اذهبي الى المحتوى
بشاشة الزهور

المشوق إلى القراءة وطلب العلم

المشاركات التي تم ترشيحها

المشوق إلى القراءة وطلب العلم

للمؤلف : علي العمران

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

أحببت أنقل لكن من شذارات الكتاب مختصرًا لما فيه الفائدة والمتعة ..

أسأل الله ينفعنا وإياكن .

 

ولمن أرادت حب استطلاع هذا الكتاب ..

http://ia802704.us.archive.org/29/items/miqwte/miqwte.pdf

 

* في الحثِّ على الازدياد من العلم والتبحُّر فيه

في نزول أوَّل آيةٍ في القرآن، وهي قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق/ 1] من الدَّلالات والمعاني ما لا يمكن حصرُه، ويُفهم من قوله: (اقْرَأْ) وهو فعل أمر من (قَرَأ) الأمر الجازم الحازم بالقراءة، والحث على تعلمها وتعليمها (1) ، وفي هذه اللفتة غَناء عن كلام كثير في هذا الموضوع.

 

* أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالزيادة من العلم

ثم جاءَ الأمرُ القرآني الآخر، لتأكيد القضيّة وانلحث على طلب المزيد من العلم، فقال الله -تعالى-: (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) [طه/ 114] .

قال ابن القيم -رحمه الله-: ((وكفى بهذا شرفًا للعلم.، أن أمرَ نبيَّه أن يسأله المزيدَ منه)) (2) اهـ.

وقال ابن كثير في ((تفسيره)) (3) : ((أي: زدني منك علمًا، قال ابنُ عُيينة -رحمه الله-: ولم يزل - صلى الله عليه وسلم - في زيادة حتَّى توفَّاه الله -عز وجل-)) اهـ.

وقد قيل: ما أمرَ اللهُ رسولَه بطلبِ الزيادة في شيءٍ إلا في العلم (4) .

(1) انظر: ((شواهد في الاعجاز القرآني)) : (ص/ 84) للأستاذ عودة أبو عودة.

(2) ((مفتاح دار السعادة)) : (1/ 223- 224) .

(3) (3/ 175) ، وانظر: ((روح المعاني)) : (16/ 269) للآلوسي.

(4) انظر: ((الكشّاف)) : (2/ 448) ، و ((تفسير الخازن)) : (3/ 282) ، و ((فتح الباري)) : (1/ 170) ، و ((محاسن التأويل)) : (11/ 197)

فائدة: قال الزمخشري: ((هذه الآية متضمِّنة للتواضع لله والشكر له، عندما علم من ترتيب التعلُّم، أي: علمتني يا ربِّ لطيفةٌ في باب التعلُّم وأدبًا جميلاً ما كان عندي، فزِدني علمًا إلى علم، فإن لك في كلِّ شيءٍ حكمة وعلمًا)) اهـ. ((الكشاف)) : (2/ 448) ، وعنه ما بعده من التفاسير.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

*خبر نبيِّ الله موسى - صلى الله عليه وسلم - في طلب الزيادة منه

والعالم كلما ازداد علمًا. ازداد معرفة بفضل العلم ومنزلته ومكانته، وبمقدار ما فاته منه ويفوت= فتاقَت نفسُه -حينئذٍ- إلى المزيد منه، ولو لقي في ذلك الألاقي.

ففي خبر كليم الله موسى - صلى الله عليه وسلم - الذي قصَّه القرآن الكريم في سورة الكهف الآيات (60-82) ، وذكره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه كما في ((الصحيحين)) (1) وفيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بينما موسى في ملأٍ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدًا أعلمَ منك؟ قال موسى: لا. فأوحى الله إلى موسى: بلى، عَبْدنا خَضِر (2) ، فسألَ موسى السَّبيلَ إليه ... )) الحديث.

