اذهبي الى المحتوى
مريم فوزي

اللهم لك الحمدُ، أنت نورُ السمواتِ والأرضِ | دعاء قيام الليل

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

*دعاء قيامُ الليل

 

كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا قام من الليلِ يتهجَّد قال : ( اللهم لك الحمدُ، أنت نورُ السمواتِ والأرضِ ومن فيهن، ولكالحمدُ، أنت قيِّمُ السمواتِ والأرضِ ومن فيهن، ولك الحمدُ، أنت الحقُّ، ووعدُك حقٌّ، وقولُك حقٌّ، ولقاؤك حقٌّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حقٌّ، والساعةُ حقٌّ، والنبيون حقٌّ، ومحمدٌ حقٌّ، اللهم لك أسلمتُ، وعليك توكلتُ، وبك آمنتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، أنت المقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ، لا إله إلا أنت، أو : لا إله غيرُك ) [صحيح البخاري: (7442)].

 

قَوْلُهُ : ( كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ ) ‏

‏قَالَ الْحَافِظُ : ظَاهِرُ السِّيَاقِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُهُ أَوَّلَ مَا يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ وَتَرْجَمَ عَلَيْهِ اِبْنُ خُزَيْمَةَ الدَّلِيلَ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ هَذَا التَّحْمِيدَ بَعْدَ أَنْ يُكَبِّرَ ثُمَّ سَاقَهُ مِنْ طَرِيقِ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ لِلتَّهَجُّدِ قَالَ بَعْدَمَا يُكَبِّرُ : اللَّهُمَّ لَك الْحَمْدُ اِنْتَهَى ‏

‏" لَك الْحَمْدُ " ‏ ‏تَقْدِيمُ الْخَبَرِ يَدُلُّ عَلَى التَّخْصِيصِ ‏

‏" أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ "‏أَيْ مُنَوَّرُهُمَا وَخَالِقُ نُورِهِمَا , وَقَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ هَادِي أَهْلَهُمَا . وَقِيلَ " مُنَزَّهٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ وَمُبَرَّأٌ مِنْ كُلِّ رِيبَةٍ " , وَقِيلَ هُوَ اِسْمُ مَدْحٍ يُقَالُ فُلَانٌ نُورُ الْبَلَدِ وَشَمْسُ الزَّمَانِ , وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ : " مُزَيِّنُ السَّمَاوَاتِ بِالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ وَمُزَيِّنُ الْأَرْضِ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالْعُلَمَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ " , وَقَالَ اِبْنُ بَطَّالٍ : ( أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) أَيْ بِنُورِك يَهْتَدِي مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَقِيلَ مَعْنَاهُ ذُو نُورِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " وَفِي رِوَايَةٍ قَيِّمُ وَفِي أُخْرَى قَيُّومٌ وَهِيَ مِنْ أَبْنِيَةِ الْمُبَالَغَةِ وَهِيَ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَعْنَاهَا الْقَائِمُ بِأُمُورِ الْخَلْقِ وَمُدَبِّرُ الْعَالَمِ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ وَأَصْلُهَا مِنْ الْوَاوِ قَيْوَامٌ وَقَيْوُومٌ وَقَيْوُومٌ بِوَزْنِ فَيْعَالٍ فَيَعُولُ , وَالْقَيُّومُ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الْمَعْدُودَةِ وَهُوَ الْقَائِمُ بِنَفْسِهِ مُطْلَقًا لَا بِغَيْرِهِ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يُقَوَّمُ بِهِ كُلُّ مَوْجُودٍ حَتَّى لَا يُتَصَوَّرَ وُجُودُ شَيْءٍ وَلَا دَوَامُ وُجُودِهِ إِلَّا بِهِ كَذَا فِي النِّهَايَةِ ‏

‏( أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ )‏قَالَ فِي النِّهَايَةِ . الرَّبُّ يُطْلَقُ فِي اللُّغَةِ عَلَى الْمَالِكِ وَالسَّيِّدِ وَالْمُدَبِّرِ وَالْمُرَبِّي وَالْمُنْعِمِ وَالْقَيِّمِ , وَلَا يُطْلَقُ غَيْرَ مُضَافٍ إِلَّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَإِذَا أُطْلِقَ عَلَى غَيْرِهِ أُضِيفَ فَيُقَالُ رَبُّ كَذَا وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ مُطْلَقًا عَلَى غَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَيْسَ بِالْكَثِيرِ ‏

