الحُبُّ في اللهِ أقوَى رابطةٍ تَجمَعُ بين قلبَيْن .
الأُخوَّةُ الإيمانِيَّةُ أوْثَقُ عِلاقةٍ تربِطُ بين اثنَيْن .
( أُحِبُّكِ في اللهِ ) ، ما أرْوَعَها إذا قُلتيها لأُختِكِ !
ما أجمَلَها إذا استشعرتِ معناها !
( أُحِبُّكِ في اللهِ ) تعني أنَّكِ قريبةٌ مِن قلبي ،
أُحِبُّ لَكِ ما أُحِبُّ لنَفْسِي .
أَمُدُّ يَدي إليكِ مُصافِحةً ،
ومُمسِكَةً بيدِكِ سائِرةً معكِ في طريق الخَير ،
راجيةً أن نلتقِيَ في جنَّةَ الفِرْدَوْس .
أُنشودة [ أخي في الله ]
حمِّليها مِن ( هُنا ) .
[ 3 ]
أُحِبُّكِ يا أُختي ؛ لأنَّكِ مُسلِمةٌ مِثلي .
أُحِبُّكِ لأنَّكِ رَضيتِ باللهِ رَبًّا ، وبالإسلامِ دِينًا ،
وبمُحمَّدٍ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - نبيًّا .
أُحِبُّكِ وأتقرَّبُ إلى اللهِ تعالى بِحُبِّكِ ()
أُحِبُّكِ لا لأجلِ مَصلحةٍ دُنيويَّةٍ ، ولكنْ لأجلِ سَعادةٍ أُخرَوِيَّةٍ .
( أُحِبُّكِ في اللهِ ) ، أُعلِنُها صَريحةً وبها أُخبِرُكِ ؛
لأنَّ نبيَّنا - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - حَثَّ على ذلك ،
فقال لِمَن أخبَرَه أنَّه يُحِبُّ فُلانًا : ( هل أعْلَمْتَه ذلك ؟ )
قال : لا . فقال : ( قُمْ فأعْلِمْه ) السلسلة الصحيحة للألبانيِّ .
أُحِبُّكِ وأدعُوكِ بأُختي ؛ لأنَّ اللهَ تعالى قال :
(( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )) الحجرات/10 ،
ولأنَّ النبيَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال :
( المُسلِمُ أخو المُسلِم ) مُتفقٌ عليه .
فلامَسَ معناها قلبي ، وقَبَضْتُ على يَدِكِ حتى لا أفْقِدَكِ .
فاقتربي مِنِّي يا أُختي ، فإنِّي في اللهِ أُحِبُّكِ .
خالد بن أحمد بابطين
من المعلوم عند جميع المسلمين أنَّ شهر رجب من الأشهر الحُرُمِ التي قال الله فيها: (إنَّ عدَّةَ الشٌّهورِ عند الله اثنا عَشَرَ شهراً في كتاب الله يوم خَلَقَ السَّمواتِ والأرضَ منها أربعة حُرُمٌ ذلك الدِّين القَيِّم فلا تظلِمُوا فيهنَّ أَنفُسَكم)[التوبة: 36[.
وثبت في "الصحيحين" أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- خطب في حجَّة الوداع فقال في خطبته: (إنَّ الزَّمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حُرُمٌ، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجَّة، والمحرَّم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان).
لِمَ سُمِّيت هذه الأشهر الأربعة حُرُماً؟
وقد اختلفوا لِمَ سمِّيت هذه الأشهر حُرُماً، فقيل: لعظم حرمتها وحرمة الذَّنب فيها.
قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس: اختصَّ الله أربعة أشهر جعلهنّ حُرُماً وعظَّم حُرُماتهنّ، وجعل الذَّنب فيهنّ أعظم، وجعل العمل الصالح والأجر أعظم.
وقيل: بتحريم القتال فيها.
لِمَ سُمِّي رَجَبٌ رَجَباً؟
قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله تعالى-:
سمّي رجبٌ رجباً لأنه كان يرجب، أي يُعظَّم، يُقال: رَجَبَ فلانٌ مولاه، أي عظَّمه.
وقيل: لأنَّ الملائكةتترجَّب للتَّسبيح والتَّحميد فيه والحديث الوارد فيه موضع. اهـ كلامه بمعناه. وذكر بعضهم أنَّ لشهر رجب أربعة عشر اسماً، هي: (شهر الله - رجب - رجب مضر - منصل الأسنَّة - الأصمّ - الأصبّ - منفس - مطهر - معلى - مقيم - هرم - مقشقش - مبرىء – فرد).
تعظيم أهل الجاهلية لشهر رجب:
ولقد كان الجاهليون يُعظِّمون هذا الشهر، خصوصاً قبيلة مُضَر، ولذا جاء في الحديث كما سبق: (رجب مُضَر)، قال ابن الأثير في "النهاية": (أضاف رجباً إلى مضر لأنهم كانوا يُعظِّمونه خلاف غيرهم، فكأنهم اختصٌّوا به).
فلقد كانوا يُحرِّمون فيه القتال، حتى أنهم كانوا يُسمٌّون الحرب التي تقع في هذه الأشهر (حرب الفجار!!). وكانوا يتحرَّون الدعاءفي اليوم العاشر منه على الظالم، وكان يُستجاب لهم!
وقد ذُكر ذلك لعمر بن الخطابرضي الله عنه فقال: إنَّ الله كان يصنع بهم ذلك ليحجز بعضهم عن بعض، وإنَّ الله جعل الساعة موعدهم، والساعةُ أدهى وأمرّ.
وكانوا يذبحون ذبيحةً تُسمَّى (العَتِيرة)، وهي شاة يذبحونها لأصنامهم، فكان يُصبٌّ الدم على رأسها!
وأكثر العلماءعلى أنَّ الإسلام أبطلها، لحديث "الصحيحين": (لا فرع ولا عَتيرة).
ورُوي عن النبيصلى الله عليه وسلم كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل رجب قال: (اللَّهمَّ بارك لنا في رجب وشعبان وبلِّغنا رمضان). وإسناده ضعيف.
قال بعض السلف: شهر رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السَّقي للزرع، وشهر رمضانحصاد الزرع.