف

ومما يدل على علاقة الأخوة بين الكفار نعوذ بالله من ذلك قول الله

تعالى فى سورة الأعراف ( كلما دخلت أمة لعنت أختها )

ومعنى الأخوة هنا أى الأمة التى تسبقها فى الضلال أو الدين الذى

يوجب لها الدخول فى النار

والأخوة هى أقوى العلاقات بين البشر وهى عند الله عظيمة وقد

أوصانا سبحانه وتعالى بها فقال فى حال المؤمنين ( إنما

المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون )

سورة الحجرات آية 10

وكأن الرحمة ذكرت هنا ( لعلكم ترحمون ) لما يوافق علاقة

الرحمة بين الأخوة أو ما يجب أن يكونوا عليه من رحمة وأن

الجزاء من جنس العمل أى المعنى : لإن تراحمتم فيما بينكم

وتآخيتم سترحمون

وقال الله تعالى ( فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا )

سورة آل عمران آية 103

لم يقل الله عز وجل هنا فاصبحتم بنعمته أقرباء أو أصدقاء ولكن

خص شمول النعمة بالأخوة مما يدل على أن علاقة الأخوة بين

المؤمنين هى أجّل وأسمى العلاقات

وقال الله تعالى فى موضع آخر ( ونزعنا ما فى صدورهم من غل

إخوانا على سرر متقابلين )

وهذا وصف للمتقين فى الجنة _ اللهم اجعلنا منهم _ وكأن نزع

الغل _ وهو الحقد والحسد _ من الصدور سبب مباشر ليجعلهم

إخوانا ، أو أنه شرط ليكونوا إخوانا

وجملة _ ونزعنا ما فى صدورهم من غل _ تدل على طهارة وسلامة

القلب وكل معانى الود والحب والترابط .. ونجد أن كل هذه

المعانى السامية قد حلت محلها كلمة واحدة ألا وهى ( إخوانا )

وقال الله فى موضع آخر ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه

وصاحبته وبنيه ) سورة عبس آية (34 ، 35 ، 36 ) نجد هنا ذكر الله عز وجل الأخ قبل الأم

والأب والزوجة والأبناء مما يدل على شدة علاقة الأخ وقوتها

ولنا فى سورة يوسف أسوة حسنة فى علاقته عليه السلام بإخوته وعبرة لمن يعتبر فى علاقة

إخوته به عليه السلام خاصة وعلاقة الإخوة ببعضهم البعض عامة

فقال الله عز وجل ضمن هذه الآيات :

( أنا يوسف وهذا أخى قد من الله علينا ) ،، ( ولما دخلوا على

يوسف ءاوى إليه أخاه قال إنى أنا أخوك فلا تبتئس .... )

_ ءاوى إليه أخاه _ نجد فى هذا المعنى المأوى والسكن والراحة

وكل هذا تشمله معنى الأخوة

وأيضا فى ( أنا أخوك فلا تبتئس )فيها معانى الرحمة والحنان

والسكينة والطمانينة وكأن كلمة _ أنا أخوك _ حمته وكفته من

كل شر .. وكأنه يقول له : أنا أخوك فلا تحزن لأنى أخوك ولا تخاف

من أحد لأنى أخوك واسكن واهدأ واطمئن لأنى أخوك

وفى مواضع كثيرة أيضا من القرءان الكريم ذكرت الأخوة صراحة

مثل قوله تعالى فى سورة طه (واجعل لى وزيرا من أهلى هارون

أخى ، اشدد به أزرى )

وقال سبحانه فى سورة القصص (وأخى هارون هو أفصح منى لسانا

فأرسله معى ردءا يصدقنى ) ،، ( قال سنشد عضدك بأخيك)

والله أعلى وأعلم

تم تعديل بواسطة سلمى 43

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

اليوم مع الوقفة الثانية وهى فى سورة مريم .....

 

 

سورة مريم

 

الآية 3 "إذ نادى ربه نداء خفيا "

المقصود هنا سيدنا زكريا عليه السلام وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام نجد هنا أن النداء أى المناجاة والدعاء لله تعالى كان فى الخفاء

ومعنى خفى فى المعجم الوسيط أى إستتر ومعناه فى المعجم الرائد خفى الأمر أى بقى سرا مستترا وخفى عن الناس أى إعتزل الناس ولا يعرف مكانه

ونجد فى السورة الكريمة كلها فى قصص سيدنا زكريا والسيدة مريم وسيدنا ابراهيم عليهم السلام ذكر إعتزال الناس فى أكثر من موضع وبألفاظ مختلفة تؤدى نفس المعنى وهو إعتزال الناس

 

نجد أن إعتزال الناس ( بشرط أن يكون فى عبادة الله ) مؤدى بطريقة مباشرة إلى نعمة الإنجاب ونرى ذلك فى تلك القصص السابق ذكرها كالتالى :

