أمّ عبد الله 2425 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 15 يناير, 2014 أنتِ بنت، وهو صبي 1 عابدة المؤيد العظم "أمي، أريد أن أذهب مع أبي الى السوق"، فتجيب الأم: "لا"، فتُحاجِج البنتُ ذات الخمسة الأعوام الأم بقولها: "ولكنَّ أخي الصغير ذاهب معه!"، فتعلق الأم: "هو يستطيع الذهاب؛ لأنه صبيٌّ، أما أنتِ فلا؛ لأنك بنت"! "أمي، أخي يرفض أن يشاركني الركض واللهو معه في الحديقة، أرجوك قولي له أن يفعل"، الأم: "لا، لن أقول له؛ لأنه لا يُمكنك مشاركته اللعب؛ فأنت بنت"! "أمي، أريد أن أسبَحَ في ماء البحر مع أخي"، فتقول الأم: "لا يُمكنك السباحة أمام الناس". البنت الصغيرة: "ولكنَّ أخي يسبح أمام الناس!"، الأم: "هو يُمكنه ذلك لأنه صبي، أما أنت فلا؛ لأنك بنت"! "أبي، أريد أن تَشتري لي سيارة صغيرةً كما اشتريتِ لأخي لألعب بها فهو لا يُعيرني سيارته"، فيجيبها الأب: "ماذا، سيارة لك؟! لا يُمكن ذلك؛ فأنت بنت! العَبي بالدُّمى، واتركي السيارات لأخيك"! "أبي، أريد أن أُشارك رفيقاتي في رحلة نظَّمتها المدرسة إلى مصنَعِ العطور"، فيرد الأب بلا مبالاة: "كم مرة قلتُ لك: إن البنات لا يذهبْنَ في رحلات مدرسية"، "ولكن أخي ذهب في رحلة قبل أيام قليلة!" فيرد الأب: "هو صبي بإمكانه الذهاب، وأنت بنت"! هذه المشاهد الصغيرة تحدث يوميًّا في بيوت كثيرة، فكلَّما همَّت البنت بأمر مُنعَت منه لأنها بنت، في حين يتمتَّع أخوها بكل شيء، ويُسمَح له أن يفعل ما يشاء، وقد يكون أخوها ذاك أصغر منها بسنوات، أو قريبًا من سنِّها، فماذا تتوقَّعون أثر هذه العبارة على البنت وهي تسمعها منذ مولدها وحتى موتها، وتَسمعها وقد اقترنت بالحرمان والمنع، وتسمعها وقد اقترنت بالتفريق المُجحِف في المعاملة؟! لا بدَّ أن تَنتبه البنت إلى أشياء لم تكن تخطر ببالها فتفكر وتقارن وتُوازِن، وقد تَخرُج مِن هذا بعقدة أو عقد نفسية لا علاج لها، ثم تحملها معها لتؤذي بها زوجها أو لتُسبِّب بها الشقاء لبناتها، أو تحذو حذو من سبَقها من النساء فتَمقُت هذه البنت نفسَها، وتَمقُت أنوثَتها لأنها تسبَّبت في حرمانها من مَلذَّاتٍ كثيرة يتمتَّع بها أخوها، وقد يؤدِّي هذا المقتُ إلى انطِوائها أو فشلها في الحياة أو سلبيَّتِها وعدم فعاليتها، وقد تؤدي هذه العبارة إلى تمرُّدها والتِحاقها بإحدى الجمعيات التي تُدافع - كما يزعمونَ - عن حقوق المرأة. ♦ ♦ ♦ ♦ إن هذه العبارة لا تجوز شرعًا، ولا يصحُّ قولُها أبدًا؛ لأنها مخالفة لأبسط الحقوق الإنسانية الإسلامية: "العدل"، فالعدل واجب على الآباء والأمهات تجاه أولادهم بنصوص مُحكَمة واضحة، ولا يجوز أبدًا التفريقُ بين الجنسَين في المعاملة المعنوية والمادية: ((مَن كانت له أنثى لم يَئدْها ولم يُهِنها ولم يُؤثِر ولده عليها، أدخله الله تعالى الجنة))(2)، ولحديث: "رُوي أن رجلاً كان عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاء ابنٌ له فقبَّلَه وأجلسه على فخِذِه، وجاءت ابنة له فأجلسها بين يديه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ألا سوَّيتَ بينهما؟))(3)، ولحديث: ((اتقوا الله واعدلوا في أولادكم))(4)، ولحديث: ((اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم))(5)، ولحديث: ((سوِّ بينهم)) وعلَّل ذلك بقوله: ((أيسرُّكَ أن يَستووا في برِّك؟)) قال: نعم، قال: ((فسوِّ بينهم))، ولحديث: ((ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كنتُ مُفضِّلاً أحدًا على أحد لفضَّلتُ النساء))(6). ♦ ♦ ♦ ♦ وقد يَعتقِد بعض الآباء أنهم بترديد هذه العبارة "أنت بنتٌ، وهو صبي" يعدُّون أولادهم من الجنسين للمُستقبَل، فيعدُّون البنتَ لدورها والصبي لدوره، وهذا خطأ؛ لأن الإعداد لا يكون بالإحباط، والتحضير للأمر لا يكون بالتنفير منه، فالعبارة تلك (مع ما يتبعها من تفرقة وظلم) تُسبِّب اليأس والاستِسلام وتورث الكره والبغض لكل ما يتعلق بالأنوثة. وإنما يكون الإعداد بالاهتِمام بالبنت وتعويضها بالبديل المناسِب لها (هذا لو افترضنا جدلاً أنه تجوز التفرقة بينها وبين أخيها) فيقال لها: "لأنك بنت سوف نخصُّكِ بمَزايا لم نقدمها لأخيك ولن