قال أبو العبَّاس القرطبي (3) : ((وفيه من الفقه: رِحْلة العالِمِ في طلب الازدياد من العلم، والاستعانة على ذلك بالخادم والصاحِب، واغتنام لقاء الفُضَلاء والعلماء، وإن بَعُدت أقطارُهم، وذلك كان دأب السَّلف الصالح، وبسبب ذلك وصلَ المرتحلون إلى الحظ الراجح، وحصلوا على السَّعي الناحج، فَرَسخت في العلوم لهم أقدامٌ، وصحَّ لهم من الذِّكر والأجر أفضلُ الأقسام)) اهـ.

 

قال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) (4) : ((وموسى -عليه الصلاة والسلام- لم يمنعه بلوغه من السِّيادة المحلّ الأعلى من طلب العلم وركوب البحر لأجله ... و [فيه -أي الحديث-] : ركوب البحر في طلب العلم، بل في طلب الاستكثار منه)) اهـ.

وذكر الماوردي (5) عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- قال: لو كان أحدٌ يكتفي من العلم لاكتفى منه موسى -على نبينا وعليه السلام- لمَّا قال: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) [الكهف/ 66] .

أقول: فهذه حال الأنبياء، والعلماءُ ورثتهم، ولم يَرِثوا منهم إلا العلم، فطلبوه وحصَّلوه وتعبوا في سبيله، فأخذوا بحظ وافرٍ.

--------

(1) البخاري رقم (74) ، ومسلم رقم (2380) من حديث أُبي بن كعبٍ -رضي الله عنه-.

(2) بفتح أوله وكسر الثاني، أو بكسر أوله وإسكان الثاني، وجهان.

(3) ((المفْهِم)) : (6/ 196) ، وانظر ((مفتاح دار السعادة)) : (1/ 487- 488) ، ففيه كلام نفيس لولا طوله نقلته.

(4) (1/ 202، 204) ، وانظر ((عمدة القاري)) : (2/64) ، و ((إكمال المعلم)) : (7/ 367) .

(5) في ((أدب الدنيا والدين)) : (ص/ 124) ، ونَسَبَه في ((البيان والتبيُّن)) : (1/ 258) إلى قتادة.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

* قراءة شيخ الإسلام وهو مريض

قال الإمام ابن القيم في ((روضة المحبِّين)) (1) : وحدَّثني شيخنا -يعني ابنَ تيمية- قال: ابتدأني مرضٌ، فقال لي الطبيب: إن مُطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك، أليست النفس إذا فرحت وسُرَّت وقَوِيت الطبيعةُ فدفعت المرضَ؟ فقال: بلى، فقلت له: فإن نفسي تُسرُّ بالعلم فتقوى به الطبيعةُ فأجدُ راحةً، فقال: هذا خارجٌ عن علاجنا ... )) اهـ.

وقال ابنُ القيم أيضًا: ((وأعرف من أصابه مرض من صداعٍ وحُمَّى وكان الكتاب عند رأسه، فإذا وجد إفاقةً قرأ فيه، فإذا غُلِبَ وضعَه، فدخل عليه الطبيبُ يومًا وهو كذلك فقال: إن هذا لا يحلُّ لك فإنك تُعين على نفسك وتكون سببًا لِفَوْت مطلوبك)) اهـ.

------

(1) (ص/ 70) .

 

 

* إذا لم اشتغل بالعلم، ماذا أصنع؟ ‍‍‍‍‍‍!.

ذكر الإمام المقريزيّ في ((المقفَّى الكبير)) (1) العلامةَ ابنَ صدقة الحموي (599) أنه كان كثيرَ الاشتغال بالعلم دائم التحصيل له. وذكر عن الحافظ المنذري أنه قال: ((دخلتُ عليه يومًا وهو في سَرَبٍ تحت الأرض، لأجل شدَّة الحر، وهو شتغل. فقلتُ له: في هذا المكان؟ وعلى هذه الحال؟!.

فقال: إذا لم أشتغل بالعلم، ماذا أصنع؟

قال المنذري: إنه وُجِدَ في تَرِكَته محابر ثلاث، أحدها تَسَعُ عَشَرة أرطال، والأخرى تسعة، والثالثة ثمانية)) .