بعدما فرغ سيدنا زكريا من دعائه لله " فهب لى من لدنك وليا " وهو فى حال العزله عن الناس وذلك فى قوله تعالى " إذ نادى ربه نداء خفيا " جاءته البشرى بالغلام وهى فى قول الله تعالى "يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى "

كذلك فى الآية 16 " واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا "

معنى إنتبذ فى المعجم الوسيط أى إعتزل وتنحى ومعناه فى معجم اللغة العربية المعاصرة أى إعتزل الناس واتخذ مكانا لا يعرفه أحد

 

 

نجد أن السيدة مريم حينما إعتزلت قومها واتخذت من دونهم حجاب لتعبد الله وحده وهب الله لها الغلام

وذلك فى قوله تعالى

فى الآية 19

" قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا "

 

وفى الآية 49

فى قصة سيدنا إبراهيم عندما إعتزل قومه وعبد الله وحده وهب الله له الذرية الصالحة فقال الله عز وجل " فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا"

 

نعود لبداية سورة مريم

والآية 3

 

نجد أن سيدنا زكريا عندما دعا ربه بدعاء واحد وهو أن يجعل الله له ولى يرثه ويرث من آل يعقوب نجده قدم لله بأدب وعلى استحياء 5 أعذار لطلبه هذا فقال :

1-" قال رب إنى وهن العظم منى "

2- " واشتعل الرأس شيبا "

3- " ولم أكن بدعائك ربى شقيا " أى أنه ما زال حسن الظن بالله

4- " وإنى خفت الموالى من ورائى "

5- " وكانت امرأتى عاقرا "

نجد كرم الله سبحانه وتعالى بعبده ونبيه زكريا بأن الله تعالى إستجاب لزكريا دعاءه فوهب له الولى ولكنه جعل فيه من النعم ضعف ما قدم من أعذار فقال تعالى

من الأية 12 وحتى الأية 15

التى فيهم عشرة نعم أو عشر صفات وهى :

1- " يا يحيى خذ الكتاب بقوة "

2- " وءاتيناه الحكم صبيا "

3- " وحنانا من لدنا "

4- " وزكاة "

5- " وكان تقيا "

6- " وبرا بوالديه "

7- " ولم يكن جبارا عصيا "

8- " وسلام عليه يوم ولد "

9- " ويوم يموت "

10- " ويوم يبعث حيا "

 

والله أعلم

 

فسبحانك ربى ما أعظمك وما أكرمك وما أحلمك اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم

 

 

الآية 28

" يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا "

لو وقفنا بسكتة لطيفة على كلمة " سوء " ثم وقفنا على " وما كانت " كأن قوم مريم ينفوا السوء عن أبيها فنجد قول الله تعالى من فوق سبع سماوات ينفى السوء عن مريم بقوله تعالى " وما كانت " ولكننا لا نستطيع أن نقرأ " أمك بغيا " بغير أن نبدأ بكلمة " وما كانت " حتى لا يتغير المعنى فلا بد وأن نقرأ "وما كانت أمك بغيا"

 

والله أعلى وأعلم

 

 

قصدت فى خاطرتى الثانية المذكورة فى سورة مريم أن الدعاء فى الخفاء يمكن وأن يكون له من سرعة الإستجابة ما يخترق الحجب والحواجز ويمكن أن يكون له من الأسرار ما لم يكن للدعاء فى العلانية

فمثلا فى سورة مريم عندما ذكر الله تعالى إذ نادى ربه نداءً خفيا وذكر سبحانه بعد ذلك الأعذار التى قدمها زكريا لربه ومنها كبر سنه وذلك فى قول الله تعالى قال رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا بل وأهمها أن كانت امرأته عاقرا فقال وكانت امرأتى عاقرا وهو السبب الرئيسى فى تأخر إنجاب الولد ، نجد ان الله تعالى أعقب الآيات مباشرة بالنداء من المولى عز وجل فقال يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى حتى أن سيدنا زكريا عليه السلام إستعجب وذكر الأسباب التى عطلت الإنجاب فقال قال رب أنى يكون لى غلام وكانت امرأتى عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا سبحان الله

نجد هنا أن استجابة الدعاء جاءت فورية وجاءت مباشرة بالنداء من المولى عز وجل يا زكريا حتى أنها اخترقت حواجز ذكر إصلاح الأسباب والوسائل التى تعطلت بها نعمة الإنجاب

وفى اعتقادى أن السر فى ذلك هو قول الله عز وجل إذ نادى ربه نداءً خفيا وهو الدعاء فى الخفاء أى فى السر