نقدمها له لأنه صبي! فلأنك بنتٌ سوف نُؤثِرك بملابس أجمل وأغلى من ملابسه، ولأنك بنت سنَشتري لك حليًّا فاخرةً، ولأنك بنتٌ سوف تَخرُجين مع أمِّك للعب مع بنات في مثل سنك في الحدائق والمُنتزهات، وسوف تصحبين والدتك إلى الزيارات والحفلات المُمتعة، ولأنك بنت سوف نهتمُّ بتعليمك كل ما تحتاجينه من علوم ومهارات لتكوني زوجة ناجحة وأمًّا رائعة، فعليك يتوقَّف المستقبل وبك يتحدَّد صلاح الجيل من فساده"، وبذلك نَصرِف البنت عن الشعور بالنقص إلى الشعور بالزهو، ونعدُّها لدورها دون أن نُقلِّل من قيمتها، ونعرفها أنها لا تتماثَل مع أخيها ولكنها تُكمله وتُساويه في الإنسانية، ونؤكد لها أن المجتمع والبشرية كلها لا يمكنها الاستغناء عن الخدمات التي تُقدِّمها النساء بحالٍ من الأحوال. ♦ ♦ ♦ ♦ أيها الناس، إن الفروق بين الصغار من الجنسَين ليسَت مُتفاوتة إلى تلك الدرجة التي يتصوَّرُها الآباء والأمهات ثم يُلقِّنونها لأبنائهم وبناتهم، والأحكامُ الشرعية الخاصة بالصغار من الجنسين واحدة إلا فروقًا بسيطة جدًّا؛ فالاثنان لا عورة لهما، والاثنان لا يُحاسَبان قبل البلوغ، والاثنان لا تُقبَل شهادتهما، والاثنان يَحتاجان لوصي، ولولي أمر، وغيره. ♦ ♦ ♦ ♦ فهذه العبارة "أنتِ بنت، وهو صبي" خطيرة لأنكم تُلقِّنون النشء مفاهيم مغلوطة، وقناعات مرفوضة، وعادات وتقاليد فاسدة حاربها الإسلام منذ قرون وأبدلَنا بها خيرًا منها، فلماذا تريدون إحياء هذه الجاهلية؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 الصبي: من لدن يولد إلى أن يفطم، والصبي: الغلام؛ لسان العرب (14: 450). 2 أبو داود. 3 البزار (ورجاله ثقات). 4 متفق عليه. 5أصحاب السنن. 6 رواه سعيد في سننه. 3 شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
رضــــاك ربي 258 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 15 يناير, 2014 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته جميل ما نقلت ام عبد الله جزاك الله خيرا شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
«..ارْتِـــقَّـےـاءْ..» 639 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 15 يناير, 2014 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته جميل ما نقلت ام عبد الله جزاك الله خيرا شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
ساره أم حمزه 1041 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 15 يناير, 2014 جميل الموضوع جزاك الله خيرا مشرفتى تصدقى انا اتضايقت من معظم الرجال بسبب الحجات دى ان الناس تقول لا هو كذا كذا عشان هو راجل لكن المرأة’ كذا شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
~أم صفية~ 76 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 15 يناير, 2014 بارك الله فيك على النقل و نفع بك شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
هدى ايمن ناصر 57 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 15 يناير, 2014 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك ام عبد الله الحبيبة وجزيت خيرا على النقل القيم فعلا مسألة حساسة ويجب الانتباه لها خلال تربية الابناء وحتى لا تتسبب في آثار سلبية صعب محوها في نفسية الطفلة شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
ساجدة للرحمن 2050 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 21 فبراير, 2014 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فعلا واقع .. بوركت يا حبيبة شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
*تاجى حجابى* 13 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 17 مارس, 2014 جميل بوركتِ شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
سُندس واستبرق 4686 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 18 مارس, 2014 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الله المستعان .. ليس هكذا تكون التربية ! بارك الله فيك ِ وجزاك ِ خيرًا . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك