إعلانات
- تنبيه بخصوص الصور الرسومية + وضع عناوين البريد
- يُمنع وضع الأناشيد المصورة "الفيديو كليب"
- فتح باب التسجيل في مشروع "أنوار الإيمان"
- القصص المكررة
- إيقاف الرسائل الخاصة نهائيًا [مع إتاحة مراسلة المشرفات]
- تنبيه بخصوص المواضيع المثيرة بالساحة
- الأمانة في النقل، هل تراعينها؟
- ضوابط و قوانين المشاركة في المنتدى
- تنبيه بخصوص الأسئلة والاستشارات
- قرار بخصوص مواضيع الدردشة
- يُمنع نشر روابط اليوتيوب
-
محتوي مشابه
-
بواسطة سدرة المُنتهى 87
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ" أَوْ قَالَ: "غَيْرَهُ"
(رواه مسلم- كتاب الرضاع- باب الوصية بالنساء- 2672)
فمعنى لا يَفْرَك: لا يبغض،
قال النووي في شرح صحيح مسلم: يَفْرَك بفتح الياء والراء وإسكان الفاء بينهما؛
قال أهل اللغة: (فَرِكَهُ) بِكَسْرِ الرَّاء يَفْرُكُهُ إِذَا أَبْغَضه (وَالْفَرْك) بِفَتْحِ الْفَاء وَإِسْكَان الرَّاء الْبُغْض. اهـ.
وهذا الحديث النبوي هو -كما قال النووي في شرحه على صحيح مسلم- [نَهْي أَيْ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْغِضهَا، لِأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا يُكْرَه وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا بِأَنْ تَكُون شَرِسَة الْخُلُق لَكِنَّهَا دَيِّنَة أَوْ جَمِيلَة أَوْ عَفِيفَة أَوْ رَفِيقَة بِهِ أَوْ نَحْو ذَلِكَ.
وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْته مِنْ أَنَّهُ نَهْي يَتَعَيَّن لِوَجْهَيْنِ:
أَحَدهمَا أَنَّ الْمَعْرُوف فِي الرِّوَايَات ( لَا يَفْرَكْ ) بِإِسْكَانِ الْكَاف لَا بِرَفْعِهَا وَهَذَا يَتَعَيَّن فِيهِ النَّهْي وَلَوْ رُوِيَ مَرْفُوعًا لَكَانَ نَهْيًا بِلَفْظِ الْخَبَر،،
وَالثَّانِي أَنَّهُ قَدْ وَقَعَ خِلَافه فَبَعْض النَّاس يُبْغِض زَوْجَته بُغْضًا شَدِيدًا وَلَوْ كَانَ خَبَرًا لَمْ يَقَع خِلَافه وَهَذَا وَاقِع].
قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله:
وهذا الإرشاد من النبي صلى الله عليه وسلم، للزوج في معاشرة زوجته من أكبر الأسباب والدواعي إلى حسن العشرة بالمعروف، فنهى المؤمن عن سوء عشرته لزوجته.
والنهي عن الشيء أمر بضده.
وأمره أن يلحظ ما فيها من الأخلاق الجميلة، والأمور التي تناسبه، وأن يجعلها في مقابلة ما كره من أخلاقها فإن الزوج
إذا تأمل ما في زوجته من الأخلاق الجميلة،
والمحاسن التي يحبها، ونظر إلى السبب الذي دعاه إلى التضجر منها وسوء عشرتها، رآه شيئا واحدا أو اثنين مثلا، وما فيها مما يحب أكثر. فإذا كان منصفا غض عن مساوئها لاضمحلالها في محاسنها.
وبهذا: تدوم الصحبة، وتؤدى الحقوق الواجبة المستحبة.
وربما أن ما كره منها تسعى بتعديله أو تبديله. وأما من غض عن المحاسن، ولحظ المساوئ ولو كانت قليلة، فهذا من عدم الإنصاف. ولا يكاد يصفو مع زوجته.
والناس في هذا ثلاثة أقسام:
أعلاهم: من لحظ الأخلاق الجميلة والمحاسن، وغض عن المساوئ بالكلية وتناساها.
وأقلهم توفيقا وإيمانا وأخلاقا جميلة: من عكس القضية، فأهدر المحاسن مهما كانت، وجعل المساوئ نصب عينيه. وربما مددها وبسطها وفسرها بظنون وتأويلات تجعل القليل كثيرا، كما هو الواقع.
والقسم الثالث: من لحظ الأمرين، ووازن بينهما، وعامل الزوجة بمقتضى كل واحد منها. وهذا منصف. ولكنه قد حرم الكمال.
