اذهبي الى المحتوى
أم أمة الله

أتعرفين من يفر الشيطان منه؟انه عمر بن الخطاب

المشاركات التي تم ترشيحها

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذا جزء جديد من سيرة الفاروق عمر بن الخطاب وفيها نتذكر اخلاقه رضى الله عنه فنقول وبالله التوفيق....

حزم عمر بن الخطاب

نشأ عمر في كنف والده وورث عنه طباعه الصارمة، التي لا تعرف الوهن، والحزم الذي لا يدانيه التردد، والتصميم الذي لا يقبل أنصاف الحلول.

 

وكان من أشراف قريش وأعيانها، وإليه كانت السفارة في الجاهلية، فكانت قريش إذا وقعت الحرب بينهم، أو بينهم وبين غيرهم بعثوه سفيرًا أي رسولاً وإذا نافرهم منافر، وفاخرهم أحد رضوا به، وبعثوه.

ونال السفارة؛ لأنه رجل قوي البنيان، مجدول اللحم، رابط الجأش، ثابت الجنان، صارم حازم، لا يعرف التردد والأَرْجحة، ينأى عن الذبذبة والمراوغة، لا تتناوبه الأهواء المتنازعة، ولا الآراء المشتتة، بل نفسه كُلٌّ واحد، إذا تحرك تحركت كل قدراته، واحتشدت في شخصية واحدة متكاملة متسقة، فحيثما وجد عمر وجدت شخصية وإدارة ومنهج، في دقة واتساق، كأنه جيش يتحرك بخطى قوية إلى اتجاه واحد محدد، بشخصية فذة ليس لذرة في كيانه عن إرادته شذوذ، أو عن وجهته مهرب.

 

هذا العنفوان العارم، والبأس الشديد، قد جنده عمر في محاداة دعوة الحق I، عندما قام رسول الله يدعو الناس على بصيرة للتوحيد، ونبذ الأصنام.

كان عمر قبل إسلامه في الصف المعادي للإسلام، وقد أفرغ كل قوته في بحر الشرك المتلاطم حول الدعوة الجديدة، وكان متشبثًا بموقفه لدرجة تعصف بأي أمل في إسلامه وأن يكون يومًا مع الركب المؤمن، ولقد كان أذاه للمسلمين يبلغ أذى قريش مجتمعة، ولم يسلم منه حتى أخته وصهره سعيد بن زيد.

ومع كل هذا كان رسول الله يطمع في إسلامه، لما يعلمه فيه من القوة التي اتسمت بالوضوح والتفوق الباهر، الذي جند في غير طريق الحق.

 

لقد كان طغيان الوثنية وعرامة الشرك، والتمسك بما آل عليه الآباء من عقائد وموقف كبراء قريش وزعمائها وعدائهم للدعوة، كل ذلك لم يكن ليترك عمر يسلم بيسر وسهولة بل لا بد للقلب الشديد، والقوة الهادرة من صوت مجلجل، ومنطق قاهر باهر، يقرع سمع عمر وفؤاده ليفتحه فتحًا قويًّا.

 

قصة إسلام عمر تدل على قوة حزمه :

ورد في سبب إسلام عمر الكثير من الروايات ولكن بالنظر في أسانيدها من الناحية الحديثية نجد أن الكثير منها لا يصح.

ويروى في إسلام عمر أن قريشًا قد اجتمعت، فتشاروت في أمر النبي فقالوا: أي رجل يقتل محمدًا؟ فقال عمر بن الخطاب أنا لها. فقالوا: أنت لها يا عمر. فخرج في الهاجرة يريد قتل رسول الله وقد ذكروا له أنهم يجتمعون في دار الأرقم في أسفل الصفا فلقيه نعيم بن عبد الله، فقال: أين تريد يا عمر؟ قال: أريد هنا الصابئ الذي مزق أمر قريش وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها، فأقتله. قال له نعيم: لبئس الممشى مشيك يا عمر، ولقد والله غرتك نفسك، ففرطت، وأردت هلكة بني عدي، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض، وقد قتلت محمدًا؟ فتحاورا حتى علت أصواتهما، فقال عمر: إني لأظنك قد صبوت، ولو أعلم ذلك لبدأت بك، فلما رأى نعيم أنه غير مُنتهٍ قال: إني أخبرك أن أهلك وأهل ختنك قد أسلموا وتركوك، وما أنت عليه من ضلالك. فلما سمع مقالته قال: وأيهم. قال: ختنك وابن عمك وأختك. ويذهب الفاروق لبيت أخته ويطرق الباب.