والعبد حين يدعو الله وهو فى حال الخفاء هذا والله من رحمة الله تعالى به وذلك فى قوله تعالى ذكر رحمت ربك عبده زكريا * إذ نادى ربه نداءً خفيا

أما فى سورة الأنبياء وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرنى فرداً وأنت خيرُ الوارثين لم يُذكر هنا صفة الخفاء فى الدعاء فأعقبه الله سبحانه وتعالى باستجابة الدعاء فاستجبنا له وفصّل إستجابة الدعاء بوهب الولد لزكريا وإصلاح الزوج وذلك فى قوله تعالى فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه وذلك لأنهم كانوا يسارعون فى الخيرات إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين

وحين لم يُذكر الخفاء فى الدعاء فيمكن أن يكون الدعاء بالسر أو بالعلانية فنجد إستجابة الدعاء هنا جاءت بذكر إصلاح الوسائل التى أدت إلى إستجابة الدعاء وهى إصلاح الزوج لأنها كانت عاقرا فأصلحها الله تعالى بأن أبرأها من العقم فولدت بإذن الله تعالى يحيى عليه السلام

كما نجد تعدد النعم كإستجابة الدعاء ووهب الولد الصالح وإصلاح الزوج ونجد أن هذا سبب أعم وأشمل يخص طيلة حياتهما بأنهم كانوا من المسارعين فى الخيرات من علم ودعوة وصبر وغيره

أى أن الدعاء وإن كان علانية يعقبه إستجابة وذكر لوسائل الإصلاح التى أدت لاستجابة الدعاء

أما الدعاء فى الخفاء يكون له من سرعة الإستجابة وارتباطها بنعمة الإنجاب للولد الصالح حتى وإن لم تُذكر وسائل الإصلاح التى أدت لاستجابة الدعاء ما لم يدركه العقل البشرى

ولا شك فى أن العبادة فى الخفاء لها من الأسرار والكرامات والأجر ما لم يكن للعبادة فى العلانية ومثال لذلك الصدقة

فقد قال الله تعالى فى سورة البقرة إن تبدوا الصدقات فنعمّا هى وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير

وفى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزبير بن العوام رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم أن يكون له خبىء من عمل صالح فليفعل

وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر فى آخر الحديث ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه

وفى هذا المقام مقام الصدقة لا بد وأن نذكر ما قاله بعض العلماء من أن الأفضل فى إظهار الصدقة أو إخفائها يختلف باختلاف الأحوال فإن كان فى إظهارها مصلحة فهو أفضل وإلا فإخفاؤها افضل فرضا ونفلا

والله تعالى أعلى واعلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا ونفع بك

اتابع بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهسورة النمل

 

إستوقفتنى فى سورة النمل آية عظيمة جليلة :

 

( ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ) .

 

لقد ذكر الله سبحانه وتعالى نعمة العلم لداوود وسليمان عليهما السلام وأعقبهما بذكر

( وقالا الحمد لله )

وكأن نعمة العلم أكفتهم عن كل النعم فقالا الحمد لله مما يدل على اقتران الحمد والشكر لله تعالى بالعلم وأن نعمة العلم واجبة لحمد الله عليها دوما وأبدا ولم يذكر الله عز وجل فى هذه الآية أى دعاء آخر بعد ذكر نعمة العلم مثل

( ربنا آتنا _ ربنا تقبل منا _ ربنا هب لنا _ ربنا اغفر لنا _

ربنا تب علينا ، ،،،،،، الخ )

مما يدل على أنه من كان لديه نعمة العلم من الله عز وجل فلا بد وأن يتوجه بشكر الله آناء الليل وأطراف النهار كما نجد اقتران حمد الله عز وجل بنعمة العلم فى آيات أخرى مثل :

(الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ) سورة الكهف والله أعلى وأعلم

سورة القصص :

 

قال الله تعالى فى سورة القصص

( ولما بلغ أشده واستوى ءاتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين ) الآية(14)

" ءاتيناه حكما وعلما "

تقديم الحكم عن العلم أو تأخير العلم عن الحكم

.. لماذا؟؟عندما ينّصب إنسان للحكم هل يحكم بدون أن يكون عنده علم مسبق ؟

لا أو أن القاضى الذى يحكم بين المتخاصمين هل يحكم

(يتولى الحكم)

دون أن يكون عالما بالحكم أولا ثم حاكما أو قاضيا ؟؟ لا ولكن فى هذه الآية الكريمة جاءت كلمة علما بعد حكما وذلك يفيد بأن نعمة العلم هى أبلغ وأشمل وأعظم النعم بل بها تتم النعم ومما يزيد من نعمة العلم تكريما وتشريفا أن الله عز وجل نسب هذه النعمة العظيمة لنفسه فقال فى موضع آخر

( وعلمناه من لدنا علما )