وهذا الأدب الذي أرشد إليه صلى الله عليه وسلم،
ينبغي سلوكه واستعماله مع جميع المعاشرين والمعاملين؛ فإن نفعه الديني والدنيوي كثير،
وصاحبه قد سعى في راحة قلبه، وفي السبب الذي يدرك به القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة ؛ لأن الكمال في الناس متعذر.
وحسبُ الفاضلِ أن تُعد معايبه.
وتوطين النفس على ما يجيء من المعاشرين مما يخالف رغبة الإنسان، يسهل عليه حسن الخلق، وفعل المعروف والإحسان مع الناس.. والله الموفق.
(بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار)
فوائد الحديث:
قال الشيخ السعدي رحمه الله:
[وفي الحديث فائدتان عظيمتان:
إحداهما: الإرشاد إلى معاملة الزوجة والقريب والصاحب والمعامل، وكل من بينك وبينه علاقة واتصال، وأنه ينبغي أن توطن نفسك على أنه لا بد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه،
فإذا وجدت ذلك، فقارن بين هذا وبين ما يجب عليك أو ينبغي لك من قوة الاتصال والإبقاء على المحبة،
بتذكر ما فيه من المحاسن، والمقاصد الخاصة والعامة، وبهذا الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن، تدوم الصحبة والاتصال وتتم الراحة وتحصل لك.
الفائدة الثانية: وهي زوال الهم والقلق، وبقاء الصفاء، والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة: وحصول الراحة بين الطرفين،
ومن لم يسترشد بهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم- بل عكس القضية فلحظ المساوئ، وعمي عن المحاسن-، فلا بد أن يقلق، ولابد أن يتكدر ما بينه وبين من يتصل به من المحبة، ويتقطع كثير من الحقوق التي على كلٍ منهما المحافظة عليها.
وكثير من الناس ذوي الهمم العالية يوطنون أنفسهم عند وقوع الكوارث والمزعجات على الصبر والطمأنينة.
لكن عند الأمور التافهة البسيطة يقلقون، ويتكدر الصفاء،
والسبب في هذا أنهم وطنوا نفوسهم عند الأمور الكبار، وتركوها عند الأمور الصغار فضرتهم وأثرت في راحتهم، فالحازم يوطن نفسه على الأمور القليلة والكبيرة ويسأل الله الإعانة عليها، وأن لا يكله إلى نفسه طرفة عين، فعند ذلك يسهل عليه الصغير، كما سهل عليه الكبير. ويبقى مطمئن النفس ساكن القلب مستريحا].
(الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ص 26 )
وإننا لنرى كثيرًا من الأزواج والزوجات قد استحالت حياتهم الزوجية إلى جـحـيمٍ لا يُطاق فمشاجرات ومناوشات وتطاول بالأيدي والألسن، قد تسأل عن السبب فتأتيك الإجابة:
(أنا أكرهها، ما عُدت أطيقها) (أنا أكرهه وأفضل العمى على رؤيته)!!
ولـِـمَ كــل ذلــك؟!!
ألا يوجد ولو سبب واحد فقط يجعل المودة هي الغالبة،، لماذا ننظر دومـا إلى نصف الكوب الفارغ؟ فنتصور أن لا يوجد غيره في حين أنه يوجد نصف آخر مماثل تماما ومع ذلك ممتلئ!!
قال ابن عثيمين رحمه الله:
[المحبة لها أسباب، والبغضاء لها أسباب، فابتعد عن أسباب البغضاء وأكثِر من أسباب المحبة، فمثلاً إذا كنت أبغضت شخصاً لأنه عمل عملاً ما،
فاذكر محاسنه حتى تزيل عنك هذه البغضاء، وإلا ستبقى على ما أنت عليه من بغضائه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لاَ يَفرك مؤمِن مؤمِنَة إِن كَرِهَ مِنهَا خُلُقَاً رَضيَ مِنهَا خُلُقاً آخر"
أي لا يبغض الرجل زوجته لأنها أساءت في خلق واحد، بل يقارن:إن كره خلقاً منها رضي منها خلقاً آخر.
كذلك المحبة: يذكر بقلبه ما يكون سبباً لمحبة الرجل من الخصال الحميدة والآداب العالية وما أشبه ذلك.
فالبغضاء لها سبب والمحبة لها سبب، فليفعل أسباب المحبة وليتجنب أسباب البغضاء].
المـصـادر:
- شرح النووي على صحيح مسلم.
- الوسائل المفيدة للحياة السعيدة- عبد الرحمن بن ناصر السعدي.
- بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار- عبد الرحمن بن ناصر السعدي.
- فتاوى الشيخ بن عثيمين رحمه الله.