فلما دخل قال: ما هذه الهيمنة التي سمعت. قالا له ما سمعت شيئًا. قال: بلى والله، لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدًا على دينه. وبطش بختنه سعيد بن زيد، فقامت إليه فاطمة تدافع عن زوجها فضربها فشجها.

فلما فعل ذلك قالت له أخته وختنه: نعم. قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله، فاصنع ما بدا لك. وهنا تقرع كلمة الحق الصادقة من أخته وزوجها قلب عمر في أوج بأسه فتمزق ما عليه من غشاوة، فيلين ويخشع، وفي هذه اللحظة تبرز طبيعة عمر التي تميز بها عن الأشداء من قريش كأبي جهل وأضرابه الذين استبان لهم الحق، فكابروا وعاندوا، وحادوا الله ورسوله، لقد كانت قوة عمر قوة تَفوّق، لا قوة طيش وتهور، فما أن قرعت قلبه كلمات الصدق، وجلجلت في فؤاده مدوية، نهض كالبرق الخاطف من فوق صدر سعيد بن زيد زوج أخته، وندم على ما صنع وارعوى، وتضرع إلى أخته فقال: أعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرءون آنفًا، أنظر ما هذا الذي جاء به محمد وكان عمر كاتبًا.

فلما قال ذلك، قالت له أخته: إنا نخشاك عليها.

قال: لا تخافي. وحلف لها بآلهته ليردنها إذا قرأها إليها.

فلما قال ذلك طمعت في إسلامه، فقالت له: يا أخي إنك نجس على شركك، وإنه لا يمسها إلا الطاهر.

فقام عمر فاغتسل، فأعطته الصحيفة، وقرأ: {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 1- 5].

ويتابع عمر القراءة بقلب واجف، ويتلو بخشوع وتبتل: حتى يصل إلى قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14].

فقال الفاروق: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه، دلوني على محمد. قال عمر : دلني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم.

 

وذهب عمر إلى جبل الصفا حيث يجلس النبي مع صحابته.

وهناك ينطق عمر بالشهادتين، فكبر رسول الله تكبيرة عرف أهل البيت من صحابة النبي أنه قد أسلم.

من أول يوم في إسلامه وهو حازم :

دخل عمر الإسلام بإخلاص متناه، وعمل على تأييد الإسلام بكل ما أُوتي من قوة، وقال لرسول الله : ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال النبي : بلى، والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم.

قال ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن وكان الرسول على ما يبدو قد رأى أنه قد آن الآوان للإعلان، وأن الدعوة قد غدت قوية تستطيع أن تدافع عن نفسها، فأذن بالإعلان، وخرج في صفين، عمر في أحدهما، وحمزة على الآخر، ولهم كديد ككديد الطحين، حتى دخل المسجد فنظرت قريش إلى عمر وحمزة فأصابتهم كآبة لم تصبهم قط، وسماه رسول الله يومئذ الفاروق.

 

لقد أعز الله الإسلام والمسلمين بإسلام عمر بن الخطاب ، فقد كان رجلاً ذا شكيمة، لا يرام ما وراء ظهره، وامتنع به أصحاب رسول الله وبحمزة.

وتحدى الفاروق المشركين، فقاتلهم حتى صلى عند الكعبة، وصلى معه المسلمون، وحرص عمر على مواجهة أعداء الدعوة بكل ما يملك.