‏( أَنْتَ الْحَقُّ )‏ أَيْ الْمُتَحَقِّقُ الْوُجُودِ الثَّابِتُ بِلَا شَكٍّ فِيهِ . قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : هَذَا الْوَصْفُ لَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِالْحَقِيقَةِ خَاصٌّ بِهِ لَا يَنْبَغِي لِغَيْرِهِ إِذْ وُجُودُهُ لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَسْبِقْهُ عَدَمٌ وَلَا يَلْحَقُهُ عَدَمٌ بِخِلَافِ غَيْرِهِ . وَقَالَ اِبْنُ التِّينِ : يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنْتَ الْحَقُّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَنْ يُدَّعَى فِيهِ أَنَّهُ إِلَهٌ أَوْ بِمَعْنَى أَنَّ مَنْ سَمَّاك إِلَهًا فَقَدْ قَالَ الْحَقُّ ‏

‏( وَوَعْدُك الْحَقُّ ) ‏أَيْ الثَّابِتُ , قَالَ الطِّيبِيُّ : عَرَّفَ الْحَقَّ فِي أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُك الْحَقُّ وَنَكَّرَ فِي الْبَوَاقِي لِأَنَّهُ مُنَكَّرٌ سَلَفًا وَخَلَفًا أَنَّ اللَّهَ هُوَ الثَّابِتُ الدَّائِمُ الْبَاقِي وَمَا سِوَاهُ فِي مَعْرِضِ الزَّوَالِ وَكَذَا وَعْدُهُ مُخْتَصٌّ بِالْإِنْجَازِ دُونَ وَعْدِ غَيْرِهِ إِمَّا قَصْدًا وَإِمَّا عَجْزًا تَعَالَى اللَّهُ عَنْهُمَا وَالتَّنْكِيرُ فِي الْبَوَاقِي لِلتَّفْخِيمِ ‏

‏( وَلِقَاؤُك حَقٌّ )‏ اللِّقَاءُ الْبَعْثُ أَوْ رُؤْيَةُ اللَّهِ تَعَالَى , وَقِيلَ الْمَوْتُ وَأَبْطَلَهُ النَّوَوِيُّ , وَاللِّقَاءُ وَمَا ذُكِرَ بَعْدَهُ دَاخِلٌ تَحْتَ الْوَعْدِ لَكِنْ الْوَعْدُ مَصْدَرٌ وَمَا ذُكِرَ بَعْدَهُ هُوَ الْمَوْعُودُ بِهِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ الْخَاصِّ بَعْدَ الْعَامِّ ‏

‏( وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ) ‏أَيْ يَوْمُ الْقِيَامَةِ , وَأَصْلُ السَّاعَةِ الْقِطْعَةُ مِنْ الزَّمَانِ وَإِطْلَاقُ اِسْمِ الْحَقِّ عَلَى مَا ذُكِرَ مِنْ الْأُمُورِ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ كَوْنِهَا وَأَنَّهَا مِمَّا يَجِبُ أَنْ يُصَدَّقَ بِهَا وَتَكْرَارُ لَفْظِ حَقٍّ لِلْمُبَالَغَةِ فِي التَّأْكِيدِ ‏

‏" اللَّهُمَّ لَك أَسْلَمْت" ‏أَيْ اِسْتَسْلَمْت وَانْقَدْت لِأَمْرِك وَنَهْيِك ‏

‏" وَبِك آمَنْت" ‏أَيْ صَدَّقْت بِك وَبِكُلِّ مَا أَخْبَرْت وَأَمَرْت وَنَهَيْت ‏

‏( وَعَلَيْك تَوَكَّلْت ) ‏‏أَيْ فَوَّضْت الْأَمْرَ إِلَيْك تَارِكًا لِلنَّظَرِ فِي الْأَسْبَابِ الْعَادِيَةِ ‏