------

(1) (7/ 393- 394) .

وقال المنذري: ((إنه كان يأخذ الكتاب بالثمن اليسير ولا يزال يخدمه حتَّى يصير من الأمَّهات)) . ومثله شيخ علماء دمياط عبد الرحمن الخضري، فقد أنفق سنتين في إصلاح نسخته الخطية من ((البرهان)) لإمام الحرمين وترتيب أوراقها ومعرفة موضع الخلل فيها وكتابة نسخة منها، انظر مقدمة ((البرهان)) : (ص/ 82) ، و ((الدرة المضيَّة)) : (ص/ 17) .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

* من استغنى بمجالسة كتبه عن مخالطة الناس

• بن المبارك

ذكر الذهبي في ((السير)) (1) : ((عن نُعيم بن حماد قال: كان ابن المبارك يُكثر الجلوسَ في بيته، فقيل له: ألا تستوحِش؟ فقال: كيف أستوحِشُ وأنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه؟ ‍! ((اهـ.

وأسند الخطيب في ((تقييد العلم)) (2) عن ابن المبارك قوله: من أحبَّ أن يستفيد، فلينظر في كتبه.

• الذُّهْلي

وفي ((تاريخ بغداد)) (3) : ((أن يحيى بن (محمد بن يحيى) الذُّهْلي قال: دخلتُ على أبي في الصيف الصائف وقتَ القائلة، وهو في بيت كتبه، وبين يديه السِّراج، وهو يُصنِّف، فقلتُ: يا أبةِ! هذا وقتُ الصلاة، ودُخانُ هذا السِّراج بالنهار، فلو نفَّسْت عن نفسك. قال: يا بُنيَّ تقولُ لي هذا وأنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعين)) ؟!.

• ابن الأعرابي

ساق ابن عبد البر بسنده في ((جامع بيان العلم وفضله)) (4) أن أحمد بن محمد بن شجاع بعثَ غلامًا من غِلْمانه إلى أبي عبد الله بن الأعرابي -صاحب الغريب- يسأله المجيءَ إليه، فعاد إليه الغلام، فقال: قد سألته ذلك، فقال لي: عندي قوم من الأعراب، فإذا قضَيتُ أَرَبي منهم أتيتُ، قال الغلام: وما رأيتُ عنده أحدًا، إلا أن بين يديه كتبًا ينظر فيها، فينظر في هذا مرَّة وفي هذا مرة، ثم ما شعرنا حتى جاء، فقال له أبو أيوب: يا أبا عبد الله! سبحان الله العظيم، تخلَّفت عنَّا وحَرَمْتنا الأُنسَ بك، ولقد قال لي الغلامُ: إنه ما رأى عندك أحدًا، وقلتَ: أنا مع قومٍ من الأعراب، فإذا قضيتُ أَرَبي معهم أتيتُ، فقال ابنُ الأعرابي:

لنا جُلَساءٌ ما نَمَلُّ حديثَهم ... ألِبَّاءُ مأمونون غَيْبًا ومَشْهدا

يُفيدوننا من علمهم علمَ ما مضى ... وعقلاً وتأديبًا ورأيًا مُسَدَّدا

بِلا فتنةٍ تُخشى ولا سوء عِشْرةٍ ... ولا يُتَّقَى منهم لسانًا ولا يدا

فإن قلتَ: أمواتٌ فلا أنتَ كاذِبٌ ... وإن قلتَ: أحياءٌ فلستَ مُفنَّدا

 

• وقيل لرجلٍ: من يُؤنِسُكَ؟ فضربَ بيده إلى كتبه، وقال: هذه، فقيل: مِن الناسِ؟ فقال: الذين فيها (5) .