 

حزمه في حكمه :

يقول سويد بن غفلة رحمه الله: جاء يهودي إلى عمر بن الخطاب وهو بالشام يستعدي على عوف بن مالك الأشجعي أنه ضربه وشجه، فسأل عمر عوفًا عن ذلك فقال: يا أمير المؤمنين، رأيته يسوق بامرأة مسلمة فنخس الحمار ليصرعها فلم تصرع، ثم دفعها فجرت عن الحمار، ثم تغشاها، ففعلت ما ترى.

فذهب إليها عوف، وأخبرها بما قال لعمر، فذهبت لتجئ معه، فانطلق أبوها وزوجها فأخبروا عمر بذلك.

قال: فقال عمر لليهودي: والله ما على هذا عاهدناكم، فأمر به فصلب، ثم قال: يا أيها الناس: فُوا بذمة محمد ، فمن فعل منهم هذا، فلا ذمة له.!!

 

 

فالأمن والأمان لمن أوفى بالعهود والمواثيق، وضرب الرقاب لمن خان العهد، وغدر بما عليه أخذ العهد والذمة.

هذا الأدب الفريد، وتلك الأخلاق السامية في مجال القتال هي ما تعلمه الفاروق من دينه القويم، وما اتصف به من أخلاق النبي الأُمي ، وتلك المكارم مجتمعة هي سمات الإمام الرباني المحب للجهاد في سبيل الله، وابتغاء ثوابه.

فما أحوج أهل الإسلام اليوم قادة كانوا أو جنودًا إلى تلك المثل الجهادية الرائعة، التي تظهر صورة سامية من صور الإسلام الشامخ.

 

يروي عاصم بن عمر فيقول: إن عمر قدم عليه مال، فأمر به إلى بيت المال، فجئت وأنا غليّم وعليّ أزير فوجدت درهمًا فأخذته، فقال لي: من أين هذا الدرهم لك يا عاصم؟

قلت: أعطتنيه أمي، فأرسل إلى أمه: أعطيت عاصمًا درهمًا؟

قالت: لا. قال: أخبرني خبره؟

قلت: وجدته في الحجر- أو قال في الفناء- فأخذه مني، ودفعه إلى رجل وقال: اذهب به فألقه بين الخوخة والباب.

 

عزل الولاة :

لم يكن عمر يرضى بأن يهتم بحسن اختيار الولاة فحسب، بل كان يبذل أقصى الجهد لمتابعتهم بعد أن يتولوا أعمالهم، ليطمئن على حسن سيرتهم، ومخافة أن تنحرف بهم نفوسهم، وكان شعاره لهم: خير لي أن أعزل كل يوم واليًا من أن أُبْقي ظالمًا ساعة نهار.

وكان من حزم عمر مع ولاته أنه كان يطلب منهم أشياء عن طريقها يضبط أمورهم.

 

مواقف أخرى من حزم الفاروق عمر :

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فِي جَيْشٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنْ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلأَنْصَارِ. وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ. فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: "مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ. فَقَالَ: "دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ". فَسَمِعَ بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَقَالَ: فَعَلُوهَا، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ. فَبَلَغَ النَّبِيَّ ، فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. فَقَالَ النَّبِيُّ : "دَعْهُ، لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ

ومشهد آخر :

في موقف حاطب بن أبي بلتعة عندما أرسل إلى ناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي فقال له النبي : "مَا هَذَا يَا حَاطِبُ؟" قَالَ: لا تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِنْ قُرَيْشٍ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِمَكَّةَ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَصْطَنِعَ إِلَيْهِمْ يَدًا يَحْمُونَ قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا وَلا ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي. فَقَالَ النَّبِيُّ : "إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ". فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَقَالَ: "إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ"

.