‏( وَإِلَيْك أَنَبْت ) ‏‏أَيْ أَطَعْت وَرَجَعْت إِلَى عِبَادَتِك أَيْ أَقْبَلْت عَلَيْهَا , وَقِيلَ مَعْنَاهُ رَجَعْت إِلَيْك فِي تَدْبِيرِ أَمْرِي أَيْ فَوَّضْت إِلَيْك ‏

‏" وَبِك خَاصَمْت" ‏ أَيْ بِمَا أَعْطَيْتنِي مِنْ الْبَرَاهِينِ وَالْقُوَّةِ خَاصَمْت مَنْ عَانَدَ فِيك وَكَفَرَ بِك وَقَمَعْته بِالْحُجَّةِ وَبِالسَّيْفِ ‏

‏" وَإِلَيْك حَاكَمْت " ‏ ‏, أَيْ كُلَّ مَنْ جَحَدَ الْحَقَّ حَاكَمْته إِلَيْك وَجَعَلْتُك الْحَاكِمَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَا غَيْرَك مِمَّا كَانَتْ تَحَاكَمُ إِلَيْهِ الْجَاهِلِيَّةُ وَغَيْرُهُمْ مِنْ صَنَمٍ وَكَاهِنٍ وَنَارٍ وَشَيْطَانٍ وَغَيْرِهَا فَلَا أَرْضَى إِلَّا بِحُكْمِك وَلَا أَعْتَمِدُ غَيْرَهُ , وَقَدَّمَ مَجْمُوعَ صِلَاتِ هَذِهِ الْأَفْعَالِ عَلَيْهَا إِشْعَارًا بِالتَّخْصِيصِ وَإِفَادَةً لِلْحَصْرِ ‏

‏( مَا قَدَّمْت ) ‏ ‏أَيْ قَبْلَ هَذَا الْوَقْتِ وَمَا أَخَّرْت عَنْهُ ‏

‏" وَمَا أَسْرَرْت وَمَا أَعْلَنْت" ‏ ‏أَيْ أَخْفَيْت وَأَظْهَرْت أَوْ مَا حَدَّثْت بِهِ نَفْسِي وَمَا تَحَرَّكَ بِهِ لِسَانِي . قَالَ النَّوَوِيُّ : وَمَعْنَى سُؤَالِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْفِرَةَ مَعَ أَنَّهُ مَغْفُورٌ لَهُ أَنَّهُ يَسْأَلُ ذَلِكَ تَوَاضُعًا وَخُضُوعًا وَإِشْفَاقًا وَإِجْلَالًا وَلِيُقْتَدَى بِهِ فِي أَصْلِ الدُّعَاءِ وَالْخُضُوعِ وَحُسْنِ التَّضَرُّعِ فِي هَذَا الدُّعَاءِ الْمُعَيَّنِ . وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ مُوَاظَبَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اللَّيْلِ عَلَى الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالِاعْتِرَافِ لِلَّهِ تَعَالَى بِحُقُوقِهِ وَالْإِقْرَارِ بِصِدْقِهِ وَوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ وَالْبَعْثِ وَالْجَنَّةِ النَّارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ اِنْتَهَى .‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏

 

تُحفة الأحوزي بشرح جامع الترمذي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله ألف خير ياصموتة الحبيبة

وكتب بموازين حسناتك ياغالية

دعاء جميل سأحفظه إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

 

@@خيوط ذهبية

و أنتم من أهل الجزاء يا غالية

بارك الرحمن فيكِ

همسة على الهامش: لا ينفع قول جزاك الله (ألف) خير حتى لا نحصر الخير بعدد

https://akhawat.islamway.net/forum/index.php?showtopic=73820

بوركتم حبيبتي ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

 

@@خيوط ذهبية

و أنتم من أهل الجزاء يا غالية

بارك الرحمن فيكِ

همسة على الهامش: لا ينفع قول جزاك الله (ألف) خير حتى لا نحصر الخير بعدد

http://akhawat.islam...showtopic=73820

بوركتم حبيبتي ()

بارك الله فيك وفي جهودك ايحبيبة همسة جميلة ونافعة ياحبيبة

كنت غافلة عنها

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

احب هذا الدعاء كثيرا

 

جزاك الله خيرا اختي صمت

 

في ميزان حسناتك ان شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×