خليلي كتابي لا يَعاف وصاليا ... وإن قلَّ لي مالٌ وولَّى جماليا

كتابي عَشيقي حين لم يبقَ مَعْشَق ... أُغازله لو كان يدري غزاليا

كتابي جليسي لا أخاف ملاله ... محدّث صدقٍ لا يخاف ملاليا

كتابي بحر لا يغيض عطاؤه ... يُفيض عليَّ المال إن غاض ماليا

كتابي دليلٌ لي على خير غايةٍ ... فمن ثَمَّ إدلالي ومنه دلاليا

قيل: إن هذه الأبيات -وغيرها- كانت على باب خزانة الإمام أبي بكر القفَّال (6) .

-------

(1) (8/ 382) ، وهو بنحوه في ((تقييد العلم)) : (ص/ 126) ، و ((تاريخ بغداد)) : (10/ 156) ، و ((الجليس الصالح)) : (1/ 163- 164) .

(2) (ص/ 140) .

(3) (3/ 419) ، وانظر: ((السير)) : (12/ 279- 280) .

(4) (2/ 1227- 1228)

(5) ((تقييد العلم)) : (ص/ 125) .

(6) ((تقييد العلم)) : (ص/ 127) .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

• المعافى النهرواني

وقال الإمام المعافَى بن زكريا النهرواني الجَرِيْري -نِسْبةً إلى مذهب ابن جرير الطبري- ت (390) في كتابه: ((الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي)) (1) : ((وقد كان بعض من كان له في الدنيا صِيْتٌ ومكانة عاتبني على ملازمة المنزل، وإغبابي زيارتَه، وإقلالي ما عوَّدته من الإلمام به وغِشيان حضرته، فقال لي: أما تستوحش الوِحْدَة؟ ونحو هذا من المقالة.

فقلتُ له: أنا في منزلي إذا خلوتُ من جليسٍ يقصد مجالستي، ويؤثر مساجلتي، في أحسن أُنسٍ وأجملِه، وأعلاه وأنبلِه، لأنني أنظر في آثار الملائكة والأنبياء، والأئمة والعلماء، وخواصّ الأعلام الحكماء، وإلى غيرهم من الخلفاء والوزراء، والملوك والعظماء، والفلاسفة والأدباء، والكُتَّاب والبلغاء، والرُّجَّاز والشعراء، وكأنني مُجَالِسٌ لهم، ومستأنسٌ بهم، وغير ناءٍ عن محاضرتهم، لوقوفي على أنبائهم، ونظري فيما انتهى إليَّ من حِكَمهم وآرائهم)) اهـ.

-----

(1) (1/ 164) .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

* في المقبرة أو مع الكتاب

قال الجاحظ في كتاب ((الحيوان)) (1) : ((قال ابنُ داحة: كان عبدُالله ابن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، لا يجالِسُ الناسَ، وينزلُ مقبُرَة من المقابر، وكان لا يكاد يُرى إلا وفي يده كتابٌ يقرؤه، فسُئل عن ذلك، وعن نزوله المقبُرَة؟ فقال:

لم أرَ أوْعظ من قَبْر، ولا أمنعَ من كتابٍ، ولا أسلَمَ مِن الوَحْدة. فقيل له: قد جاء في الوَحْدة ما جاء! فقال: ما أفْسَدَها للجاهل وأصلحها للعاقل! (2)

 

* مجلسة بين كتبه أفخم وأنبل من مجلسه بين حاشيته

قال الجاحظ في ((الحيوان)) (3) : ((ولقد دخلتُ على إسحاق بن سليمان في إمْرَته، فرأيتُ السِّماطَين (3) والرجال مُثُولاً كأنّ على رءوسهم الطير، ورأيتُ فِرشته وبِزَّته، ثم دخلتُ عليه وهو معزول، وإذا هو في بيت كتبِه، وحواليه الأسفاط والرُّقوق، والقماطِر والدفاتر والمساطر والمحابِر، فما رأيته قط أفخمَ ولا أنبلَ، ولا أهيبَ ولا أجزلَ منه في ذلك اليوم، لأنه جمعَ مع المهابَةِ المحبَّةَ، ومع الفخامةِ الحلاوةَ، ومع السُّودَدِ الحِكمةَ)) اهـ.