 

وفي أعقاب غزوة بدر جاء عمير بن وهب إلى المدينة قبل إسلامه يريد قتل الرسول ، كان عمر بن الخطاب في نفر من أصحابه يتحدثون عن بدر، ويذاكرون ما أكرمهم الله به، وما أراهم في عدوهم، إذ نظر عمر إلى عمير بن وهب وقد أناخ راحلته على باب المسجد متوشحًا سيفه، فقال: هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب، ما جاء إلا لشر، هو الذي حرش بيننا، وحرزنا للقوم يوم بدر. ثم دخل على رسول الله فقال: يا نبي الله، حضر عدو الله عمير بن وهب، قد جاء متوشحًا سيفه.

قال: فأدخله عليّ، قال: فأقبل عمر حتى أخذ بجمالة سيفه في عنقه، قال: أرسله يا عمر. ادن يا عمير. فدنا ثم قال: انعموا صباحًا- وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم- فقال رسول الله : أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة. فقال الرسول : فما جاء بك يا عمير؟ قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم، فأحسنوا إليه. قال: فما بال السيف في عنقك؟ قال: قبحها الله من سيوف وهل أغنت عنا شيئًا. قال: اصدقني، ما الذي جئت به له. قال: ما جئت إلا لذلك. قال: بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في حجر الكعبة فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لولا دَيْن عليّ وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدًا، فتحمل لك صفوان بن أمية بدَيْنك وعيالك، على أن تقتلني به، والله حائل بينك وبين ذلك.

قال عمير: أشهد أنك لرسول الله. فقال الرسول : "فقهوا أخاكم في دِينه، وعلموه القرآن، وأطلقوا أسيره ففعلوا".

ومن هذه القصة يظهر الحس الأمني الرفيع الذي تميز به عمر بن الخطاب فقد انتبه لمجيء عمير بن وهب، وحذر منه، وأعلن أنه شيطان ما جاء إلا لشر، فقد كان تاريخه معروفًا لدى عمر، فقد كان يؤذي المسلمين في مكة وهو الذي حرص على قتال المسلمين في بدر، وعمل على جمع المعلومات عن عددهم، ولذلك شرع عمر في الأخذ بالأسباب لحماية الرسول ، فمن جهته فقد أمسك بحمالة سيف عمير الذي في عنقه بشدة فعطله عن إمكانية استخدام سيفه للاعتداء على الرسول ، وأمر نفرًا من الصحابة بحراسة النبي . وهنا ألفت الانتباه لقول النبى صلى الله عليه وسلم لقد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة وذلك عندما قال له{ انعموا صباحًا- وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم} فها هم المسلمون اليوم يرجعوا لتحية الجاهلية بكلمات مشابهة مثل صباح الخير ومساء الخير وما شابهها!!!!

 

ومن كلامه ما يدل على حزمه :

وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب الأنصار، فصحت على امرأتي، فراجعتني فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي ليراجعنه، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل. فأفزعني ذلك، فقلت: قد خاب من فعل ذلك منهن. ثم جمعت عليّ ثيابي، فنزلت فدخلت على حفصة بنت عمر، فقلت: يا حفصة، أتغاضب إحداكن رسول الله يوما إلى الليل؟ قالت: نعم. قلت: خبت وخسرت، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله فيهلكك؟ لا تستكثري على رسول الله، ولا تراجعينه في شيء، ولا تهجريه، وسليني ما بدا لك، ولا يغرك إن كانت جارتك هي أوضأ منك، وأحب إلى رسول الله.

__________________________________________________ ______________

الشيطان يفر من عمر:

 

عن عبد الله بن بريدة قال سمعت بريدة يقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا فجعلت تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب ثم دخل عمر فألقت الدف تحت استها ثم قعدت عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان ليخاف منك يا عمر إني كنت جالسا وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة

تحفة الأحوذي شرح الترمذى .شرح الحديث:

 