والله أعلى وأعلم

ولقد آتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده المؤمنين أنا لم أحصر الحمد والشكر على نعمة العلم فقط ولكن أوضح أن نعمة العلم نعمة كبيرة جدا تستوجب الشكر لله تعالى بل وتقترن بالحمد والشكر وأُشبّه نعمة العلم بالشجرة الأم التى تتفرع منها شجيرات وأفرع كثيرة وهى باقى النعم والإنسان مهما أوتى من نعم الدنيا مثل المال والولد والجاه والسلطة وغيرهم فإن هذا لا يوازى نعمة العلم وحدها لأن الإنسان لو كان معه المال مثلا ولم تكن معه نعمة العلم فإنه يصبح سفيه يتصرف بالمال دون تمييز والعكس صحيح لو أن الإنسان أوتى نعمة العلم ولم يؤت المال فقد أوتى كل شىء ... فلذلك وجب إقتران نعمة العلم بشكر الله عز وجل ءاناء الليل وأطراف النهار وبالعلم يرتقى الإنسان إلى أعلى الدرجات فى الدنيا والآخرة فقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات

وقال فى موضع آخر هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون

ونذكر فى هذا المقام الخضر الذى قال فيه الله تعالى آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ونجد تفسير القرطبى فى قول الله تعالى وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين في الآية دليل على شرف العلم وإنافة محله وتقدم حملته وأهله، وأن نعمة العلم من أجل النعم وأجزل القسم، وأن من أوتيه فقد أوتي فضلا على كثير من عباد الله المؤمنين {

يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}

.......

وفى تفسير

( في ظلال القرآن )

نجد ما يلى :

ولقد آتينا داود وسليمان علماوقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين

هذه هي إشارة البدء في القصة وإعلان الافتتاح خبر تقريري عن أبرز النعم التي أنعم الله بها على داود وسليمان عليهما السلام نعمة العلم.

فأما عن داود فقد ورد تفصيل ما آتاه الله من العلم في سور أخرى. منها تعليمه الترتيل بمقاطع الزبور، ترتيلاً يتجاوب به الكون من حوله، فتؤوب الجبال معه والطير، لحلاوة صوته، وحرارة نبراته، واستغراقه في مناجاة ربه، وتجرده من العوائق والحواجز التي تفصل بينه وبين ذرات هذا الوجود. ومنها تعليمه صناعة الزرد وعدة الحرب، وتطويع الحديد له، ليصوغ منه من هذا ما يشاء. ومنها تعليمه القضاء بين الناس، مما شاركه فيه سليمان.

وأما سليمان ففي هذه السورة تفصيل ما علمه الله من منطق الطير وما إليه؛ بالإضافة إلى ما ذكر في سور أخرى من تعليمه القضاء، وتوجيه الرياح المسخرة له بأمر الله.

تبدأ القصة بتلك الإشارة ولقد آتينا داود وسليمان علماً وقبل أن تنتهي الآية يجيء شكر داود وسليمان على هذه النعمة، وإعلان قيمتها وقدرها العظيم، والحمد لله الذي فضلهما بها على كثير من عباده المؤمنين فتبرز قيمة العلم، وعظمة المنة به من الله على العباد، وتفضيل من يؤتاه على كثير من عباد الله المؤمنين

ولا يذكر هنا نوع العلم وموضوعه لأن جنس العلم هو المقصود بالإبراز والإظهار وللإيحاء بأن العلم كله هبة من الله، وبأن اللائق بكل ذي علم أن يعرف مصدره، وأن يتوجه إلى الله بالحمد عليه، وأن ينفقه فيما يرضي الله الذي أنعم به وأعطاه فلا يكون العلم مبعداً لصاحبه عن الله، ولا منسياً له إياه وهو بعض مننه وعطاياه

وأما فى تفسير الشيخ محمد متولى الشعراوى فى هذه الآية فقوله ما يلى

وتسأل لقد أعطى الله داود وسليمان ـ عليهما السلام ـ نِعَماً كثيرة غير العلم ، أَلاَن لداود الحديد، وأعطى سليمان مُلْكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وسخَّر له الريح والجن، وعلَّمه منطق الطير إلخ ومع ذلك لم يمتنّ عليهما إلا بالعلم وهو منهج الدين؟

قالوا: لأن العلم هو النعمة الحقيقية التي يجب أن يفرح بها المؤمن، لا الملْك ولا المال، ولا الدنيا كلها، فلم يُعتد بشيء من هذا كله؛ لذلك حمد الله على أن آتاه الله العلم؛ لأنه النعمة التي يحتاج إليها كل الخَلْق، أما المُلْك أو الجاه أو تسخير الكون لخدمته، فيمكن للإنسان الاستغناء عنها

منقول ...... والله تعالى أعلى وأعلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكِ

جزاكِ الله خيرًا يا حبيبة ونفع بك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×