-------

(1) (1/ 62) . وأسنده الخطيب في ((تقييد العلم)) : (ص/ 142) ، وابن عبد البر في ((الجامع)) : (2/ 1231) .

(2) سئل أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي: ((ما تقول في عُزلة الجاهل؟ فقال: خَبَال ووبال، تضرّه ولا تنفعه. فقيل له: فعزلة العالم؟ قال: مالك ولها، معها حِذاؤها وسِفاؤها، ترِد الماء وترعى الشجر، إلى أن يلقاها ربُّها)) ((ذيل الطبقات)) : (1/161) ، وانظر: ((العزلة)) للخطابي، وابن الوزير، والعودة.

(3) (1/ 61- 62) .

(4) صَفَّين من الجنود وغيرهم.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

* همته في المطالعة والقراءة

قال السخاوي في ((الجواهر والدرر)) (1) عن شيخه ابنِ حجر: ((إنما كانت همته المطالعة والقراءة والسَّماع والعبادة والتصنيف والإفادة، بحيث لم يكن يُخْلي لحظةً من أوقاته عن شيءٍ من ذلك، حتى في حال أكْلِه وتوجُّهه وهو سالك، كما حكى لي ذلك بعض رُفْقَته الذين كانوا معه في رحلته، وإذا أراد الله أمرًا هيَّأ أسبابَهُ (2) .

وقد سمعته -رحمه الله- يقول غيرَ مرَّة: إنني لأتعجَّب ممن يجلس خاليًا عن الاشتغال!!)) اهـ.

أقول: رحم الله القائل -وهو أبو بكر الشهرزوري-:

هِمَّتي دُوْنها السُّها والزُّبانا ... قد عَلَت جهدها فما يتدَانَى

فأنا مُتْعَبٌ مُعَنًّى إلى أن ... تتفانى الأيامُ أو أَتَفانَى

(1) (1/ 110) ، (1/ 170- ط ابن حزم) .

(2) ذكر السخاوي عن شيخه عجائب في القراءة، والكتابة، والهِمَّة في تحصيل العلوم، سُقْنا طرفًا منها في تفاريق كتابنا هذا -رحم الله الجميع-.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

* يقطع الليل جميعه في القراءة على السِّراج

ذكر القاضي عياض في ((ترتيب المدارك)) (1) في ترجمة الإمام الفقيه أبي محمد عبد الله بن إسحاق المعروف بابن التَّبَّان ت (371) أنه قال عن نَفْسِه: كنت أول ابتدائي أدرس الليل كلَّه، فكانت أُمي تنهاني عن القراءة بالليل، فكنت آخذ المصباح وأجعله تحت الجفنة وأتعمَّد النوم، فإذا رَقَدَتْ أخرجتُ المصباحَ وأقبلتُ على الدرس.

قال القاضي: وكان كثير الدرس، ذكر أنه دَرَسَ كتابًا ألفَ مَرَّةٍ)) اهـ.

----

(1) (1/ 78) .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

* صور من العصر الحديث

بعد هذا التطواف في رحاب العلماء في قرون غابرة وأقطارٍ متباعدة، كأنِّي بقائل يقول: تلك أمة قد خلت، وجيل قد ذهب، فهل لك في أمثلة قريبة ونماذج حيَّة؟

فنقول: نعم، وما أكثرها!

 

* وهذا الشيخ محمد بدر الدين الحسني (1354) العلامة المحدِّث (حفظ الصحيحين غيبًا بأسانيدهما، ونحو ((20 ألف)) بيت من المتون العلمية) (1) ، كان شديد التشاغل بالعلم والعكوف على طلبه والانقطاع إليه، حتى بلغ من ذلك شيئًا عظيمًا، قال الشيخ علي الطنطاوي (2) -رحمه الله- ((بل كان يجلس في الليل ليقرأ، فإذا غلبه النُّعاس اتكأ برأسه على وسائد أُعِدت له، فأغفى ساعتين أو ثلاثًا من الليل متقطعات، ومن النهار ساعة)) .