-
بواسطة سدرة المُنتهى 87
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلاةٍ) (1).
** شرح المفردات(2):
(الرِّيشَةِ): قال الرازي: الريش للطائر، الواحدة: (ريشة)، ويجمع على أرياش.
(تقلبها): قلب الشيء صرفه عن وجه إلى وجه وسمي قلبا لكثرة تقلبه.
(الرياح): جمع ريح.
(بِفَلاَةٍ): الْأَرْض الْخَالِيَة مِن الْعُمْرَان.
** شرح الحديث:
قال المناوي نقلاً عن الطيبي: المثل هنا بمعنى الصفة لا القول السائر,
والمعنى: صفة القلب العجيبة الشأن وورود ما يرد من عالم الغيب وسرعة تقلبه كصفة ريشة,
يعني: أن القلب في سرعة تقلبه لحكمة الابتلاء بخواطر ينحرف مرةً إلى حق, ومرةً إلى باطل, وتارةً إلى خير, وتارةً إلى شر, وهو في مقره لا ينقلب في ذاته غالباً إلا بقاهر مزعج من خوف مفرط.
وقوله: (تقلبها الرياح بفلاة): أي: بأرض خالية من العمران؛ فإن الرياح أشد تأثيرًا فيها منها في العمران, وجمع الرياح لدلالتها على التقلب ظهرًا لبطن؛ إذ لو استمر الريح لجانب واحد لم يظهر التقلب؛ كما يظهر من الرياح المختلفة.
وقال الغزالي: إنما كان (القلب) كثير التقلب؛ لأنه منزله الإلهام والوسوسة, وهما أبدًا يقرعانه ويلقنانه,
وهو معترك المعسكرين: الهوى وجنوده, والعقل وجنوده, فهو دائمًا بين تناقضهما وتحاربهما,
والخواطر له كالسهام لا تزال تقع فيه, كالمطر لا يزال يمطر عليه ليلاً ونهارًا, وليس كالعين التي بين جفنين تغمض وتستريح, أو تكون في ليل أو ظلمة, أو اللسان الذي هو من وراء حجابين الأسنان والشفتين وأنت تقدر على تسكينه,
بل القلب عرش الخواطر لا تنقطع عنه بحال, والآفات إليه أسرع من جميع الأعضاء, فهو إلى الانقلاب أقرب؛
ولهذا خاف الخواص على قلوبهم, وبكوا عليها وصرفوا عنايتهم إليها,
** ومقصود الحديث:
أن يثبت العبد عند تقلب قلبه, وينظر إلى همومه بنور العلم, فما كان خيرًا أمسك القلب عليه, وما كان شرًا أمسكه عنه(3).
** من فوائد الحديث:
1- قال القاضي أبو بكر بن العربي: القلب جزء من البدن خلقه الله وجعله للإنسان محل العلم والكلام وغير ذلك من الصفات الباطنة وجعل ظاهر البدن محل التصرفات الفعلية والقولية ووكل بها ملكا يأمر بالخير وشيطانا يأمر بالشر فالعقل بنوره يهديه والهوى بظلمته يغويه والقضاء والقدر مسيطر على الكل والقلب ينقلب بين الخواطر الحسنة والسيئة واللمة من الملك تارة ومن الشيطان أخرى والمحفوظ من حفظه الله تعالى(4).
2- الثبات على دين الله عز وجل نعمة من الله يمن بها على من يشاء من عباده المؤمنين، قال تعالى: (يُثَبِّتُ اللهُ الذين آمنوا بالقَوْلِ الثَّابتِ في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخرةِ ويُضِلُّ اللهُ الظالمينَ ويفعلُ اللهُ ما يشاء) (إبراهيم/27).
3- أن على المسلم أن يعتصم بالله تعالى ويداوم على سؤاله الاستقامة على الطاعة والثبات على الدين، فإنه لا سبيل إلى ثبات القلب وسلامته من التقلب إلا بتثبيت الله تعالى له،
ولقد كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
(يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)
فقيل له في ذلك ؟ قال :
(إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام و من شاء أزاغ)(5).
(1) سنن ابن ماجه، برقم: (88). والجامع الصغير وزيادته، 1/ 1078، برقم: (10772)، وصحّحه الشيخ الألباني: ينظر صحيح الجامع، برقم: (5833).
(2) ينظر: فيض القدير للمناوي، 5/ 508.
(3) ينظر: المرجع السابق، 5/ 508-509.
(4) ابن حجر، فتح الباري 11/ 527.
(5) رواه الترمذي من حديث أم سلمة، وقال الشيخ الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم : 4801 في صحيح الجامع.
منقول من موقع الكلم الطيب
-
منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤
أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..