قوله : ( فلما انصرف ) أي : رجع النبي صلى الله عليه وسلم ( جاءت جارية سوداء ) أي : حضرت عنده صلى الله عليه وسلم ( سالما ) ، وفي بعض النسخ صالحا أي : منصورا ( بين يديك ) أي : قدامك ، وفي حضورك ( بالدف ) بضم الدال وتشديد الفاء وهو أفصح وأشهر وروي الفتح أيضا هو ما يطبل به ، والمراد به الدف الذي كان في زمن المتقدمين وأما ما فيه الجلاجل فينبغي أن يكون مكروها اتفاقا .( تحت استها ) بهمز وصل مكسور وسكون سين أي : إليتها ( ثم قعدت عليه ) أي : على الدف ،

 

وفي حديث عمر عند الشيخين : " والذي نفسي بيده ما لقيت الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك"

 

قال الحافظ : فيه فضيلة عظيمة لعمر تقتضي أن الشيطان لا سبيل له عليه لا أن ذلك يقتضي وجود العصمة إذ ليس فيه إلا فرار الشيطان منه أن يشاركه في طريق يسلكها ولا يمنع ذلك من وسوسته له بحسب ما تصل إليه قدرته.

 

في حديث حفصة عند الطبراني في الأوسط بلفظ : " إن الشيطان لا يلقى عمر منذ أسلم إلا خر بوجهه " ، وهذا دال على صلابته في الدين واستمرار حاله على الجد الصرف ، والحق المحض ، وقال النووي : هذا الحديث محمول على ظاهره وأن الشيطان يهرب إذا رآه

 

وفيه دليل على أن الوفاء بالنذر الذي فيه قربة واجب والسرور بمقدمه صلى الله عليه وسلم قربة سيما من الغزو الذي فيه تهلك الأنفس ، وعلى أن الضرب بالدف مباح ، وفي قولها ( وأتغنى ) دليل على أن سماع صوت الجوارى بالغناء مباح إذا خلا عن الفتنة " والجوارى هن البنات الصغيرات

 

 

وهنا سؤال هام لماذا يفر الشيطان من عمر ولا يفر من رسول الله ؟؟

الجواب تجده في كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين لإبن القيم رحمه الله تعالى

 

قال (( وأيضا فالهوى عدو الإنسان ، فإذا قهر عدوه وصار تحت قبضته وسلطانه كان أقوى و أكمل ممن لا عدو له يقهره.

 

ولهذا كان حال النبي صلى الله عليه وسلم في قهره قرينه حتى انقاد وأسلم له فلم يكن يأمره إلا بخير أكمل من حال عمر حيث كان الشيطان إذا رآه يفر منه وكان إذا سلك فجا سلك غير فجه

 

وبهذا خرج الجواب عن السؤال المشهور وهو : كيف لا يقف الشيطان لعمر بل يفر منه ومع هذا قد تفلت على النبي صلى الله عليه وسلم وتعرض له وهو في الصلاة وأراد ان يقطع عليه الصلاة ؟ ومعلوم أن حال الرسول أكمل و أقوى

 

و الجواب ما ذكرناه : أن شيطان عمر كان يفر منه فلا يقدر أحدهما على قهر صاحبه ، و أما الشيطان الذي تعرض للنبي صلى الله عليه وسلم فقد أخذه وأسره وجعله في قبضته كالأسير . وأين من هرب منه عدوه فلا يظفر به إلى من ظفر بعدوه فيجعله في أسره وتحت يده وقبضته ؟ ))

هذا ونكمل سيرته العطرة باذن الله فى جزءٍ جديد اللهم اهدنا لاخلاق عمر انًك على كل شيء قدير وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

 

%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%AA%D9%86%D8%B2%D9%8A%D9%84.jpg

 

 

dot.gif

center]

تم تعديل بواسطة مسلمة وافتخر جدا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كلما ذ ُكر العدل أقول مات عمر

 

فأين أنت يااادولة العدل ...اشتقنا للحكم بكتاب الله

 

وسـُـنة نبيه ..عندنا مائدة عامرة بخيرات وقوانين

 

للدنيا والآخرة ..ونتسول فتات العالم من قوانين مجحفة

 

وإهدار عام لحوق البشر ..وسرقة مقدرات الشعوب

 

بداية العدل هو الحكم بشرع رب العباد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×