وقال: ((كان يقرأ دائمًا لا يشغله عن القراءة إلا أن يكون نائمًا أو في صلاة أو درس، أو في طريقه من المسجد إلى البيت، ما فارق الكتب قطُّ، ولا استعان على النظر بنظارة، وقد مات حديد البصر صحيحه، وما أحبَّ في الدنيا غير الكتب ...فكان يشتري الكتابَ يسمعُ به ولو كان مطبوعًا في أقصى الهند، ويشتري المخطوط ولو بوزنه ذهبًا، ولا يدع كتابًا حتى يقرأه، أو يتصفحه تصفّح المتثبِّت ... )) .

 

* ومثالٌ حيٌّ كان بين أظهرنا لشهور مضت هو العلاَّمة الأديب البليغ صاحب القلم الأنيق والعبارة الرشيقة (3) الشيخ علي الطنطاوي (1420) -رحمه الله تعالى- له مقال في ((الذكريات)) (4) عنوانه ((شغلي الدائم المطالعة)) ذكر فيه ولعه الدائم بالمطالعة من صغره وهو في المدرسة الابتدائية بدون إرشاد مُرْشِد ولا تعليم مُعَلِّم ثم قال: ((فأنا اليوم، وأنا بالأمس، كما كنت في الصغر، أمضي يومي أكثره في الدار أقرأ، وربما مرّ عليَّ يوم أقرأ فيه ثلاثمئة صفحة، ومعدَّل قراءتي مئة صفحة من سنة (1340) إلى هذه السنة (1402) .

اثنان وستون سنة. احسبوا كم يومًا فيها، واضربوها بمئة، تعرفوا كم صفحة قرأت. أقرأ في كل موضوع، حتى في الموضوعات العلمية ... )) .

وله في ((الذكريات)) (5) -أيضًا- حديث عن قراءته ومقدارها، مع اشتغاله بالقضاء في دمشق (كل يوم ثلاثون قضية) مع الإشراف على مجالس التحكيم، والعمل رئيسًا لثلاثة مجالس، الأوقاف، والأيتام، والمجلس الأعلى للكليَّات الشرعية، مع إلقاء دروس في الكلية، والثانوية للبنين والبنات، وكان إلى جانب ذلك خطيب جمعة، ومحاضرًا في النوادي، وله أحاديث في الإذاعة، وكتابة يومية في إحدى الجرائد. كان يصنع هذا كله!!.

ومع ذلك كان يقرأ كل يوم يومٍ مئتين أو ثلاثمئة صفحة، قال: ((وأنا مستمر على ذلك من يوم تعلمت القراءة، وأنا صغير، أي: من نحو سبعين سنة إلا قليلاً، أصرف فضل وقتي كله في القراءة)) .

ولو ذهبتُ استقصي أخبارَ علماء هذا القرن المنصرم لجاء كتابًا برأْسِه!! لكن حسبي هنا ما ذكرت، وكفى به عبرةً لمعْتَبِر، ومن أراد التوسُّع فليراجع تراجم أهل هذا القرن وهي كثيرة (6) .

-----

(1) قاله عَصْرِيُّه الزِّركلي في ((الأعلام)) : (7/ 158) .

(2) ((رجال من التاريخ)) : (ص/ 381- 382) .

(3) أسلوبه الذي يكتب به لم يُقلِّد فيه أحدًا، بل قلده فيه مقلِّدون.

(4) (1/ 159- 165) .

(5) (6/ 267- 269) .

(6) مثل: ((المعاصرون)) لمحمد كُرْدْ عَلي، و ((نزهة الخواطر)) المجلد الثامن، لعبد الحي الحسني، و ((الأعلام)) للزركلي تراجم المتأخرين، و ((ذيول الأعلام)) ، و ((علماء ومفكرون عرفتهم)) للمَجْذوب.

 

انتهت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×